07 آيار 2024 الساعة 06:54

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الجمعة 19/1/2024 العدد 913

2024-01-20 عدد القراءات : 71
الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

 

إسرائيل اليوم 19/1/2024     

 

إسرائيل لن تحقق النصر المنشـود في الحرب الطويلة والمعقدة

 

بقلم: غيرشون هكوهن

انشغلت المواقع الإخبارية أمس بالتوسع لمسألة الفحص الأمني لشحنات الادوية التي أدخلت الى قطاع غزة. وسرعان ما تدهور التقرير الى تبادل الاتهامات بين مكتب رئيس الوزراء وجهاز الامن واضح للجميع ان هذا ليس موضوعا مركزيا في إدارة حرب السيوف الحديدية، لكن مع ذلك هو في مركز الاهتمام الجماهيري لانه كشف مرة أخرى عن التوتر المتزايد بين المستوى العسكري والمستوى السياسي. ليس هذا اختراعا جديدا فهذا التوتر كان دوما يرافق منظومة العلاقات بين الجيش والقيادة السياسية. لكن في أوضاع الحرب، ولا سيما عندما تطول المعركة او تبدو متعقدة، فان هذا التوتر من شأنه أن ينطوي على إمكانية ازمة ثقة خطيرة.

في ربيع 1974، عندما عرضت على حكومة إسرائيل الاستنتاجات الأولية للجنة اغرانات التي تشكلت في اعقاب حرب يوم الغفران، كان اسحق رابين وزير العمل واعرب عن معارضة مبدئية لاستنتاجات اللجنة. استند اعتراضه إلى الحجة في أنه بين المستوى السياسي العسكري والمستوى السياسي يجب أن توجد مسؤولية مشتركة عن اتخاذ القرارات وتنفيذها، وادعى بان اللجنة تجاهلت أهمية هذه المسؤولية.

بعد بضعة اشهر عين رابين في منصب رئيس الوزراء ووصف كيف اضطر لان يتصدى لازمة الثقة التي احدثتها لجنة اغرانات وبين الجنرالات وأعضاء الحكومة. لزمن طويل احتجت انا كرئيس وزراء والحكومة لاصلاح الخلل الخطير الذي أوقعته لجنة اغرانات في حياتنا"، كتب رابين في كتابه "سجل خدمة". "شعرت كل الوقت بمظاهر عدم الثقة من جانب رئيس الأركان موتي غور. ففي قلبه قال، بل وعبر عن ذلك انه اذا ما حصل شيء ما، "سأبقى وحيدا كمن يتحمل المسؤولية الحصرية". وعليه فمن الأفضل له ان يطلق تصريحات علنية على الا يتحمل بعد الفعل السؤال "انت مسؤول؟"، "این كنت؟"، "لماذا لم تحذر؟".

ان المسؤولية عن التغلب على التوتر البنيوي بين المستوى العسكري والسياسي والعمل معا بنجاح ملقاة بالتساوي على الطرفين وحدة كهذه كانت مثلا في زمن حرب الاستقلال ، ،، حين عرف دافيد بن غوريون جيدا بانه يمكنه ان يعتمد على قائد جبهة القدس، موشيه دايان ليكيف اعماله مع اضطرارات رئيس الوزراء السياسية وبخاصة تلك الاضطرارات التي كان يمتنع بن غوريون عن تحديدها صراحة.

في زمن الحرب، وبالتأكيد في زمن حرب طويلة لا يمكن لاحد أن يتوقع مسبقا نتائج المعارك والميول الناشئة قليلة الحروب التي تدار حسب خطة مرتبة لا يجري تحديثها على الاطلاق. وعليه فعند فحص سياقات حرب السيوف الحديدية يستوجب فحص أهدافها كما تحددت في بداية الطريق الى جانب تكييفها مع الواقع المتغير هذا الفحص ملقي بالتوازي أيضا على القيادة العسكرية وعلى القيادة السياسية على حد سواء ويجب اجراؤه في ظل الانفتاح على زوايا نظر مختلفة، ثقة متبادلة ومسؤولية مشتركة.

حتى عندما تبقى الأهداف بلا تغيير وحتى اذا كانت صلاحيات مراجعتها هي بكاملها تقريبا للمستوى العسكري، فان مراجعتها المشتركة على طول الحرب تمنحها مفعولا متجددا. هذا بالضبط ما فعله رئيس الأركان عند الانتقال من المرحلة الثانية الى المرحلة الثالثة فى الحرب. لكن بدون مسؤولية مشتركة سواء من جهاز الامن ام من المستوى السياسي، فان إسرائيل لن تحقق النصر المنشود في الحرب الطويلة والمعقدة التي توجد إسرائيل في ذروتها.

--------------------------------------------

 

معاريف 19/1/2024

 

 

المخرج الوحيد من الجمـود هو استبدال الحكومة

 

بقلم: يوسي هدار

لا حاجة لان يكون المرء جنرالا عظيما كي يفهم بان هذه الحرب تتمدد، ولا حاجة لان يكون المرء سياسيا محنكا كي يقتنع بان الحرب تدار وفقا لمصالح سياسية ضيقة وليس وفقا للمصلحة الوطنية. وتتناول هذه الأمور سواء تعليمات المستوى السياسي للجيش ام غياب رؤية استراتيجية بالحد الأدنى للاهداف العليا واليوم التالي.

من المهم أن نقول منذ الان انه بخلاف موقف بضعة جنرالات كل همهم هو التخويف ، فان إنجازات الجيش الإسرائيلي بالحرب حتى الان ممتازة، وبالاجمال يعمل الجيش بشكل يثير الاعجاب غير أنه في هذين الجانبين - التعليمات لادارة الحرب والاهداف الاستراتيجية - فان من يقرر ويحدد هو المستوى السياسي برئاسة نتنياهو. كانت حاجة ل "كفاءة عظيمة لان تؤخذ حرب اللامفر هي من أكثر الحروب عدلا وجعلها حربا بلا مخرج تدار بانعدام مسؤولية. وهكذا بدلا من الحسم تلقينا تمديدا. بدلا من تصعيد الجهد الحربي ننتقل الى مرحلة اقل قوة ونحرر جنود الاحتياط والنتيجة في شكل نار مكثفة من حماس لا تتأخر في الوصول. من خطاب نصفي حماس، نقضي عليها ، نفككها انتقلنا الى روتين استنزاف حامض فلا نصر ولا صورة نصر.

ميدان السوق في جباليا يعج بالناس وحماس تطلق النار وكأنه لا يوجد غد. هل سقط جنودنا الأعزاء لاسمح الله عبثا ؟ هل سقطوا فى صالح حرب مترددة أخرى تدار بشكل واهن وفاشل ؟ صحيح احد لم يتوقع ان نحتل قطاع غزة في ستة أيام، لكن هذا لم يحصل حتى بعد 60 يوما. صحيح اننا لا نقاتل هنا ضد جيوش نظامية بل ضد منظمة متخندقة جيدا تحت الأرض أساسا، منظمة تعمل في قلب سكان مكتظين، لكن صحيح حتى كتابة هذه السطور مر أكثر من 100 يوم والحسّم لا يبدو في الأفق. نحن نراوح في المكان في خانيونس وعن رفح حاليا نتحدث فقط.

لهذا التمدد الكبير توجد آثار قاسية في موضوع أمن إسرائيل ينبغي التساؤل الى أين اختفى النهج الذي بموجبه ينبغي السعي الى حروب قصيرة المدى وحسمها في اقرب وقت ممكن. كلما مرت الأيام فان جر الأرجل هذا يعد أرضا خصبة للتعقيدات والتطورات التي تنشأ وتفاقم فقط وضعنا الأمني. ان التخوف من اشتعال ساحات أخرى كالضفة يتصاعد، والساحة الدولية، واساسا الولايات المتحدة، تفقد الصبر. وعليه فمخطيء من يعتقد أن هذه الحرب يمكنها أن تتواصل لسنوات أخرى دون حسم ودون افق سياسي.

في موضوع المخطوفين أيضا فان جر هذه الحرب ضار: نحو 130 مخطوفا لا يزال يذوون في اسر حماس واذا ما قبلنا النهج الذي يقول ان الضغط العسكري وحده هو الذي سيؤدي الى صفقة أخرى ، فأين الضغط العسكري إذن؟ اين السعي الى الحسم السريع؟ ينبغي أيضا الانصات جيدا لاقوال رئيس الأركان هرتسي هليفي ووزير الدفاع غالنت اللذين يحذران من أنه في ظل انعدام رؤيا سياسية ستضيع إنجازات الحرب.

على الاصبع في العين في الولايات المتحدة رغم المساعدة الهائلة، على الامتناع عن البحث في اليوم التالي، وعلى التردد وتفضيل التكتيك السياسي عدم الإقلاع على الاستراتيجية السياسية، موقع نتنياهو. فتمديد الحرب هو خطر ملموس على إسرائيل وعلينا ان نصحو فورا. وعليه فالسياسة تجاب بالسياسة، والمخرج الوحيد من الجمهور هو استبدال الحكومة بحكومة واسعة من اليمين والوسط اليسار الصهيوني تحرص على المصلحة الوطنية على بيني غانتس والمعسكر الرسمي ان يقوما بالفعل فورا لان المخاطر من استمرار وجود هذه الحكومة أكبر بكثير من انعدام الراحة الذي في استبدالها الفوري، سواء بحجب ثقة بناء ام لا مفر بانتخابات سريعة. نحن كلنا نتفق على أن إسرائيل هي قبل كل شيء.

--------------------------------------------

هآرتس 19/1/2024

 

الإدارة الأمريكية: بتنا نفكر في “اليوم التالي” لنتنياهو

 

 

بقلم: عاموس هرئيل

 

مثلما هي الحال في المخطط الهرمي الذي يقترب من النهاية الحزينة، فإن وعود الاستراتيجية التي نثرها نتنياهو في العقد والنصف الأخيرين انهارت وأحدثت ضجة كبيرة. في 7 تشرين الأول من السنة الماضية، تم الكشف أخيراً عن رئيس الوزراء على اعتبار أنه نوع من بيرني مايدوف الإسرائيلي، الذي أشرف لسنوات كثيرة على عملية تحايل مالي ضخم. لم يبق الكثير الآن من إنجازاته الكبيرة التي تفاخر بها نتنياهو وأتباعه.

