09 آيار 2024 الساعة 16:09

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الخميس 25/4/2024 العدد 992

2024-04-27 عدد القراءات : 62
 الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

هآرتس 25/4/2024

 

الزوجان نتنياهو في “سلفي” مع 133 مخطوفاً: نخب “رفح” وأكذوبة “النصر المطلق”

 

 

بقلم: أوري مسغاف

 

التخلي عن المخطوفين وتركهم لمصيرهم، موتهم بالتعذيب والألم، حدث استراتيجي في تاريخ الدولة. حدث يقوض الروح المؤسسة للدولة. سيستمر صداه لسنوات القادمة. فهو جريمة لا تغتفر ضد الضحايا وعائلاتهم، وأيضاً ضد الإسرائيلية واليهودية.

فدية الأسرى أمر سام. حروب إسرائيل انتهت دائماً بتبادل الأسرى وإعادة القتلى: تم إطلاق سراح 1027 مخرباً مقابل جلعاد شاليط. وفي صفقة جبريل أيضاً تم تحديد تعرفة مرتفعة. هناك مرات تم فيها إطلاق سراح مخربين حتى مقابل جثامين. شعار “دولة إسرائيل ستفعل كل ما في استطاعتها” اعتبر شعاراً مقدساً. الفشل في إعادة رون أراد اعتبر تاريخياً، ودرس محظور نسيانه. وإذا كان الأمر هكذا، فكيف سينظر إلى التخلي عن الـ 133 مخطوفاً؟

صفقة المخطوفين في تشرين الثاني، التي استقبلناها بفرح ورضى، هزت ائتلاف نتنياهو، لا سيما في قسم الاستيطان الحريدي وفي قاعدته الإعلامية، التي تتمثل في القناة 14 ومنظومة مرتبة من الأبواق والكتاب. عملياً، خرب نتنياهو النبضة السادسة والأخيرة في الصفقة مع إلقاء التهمة على حماس. ثم أصر على عدم السماح بإجراء أي صفقة أخرى تتعلق بوقف القتال في غزة. وهكذا تمت التضحية بالمخطوفين على مذبح حكمه.

هذه جريمة يشارك فيها وزير الدفاع يوآف غالنت، والشريك – المتعاون غانتس، ورئيس الأركان هرتسي هليفي. منذ كانون الأول تساوقوا مع هراءات طبخها نتنياهو ومستشاروه الإعلاميون: “النصر المطلق”، “زيادة الضغط العسكري ستعيد المخطوفين”. وتبين أن النصر المطلق أصبح مراوحة في المكان وهزيمة استراتيجية، وأن زيادة الضغط العسكري تقتل المخطوفين.

على الرغم من ذلك، ترسخ في رأي الجمهور نوع من إجماع قائل إنه من المنطقي ضرب غزة وقصفها من الجو والبر، في وقت يحتجز فيه العدو في شقق سرية تم قصفها وفي الأنفاق 133 مخطوفاً على قيد الحياة، ومع مرور الوقت يموتون. وكل ذلك في وقت يتضمن قواعد صلبة للمفاوضات، تشمل وساطة قطر ومصر، التي ثبت أنها ناجعة في الصفقة السابقة.

الانعطافة الأخيرة في هذه الحبكة كانت الشهر الماضي. انسحب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وبدأت المساعدات الإنسانية تغرق قطاع غزة بضغط من العالم. هكذا تنازل نتنياهو وحكومته عن أدوات مهمة بقيت لديهم أمام حماس: الانسحاب الكامل ورفع الحصار. يحيى السنوار الذي وصف للإسرائيليين بأن الاتصال انقطع معه وأنه يركض كفأر مذعور في الاأفاق، تشدد في مواقفه. وهو الآن يسعى لهدف النصر المطلق الخاص به، ووقف شامل للقتال، وانسحاب كامل لقوات الجيش الإسرائيلي من كل شبر في القطاع، وعودة النازحين إلى شمال القطاع، واستئناف حكم حماس في كل القطاع.

نتنياهو وغالانت وغانتس وهليفي، يقفون عاجزين أمام أبعاد الهزيمة. ويخافون من اليوم الذي سيتبين فيه مدى صغر عدد المخطوفين الذين بقوا على قيد الحياة. لذلك، يؤجلون النهاية. مثل مقامر حائر أفرغ جيبه في الكازينو، يواصلون التمتمة حول “زيادة الضغط على حماس” و”الإجراءات العسكرية التي ستأتي قريباً”. في الفترة القريبة القادمة سيسحبون من الصراف الآلي المزيد من السحب على المكشوف كي يضعوا على الطاولة الفيشة الأخيرة المنقذة: رفح.

في هذه الأثناء، يواصلون التحدث عن “التزام سام بإعادة جميع المخطوفين”. تبين عشية عيد الفصح كيف يبدو هذا الالتزام: بنيامين وسارة نتنياهو التقطا صورة بجانب كرسي فارغ في فندق “وولدورف استوريا” وهما يحملان علبة كرتون حشر عليها 133 وجهاً صغيراً للمخطوفين. من هناك تم نقل الصورة الفظيعة إلى خبراء “الفوتوشوب” والتنقيح، وعند انتهاء العطلة احتفل الزوجان فعلياً بعيد فصح آخر كما العادة في الشتات، في القصر المحصن لـ “فالك”. لم تعد لدي أي كلمات لأقولها.

---------------------------------------------

هآرتس 25/4/2024

 

“أرشيف هآرتس مليء بجرائمهم”.. أتذكرون ما فعله أفراد “نيتساح يهودا” بالعجوز أسعد؟

 

 

بقلم: جدعون ليفي

 

ليلة من ليالي كانون الثاني الباردة. الساعة: دقائق بعد الثالثة. عبد المجيد أسعد كان في طريقه إلى بيته في سيارته. منذ عودته قبل 11 سنة من منفى طويل في الولايات المتحدة بسبب الشيخوخة، أكثر من قضاء الوقت مع أصدقاء طفولته في القرية، يشربون القهوة ويلعبون الورق ويتحدثون حتى وقت متأخر في الليل. كل مساء عند واحد. هكذا أيضاً كان الأمر في مساء 12 كانون الثاني 2022.

جلجليّا في محافظة رام الله، هي قرية فيلّات، معظم سكانها يعيشون في الولايات المتحدة. في الساعة الثالثة فجراً كان الشارع خالياً ومظلماً. فجأة، لاحظ أسعد بعض الجنود يقفون قرب بقالة عليّ. قفزوا في وسط الشارع وأوقفوه. العجوز ابن الثمانين ذعر حتى الموت. أراد الوصول إلى بيته بسلام. أمره الجنود بالنزول من السيارة. حاول أن يرفض ولكن أحدهم أنزله بالقوة. وكبله الجنود الآخرون فوثقوا يديه وراء ظهره بأصفاد سوداء، التي وجدت بعد ذلك.

وضع الجنود قطعة قماش على فمه، وعصبوا عينيه وجروه بالقوة إلى موقع بناء “فيلّا” تم استكمال بنائها للتو. سقط حذاؤه وسار حافياً بقدم واحدة. كان وزن أسعد ثقيلاً ويعاني من تنفس ثقيل. قريته غنية وهادئة. وصل إليها الجنود من أجل التنكيل بالسكان لا غير. وقرروا اعتقال أي شخص يسير في الليل، من الشخص الذي يأخذ الخبز إلى القرية وحتى بائع الخضراوات، وأسعد أيضاً. لقد فتشوه، ربما أن هذا الأمريكي ابن الثمانين يحمل على جسده متفجرات، وتركوه ببلوزة خفيفة في ليلة باردة.

عندما وصلوا إلى ساحة موقع البناء، حيث احضروا قبل ذلك عدداً من المعتقلين، رماه الجنود أرضاً، وسقط مكبلاً على بطنه. رموه في الزاوية اليسرى في الساحة قرب أكياس رمل كانت هناك، كما يرمون كيساً من الرمل. “لماذا لم يجلبوا له كرسياً على الأقل؟”، تساءل في اليوم التالي شقيقه عامر وهو يبكي، الذي جاء لزيارته من قرية راسين في ويسكنسن بعد 11 سنة. أصبحت ساحة الفيلّا منشأة اعتقال للمعتقلين في رحلة صيد ليلية دبرها الجنود: خمسة من الأبرياء، أحدهم بائع الخضراوات ممدوح عبد الرحمن، الذي قال لنا إنه عندما نام في الساحة ووقف الجنود فوق رأسه مصوبين البنادق، شعر بأن جسده ارتطم بشيء ثابت، ولكن لم يخطر بباله أن هذا الشيء هو شخص ميت.

