18 آيار 2024 الساعة 16:10

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الجمعة 24/3/2024 العدد 968

2024-03-25 عدد القراءات : 72
الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

نظرة عليا/ معهد بحوث الأمن القومي 24/3/2024

 

هل تستغل إسرائيل خلافات حماس وفتح لإقامة حكم عسكري يبدأ من شمالي قطاع غزة؟

 

 

بقلم: كوبي ميخائيل

 

على خلفية الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية والسلطة الفلسطينية -بدعم جزئي من مؤسسة الدفاع الإسرائيلية- لإعادة السلطة الفلسطينية كهيئة حاكمة في قطاع غزة، يجب أن نتذكر الديناميكية الدورية بين حماس وفتح. ونظراً للخلافات الشديدة حول أهمية الحرب بين إسرائيل وحماس، فمن غير المرجح أن تتمكن السلطة الفلسطينية من تفويض تحصل عليه في غزة. وعلى نحو مماثل، فإن استمرار حكم حماس ليس خياراً أيضاً. وبما أنه لا يوجد نظام إقليمي أو دولي مستعد لتحمل مسؤولية إدارة وإعادة إعمار غزة، فستضطر إسرائيل إلى التفكير في إنشاء إدارة عسكرية مؤقتة في القطاع.

لم يكن قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتعيين محمد مصطفى رئيساً للوزراء، بعد استقالة محمد اشتية، مفاجئاً؛ ففي نهاية المطاف، يعد مصطفى نسخة أخرى من اشتية؛ في الواقع، قام عباس باستبدال زميل بآخر. وكلاهما عضو في فتح، في حين أن مصطفى عضو في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ومستشار اقتصادي لعباس. ويرى الجمهور الفلسطيني أنه متورط في الفساد المالي لعباس وأفراد عائلته، على حساب المجتمع الفلسطيني واقتصاده. وقد قبلت دائرة المقربين من عباس (كبار أعضاء فتح الذين هم جزء من القيادة الخارجية والذين جاءوا إلى الضفة الغربية وقطاع غزة بعد اتفاقيات أوسلو) مصطفى، الذي يعد أحد رموز القطيعة بين هذه القيادة المتهمة بالفساد، وبين الجمهور الفلسطيني.

لقد أثار تعيين مصطفى غضب حماس والتنظيمات الفلسطينية الأخرى، وخاصة جبهات المقاومة؛ لكن الصراع بين فتح وحماس طغى على كل شيء آخر. وعارضت حماس التعيين، مدعية أنها خطوة غير ديمقراطية وتؤدي إلى عزل حماس وقطاع غزة. وفي رد شديد اللهجة، اتهمت حركة فتح حماس بأنها وكيل إيراني، وأنها تسببت للشعب الفلسطيني بكارثة أسوأ من نكبة عام 1948.

إن العداوة بين فتح وحماس، الممتدة جذورها إلى خلافات أيديولوجية، تتمحور حول التنافس على قيادة النضال الوطني الفلسطيني. وفي الوقت الراهن، ما تعتبره حماس حرب تحرير وطني على نطاق تاريخي، مقارنة بانتصار صلاح الدين على الصليبيين، تعتبره فتح كارثة وطنية أسوأ من نكبة عام 1948. وتبذل حماس كل جهد ممكن للحفاظ على سيطرتها على الأرض الفلسطينية المحتلة. قطاع غزة وتعزيز سلطته المدنية، حتى في المناطق التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي بالفعل في شمال غزة، بهدف إقناع السكان المحليين بأن ذلك لا يزال خيارًا قابلاً للتطبيق لليوم التالي للحرب.

وفي هذه الظروف، تصعب رؤية أي مصالحة بين حماس وفتح. وقد تكررت هذه القصة منذ سيطرة حماس على القطاع في يونيو/حزيران 2007. وباءت العديد من الجهود التي بذلها الوسطاء الإقليميون بالفشل في اللحظات الحاسمة. وفي الوقت الحالي، ينتظر عباس أن تعلن حماس تخليها عن سيطرتها على غزة من جانب واحد وقبولها الكامل لحكومة الوحدة الفلسطينية التكنوقراطية، التي يريد عباس تشكيلها. بمعنى آخر، يريد عباس أن يبدو مصمماً على عدم مكافأة حماس على تنفيذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، وعدم السماح لها بالبقاء كقوة سياسية شبه دولة في الساحة الفلسطينية. إن الأزمة الحالية والانقسام بين الجانبين أهم بسبب الجهود التي يبذلها الأمريكيون والسلطة الفلسطينية، بدعم من جزء من مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، لإعادة السلطة الفلسطينية إلى إدارة الشؤون المدنية والأمنية في غزة وإعادة تشكيلها. قيادة إعادة إعمارها.

وفي هذا السياق، تم تسمية ماجد فرج، رئيس المخابرات العامة والمستشار الأمني ​​المقرب لعباس، كشخص يمكن أن يقود المهمة. فرج يتمتع بثقة أبو مازن والإدارة الأمريكية، ويحظى بتقدير المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وهو أيضاً عدو لدود لحماس؛ حتى إن حماس حاولت اغتياله بسبب ملاحقته لحماس في الضفة الغربية تحت حكم السلطة الفلسطينية، بل واقترح العثور على نحو 7000 من عناصر فتح في قطاع غزة وتدريبهم عسكرياً على يد القوات الأمريكية في الأردن قبل إعادتهم إلى غزة كقوة أمنية وشرطية تحت قيادة ماجد فرج. لكن ليس من الواضح ما الذي يقنع أولئك الذين يؤيدون عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بأنها فكرة عملية، خاصة أن الشرعية العامة للسلطة الفلسطينية وعباس منعدمة بشدة وينظر إليهما الشعب الفلسطيني على أنهما عبء. منذ بعض الوقت، يطالب أغلبية الفلسطينيين عباس بالاستقالة مع عودة الصدع العميق بين حماس وفتح.

صحيح أن قادة حماس أعلنوا أن المنظمة غير مهتمة بالعودة إلى حكم غزة، ومستعدة للسماح للسلطة الفلسطينية بإدارة الشؤون المدنية، لكنهم يطالبون بالتنسيق بين السلطة الفلسطينية وأنفسهم. بل إن حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحماس المسؤول عن الاتصال بفتح، أعلن في مؤتمر لجميع التنظيمات الفلسطينية في موسكو يوم 26 فبراير/شباط أن حماس وافقت على تشكيل حكومة تكنوقراط تكون منظمة التحرير الفلسطينية مصدراً لها. سلطة. كما أعلن أن حماس مستعدة لدخول السلطة الفلسطينية دون شروط مسبقة والقبول بخطة منظمة التحرير الفلسطينية للحل السياسي للصراع مع إسرائيل وفقاً لقرارات الأمم المتحدة. لكنها تصريحات لا تقدم دليلاً على استعداد حماس لتسليم أسلحتها وإخضاع قوتها العسكرية للآليات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.

