19 آيار 2024 الساعة 15:52

"فورين أفيرز": جبهة إسلامية جديدة عابرة للطائفية هي التحدي الأكبر الذي يواجه واشنطن

2024-02-10 عدد القراءات : 106

أكّدت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، أمس الجمعة، أنّ جبهة إسلامية عالمية جديدة قد تُمثّل التحدي الأكبر لأميركا نتيجة للعدوان الإسرائيلي على غزّة.

وقال الباحث في جامعة "بريستول" البريطانية والمختص بالإسلام العالمي، توبي ماثيسون، إنّ "استمرار العدوان على قطاع غزّة أدّى إلى طمس الانقسامات الطائفية التي غالباً ما شكّلت المنطقة"، موضحةً أنّ العدوان على غزّة، أدّى إلى تغييب البعد الطائفي في التعاطف مع غزّة.

كما أشارت المجلة إلى أنّ "احتلال فلسطين يحمل مكانةً خاصّة، فالمسلمون متوحدون تقريباً من أجل تحريرها ويعتبرونها بمثابة نقطة التقاء مشتركة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي"، وأنّ "العدوان على غزّة حوّل مشاعر المسلمين إلى قوّة مُوحدة إذ حصلت "حماس" على مستوياتٍ مُماثلة من الدعم العابر للطوائف".

وذكّرت المجلة بأنه "منذ ما يقرب من قرن من الزمان، كان دعم الفلسطينيين شيئاً اتفق عليه المسلمون السنة والشيعة في جميع أنحاء العالم"، مشيرةً إلى إمامة الشيخ العراقي محمد حسين آل كاشف الغطاء عام 1931 صلاة الجمعة في المسجد الأقصى في القدس، في مؤتمر عقد لتسليط الضوء على تضامن المسلمين ضد الصهيونية.

وأضافت أن "تراجع البعد الطائفي في السياق الفلسطيني، يأتي إلى جانب تطورات أخرى مثل التقارب السعودي- الإيراني في آذار/ مارس 2023 والمحادثات الجارية بين السعودية وحكومة صنعاء في اليمن، وكذلك الديناميات الجديدة في كلٍ من العراق ولبنان، جعلت من العامل الطائفي أقلّ أهمية".

لذلك، فإنّ "جبهة إسلامية الموحّدة تضمّ السنة والشيعة في محور المقاومة، شكّلت تحدٍ يذهب أبعد من مواجهة إيران ودول المحور في العراق واليمن ولبنان وسوريا، ومن خلال سدّ الفجوة الطائفية في الشرق الأوسط"، وهو بحسب المجلة "يهدد بتراجع التأثير الأميركي ويعقّد على المدى البعيد أيّ تدخل عسكري مستقبلي" في المنطقة.

كما أشارت إلى أنّ "أي وحدة جديدة بين المسلمين تُمثل عقباتٍ مُهمة أمام جهود الولايات المتحدة لفرض سلام من القمة للقاع تستثني فيه القوى الإسلامية الفلسطينية".

"حرب غزة رفعت مستوى حضور محور المقاومة في المنطقة"

كذلك، لفتت "فورين أفيرز" إلى أنّ دعم إيران ومحور المقاومة لحماس أدّى إلى تزايد حضور المحور في أنحاء الشرق الأوسط، ولذلك فإيران وحلفاؤها من المرجّح أن يتمتعوا بقدرٍ  أعظم من النفوذ وخاصّة نتيجة لأخطاء الماضي والحاضر التي ارتكبها خصومهم في "إسرائيل" والغرب.

أما بالنسبة للدول العربية المؤيدة للغرب، فسوف يكون لزاماً عليها أن تسعى إلى سدّ الفجوة المتزايدة الاتساع بين سياساتها وتعاطف مواطنيها خشية أن يجدوا أنفسهم في مواجهة موجة جديدة من الانتفاضات العربية، تحذر المجلة.

وتعتبر "فورين أفيرز" أنّه "بات من الواضح على نحو متزايد بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية أنه سيكون من المستحيل أن توقف التصعيد الإقليمي ما لم تتمكن من تأمين وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء الاحتلال، وأخيراً إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة". 

وتابعت بأنّه "من الصعب أن نتصور قيام دولة فلسطينية، إذا لم تكن مدعومة من جميع الفصائل الفلسطينية وجميع القوى الإقليمية الكبرى، بما في ذلك السعودية والدول العربية الأخرى، وأيضاً تركيا وإيران وقوى المحور".

وختمت المجلة بقولها إنّه في "غياب الحل العادل، فإنّ الشرق الأوسط لن يتمكن أبداً من تحقيق السلام الدائم، لذلك، فإنّ البديل هو دورة لا تنتهي من العنف، وتراجع النفوذ الغربي"، محذرة من أنّ "المنطقة تصبح مع الأيام منطقة معادية بشكلٍ أساسي للغرب نفسه".

أضف تعليق