 توفي أسعد بسبب الخوف والبرد. في الساعة الرابعة فجراً، عندما عرف الجنود أنه مات، فكوا قيوده لطمس الأدلة وتركوا المكان. ضحيتهم كان يمكن أن تكون جدهم. لو أن فلسطينياً فعل ذلك بجد أحد الجنود، لاهتزت إسرائيل: حيوانات، كيف ينكلون بكبار السن؟

أحداث تلك الليلة كما رويت لنا عندما وصلنا القرية، لن أنساها. منظر العجوز الذي رمي على الأرض وهو مكبل ومغلق الفم لا تغيب من بالي. بسرعة، تبين أن الجنود كانوا مرة أخرى، نعم مرة أخرى، هم جنود الكتيبة ذات الاسم المخيف “نيتساح يهودا”.

أرشيف “هآرتس” مليء بوصف جرائمهم. ولسوء حظهم أن الضحية في هذه المرة كان شخصاً يحمل الجنسية الأمريكية. بعد سنتين لم يتم فيها تقديم أي جندي للمحاكمة على موت العجوز، قرر الأمريكيون التوقف عن صمتهم عندما يقوم جنود الجيش الإسرائيلي بقتل مواطنيهم. بني غانتس خاف، واتصل بسرعة مع وزير الخارجية الأمريكي، وقال له كيف يفعلون ذلك بالجنود الأبطال في الجيش الأخلاقي، وحتى من الكتيبة التي تحمل اسم الخلود. من أجل ذلك نحتفظ بغانتس. إسرائيل أهينت ودهشت. قد يفرض الأمريكيون عقوبات على مزيد من الوحدات في الجيش. وربما يكتشفون أن كل جندي يخدم في “المناطق” [الضفة الغربية] يقوم بالتنكيل في النهار وفي الليل. يا ليت!

---------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 25/4/2024

 

صحيفة عبرية.. لقادة إسرائيل: لا تكرروا فشلاً تاريخياً باستنساخ 133 من رون أراد

 

 

بقلم: آفي كالو

 

لأكثر من نصف سنة ونحن نستيقظ إلى واقع لا يطاق يعيشه مخطوفونا في أسر القتلة. ويخيل أن التاريخ، بجوانبه الظلماء، يصر على أن يكرر نفسه، في سياق مشابه تقشعر له الابدان.

كانت 1987 سنة مفتوحة الفرص الأولى (والأخيرة) لإعادة مساعد الطيار المفقود المقدم رون أراد من الأسر في لبنان. حتى أواخر السنة إياها، كان لإسرائيل عنوان حقيقي للحديث معه في قضية رون – جميل سعيد، رجل أعمال لبناني كان يسكن في لبنان، وكان مقرباً من نبيه بري، رئيس منظمة “أمل”، وهو حتى اليوم شخصية عامة ذات نفوذ في الساحة اللبنانية. غرست هذه القناة إحساس أمن مغلوطاً في إسرائيل في حينه بأنه يمكن إجراء الاتصالات مع الوسيط سعيد على مياه هادئة، بخاصة في ضوء رسائل من رون شكلت إشارة حياة منه.

ولكن آليات داخلية في “أمل” لم تشعل أضواء حمراء في “الكريا”، وتقرب رئيس جهاز الأمن في منظمة “أمل” مصطفى ديراني من طهران، أديا إلى أن نافذة الفرص أغلقت في نهاية 1987، مع إقامة “المقاومة المؤمنة”، منظمة شيعية متطرفة مقربة من الحرس الثوري الإيراني. وأخذ ديراني، الذي انسحب من “أمل” ووقف على رأس تلك المنظمة، رون تحت وصيته – خطوة أدت إلى انهيار قناة الوساطة المريحة. بعد اختفاء مساعد الطيار الأسير من قرية النبي شيت في صيف 1988 في ظروف غامضة، بذلت أسرة الاستخبارات جهوداً عظمى بهدف محاولة العثور عليه في أرجاء الشرق الأوسط.

عملياً، على مدى ثلاثة عقود ونصف مرت منذ اختفائه من القرية الشيعية المعادية في ظلمة الليل، نفذت سلسلة عمليات جريئة إلى جانب جهود استخبارية وبحثية متفرعة لم تنجح في تحقيق حل للغز. هكذا مثلاً في عهد حكومة التغيير، وحسب إعلان رئيس الوزراء في حينه بينيت من على منصة الكنيست، جرت حملة غنية المقدرات تنطوي على مخاطرة عظيمة، ورغم الإنجازات العملياتية المبهرة، لم تنجح في تبديد السحابة حول مصير وظروف اختفاء مساعد الطيار.

تفويت نافذة الفرص لإعادة مساعد الطيار الأسير في 1987 غذته سلسلة عناصر، بينها أيضاً صدمة صفقة جبريل (1985) التي أثارت نقداً جماهيرياً شديداً وأدت إلى تردد كبير في المستوى السياسي، ولاحقاً جرت جهاز الأمن إلى توظيف مقدرات هائلة وأحياناً بأثمان معقدة للعثور على مساعد الطيار، كما أسلفنا، حتى أيامنا هذه.

فضلاً عن ذلك، فإن انعدام الوضوح إزاء حياة مساعد الطيار منذ اختفائه في البقاع اللبناني في أواخر الثمانينيات، خلق تشوشاً وغموضاً في النظريات والتقديرات الاستخبارية، ما أثقل على قدرة خلق جدول أعمال أهلي وبذل جهد مركز دقيق لحل القضية الأليمة.

إن الفشل الاستخباري الذريع في قضية رون يجب أن يقف أمام أصحاب القرار في هذا الوقت في قضية المخطوفين. دروس لغز أراد تشكل إشارة تحذير واضحة ونداء صحوة صادم للمستوى السياسي: عدم استخدام نافذة فرص دبلوماسية، مهما كانت صعبة ومركبة، لإعادة مخطوفينا يزيد دراماتيكياً الخطر على حياتهم ويشكل إخفاقاً وطنياً في ضوء خوف حقيقي في أن يصعب نجاة المخطوفين الذين لا يزالون على قيد الحياة.

ولما كان هذا، وكما يتضح من قضية أراد، فإن عدم إعادة المخطوفين اليوم ستنطوي على ثمن باهظ في المستقبل، ليس فقط في جوانب سلة الأثمان لإعادتهم من خلال المفاوضات، بل أيضاً من زاوية المقدرات التي ستلزم أسرة الاستخبارات وجهاز الأمن بتوسيع الانشغال في مجال الأسرى والمفقودين لسنوات إلى الأمام بهدف العثور على المخطوفين بشكل سيكلف مقدرات واسعة وأحياناً على حساب مجالات لا تقل أهمية، توجد في قلب جدول الأعمال الأمني للدولة. هذا اعتبار ثقيل الوزن يجب أن يقف أمام ناظر أصحاب القرار.

يقف أمانا عدو غير إنساني، مرير ووحشي، من أكثر الأعداء وحشية الذين عرفتهم إسرائيل، لكنه ضعيف للغاية – عسكرياً وسياسياً وحوكمياً، بينما إنجازات الجيش المبهرة في المناورة في أراضي القطاع آخذة في التآكل (مثلما ألمحت محافل عسكرية رفيعة المستوى) في ضوء شلل استراتيجي متواصل تعاني منه حكومة إسرائيل. أمام دروس الماضي المدوية وفي ذروة عيد الحرية، يجب على المستوى السياسي أن يوجه التفوق الميداني على حماس من خلال الأوراق التي لا تزال في يديه، لتحقيق صفقة وإعادة مخطوفينا ممن تركوا لمصيرهم من قبل الدولة في 7 أكتوبر وبسرعة.

هذا في أيدينا. وهذا ممكن. خشية أن يكرر التاريخ البشع نفسه ويأتينا على بواباتنا المتكدرة، إذا لم نصحُ ونعيدهم إلى حدودهم.

--------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس 25/4/2024

 

إسرائيليون: لم يكن الأمر متعلقاً بإشكالية في “الأونروا”.. بل خلق البديل

 

 

بقلم: أمير تيفون

 

اعترفت شخصيات رفيعة في إسرائيل مؤخراً بأن حملة إسرائيل التي هدفت إلى المس بالتمويل الدولي للوكالة الدولية لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، فشلت. بعض الدول أعلنت مؤخراً بأنها ستستأنف تمويل الأونروا بعد تجميده في بداية الحرب في غزة عقب ادعاءات إسرائيل حول تعاون هذه المؤسسة مع حماس، بما في ذلك مشاركة موظفيها في هجوم 7 أكتوبر.