الإسرائيليون الآن لم يعودوا يتمتعون بالعقد الأمني الأكثر هدوءاً، الذي أراد نتنياهو أن ينسبه لنفسه فقط قبل ثلاث سنوات. بالعكس، عدد القتلى في البلاد في العام 2023 كان الأعلى منذ خمسين سنة، منذ حرب يوم الغفران. والشعور بالأمان اهتز تماماً سواء في البيت وعلى الحدود، والردع أمام حماس وحزب الله والأعداء المحتملين الآخرين، بات ضعيفاً. تقف إسرائيل اليوم أمام معركة متعددة الساحات، حيث نتنياهو ورجاله يتجادلون حول: هل يدور الحديث عن 6 أو 7 أو 8 تهديدات مختلفة فقط؟

التفكير باحتمالية تجاوز النزاع الفلسطيني عبر اتفاقات سلام وتطبيع مع دول الخليج، تم دحضه، ومثله أيضاً الفكرة الخيالية القائلة بتمكين حماس على حساب السلطة الفلسطينية، على أمل تطبيق سياسة “فرق تسد” في “المناطق” [الضفة الغربية] لمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. الركيزة الأمريكية لإسرائيل ثبت أنها قوية، لكن ليس بفضل نتنياهو، بل رغم أنفه. الإدارة الأمريكية الحالية تعبر في كل مناسبة عن اشمئزازها من رئيس الحكومة، في حين أن توقع أي جدوى بديلة من العلاقات مع دول عظمى أخرى مثل روسيا والصين، بفضل العلاقات الشخصية التي نسجها نتنياهو (الذي هو من نوع آخر) مع زعماء هذه الدول، هي الأخرى تحطمت منذ هجوم حماس على بلدات الغلاف.

على إسرائيل السير الآن في واقع استراتيجي جديد غير متعاطف، في الوقت الذي تحاول فيه تقليص التفوق الكبير الذي سجلته حماس في اليوم الأول للحرب نفسها، عندما قام رجالها بذبح وتعذيب واغتصاب وأسر 1400 مواطن وجندي تقريباً. الضرر والقتل الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بالهجوم المضاد في القطاع هي أكبر بدرجة واضحة من كل ما فعلته حماس: معظم البيوت في شمال القطاع تم تدميرها أو أصبحت غير قابلة للسكن؛ والجيش الإسرائيلي يقدر بأن قتلى حماس أكثر من تسعة آلاف. وزارة الصحة الفلسطينية التي تتحكم بها حكومة حماس تحدثت عن أكثر من 24 ألف قتيل و7 آلاف مفقود. هذا تقدير معقول حتى لدى الجيش الإسرائيلي، لكن حماس لا تقول عن عدد المخربين بينهم. في هذه الأثناء، حتى في القناة 14 بدأوا يشككون بهذا الأسلوب الذي لا يؤدي إلى انتصار سريع، حتى لو استمر الجيش الإسرائيلي في الهجوم فإنه سيحتاج إلى كثير من الوقت لهزيمة حماس.

حماس تلعب “الروليت الروسية” بحياة المخطوفين خلال الحرب. 136 مدنياً وجندياً بقوا في القطاع، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن موت 25 منهم، رغم أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى. ظروف الأسر كما شهد على ذلك المخطوفون الذين عادوا قبل شهرين تقريباً، ظروف غير محتملة وتقرب موت مخطوفين آخرين.

كلما أصبح الواقع في القطاع فوق الأرض وتحتها أكثر قتلاً وخطراً، يظهر سلوك رئيس الحكومة والوزراء أكثر عزلة عما يحدث حوله. يبدو أن وزير التربية والتعليم، يوآف كيش، عبر في هذا الأسبوع عن وضع الحكومة كلها عندما شوهد في مقابلة تلفزيونية وهو يرقص مع أبناء الشبيبة في ساحة العملية في “رعنانا” التي قتلت فيها مواطنة مسنة وأصيب 17 مواطناً آخرين.

شبكة “ان.بي.سي” نشرت أمس أن الإدارة الأمريكية تفكر بـ “اليوم التالي لنتنياهو” في الشرق الأوسط، الذي سيشمل خطة إعادة إعمار القطاع بتمويل السعودية وتسوية سياسية إقليمية وإمكانية إقامة الدولة الفلسطينية، مع إعطاء دور لـ “سلطة فلسطينية محدثة” في إدارة القطاع (رئيس الحكومة يحارب الآن بشكل ضد البندين الأخيرين).

عملياً، يبدو أن اهتمام الولايات المتحدة في ما يحدث هنا الآن انخفض قليلاً. وحصلت الإدارة الأمريكية من نتنياهو على أمرين كانت تريدهما، وهما: تقليص ما في الهجمات الجوية التي تؤدي إلى قتل جماعي للغزيين المدنيين، وتقليص القوات في القطاع. ليس هذا بالضبط هو الإطار المحدد للقتال الذي أمله الأمريكيون، لكنه أقل سوءاً مما حدث هناك من قبل. بدأ الرئيس الأمريكي يركز الاهتمام على حملة انتخابية للرئاسة، حيث أصبح دونالد ترامب الآن تهديداً جدياً مرة أخرى على ولايته القادمة.

رغم أن الواقع في الضفة الغربية مقلق جداً للمستوى العسكري، فإن نتنياهو مقيد من قبل وزراء اليمين المتطرف، وهو تحت ضغطهم لا يعمل بجدية على الدفع قدماً بصفقة تبادل، ويرفض دمج السلطة الفلسطينية في أي حل مستقبلي في القطاع، بل ويصمم على استمرار حظر دخول العمال الفلسطينيين من الضفة إلى داخل حدود إسرائيل، ويصمم على استمرار تجميد أموال الضرائب. أمس، نشر في أخبار 12 أن الكابنيت سيناقش تحرير الأموال التي جمدت بضغط من أمريكا.

سياسة الرفض تزيد الوضع الاقتصادي في السلطة الفلسطينية حدة، وتزيد احتمالية الاشتعال. يبدو أنه أفكار نتنياهو للتوصل إلى مخرج من الوضع الذي حدث في “المناطق”، قد نفدت. وبات رئيس الحكومة يقضي وقته في نثر الوعود العبثية الشعبوية. عندما يجد نتنياهو نفسه في الزاوية، فهو مضطر لنثر تصريحات مشكوك في مصداقيتها، مثلما في قضية تزويد الأدوية للقطاع، أول أمس.

لكن عندما يدور الحديث عن بقائه، يبدو نتنياهو أكثر حدة. أتباعه في الليكود وممثلوه في وسائل الإعلام ينشغلون في تشهير مستمر برئيس الأركان هرتسي هليفي، وفي الإشارة إلى كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي وفي “الشاباك” كمسؤولين حصريين عن الفشل الذي أدى إلى المذبحة ثم الحرب. عملية مراقب الدولة، متنياهو انغلمان، التي بدأت بفحص سريع لأحداث الحرب، تحقق نتائج فورية. الضباط الكبار، كل منهم يغرق في بناء خط دفاعه، في الوقت الذي يشير فيه المراقب إلى نيته التوصل إلى نتائج في تموز القادم.

يمكن الرهان على تسريبات متزامنة جيداً من عمل المراقب طوال الأشهر القريبة القادمة. ووفقاً لجهات رفيعة في الليكود، بدا نتنياهو على قناعة بأنه ستتم تبرئته أمام الرأي العام بكونه مسؤولاً عن الكارثة بفضل ليلة 7 تشرين الأول، عندما قام كبار قادة الجيش و”الشاباك” بعقد جلسة مشاورات في أعقاب بعض المعلومات عن نشاطات استثنائية لحماس في القطاع، دون الاهتمام بإبلاغه بذلك.

--------------------------------------------

 

إسرائيل اليوم 19/1/2024

 

 

“الكابينت” حول تشغيل العمال الفلسطينيين في إسرائيل: قبولهم “أقل خطراً” من رفضهم

 

بقلم: يوسي بيلين

يعود الجدال مرة أخرى حول تشغيل الفلسطينيين القادمين من خلف الخط الأخضر. محاضر جلسات الحكومة مليئة بالحجج؛ يبحثون في مسألة ممَ نخاف أكثر: من “إرهاب الأفراد” أم تفجر برميل البارود.

 تخوفت إسرائيل من أن يتحول التعلق بالفلسطينيين إلى حقيقة، لكنها لم تبذل جهداً جدياً لمساعدة الجانب الفلسطيني على خلق بديل للعمل في إسرائيل.

 في مؤتمر عمال البناء الذي انعقد بعد نحو سنتين من حرب الأيام الستة، والذي غطيته إعلامياً عن صحيفة “دافار”، أعلن سكرتير عام الهستدروت عن رؤياه: يجب على كل من يقف على سقالة أن يحمل شهادة أكاديمية في جيبه. لكن المحاولة المثيرة للشفقة بإعادة رؤيا العمل العبري والامتناع عن حاجة العمال الفلسطينيين لم تمت لأي احتمال بصلة.

 كان هناك اقتصاديون فلسطينيون تخوفوا من عدم قيام صناعة مستقلة في المناطق [الضفة الغربي]، بسبب إغراءات العمل داخل إسرائيل وتلقي أجر عال نسبياً. لكن طريق تغيير الوضع لم يكن لمنع عمال “المناطق” عن العمل في إسرائيل، بل المساعدة في إقامة تشغيل بديل لهم في الضفة الغربية وغزة. من اعتقد أن مساعدة الفلسطينيين ستكون من خلال إغلاق البوابات، أخطأ خطأ جسيماً.

 لم تتطور أي صناعة فاخرة في “المناطق” (مدينة روابي الجديدة بين رام الله ونابلس، استثناء على القاعدة). وتسبب بهذا خليط بين جهات إسرائيلية ذات مصلحة، منعت إقامة مصانع ذات مغزى في “المناطق” (مثلاً في فرع مواد البناء)، وبين العجز في الجانب الفلسطيني. لذا لم يبق في “المناطق” إلا صناعات تقليدية، بأجر زهيد. المستثمرون المحتملون معنيون بمعرفة أنهم يستثمرون في محيط آمن نسبياً، في منظومة تضم إطاراً قانونياً مناسباً، في وقت لا توفر السلطة الفلسطينية هذا.

 مستقبل الضفة الغربية القريب سيبقى متعلقاً بالتشغيل في إسرائيل، سواء كان هذا يبعث حماسة الطرفين أم لا. وفي الوضع كهذا، فإن منع العمل عن الفلسطينيين داخل إسرائيل يعد منع عشرات آلاف الأشخاص من رزقهم، وهؤلاء في معظمهم وربما كلهم، لا يحبوننا. سنكون قادرين على التغلب على تعلقنا بتلك الأيدي العاملة القادمة من “المناطق”. أما هم فيرون في هذا خناقاً لهم.