وينبغي النظر إلى هذه التصريحات بنفس الطريقة التي ينظر إلى الوثيقة السياسية التي نشرها خالد مشعل في مايو/أيار 2017. وينبغي النظر إليها على أنها تعبير عن براغماتية حماس وليس كاعتدال في رؤيتها وهدفها النهائي. وبدلاً من ذلك، فإنها تمثل استراتيجية بديلة لتحقيق تلك الأهداف نظراً للقيود الحالية. وترى حماس أن الحفاظ على قوتها العسكرية أمر بالغ الأهمية وضروري للعمل، على غرار نموذج حزب الله. وبموجب هذا النموذج، تتولى السلطة الفلسطينية إدارة الشؤون المدنية في غزة، ولكن السيطرة النهائية ستظل خاضعة لقوات حماس المسلحة. ولتوضيح أنهم عازمون على منع أي محاولة لخلق بديل محلي لحماس، لم يتردد أفرادها في قتل مختار عائلة دغمش، الذي كان يستعد للانضمام إلى جهود إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع واتهم بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي. ولإيصال الرسالة إلى الوطن، قُتل المختار في مجلس العائلة (ديوان) شمال القطاع.

علاوة على ذلك، فإن تعيين محمد مصطفى رئيساً للوزراء ليس إلا مجرد ستار من الدخان، ولا يمثل أي رغبة حقيقية في إجراء إصلاحات ذات معنى في السلطة الفلسطينية. ليس لدى عباس ورفاقه مصلحة في الإصلاحات، ولا في انتخابات قد تخرجهم من مواقع السيطرة والنفوذ. إن الثقافة التنظيمية للسلطة الفلسطينية تكرر الثقافة الثورية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأنماط عملها على مر السنين. القيادة الحالية غير قادرة على إحداث أي تغيير عميق داخل السلطة الفلسطينية، لأن ذلك يتطلب تغييراً كاملاً في القيادة، والاعتراف بفشل نهجها السابق.

وماجد فرج، على الرغم من اعتباره محترفًا وعمليًا وبعيدًا نسبيًا عن النشاط السياسي، غير قادر أيضاً على معالجة التحديات الأمنية بشكل فعال في المناطق الخاضعة لمسؤولية السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وبدون نشاط جيش الدفاع الإسرائيلي في البلدات الفلسطينية ومخيمات اللاجئين، فمن الواضح أن حماس كانت قد أكملت سيطرتها على السلطة الفلسطينية. ولذلك، فمن غير الواضح كيف يمكن لشخص لم ينجح في مهمة أقل تعقيدًا في الضفة الغربية أن يتمكن من فرض سيطرته الأمنية والمدنية في ظروف فريدة ومعقدة لقطاع غزة، خاصة في أوقات الحرب وما بعدها.

ولن يكون أي كيان عربي أو دولي أو إسرائيلي على استعداد للاستثمار في إعادة إعمار غزة ما بقيت حماس محتفظة بأي سيطرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العداء المستمر بين فتح وحماس، ومع احتفاظ حماس بالسيطرة الفعلية على القطاع، يعني أنه حتى لو تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، فمن غير الممكن البدء بعملية التسوية: مساعدة المدنيين وإعادة بناء غزة.

وفي ضوء الوضع الحالي، يتم الدفع بإسرائيل نحو إنشاء إدارة عسكرية مؤقتة في غزة بسبب غياب بدائل قابلة للتطبيق. حماس ليست خياراً، وعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع غير واقعية، وليس هناك كيان إقليمي أو دولي مستعد للتحرك. وبدون أي سيطرة فعالة على المنطقة، لا تستطيع إسرائيل ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المستفيدين المستهدفين. علاوة على ذلك، فمن دون بديل لحماس، سيؤمن السكان بإمكانية بقائها واستمرار حكمها. وسوف تتشجع قيادة حماس من خلال الضغوط التي تمارس على إسرائيل وقدرتها على استعادة السيطرة المدنية والعسكرية حتى في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل (مثل مستشفى الشفاء وما ترتب على ذلك من تحرك للجيش الإسرائيلي في مجمع المستشفى في 18 آذار/مارس 2024). وهذا لن يؤدي إلا إلى تعزيز موقف حماس في أي مفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب.

ولذلك، يتعين على إسرائيل الآن أن تعلن عن تشكيل إدارة عسكرية مؤقتة في شمال قطاع غزة، حيث عدد قليل نسبياً من السكان، وحيث بنية تحتية ضعيفة لحماس. وقد يمتد ذلك إلى أجزاء أخرى من القطاع حسب التطورات المستقبلية. ينبغي لإسرائيل أن تسعى إلى تحقيق ثلاثة أهداف:

1-  ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المستفيدين المقصودين، مع تجاوز حماس، وتقليل الفوضى والأذى الذي يلحق بالمدنيين.

2-  إرسال رسائل واضحة إلى قيادة حماس والشعب الفلسطيني مفادها أن حماس لم تعد خياراً قابلاً للتطبيق. وهذا قد يضعف أي دعم شعبي للتنظيم.

3-  وضع الأساس لدخول فريق عمل دولي أو إقليمي أو مزيج منهما، لتولي السلطة على إدارة المنطقة وسكانها. ومن الممكن أن تكون هذه القوة مسؤولة أيضاً عن تسهيل إعادة تأهيل وتدريب الكوادر المحلية استعدادًا للحكم الذاتي الفلسطيني المستقبلي في قطاع غزة.

---------------------------------------------

هآرتس 24/3/2024

 

نتنياهو مع “رصيف وتجويع” شمالاً و”سندخلها وحدنا” جنوباً: ما رد السنوار بعد “الشفاء”؟

 

 

بقلم: عاموس هرئيل

 

ما يحدث الآن في قطاع غزة، وعلى رأسه اقتحام ناجح للجيش الإسرائيلي و”الشاباك” في مستشفى الشفاء، يحدث في ظل الأحداث التي تجري في الساحة الدولية؛ ففي الولايات المتحدة تزايد للتوتر بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل على خلفية الصعوبات في ضخ المساعدات الإنسانية وتفشي ظاهرة الجوع أو شفا الجوع في القطاع، في حين تجري جولة أخرى من المفاوضات في قطر برعاية أمريكية في محاولة للدفع قدماً بصفقة لإطلاق سراح جزء من المخطوفين.