في الفترة الأخيرة، تعرضت الحملة الإسرائيلية لسلسلة من الضربات: فألمانيا، وهي إحدى الدول المهمة لإسرائيل في العالم، أعلنت نيتها استئناف تمويلها للوكالة، بعد أن جمدته برلين في كانون الثاني الماضي. في بيان لوزارة الخارجية الألمانية، كتب: “بعد أن فحصت ألمانيا ادعاءات إسرائيل، أصبحت على قناعة بأنه يجب تحسين الرقابة على نشاطات الوكالة وعلى المشاريع التي تنفذها، لكنها في موازاة ذلك تنوي استئناف دعم الأونروا في الوقت القريب”. قالت ألمانيا إن على الحكومات الأخرى التي جمدت تمويلها أن تفعل ذلك.

في البيان الألماني كتب أيضاً أن الوكالة تواصل لعب “دور حيوي لا بديل له” في معالجة الأزمة الإنسانية في القطاع، وأن مؤسسات دولية أخرى تعمل في غزة، تعتمد على البنية التحتية القائمة للأونروا. تعتقد ألمانيا أنه “على خلفية الكارثة الإنسانية المتواصلة في غزة، يبدو الأمر أكثر أهمية من أي وقت مضى” لدعم الوكالات الدولية المختلفة العاملة في القطاع، قبل أن يتم مس تمويل الأونروا بصورة لا تمكن من استمرار مشاريعها للتعليم والرفاه.

قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية رداً على ذلك، بأن قرار ألمانيا “مؤسف ومخيب للآمال”. وأن “إسرائيل تتشارك مع ألمانيا ودول مانحة أخرى في المعلومات حول مئات نشطاء حماس العسكريين ومئات النشطاء الآخرين الذين ينتمون لمنظمة حماس الإرهابية و”الجهاد الإسلامي”، بما في ذلك موظفون في الأونروا”، كتب، “هؤلاء ليسوا بضع حبات متعفنة من التفاح، بل شجرة متعفنة وسامة”. وكتب أيضاً أن إسرائيل ستستمر في التعاون مع الحكومة الألمانية لتوجيه المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بواسطة وكالات أخرى.

خلفية بيان ألمانيا تقرير نشرته كاترين كولونا، وزيرة خارجية فرنسا السابقة، التي عينتها الأمم المتحدة للتحقيق في نشاطات الأونروا. زارت كولونا إسرائيل قبل شهر تقريباً، والتقت جهات عليا في الحكومة والجيش للحصول على معلومات عن ادعاءات ضد هذه المؤسسة. ولكن كولونا كتبت في التقرير بأن إسرائيل لم تعرض أي أدلة على أن الكثيرين من موظفي الوكالة هم أعضاء في التنظيمات الإرهابية التي تعمل في غزة، ولم تتطرق إلى ادعاء إسرائيل حول مشاركة موظفي الأونروا في هجوم 7 أكتوبر.

ووجه التقرير بانتقاد إسرائيل كبير، وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية رداً رسمياً بأن الوثيقة “تتجاهل خطورة المشكلة وتقترح حلولاً تجميلية لا تتعامل مع حجم اختراق حماس للأونروا. وهكذا فإن التقرير لا يظهر كفحص حقيقي وجذري”. مع ذلك، اعترفت جهات إسرائيلية سياسية في محادثات مع دبلوماسيين أجانب في الفترة الأخيرة بأن إسرائيل لم تنجح في التأثير على التقرير كما أملت، وأنه من الواضح لها بأن دولاً أخرى في أعقاب نشره، ستنضم لألمانيا وتستأنف تمويل الوكالة. حسب تقارير نشرت في نهاية الأسبوع، بدأت بريطانيا أيضاً بفحص استئناف تمويلها للوكالة.

حتى الآن الدول الأهم التي قررت استئناف تمويل الأونروا، معظمها حتى قبل نشر تقرير كولونا، هي فرنسا وكندا وأستراليا والسويد والنرويج وإسبانيا واليابان. تخشى إسرائيل بالأساس من أن بريطانيا والولايات المتحدة، الدولتان الأكثر وضوحاً في دعمهما الآن في الساحة الدولية، ستغيران قرارهما حول وقف التمويل.

مصدر إسرائيلي مشارك في الجهود السياسية لوقف التمويل، قال للصحيفة بأن الحديث لا يدور عن فشل غير دعائي، بل ينبع من غياب بديل مقنع لنشاطات الأونروا. وحسب أقوال هذا المصدر، فإن إسرائيل نجحت في إثارة الشك لدى أصدقائها في العالم بخصوص الأونروا، لكنها لم تدعم هذه الخطوة بعرض أي بديل مناسب للوكالة. وقدر جهاز الأمن منذ كانون الثاني، بأن الصعوبة الأساسية في الحملة ضد الأونروا لم تكن لإقناع العالم بأن الوكالة إشكالية، بل الإقناع بالبديل.

دبلوماسي غربي من دولة استأنفت التمويل، قال إن قرار حكومته لفعل ذلك ينبع من سببين: “الدلائل التي عرضتها إسرائيل لم تكن حازمة بشكل كاف، ولم تقنع بأن الأمر يتعلق بظاهرة واسعة وليس بحالات منفردة”، وأضاف: “إضافة إلى ذلك، شاهدنا كيف يتدهور الوضع الإنساني في غزة إلى خطر الجوع، وأدركنا أنه ليس الوقت المناسب لإظهار الحكمة. ولو كانت هناك طريقة لتقديم الغذاء لمليوني شخص في غزة بدون الأونروا لكنا مستعدين لفحص ذلك. ولكن يبدو أنه لا يوجد. وفي أوساط الاتحاد الأوروبي إجماع بأن دعم الأونروا يجب أن يستمر في الوضع الحالي رغم ادعاءات إسرائيل”.

---------------------------------------------

إسرائيل اليوم 25/4/2024

 

“تعتقل العجوز وتطلق يد المجرم”.. شرطة إسرائيل بسياسة الوزير المسؤول: نكره العرب

 

 

بقلم: جلال البنا

 

اعتقال المواطنة الإسرائيلية – الأمريكية، الباحثة والمحاضرة في الجامعة العبرية نديرا شلهوب – كيبوركيان، لم يأتِ لإنفاذ القانون ولرفع لائحة اتهام ضدها ومحاسبتها قانونياً.

يدور الحديث عن اعتقال استعراضي سيشكل إشارة تحذير لحرية التعبير. آمل ألا أعتقل بعد هذا المقال.

حتى لو قالت البروفيسور شلهوب كيبوركيان الأقوال الأكثر إثارة للغيظ، نفيها ارتكاب أي عنف جنسي في 7 أكتوبر، فإنها لم ترتكب أي جريمة، وما ادعاء الشرطة بأنها اعتقلت للاشتباه بالتحريض سوى ادعاء يفهم كل طالب قانون أنه يمكن دحضه دون جهد كبير، لأن القانون الجنائي في إسرائيل يقوم على أساس أحكام الأدلة، وفي اعتقال المحاضرة لم يعرض أي دليل غير حقيقة واحدة: أنها قالت أقوالاً مغيظة، لكن ليس بالضرورة جنائية.

 لا شك أن الاعتراف الآن سيسهل على إدارة الجامعة العبرية إقالتها، بخاصة حين أشارت إليها للاستقالة عقب أقوال قالتها في أكتوبر الماضي وأثارت عاصفة. هكذا هو الحال عندما يراد إرضاء الجمهور في إسرائيل.

من حظنا أن محكمة الصلح في القدس تجاهلت الأجواء العامة والإعلامية القاسية ضد كل من يحاول التفكير بشكل مختلف وضد كل من يتجرأ على أن يقول أقوالاً بشكل مختلف، وردت طلب شرطة إسرائيل التي تحولت في السنة الأخيرة -وبخاصة منذ نشوب الحرب- إلى شرطة أفكار، ونفذت نحو 500 اعتقال، أساساً لمواطني عرب إسرائيليين. في نهاية الأمر، لم ترفع لوائح اتهام ضد معظمهم، رغم تمديد اعتقالهم.

أغلب الظن، نشاط البروفيسور شلهوب – كيبوركيان عضويتها في منظمات مثل “الصندوق الجديد لإسرائيل” و “مركز غيشا” هما اللذان أعطيا أساس الوزن لاعتقالها وإهانتها.

نعم، مواقفها مناهضة للصهيونية، ولا تختلف كثيراً عن مواقف الكثيرين في الجمهور الإسرائيلي والشعب اليهودي، بما في ذلك قسم من الجمهور الحريدي. لعل دوافع أولئك تختلف عن دوافع البروفيسورة شلهوب. لكن النتيجة ذاتها بالنسبة للصهيونية، ولا ينبغي لهذا أن يكون موقفاً خطيراً إذا لم يكن مقبولاً في نظر الكثيرين.

