05 آيار 2024 الساعة 20:31

مع استمرار الحرب العدوانية.. أوتشا تنشر تقريرا مفصلا لآخر المستجدات الانسانية والصحية في قطاع غزة

2024-01-06 عدد القراءات : 197
نيويورك:  استعرض مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ‏ "أوتشا" في تقرير مفصل يوم الجمعة الأوضاع الإنسانية والصحية التي يعاني منها المواطنون المدنيون في قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم الواحد والتسعين على التوالي.

في وقت مُبكّر من يوم 20 كانون الأول/ديسمبر، أفادت التقارير بأن القوات الإسرائيلية دمّرت 56 مبنى في حيّ الشجاعية، شرق مدينة غزة. ويُشكّل هذا إحدى الأحداث المتعددة التي أسفرت عن وقوع إصابات أو دمار أو كليهما، والتي أفادت عنها التقارير خلال اليوم الماضي على الرغم من الانقطاع المتواصل للاتصالات. تصوير المتطوع فؤاد خماش من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، 20 كانون الأول/ديسمبر 2023

 

 

النقاط الرئيسية

عند نحو الساعة 9:30 من يوم 20 كانون الأول/ديسمبر، أعلنت شركة الاتصالات الرئيسية في غزة عن التوقف الكامل لكافة خدمات الاتصالات بسبب انقطاع خطوط الألياف الرئيسية في خان يونس. وجاء ذلك في أعقاب أطول انقطاع في شتّى أرجاء القطاع بين يومي 14 و18 كانون الأول/ديسمبر، قبل عودة الاتصالات جزئيا، بنحو 10 بالمائة من طاقتها في جنوب غزة. وقد حذّرت الوكالات الإنسانية والمستجيبون الأولون من أن انقطاع الاتصالات يعرّض تقديم المساعدات المُنقذة للحياة، المحدودة بالفعل، للخطر. ونتيجةً لذلك، يقدم هذا التقرير الموجز بالمستجدات قدرًا محدودًا من المعلومات المحدّثة عن الحالة الإنسانية في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

في 20 كانون الأول/ديسمبر، تواصل القصف الإسرائيلي الكثيف من البر والبحر والجو في شتّى أرجاء غزة، حيث أشارت التقارير إلى أن أكثر عمليات القصف كثافة كانت في بيت لاهيا ومناطق متعددة في مدينة غزة (الشمال) وشرق خان يونس والمناطق الشرقية والغربية من مدينة رفح (الجنوب). واستمرت العمليات البرية والقتال العنيف بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية في شمال غزة، ومدينة غزة، والمنطقة الوسطى، وخان يونس في جنوب غزة. وواصلت الجماعات المسلّحة الفلسطينية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

عند نحو الساعة 17:37 من يوم 19 كانون الأول/ديسمبر، أفادت التقارير بقصف مبنى مكون من خمسة طوابق في حي الرمال في مدينة غزة، مما أدى إلى إلحاق الأضرار به. وأفادت التقارير بأنه قُتل أكثر من 100 شخص وأُصيب 16 آخرين. وثمّة 50 شخصا آخر في عداد المفقودين تحت الركام، حسبما أفادت التقارير.

في 20 كانون الأول/ديسمبر، لم تعمل وزارة الصحة في غزة على تحديث أعداد الضحايا الفلسطينيين الذين قُتلوا في غزة، والتي وقفت عند 19,667 ضحية حتى ساعات ما بعد الظهر من يوم 19 كانون الأول/ديسمبر. ويقال إن نحو 70 بالمائة من هؤلاء الضحايا هم من النساء والأطفال. وحتى ذلك اليوم، أُصيب 52,586 فلسطينيًا بجروح، وفقًا لوزارة الصحة. وثمّة عدد كبير من الأشخاص في عداد المفقودين، ويسود الافتراض بأنهم لا يزالون تحت الركام في انتظار إنقاذهم أو انتشالهم.

بين يومي 19 و20 كانون الأول/ديسمبر، أفادت التقارير بمقتل جنديين إسرائيليين في غزة. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، قُتل 134 جنديًا وأُصيب 740 آخرين في غزة منذ بداية العمليات البرّية.

