05 آيار 2024 الساعة 13:08

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الجمعة 5/1/2024 العدد 901

2024-01-06 عدد القراءات : 91
 الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

 

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

 

هآرتس 5/1/2024

 

 

انتقال الجمهور الإسرائيلي إلى اليمين: ادعاءات تستدعي الحذر

 

 

بقلم: عومر يعير

 

يبدو أن هناك إجماعاً أعلى أن الرأي العام الإسرائيلي انتقل نحو اليمين الأيديولوجي في أعقاب الحرب. الرؤية السائدة هي أن الهجوم الإرهابي المجرم لحماس في 7 أكتوبر والحرب في أعقابه زادا عداء الكثير من الاسرائيليين للفلسطينيين، وأدى بكثيرين إلى "الاستيقاظ" وإعادة النظر في مواقفهم في ما يتعلق بالنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

في الحقيقة، حسب استطلاع أجرته القناة 12 في منتصف تشرين الثاني فإن 36 في المئة من الجمهور قالوا إنهم أصبحوا أكثر يمينية في أعقاب الحرب، مقابل 6 في المئة قالوا إنهم أصبحوا أكثر يسارية.

 

استطلاع آخر في  الشهر نفسه أظهر انخفاضا كبيرا في نسبة الإسرائيليين الذين يؤيدون المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، إضافة إلى انخفاض أقل في نسبة من يعتقدون أن المفاوضات ستؤدي إلى السلام.

 

استطلاعات أخرى أظهرت أنه ازدادت في أوساط الجمهور ميول مناهضة للديمقراطية وعدم التسامح مع انتقاد الدولة من قبل منظمات إسرائيلية ودولية.

 

مع ذلك، حتى الآن لا توجد دلائل واضحة على أنه يوجد في إسرائيل الآن عدد من اليمينيين الذين يعتبرون أيديولوجيتهم يمينية، أكبر مما كان عددهم قبل الحرب؛ لأنه في نهاية المطاف حتى لو ازداد العداء وعدم الثقة بالفلسطينيين وانخفض الإيمان بالمفاوضات مع السلطة فإن هذا لا يعتبر الدليل على أنه بالضرورة عدد أكبر من الإسرائيليين يعتبرون أنفسهم من اليمين.

 

عندما يعتبر المواطن نفسه يمينيا (أو يساريا أو وسطا) فان الأمر لا يتعلق فقط بالانتماء المتعلق بتفضيل سياسة معينة في ما يتعلق بالنزاع أو مواضيع اقتصادية أو ثقافية أو قانونية.

 

هذا الانتماء يشمل، إضافة إلى المركب الأيديولوجي، أيضا مركب الهوية الجماعية: الشعور بالانتماء لمجموعة وتأييد نضالها ضد مجموعات أخرى.

 

كثيرون يشعرون بالانتماء إلى مجموعة سياسية – أيديولوجية كهذه، وعلى الأغلب هذا الشعور يسبق الشعور بتأييد المواقف السياسية التي يناضلون من أجلها.

 

التغير في مشاعر الانتماء لدى المجموعات غير سائد، وعندما يحدث فإنه على الأغلب يكون بطيئا. ربما أيضاً من غير الواضح لكثيرين ما هو الحل السياسي للتهديد من القطاع وأي موقف أيديولوجي صحيح يجب تأييده.

 

وربما أيضاً هناك من يعتقدون بأن ائتلاف اليمين "الخالص" فشل في تعامله مع حماس ولم يمنع أحداث 7 أكتوبر، ما يصعب عليهم التماهي مع الأيديولوجيا اليمينية.

 

إزاء ذلك فحصوا، بمساعدة نتائج استطلاعات أجريت لصالح معهد الحرية والمسؤولية في الأشهر الثلاثة التي سبقت 7 أكتوبر وفي الأشهر الثلاثة بعد ذلك، إذا حدث أي تغيير في الطريقة التي يحدد فيها الإسرائيليون أنفسهم أيديولوجيا (الاستطلاعات أجريت عبر الإنترنت) لشركات مثل "بانل" و"جيوكريتوغرافيا".

 

بحساب المتوسط الحسابي للاستطلاعات الثلاثة التي أجريت في تموز وآب وأيلول 2023، على عينة من 3978 شخصا، فإن 43 في المئة من المستطلعين اعتبروا أيديولوجيتهم يمينية، و28 في المئة وسطا، و21 في المئة يسارا، و9 في المئة أجابوا "لا أعرف"، على سؤال "هل كل النتائج التي نشرت تتضمن اعتبارات حسب التصويت في انتخابات 2022".