إن شهادة شلهوب عن التجربة التي اجتازتها في المعتقل تثبت بما لا يرتقي إليه شك بأن الاعتقال كان استعراضاً وردعياً، إذ حسب ما روته، فإنه جيء بها إلى محطة الشرطة، ثم المحكمة، وهي مقيدة في يديها وقدميها كآخر المجرمين، وفي أثناء الاعتقال وجهت إليها أقوال قاسية وزعم ضدها أنها تؤيد قتال اليهود.

لا شك أن الشرطة في هذه الحالة، مثلما في حالات كثيرة أخرى، تنفذ سياسة الوزير المسؤول، المبنية على كراهية العرب كغطاء أو تعويض عن الفشل الذريع ممن كانوا يعدون منذ سنوات “بالحوكمة”.

خسارة أن تلك الشرطة التي أقيمت على خدمة المواطنين في كل مكان في العالم، هي في إسرائيل تستهدف ملاحقتهم وتحاول أن تكون بطلة على امرأة في الستينيات من عمرها بدلاً من ملاحقة المجرمين والقتلة الحقيقيين وتقضي على الجريمة المستشرية في المجتمع العربي، والتي جبت حياة أكثر من 50 قتيلاً منذ بداية السنة.

---------------------------------------------

هآرتس 25/4/2024

 

باستقالة حاليفا.. نتنياهو وسموتريتش و”سائر العصابة”: فرصتنا لتغيير قادة الأجهزة الأمنية

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

استقالة اللواء أهارون حاليفا من منصب رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي واجبة في ضوء الإخفاق الاستخباري الذي سبق هجمة حماس في 7 أكتوبر – الحدث الأمني الأخطر والأكثر فتكاً في تاريخ الدولة. حاليفا هو الأول في القيادة الأمنية الذي يعلن اعتزاله. الأشهر التالية قد تشهد استقالة رئيس الأركان، ورئيس “الشاباك”، وقائد المنطقة الجنوبية الحالي وسلفه، ورئيس شعبة العمليات، وقائد فرقة غزة ومسؤولين كبار آخرين.

يدور الحديث عن مسيرة واجبة، لكن لا يفترض أن تتوقف المسؤولية في المستوى العسكري، ومحظور لهذا المستوى أن يكون كبش الفداء لدولة إسرائيل. إلى هناك بالضبط يتجه نتنياهو وعصبة السائبين الذين ألقوا بالدولة إلى شفا الهوة.

وكتب وزير المالية سموتريتش: “من الخير أن استقال حاليفا وتحمل المسؤولية. هي فرصة لتغيير حقيقي وإصلاح في مبنى قيادة الجيش العليا، ولا يجب أن يكون رئيس الأركان وأولئك الذين أخفقوا، هم من يعينون البدائل الذين سيكونون على شاكلتهم وصورتهم. هناك حاجة لقيادة جديدة من بين القادة الذين أثبتوا أنفسهم تحت النار لإقامة جيش كبير، هجومي وفتاك”. ومثّل سموتريتش صيغة عمل عصابة نتنياهو: بداية صفينا حاليفا، والآن سنصفي رئيس الأركان. من ناحيتهم، استقالة حاليفا تعطي مفعولاً لدعاية كاذبة تنشرها الآلة البيبية ضد الجيش الإسرائيلي، في محاولة لإلقاء كامل المسؤولية على المستوى العسكري والهروب من التهمة.

 دون التقليل من خطورة الإخفاق العسكري، فإن أول من يتحمل المسؤولية عن الكارثة والذنب هو رئيس الوزراء نتنياهو. فهو عراب المفهوم المغلوط، وأبو السياسة التي دحر بها الموضوع الفلسطيني إلى أسفل جدول الأعمال الوطني والعالمي وإدارة سياسة فرق تسد. من جهة، عمل على تعزيز حماس من قطاع غزة، وتهدئتها من خلال نقل حقائب الأموال النقدية تحت فرضية أنها مردوعة؛ ومن جهة أخرى، عمل على إضعاف وإهانة السلطة الفلسطينية في الضفة.

إن حقيقة أن مفهوم نتنياهو الذي اتخذه في سنوات حكمه الطويلة انتهى بمذبحة 7 أكتوبر، لم تدفعه لتحمل أي مسؤولية. منذ الكارثة، حرف النار نحو الجيش الإسرائيلي، وجهاز الأمن، وجو بايدن، والأمم المتحدة، والكل مذنب، إلا من يقود إسرائيل منذ 15 سنة ويدهورها إلى الهوة.

نتنياهو وأعضاء حكومته السائبة وجهوا إسرائيل نحو الكارثة. هم ملزمون بالاستقالة والاعتزال من المجال الجماهيري مكللين بالعار. وإلى أن يدركوا هذا، فمن واجب الجمهور أن يخرج إلى الشارع ليبين لهم هذا.

---------------------------------------------

 

هآرتس 25/4/2024

 

 

حكومة الكارثة تستعد للحروب التالية

 

 

بقلم: رفيت هيخت

 

الحكومة الإسرائيلية التي في ظلها حدثت الكارثة الأكبر لدولة إسرائيل، والتي أكثر من نصف الشعب يعاديها ولا يصدق أي كلمة يقولها رئيسها، تخطط لنا جدولا زمنيا مفعما بالحروب.

أولاً رفح، وبعد ذلك حزب الله وبعد ذلك إيران"، قال وزير في الحكومة حول المستقبل المتوقع، المليء بأيام الاحتياط والمعاناة. ومن المؤسف أن لوح الأهداف لبتسلئيل سموتريتش وإسحق غولدكنوفف لا يشمل أيضا روسيا والصين.

خلافا للمعسكر الرسمي، الذي منذ أشهر هو غارق في رواية "أسبوعان، ثلاثة، حاسمة إلى حين اتخاذ قرار مغادرة الحكومة (إذا لم يحدث أي حدث)".

أعضاء الحكومة الأصليين هادئون تماما بخصوص مناصبهم. فهم على قناعة بأن الحكومة ستجتاز أزمة قانون التجنيد في الدورة الصيفية، أي أنها ستجيز خطة هراءات بكلمات جميلة، ستهدئ قليلا المعارضة الأخلاقية لليمين، في حين أنها تحث إسرائيل على السير بسرعة نحو حروب مصيرية.

العملية في رفح لم يبلغ أي أحد حتى الآن اليمين بأن الحرب مع أل التعريف قد انتهت وأن حماس بقيت واقفة على قدميها، على وشك التنفيذ في القريب، بعد تسلم رزمة المساعدات الأميركية.

نفس رزمة المساعدات التي انتحر الرئيس الأميركي، جو بايدن، من أجلها.

صحيح أن هذا هو نفس بايدن، الذي وزير الشتات عميحاي شكلي قال عنه إنه لم يكن لينتخبه، بل كان سينتخب ترامب، لأن "الولايات المتحدة في ولايته لا تبث أي قوة، وهذا الأمر يضر بإسرائيل".

"لقد تبين أن شكلي غبي"، قال وزير في الليكود. "هو في الحقيقة يعكس أحاسيس معينة توجد في اليمين، لكن قول هذه الأقوال بعد دقيقة على مصادقة بايدن على رزمة بمبلغ 14 مليار دولار، فإن هذا ببساطة هو عدم مسؤولية".

وحسب أقوال هذا الوزير فإنهم في مكتب رئيس الحكومة غضبوا على شكلي، لكن رئيس الحكومة نفسه لم يكلف نفسه عناء إصدار تصريح عام حول هذا الأمر للجمهور. وبالتالي فقد أجاز تصريحا آخر يضر بشكل واضح بالمصالح الآنية لإسرائيل، الاحتفال الشائع جدا في الحكومة وبين أعضائها. "صمت رئيس الحكومة هو ببساطة عار وخجل"، قال عن ذلك وزير في الائتلاف.

بعض أعضاء ائتلاف الـ 64 يشدون شعرهم الآن إزاء هذا الإهمال المتدحرج، لكن لا أحد منهم ينوي فعل أي شيء لأن التداعيات الفظيعة حقا ما زال يمكن صدها. في أي لحظة يوجد عاشق آخر لا يسخر من إسرائيل، وهو بوليصة التأمين لحكم نتنياهو، ويكبح قرفه من هذه الحكومة ويهب لمساعدة الدولة. هكذا، ينقذ نتنياهو وحكومته التي تنكر الجميل.

في شاس يحاولون الدفع قدما بأفكار لحكومة وحدة واسعة ستضم أيضا أفيغدور ليبرمان ويائير لابيد، مقابل موعد متفق عليه لإجراء الانتخابات، من أجل تقليص قوة "الهستيريين" حسب تعبيرهم، أي من يؤيدون بن غفير وأمثالهم في الليكود.

ولكن أيضا بالأساس من أجل تجنب إجراء الانتخابات.