رداً على استياء الإدارة الأمريكية، تعهدت إسرائيل قبل عشرة أيام بإغراق القطاع بالمساعدات الإنسانية، وهو تعهد لم يتحقق على الأرض حتى الآن. إسرائيل لا تعيق إنزال المساعدات الأمريكية وإقامة الرصيف البحري على شاطئ غزة، لكن لم يتم حتى الآن الإبلاغ عن موافقة حول إدخال البضائع منه إلى شمال القطاع عن طريق معبر إيرز. المساعدات الإنسانية تصل بوتيرة لا تلبي الطلب في القطاع، ولا تمكن من مواجهة ناجعة لخطورة الوضع بعد خمسة أشهر ونصف من الحرب.

منظمات دولية تنشر يومياً تحذيرات حول خوفها من تفشي الجوع في أوساط السكان الفلسطينيين الذين اضطر معظمهم إلى الهرب نحو منطقة رفح في الجنوب. الوضع في شمال القطاع أخطر لأن الجيش الإسرائيلي دمر معظم المباني والبنى التحتية هناك أثناء القتال، وجزء كبير من التموين المخصص للشمال تم سلبه وهو قادم من الجنوب.

الإدارة الأمريكية التي أظهرت دعماً واضحاً لإسرائيل طوال الحرب وتسامحاً كبيراً إزاء تملص نتنياهو من مناقشة اليوم التالي للحرب في القطاع، غيرت أسلوبها مؤخراً. اتضح هذا في الاتصالات التي جرت مؤخراً في الأمم المتحدة حول صيغة قرار مجلس الأمن الذي يطلب إعلاناً عن وقف إطلاق النار في القطاع. طبيعة الصعوبات مع الولايات المتحدة تدل عليها الزيارات التي جرت هذا الأسبوع. في البداية، جاء غالنت في زيارة طارئة للتوسل للأمريكيين بتسريع تزويد السلاح للجيش الإسرائيلي. بعد ذلك، زيارة رون ديرمر ورئيس هيئة الأمن القومي تساحي هنغبي، بناء على طلب من الرئيس الأمريكي لنتنياهو لمناقشة العملية العسكرية التي يعد الأخير بشنها يومياً في رفح.

الأمر المفاجئ أن القيادة في إسرائيل ترفض رؤية العلاقة بين الأمرين. بايدن يطلب من نتنياهو ضمانات للحفاظ على أمن المدنيين الفلسطينيين وإخلائهم من المنطقة بشكل منظم. في ظل غياب خطة مقنعة لإسرائيل، ستواصل الولايات المتحدة التعبير عن معارضتها الساحقة لاقتحام الجيش الإسرائيلي لرفح، وقد تؤخر وتيرة إرساليات السلاح التي يحتاج إليها الجيش في القطاع، وبالأساس في حالة تصعيد شامل مع حزب الله في لبنان.

في غضون ذلك، زار بلينكن البلاد، وكان لقاؤه مع نتنياهو قد عكس الفجوة في المواقف العلنية بين الدولتين. أعلن نتنياهو بأن على الجيش الإسرائيلي دخول رفح لـ “تصفية بقايا كتائب حماس”، وإذا عارضت الإدارة الأمريكية ذلك “فنفعل ذلك وحدنا”، أي رغم معارضة أمريكا. عملياً، يذكر نتنياهو أن عملية كهذه لن تبدأ في رمضان، وسيكون من الصعب القيام بها في ظل الاختلاف في المواقف مع الولايات المتحدة، وأنها عملية ستحتاج على أي حال إلى إعداد طويل.

في المقابل، حذر بلينكن -حسب تقرير في موقع “اكسيوس”- مجلس الحرب من أن إسرائيل قد تعلق لفترة طويلة في القطاع إذا لم تبلور استراتيجية خروج. وأكد بلينكن في تصريح لوسائل الإعلام أن الإدارة الأمريكية تصمم على فعل “كل ما يمكن” للتوصل إلى صفقة تبادل.

 

تفويض واسع ولكنه محدود

 

في نهاية الأسبوع الماضي، جرت في الدوحة جولة أخرى من المفاوضات مع دول الوساطة، الولايات المتحدة ومصر وقطر، في حين أن قيادة حماس الخارج موجودة في المدينة بشكل دائم. حسب مصدر إسرائيلي رفيع، وافقت البعثة الإسرائيلية على الاقتراح الأمريكي فيما يتعلق بعدد المخربين الذين سيتم إطلاق سراحهم في النبضة الأولى. ولكن حماس لم ترد بعد على هذا الاقتراح. في “أخبار 12” نشر أن رئيس “الشاباك”، رونين بار، انضم للبعثة بعد خلاف كبير في مجلس الحرب بين نتنياهو والوزراء ورؤساء أجهزة الأمن. وافق رئيس الحكومة في نهاية المطاف على إعطاء البعثة تفويضاً واسعاً للتفاوض، ولكن محدود جداً. قاد بار الطلب بإعطاء رؤساء البعثة هامشاً للمناورة في هذه المحادثات.

القرار النهائي في الطرف الفلسطيني يتعلق حتى الآن برئيس حماس في القطاع يحيى السنوار، الذي ما زال يختبئ في مكان ما في شبكة الأنفاق التي حفرتها حماس في القطاع. حسب المنشورات حول رد حماس على اقتراحات الوسطاء، يبدو أن هناك علاقة بينه وبين قيادة الخارج في قطر. على أي حال، يبدو أن السنوار هو الذي يعطي الكلمة الأخيرة إزاء مسؤوليته عن الإنجاز الذي سجلته حماس في نظر رجالها في الهجوم الإرهابي في 7 أكتوبر.

السنوار غير موجود حسب معرفتنا في مستشفى الشفاء في غزة، حيث تستمر عملية الجيش الإسرائيلي منذ أسبوع، ولكن اقتحام المستشفى يعكس الحالة النادرة نسبياً التي فيها أساس حقيقي للتفاخر العسكري بأهمية إنجازاته. قتل في هذه العملية حتى الآن -حسب الجيش الإسرائيلي- حوالي 170 مسلحاً من حماس و”الجهاد الإسلامي”، وتم اعتقال بضع مئات من المشبوهين. في هذه المرة، لا يدور الحديث فقط عن “رجال في جيل القتال”، بل عن عدد كبير من النشطاء المعروفين، وبعضهم كبير في التنظيمين. التحقيق معهم قد يثمر معلومات استخبارية قيمة، ستعمق الضرر العملياتي بأداء حماس. استمرار العملية قد يشكل أيضاً وسيلة ضغط على حماس على خلفية المفاوضات في قطر.

---------------------------------------------

هآرتس 24/3/2024

 

“الجزيرة” تنشر “فيلم رعب”.. والمتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي: كانوا في ساحة شهدت قتالاً من قبل!

