18 آيار 2024 الساعة 17:03

الجبهة الديمقراطية تعقد مجلسًا سياسيًا في جنوب ألمانيا

2022-09-19 عدد القراءات : 262

برلين (الاتجاه الديمقراطي)
عقدت 
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - إقليم أوروبا، أمس الأحد، مجلسًا سياسيًا في جنوب ألمانيا.
وكان المجلس بحضور أمين إقليم أوروبا وعضو المكتب السياسي في الجبهة الرفيق أبو بشار، وعدد من الرفاق والجمعيات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في ألمانيا.
وافتتح الرفيق أبو جهاد هواري المجلس، مرحبًا بالحضور، حيث تحدث الرفيق أبو بشار حول آخر التطورات في القضية الفلسطينية والنظام السياسي الفلسطيني، إضافة إلى دور الجاليات الفلسطينية في العمل الوطني وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني.
ووصف الرفيق أبو بشار الانقسام في الحالة الفلسطينية بأنه تحول إلى »معادلة سياسية«، باتت فيها إمكانية المعالجة شديدة التعقيد، مضيفا: أننا لسنا أمام انقسام يتمثل بخروج جسم معين من الجسم الرئيس للنظام السياسي الفلسطيني، بل بتنا أمام حالة بدأ فيها هذا النظام يتآكل بفعل تداعيات الانقسام وتأثيراته اليومية.
وتابع: بات الحل يتطلب العمل على إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، وهذا لا يكون إلا من خلال الحوار الوطني الشامل، من أجل التوصل إلى تفاهمات وطنية لإجراء انتخابات شاملة، على أسس ديمقراطية ونزيهة وشفافة، لإعادة بناء المؤسسات الوطنية (الرئاسة + المجلسين التشريعي والوطني)، موضحًا أن قرار تنظيم الانتخابات الفلسطينية مسألة شديدة التأثر بالعوامل الإقليمية، ولذلك تقدمت الجبهة الديمقراطية بمبادرة وطنية لتجاوز العراقيل التي تعطل إجراء الانتخابات بالبحث عن حل توافقي، توفرت عناصره المجمع عليها فلسطينياً. وتتمثل بالتالي:
1. استعادة مخرجات اجتماع الأمناء العامين في 3/9/2020، بصياغة الوثيقة البرنامجية للمرحلة القادمة، إضافة إلى تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية بكل أشكالها، الأمر الذي يوحدنا جميعاً في السياسة وفي الميدان.
2. دعوة المجلس المركزي للاجتماع، يحضره الجميع دون استثناء، من داخل م.ت.ف وخارجها، كإطار وطني يمتلك صلاحيات المجلس الوطني بتفويض من دورته الأخيرة، وينتخب لجنة تنفيذية تضم الجميع، تكون هي المعنية بتوفير الأجواء والشروط الضرورية لتنظيم الانتخابات الشاملة، على طريق استكمال إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني.
3. التوافق على صيغة عمل مشترك مع أهلنا في الـ 48، تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات السياسية لكل جناح من أجنحة الوطن [48+67].
وأكد أبو بشار على  ضرورة الانخراط في المؤسسات والاتحادات الشعبية والنقابية ليكون للحالة الجماهيرية، في أطرها الوطنية، الدور المؤثر في الضغط وتحمل المسؤوليات في إعادة بناء النظام السياسي، من خلال الانتقال بهذه المؤسسات من كونها مجرد هياكل فارغة، تتحكم بها قيادات بيروقراطية، إلى مؤسسات فاعلة وناشطة في الميادين السياسية والنقابية والاجتماعية، وتعزيز دور القاعدة الجماهيرية في رسم الاستراتيجيات النضالية.
وتناول الرفيق أبو بشار قائلًا: أنه لا أفق قريب لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وأن الجانبين الأميركي والإسرائيلي توافقا على استبعاد الدعوة لاستئناف المفاوضات الثنائية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرًا أن ما تقترحه دولة الاحتلال بالتوافق مع واشنطن، هو العمل على تطبيقات ما يسمى «الحل الاقتصادي» دون أي حل سياسي.
وأوضح، أنه حل من شقين أمني واقتصادي، يعزز التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، ويعزز اندماج اقتصادنا الوطني في الاقتصاد الإسرائيلي ويعزز تبعية أوضاعنا الاقتصادية للاقتصاد الإسرائيلي وهو ما تسميه إسرائيل والولايات المتحدة «إجراءات بناء الثقة»، في الضفة الفلسطينية وما يطلق عليه «الأمن مقابل الغذاء» في قطاع غزة، لكنه في كل الأحوال عودة إلى أوسلو بكل مساوئه وكوارثه.