في 20 كانون الأول/ديسمبر، أصدرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بيانًا بشأن تقارير أفادت بوقوع حدث وقع في 19 كانون الأول/ديسمبر بين الساعة 20:00 والساعة 23:00. وأفادت التقارير بأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على ما لا يقل عن 11 رجلا فلسطينيا وقتلتهم، وزعم أنها أصابت عددا غير مؤكد من النساء والأطفال في مبنى العودة السكني، المعروف أيضا باسم «مبنى عنان» في حي الرمال بمدينة غزة. كانت ثلاث عائلات ذات صلة تلتمس المأوى داخل هذا المبنى أثناء وقوع الأحداث. وتزعم تقارير الشهود الأولية المتداولة عبر وسائل الإعلام أنه تم فصل الرجال عن النساء والأطفال، ومن ثمّ تم إطلاق النار عليهم وقتلهم، وقد يرقى هذا إلى جريمة حرب. ولم يتم التحقق بعد من تفاصيل هذا الحدث.

في 20 كانون الأول/ديسمبر، حدّد الجيش الإسرائيلي منطقة جديدة تغطي نحو 20 بالمائة من مساحة المناطق الوسطى والجنوبية من مدينة خان يونس لإخلائها على الفور. وجرى تحديد هذه المنطقة في خريطة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت. وقبل نشوب الأعمال القتالية، كان نحو 111,542 شخص يقطنون في هذه المنطقة. كما تضم المنطقة المذكورة 32 مركزًا من مراكز الإيواء التي تؤوي قرابة 141,451 مُهجّر، هُجّرت الغالبية العظمى منهم من الشمال في وقت سابق. وتدعو التعليمات المرفقة مع تلك الخريطة السكان إلى الانتقال على الفور إلى مراكز الإيواء الواقعة جنوب خان يونس، وتحديدا في أحياء الشابورة وتل السلطان والزهور في محافظة رفح، والتي تشهد الاكتظاظ في الأصل. ويغيب الوضوح عن نطاق التهجير الناجم عن الأمر الصادر بالإخلاء.

في 20 كانون الأول/ديسمبر، دخلت 71 شاحنة محمّلة بالإمدادات إلى غزة عبر معبر رفح ودخلت 120 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم، بما فيها 46 شاحنة تحمل أكثر من 750 طنًا متريًا من المواد الغذائية المنقذة للحياة نظمها برنامج الأغذية العالمي والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية. وهي المرة الأولى التي تدخل فيها قافلة مساعدات مباشرةً من الأردن إلى القطاع. ولا يزال هذا العدد أقل بكثير عن المتوسط اليومي البالغ 500 شاحنة (بما فيها شاحنات الوقود والبضائع التي يستوردها القطاع الخاص) التي كانت تدخل غزة في كل يوم عمل قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر.

في 19 كانون الأول/ديسمبر، تم إجلاء 55 مصابًا و56 من مرافقيهم و548 مواطنًا من مزدوجي الجنسية من غزة إلى مصر. ولا تتوفر معلومات محدّثة ليوم 20 كانون الأول/ديسمبر في هذا الخصوص حتى منتصف ليلة 20 كانون الأول/ديسمبر. ويمثّل العدد الكلي للمصابين الفلسطينيين وغيرهم من الحالات الطبية التي أُجليت منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر واحد بالمائة من حصيلة المصابين التي أشارت التقارير إليها.

 

 

الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)

كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث دموية التي نقلتها التقارير في يومي 19 و20 كانون الأول/ديسمبر:

عند نحو الساعة 19:20 من يوم 19 كانون الأول/ديسمبر، أفادت التقارير بمقتل 13 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 34 فلسطينيًا، من بينهم نساء وأطفال، عندما قُصفت بناية سكنية في شارع البشارة في دير البلح بوسط غزة.

عند نحو الساعة 19:30 من يوم 19 كانون الأول/ديسمبر، أفادت التقارير بمقتل 15 فلسطينيًا وإصابة عدة أشخاص آخرين عندما قُصف منزل في منطقة «بلوك ج» في خان يونس، جنوب قطاع غزة.