 

 

بقلم: جدعون ليفي

 

انطلق أربعة أصدقاء على طريق من الرمال سويت بالأرض بعد أن كانت بيوتاً ذات يوم. يسيرون بخطى واثقة، لا يظهر أنهم خائفون، يحثون السير بين حين وآخر. سلاسل الدبابات حرثت الطريق. لا نعرف وجهتهم. الدمار يرافقهم على جانبي الشارع، أيديهم مكشوفة، غير مسلحين. حي السيخة في خان يونس كان هنا ذات يوم، وهنا باتت أنقاضه. يتحدث أحدهم مع حركة يد. لا نعرف ماذا كانوا يتحدثون.

فجأة، أطلقت صليات من السماء، سحابة من الرمال والدخان علت الأربعة. عندما تبدد الدخان، تبين مشهد لجثتين ممزقتين وأشلاء من اللحم البشري. تستمر المسيّرة في التصوير. مثل طائر الرماد، ينهض أحدهم من بين الأنقاض ويبتعد. يحاول الهرب والنجاة بنفسه. لكن سيره يتعثر. المسيّرة له بالمرصاد. الجندي الذي يوجه المسيرة لا يتنازل. هذا الشخص ركض تلاحقه كاميرا المسيّرة. بات نقطة سوداء صغيرة تركض بذعر. لا وجه أو أيدي أو أرجل. نقطة سوداء تهرب للنجاة بنفسها.

لاحقته الكاميرا ووضعته على الهدف، والآن يمكن رؤيته بوضوح. يمشي ويتعثر، لكنه يحمل ملابس أو شيئاً بين يديه. انطلق صاروخ مرة أخرى. نار ودخان تصاعد. أصيب مرة أخرى. دخان أبيض يتبدد ببطء، والكاميرا تحركت يساراً. الناجي الثاني يعرج إلى درجة أنه انهار فوق الرمال. انتقل إلى حالة زحف واستلقى بما بقي له من قوة. كانت الثواني الأخيرة له. الجيش الإسرائيلي لا يترك المصابين؛ وصل الصاروخ الرابع أثناء زحفه. سحابة دخان أخرى، تظهر من خلفها جثة أخرى. ابتعدت الكاميرا عند نهاية فيلم. الجثث الأربع مرمية فوق الرمال مثل أربعة صراصير تم هرسها. غبار أسود يحيط بها. ما الذي فكروا فيه عندما ذهبوا إلى حتفهم؟ ما الذي حلموا في أن يأتي في اليوم التالي للحرب؟ ما الذي افترضوه عندما ذهبوا؟

نشرت قناة “الجزيرة” الفيلم الخميس الماضي، وإسرائيل تثاءبت يوم الجمعة. “جهاز التحقيق التابع لهيئة الأركان، “الموضة الأخيرة في مجال الطمس”، يقوم بفحص الفيلم”. يبدو أننا لن نسمع عنه شيئاً. في نهاية المطاف، الجيش الإسرائيلي لا يطلق النار على غير المسلحين، خصوصاً بشكل متعمد. “المنطقة التي تم توثيق الفيلم فيها هي منطقة قتال في خان يونس، شهدت القوات فيها صدامات كثيرة مع المخربين الذين يتحركون في منطقة القتال بملابس مدنية”، هكذا كان رد المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي.

الجنود الذين أطلقوا النار من خلف الشاشة، ارادوا أن يخدموا في الجيش خدمة مهمة، حصلوا عليها. في الحقيقة، الأكثر أهمية من قتل أشخاص وهم يهربون بالصواريخ الموجهة عن بعد، أنهم سيحملون معهم ذكرياتهم وتجاربهم من الحرب، ربما يندمون ذات يوم وربما لا. ربما كان ضحاياهم من مقاتلي حماس، وربما كانوا أبرياء ذهبوا لإحضار الطعام لعائلاتهم الجائعة. هذه شكوك لم يكن بالإمكان سماعها من وراء شاشة الطائرة المسيرة. وحتى لو ثبت أن هؤلاء الأربعة ذهبوا لإحضار الطعام وهم جنود في جيش الخلاص الخيالي لغزة، فإن ضمير أحد منهم لن يؤنبه. في نهاية المطاف، الحادث كان وراء جبال ظلام الوعي الإسرائيلي، وربما كان على الحدود بين الهند وباكستان. في لحظة واحدة، كان هناك أشخاص على قيد الحياة وبعد لحظة أصبحوا أمواتاً. ماذا حدث، هكذا هو الأمر في الحرب، وليس هناك ما نفعله.

القارئ دان ليفي، الذي لا أعرفه، فكر في أغنية “عين في السماء” (Eye In The Sky) هكذا يسمى مشروع الن بيرسونس، وقد غنتها بشكل مدهش أيضاً المغنية احينوعم ميمي، جاء فيها “أنا العين التي في السماء/ التي تنظر إليك/ تقرأ أفكارك/ تخلق القوانين/ تعالج الكسالى/ تخدعك بسهولة/ لا أريد أن أرى أكثر كي أعرف ذلك”

هذه الأغنية مهداة لمن ضغط أو ضغطت على الزر وقتل أو قتلت الأشخاص الأربعة بين أنقاض خان يونس.

---------------------------------------------

هآرتس 24/3/2024

 

واشنطن تؤدي دور “عنصر تسويق” لمشهد “التهديد باجتياح رفح” وجعله ورقة بيد نتنياهو

 

 

بقلم: نوعا لنداو

 

يتركز الاهتمام الدولي منذ أسابيع كثيرة بالحرب في غزة على مسألة رئيسية واحدة، وهي هل ستقتحم إسرائيل رفح؟ اللازمة الطويلة تغذي وتقوي رئيس الحكومة نتنياهو، بتصريحات علنية متكررة عن “إعطاء تعليمات للجيش لتقديم خطط” و”المصادقة على الخطط”. على سبيل المثال، أعلن مكتب رئيس الحكومة في شباط أنه “أعطى تعليمات للجيش وجهاز الأمن لعرض خطة لإخلاء المدنيين من رفح على الكابينت، وخطة لعملية عسكرية تؤدي إلى تدمير كتائب حماس في المدينة”. وفي الأسبوع الماضي، قال مكتب رئيس الحكومة إن “رئيس الحكومة صادق على خطة العملية في رفح، وإن الجيش استعد للجانب العملياتي وإخلاء السكان المدنيين”.

هذا خطاب استثنائي، ليس لأن خططاً كهذه جاهزة من قبل دون إعلانات، بل لأنها تناقض المنطق الأساسي في “فنون الحرب”: من ينوي الهجوم، يهاجم. ويفضل أن يكون ذلك فجأة، ولا يعلن عنه مرة تلو الأخرى.

يؤكد المحللون السياسيون وبحق المكاسب السياسية التي يجنيها نتنياهو من هذه التصريحات. “رفح عنصر تسويق”، “حملته تستهدف مصالح قاعدته والحفاظ على اليمين المتطرف في حكومته”، كتب المحلل يوسي فيرتر في “هآرتس”. وفي إصدار “لازمة رفح” لاعبون آخرون إلى جانب نتنياهو، قاعدته ومساعدون، مثل وزير الدفاع غالنت، أو سفير إسرائيل في الولايات المتحدة جلعاد أردان، الذين يكررون الرسالة نفسها.