الناس العاديون، ممن لا يمكنهم إعالة عائلاتهم، قد يجدون أنفسهم في أوضاع لا يمكنهم تصورها (أتذكرون “البؤساء” لفيكتور هوغو، وجان فالجان الرجل الشريف الذي اضطر، لانعدام البديل، أن يسرق كي يعيش؟) إذا لم تفتح بوابات التشغيل أمامهم، فسيكون مستوى العنف أعلى بكثير.

 إن يأس الشبان الفلسطينيين لا ينبع فقط من مصاعب الرجل بل أيضاً، وربما أكثر، من عدم استعداد إسرائيل لعرض أفق سياسي عليهم. ولكن إذا بدا لهم هذا الأفق قابلاً للتحقق، فربما يرتفع مستوى الانتقال إلى العنف. الاكتفاء بواحد من هذين العنصرين – الرزق أو الحل السياسي – غير كاف، وكذا الدمج بينهما؛ ليس وصفة محكمة لعدم العنف: سيكون لدى الطرفين دوماً يحيى عياش وباروخ غولدشتاين، ممن سيريان في كل حل سياسي خيانة، وسيكونان مستعدين للمخاطرة بحياتهما لئلا يتقاسما البلاد، ولكن حتى لو نجحا في تنفيذ مبتغاهما، فسيكونان أقلية صغيرة ستنبذهما الأغلبية وتكافحهما.

 من يعلن بعدم وجود حل سياسي، ومن يربط كل الفلسطينيين في جملة واحدة ويمنع الرزق عن جاره، إنما يشبه من يستخدم حابس شرايين في وقت الطوارئ، لكنه يخاطر، في المدى البعيد، بنشر مواد سامة في جسده ستعرض حياته للخطر. المخاطرة التي في منع دخول عمال فلسطينيين إلى إسرائيل أقل بكثير من المخاطرة التي في رفضهم، والمخاطرة في عدم رسم أفق سياسي هي الأكبر على مستقبلنا.

--------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 19/1/2024

 

إسرائيل عن السنوار: ظنناه “داعش” واتضح أنه حماس.. فعلقنا في كل الساحات

 

 

 

بقلم: ناحوم برنياع

محور فيلادلفيا مؤشر دال، ولا حاجة للمرء أن يكون استراتيجياً عظيماً ليفهم أن القاطع الرملي الذي يربط غزة بسيناء هو خط حياة حماس. وما دام بوسعها أن تهرب وسائل قتالية عبره، من مال وأشخاص، فسيبقى حياً يرزق. إسرائيل تحتاج إلى مصر لسد محور فيلادلفيا: مصر هي المفتاح. السيسي يبدي استعداداً، وهو مستعد ليس فقط للتسليم بأعمال إسرائيل في المحور الغزي للحدود؛ بل ومستعد لتنفيذ أعمال في جانبه – عملياً، بخلق قاطع أمني موازٍ في الجانب المصري، فيلادلفيا المصري. لكنه يضع شروطاً: تعهد إسرائيلي لمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة في اليوم التالي. وهو تعهد يرفضه نتنياهو، بل ويرفض البحث فيه: منذ أسابيع وهو يقوم بكل المناورات الممكنة كي يؤجل البحث.

 ما الذي يحركه؟ هذا سؤال قابل للتفسير: فهل وقعت عليه روح مسيحانية ثم بات يطلب الآن، هذه اللحظة، لقاء بين محور الشر ومحور فيلادلفيا، دخولا للتاريخ بصفته الرجل الذي منع إقامة دولة فلسطينية مهما كان الثمن، أم أن الخوف من انسحاب بن غفير وسموتريتش وضياع حكمه هو الذي سكنه ويرفض الرحيل. ربما التفسيران صحيحان: نتنياهو أكثر إبداعية من كل المفسرين.

 لكن ليس الدافع هو المهم، بل النتائج: نحن عالقون. “عالقون” هو التعبير السائد اليوم في خطاب داخلي في الجيش الإسرائيلي. مثل “المراوحة” فقط مع تفاؤل أقل بكثير. رفض البحث والقرار في اليوم التالي يقضم الأهداف التي حققتها القوات المقاتلة بجهد ودم كثير. لا يقضم فقط، بل يعرض الإنجازات للخطر.

 أمل الجيش في دخول المستوى السياسي للعمل في ثلاثة مواضيع حرجة. الأول، فيلادلفيا والمصريين، وسبق أن ذكرت؛ والثاني قرار حول إدارة قطاع غزة في اليوم التالي؛ والثالث تنفيذ قرار 1701 في جنوب لبنان. والمواضيع الثلاثة يتعلق أحدها بالآخر. وسأشرح.

 تعمل الإدارة الأمريكية منذ بداية الحرب على خطة لليوم التالي، بدايتها في غزة ونهايتها تطبيع إسرائيلي – سعودي. والفكرة الأساس إقامة قوة متعددة الجنسيات أو عربية متعددة تحكم القطاع مؤقتاً، من نصف سنة حتى سنة، وتستبدل تدريجياً بجهاز فلسطيني محلي في إطار سلطة فلسطينية جديدة، مرممة.

 تستوجب الخطة انسحاب قوات الجيش من معظم القطاع أو كله. اللغم الأساس فيها هو الدور الفلسطيني. فقد أعلن نتنياهو على الفور بأنه لن يسمح بإقامة “فتحستان” في غزة. ومن بدون سيطرة فلسطينية في الأفق، فلا مصلحة للدول العربية في إرسال جنود أو استثمار مال في إعمار غزة. بهذا ذهب الإعمار وذهب التطبيع أيضاً.

 حسب تقارير الأمم المتحدة، تقف غزة الآن على شفا المجاعة. مليونا نسمة في ملاحقة يومية إثر الطعام. من يوزع الطعام والأدوية هو المتحكم. هذه هي الضائقة وهذه هي الفرصة.

 في شمال القطاع كان يفترض الآن تنفيذ مشروع تجريبي، تجربة في إدارة ذاتية بدون حماس. رفض نتنياهو البحث وهو قرار أحبط الخطوة.

 لكن لا فراغ في الحياة؛ ففي هذا الأسبوع فتحت سوق في جباليا. تبقى هناك في هذه اللحظة 100 – 150 ألف نسمة، ويحتاجون إلى الطعام. أدار السوق رجال حماس غير المسلحين. ووقفت وحدات الجيش الإسرائيلي جانباً. تقول الأوامر إنه لا يجب إطلاق النار على أشخاص غير مسلحين، إلا إذا كانوا في المستوى العالي لمنظمة الإرهاب. إن فتح السوق دل على بداية عودة حماس إلى شمال القطاع، وبداية سيطرة مدنية، بعد ذلك عسكرية. الأنفاق لا تقيم حكماً بل الاحتياجات اليومية للناس. أما إسرائيل فركزت على الأنفاق.

 عاموس هوكشتاين، المبعوث الأمريكي، أنهى جولة عقيمة أخرى من المحادثات في بيروت وتل أبيب. تسعى الوساطة الأمريكية للوصول إلى اتفاق يحرر الأموال لإعمار لبنان ويعيد فتح المفاوضات على مزارع شبعا، وبالمقابل يسحب “قوة الرضوان” إلى ما وراء الليطاني. نصر الله على حاله: ما تتوقف النار في غزة، فلن يسمح باتفاق في بيروت. الأمريكيون يشتبهون بنتنياهو بأنه ينوي جرهم إلى حرب في إيران. أما هم فيسمعون من نتنياهو رؤيا ما، ومن غالنت رؤيا أخرى، ومن غانتس رؤيا ثالثة.

 يؤمن الجيش بأن اتفاقاً يتبنى مطالب قرار 1701 لمجلس الأمن من جديد، إضافة إلى مرابطة قوة بحجم فرقة على طول الحدود، سيعيد السكان إلى بيوتهم. هذا سيحصل بالتدريج، بعد فترة هدوء.

 لكن ما دام القتال في غزة متواصلاً، فلا اتفاق في لبنان. تبادل النار يشتد، والخطاب في الطرفين يدفع نحو الحرب. إذا نشبت الحرب فستكون مبررة تماماً، لكن في نهايتها، بعد أن نعيد لبنان إلى العصر الحجري كما وعد غالنت، وهم سيشددون ضرباتهم في جبهتنا الداخلية، سنصل إلى النقطة ذاتها بالضبط: قرار 1701 الذي يسحب قوات حزب الله إلى ما وراء الليطاني.

 نحن عالقون في المخطوفين أيضاً. فقد تبنى الجيش الإسرائيلي المفهوم القائل إنه كلما استخدمنا قوة أكثر، سنحصل على مخطوفين أكثر. أتاح المفهوم عرض الهدفين المعلنين للحرب (تصفية حماس وتحرير المخطوفين) كهدف واحد. كان هذا مريحاً، لكنه ليس صحيحاً بالضرورة. بعض من المخطوفين قتلوا من أعمال الجيش الإسرائيلي، ما يسميه رجال القانون بتعبير لا يطاق، “جوانب هامشية” لأعمال الجيش. لا أدلة على أن الضغط العسكري سيليّن السنوار، خصوصاً الآن.

 الخطأ الاستراتيجي كان في عدم فهم قدرات السنوار ومنظمته. هذا الخطأ جلبنا إلى إخفاق 7 أكتوبر. حتى بعد الإخفاق، افترضنا أنه بعد مرور بضعة أيام، سيخرج الحماسيون بجموعهم من فوهات الأنفاق، بصدور مكشوفة وبأعلام بيضاء. تبين أنهم قتلة، مغتصبون، جهاديون متعطشون للدماء، لكن فيهم حصانة، وبخلاف ما يثرثره لنا مقدمو البرامج التلفزيونية؛ يهمهم مصير السكان.

 لقد قدمت إسرائيل سلسلة من التنازلات في غزة. قلنا إننا لن ندخل لتر وقود واحداً، فأدخلنا مئات آلاف اللترات. وقلنا إننا سنقطع غزة عن إسرائيل ففتحنا معبر كرم سالم. قلنا إ لن ندخل مساعدات إنسانية وأدخلناها… والآن نستجدي المزيد. مثلما قال وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في دافوس هذا الأسبوع، كل هذه التنازلات قدمتها إسرائيل تحت ضغط أمريكي. لم نتمكن من استخدام الأوراق التي بين أيدينا لننزع مزيداً من المخطوفين من بين يدي السنوار. اعتقدنا أن مصلحة السكان لا تهمه. ظننا أنه “داعش”؛ تبين أنه حماس.