ولكن نتنياهو غير معني على الإطلاق بإعطاء هذا الوعد. فكلمة "انتخابات" بحد ذاتها شكلت له تهمة معاداة الوطنية. وحتى لو أنه وافق على إعطاء أي وعد بالإكراه، فإنه لا أحد سيصدقه. "درعي لن يكسب أي شيء من تبكير موعد الانتخابات" لخص مصدر في الحكومة. "هذا فقط سيضر به. لذلك، رغم قلقه على أمن اسرائيل إلا أنه لا يوجد أي سبب للتعويل عليه".

مقربون يقولون إن بني غانتس وغادي أيزنكوت يوجدان في نقطة الغليان.

غانتس سمع وهو يقول أكثر من مرة: "أنا لم أعد أتحمل وجوه أعضاء هذه الحكومة"، "في كل مساء أنا آخذ حبة مسكن من أجل الصمود ليوم آخر".

ايزنكوت صبره أقل على السياسة الساخرة لأعضاء الحكومة.

في يوم الأحد حارب غانتس وايزنكوت على عقد جلسة لمجلس الحرب وعدم تأجيلها إلى ما بعد العيد، كما كان ينوي نتنياهو، وكأن المخطوفين وعائلاتهم يوجدون في هذا الوقت في إجازة العيد في فندق "وولدورف استوريا".

في الحقيقة، منذ وقت طويل والنقاشات لا تشمل قرارات مهمة، لكنها مع ذلك هي الوسيلة الوحيدة من أجل التوصل إليها.

قضية المخطوفين الصادمة واليوم التالي في القطاع ومحاولة إنقاذ الشمال، كل هذه قضايا مفتوحة ونازفة.

آمال المعسكر الرسمي، التي بحسبها سينجحون في التأثير على نتنياهو من أجل اختيار مسار العقلانية والتطبيع مع السعودية وتشكيل حكم بديل في القطاع، بدأت في الظهور ساذجة بصورة مشتبه فيها، وصولا إلى أن تظهر بأنها مقطوعة عن الواقع.

الحكومة تبث بأنه بعد العملية في رفح، التي لا أحد يعرف كم ستستغرق من الوقت، الجيش سيستعد لمعركة أكثر أهمية في الشمال من أجل إبعاد حزب الله عن الحدود وإعادة المقامرين الشجعان إلى بيوتهم التي تم قصفها، الذين سيوافقون على ذلك قبيل بدء السنة الدراسية. ومع الأخذ في الحسبان الأداء حتى الآن، السياسي والعسكري والاستخباري، فإنه مسموح لنا التشكيك بهذا السيناريو أيضا.

لكن وراء كل سيناريو يوجد سؤال جوهري وهو كيف أنه بعد كارثة فظيعة وإدارة حرب فاشلة، يفترض أن يعطي الجمهور الاعتماد الصامت لهذه الحكومة وهذا الجيش على طول الطريق لمزيد من المغامرات؟.

---------------------------------------------

 

  معاريف 25/4/2024

 

 

الجيش الإسرائيلي المطلوب: قوي وذكي

 

 

بقلم: بوعز جولاني

 

بروفيسور في التخنيون

قبل نحو 30 سنة قاد رئيس الأركان في حينه أهود باراك تغييرات دراماتيكية في مبنى القوة في الجيش الإسرائيلي، في خطوة سميت "جيشا صغيرا وذكيا".

واعتمدت الخطوة على الفهم الذي تبين في هذه الأثناء كمغلوط، وبموجبه انتهى عصر الحروب الشاملة وأساس مهمة الجيش ستكون التصدي لمنظمات إرهابية في الدائرة القريبة والاستجابة لتهديدات استراتيجية في الدائرة البعيدة.

عناصر القوة التقليدية قلصت وبدلا منها استثمرت مقدرات طائلة في سلاح الجو، في الاستخبارات، في الوحدات الخاصة وما شابه. مدى تدريبات الوحدات المناورة في النظامي وبخاصة في الاحتياط تقلص وكان يخيل أحيانا أن ضباطا كبارا "عشقوا" الشاشات التي يمكن فيها إجراء مناورات محوسبة بدلا من الغرق في الوحل في أثناء التدريب الملموس.

حرب السيوف الحديدية فجرت مفهوم الجيش الصغير والذكي. لا يوجد أي شك في أن ميزانيات الدفاع في العقد القريب القادم سترتفع بشكل دراماتيكي وإسرائيل ستعمل على توسيع وتعزيز الوحدات المناورة في الجيش الإسرائيلي بما في ذلك الحفاظ على مستوى تدريب مناسب لعموم الوحدات.

الآن بالذات، حين تكون الحرب لا تزال في عدة جبهات، يجدر النظر بعمق في خطة بناء القوة المستقبلية للجيش الإسرائيلي. وبخاصة، الوصول إلى خليط مناسب من التكنولوجيا مع قوة بشرية تتناسب وتحديات الغد وعدم المسارعة إلى استعادة عناصر قوة كانت تتناسب مع نهاية القرن الماضي.

مثال واضح على ذلك هو سلاح المدرعات. فالدور الحاسم للمدرعات في أثناء المناورة في غزة صفع أولئك الذين أبنوها. الجيش الإسرائيلي بدأ منذ الآن في مسيرة متسارعة لإعادة وحدات المدرعات التي فككت إلى أهليتها.

لكن هل هذه ستكون هي الدبابات التي ركبت عليها على عجل مظلة معينة على سبيل الحماية من الحوامات المتفجرة؟ هل قوة النار لديها ستبقى مشابهة لوضعها الحالي أم أنها ستزود بذخائر فتاكة أكثر؟

هل في كل الدبابات سيكون مقاتلون أم ستكون أيضا دبابات موجهة عن بعد أو تلقائيا تماما؟ ثمة حاجة حقيقية لزيادة أسطول الدبابات لكن لهذه أن تكون مزودة بتكنولوجيات دفاع وهجوم متطورة تعظم التفوق النسبي للجيش الإسرائيلي في أطر المعركة المختلفة التي ينبغي له أن يكون مستعدا لها في المستقبل.

بشكل مشابه، واضح أنه ستكون حاجة إلى توسيع سلاح المدفعية الذي تطلبت منه الحرب الحالية أعمالا مكثفة في عدة جبهات بالتوازي، في ظل خلق وتيرة نار غير مسبوقة على مدى زمن طويل.

لكن هل علينا أن نعود لنتزود بمدافع 155 ملم تقليدية مع الذخائر الناجعة لمدى حتى 40 كيلو مترا من النوع الذي عرفناه؟ أم ينبغي الاستثمار في أدوات يمكنها أن تطلق ذخائر أكثر دقة وإلى مديات أطول؟ ماذا سيكون الخليط الذي بين الصواريخ والمقذوفات الصاروخية مقارنة بالمدافع؟

وماذا بالنسبة لسلاح الجو؟ التقليص الكاسح لأسراب المروحيات القتالية في السنوات الأخيرة كلفنا ثمنا باهظا جدا في 7 أكتوبر.

من جهة أخرى، عندما شاركت المروحيات في القتال في غزة، شكلت مدماكا مهما في دائرة القتال المتداخلة.

هل ينبغي المسارعة في شراء مروحيات أباتشي، بلاكهوك وأمثالهما أم ثمة مكان في التفكير أيضا بمنصات طائرة أخرى تعرف كيف تعطي دعما أفضل، دفاعيا وهجوميا للقوات المناورة.

طائرات اف 35 هي آلات قتالية مذهبة ذات قدرات متنوعة، لكنها باهظة الثمن على نحو مخيف.

هل سيكون من الصواب التزود ببضعة أسراب أخرى من هذه الطائرات أم التفكير من جديد في اقتراح أفيغدور ليبرمان بإقامة سلاح صواريخ يأخذ على عاتقه جزءا من المهام الحالية لسلاح الجو؟

أسئلة كهذه يجب أن تطرح أيضا بالنسبة لأسلحة أخرى والأجوبة عنها ستؤثر ليس فقط على مستقبلنا الأمني بل وأيضا على وضعنا الاقتصادي والاجتماعي.

ميزانية الدفاع يجب أن تزداد لكن يجب التأكد من أن تتجه إلى اتجاهات مناسبة.

---------------------------------------------

 

قيادي بحماس يكشف ماذا فعل السنوار في آخر ظهور له

 

قال مصدر قيادي في حركة حماس، إن حكومة الاحتلال "تمارس عملية تضليل ممنهجة للشارع الإسرائيلي وذوي الأسرى الموجودين لدى المقاومة، من أجل التملص من واجب تحرير هؤلاء الأسرى".