هناك أيضاً رئيس المعارضة بني غانتس، السياسي الإسرائيلي الذي تحب واشنطن عناقه، وأكد في الفترة الأخيرة أهمية العملية العسكرية في رفح. الآن أيضاً في الأسبوع الماضي وفي نهاية اللقاء مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قال غانتس إنه أكد في ذاك اللقاء على “التزام إسرائيل بمواصلة المهمة العملياتية وتدمير بنى حماس التحتية العسكرية في رفح”. يبدو أن كل الحكومة في إسرائيل مجندة لرسالة أنه لا “نصر” بدون “تطهير” (مثلما جاء في المصدر)، قوات حماس في رفح.

هنا يدخل لاعب رئيسي آخر إلى إصدار جديد للأزمة: الإدارة الأمريكية. كلما هدد نتنياهو وحكومته بأن إسرائيل ستهاجم رفح، يزداد تجند الإدارة الأمريكية لمنع الهجوم النظري، إلى درجة أن العملية التي لم تحدث بعد، أصبحت أساساً لشرخ غير مسبوق في العلاقات بين الدولتين. يوضح نتنياهو أن إسرائيل ستعمل أيضاً بدون مصادقة من الولايات المتحدة، في حين أن الولايات المتحدة ترسل بعثات مستعجلة ومعها تحذيرات شديدة كي لا يتجرأ على ذلك.

أكثر مما تبدو معركة التصريحات هذه مثل حملة انتخابات داخلية، أو حملة انتخابات مزدوجة، حيث الرئيس الأمريكي في سباق انتخابي، وتبدو مثل ورقة رئيسية في المفاوضات التي تجري الآن في قطر بين إسرائيل وحماس. لم يكن عبثاً أن يقترن إعلان مغادرة الوفد الإسرائيلي للمحادثات مع الإعلان عن الموافقة، للمرة المليون، على خطة الهجوم.

اجتياح رفح ومصير الغزيين هناك هما الآن المسدس الأكبر الذي تضعه إسرائيل على الطاولة لاستدعاء ضغط دولي كثيف لعقد الصفقة، والولايات المتحدة تزيد قوة هذا المسدس من خلال معارضتها الشديدة. إذا كانت هذه التهديدات ستؤدي إلى صفقة لإعادة المخطوفين إلى بيوتهم ووقف إطلاق النار، فسيكون هذا ثمناً معقولاً لدفعه. كل ذلك لا يعني أن إسرائيل لا يمكنها “العمل” في رفح في كل الحالات. ولكن هناك أكثر من طريقة للعمل، كما يعرف الأمريكيون أيضاً ذلك، وعملياً يصادقون على ذلك أيضاً.

---------------------------------------------

 

إعلام عبري: إسرائيل توافق على إطلاق سراح 700 أسير فلسطيني

 

أفاد مسؤولون إسرائيليون، مساء الأحد، بأن تل أبيب وافقت على إطلاق سراح 700 أسير فلسطيني مقابل إفراج حركة “حماس” عن 40 من بين الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، بحسب إعلام عبري.

ونقل موقع “واللا” الإخباري (خاص) عن مسؤولين إسرائيليين لم يسمهم إن تل أبيب وافقت على مقترح الولايات المتحدة بإطلاق سراح 700 أسير فلسطيني، بينهم 100 من “ذوي المؤبدات”، مقابل إفراج “حماس” عن 40 من بين الأسرى الإسرائيليين في غزة.

كما أن إسرائيل مستعدة للتحلي بمرونة فيما يتعلق بعودة النازحين في جنوبي قطاع غزة إلى شماله، وهي إحدى نقاط الخلاف الرئيسية في المفاوضات غير المباشرة مع “حماس”، وفق المسؤولين الإسرائيليين.

وذكر الموقع، أن مرونة تل أبيب بخصوص عدد الأسرى الفلسطينيين المقترح إطلاق سراحهم جاءت بعد اقتراح قدمه مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز مع الوسطاء القطريين والمصريين خلال مفاوضات الدوحة قبل أيام.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن تل أبيب تنتظر رد “حماس” على اقتراح الوساطة الأمريكية، وتفيد تقديرات بأن الحركة سترد خلال اليومين المقبلين.

وبرئاسة رئيس جهاز المخابرات الخارجي (الموساد) ديفيد برنياع، شارك الوفد الإسرائيلي في مفاوضات غير مباشرة مع “حماس” بالدوحة الجمعة، بوساطة قطرية مصرية ومشاركة أمريكية، ولاحقا أعلنت تل أبيب بقاء فريقها الفني بالعاصمة القطرية بعد مغادرة كبار مفاوضيها.

كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه، الأحد، أن الوفد الإسرائيلي المفاوض عرض على الوسطاء في قطر الإفراج عن 7 أسرى من ذوي “الثقل السياسي”، مقابل كل مجندة تطلق “حماس” سراحها، دون أن تعترض تل أبيب على أي اسم فلسطيني مقترح.

وتحتجز سلطات الاحتلال الإسرائيلي في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 فلسطيني، وتقَّدر وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، لكن “حماس” أعلنت مقتل 70 منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.

وليس معلوما عدد المجندات الإسرائيليات الأسيرات في غزة، وحتى الساعة 19:50 “ت.غ”، لم تصدر إفادة رسمية من إسرائيل أو الوسطاء بشأن مقترح جديد كما لم تعقب “حماس”.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن مجلس الحرب ألغى في اللحظة الأخيرة مساء الأحد جلسة إحاطة كانت مقررة لبحث آخر مستجدات مفاوضات صفقة تبادل الأسرى؛ بسبب “انتظار رد حماس” على المقترحات.

وفي وقت سابق، قال مصدر فلسطيني، إن إسرائيل ردت على مقترح لـ”حماس” بشأن وقف إطلاق النار، وإن الحركة تعتبر الرد “سلبيا” ويهدف إلى تعطيل المفاوضات ومنع التوصل لأي اتفاق.

وأوضح المصدر أن إسرائيل ترفض وقف الحرب المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 والانسحاب من القطاع، وترغب بفرض شروط على عودة محدودة للنازحين في جنوبي قطاع غزة إلى شماله.

---------------------------------------------

 

إسرائيل اليوم 24/3/2024

 

 

ماذا وراء زيارة غالانت الى واشنطن؟

 

 

بقلم: يوآف ليمور

 

يسافر وزير الدفاع غالنت لزيارة قصيرة إلى واشنطن، ستكون الأكثر أهمية وتحدياً التي يقوم بها مسؤول إسرائيلي إلى واشنطن، وقف أمام غالنت عائق عال في السنوات الأخيرة: كسب الشرعية والزمن لمواصلة الحرب في غزة.