 هذا صحيح اليوم أيضاً. وجود الجيش الإسرائيلي في خانيونس وعودة المواطنين إلى شمال القطاع هما الأوراق التي يمكن استخدامها في المفاوضات. على أي حال، نحن في الطريق إلى الخارج؛ وبتنا نعي أن حماس لن تختفي، ولا حتى في السنة القريبة القادمة، وإطلاق الصواريخ أيضاً سيستمر بهذه القوة أو تلك. فليحرروا المخطوفين على الأقل.

 الاستنتاج: لكل قرار تتخذه إسرائيل ثمن، لكن عدم القرار هو القرار الأخطر. لشدة الأسف، عدم القرار هو الطبيعة، الجوهر، استراتيجية رئيس وزراء إسرائيل.

--------------------------------------------

هآرتس 19/1/2024

 

لغانتس وآيزنكوت: لا تنسحبا.. ولكن حددا موعداً لانتخابات مبكرة لا يتجاوز حزيران

 

 

بقلم: إيهود باراك

 

مر على الحرب 15 أسبوعاً، في ساحة المعركة مظاهر من الشجاعة والتضحية مثيرة للإعجاب. تسود أجواء الكآبة في أوساط الجمهور، وشعور بأن حماس لم تنهر وأن إعادة المخطوفين تبتعد، على الرغم من إنجازات الجيش الإسرائيلي.

افتراضات أساسية: 1- على إسرائيل تدمير قدرة حماس على السيطرة في قطاع غزة وتهديدنا. 2- ليس لإسرائيل مصلحة في البقاء في القطاع بشكل دائم 3- الغزيون باقون 4- من الضروري تحديد جهة تأخذ على عاتقها السيطرة بعد تدمير قدرات حماس فتحكم في القطاع بصورة شرعية ودائمة.

إسرائيل دولة ذات سيادة، وتتصرف في الأمور الأساسية المتعلقة بأمنها وفقاً لمصالحها، بل حتى على نحو يتعارض مع الموقف الأمريكي. والولايات المتحدة ملزمة باحترام سيادتنا، لكن دعمها لإسرائيل يشكل حجر الزاوية في أمننا. هي تقوم بردع “حزب الله” وإيران وتزودنا بالسلاح وتستخدم الفيتو ضد القرارات في مجلس الأمن وتدعمنا في لاهاي. وهي تقف على رأس “محور الاستقرار” الذي نحن جزء منه، ضد “محور العصيان”: إيران، وسوريا، وحزب ، وحماس، والحوثيون، المدعوم من روسيا.

الولايات المتحدة تضع أمام إسرائيل منذ شهرين اقتراحاً يلبي المصالح المشتركة: تشكيل قوة عربية لـ “محور الاستقرار” مع تدمير قدرات حماس. هذه القوة ستتولى السيطرة على القطاع لفترة محدودة، تتم فيها إعادة غزة إلى سيطرة “سلطة فلسطينية معززة” يعترف بها العالم كجهة لها حق السيطرة في القطاع طبقاً لترتيبات أمنية تقبلها إسرائيل. وستتعهد السعودية والإمارات بدعم هذه السلطة المعززة اقتصادياً وستمول إعادة الإعمار والبنى التحتية. الاقتراح الأمريكي خطة عملية وحيدة، واحتمالية نجاحها ستضعف إذا بقيت إسرائيل تراوح في المكان. المقابل المطلوب منها هو المشاركة في المستقبل بعملية سياسية باتجاه “حل الدولتين”. منذ ثلاثة أشهر، ما زال نتنياهو يمنع إجراء نقاش في الكابينت حول “اليوم التالي”، وهذه فضيحة. الجيش الإسرائيلي لا يمكنه زيادة احتمالية الانتصار إذا لم يكن هناك هدف محدد. وفي ظل غياب هدف واقعي، سنغرق في وحل غزة وسنحارب في الوقت نفسه داخل لبنان وفي “يهودا والسامرة” ونجعل دعم أمريكا لنا يتآكل، وسنعرض اتفاقات إبراهيم واتفاقات السلام مع مصر والأردن للخطر.

هذا السلوك يدهور الأمن إلى الهاوية. يمكن الادعاء بأن الاقتراح الأمريكي سيئ، ولا يمكن مناقشته في وقت يقتل فيه الجنود. يقف بين إسرائيل والحل الواقعي نتنياهو نفسه والزوج المبتز: بن غفير وسموتريتش، وثلاثتهم معاً يبتزون إسرائيل للعمل من أجل أمنها بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وجرها إلى الهاوية لخدمة مصالحهم الشخصية. يجب أن يتوقف هذا. نتنياهو يدرك أن “سلطة فلسطينية معززة” تعني أنه سيفقد بن غفير وسموتريتش، ويقرب نهاية حكومته. إسرائيل بحاجة إلى قيادة أخرى. يجب الذهاب إلى الانتخابات. وهذا سيحدث عندما ينفجر غضب عائلات المخطوفين والعائلات التي تم إخلاؤها وجنود الاحتياط والجمهور، الذين يتذكرون جيداً 7 تشرين الأول.

هناك مواطنون يسألون، ما الذي أعرفه أنا المواطن العادي ولا يعرفه غانتس وآيزنكوت؟ ورئيس الدولة وليبرمان؟ ما دمت لا أسمعهما فلم يحن الوقت بعد. غانتس وآيزنكوت يترددان في الانسحاب من الحكومة في وقت تقف قرارات مصيرية أمام مجلس الحرب. اقتراح: اطلبا تحديد موعد مبكر للانتخابات، حزيران على أبعد تقدير. لا تنسحبا من الحكومة، ولكن ادعوا لخلق أغلبية في الكنيست تؤيد ذلك. إذا تجرأ نتنياهو على إقالتكما فإن “ليلة غالنت ستتقزم مقارنة بالعاصفة القادمة”. وإذا لم تفعلا، فمن الصعب عليكما أن تشرحا لأنفسكما لسبب امتناعكما عن إزالة الاختناق الذي منعنا من الانتصار في الحرب، الأمر الذي أحسنت، يا غادي، توقعه، وأن هناك خطراً وجودياً على إسرائيل في ظل قيادة نتنياهو.

---------------------------------------------

 

صفقة أمريكية للتسوية في المنطقة.. تشمل إقامة دولة فلسطينية

 

 

لندن- عربي21

 

كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن الإدارة الأمريكية تعمل على الدفع قدما برؤيا جديدة، تتضمن صفقة كبيرة يفترض أن تؤدي إلى تسوية إقليمية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن الصفقة ستتضمن، وقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل أسرى كبيرة، وتطبيعا مع دول عربية، واستبدال حكم حماس في غزة، وتعهد "إسرائيل" بدولة فلسطينية.

وقالت الصحيفة إن الصفقة "في مرحلة أولية جدا" وتوجد عناصر كثيرة تحتاج إلى فحص واستكمال وبحث دقيق، مشيرة إلى أن أحد الجهات المركزية التي تدفع نحو تقدم الخطوة هو السناتور ليندزي غرام، الذي ينقل رسائل بين الولايات المتحدة، وإسرائيل والسعودية.

ولفتت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن دعا عدة مرات "إسرائيل" في الأيام الأخيرة "لأن تتخذ قرارات صعبة" وتتعهد بتطبيق حل الدولتين.

 

صفقة عربية

 

وكشف مسؤول عربي كبير عن خطة عربية جديدة تشمل التطبيع مع الاحتلال، مقابل وقف إطلاق النار في قطاع غزة واتخاذ خطوات جدية لإنشاء دولة فلسطينية.

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" الخميس عن مسؤول عربي قوله، إن الدول العربية تعمل على مبادرة لضمان وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة كجزء من خطة أوسع يمكن أن تعرض على دولة الاحتلال الإسرائيلي تطبيع العلاقات إذا وافقت على خطوات "لا رجعة فيها" نحو إنشاء دولة فلسطينية.

وقال المسؤول الذي لم يذكر اسمه، إن الخطة يمكن أن تشمل "جائزة" التطبيع مع السعودية في غضون أسابيع قليلة في محاولة لإنهاء الحرب التي تشنها "إسرائيل" في غزة، ولمنع اندلاع صراع أوسع في الشرق الأوسط.

وكشفت الصحيفة أن مسؤولين عربا ناقشوا الخطة مع الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، وسيشمل ذلك موافقة الدول الغربية على الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية، أو دعم حصول الفلسطينيين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وتأتي هذه المبادرة في الوقت الذي تواجه فيه "إسرائيل" ضغوطا دولية متزايدة لإنهاء هجومها على غزة المحاصرة، مع تكثيف الولايات المتحدة جهودها الدبلوماسية لمنع اندلاع حريق أوسع نطاقا والضغط من أجل التوصل إلى حل طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده.

وكانت المملكة العربية السعودية تقترب من إقامة علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل" قبل هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، مقابل موافقة الولايات المتحدة على اتفاقية أمنية مع الرياض ودعم تطوير الطموحات النووية للمملكة.

وقبل اندلاع الحرب، كان من المقرر أن يزور بلينكن الرياض في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر لمناقشة الخطط الخاصة بالفلسطينيين، ضمن صفقة التطبيع مع السعودية، لكن هجوم حماس ورد فعل "إسرائيل" في غزة قلب هذه العملية رأساً على عقب.

---------------------------------------------

 

الجيش الإسرائيلي يستعد للمرحلة التالية.. تواجد لمدة عام على الأقل على طول وادي غزة

 

أفادات قناة "كان 11" العبرية بأنه بعد نحو ثلاثة أشهر من الحرب في قطاع غزة، "الجيش الإسرائيلي يستعد للتواجد هذا العام في محور وادي غزة الذي يقطع القطاع من الشرق إلى الغرب". وقال الإعلام العبري إن "الجيش الإسرائيلي يحتفظ بالمحور لمنع عودة سكان غزة إلى شمال قطاع غزة، وسيقيم في الميدان لفترة طويلة مع معدات المراقبة والرادارات والحماية ضد إطلاق الصواريخ والقوات واللوجستيات".