 

في المقابل، الاستطلاعات التي جرت في تشرين الأول وتشرين الثاني وكانون الأول 2023، على عينة 6409 أشخاص، أجاب 45 في المئة من المستطلعين بأن أيديولوجيتهم يمينية، ارتفاع قليل بلغ 2.5 في المئة، مقارنة بالوضع قبل اندلاع الحرب.

 

نسبة الذين اعتبروا انفسهم وسطا أو يسارا انخفضت 2 في المئة بعد اندلاع الحرب، 26 في المئة و19 في المئة على التوالي. وكان ارتفاع صغير في نسبة الذين أجابوا بـ "لا أعرف" في القضية الأيديولوجية، 10 في المئة.

 

هكذا فإن التماهي الذاتي مع الوسط واليسار انخفض بشكل تراكمي 4 في المئة، في حين أن نسبة التماهي مع اليمين زادت 2 في المئة. هذا في الحقيقة تغير ما خلال بضعة أشهر، لكن لا يمكن تسمية ذلك انتقالا قويا نحو اليمين.

 

في أحد الاستطلاعات التي أجريت في شهر تشرين الثاني عدنا إلى 1200 مستطلع من الذين أجابوا في أحد الاستطلاعات في أيلول، ما مكن من الفحص بشكل أفضل إذا كانوا قد غيروا تصنيفهم الذاتي الأيديولوجي.

 

في أوساطهم 8.5 في المئة انتقلوا إلى اليمين (من الوسط لليمين، أو من اليسار للوسط أو لليمين)، 4.5 في المئة انتقلوا إلى اليسار (من اليمين للوسط أو إلى اليسار، أو من الوسط لليسار).

 

أي بشكل تراكمي هناك انتقال صغير نحو اليمين. في الاستطلاعات تم السؤال بشكل صريح عن التموضع الذاتي الأيديولوجي في المجال السياسي – الأمني، مع التوضيح بأن مواقف يمينية داعمة، مثلا استمرار الاحتفاظ بمناطق يهودا والسامرة، ومواقف يسارية داعمة، مثلا في قضية هذه المناطق. أيضاً في هذه الحالة تمت مشاهدة حركة انتقال صغيرة نحو اليمين، 11 في المئة تقريبا انتقلوا لليمين (من الوسط لليمين أو من اليسار للوسط أو لليمين)، مقابل 8 في المئة انتقلوا لليسار (من اليمين للوسط أو لليسار أو من الوسط لليسار).

 

أمام كل ذلك يبدو أنه منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر والحرب في أعقابه تعزز في أوساط الاسرائيليين العداء وعدم الثقة بالفلسطينيين، لكن لم يحدث أي تغير جوهري في الطريقة التي يحددون فيها أيديولوجيتهم.

 

المعنى هو أن الاسرائيليين لم ينتقلوا حقا نحو اليمين، على الأقل حتى الآن لم يفعلوا ذلك.

 

إضافة إلى ذلك ربما أن أي تغيير في التشخيص الذاتي سيحدث بعد انتهاء الحرب أو قبيل الانتخابات عندما سيتم عرض طرق سياسية مختلفة على الجمهور للتعامل مع التهديدات من قطاع غزة أو من جهات أخرى.

 

حتى ذلك الحين يبدو أنه من الأفضل الحذر من الادعاءات الحازمة حول انتقال الجمهور الإسرائيلي إلى اليمين.

 

--------------------------------------------

 

معاريف 5/1/2024

 

 

ثـلاثـة مـسـتـويـات لـ «مـعـالـجـة» غـزة

 

 

بقلم: النائب موشيه كنلي تورباز

 

قاتلت في قطاع غزة مرات عديدة. كقائد سرية وكقائد كتيبة. في السنوات التسع الأخيرة أعمل كضابط قسم العمليات في الاحتياط في فرقة غزة.

 

غداة فرحة التوراة في 11 صباحا كنت أجلس على كرسي ضابط غرفة العمليات في فرقة غزة التي لم تحتل في معسكر رعيم.

 

بعد أكثر من 80 يوما في الاحتياط أعتقد أن بوسعي، بما في ذلك في ضوء عضويتي في لجنة الخارجية والأمن أن أجمل ما توصلت إليه من فهم بكلمتين: "الوحل الغزي".

 

لا مصلحة لنا في الحكم في غزة. فنحن لا يمكننا أن نتخيل أن يختفي سكانها أو يهاجروا إلى أماكن أخرى. علينا أن نعالج غزة في ثلاثة مستويات مختلفة بل ومتضاربة – المناورة، التجريد وفك الارتباط، لكن ليس لنا ترف تجاهلهم وإلا غرقنا في الوحل.