ونفى المصدر، في حديث لـوسائل إعلام عربية، صحة ما تداولته وسائل إعلام عبرية مقرَّبة من حكومة الاحتلال، بأن "حماس اقترحت إطلاق سراح 20 أسيراً فقط بدلاً من 40 خلال المرحلة الأولى من الاتفاق الذي طُرح أخيراً خلال جولة مفاوضات القاهرة"، قائلاً: "تبع ذلك الزعم، خروج تقارير صحافية عبرية تشير إلى أن من تبقّى من الأسرى على قيد الحياة، لا يتجاوز العشرين أسيراً، وهو مخالف للواقع".

وقال المصدر إنه "لا يمكن بالطبع تحديد عدد الأسرى الأحياء بدقة، ولكن المؤكد أنه أكثر من الأرقام التي يجري تداولها في الإعلام العبري". وكشف عن أن "لدى الحركة وحدها نحو 30 من الجنرالات وضباط الشاباك، الذين أُسِروا يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، من الوحدات العسكرية وبعض المواقع العسكرية شديدة الحساسية". وشدّد على أن "هؤلاء تحديداً في أماكن شديدة التأمين وبعيدة كل البعد عن أيدي الاحتلال، ومن المستحيل الوصول إليهم تحت أي ظرف"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "وبعض وزراء حكومته، يخفون الكثير من المعلومات عن هويات بعض الأسرى العسكريين، تجنباً لعدم إثارة الغضب في صفوف القوات المقاتلة، وأن جزءاً كبيراً من الموقف الغاضب لممثل الجيش الإسرائيلي في وفود التفاوض بشأن الأسرى، اللواء احتياط نتسان ألون، يعود إلى حالة التراخي ربما التي يلمسها من جانب نتنياهو تجاه هذا الملف". وشدد على أن "السبيل الوحيد لتحرير الاحتلال أسراه، هو المفاوضات الجادة التي يتبعها التزام كامل لوقف إطلاق النار وإعادة الإعمار".

وفي حين لا يُعرف العدد الدقيق للأسرى الإسرائيليين الباقين في غزة بعد إعادة 112 أسيراً، كان مكتب نتنياهو قد أعلن مقتل 33 من بين 129 يزعم أنهم ما زالوا محتجزين في القطاع. لكن لا تُحدَّد أعداد العسكريين منهم، وهي استراتيجية يعتمدها الاحتلال لمحاولة تصنيف بعض الجنود أو الضباط المتقاعدين أو في الاحتياط كمدنيين، لتخفيض ثمن التفاوض عليهم خلال المحادثات التي كانت قائمة لتبادل الأسرى، في حين أن وجود الأسرى لدى أكثر من طرف في غزة يصعّب أيضاً من إمكانية حصرهم.

وكشف القيادي في الحركة أن "معاودة الاحتلال حملته العسكرية في الشمال والوسط، بعدما أعلن في السابق إجهازه على المقاومة هناك، يرجع لإدراكه عدم صحة ما زعمه سابقاً"، مشدداً على أن "المقاومة لا تزال بخير، ولا تزال تتحكّم بشكل منضبط ضمن هياكل متكاملة في ميدان العمليات". وقال المصدر إن زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار "ليس معزولاً عن الواقع هناك، على الرغم من الحرب الدائرة والعمليات الاستخبارية الإسرائيلية التي لا تتوقف على مدار اليوم"، قائلاً إن "الحديث عن أن السنوار قابع معزول في الأنفاق، ما هو إلا زعم من جانب نتنياهو وأجهزته ليغطي على فشله في تحقيق الأهداف المعلنة أمام الشارع الإسرائيلي وأمام حلفائه"، مؤكداً أن السنوار "يمارس عمله قائداً للحركة في الميدان".

وقال المصدر إن السنوار "تفقّد أخيراً مناطق شهدت اشتباكات بين المقاومة وجيش الاحتلال، والتقى بعض مقاتلي الحركة فوق الأرض وليس في الأنفاق". وأضاف أن "المداولات التي جرت أخيراً بين قيادة الحركة في الداخل والخارج -دون أن يوضح طبيعتها- أطلع خلالها السنوار قيادة الحركة في الخارج على وضع المقاومة في القطاع، وأكد خلالها بأرقام وتقارير ميدانية دقيقة، قوة موقف المقاومة وصلابته وقدرتها على مجابهة قوات الاحتلال".

في المقابل، أكد القيادي أن الحركة "تتعاطى طوال الوقت بشكل جاد مع الطروحات كافة الخاصة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار"، معتبراً أن "الإدارة الأميركية كشفت عن وجهها الحقيقي خلال جولة المفاوضات، بكونها طرفاً أصيلاً في الحرب على القطاع وليس وسيطاً". وقال: "منذ انتهاء تلك الجولة، وهي تستشيط غضباً بعدما فشلت عبر محاولات الضغوط كافة لإجبار المقاومة على القبول بشروط استسلامية لمصلحة حكومة الاحتلال وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من دون التزامات حقيقية تنهي معاناة الشعب الفلسطيني". ونفى المصدر تعرّض الحركة لضغوط من الوسيطين المصري والقطري، مؤكداً أن "مواقف القاهرة والدوحة جاءت متفهمة لمطالب المقاومة وشروطها".

وفي السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، طلال عوكل، لـ"العربي الجديد"، إن "المفاوضات تبدو كأنها تتجه نحو طريق مسدود"، مضيفاً أن "المشكلة ليست خاصة بالوسطاء العرب، وحتى لو دخلت تركيا على الخط، لأن نتنياهو لا يرغب في وقف القتال، ولا يهتم بأسراه بعد مرور كل هذا الوقت، وهو يجرّ الإدارة الأميركية خلفه".

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، مخيمر أبو سعدة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "من الواضح أنّ المفاوضات وصلت إلى وضع صعب جداً"، مضيفاً: "صحيح أن مسؤولين في حماس قالوا إن المفاوضات لم تصل إلى طريق مسدود، ولكن في ظل رفض إسرائيل التعاطي مع شروط حماس ومطالبها الثلاثة، وهي وقف النار النهائي والانسحاب الكامل من قطاع غزة وعودة النازحين إلى شمال القطاع، وتمسك حماس بهذه الشروط، فإن الأمور وصلت إلى طريق صعب". وأكد أن "المشكلة ليست في الوساطة، سواء كانت مصر أو قطر أو تركيا أو غيرها، لكن المشكلة في محاولة الاحتلال فرض واقع جديد على قطاع غزة، له علاقة باستمرار الاحتلال في القطاع، وتهجير الفلسطينيين وعدم تقديم أي أفق سياسي للقضية الفلسطينية، في ظل الضغط الدولي بخصوص حلّ الدولتين".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، قد قال أمس الأول الاثنين، إن حركة حماس "غيّرت مطالبها في مفاوضات الرهائن". وأضاف في مؤتمر صحافي أن "الولايات المتحدة ستواصل الضغط من أجل وقف القتال في غزة والتوصل إلى اتفاق يُطلق بموجبه سراح الرهائن الذين احتجزتهم الحركة بعد هجوم السابع من أكتوبر".

في المقابل، دانت حركة حماس التصريحات الأميركية التي حمّلت الحركة مسؤولية تعطيل التوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدةً أنها "تصريحات تتناقض مع الحقيقة"، وأن الحركة "قدمت مرونة بتسهيل التوصل إلى اتفاق، لكنها كانت تصطدم بتعنت حكومة بنيامين نتنياهو ومماطلتها". وقالت الحركة في بيان لها إن "التصريحات لا تمتّ إلى الواقع بصلة، وهي تتناقض مع الحقيقة التي تؤكد أن حماس قدمت مرونة أكثر من مرة، لتسهيل التوصل إلى اتفاق يوقف حرب الإبادة والعدوان على شعبنا".

مقابل ذلك، تحدثت مصادر فضّلت عدم تحديد هويتها، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك مقترحات في الوقت الراهن تتعلق بإجراءات الاستعدادات الخاصة بعملية الاجتياح البري الإسرائيلي المرتقبة لرفح، من بينها طرح أميركي إسرائيلي، قالت إنه يأتي للتعاطي مع المخاوف المصرية من عملية مواجهة مرتقبة مع النازحين حال بدء العملية الإسرائيلية". وأوضحت المصادر أن المقترح "يتضمن تجهيز قوات أمنية تابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله، بحيث يجري إدخالها إلى القطاع بالتزامن مع بدء العملية، وتتمركز بمحاذاة الشريط الحدودي مع مصر، لتكون بمثابة فاصل يحول دون أن تكون القوات المصرية في المواجهة مع الغزاويين الذين يحاولون النزوح تجاه الأراضي المصرية". ولفتت إلى أن "تلك القوات التي ستكون تبعيتها لرئيس الاستخبارات في السلطة اللواء ماجد فرج، ستحظى بحماية وتنسيق إسرائيلي، بحيث لا تستهدفها القوات الإسرائيلية وقت الهجوم".