في ساعات الصباح الباكر من يوم 20 كانون الأول/ديسمبر، أفادت التقارير بأن القوات الإسرائيلية دمرت 56 مبنى في ضاحية الشجاعية، شرق مدينة غزة. ولا تتوفر أعداد الضحايا في هذا الخصوص حتى وقت كتابة هذا التقرير.

عند نحو الساعة 16:50 من يوم 19 كانون الأول/ديسمبر، أفادت التقارير بإصابة أربعة مهجّرين إثر إطلاق نار من طائرة عسكرية إسرائيلية مسيّرة ذات أربع مراوح «كوادكوبتر» على مدرسة الحناوي غرب خان يونس، جنوب غزة. وليس من الواضح عدد المُهّجرين الذين كانوا يلتمسون المأوى في المدرسة في وقت الهجوم. وكانت هذه المرّة الثانية التي يسقط فيها ضحايا جراء غارات الطائرات المسيرة على المدارس في غرب خان يونس، عقب مقتل فتاة في 14 كانون الأول/ديسمبر.

حتى 18 كانون الأول/ديسمبر، قُصفت 55 منشأة تابعة للأونروا قصفًا مباشرًا ولحقت أضرار عرضية بـ62 منشأة أخرى، وفقًا للوكالة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 299 مُهجّرًا كانوا يلتمسون المأوى في منشآت الأونروا وإصابة ما لا يقل عن 1,037 آخرين منذ نشوب الأعمال القتالية.

 

 

التهجير (قطاع غزة)

جرى تحديد مناطق تغطي ما نسبته 30 بالمائة تقريبًا من مساحة قطاع غزة (باستثناء الأوامر التي صُدرت بإخلاء المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة) لغايات إخلائها على الخريطة التي نشرها الجيش الإسرائيلي على شبكة الإنترنت. وتتقوض قدرة السكان على الحصول على هذه المعلومات بسبب الانقطاعات المتكررة في الاتصالات وانقطاع إمدادات الكهرباء.

استمر تدفق المهُجّرين إلى محافظة رفح في 20 كانون الأول/ديسمبر. ومع تجاوز مراكز الإيواء في مدينة رفح طاقتها الاستيعابية بشكل كبير، استقر معظم المُهجّرين الوافدين حديثا في الشوارع وفي الأماكن الفارغة في شتّى أرجاء المدينة. غدت محافظة رفح المنطقة الأكثر اكتظاظًا في قطاع غزة، حيث يُحشر مئات الآلاف من المُهجّرين في مساحات مكتظة للغاية وفي ظروف معيشية متردية. وتشير التقديرات إلى أن الكثافة السكانية باتت تتجاوز 12,000 شخص في الكيلومتر المربع الواحد، وهي زيادة تصل إلى أربعة أضعاف عما كانت عليه قبل حالة التصعيد. ويصطف الآلاف من الناس أمام مراكز توزيع المعونات وهم في حاجة إلى الغذاء والماء والمأوى والحماية، في ظل الافتقار إلى المراحيض وما يكفي من منشآت المياه والصرف الصحي في المواقع غير الرسمية ومراكز الإيواء المؤقتة التي لجأ المُهجّرون إليها. وتتفاقم معاناة المُهجّرين بفعل فصل الشتاء البارد والأمطار التي غمرت الخيام وغيرها من مراكز الإيواء المؤقتة.

لا تزال التحديات تعتري الحصول على رقم دقيق للعدد الكلي للمُهجّرين. فوفقًا للأونروا، بات عدد يقدر بنحو 1.9 مليون شخص في غزة، أو ما يقارب 85 بالمائة من سكانها، مُهجّرين من بينهم أشخاص تعرّضوا للتهجير في مرات متعددة.

سُجّل نحو 1.4 مليون مُهجّر من هؤلاء المُهجّرين في 155 منشأة تابعة للأونروا في شتّى أرجاء غزة، وأكثر من 1.2 مليون شخص منهم مُسجّلون في 98 مركزًا من مراكز الإيواء التي تديرها الوكالة في المنطقة الوسطى ومحافظتي خانيونس ورفح. ويبلغ متوسط عدد المُهجّرين في مراكز الإيواء التابعة للأونروا في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من وادي غزة نحو 12,400 مُهجّر، وهو ما يزيد بأربعة أضعاف عن قدرتها الاستيعابية.