 

يقوم الجيش الإسرائيلي بعمل ممتاز في داخل غزة ويصل إلى كل مكان يختار الوصول إليه. لكن، وهذه هي الحقيقة الحزينة، تكاد تكون كل القوة المناورة من الجيش الإسرائيلي تدخل إلى غزة ولا يزال القطاع لم يهزم.

 

حماس كمنظمة تواصل أداء مهامها. وحتى تصفية نحو 20 في المئة من القوة المقاتلة لا تمنع الباقين من الخروج والقتال في خلايا صغيرة وضرب جنود الجيش الإسرائيلي بل وإطلاق الصواريخ نحو الغلاف ومركز البلاد.

 

حماس تدير "اقتصاد ذخيرة" وتحافظ على قدراتها لمواصلة إطلاق النار نحو الغلاف الإسرائيلي في الأشهر القادمة.

 

ينبغي الاعتراف: نجحنا لكننا لم ننتصر. وصلنا إلى مخربين كثيرين لكننا لم نصف كل رؤوس الأفعى ولم نحرر معظم المخطوفين.

 

صحيح حتى اليوم أهداف الحرب لم تتحقق. كي نحققها سيتعين علينا أن نستثمر قوات كبيرة على مدى زمن طويل. الهدف ممكن لكنه سيتطلب ثمنا مضاعفا – بالمال وبالروح.

 

بعد المناورة في القطاع بل وفي أثنائها، نحن مطالبون بالعمل على تجريده من السلاح.

 

علينا أن نبقي لأنفسنا حرية عمل للوصول إلى كل مكان في غزة ينشأ منه تهديد، وهذا يعني السيطرة في محور فيلادلفيا وفي معبر رفح ومنع تعاظم ذي مغزى للقوة أكثر مما هو قائم الآن في القطاع.

 

هذا سيتطلب الوقوف عند رأينا في وجه المصريين وفي وجه العالم والقتال الضاري الذي هو الآخر سيجبي ثمنا.

 

وحده تجريد القطاع من السلاح ذي المغزى سيمنع تكرار أحداث 7 أكتوبر. بسيط وواضح.

 

وأخيراً فك الارتباط. ليس لنا مصلحة في حكم 2.2 مليون فلسطيني في غزة. طالما كانت حماس تحكم وأناس غزة يتطلعون للقضاء علينا بوحشية، فإن علينا أن نقبل ارتباطهم بمصر وبالعالم كله، باستثناء إسرائيل. فلا عمال في أراضينا بعد اليوم. ولا متجولون في بلداتنا وبناة لبيوتنا وجامعون للمعلومات قبل المذبحة التالية. فك ارتباط تام. لا مفر.

 

وبعد كل هذا يوجد لنا التزام بمحاولة خلق مستقبل أفضل لأناس غزة. علينا أن نقطع غزة عنا لكن أيضا أن ندفع باتجاه أن تجد معنى آخر لحياتها من إبادة إسرائيل.

 

إذا ما جلب هذا حكما آخر، كارها أقل، فهذا أفضل. وإذا لا، فليهتم الغزيون بأنفسهم. نحن سنتدبر أنفسنا دونهم.

 

--------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس 5/1/2024

 

 

مستوطنون بزي الجيش يحولون حياة الفلسطينيين في الضفة جحيماً.. والرد “قيد البحث”

 

 

بقلم: هاجر شيزاف

 

بعد أسبوع على مذبحة حماس في الغلاف، صعدت عائشة العزة (19 سنة) من الخليل إلى سطح بيتها. وقف أمامها شخص شخصت وجهه – أحد الجيران المستوطنين. ولكن في اليوم نفسه، ظهر عليه شيء آخر؛ كان يرتدي الزي العسكري ويحمل بندقة إم16. “بدأ يشتمني ووصفني بالكلبة، وذخّر سلاحه”، تذكرت. “رمى عليّ الحجارة عليّ أيضاً”. حسب قولها، استمر في رمي الحجارة حتى بعد نزولها عن السطح. قبل شهر تقريباً، أثناء عودتها إلى البيت من الحاجز، التقت مع مستوطن آخر يعيش قرب بيتها، كان الآخر يرتدي الزي العسكري. وطلب منها إظهار بطاقة الهوية، وبعد ذلك هاتفها. عندما رفضت إعطاءه الهاتف، هدد باعتقالها. “المستوطنون جنوداً أقسى بكثير من هؤلاء الجنود العاديين”، قالت. “الآن هم المسؤولون هنا”.