يعد غالنت في نظر الإدارة الأمريكية عنصراً إيجابياً في الحكومة، ويمكن العمل معه بصفته هذه. وعليه، ستستقبله واشنطن بأذرع مفتوحة، وقد يعقد لقاءات حتى مع مسؤولين لا يظهرون في الجدول الزمني الرسمي. العناق الذي سيلقاه سيكون مشوشاً: سيرافق الدفء والقرب نقد وقلق، خصوصاً من وزير الدفاع لويد أوستن، الذي يلوح كالجهة أكثر نقداً في الإدارة تجاه إسرائيل.

يتركز النقد الأمريكي في محورين: الأول، طلبهم زيادة المساعدات الإنسانية؛ والآخر، علامات استفهام على مستقبل القطاع في اليوم التالي للحرب. يعتبر غالنت براغماتياً في هذين الموضوعين، كما أنه يضم إليه في رحلته مندوب منسق الأعمال في “المناطق” [الضفة الغربية] كي يعرض على الأمريكيين ما ينفذ وما يخطط لتنفيذه، في السياقات الإنسانية وفي معالجة احتياجات السكان المدنيين.

لا بد أن مسؤولي الإدارة سيطرحون مطلبهم مرة أخرى حول عملية رفح، استمراراً لما قاله بلينكن في زيارته إلى البلاد. قد يسمعون من غالنت أموراً مشابهة لتلك التي سمعها بلينكن في إسرائيل، بأن هذه العملية ضرورية لاستكمال هزيمة كتائب حماس واجتثاث حكمها. مع ذلك، في الأجزاء الحميمة من المحادثات يتحدث الطرفان عن سبل مختلفة للقيام بالعملية، بحيث يتمكن الطرفان من العيش معها بسلام.

 

زيارة أمنية مع ظل سياسي

 

ستطرح أربع مسائل مركزية أخرى في الزيارة، كل منها حرجة بحد ذاتها: الأولى، مواضيع الضفة الغربية. الإدارة قلقة جداً من إمكانية انفجار عنف في الضفة، وتحث إسرائيل على اتخاذ خطوات تخفف عن السكان المدنيين غير المشاركين في الإرهاب. غالنت يؤيد مثل هذه الإجراءات، التي على رأسها إدخال انتقائي ومقنون لعمال فلسطينيين للعمل في البلاد.

المسألة الثانية، هي مواضيع الشمال. غالنت يعد الرمز المتطرف في الحكومة في كل ما يتعلق بالحاجة إلى توسيع المعركة العسكرية في لبنان لضمان إبعاد حزب الله عن الحدود. صحيح أن إسرائيل تعطي زمناً ومساحة مناورة لجهود الوساطة التي يقوم بها المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين، لكن غالنت يحاول الوصول إلى توافقات على مجال العمل (ومجال الدعم الأمريكي) لإسرائيل إذا ما فشلت هذه الاتصالات.

المسألة الثالثة، ولعلها الأكثر حرجاً، هي المساعدات الأمنية. في الأسابيع الأخيرة تصاعدت الدعوات في الولايات المتحدة للإدارة لتقييد نقل الأسلحة إلى إسرائيل. صحيح أن مسؤولي الإدارة أوضحوا بأن هذا ليس على جدول الأعمال، لكن القلق في إسرائيل أكبر من أي وقت مضى، وسيطلب غالنت ضمانات بتواصل المساعدات دون صلة بالخلاف السياسي بين الدولتين، بل أن تزداد إذا ما نشأت معركة واسعة في الشمال.

المسألة الرابعة، هي المعركة الإقليمية الواسعة، وعلى رأسها إيران. إسرائيل وإن كانت تركز على غزة ولبنان، لكنها قلقة جداً مما يجري في جبهات أخرى – سوريا، العراق واليمن – التي توصل إيران الخيط بينها. سيحاول غالنت حث الأمريكيين على تشديد الضغط على طهران (وذلك كي يلجم حزب الله) وإن كانت الاحتمالات متدنية في مخاطرة إدارة بايدن بمواجهة مع طهران في سنة انتخابات.

ستكون معظم الزيارة وربما كلها أمنية، لكن من الصعب الإفلات من الظل السياسي الذي يرافقها. مرت سنة منذ خطابه الذي على إثره أقاله نتنياهو (ألغي لاحقاً)، والذي حذر فيه من أن إسرائيل تسير نحو هوة أمنية (ما حصل بالفعل). منذئذ، ابتعد الاثنان، ولا يجمعهما سوى مواصلة الحرب.

---------------------------------------------

 

معاريف 24/3/2024

 

 

إسرائيل ليست جزيرة منعزلة

 

 

بقلم: المحامي اوريئيل لين

 

أنا قلق جدا كمواطن ومقيم في هذه الدولة، وواثق بأن الكثيرين جدا من مواطني ومقيمي الدولة قلقون مثلي أيضا. وتوجد بالطبع أسباب موضوعية. كلنا نتغذى بها كل يوم. الحرب في قطاع غزة التي تضيف لنا كل يوم شهداء آخرين، أرامل أخريات ويتامى آخرين، فيما أنه ما تزال لا تلوح نقطة زمنية لإنهاء هذه الحرب. الوضع في الشمال، الصراع المكبوت ضد حزب الله، انزلاق صورة إسرائيل في العالم العظيم إلى الأسفل في ظل تعاظم عزلتها. في زمن كتابة هذه السطور ما يزال غير معروف قرار الاتحاد الأوروبي لكن ممكن الافتراض بأنه سيدعو إلى وقف القتال في القطاع.

كل هذه هي أمور نعرفها جميعنا جيدا. مواضيع دولة إسرائيل بالطبع ملزمة بأن تتصدى لها من أجل مستقبلها، من أجل استقرارها ومن أجل جودة حياة سكانها وأمنهم على حد سواء.

جنود الجيش الإسرائيلي وقادته يثبتون قدرة قتالية مبهرة واستعدادا للتضحية جديرة بالإعجاب. لكن أكثر من أي شيء آخر يقلقني شدة الإحساس الذي يرافقني منذ أشهر ويتعاظم في أن كابينت الحرب خاصة بنا، الذي بقراراته تتعلق حياة المخطوفين، لا يدير الحرب في قطاع غزة بحكمة. لا يوجد أي شك ولا يوجد أيضا أي جدال – نحن ملزمون بإبادة حماس، ومحظور أن نغفر أبدا لمنظمة حماس هذه أحداث 7 أكتوبر. كما يمكن ان نفهم حقيقة أن أولئك الذين كانوا مسؤولين، بشكل كامل أو جزئي، عن الإخفاق الرهيب المتعلق بوضع المفهوم الذي أدى إلى العمى عن رؤية نوايا حماس، لا يمكنهم أن يكونوا معفيين من تطلع الثأر ومن الرغبة الشديدة لإبادة حماس. كل هذا مفهوم.