---------------------------------------------

 

"بين الحركات المناهضة لحرب فيتنام والحرب على غزة.. هل يُعيد التاريخ نفسه؟

 

صحيفة "نيويورك تايمز" تُقارن بين الحركة المناهضة لحرب فيتنام التي انطلقت عام 1968، والحركة المناهضة التي انطلقت حديثاً ضد الحرب على قطاع غزة، وتوضح علاقة هذه الحركات المناهضة بجيل الشباب وأروقة الجامعات في الولايات المتحدة.

بقلم: تشارلز م. بلو

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تتحدث، في مقال، عن إعادة التاريخ نفسه مرةً أخرى مع تصاعد الاحتجاجات المناهضة للحرب على قطاع غزة، بعدما حدثت احتجاجات مُماثلة لها عام 1968 في شيكاغو، حين اشتبك المتظاهرون المناهضون لحرب فيتنام مع ضباط الشرطة، مشيرةً إلى أنّ الحركة ضدها، بدأت في الغالب، في حرم الجامعات،  ومن ثم نمت.

في المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 1968 في شيكاغو، اشتبك المتظاهرون المناهضون لحرب فيتنام مع ضباط الشرطة - الذين وصفت لجنة فيدرالية دورهم الوحشي في المواجهة لاحقاً بأنه يندرج تحت "أعمال الشغب البوليسية" - ممّا أدى إلى صرف التركيز على المؤتمر.

لقد بلغ هؤلاء المتظاهرون الشباب سن الرشد وهم يشهدون احتجاجات مستمرة وفعالة خلال حركة الحقوق المدنية والحداد الوطني بعد اغتيال الرئيس جون كينيدي، والسيناتور روبرت كينيدي، والقس الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور، الذي كان قد أعلن قبل عام معارضته للحرب.

مارتن لوثر كينغ جونيور أوضح آنذاك أنّه لا يحاول "جعل فيتنام الشمالية أو جبهة التحرير الوطني نموذجاً للفضيلة"، إلاّ أنّه يُريد التأكيد على اعتقاده "بأنّ أميركا لن تستثمر أبداً الأموال اللازمة أو طاقات إعادة تأهيل فقراءها طالما أنّ مغامرات مثل فيتنام استمرت في جذب الرجال والمهارات والمال، مثل أنبوب شفط شيطاني مدمر"، مضيفاً أنّه "مضطر إلى رؤية الحرب كعدو للفقراء ومهاجمتها على هذا النحو".

لقد كان ذلك جيلاً مستعداً للاحتجاج، مع اقتناع أخلاقي كأساس لغضبه بشأن حرب فيتنام، الحرب التلفزيونية الأولى، التي تمكن الأميركيون من رؤية أهوالها، وسط تجنيد مليون أميركي في عامين خلال تلك الحقبة، فيما بدأت الحركة ضدها، في الغالب، في حرم الجامعات، ومن ثم نمت.

وبطبيعة الحال، تنتهي الفصول الدراسية ويعود الطلاب إلى منازلهم لفصل الصيف، لكن معارضتهم للحرب لم تنته مع انتهاء العام الدراسي.

ففي الأشهر التي سبقت انعقاد المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 1968، في آب/أغسطس، خطط المنظمون لاحتجاج كبير، كان من المقرر تنظيمه بغض النظر إذ جرت الموافقة عليه أم لا، وهو ما جذب الطلاب من جميع أنحاء البلاد.

قبل المؤتمر، قال ريني ديفيس، أحد المنظمين، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنّ "رفض التصريح لن يمنع عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يأتون إلى شيكاغو من التعبير عن قناعاتهم بشأن هذه القضايا".

والآن، كل ذلك يتجلى مرة أخرى، إذ يتابع الشباب، الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويشعر الكثيرون بالرعب مما يرونه. وهم قد نشأوا أيضاً مع الحركات الاحتجاجية مثل "احتلوا وول ستريت"، و"حياة السود مهمة"، وحملة "باركلاند" بولاية فلوريدا، وحملة السيطرة على الأسلحة الطلابية.

وقد دعا أكثر من 1000 قس أفريقي - أميركي الرئيس بايدن إلى الضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة، فيما تشهد الولايات المتحدة انتشار الاحتجاجات المناهضة للحرب عبر حرم الجامعات.

وكما حدث في عام 1968، سينتهي الفصل الدراسي قريباً، وسيغادر هؤلاء الطلاب للصيف، مما يتيح المزيد من الوقت والطاقة لتركيز جهودهم على اللجنة الوطنية الديمقراطية في شيكاغو في آب/أغسطس المقبل.

وتخطط الجماعات المناهضة للحرب بالفعل لتنظيم احتجاجات كبيرة في المؤتمر، إذ قال حاتم أبودية، من شبكة الجالية الفلسطينية الأميركية، لصحيفة شيكاغو تريبيون مؤخراً، إنّه "سيجري تنظيم مسيرة بتصاريح أو بدونها".

هذه اللجنة الوطنية الديمقراطية هي الأهم منذ عام 1968، أيضاً في شيكاغو، عندما نظم المتظاهرون في حرب فيتنام وحركة "تحرير السود" مظاهرات حاشدة جرى قمعها بعنف.

---------------------------------------------

 

"عربي21" ترصد الصدمة الإسرائيلية بعد بث حماس تسجيلا لأسير بحوزتها

 

لندن- عربي21 -25/4/2024

بعد نشر الشريط بدأت مظاهرة عفوية أمام مقر نتنياهو، أشعل خلالها المتظاهرون النار، وأطلقوا الألعاب النارية- إعلام القسام

بعد يوم من نشر حركة حماس لشريط الفيديو الخاص بالأسير الإسرائيلي هيرش غولدبرغ بولين (23 عاما) باعتباره أول علامة حياة عليه، شهدت الأوساط الإسرائيلية ما يمكن اعتبارها صدمة واسعة، وجدت طريقها عبر وسائل الإعلام المختلفة، على اعتبار أن ما ورد جزء من الرعب النفسي الذي تمارسه حماس على الاحتلال.

صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن عائلة الجندي أن "الشريط أعطانا الأمل في رؤيته مجددا، لكن هناك سبب للقلق على المستوى الصحي، لأنه يبدو متورّماً، وما زال بجانبه 132 أسيرا آخرين نحن بحاجة لإعادتهم جميعا، مع العلم أنه تم نشر الفيديو، والكلمات الواردة فيه بناءً على طلب العائلة، ويعتبر في الواقع أول شهادة حية للجندي غولدبرغ الذي ظهرت يده اليسرى مقطوعة".

الصحيفة أكدت في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "لم يتضح متى تم التقاط الفيديو، ولكن يبدو أن كلام الأسير يشير إلى أنه تم تصويره مؤخرًا، وقد أطلع مسؤولون من إسرائيل والولايات المتحدة أسرته على الشريط مسبقاً، وذكر والده جون أن رؤيته وسماعه عززا أملنا حقًا بعودته، ولكن لدينا سبب للقلق فيما يتعلق بصحته، فقد ظهر منتفخاً قليلاً، ولا نعرف السبب".

وأضاف التقرير أن "الأسير الإسرائيلي توجه إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزراء بقوله، عليكم أن تخجلوا من أنفسكم، يجب أن تخجلوا، لأنكم تخليتم عني وعن الآلاف من الآخرين في ذلك اليوم اللعين، يجب أن تخجلوا من أننا هنا منذ ما يقرب من 200 يوم، وجميع محاولات الإنقاذ التي قام بها الجيش قد باءت بالفشل، يجب أن تخجلوا من أن قنابل سلاح الجو قتلت ما يقرب من 70 مختطفًا مثلي، ويجب أن تشعروا بالخجل مرارًا وتكرارًا الصفقة التي تأتي على الطاولة ترفضها أنت وحكومتك، ألا تريد إنهاء هذا الكابوس بالفعل والعودة إلى المنزل بنفسك".

والدة الجندي راشيل قالت إنها "شاهدت الفيديو 20 مرة بالفعل، للحصول على فهم ماهية الرسالة حقًا، ليس لدي إجابات، لدي العديد من الأسئلة، وما زلت أستمرّ في طرحها، ويجب على الشريط أن يلهم القادة وكل من يجلس في المفاوضات لتذكيرنا جميعًا بأننا نتحدث عن 133 آخرين تنتظرهم عائلاتهم، ويجب إعادتهم لديارهم في أقرب وقت ممكن".

موقع "وللا" الإخباري زعم أنه "ليس من الواضح متى تم التقاط الفيديو، وقد اختار الموقع عدم نشر بعض محتويات الشريط، دون توضيح الأسباب، ولكن بعد نشر الفيديو، اندلعت احتجاجات عاصفة أمام مقر إقامة رئيس الوزراء في القدس المحتلة".