 

جيران العزة هم من بين المستوطنين الذين تجندوا للاحتياط عند اندلاع الحرب. بالإجمال، تم تجنيد 5500 من سكان المستوطنات لكتائب “هغمار” (الدفاع القطري)، من أجل الخدمة في المستوطنات وقرب القرى الفلسطينية. عقب تجنيدهم، توسعت صفوف “هغمار” بخمسة أضعاف، والآن يخدم فيها 7 آلاف شخص تقريباً، كما قال مصدر عسكري تحدث مع “هآرتس”، من بينهم أيضاً أعضاء في فرق الطوارئ داخل المستوطنات، الذين تم تجنيدهم من خلال الأمر 8. إضافة إلى التجنيد الواسع، وزع الجيش الإسرائيلي 7 آلاف قطعة سلاح تقريباً للكتائب وللمستوطنين الذين يستحقون ذلك.

 

وقال الجيش إن الحاجة إلى تجنيد واسع من أجل حماية المستوطنات ثارت عقب نقل القوات من الضفة إلى جبهة الجنوب والشمال. لا ينفون تجنيد المستوطنين بهذه السرعة، لكن في حالة واحدة على الأقل تم تجنيد وتسليح مستوطن، اعترف في السابق في إطار صفقة ادعاء بارتكاب جرائم اعتداء على فلسطينيين وعلى ناشط في اليسار. في حالة أخرى، تم إعطاء السلاح العسكري لمستوطن، اعترف في إطار صفقة ادعاء بسرقة ومهاجمة فلسطينيين. باستثنائهما، تم تجنيد مستوطنين يعرفهم الفلسطينيون ونشطاء يساريون من أحداث سابقة. منذ انضمام هؤلاء المستوطنين لصفوف الاحتياط في الضفة، بدأت تتراكم توثيقات وشهادات على تورطهم في أعمال العنف والتهديد وتخريب ممتلكات الفلسطينيين. في بعض الحالات، رد الجيش الإسرائيلي بفصلهم أو مصادرة سلاحهم، واكتفى أحياناً بتشديد الإجراءات.

 

“في السابق، كنا إذا شاهدنا مستوطناً تجند للخدمة في الجيش هنا، وكان يعيش قربنا، نحتج، فيبعدوهم”، قال عيسى عمر من الخليل، الذي قال للصحيفة إن الجنود اعتقلوه في اليوم الأول للحرب، وشخصهم كمستوطنين يعيشون قربه. وحسب قوله، كبلوه بشدة وعصبوا عينيه وضربوه وهددوه لعشر ساعات. “اعتقدت أنهم سيقتلونني، “كانت التجربة الأسوأ في حياتي. يمكنني التعامل مع الجنود حتى لو كانوا متعصبين، لكن المستوطنين الذين يرتدون الزي العسكري أمر غير محتمل”، قال.

 

 

لديك يوم لتهدم بيتك بنفسك

 

في الأيام العادية، كتائب “هغمار” في المستوطنات هي المسؤولة عما يسمى “مجال حماية المستوطنة”، وهو مفهوم غامض يتغير معناه فعلياً من مكان إلى آخر. ولكن منذ توسيع صفوفه، يبدو أن نشاط بعض هذه الكتائب بدأ ينزلق نحو العنف والإزعاج والتهديد للفلسطينيين سكان المنطقة. في 16 تشرين الأول مثلاً، دخل جنود من كتيبة هغمار ومستوطن معروف للسكان إلى قرية سوسيا برفقة جرافة بعد الظهر. شخص الفلسطينيون سائق الجرافة أنه مستوطن يعيش في بؤرة استيطانية مجاورة.

 

حسب شهاداتهم، هدم الجنود والمستوطن بيوتاً وبنى تحتية وحقولاً، وأغلقوا طرقاً تؤدي إلى القرية، وخلال ذلك منعوا السكان من الخروج من بيوتهم. وعندما خرج السكان اكتشفوا هدم ثلاث آبار للمياه، وتحطيم أنابيب مياه وبناية، وإغلاق مغارة وطرق تؤدي إلى القرية، واقتلاع أشجار زيتون وكروم عنب. المحامية قمر مشرقي، من جمعية “حقل”، توجهت في الوقت الحقيقي للإدارة المدنية لاستيضاح ما إذا كان تم إعطاء تعليمات لهدم بيوت في القرية. الجواب “لا”. بعد ذلك، اعترف الجيش الإسرائيلي بأن القوة تجاوزت المهمة التي أرسلت إليها. وأضاف بأن الحادثة قيد الفحص.

 

بعد أسبوعين، شهدت القرية حادثة أخرى. حسب شهادة أحمد جابر، الذي يعيش هناك، اقتحم الجنود بيته ليل 28 تشرين الأول، وكان بينهم ملثمون. أيقظوه هو وأبناء عائلته، وأرعبوا بناته، في جيل 7 و8 سنوات. وقال إنهم أخرجوه من البيت وضربوه. “أخبرني: أمامك 24 ساعة لتهدم بيتك بنفسك. وإذا عدتُ ورأيت البيت على حاله، فسأطلق النار عليك”، قال جابر للصحيفة.