وتمت الإشارة إلى أنه "في المرحلة الحالية، ينتهج الجيش الإسرائيلي سياسة متشددة في تأمين المحور، فلا يوجد ممر شمالا باستثناء سيارات الإسعاف وشاحنات المعدات الإنسانية، وحتى هذه يُسمح لها بالمرور بتنسيق مسبق وبعد التفتيش، خوفا من تهريب الرهائن والأسلحة من جنوب قطاع غزة"، وأن "من المتوقع أن تبقى القوات على المحور حتى لو سمحت إسرائيل لسكان غزة بالعودة إلى شمال القطاع، نتيجة الضغوط الدولية، بغرض السيطرة ومنع مرور عناصر حماس".

وذكر الإعلام العبري أن "إسرائيل تقدر أن الآلاف من عناصر حماس يختبئون بين مئات الآلاف من سكان غزة في رفح، ومناورة الجيش الإسرائيلي في رفح تنطوي على إجلاء مئات الآلاف، وبالتالي لا يتوقع أن تتم قريبا، في حين أن الشروط التي وضعتها إسرائيل لعودة سكان غزة إلى منازلهم في شمال القطاع هي إطلاق سراح المختطفين. واستبدال الحكومة غير التابعة لحماس في شمال غزة".

وأفيد بأن "مسؤولين إسرائيليين أبلغوا مصر أنهم يخططون لعملية عسكرية في منطقة محور فيلادلفيا، الذي يعمل بمثابة منطقة عازلة بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء"، فيما "تتطلب مثل هذه العملية إزالة المسؤولين الفلسطينيين الرسميين من المنطقة الحدودية واستبدالهم بالقوات الإسرائيلية"، حيث أن "السيطرة الإسرائيلية على المنطقة ستجعل من الممكن إغلاق أنفاق حماس بشكل أفضل، والتي تفصل بين سيناء وقطاع غزة".

هذا ويستمر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي و"حماس" لليوم الخامس بعد المئة، في ظل كارثة إنسانية وصحية في القطاع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة مقتل رقيب بصفوفه في قطاع غزة لتصل حصيلة قتلاه إلى 530، والجرحى إلى 2630 منذ الـ7 من أكتوبر.

وبخصوص محور "فيلاديلفيا" على الحدود المصرية، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إسرائيل تتفاوض مع مصر لتشديد المراقبة في محور فيلاديلفيا وهو الممر الواصل بين مصر وقطاع غزة، بدعوى منع حركة "حماس" من بناء المزيد من الأنفاق.

في حين نفى مصدر مصري مسؤول في حديث لقناة "القاهرة الإخبارية"، ما زعمته تقارير إعلامية عن "تعاون مصري إسرائيلي في نشر أجهزة مراقبة واستشعار على محور فيلادلفيا".

هذا وكشفت قناة i24NEWS الإسرائيلية عن خلافات حادة بين مصر وإسرائيل بسبب مطالبة تل أبيب بالسيطرة على محور فيلادليفا (محور صلاح الدين) المحاذي للحدود المصرية مع قطاع غزة، بينما نفى مصدر مصري مسؤول ما تم تداوله من تقارير إعلامية عن وجود تعاون مصري إسرائيلي بشأن محور فيلادلفيا الحدودي.

وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في وقت سابق بأن إسرائيل أبلغت مصر عزمها على شن عملية عسكرية للسيطرة على المنطقة الفلسطينية من الحدود

---------------------------------------------

 

 

 

 

مجلة "Counterpunch" الامريكية: 19/1/2024

 

 

فظاعة الحرب الإسرائيلية في فلسطين توسع زخم الاحتجاجات ضد "إسرائيل"

 

 

بقلم: فيجاي براشاد

 

يتأثر مئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم تأثراً عميقاً بفظاعة الحرب الإسرائيلية على فلسطين. وقد شارك الملايين في المسيرات والاحتجاجات الرافضة للمذبحة الإسرائيلية الأميركية في غزة، والعديد منهم يشتركون بالتظاهر لأول مرة في حياتهم.

كذلك، وسائل التواصل الاجتماعي، وبجميع لغات العالم تقريباً، أشبعت بمواقف إدانة "إسرائيل" ومناصرة فلسطين. يركز البعض على قتل الأطفال الفلسطينيين المتعمد، ويركز آخرون على الاستهداف المجرم للبنى الصحية التحتية في غزة، ويشير آخرون إلى إبادة ما لا يقل عن 400 أسرة (أكثر من 10 في كل عائلة استشهدوا). ولا يبدو أن الاهتمام العالمي الواسع يتضاءل مع الفلسطينيين. وقد مرت العطلات في الشهر الماضي، لكن الاحتجاجات والمشاركات ظلت ثابتة وضخمة. ولم تنجح أيّ محاولة من قبل شركات وسائل التواصل الاجتماعي لتحويل الخوارزميات ضد الفلسطينيين، ولم تنجح أيّ محاولة لحظر الاحتجاجات، حتى رفع العلم الفلسطيني. وفشلت الاتهامات بمعاداة السامية ورفضت مطالب إدانة حركة "حماس". وهذا مزاج جديد، نوع جديد من الموقف تجاه النضال الفلسطيني، خاصة بين الشعوب في الدول الغربية.

خلال 75 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، لم يكن هناك هذا الحجم من الاهتمام المستمر بقضية الفلسطينيين والتوحش الإسرائيلي الممارس عليهم. فقد شنت "إسرائيل" 8 حملات قصف على غزة منذ عام 2006، وقامت ببناء غير قانوني بالكامل ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية "جدار الفصل العنصري والمستوطنات ونقاط التفتيش". وعندما قاوم الفلسطينيون، سواء من خلال العمل المدني أو الكفاح المسلح واجهوا عنفاً هائلاً من قوات الاحتلال الإسرائيلي. ومنذ أن توفرت وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت صور مآسي فلسطين، من استخدام الأسلحة المحرمة دولياً من ضمنها "الفوسفور الأبيض" ضد المدنيين في غزة، إلى عمليات اعتقال وقتل الأطفال الفلسطينيين في جميع أنحاء الأرض المحتلة. لكن أيّا من أعمال العنف السابقة لم يثر هذا النوع من الاستجابة من جميع أنحاء العالم مثل الاستجابة على التوحش الإسرائيلي المستمر على غزة منذ أكثر من 100 يوم.

 

إبادة جماعية

 

التوحش الإسرائيلي ضد غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر، يختلف كماً ونوعاً عن جولات العنف السابق التي انتهجتها "تل أبيب". فالقصف الجوي والبري والبحري تركز على المناطق السكنية دون أي اهتمام بحياة المدنيين، حيث ازداد عدد الضحايا يوماً بعد يوم بمعدل لم يسبق له مثيلاً من قبل، إضافة إلى إجبار الفلسطينيين لإخلاء جماعي غير قانوني من منازلهم ودفعتهم أكثر فأكثر جنوباً نحو الحدود مع مصر.

مع ذلك، انتهك الإسرائيليون وعودهم ب "مناطق آمنة" قاموا بقصفها بشكلٍ متعمد. وكان لا بد أمام هذا الحجم من الإرهاب والتوحش الإسرائيلي من وصف هذه الأفعال بجريمة "الإبادة الجماعية". وبحلول أوائل الشهر الجاري، كانت قد قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 1% من مجموع السكان الفلسطينيين في غزة، في حين تم تهجير أكثر من 95%.

لم يشهد العالم هذا المستوى أو النوع من العنف المستخدم على الفلسطينيين في أي حرب معاصرة، لا في العراق حيث تجاهلت الولايات المتحدة معظم قوانين الحرب، ولا في أوكرانيا (حيث عدد القتلى من المدنيين أقل بكثير على الرغم من أن الحرب مستمرة منذ عامين).

زخم الاحتجاجات الجماهيرية الضخمة في العالم ضد الإرهاب الإسرائيلي، شجع حكومة جنوب أفريقيا لتصدر المدافعين عن الفلسطينيين ورفع قضية قانونية في "محكمة العدل الدولية" ضد "إسرائيل" بتهمة ارتكابها لجريمة الإبادة الجماعية.

ويوثق الملف المكون من 84 صفحة الذي قدمته حكومة جنوب أفريقيا العديد من الفظائع التي ارتكبتها "إسرائيل"، وأيضاً، والأهم من ذلك، كلمات كبار المسؤولين الإسرائيليين، جمعت في 9 صفحات وهم يدعون إلى "نكبة ثانية"، المصطلح الذي يشير إلى نكبة الفلسطينيين عام 1948، حيث اقتلعوا من ديارهم على يد العصابات الصهيونية.

كلمات تقشعر لها الأبدان، صدرت عن عدد كبير من المسؤولين الإسرائيليين، الذين لم يتورعوا عن إظهار اللغة العنصرية بوصف الفلسطينيين بـ "الحيوانات" ووصف غزة بـ "الغابة". وقال وزير الأمن الإسرائيلي يوافي غالانت في 9 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، "إسرائيل تفرض حصاراً كاملاً على غزة. لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود. كل شيء مغلق. نحن نحارب الحيوانات البشرية، ونتصرف وفقاً لذلك". بهذا، إلى جانب طبيعة وحجم القصف الإسرائيلي، يكفي استخدامه كمعيار لتوجيه اتهام الإبادة الجماعية لحكومة بنيامين نتنياهو، التي لم تستطع خلال جلسة الاستماع في محكمة العدل الدولية، من الرد بشكلٍ موثق على دعوى جنوب أفريقيا.

 

الشرعية

 

على مدار العامين الماضيين، منذ بداية الحرب في أوكرانيا حتى الآن كان هناك تراجع سريع في مصداقية الغرب، ولا سيما لدول منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وخاصة أمام شعوب ودول الجنوب العالمي، الذين تروعهم صور التوحش الإسرائيلي في غزة والتصريحات العنصرية لوزراء حكومة "تل أبيب" المدعومة بالكامل من حكومة الولايات المتحدة والعديد من حكومات الدول الأوروبية، ما يثير هذا الغضب الجماهيري المستمر والمتعاظم في كل أرجاء البسيطة.