يزيد الافتقار إلى الغذاء والمواد الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة وتردّي ظروف النظافة الصحية من تفاقم الأحوال المعيشية البائسة، وتضخم المشكلات المتصلة بالحماية والصحة العقلية وتزيد من تفشي الأمراض. وقد سُجّل أكثر من 360,000 حالة من الأمراض المعدية، بما فيها التهابات الجهاز التنفسي الحادة والتهاب السحايا واليرقان والقوباء وجدري الماء في مراكز الإيواء التابعة للأونروا.

 

 

الكهرباء

منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر، لم يزل قطاع غزة يشهد انقطاع الكهرباء عنه بعدما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء ونفاد احتياطيات الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. أنظروا لوحة متابعة إمدادات الكهرباء في قطاع غزة للاطّلاع على المزيد من المعلومات.

 

 

الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)

في 18 كانون الأول/ديسمبر، قامت منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وإدارة الأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن بزيارة مشتركة إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس، حيث قُتل شخص وأُصيب أربعة آخرون في حدثٍ وقع في اليوم نفسه. والتقى الفريق بالطاقم الصحي لمناقشة الحدث والاطلاع على الأضرار الناجمة عن القصف.

في 20 كانون الأول/ديسمبر، قامت بعثة بقيادة منظمة الصحة العالمية بتسليم إمدادات طبية إلى مستشفى الأهلي ومستشفى الشفاء في مدينة غزة، وذلك بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وإدارة الأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن. وكانت القافلة الإنسانية ترزح تحت وطأة الأعمال القتالية المتواصلة وخطر الذخائر غير المنفجرة وغيرها من العوائق، كما أنها تشكل ثالث قافلة إنسانية تصل إلى مناطق شمال وادي غزة منذ انتهاء الهدنة الإنسانية في 1 كانون الأول/ديسمبر. ولا تزال الاحتياجات الإنسانية في تلك المنطقة هائلة وواسعة النطاق.

في 20 كانون الأول/ديسمبر، أفاد مستشفى الصحابة وهو مستشفى الولادة الوحيد العامل في الشمال بأنه من المتوقع أن ينفد الوقود لديه قريبا، حيث يقع المستشفى في منطقة يصعب فيها إيصال الوقود بسبب انعدام الأمن. وعند نحو الساعة 7:00 من اليوم نفسه، تعرض مستشفى الأقصى في منطقة دير البلح الوسطى للقصف، ولم ترد تقارير تفيد بوقوع ضحايا.

في 20 كانون الأول/ديسمبر، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن القوات الإسرائيلية قد حاصرت مركز الإسعاف التابع لها في جباليا، شمال غزة. ويوجد داخل المبنى نحو 127 شخصا، من بينهم 22 مصابا يتلقون العلاج من قبل المسعفين. وانقطع التواصل مع غرفة العمليات وطاقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة بسبب انقطاع الاتصالات.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، كانت تسعة مستشفيات من بين جميع مستشفيات قطاع غزة البالغ عددها 36 مستشفى لا تزال تؤدي عملها جزئيًا حتى 19 كانون الأول/ديسمبر، وجميعها في الجنوب. وتعمل هذه المستشفيات بثلاثة أضعاف طاقتها الاستيعابية، في الوقت الذي تواجه فيه نقصًا حادًا في اللوازم الأساسية وإمدادات الوقود. وحسب وزارة الصحة في غزة، تصل معدلات الإشغال الآن إلى 206 بالمائة في أقسام المرضى المقيمين و250 بالمائة في وحدات العناية المركزة.

 

 

المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية

في 20 كانون الأول/ديسمبر، أفادت اليونيسيف بأن الأطفال في غزة لا يستطيعون الحصول على 90 بالمائة من استهلاكهم الطبيعي للمياه. وهذا يؤثر تأثيرًا شديدًا على الأطفال بشكل خاص، لأنهم أكثر عرضة للتجفاف والإسهال والأمراض وسوء التغذية. وتزداد المخاوف بشأن الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والإسهال المزمن بشكل خاص نظراً لنقص المياه الصالحة للشرب، خاصة بعد هطول الأمطار الموسمية والفيضانات. وقد سجّل المسؤولون نحو 20 ضعف المتوسط الشهري لحالات الإسهال المبلغ عنها بين الأطفال دون سن الخامسة، بالإضافة إلى 160,000 حالة من التهابات الجهاز التنفسي الحادة، وزيادات في الحالات المعدية الأخرى والأمراض، بما فيها الجرب والقمل وجدري الماء والطفح الجلدي.