لكن الحرب في قطاع غزة وضد حماس نحن ملزمون بأن نديرها بحكمة، وهي لا تدار بحكمة أننا لسنا جزيرة منعزلة في العالم، ومناعة دولة إسرائيل منوطة جدا بمدى الدعم الذي يوجد لها في العالم لإدارة هذه الحرب. وكل أولئك الذين يحاولون ان يقولوا لنا بان بوسعنا أن نتجاهل وضع السكان المدنيين في القطاع، نساء وأطفال يقولون عمليا أقوالا سخيفة، وفي انعدام توازن عظيم للعناصر التي ينبغي ان تؤخذ بالحسبان في إدارة الحرب.

لدي انطباع عميق بأن حكومة إسرائيل منقطعة عن الخطاب العالمي وترفع علم حقها بعمى. عندما تقول حكومة كندا التي لم تكن أبدا معادية لإسرائيل أنها ستوقف إرساليات السلاح إلى القطاع، يرد وزير الخارجية إسرائيل كاتس الذي يوجد قسم مهم من السياسة الخارجية الإسرائيلية في مسؤوليته، بهذه الكلمات: "مؤسف ان حكومة كندا تتخذ خطوة تشكك بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه مقاتلي حماس الذين ارتكبوا هجمة رهيبة ضد الإنسانية". لكن كندا لا تشكك أبدا في حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. كندا، مثل كل العالم الغربي، تحرص على السكان في قطاع غزة الذين يعانون اليوم من الجوع وسوء التغذية. وإذا كنا سنكون منقطعين عن الخطاب العالمي الحقيقي وغير مكترثين للمشاعر في العالم التي تؤثر على السياسة الخارجية، فلن نتمكن من إدارة الحرب بحكمة. الإحساس هو أننا ننتقل من مفهوم أخفق إلى مفهوم آخر مآله أن يخفق.

في هذا المقام أعربت عن رأيي عدة مرات في الماضي، في أنه بعد أن خضنا الحرب في شمال القطاع، في مدينة غزة وفي خانيونس، وضربنا حماس بشدة حان الوقت لتغيير اهداف الحرب المعلنة. التوقف عن التصريحات المتبجحة غير الواقعية في أن لنا هدفين عمليين: القضاء على حماس وتحرير المخطوفين. هذا لا يمكن أن يعمل بالتوازي. هذا تعبير عن رغبة، وليس عن سياسة فهيمة. هذا بالضبط الطريق الذي يؤدي بنا إلى صفقة تحرير مخطوفين سيئة.

بعد ثلاثة أشهر من بداية الحرب كان يتعين علينا أن نعلن بأن هدف الحرب هو واحد فقط: تحرير المخطوفين. وبعد أن نحرر المخطوفين حتى آخرهم نوقف القتال لفترة ملزمة مسبقا. فمقاتلو حماس أيضا لا يريدون الانتحار. هم مستعدون للقتال لكنهم غير مستعدين حقا للموت.

هذا النهج كان سيخلق تضامنا أكثر وضوحا وتفهما بكثير في العالم الكبير لأنه لا يمكن لأي دولة أن توافق على أن تغزو دولة أجنبية أراضيها وتأخذ أسرى. لست واثقا أن مفهوم العمل هذا كان سينجح لكنه كان ينبغي أن يفحص في الكابينت وفي الحكومة بدلا من البديل المعروف مسبقا لخوض مفاوضات مع حماس، تحرير مئات المعتقلين وإعطاء فرصة لحماس للإعلان عن إنجازات ونصر.

واضح اليوم للجميع، عقب سياسة الكابينت الأمني بأننا لا يمكننا أن نعيد المخطوفين إلا إذا توصلنا إلى صفقة مع حماس ثمنها على إسرائيل سيكون عاليا؛ وتحرير المخطوفين لن يتحقق بالتوازي وفي وقت واحد مع إبادة حماس. ويحتمل أنه إذا ما فشلت المفاوضات الحالية التي محظور النزول عنها، سيكون مجديا جدا النظر في بديل استمرار الحرب دون أي صفقات ومن أجل هدف واحد – تحرير المخطوفين.

---------------------------------------------

 

 

 

 

يديعوت أحرونوت 24/3/2024

 

 

لا يمكن التعايش بدولة واحدة

 

 

بقلم: ميخائيل ميلشتاين

 

حتى بعد جملة تحفظات من الصعب تجاهل الميول الصادمة التي تنعكس من استطلاع الرأي العام الفلسطيني الذي نشر الأسبوع الماضي ويعكس موقف الفلسطينيين من الحرب. صحيح ينبغي أن تؤخذ نتائج الاستطلاعات بحذر وبخاصة حين تجرى في أوقات الحرب وفي مناطق يكون فيها الإنسان حذرا من أن يقول الحقيقة للمستطلعين. وما يزال، الميول واضحة، تكرر نفسها على طول الحرب، وتنعكس في الواقع أيضا.

يدور الحديث عن استطلاع فصلي يجريه المعهد الفلسطيني للسياسة والمسوح برئاسة خليل الشقاقي، كبير المستطلعين في الساحة الفلسطينية. النتيجة الأبرز للعين الإسرائيلية، التي تتضح أيضا استطلاع كانون الأول الأخير، تعكس سلوكا فلسطينيا استقطابيا "تقليديا": من جهة تأييد جارف لهجمة 7 أكتوبر (71 في المئة)، ومن الجهة الأخرى نفي جارف للادعاء بأن حماس ارتكبت جرائم حرب (91 في المئة)، اتهام إسرائيل بأنها ترتكب جرائم كهذه (94 في المئة)، وتشديد الرواية التي بموجبها الفلسطينيون هم الضحية.

يرافق هذا تأييدا غير مسبوق لحماس (34 في المئة، مقابل 17 في المئة لفتح)، الرضا عن يحيى السنوار (65 في المئة)، وكذا التأييد لأن يقوم في قطاع غزة في اليوم التالي نظام برئاسة حماس (63 في المئة) – هدف يفضله الغزيون على عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، فما بالك إقامة نظام عشائر أو حكم برعاية إسرائيل. كل هذا، إلى جانب الإعجاب بالجهات الخارجية المعادية لإسرائيل أو الضارة بها، حتى لو لم يكن بوسعها مساعدة الفلسطينيين أو ان مصيرهم لا تعنيها على الإطلاق (اليمن، حزب الله، إيران، روسيا)؛ وبالمقابل – إبداء الاحتقار تجاه من يساعد الفلسطينيين، بخاصة الولايات المتحدة التي تحظى بـ 1 في المئة من تأييد المستطلعين.