منذ بداية الكساد الكبير الثالث في عام 2007، فقد الشمال العالمي ببطء سيطرته على الاقتصاد العالمي، وعلى التكنولوجيا والعلوم، وعلى المواد الخام، في حين عمق الأثرياء في الشمال العالمي فسادهم بدفع "الضرائب"، وحولوا حصة كبيرة من ثرواتهم إلى ملاذات ضريبية واستثمارات غير منتجة. ترك هذا الشمال العالمي مع عدد قليل من الأدوات للحفاظ على القوة الاقتصادية، بما في ذلك عن طريق القيام باستثمارات في الجنوب العالمي. وقد تولت الصين هذا الدور ببطء، حيث كانت تعيد تدوير الأرباح العالمية إلى مشاريع البنية التحتية في جميع أنحاء العالم. وبدلاً من الاعتراض على "مبادرة الحزام والطريق الصينية"، على سبيل المثال، من خلال مشروعها التجاري والاقتصادي الخاص، سعت كوريا الشمالية إلى عسكرة ردها بإنفاق ضخم، لتكون إلى جانب دول حلف "الناتو" التي تضخ على الإنفاق العسكري ثلاثة أرباع مجموع ما تنفقه كل دول العالم.

يستخدم الشمال العالمي اليوم، أوكرانيا وتايوان كأدوات لاستفزاز روسيا والصين في صراعات عسكرية من أجل "إضعافهما"، بدلاً من تحدي قوة الطاقة الروسية المتنامية والقوة الصناعية والتكنولوجية الصينية من خلال التجارة والتنمية. ومن الواضح لغالبية الناس، أن الشمال العالمي هو الذي فشل في معالجة الأزمات في العالم، سواء كانت أزمة المناخ أو عواقب الكساد الكبير الثالث. لقد حاولت استبدال لغة ملطفة بالواقع، باستخدام مصطلحات مثل "تعزيز الديمقراطية"، و"التنمية المستدامة"،  "الوقفة الإنسانية"، ومن وزير الخارجية البريطاني اللورد ديفيد كاميرون ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الصيغة السخيفة لـ "وقف إطلاق نار مستدام".

الكلمات الفارغة ليست بديلاً عن الأفعال الحقيقية. إن الحديث عن "وقف إطلاق نار مستدام" أثناء تسليح إسرائيل أو الحديث عن "تعزيز الديمقراطية" مع دعم الحكومات المناهضة للديمقراطية ما هو إلا نفاق الطبقة السياسية في الشمال العالمي.

يقول الإسرائيليون إنهم سيواصلون حرب الإبادة الجماعية هذه مهما استغرقت من وقت. ومع مرور كل يوم من هذه الحرب، تتدهور شرعية "إسرائيل". ولكن وراء هذا العنف نفسه تكمن النهاية الأعمق بكثير لشرعية مشروع حلف "الناتو"، الذي تبدو لائحة تعريفاته للأخلاق ملطخة بدماء الفلسطينيين الأبرياء.

---------------------------------------------

 

مصادر في "الليكود": أيام نتنياهو أصبحت معدودة

 

 

يعتقد عدد متزايد من وزراء حزب الليكود وأعضاء الكنيست أن أيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على رأس الليكود أصبحت معدودة، حسبما ذكرت مصادر في الحزب لصحيفة جيروزاليم بوست.

وفي الوقت الذي يتوقع فيه وزراء حزب الليكود وأعضاء الكنيست تشكيل جبهة موحدة لدعم زعيم الحزب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يعتقد عدد متزايد منهم أن أيامه على رأس الحزب أصبحت معدودة، وفق ما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مصادر في الليكود.

وأوضحت "جيروزاليم بوست" أنه "بالإضافة إلى الأحداث الكارثية التي وقعت في 7 أكتوبر والشعور المتزايد بين قاعدة الحزب بأن رئيس الوزراء لن يفي بوعده بتدمير حماس وإعادة جميع الرهائن، لاحظ أعضاء الكنيست أداء الحزب الضعيف في معظم استطلاعات الرأي – بين 16 و18، مقارنة بـ32 مقعدا حاليا".

وحسب الصحيفة، إذا لم يعد حزب الليكود هو الحزب الحاكم في الانتخابات المقبلة، فإن كل وزرائه الحاليين الثمانية عشر تقريبا (باستثناء نتنياهو) سوف ينزلون للعمل كأعضاء كنيست من المعارضة، وسوف يكون أغلب أعضاء الكنيست الحاليين عاطلين عن العمل.

لذلك، بدأ أعضاء الكنيست خلف الكواليس ينجذبون نحو خلفاء محتملين، بمن فيهم وزير الاقتصاد نير بركات، ووزير الخارجية يسرائيل كاتس، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست يولي إدلشتين، ووزير الدفاع يوآف غالانت وآخرون، بحسب ما ذكرت مصادر لـ"جيروزاليم بوست".

وأشارت الصحيفة إلى أن تعدد الخلفاء المحتملين هو المسؤول جزئيا عن أن نتنياهو لا يزال رئيسا للوزراء.

وبينت أن بروتوكول الكنيست يتيح إجراء يسمى "التصويت البناء لحجب الثقة"، حيث بدلا من التفرق والتوجه إلى الانتخابات، تصوت أغلبية أعضاء الكنيست البالغ عددهم 120 عضواً على تشكيل حكومة جديدة.

ومن المفترض أن يدعم حزبا الوحدة الوطنية والمعارضة، يش عتيد، وإسرائيل بيتنا، مثل هذه الخطوة، لكن مقاعدهما البالغة 42 مقعدا مجتمعة تتطلب ما لا يقل عن 19 عضوا في الكنيست من حزب الليكود، في حين أن كثرة الخلفاء في الليكود والفشل في الاحتشاد خلف مرشح واحد يعني أن الأصوات غير متراكمة.

وأفاد مصدر بأنه حتى لو تمكن أحد الخلفاء المحتملون من خلق قاعدة كبيرة من المتابعين داخل الحزب، فإن 19 عضو كنيست لا يزال رقما مرتفعا بشكل غير واقعي.

وهذا يترك انتخابات تتطلب تصويت 61 عضو كنيست لصالح حل الكنيس، حيث يبلغ عدد المعارضة حاليا 56، وبالتالي سيكون من الضروري أن يصوت خمسة أعضاء كنيست من الليكود على إسقاط الحكومة، وهو رقم أكثر واقعية.

والمرشحون المحتملون هم الوزراء غالانت، وإدلشتين، ووزيرة المخابرات غيلا غمليئيل، بالإضافة إلى أعضاء الكنيست دافيد بيتان، وإيلي دلال، وجاليت ديستال اتباريان، وربما تالي غوتليف، وآخرون.

ولكن بدلا من تتويج خليفة من حزب الليكود، فإن مثل هذه الخطوة تؤدي في الأساس إلى إسقاط الحكومة التي يقودها الليكود ، وبالتالي قد تكون خطوة بعيدة جدا بالنسبة لقاعدة الليكود، ويؤدي هذا إلى موقف محرج، حيث قد لا يعد الخمسة الذين صوتوا للإطاحة بالحكومة موضع ترحيب في حزب الليكود، وربما ينضمون حتى إلى زعيم الوحدة الوطنية بيني غانتس في الانتخابات المقبلة، وفق الصحيفة.

بالإضافة إلى ذلك، لا أحد في الليكود يريد أن يكون أول من يتحدى نتنياهو علانية في زمن الحرب، كما قال مصدر، وبالتالي فإن توقيت أي تحرك سياسي، وكذلك الطريق المحتمل للخروج من مأزق 22، يعتمد على عاملين - غانتس، والمتظاهرين.

من جهته، قال غانتس إن حزبه سيبقى في الحكومة فقط طالما شعر بأنه ذو صلة بعمليات صنع القرار في الحرب، والقرار المركزي قريبا هو ما إذا كان سيتم فتح جبهة أخرى على الحدود الشمالية أم لا، ويريد غانتس أن يكون جزءا من هذا القرار، حسب "جيروزاليم بوست".

ومع ذلك، إذا تم تجنب الجبهة الشمالية أو قرر غانتس أنه لم يعد ذا أهمية، فمن المرجح أن يكون تركه للحكومة بمثابة جرس إشارة إلى أن المعركة السياسية مستمرة، وهذا، إلى جانب موجة متوقعة من الاحتجاجات الجماهيرية، يمكن أن يكون كافيا لخمسة من أعضاء الكنيست من حزب الليكود للتحرك ضد نتنياهو، ربما دون الاضطرار إلى التخلي عن مقاعدهم.

---------------------------------------------

 

يديعوت أحرونوت 19/1/2024

 

 

الكيان الإسرائيلي في طريقه الى وقف اطلاق النار سراً ومجاناً

 

 

بقلم: شيلي يحيموفيتش

 

على الرغم من كل الأهوال والإخفاقات المريعة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، لا يوجد جبن وعمى وإخفاق أكبر وأخطر من جبن بنيامين نتنياهو في هذه الساعات.

عملياً، وعلى الرغم من التصريحات المتهورة والمتغطرسة، فإن الكيان بات في مراحل متقدمة من الاستجابة لشرط “حماس” من أجل إعادة المخطوفين: وقف إطلاق النار.

لكن زعماءنا يفتقرون إلى الشجاعة من أجل القيام بعمل بسيط، وقول هذا علناً، وإعادة 136 مخطوفاً، ووضع حدّ لهذه المأساة الأكثر قساوةً وإذلالاً منذ قيام الدولة.

نقول هذا مجدداً: الكيان في طريقه إلى وقف إطلاق النار.

خفض حجم القوات هو أول دليل في الميدان، وتقليص القتال وحصره في منطقة خانيونس فقط، والتقليل من الهجمات الجوية، وتسريح الاحتياطيين، وتوزيع واسع النطاق للمساعدات الإنسانية، وإعادة مأسسة الحكم الحمساوي، وإعلان وزير دفاع العدو يوآف غالانت الانتقال إلى مرحلة أقل كثافة قتالية.. هذا كله يؤكد أننا أصبحنا هنا. وكل ما أرادته “حماس” منذ البداية، حصلت عليه مجاناً. هذا أمر جنوني.

لماذا نمنح “حماس” هدية وقف القتال من دون الحصول على مقابل يُعتبر الأغلى بالنسبة إلينا؛ المخطوفون؟ الذين جرى التخلي عنهم، الجائعون المرضى، المعرّضون للضرب. هم يموتون، الواحد تلو الآخر، سواء من المرض، أو من الجوع، وبعضهم يموت على يد الجنود الإسرائيليين، سواء بالصدفة، أو في عمليات فاشلة. ويجب التوضيح أن العملية الفاشلة هي التي يعود فيها الأسرى جثثاً، بدلاً من عودتهم أحياء، يضاف إلى ذلك خسارة جنود شبان شجعان، من الذين يُطلب منهم القيام بالأمر عينه، مرات ومرات، والتضحية بحياتهم من أجل حرب تنتهي بالفشل.