في 20 كانون الأول/ ديسمبر، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عن قلقه إزاء ارتفاع معدلات الأمراض المعدية حيث صرّح بقوله: «تشهد غزة بالفعل معدلات مرتفعة من تفشي الأمراض المعدية. حيث ارتفعت حالات الإسهال بين الأطفال دون سن الخامسة إلى 25 أضعاف عن المستويات التي كانت عليها قبل النزاع. ويمكن أن تكون هذه الأمراض مميتة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، ولا سيما في غياب الخدمات الصحية العاملة.»

 

 

الأمن الغذائي

وفقًا لما أدلى به المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في برنامج الأغذية العالمي في 19 كانون الأول/ديسمبر، يتضور نصف سكان غزة جوعًا ويعيشون في حالة من الجوع الشديد أو الحاد، وبات 90 بالمائة من هؤلاء السكان يمضون يومًا كاملًا دون تناول الطعام على نحو مطَّرد. ولم يدخل سوى 10 بالمائة من الأغذية المطلوبة حاليًا لصالح 2.2 مليون نسمة إلى غزة على مدى الأيام السبعين المنصرمة. وفي 17 كانون الأول/ديسمبر، أشارت التقارير الإعلامية إلى أن الناس قفزوا على متن الشاحنات المحمّلة بالمعونات في محاولة لتأمين الغذاء وغيره من الإمدادات.

 

 

الأعمال القتالية والضحايا (إسرائيل)

قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، من بينهم 36 طفلًا، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

خلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أُطلق سراح 86 إسرائيليًا و24 أجنبيًا. وتقدر السلطات الإسرائيلية أن نحو 129 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة.

 

 

العنف والضحايا (الضفة الغربية)

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 291 فلسطينيًا، من بينهم 75 طفلًا، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل فلسطينيان من الضفة الغربية وهما ينفذّان هجومًا في إسرائيل في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. وكان من بين من قُتل في الضفة الغربية 281 فلسطينيًا قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية، وثمانية على يد المستوطنين الإسرائيليين واثنان إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وتُمثّل هذه الحصيلة أكثر من نصف إجمالي الفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية خلال هذه السنة. وتعدّ سنة 2023 السنة الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل عدد الضحايا في سنة 2005، حيث قُتل ما مجموعه 491 فلسطينيًا خلالها.

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل أربعة إسرائيليين، من بينهم ثلاثة من أفراد القوات الإسرائيلية، في هجمات شنّها فلسطينيون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل أربعة إسرائيليين آخرين في هجوم نفذّه فلسطينيون من الضفة الغربية في القدس الغربية (ويبدو أن أحد هؤلاء قتل على يد القوات الإسرائيلية التي أخطأت في التعرف على هويته).

قُتل ما نسبته 71 بالمائة من الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر خلال عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات التي نفذّتها القوات الإسرائيلية وشهد بعضها تبادل إطلاق النار مع الفلسطينيين، وخاصة في محافظتي جنين وطولكرم. وقُتل أكثر من نصف الضحايا في عمليات لم تشهد اشتباكات مسلّحة، حسبما أفادت التقارير.

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصابت القوات الإسرائيلية 3,665 فلسطينيًا، من بينهم 562 طفلًا على الأقل. وقد أُصيب 51 بالمائة من هؤلاء في سياق المظاهرات و41 بالمائة في سياق عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات. كما أُصيب 88 فلسطينيّا على يد المستوطنين، وأُصيب 18 آخرين إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وكان نحو 33 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحيّة، بالمقارنة مع متوسط شهري بلغ 9 بالمائة خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2023.