 

قال جابر إن الجنود جاؤوا في سيارات مدنية بلون أبيض. وأصيب برأسه وظهره في هذا الاقتحام، كما قال، لكنه لم يذهب إلى المستشفى؛ لأن الطرق كانت مغلقة. وفي الرد على سؤال للصحيفة، أجاب المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي بأنه لا علم له بالتفاصيل. لذلك، هو لا يعرف أي قوة عسكرية كانت مشاركة في هذه الأعمال، أو إذا كان الأمر متعلقاً بكتائب “هغمار” أو بمدنيين تقمصوا دور الجنود أو جنود عاديين.

 

في نهاية المطاف، لم يهرب جابر، لأنه عقب الحادثة، بدأ نشطاء ينامون عنده في البيت، بهذا المعنى هو محظوظ. حسب معطيات “بتسيلم”، هرب سكان 16 قرية في مناطق “ج” منذ بداية الحرب، من جراء أعمال العنف والتهديد التي يمارسها المستوطنون والجنود. ورغم أن تدخل الجنود في نشاطات من هذا النوع يعتبر استثنائياً بشكل خاص، فإن بعض الحالات تم ذكرها في الالتماس الذي قدمته المحامية مشرقي للمحكمة العليا في تشرين الثاني، وطلبت فيه من الجيش حماية التجمعات الفلسطينية. كانت الاعتداءات في جنوب جبل الخليل، وضمن ذلك في قرية وادي جحيش وشعب البطم وتعلاه. أشير في الالتماس أيضاً، أن الفلسطينيين شخصوا الجنود كمستوطنين من المنطقة في بعض الحالات.

 

وجاء من الجيش الإسرائيلي أنه “منذ بداية الحرب، تم فتح تحقيقين في الشرطة العسكرية حول الاشتباه بارتكاب جريمة جنائية من قبل جنود كتيبة هغمار في مناطق قيادة المنطقة الوسطى”. وقال الجيش إنه بخصوص عملية تجنيد جنود هغمار، فقد جرت عملية “فحص سريع بقدر الإمكان بخصوص كل حالة، واتخذت قرارات التجنيد وفقاً للظروف الخاصة. وفي حالة وجود معلومات أخرى لم تكن في يد الجهة المقررة في وقت التجنيد، فستتم إعادة فحص الأمر، وستتخذ القرارات حسب ذلك”. وجاء أيضاً بأن “قائد لواء يهودا هو ضابط له قيم ومهني، وثمة حالات استثنائية في يهودا والسامرة وفي لواء يهودا بشكل خاص، يجري فحصها بشكل جذري وفوري ويتم علاجها حسب الظروف”.

 

--------------------------------------------

 

 

“كمين” لقائد جيش الاحتلال الإسرائيلي في اجتماع مجلس الحرب تزامناً مع الكشف عن 12 ألف جندي معاق

 

 

 

الناصرة- “القدس العربي”: جاء انهيار اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، ليلة أمس، بعدما هاجم عددٌ من الوزراء المتشددين قائد جيش الاحتلال هرتسي هليفي، بعدما كشف عن تعيينه الجنرال في الاحتياط شاؤول موفاز رئيساً للجنة فحص ما جرى في السابع من أكتوبر وما بعده، رغم أنه كان قد سبق وأيّد عملية فك الارتباط عن غزة، عام 2005، وهذه، بنظرهم، بداية الفشل الإستراتيجي الكبير المتمثل في “طوفان الأقصى” ومفاعيلها العميقة والخطيرة.

 

وكان من المفترض أن يبحث الاجتماع المتفجّر، في الليلة الفائتة، سؤال “اليوم التالي” للحرب، بعدما كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعارض التداول به، رغم ضغوط الجيش والرأي العام والضغوط الأمريكية. بل كان من المفترض أن يتباحث مجلس الحرب في “سؤال اليوم التالي”، قبل أيام، لكن الوزيرين المتطرفين الغيبيّين باتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير هدّدا نتنياهو بتفكيك الائتلاف الحاكم، إذا ما تباحث مجلس الحرب بسؤال “اليوم التالي”، زاعمين أن هذه سؤالٌ سياسي ينبغي التباحث به في المجلس الوزاري السياسي- الأمني وفي الحكومة، وليس في مجلس الحرب، وهذا ما حصل، حيث سارع نتنياهو للتراجع ونقل الموضوع لاجتماع الليلة الفائتة، والذي تحوّل لـ “كمين” و”حمام ساخن” لقائد الجيش، وفيه تعرّض لهجوم من أربعة وزراء على الأقل، فيما كان نتنياهو يصمت و”يتفرّج” مستفيداً من هذا الموقف الذي يصبّ الماء على طاحونته، فهو الآخر كوزرائه يتهم المستوى العسكري بالفشل الاستخباراتي الذريع، في السابع من أكتوبر، ولكن ليس فحسب، فهناك حسابات واعتبارات مشتركة له ولهم خلف هذا الهجوم وخلف الاستنكاف عن البحث الحقيقي الجاد لسؤال “اليوم التالي”.

