26 نيسان 2024 الساعة 11:24

حرائق غابات الأمازون ومدى تأثيرها على الحياة البشرية

2019-08-25 عدد القراءات : 560

الاتجاه الديمقراطي (وكالات)

في وقت سابق من شهر أغسطس/آب الجاري، أعلنت البرازيل حالة الطوارئ بسبب ارتفاع عدد الحرائق في غابات الأمازون المطيرة. غرقت أكبر مدن البرازيل، ساو باولو، في الظلام. غيوم سوداء ملأت السماء لتقلب ظهيرة يوم الاثنين الماضي إلى ليل دامس الظلام على أرجاء المدينة.
تصاعدت أعمدة الدخان، والتي أمكن رؤيتها من الفضاء، حيث اندلعت الحرائق الهائلة في أكبر غابات العالم. غابات الأمازون المطيرة تحترق بمعدل قياسي؛ منذ بداية العام وحتى الآن، اكتشف مركز أبحاث الفضاء في البرازيل «INPE» ما يقرب من 73000 حريق. ما يمثل زيادةً بنسبة 83% عن عام 2018 في نفس الفترة الزمنية، وهو أعلى رقم مسجل للحرائق منذ أن بدأت عملية رصدها في العام 2013.
البشر يحرقون الغابات
يستحضر مفهوم الغابة المطيرة صورًا لمناخ رطب وأمطار مستمرة، لكن تمر غابات الأمازون بموسم جاف في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، وهو أيضًا موسم حرائق الغابات، وغالبًا ما تحدث الحرائق في هذا الموسم. ولكن يمكن بدء هذه الحرائق أيضًا عن عمد لإزالة الغابات بطريقة غير قانونية من أجل تربية الماشية.
وذكر مركز أبحاث الفضاء في البرازيل أنه رصد أكثر من 9500 حريق في الغابات منذ يوم الخميس الماضي 15 أغسطس/آب، معظمها في منطقة الأمازون. هذه الحرائق شائعة الحدوث، لكن الطريقة التي تنتشر بها هي ما تثير القلق. كما ذكر المركز أن 99% من الحرائق ناتجة عن أفعال بشرية، إما عن عمد أو عن طريق الصدفة.
كانت غابات الأمازون المطيرة مقاومة للحرائق نسبيًا في معظم تاريخها بسبب بيئتها الطبيعية التي تتميز بالرطوبة، ولكنها يمكن أن تتعرض لنوبات ارتفاع الحرارة. تنجم الحرائق اليوم بسبب مزيج من الجفاف والنشاط البشري؛ حيث ترتبط شدة وتواتر حالات الجفاف بدورها بازدياد إزالة الغابات. ومع تغير المناخ شهدت غابات الأمازون المطيرة ثلاث حالات جفاف كبرى، والتي من المفترض أن تعتبر أحداثًا لمرة واحدة في كل قرن، في عام 2005 وعام 2010 وموسم 2015-2016.
عندما تقل كمية المياه التي تصل إلى الأشجار أثناء الجفاف، فإنها تُسقط المزيد من أوراقها أو تموت، تاركةً هذه الأوراق والبقايا على أرض الغابة. بدون مظلة كثيفة من أوراق الشجر للاحتفاظ بالرطوبة، فتفقد الغابة جزءًا كبيرًا من رطوبتها. كما تؤدي ممارسات القطع والحرق الانتقائي لأنواع محددة من الأشجار إلى تدمير تلك المظلة بشكل أكبر. ليؤدي هذا في نهاية المطاف لتعرض الغابات لدرجات الحرارة المرتفعة وبدء هذه الحرائق الهائلة.
رئة الكوكب
الأنشطة البشرية، مثل الزراعة والتعدين والحفر، هي ما تؤدي إلى تفاقم الوضع الآن. وفي الأماكن التي تتوسع بها الحدود الزراعية في البرازيل وتُدفع إلى حوض الغابات؛ سُجل المزيد من إزالة الغابات وارتفاع معدل الحرائق. ويقدر الصندوق العالمي للحياة البرية أن أكثر من ربع منطقة الأمازون سيكون بلا أشجار بحلول العام 2030 إذا استمر المعدل الحالي لإزالة الغابات.
انتشرت معلومة خلال الأيام الماضية بأن غابات الأمازون تنتج أكثر من 20% من الأكسجين في العالم، لكن هذه المعلومة خاطئة؛ فالغابات المطيرة في الأمازون تنتج أقل من 10% من الأكسجين في العالم، وحوالي 16% من الأكسجين الناتج عن النباتات البرية، وكذلك 10% من التنوع البيولوجي المعروف لدينا. كما تعد غابات الأمازون موطنًا لأكثر من 16000 نوع مختلف من الأشجار، 2.5 مليون نوع من الحشرات، 40000 نوع من النباتات، 2200 نوع من الأسماك، 1300 نوع من الطيور، 427 من الثدييات، 430 نوعًا من البرمائيات، 380 نوعًا من الزواحف.
تتجاوز آثار الأضرار التي لحقت بالأمازون البرازيل وجيرانها، ووفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تطلق هذه الحرائق ملوثات كثيرة، بما في ذلك الجسيمات والغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والمركبات العضوية، في الغلاف الجوي.

أضف تعليق