في السياق الداخلي، برز استمرار التأييد الجارف للفلسطينيين في انتخاب مروان البرغوثي كالرئيس التالي (فهو يفوز على كل مرشح في كل سيناريو). كل هذا دون تناول تعقيدات كونه في السجن أو أنه يشكل رديفا لرسائل قتالية معقول أن ترفع كل الفلسطينيين إلى مسار التصعيد مع إسرائيل. في الخلفية، سجل خطاب غير مسبوق يتمثل بالتأييد لرحيل أبو مازن (93 في المئة في الضفة).

على نتائج الاستطلاع أن تشكل شمعة تضيء طريق من يعنى بتصميم إستراتيجي للساحة الفلسطينية، وبخاصة بهدف نزع التطرف الذي أبرزه نتنياهو في وثيقة "اليوم التالي" التي نشرها مؤخرا. تغيير عميق في الوعي لن يتحقق من خلال هندسة وعي ينفذها طرف خارجي، وبالتأكيد إذا كان هذا يعرف كعدو من ناحية الفلسطينيين. هذا التغيير يستوجب حسابا للنفس ونقدا ذاتيا ثاقبا مثلما كان في ألمانيا بعد 1945، ولا يوجد على الأقل في هذه اللحظة بين الفلسطينيين. في هذا السياق تواصل البروز حقيقة أن حتى اليوم لم يقم سياسي أو مفكر فلسطيني بارز واحد وقف ضد فظائع 7 أكتوبر.

كما أن نتائج الاستطلاع تتطابق واصطلاح "الصحوة"، السائد في الخطاب الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر. يدور الحديث عن فهم متجدد للاختلاف الثقافي العميق بين الجماعتين السكانيتين، بما في ذلك في مسائل كالأخلاق، الحقيقة والموقف من "الآخر". وهذا، إلى جانب فهم جذور النزاع بين الشعبين: فالادعاءات المتكررة عن الاحتلال أو الأزمة الاقتصادية لا يمكنها أن توفر جوابا من ناحية الكثير من الإسرائيليين للوحشية التي انتهجت في 7 أكتوبر، وغذتها هوات من العداء الأيديولوجي العاطفي وليس دوافع عقلية وقابلة للحل.

في ضوء هذا، فان الإسرائيليين ملزمون باستنتاجين قطبيين: من جهة بأنه لا يوجد اليوم مكان لحياة مشتركة بلا حدود مع الفلسطينيين (بخاصة في إطار دولة واحدة)، لكن من الجهة الأخرى، يبدو أن حلا في شكل استقلال فلسطيني كامل، فيما تكون الساحة الفلسطينية متشظية، عديمة القيادة ومفعمة بالعداء معناه تهديد وجودي على إسرائيل. إن القيادة الإسرائيلية ما بعد الحرب يتعين عليها إذن أن تفحص بشكل حذر وواع كيفية العمل على الانفصال المادي دون أخذ مخاطر، مثلا من خلال إقامة كيان فلسطيني ذي حدود بواباته إلى العالم تتحكم بها إسرائيل لزمن غير محدود.

---------------------------------------------

 

هآرتس 24/3/2024

 

 

نتنياهو يتجاهل مصالح الولايات المتحدة

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

أفاد بنيامين نتنياهو يوم الخميس الماضي بأنه قال لوزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن – الذي جاء إلى إسرائيل لتحذيرها من الدخول إلى رفح – أنه "ليس لنا سبيل للانتصار على حماس دون الدخول إلى رفح وتصفية ما تبقى من الكتائب هناك. وقلت له إني آمل أن نفعل هذا بدعم من الولايات المتحدة، لكن إذا اضطررنا فسنفعل هذا وحدنا". أقواله هذه، مثل باقي الأقوال المتبجحة العليلة لوزراء في حكومته، ممن يدعون "سنتدبر أمرنا بدون الولايات المتحدة"، "سنقاتل بالعصي عند الحاجة"، فإنهم يواصلون المخاطرة بالحلف الأهم لإسرائيل – سندها الإستراتيجي منذ الستينيات. إن الحلف مع الولايات المتحدة هو مضاعف قوة الأمن القومي لإسرائيل، مدماك مركزي في ردعها ومظلتها السياسية، لكن هذا لا يمنع نتنياهو من التشكيك بها على نحو منتظم وعديم المسؤولية منذ أكثر من عقد – في سلسلة طويلة من المناوشات الزائدة مع رؤساء أميركيين، في مواجهات علنية عديمة الجدوى والهدف، في المس بالدعم من الحزبين وأخيرا في وضع علامة استفهام حول القيمة الإستراتيجية الحقيقية لإسرائيل من ناحية الولايات المتحدة ومنظومة مصالحها.

على مدى السنين ساعدت الولايات المتحدة إسرائيل تراكميا بأكثر من 150 مليار دولار، بما في ذلك منحة عسكرية سنوية بمقدار 3.8 مليار دولار، جعلتها "حليفا مركزيا ليس عضوا في الناتو"، ومنحتها قدرة وصول خاصة وأولية لأسلحة وتكنولوجيات أميركية متقدمة. على مدى سنوات تثبيت الحلف إسرائيل مبدأ سياسيا أساسيا: البقاء في الإجماع ونيل الدعم من الحزبيين. أما نتنياهو فيحطم هذا المبدأ بفظاظة وبغرور. وفي ادعاء بالحق اتهم السناتور اليهودي تشاك شومير، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ بأنه في نقده وفي دعوته للانتخابات فإنه يتدخل في شؤون إسرائيل الداخلية. وهذا هو نتنياهو نفسه الذي تدخل بفظاظة في السياسة الأميركية المرة تلو الأخرى.

رغم دعم الرئيس جو بايدن غير المسبوق لإسرائيل منذ 7 أكتوبر، فإن نتنياهو يتجاهل مطالب ومصالح الولايات المتحدة، يتجاهل النقد الذي تعرضت له على دعمها لإسرائيل، يتجاهل الثمن السياسي الذي يدفعه بايدن، وأساسا يرفض الدخول مع الولايات المتحدة في حوار عن "اليوم التالي" في غزة، وعن مبنى أمني  سياسي جديد في الشرق الأوسط، يندرج الفلسطينيون فيه. بدلا من هذا يناكف نتنياهو بايدن علنا على "عملية في رفح" ويتجاهل تحذيرات الولايات المتحدة عن الثمن الدولي الذي سيجبى من إسرائيل. في نظر الولايات المتحدة إسرائيل كانت وما تزال حليفا، لكن نتنياهو صار عبئا. طالما كان في الحكم ستواصل إسرائيل دفع الثمن على غروره السياسي. ويعد هذا ضررا جسيما، يضاف إلى باقي الاضرار الكثيرة التي ألحقها نتنياهو بإسرائيل. هو ملزم بالرحيل.

------------------انتهت النشرة-----------------

أضف تعليق