 

 شنّ سموتريتش وأعضاء حزبه هجمة على المستوى العسكري بدعوى أنه يواصل الغرق في ذات العقيدة الإستراتيجية التي أفضت للسابع من أكتوبر

 

طبقاً للتسريبات الإسرائيلية الصحفية، كان من المفترض أن يتم اجتماع هام، يأتي بعد 90 يوماً من الحرب على غزة، وفيه يتم اتخاذ قرار بهوية الجهة التي ستدير القطاع بناء على فرضية إسرائيل أنها ستنتصر في هذه الحرب الفاشلة حتى الآن.

 

وتقول هذه التسريبات إن وزير الأمن يواف غالانت قد طرح خطة المؤسسة الأمنية لمواصلة السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، وسط محاولة تهيئة جهات محلية لإدارة الشؤون المدنية. في هذه اللحظة شنّ سموتريتش وأعضاء حزبه هجمة على المستوى العسكري بدعوى أنه يواصل الغرق في ذات العقيدة الإستراتيجية التي أفضت للسابع من أكتوبر. ثم طالب سموتريتش وزمرته بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة واستعادة المستوطنات فيه، وانضم الوزيران من الليكود ميري ريغف ودافيد امسالم اللذان صعّدا الهجمة على قائد الجيش بعدما تبيّن أنه شكّلَ طاقماً للفحص برئاسة موفاز، وانضمّ لهم الوزير بن غفير ووجّه اتهامات قاسية للجيش بالفشل اتسمت بطابع الهجوم الشخصي.

 

في المقابل، وفيما واصلَ نتنياهو الصمت والمشاهدة، تصدّى الوزراء غانتس وبيطون وطروبر دفاعاً عن جيش الاحتلال وقائده هليفي. وفي لحظة معينة تدخّل نتنياهو، وقال إن الجلسة في هذا الموضوع انتهت، وسنكمل لاحقاً، وبذلك انهار الاجتماع، ولكن ليس فقط على خلفية اختلافات حول موضوع النقاش “اليوم التالي”.

 

 ومن غير المستبعد أن يكون نتنياهو شريكاً في ترتيب هذا الكمين مسبقاً من أجل خدمة عدة مآرب: مواصلة وَصْم المؤسسة الأمنية وتلطيخها بتحميلها مسؤولية الفشل حصرياً في إطار دحرجة المسؤولية نحوها، وتخليص المستوى السياسي بقيادته منها، وتفجير الاجتماع قبل أن يبدأ بالتداول الفعلي بسؤال “اليوم التالي”، الذي تعرضه هذه الحكومة الرافضة لعودة السلطة الفلسطينية وتخشى من عودة فكرة الدولتين مجدداً بعدما ظنوا أنها ماتت.

 

أكثر من ذلك، فبعض الوزراء المستوطنين المتشدّدين، ومنهم بن غفير المدان بالإرهاب في محكمة إسرائيلية، يصعّدون الضغوط على نتنياهو للسعي لتطبيق فكرة التهجير بموازاة التدمير، علاوة على بناء مستوطنات داخل القطاع مجدداً، وبالنسبة لهم؛ فإن كل شيء أقل من ذلك سيعتبر هزيمة لإسرائيل. ومن جهة أخرى، فإن التداول في “اليوم التالي” سيؤدي لزعزعة أسس الائتلاف الحاكم، وهذا بالنسبة لنتنياهو مفترق طريق بين المصلحة الشخصية بالإبقاء على التحالف مع المتشددين الغيبيّين كي يبقى في الحكم وبين مصالح إسرائيل العليا.

 

مثل هذه الفضيحة من شأنها أن تلحق ضرراً إضافياً بصورة ومكانة الحكومة بعيون الإسرائيليين، في ظل حرب مكلفة لا تحقق أهدافها العالية، مثلما أن ذلك سيدفع غانتس وأعضاء حزبه للبحث عن فرصة لمغادرة الحكومة التي انضموا لها بسبب الحرب ولفترة مؤقتة.