وبدلاً من أن نتوقف عند هذه النقطة، وما زال لدينا بقايا زخم، ندخل في مرحلة المراوحة، ونخسر على كل الجبهات: لم نهزم “حماس”، ولم نسترجع المخطوفين.

لو وضع إطلاق سراح المخطوفين حتى آخر واحد منهم منذ البداية كهدف للحرب. لو أعلنت حكومة الكيان أنها ستوقف الحرب عندما يعود آخر مخطوف. ولو وضعت الحكومة أهالي المخطوفين في مراتب الشرف أمام العالم، بدلاً من إسكاتهم وكم أفواههم والتحريض ضدهم، لكان في إمكاننا مواصلة ضرب “حماس” مع المحافظة على الشرعية الدولية، ومن دون لاهاي، ومن دون المخاطرة بخسارة التأييد الأميركي، الذي أنقذنا من خراب الهيكل الثالث.

لم نفعل ذلك، لكن ما زال هذا ممكناً، ويجب أن يحدث عبر قنوات حوار سرية وعلنية أيضاً. وكل ما هو مطلوب أن يقف رئيس الحكومة من دون خزعبلات وألاعيب، وأن يعلن أننا مستعدون لوقف إطلاق النار في مقابل كل المخطوفين. وبعد عودة المخطوف الأخير، سيبقى لنا ما يكفي من الوقت من أجل محاولة تحقيق كل الأهداف، الحقيقية منها والوهمية لهذه الحرب التي تخسر صدقيتها كل لحظة نتخلى فيها عن المخطوفين ونتركهم يواجهون حتفهم.

في هذه الأثناء، إن الغطرسة الصبيانية، والهوس بخلق "صورة انتصار" لن تتحقق قط، وتعامينا عن رؤية أننا نخسر في كل الساحات، وحاجة نتنياهو إلى استغلال الوقت من أجل بقائه السياسي، والتمسك بالخطاب التهديدي المتغطرس والمتعالي، الذي لا غطاء له، والذي يمثل صدى منقطعاً وحزيناً لأمجاد الماضي، كل هذا سيجعلنا نطرد من غزة، ونضطر إلى أكل كل الثمار الفاسدة التي لا يمكن هضمها هذه المرة.

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

"إسرائيل" ترفض مقايضة السعودية

 

ذكرت شبكة NBC أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض اقتراح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التطبيع بين إسرائيل والسعودية، مقابل قيام دولة فلسطينية.

وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين للشبكة إن نتنياهو أبلغ بلينكن خلال زيارته لإسرائيل الأسبوع الماضي أنه غير مستعد للتوصل إلى اتفاق يسمح بإقامة دولة فلسطينية، مقابل اتفاق للسلام مع السعودية.

وذكر التقرير أن بلينكن جاء إلى نتنياهو ومعه الاقتراح بعد أن "حصل على التزامات من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأربعة قادة عرب آخرين للمساعدة في تمويل إعادة إعمار غزة بعد الحرب ودعم عودة السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها إلى القطاع"، مشيرا إلى أن "الطلب الوحيد الذي وافق عليه نتنياهو هو عدم قيام إسرائيل بشن هجوم كبير ضد حزب الله في لبنان".

وقال ثلاثة مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن "الإدارة كانت تتطلع إلى ما هو أبعد من نتنياهو لمحاولة تحقيق أهدافها في المنطقة"، وذكر أحدهم أن نتنياهو "لن يبقى في منصبه إلى الأبد".

وأفاد أحدهم بأن "آمال بايدن في إعادة تشكيل الشرق الأوسط بعد الحرب، مرتبطة بإقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف".

وأكد مسؤول أمريكي لـ"تايمز أوف إسرائيل" صحة هذا التقرير، مشيرا إلى أن بلينكن رد بأنه لا يمكن إزالة حركة "حماس" من خلال الوسائل العسكرية وحدها وأن فشل القادة الإسرائيليين في الاعتراف بذلك سيؤدي إلى أن التاريخ يعيد نفسه.

وأفاد بأن "بن سلمان أكد لبلينكن أنه مستعد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل كجزء من إعادة بناء قطاع غزة بعد الحرب بين إسرائيل وحماس"، مبينا أنه "بالفعل يشترط هذا الاتفاق على الخطوات الإسرائيلية تجاه سيادة الفلسطينيين. لكن هذا الشرط لا يرقى إلى مستوى التوقعات بأن توافق إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية على الفور".

وقال مسؤولان أمريكيان لـ"تايمز أوف إسرائيل" إنه من حيث السياسة، فإن "الولايات المتحدة لم تكن تخطط بنشاط لمرحلة ما بعد نتنياهو وما زالت تسعى للعمل مع رئيس الوزراء الحالي، الذي لم يتحدث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ 20 يوما".

---------------------------------------------

 

هآرتس للمستوطنين: استعدّوا لحرب أهلية

 

تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الخميس، عن التظاهرات الحاشدة التي تخرج في شوارع "تل أبيب" في ظل الأوضاع الأمنية الحاصلة، قائلةً: "استعِدّوا لحربٍ أهلية".

وفي التفاصيل، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "تصوروا ما سيحدث عندما تخرج الحشود إلى الشوارع فيما في الخلفية حرب مشتعلة،  ستكون الشوارع قابلة للاشتعال ومتفجرة".

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه "سيتم تصوير المتظاهرين على أنهم خونة ويطعنون الأمة وجنودها في الظهر، وسيتم التعامل معهم وفقاً لذلك، خصوصاً أن الساحة مغمورة بالأسلحة الآلية والمسدسات، والتي تم توزيعها وفق إقطاع سياسي".

ووصفت "هآرتس" في تقرير لها حكومة نتنياهو بـ"الكابوس" الذي يحكم، قائلةً إنها قدمت الكثير من الوعود، "وفي نهاية السنة، النتائج أمامنا".

وأضافت أن "الحكومة الإسرائيلية الآن منهمكة بضمان حرب دائمة في غزة والحدود الشمالية وإشعال الضفة الغربية"، مضيفةً أن "بقاءها يعتمد على استمرار الحرب إلى الأبد".

وفي تقريرها، قالت الصحيفة إن "سنة 2024 ستكون سنة سيئة وقاتمة"، معددةً الأزمات بدءاً من القتلى والمراوحة في مستنقع غزة وحدود لبنان، وصولاً إلى التضحية بالأسرى الإسرائيليين".

وذكرت أيضاً الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الاحتلال، مؤكدةً أنها "ستؤدي إلى غليان وتجدد الاحتجاج"، وأضافت أن "نسخة ما من حرب أهلية على وشك الاندلاع"، قائلةً: "لقد تمزقت وزارة الخارجية إلى أشلاء في تناوب ثلاثي".

ووفقاً للصحيفة، "تبين هذا الأسبوع أن الشرطة عادت إلى العمل كميليشيا بن غفير، كما كانت قبل 7 تشرين أول/أكتوبر".

وفي الأيام الأخيرة، تظاهر عشرات آلاف المستوطنين الإسرائيليين في "تل أبيب"، في حركة احتجاجٍ ضخمة تمّت الدعوة إليها سابقاً، وستستمر يوماً كاملاً، مطالبين بإعادة الأسرى الإسرائيليين وإسقاط حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والإسراع في إجراء انتخاباتٍ جديدة.

يأتي ذلك في وقت ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "يواجه رد فعل سياسياً عنيفاً" بشأن استراتيجية ملف الأسرى الإسرائيليين، التي يتّبعها.

ولفتت إلى أنّ قادة المعارضة في الكيان، وبعض أعضاء "كابينت" الحرب، يدعون إلى إعادة التفكير في الحرب.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنّ الخلافات بين أعضاء مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي "بدأت تتسرّب إلى العلن، الأمر الذي يهدّد بتقويض الاستراتيجية العسكرية التي تنتهجها إسرئيل"،  في "مرحلة حاسمة" من الحرب.

وقبل أيام، سلّط الإعلام الإسرائيلي الضوء على الخلافات المتزايدة في "كابينت" الحرب في كيان الاحتلال منذ بداية العدوان على قطاع غزة في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وتحدّث موقع قناة "مكان" الإسرائيلية عن "تصدّع في الكابينت"، مشيراً إلى أنّ خلافات تطفو على السطح.

ونقل الموقع، عن عضو "الكنيست" الإسرائيلي من حزب "الليكود"، دان إيلوز، قوله إنّ "غانتس يبحث عن كل ذريعة لتفكيك حكومة الطوارئ"، في وقت تستمر المعارك البرية في قطاع غزة.

---------------------------------------------

نائبة أوروبية: بايدن جزار

 

وصفت النائبة في البرلمان الأوروبي، الإيرلندية كلير دالي، الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه "جزار"، مشددة على وجوب أن تصبح "إسرائيل" دولة منبوذة، فيما أكدت رفض إيرلندا الزج باسمها في الدفاع عن الاحتلال خلال محكمة العدل الدولية.

وقالت في جلسة للبرلمان في فرنسا، إنه "على الرغم من حصيلة القتلى الكارثية التي أوقعتها.. فإن إسرائيل تخسر على الأرض وفي محكمة الرأي العام".

وأضافت أنه "لا يمكن أن ينتهي هذا دون أن تصبح إسرائيل دولة منبوذة مع الاحتلال والفصل العنصري في الوقت الضائع"، مبينة أن "تل أبيب" تدرك ذلك "لذا فإنهم يفعلون كل ما في وسعهم بأعمال عدائية واسعة لإثارة صراع أوسع، مع لبنان وإيران ومع أي أحد لجر الولايات المتحدة لإنقاذهم من عواقب أفعالهم"، بحسب رأيها.

وخاطبت النائبة في حديثها الرئيس الأمريكي بالقول: "لذا، تذكر هذا أيها الجزار بايدن، أسلاف إيرلندا الذين تدعي أنك منهم يتبرأون منك، إياك أن تأتي على ذكر اسم بلادنا، ونفس الشيء ينطبق على فون دير لاين، وألمانيا الإبادية، بأقوالكم وأفعالكم الداعمة لإسرائيل في محكمة العدل الدولية ليس باسمنا".
وختمت حديثها بأن "شعوب أوروبا تقف إلى جانب فلسطين وجنوب أفريقيا".