 

 

عنف المستوطنين

في يومي 19 و20 كانون الأول/ديسمبر، أسفر هجومين شنّهما المستوطنون عن إلحاق أضرار بممتلكات تعود للفلسطينيين، حسبما أفادت التقارير. وفي اثنين من هذه الأحداث، جرف المستوطنون الإسرائيليون أراضٍ فلسطينية ذات ملكية خاصة في رامين (طولكرم) وأم صفا (رام الله)، وأتلفوا ما لا يقل عن 70 شجرة زيتون وهدموا غرفة زراعية.

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 353 هجمة شنّها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (35 حدثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (272 حدثًا) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (46 حدثًا).

وصل المتوسط الأسبوعي لهذه الأحداث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى 33 حدثًا بالمقارنة مع 21 حدثًا في كل أسبوع بين 1 كانون الثاني/يناير و6 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وشهد عدد الأحداث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر تراجعًا من 80 حدثًا في الأسبوع الأول (7-14 تشرين الأول/أكتوبر) إلى 21 حدثًا بين 9 و14 كانون الأول/ديسمبر. وانطوى ثلث هذه الأحداث على استخدام الأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار والتهديد بإطلاقها. وفي نصف الأحداث المسجّلة تقريبًا، رافقت القوات الإسرائيلية أو وردت التقارير بأنها شوهدت وهي تؤمّن الدعم للمهاجمين.

 

 

التهجير (الضفة الغربية)

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، هُجّر ما لا يقل عن 198 أسرة فلسطينية تضم 1,208 فردًا، من بينهم 586 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المُهجّرة من 15 تجمعًا رعويًا أو بدويًا. ونُفذ أكثر من نصف عمليات التهجير في أيام 12 و15 و28 تشرين الأول/أكتوبر، حيث طالت سبعة تجمعات سكانية.

وفضلًا عن هؤلاء، هُجّر 378 فلسطينيًا، من بينهم 198 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم التي طالت منازلهم منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في المنطقة (ج) بالضفة الغربية والقدس الشرقية بحجة افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية ويُعدّ الحصول عليها أمرًا من ضرب المستحيل. ويمثل المتوسط الشهري لعمليات التهجير التي نُفذت بين 7 تشرين الأول/أكتوبر و7 كانون الأول/ديسمبر زيادة نسبتها 27 بالمائة بالمقارنة مع المتوسط الشهري للتهجير خلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة.

في 19 كانون الأول/ديسمبر، هدمت القوات الإسرائيلية مبنى سكنيا من ثلاثة طوابق على أساس عقابي في المنطقة (ب) من عقربا (نابلس)، وكان هذا منزل أسرة اتُهم أحد أفرادها بقتل إسرائيلييْن اثنين في حوارة في آب/أغسطس 2023. ونتيجةً لذلك، هُجّرت أسرة واحدة تضم تسعة أفراد، من بينهم طفلان.

وهذا رفع العدد الكلي للأشخاص الذين هُجّروا في أعقاب عمليات الهدم العقابي التي طالت 19 منزلًا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى 95 فلسطينيًا، من بينهم 42 طفلًا، بالمقارنة مع 16 منزلًا هُدمت على أساس عقابي خلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة والتي أدت إلى تهجير 78 فلسطينيًا. وقد خلصت لجنة حقوق الإنسان في استعراضها للتقرير الدوري الرابع الذي قدمته إسرائيل في العام 2014 إلى أن عمليات الهدم العقابي شكل من أشكال العقاب الجماعي وتنتفي الصفة القانونية عنها، بحكم ذلك، بموجب القانون الدولي.

هُجّر 451 فلسطينيًا آخرين، من بينهم 207 أطفال، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في أعقاب تدمير 69 مبنًى سكنيًا في أثناء العمليات التي نفذّتها القوات الإسرائيلية في شتّى أرجاء الضفة الغربية. وأشارت التقارير إلى أن 55 بالمائة من عمليات التهجير جرت في مخيم جنين للاجئين و39 بالمائة في مخيمي نور شمس وطولكرم للاجئين (وكلاهما في طولكرم).

 

 

التمويل

حتى يوم 20 كانون الأول/ديسمبر، صرفت الدول الأعضاء 609.5 مليون دولار لصالح النداء العاجل المحدَّث الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنفيذ خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية. ويشكّل هذا المبلغ نحو 50 بالمائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار. وتجمع التبرعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني.

أضف تعليق