 

 من غير المستبعد أن يكون نتنياهو شريكاً في ترتيب الكمين لهاليفي لوَصْم المؤسسة الأمنية وتلطيخها بتحميلها مسؤولية الفشل حصرياً

 

وستزداد الضغوط على غانتس وايزنكوت لمغادرة هذا الائتلاف مع استمرار الحرب دون طائل، وازدياد عدد القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال، ودون تحديد أهداف لاستمراريتها، وحبل صبر هؤلاء بات قصيراً جداً، خاصة في ضوء استمرار المساعي المفضوحة لنتنياهو من أجل البقاء، وفي ظل الكشف عن الخسائر الحقيقة، وسيأذن خروجهم من الحكومة ببدء الحرب الداخلية مجدداً في الشوارع، ما يفتح سيناريو الإطاحة بنتنياهو، أو الذهاب لانتخابات عامة جديدة.

 

 

12500 معاق

 

وفي هذا المضمار، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الجمعة، عن أعداد مدهشة للجرحى في الجانب الإسرائيلي، منوهة أنه حسب وزارة الأمن تم حتى الآن، ومنذ الحرب على غزة، تقديم نحو 20 ألف طلب لقسم التأهيل الجسماني والنفسي، مرجحة أن يعلن، خلال العام الجاري، عن 12500 جندي إسرائيلي معاق، معظمهم معاقون جسمانياً جراء إصابات في الحرب، بما ينسجم تماماً مع تقارير المقاومة الفلسطينية يومياً.

 

وحسب هذا التحقيق العبري، فإن عدد الجرحى في هذه الحرب يعني حدثاً قومياً بمقاييس تاريخية تتطلب إعادة انتشار خاصة للجيش.

 

وتنقل الصحيفة عن جهات في وزارة الأمن خشيتها من احتمال انهيار قسم تأهيل المصابين العسكريين، ويأتي مثل هذه الكشف تزامناً مع الكمين ضد هليفي، وشجارات الحكومة الإسرائيلية ليزيد من حالة الضغط الداخلي وتصاعد النقاش حول الحرب جدواها ونهايتها و”اليوم التالي”، علاوة على ارتفاع أصوات تطالب بإسقاطها، كما جاء في تصريح رئيس المعارضة يائير لبيد، الذي قال إن هذه الحكومة فاشلة وفاسدة، ولا تستحق تضحيات الجنود.

 

ومن المرجح أن تتفاعل الخلافات الداخلية أكثر، في ظل حالة إحباط تلازم قادة الائتلاف، نتيجة انهيار “خطة الإصلاحات القضائية”، بعدما ألغت المحكمة العليا قانونين جوهريين بادرَ لهما هذا الائتلاف، رغم كونهما إشكاليين، ونتيجة تراكم الرواسب الشخصية، بعد مسيرة تشظ وخلافات سياسية واجتماعية وشخصية أيضاً ترافقها مخاوف من احتمال سقوط الحكومة بعدما تنتهي الحرب التي تبدو مكلفة وموجعة للجانب الإسرائيلي أيضاً، كما هي في الجانب الفلسطيني، وهذه القيادة الإسرائيلية تدرك أنها على موعد مع حساب داخلي عسير.

 

سيأذن خروج غانتس وايزنكوت من الحكومة ببدء الحرب الداخلية مجدداً في الشوارع، ما يفتح سيناريو الإطاحة بنتنياهو، أو الذهاب لانتخابات عامة جديدة

 

 

إسرائيل عاجزة عن الانتصار على أصغر أعدائها

 

 ويعبّر عدد من المراقبين الإسرائيليين عن مخاوفهم من حسابات غير موضوعية للمستوى السياسي، ومن استمرار التورّط في رمال غزة نحو حرب استنزاف. في مقال بعنوان: “هناك مكاسب ولا توجد حلول، من الصعب الدخول ومن الأصعب الخروج”، يقول المعلق السياسي البارز ناحوم بارنياع، اليوم، إن “هناك ثلاثة طرق لوصف تقدّم الجيش داخل القطاع: تطهير، انتقام، أو احتلال”. بارنياع، الذي حذّر، منذ اليوم الأول، من عدم وجود أهداف واقعية، ولا صورة انتصار في هذه الحرب، يتابع: “الجيش متمسك بالنيّة الأولى: تطهير “جيوب المخربين”– مهمة عسكرية خالصة- لكن العالم مقتنع بأن الحديث يجري عن تطهير عرقي. التجربة التاريخية تحذّر من الإمكانية الثالثة: احتلال”.

 

ويخلص بارنياع للقول: “يوم الإثنين الفائت، وصلت الطائرة الأمريكية الـ 150المحمّلة بالسلاح والذخائر، ضمن قطار جوي، بفضل دعم بايدن السخي. هذا دعم غير مسبوق، لكنه يكشف أن إسرائيل غير قادرة وحدها أن تنتصر حتى على أصغر أعدائها”.