---------------------------------------------

 

هرتسوغ: لا أحد في كامل قواه العقلية يفكر في عملية السلام الآن

 

 

بقلم: لازار بيرمان

 

في حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، إلى جانب صورة الرهينة الإسرائيلي كفير بيباس البالغ من العمر عامًا واحدًا، قال الرئيس يتسحاق هرتسوج يوم الخميس إن الإسرائيليين غير قادرين على التفكير في عملية سلام مع الفلسطينيين في الوقت الحالي.

وقال في مقابلة على المسرح الرئيسي للمنتدى الاقتصادي العالمي “إذا سألت إسرائيليا عاديا الآن عن حالته العقلية، فلن يكون هناك أحد بكامل قواه العقلية مستعد الآن للتفكير في ما سيكون حل اتفاقيات السلام، لأن الجميع يريد أن يعرف: هل يمكن أن يعدونا بالسلامة الحقيقية في المستقبل؟”

بعد الهجمات غير المسبوقة التي ارتكبها مسلحو حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، “يريد كل إسرائيلي أن يعرف أنه لن يتعرض لهجوم بنفس الطريقة من الشمال أو الجنوب أو الشرق”، قال هرتسوغ.

وقد أصبحت مسألة إدارة غزة بعد الانتصار الإسرائيلي المحتمل على حماس نقطة خلاف رئيسية بين اسرائيل وحلفائها. وورد في الأسبوع الماضي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض اقتراحا من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يقضي بتطبيع السعودية العلاقات مع إسرائيل مقابل موافقة القدس على وضع مسار نحو إقامة دولة فلسطينية.

وقال هرتسوغ: “لقد فقدت إسرائيل الثقة في عمليات السلام لأنها ترى أن جيرانها يمجدون الإرهاب”.

كما قال بلينكن في دافوس يوم الأربعاء إن إسرائيل لا يمكنها تحقيق “أمن حقيقي” دون وجود مسار إلى قيام دولة فلسطينية، وأصر على أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تساعد في توحيد الشرق الأوسط وعزل إيران، أكبر خصم لإسرائيل.

وأكد الرئيس أن “الحرب ليست فقط بين إسرائيل وحماس”.

وقال هرتسوغ: “على العالم أن يواجه الأمر بصراحة: هناك إمبراطورية شر تنطلق من إيران”، مضيفا أن مثل هذه الأنشطة “تقوض أي عملية سلام وأي استقرار في العالم”.

وأضاف أنه يجب اقتلاع حركة حماس من أجل “تمكين مستقبل أفضل للفلسطينيين، وهم جيراننا”. وأعلن أن إسرائيل تقاتل أيضًا من أجل العالم الحر بأكمله، وأن أوروبا والولايات المتحدة هما التاليان.

كما دعا هرتسوغ إلى تشكيل “تحالف قوي للغاية” لمواجهة إيران ووكلائها.

وفي الشهر الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن تحالف يضم 10 دول لمواجهة هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، مع انضمام بريطانيا وفرنسا والبحرين وإيطاليا وغيرها إلى “المبادرة الأمنية المتعددة الأطراف”.

واتهم هرتسوغ أيضا العالم بـ”عدم الاهتمام” بضحايا الهجمات الإسرائيليين في السنوات التي سبقت 7 أكتوبر.

وعندما سُئل عن اليوم التالي للحرب، قال هرتسوغ إنه يتصور “تحالفًا من الدول المستعدة للالتزام بإعادة بناء غزة” بطريقة تتيح سلامة الإسرائيليين والفلسطينيين، ومستقبلًا مختلفًا لغزة.

وقال إن التحالف سيتكون من “قوى غربية قوية وقوى إقليمية قوية” في حوار مع سكان غزة والسلطة الفلسطينية.

وقد أعرب نتنياهو مرارا عن معارضته لسيطرة السلطة الفلسطينية على غزة بعد الحرب، معلنا أن غزة يجب أن تكون منزوعة السلاح، وذكر أن إسرائيل تريد إنشاء منطقة عازلة لمنع تكرار هجوم 7 أكتوبر.

وقال سياسيان إقليميان لوكالة “رويترز” إن إسرائيل تفضل بدلا من ذلك سلطة متعددة الجنسيات تضم حلفاء عربا ومجلسا فلسطينيا وحكم تكنوقراط. لكن معظم الدول العربية غير راغبة في المشاركة. وقال مسؤولون عرب وأمريكيون لتايمز أوف إسرائيل مرارا وتكرارا خلال الشهرين الماضيين إن الدعم العربي لإعادة إعمار غزة ليس أمرا مفروغا منه، وأنه في أفضل الأحوال سيكون بمثابة بديل حتى تصبح السلطة الفلسطينية مستعدة لتولي المسؤولية والمضي قدما بحل الدولتين.

وقد صرحت الإمارات العربية المتحدة صراحة، على ما يبدو ردا على ادعاء نتنياهو بأن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ستمولان إعادة إعمار قطاع غزة، أنها بحاجة إلى “رؤية خطة واقعية لحل الدولتين، وخريطة طريق جادة، قبل الحديث عن اليوم التالي وإعادة إعمار البنية التحتية في غزة”.

وفي دافوس، كشف هرتسوغ أيضًا أنه التقى بمسؤولين من الصليب الأحمر في إسرائيل قبل يومين، “لمناقشة الوضع الطبي السيئ للرهائن، والخطر الواضح والقائم على رهائننا”.

وأضاف “نصلي أن تصل إليهم جميع الأدوية، لكن هذه هي البداية فقط”.

دخلت خمس شاحنات محملة بالأدوية إلى غزة الأربعاء، بعد خضوعها لفحوصات أمنية إسرائيلية، بحسب السلطات.

وتضمنت الشحنة الأدوية التي طال انتظارها للرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، والذين يعتمد الكثير منهم على الأدوية الطبية لعلاج حالات مزمنة، بالإضافة إلى الإمدادات الطبية والغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى للفلسطينيين في قطاع غزة الذي مزقته الحرب، كجزء من صفقة توسطت فيها قطر وفرنسا.

وقال مسؤول كبير في حماس إنه مقابل كل صندوق تم تقديمه للرهائن، تم إرسال 1000 صندوق من الأدوية للفلسطينيين.

وهناك حاجة ماسة للمساعدات الطبية المخصصة للرهائن منذ اختطافهم في 7 أكتوبر.

---------------------------------------------

 

تايمز أوف إسرائيل 18/1/2024

 

 

صحف عبرية.. فات الأوان لإنقاذ إسرائيل

 

كتبت صحف عبرية كثيرة عن مأزق الكيان الإسرائيلي الوجودي اليوم في ظل كل هذا الضغط العالمي، ويرى الكاتب آرثر غرين في تايمز أوف إسرائيل أن نفس القوة العقلية التي خلقت دولة إسرائيل قادرة على أن تبني “أمة ناجية”. فكيف يرى السبيل إلى ذلك؟

يردد معظم الإسرائيليين على مسامعنا سؤالا مفاده: هل فات الأوان لإنقاذ دولة إسرائيل من خصومها ومن نفسها؟ والجواب ليس واضحا. أسمع كثيرين يقولون بهدوء: ربما يكون الأمر كذلك.

إن هذا اليأس مدمر، وأعرف أنه بسبب الصدمة العميقة من هجمات 7 أوكتوبر. لكن الإسرائيليين غير مستعدين أيضا للإجابة عن سؤال مهم آخر وهو: ماذا يفترض بنا أن نعمل الآن؟ إذ أن أكثر ما يخيفهم هو قناعتهم بأن حماس ستبيدهم، وأنه لا سبيل للتفاوض مع جماعة مؤدلجة ومستعدة لخوض حرب لا نهائية. وبعضهم يردد عبارة نتنياهو الفظيعة “الحل الوحيد هو جز العشب”.

والمشكلة التي تخيف الإسرائيليين أيضا هو عدم وجود بلد أم يعودون إليه. فهناك جالية يهودية كبيرة في الشتات ولكن هذا ليس حلا. وكان هناك بعض التقارير التي تفيد بقيام إسرائيليين بشراء أراض في اليونان والبرتغال، ولكن بالمقابل هناك أعداد كبيرة من المغتربين عادوا إلى إسرائيل بعد الهجمات ليكونوا مع عائلاتهم. وهذا يدل على أن جذور الإسرائيليين مغروسة بقوة في إسرائيل، وهم غير مستعدين للذهاب إلى مكان آخر.

يرى الكاتب أن على إسرائيل أن تنظم أعظم مواردها؛ وهو رأسمالها البشري والفكري. إذا أن نفس القوة العقلية الني أنشأتها أول مرة قادرة على أن تساعدها على النجاة من هذه الأزمة. ويشمل هذا الرأسمال البشري: مواطنين يهود وعرب، ومتدينين وعلمانيين، وغربيين وشرقيين.

ويجب العمل على تحرير المفكرين والمبدعين من الاختناق الذي تديره مجموع سياسية من الفاسدين و”البلطجية”. كما يجب إجبار نتنياهو وعصابته من الوزراء على الخروج من السلطة، واستبدالهم بحكومة ائتلاف وسطي واسعة النطاق للوصول لحل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

إن هذا الحل الجذري يحتاج لدعم الولايات المتحدة والسعودية وحكومات دول الخليج والاتحاد الأوروبي. وسيتعين على هؤلاء التعهد بتحقيق اتفاقيات السلام المستقبلية والضمانات العسكرية وتقديم الدعم الاقتصادي لحكومة الائتلاف الجديدة على حل الصراع سياسيا. ويجب أن تتشكل هذه الحكومة من خلال استفتاء شعبي.

أما على الصعيد الفلسطيني، فيجب على كل من مصر والأردن أن يساعدوا في تشكيل فريق قيادة فلسطيني جديد بدلا من حماس. ويشمل هذا الفريق جيلا من الشباب المثقفين من داخل السلطة الفلسطينية، والمثقفين الفلسطينيين من الشتات، والفلسطينيين الإسرائيليين الراغبين في العمل كجسر.

ويجب على حكومات السلام أن تزرع بذور التعايش السلمي الذي يشمل عدم توسيع المستوطنات، واستعادة الأراضي المستولى عليها بشكل غير قانوني، وحل الجماعات المسلحة، وإعادة بناء غزة.

 

ويطالب الكاتب أخيرا برفع الحصار عن غزة، لا سيما ما يتعلق بالغذاء والماء والدواء. ويشدد على أن التعاليم تنص على إطعام الجياع بغض النظر عن هويتهم. ويقول: لا نريد أن ينظر إلينا كشعب يجوّع عدوه لإخضاعه. هذه ليست شيمنا.

------------------انتهت النشرة-----------------

أضف تعليق