وفي الإشارة إلى ما تطلقه القيادة السياسية الفلسطينية من مبادرات لاستئناف المفاوضات، قال الرفيق أبو بشار إنها محاولة للتغطية على حالة العجز الذي تعانيه السلطة الفلسطينية ويعانيه النظام السياسي الفلسطيني، وللتغطية على الانخراط الرسمي الفلسطيني في لعبة «بناء الثقة»، والعودة إلى اتفاق أوسلو عملاً بالقرار المنفرد في 17/11/2020.
وأكد أن البديل لهذا كله هو المقاومة بكل أشكالها، وهو ما أكدته تجارب شعبنا المناضل، وآخرها بلا شك معركة القدس ووحدة الساحات، ومعركة الأسرى الستة، الذين استعادوا حريتهم بقوة الإرادة وشكلوا بذلك عاملاً إضافياً في استنهاض عناصر القوة في المقاومة الشعبية، التي تنتشر في العديد من أنحاء الضفة الفلسطينية، وفي صمود قطاع غزة والاستعداد العالي لمقاومتنا البطلة وشعبنا الصامد للتصدي لأي عدوان إسرائيلي.
وأشار إلى أن معركة القدس البطولية أكدت راهنية البرنامج الوطني الفلسطيني [البرنامج المرحلي] «العودة وتقرير المصير والاستقلال»، حيث توحد النضال الوطني في كافة مناطق تجمعات شعبنا تحت هذا الشعار، وعلى هدي أهدافه السياسية.
ووصف الدعوة إلى الدولة الواحدة في ظل الوضع الراهن، بأنه دعوة للاستسلام، واعتراف انهزامي باستحالة دحر الاحتلال وتفكيك الاستيطان، وشدد على أن المقاومة الشعبية واتساع آفاقها وتوحيد نضالات شعبنا في جناحي الوطن [48+67] وفي الشتات، هو الذي يفتح الآفاق أمام البرنامج الوطني، أما الحلول الأخرى كأوسلو، والحكم الذاتي الموسع، وخرافة الحديث عن الدولة الواحدة، فكلها محاولات من التهرب من الاستحقاقات النضالية للبرنامج الوطني.
وقد وصف الرفيق أبو بشار التطبيع العربي مع إسرائيل بأنه خطر استراتيجي على الأوضاع العربية كما هو خطر على الأوضاع الفلسطينية، لأن التطبيع من شأنه أن يحول إسرائيل إلى الدولة المركزية الأولى في المنطقة، للهيمنة على المنطقة ومقدراتها وثرواتها، وإغلاق الطريق أمام شعبنا من أجل حقوقه الوطنية.
حيث دعا إلى تطوير آليات النضال المشترك بين القوى الفلسطينية والعربية لمقاومة التطبيع، وتوسيع آفاق أنشطة لجان مقاومة التطبيع، التجاري والمالي والسياحي والثقافي والسياسي والأكاديمي وغيره. مؤكدا على دور الجاليات الفلسطينية ودور الشباب في العملية الوطنية وفي تحمل مسؤولياته النضالية، والتقدم إلى أمام ليحتل مواقعه القيادية في المؤسسات الوطنية.
كما تناول الرفيق أبو بشار في كلمته ضرورة دعم الإنتفاضة وتشكيل قيادة فلسطينية موحدة، مشيرا إلى دور الجاليات الفلسطينية التي تمارس دورها بشكل كبير في توفير المقومات الوطنية لقيام العلاقات الديمقراطية الفلسطينية الداخلية، المبنية على أساس الشراكة الوطنية، وفي تحشيد الرأي العام الأوروبي بهدف دعم حقوق الشعب الفلسطيني والضغط على حكوماتهم لإتخاذ الإجراءات الرادعة ضد دولة الإحتلال الإسرائيلية ومقاضاتها على جرائمها، ودور الجاليات أيضا في تعزيز الصمود الوطني والاجتماعي للشعب الفلسطيني في المخيمات وأماكن اللجوء، لتحقيق العودة بناء على قرار 194، والإعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
كما أكد  على دور الجاليات في تحشيد الرأي العام الأوروبي بدعم حقوق شعبنا والضغط على حكوماتهم باتخاذ إجراءات رادعة ضد دولة إسرائيل ومقاضاتها على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني والزامها بتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وعلى أهمية دور الجاليات بدعم وتعزيز الصمود الوطني والاجتماعي لشعبنا في منا طق اللجوء في معركتهم لتحقيق العودة إلى ارضنا ودحر الاحتلال.
وفي نهاية المجلس السياسي، إفتتح باب النقاش ودار الحوار بين الحضور، متوجهين بالشكر للرفيق أبو بشار على مداخلته.

 

 

أضف تعليق