ونقل الموقع في تقرير ترجمته "عربي21" عما يوصف بأنه مقرّ العائلات بأن "صرخة الأسير هيرش هي صرخة جميع المختطفين، لقد انتهى وقتهم، ليس لدى إسرائيل المزيد من الوقت لتضييعه، ويجب على المختطفين أن يرحلوا، يجب وضعهم أولاً، وبدونهم لن يكون للدولة قيامة، ولن يكون هناك نصر، يجب أن يعود الجميع لديارهم أحياء لإعادة تأهيلهم، والقتلى لدفنهم بكرامة".

وأشار إلى أنه "بعد نشر الشريط بدأت مظاهرة عفوية أمام مقر نتنياهو، أشعل خلالها المتظاهرون النار، وأطلقوا الألعاب النارية، وكثفت الشرطة قواتها قرب المقرّ، وخلال المظاهرة، تم اعتقال اثنين من المشتبه بهم بتهمة إشعال النار، ومخالفة الأوامر، وتم إطلاق النار على المتظاهرين، وتزامنا مع الاحتجاج في القدس المحتلة، تظاهر أهالي المختطفين والناشطين أمام بوابة الكيرياه، وهي مقر وزارة الحرب".

وأوضح أن "والدة الأسير تكتسب أهمية استثنائية حول العالم لأن مجلة تايم اختارتها من الشخصيات المائة الأكثر تأثيرا لعام 2024، عندما أصبحت واحدة من أبرز الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، والتقت بالعشرات من زعماء العالم، بما في ذلك الرئيس بايدن، فهي تحمل جنسية مزدوجة، أمريكية وإسرائيلية، وحصلت على لقاء مع البابا".

صحيفة معاريف نقلت عن أوساط عائلة الجندي الأسير أنه "ولد في أكتوبر من عام 2000 في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعيش اليوم مع عائلته في القدس المحتلة، وتم اختطافه في السابع من أكتوبر بجانب المئات الآخرين من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين".

وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "شريط هيرش هاجم رئيس الحكومة ووزراءه مخاطباً إياهم بالقول إنه بينما يجلسون على وجبات العيد مع عائلاتهم، يجب عليهم أن يفكروا بالمختطفين في غزة ممن لا زالوا في الجحيم، تحت الأرض، بدون ماء، بدون طعام، بدون أشعة الشمس، بدون الرعاية الطبية، ونحتاج إلى وقت طويل جدًا، فيما رئيس الوزراء وحكومته ومجلس وزرائه يتخلون عنا كل يوم ونحن هنا، ويجب عليه أن يفعل ما هو متوقع منه، ويعيدنا إلى المنزل، الآن، وقد حان الوقت لترك المفاتيح، وترك المكاتب الحكومية، والعودة لمنزله بمفرده".

شاحار كلايمان مراسلة صحيفة "إسرائيل اليوم" زعمت أن "شريط الفيديو يؤكد أن الرعب النفسي لحماس ما زال مستمرا، ولذلك اختارت الصحيفة عدم نشر كلام الجندي كما قاله في الفيديو، بزعم أن خاطفيه أملوا عليه هذه الكلمات لأغراض التخويف النفسي والدعاية المضادة".

وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "اختيار الجندي هيرش ذا الجنسية الأمريكية لم يكن عفوياً، بل لأن أمه راشيل أصبحت واحدة من أهم الأصوات للمختطفين، والتقت بالعشرات من زعماء العالم، بما في ذلك الرئيس بايدن، وخاطبت الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف".

يوني كمبينسكي مراسل القناة السابعة التابعة للمستوطنين، زعم أن "شريط الفيديو استفز الإسرائيليين بزعم أن الجندي قرأ رسائل ضد القيادة الإسرائيلية أملتها عليه حماس أمام الكاميرا، ونقل عن أهالي المختطفين باسم منتدى تكفا أن هذا الفيديو إشارة أخرى أن حماس غير مردوعة، وتريد التنكيل بنا نحن أهالي المختطفين، ورسالة عن قسوة حماس، واشمئزازها، وطالبوا جميع وسائل الإعلام بعدم التعاون مع مقاطع الفيديو الدعائية، ونتوقع من رئيس الوزراء ومجلس الوزراء الحربي التوقف عن المراوغة، والبدء في استخدام روافع كبيرة لإعادة المختطفين لديارهم في أقرب وقت ممكن".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الرد الإسرائيلي على شريط حماس يستدعي استخدام المزيد من الرافعات العديدة لعودة المختطفين التي لم تستخدم، مثل ضم مناطق من قطاع غزة، ووقف المساعدات الإنسانية، واحتلال فيلادلفيا وغيرها".

شلومي دياز مراسل موقع "هيدبروت" ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن "شريط الفيديو هو بادرة إيجابية من حماس تجاه دولة قطر التي طلبته بناء على طلب الأمريكان، ونقلت عن أوساط المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الفيديو تم تصويره على ما يبدو الأسبوع الماضي، حيث سُمع المختطف وهو يقول إنه كان في الأسر منذ ما يقرب من 200 يوم، وذكرت شبكة سي إن إن أن إدارة بايدن تلقت الفيديو يوم الاثنين، قبل يومين من نشر حماس له، وأن مسؤوليها يتواصلون منذ ذلك الحين مع عائلة الجندي الأسير، ويفحصون الفيديو بحثًا عن أي أدلة ومعلومات محتملة حول حالته".

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صحفي الصهيوني نأتي يافبت

 

 

"بنيامين نتنياهو وحكومة إسرائيل، عليكم أن تخجلوا من أنفسكم!".

 

 

1. عندما يقول الإعلام أن حماس تمارس "الإرهاب النفسي" وبالتالي لا يتم نشر فيديوهات الاسرى، فالحقيقة هي أن الحكومة تمارس هذا الإرهاب بنفسها، باسم الحكومة، وأولاً ضد الاسرى أنفسهم. . نتنياهو وعصابته من المجرمين لا يريدون أن تشاهدوا فيديو هيرش غولدبرغ بولين)، تحديداً لأنه قوي وأصيل، وقد يروج لصفقة عودة الاسرى.

هيرش يلقي بغضب المسؤولية الكاملة على الحكومة، ويدعوها إلى الاستقالة بسبب فشلها في إعادته والاسرى الآخرين الذين ما زالوا على قيد الحياة.

ويقول أيضاً: "يجب أن تخجلوا من أن قنابل سلاح الجو قتلت ما يقرب من 70 اسيراً مثلي". ورغم أن الرقم قد لا يكون دقيقا، إلا أنه من المعروف بالفعل أن هذا واقع قائم، ولا يقل خطورة حتى لو كان خمسة أو عشرة "فقط".

2. إخفاء فيديوهات الاسرى عن الجمهور الإسرائيلي يشكل اختلاسا خطيرا للمهمة الصحفية، وهو من البداية إلى النهاية ممارسة صحفية متميزة في الأنظمة الشمولية. الإعلام يفضل مصالح القائد والمجلس العسكري المحيط به على المصالح العامة، وخاصة على مصالح الاسرى وعائلاتهم.

بعد مشاهدة هيرش، ليس لدي أدنى شك في أنه يريد أن يتم نشر الفيديو الخاص به في إسرائيل وأن يكون له تأثير. ومن الواضح أيضًا أنه إذا علم أن الفيديو خاضع للرقابة، فسوف يغضب ويشعر بالإحباط. إذا كان على علم بذلك بالفعل وهو في الأسر - "الجحيم"، كما يصفه - فمن المؤكد أنه أمر مفجع ولا يؤدي إلا إلى تعميق الشعور بالخيانة.

3. ما هو الواقع المزعج الذي نعيشه حيث تشن حماس حملة مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ أشهر لإعادة الاسرى، وحكومة إسرائيل هي من تتهرب؟ لقد أثبت نتنياهو بالفعل في صفقة شاليط أن ما يمكن الحصول عليه بثمن بخس نسبيا، يحصل عليه في النهاية بثمن باهظ، وبالتالي فإن السؤال الصادق الذي تطرحه آلته الدعائية حول ما إذا كان "بأي ثمن" لا وزن له.

وهذا أيضاً ما سيحدث هذه المرة – في النهاية سندفع أكثر مما كان مطلوباً منا قبل بضعة أشهر، مقابل أرواح أقل وإنجازات أقل (حماس تستعيد بالفعل أجزاء من القطاع). مثل أي دكتاتور، كل شيء بالنسبة للمتهم هو التمسك بالسلطة، وموقفه من حياة الإنسان يشبه موقف ستالين وبول بوت وغيرهم من أسوأ الوحوش. أعداء ما لا يقل عن نصف الشعب.

------------------انتهت النشرة------------------

أضف تعليق