 

 ويكشف المحلل العسكري في موقع “واينت” رون بن يشاي عن مطالبة قادة الجيش للحكومة بـ “اتخاذ  قرارات توضح الهدف النهائي للحرب، وإلا ستدخل القوات الغازية في حالة خطيرة من المراوحة في المكان”.

 

 

جائحة الغباء

 

ويتفق معه المحلل العسكري في “هآرتس” عاموس هارئيل، الذي يواصل التحذير، اليوم أيضاً، من عدم تحديد الأهداف لبقية الحرب. كما يحذر من حرب في الشمال أيضاً: “دون الإعلان رسمياً، الجيش ينتقل لمرحلة ثالثة من الحرب على غزة، والأنظار تتّجه للشمال. إن وعود إسرائيل، وتوقّعات سكان الشمال بتغيير مطلق للمعادلة مع “حزب الله” من الممكن أن تدفع الدولة لخطوة عسكرية”.

 

من جانبه، يقول محلل الشؤون السياسية والدولية في القناة 12 العبرية، نداف أيال إن “تصفية” العاروري رسالة لـ “حزب الله”. محذراً من نشوب حرب في الشمال: “التهديد الأكبر على إسرائيل هو تفشي جائحة الغباء. إذا قاد السنوار لحرب إقليمية، فهذا انتصار له، ولذا فإن تسويةً داخل القطاع أفضل بكثير من حرب مع حزب الله”.

 

--------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

إسرائيل اليوم 5/1/2024

 

 

في جلسة الحكومة: “لا”.. اللواء “الوقح” يرد على الوزيرة “أكان سبب رفض الطيارين قصف غزة ضميرهم”؟

 

 

 

بقلم: يوسي بيلين

 

مر 90 يوماً على نشوب الحرب التي فرضت علينا، ويمكن النظر إلى الوراء والتمييز بين المرغوب والممكن. فالأهداف التي وضعها رئيس الوزراء في نهاية الحرب كانت الإجهاز على حماس وتدمير قدراتها العسكرية، وإزالة تهديد الإرهاب من القطاع على إسرائيل، إلى جانب حل مسألة المخطوفين. في هذه الأثناء، تبين أن حماس استعدت جيداً لرد فعلنا المرتقب، وأن الإجهاز عليها (الذي يصعب قياسه كمياً) سيستوجب من جيشنا الممتاز والمهني عملاً طويلاً لأشهر وتضحية كبيرة جداً بحياة الشبان. يمكن التأكد من إزالة التهديد العسكري بعد وقت طويل جداً من نهاية الحرب، بينما كل يوم يمر يفاقم وضع المخطوفين ويقلل فرصهم للعودة على قيد الحياة.

 

 حان الوقت لتغيير سلم الأولويات، فقولنا إن العمل العسكري هو وحده ما يقرب إعادة المخطوفين بدا شعاراً أكثر مما هو حقيقة عسكرية، لذا وجب التركيز على مهمتين: إعادة المخطوفين الذين لم تتمكن الدولة من حمايتهم في 7 أكتوبر، وخلق بديل لحماس في الحكم على غزة.

 

 الوضع الحالي سائب: أهداف الحرب غامضة، والبحث الحقيقي في ما سيحصل في غزة في اليوم التالي لتحقيق الأهداف متعذر، خصوصاً حين يجلس في غرفة الاجتماعات يمينيون مسيحانيون وذليلون. بخلاف العقل السليم، ينجحون بين كل هذا الضجيج في التأثير على الحكومة ويمنعوها من اتخاذ قرارات حيوية.

 

 دون معرفة ما الذي يفترض به – حسب خطة الحكومة – أن يحصل في قطاع غزة بعد انتهاء المعارك، فلن توافق أي جهة دولية على أن تطأ أقدامها أرض القطاع دون أفق سياسي، وسنجد أنفسنا نتحمل عبء تمويل كل ما ينقصه، وندير كل منظوماته.

 

 نتنياهو ليس رضيعاً أسرته كل من ستروك وبن غفير وسموتريتش و”فتيان التلال” الآخرين، بل هو الذي شق طريقه إلى الكنيست ثم إلى الحكومة، وهو من تلقى عليه مهمة إبعادهم عن طاولة أصحاب القرار وقيادة سلسلة قرارات عقلانية قبل أن يودع كرسيه.

 

 

اللواء الوقح

 

 شارك اللواء اليعيزر طوليدانو في جلسة الحكومة هذا الأسبوع، ووجهت إليه الوزيرة أوريت ستروك سؤالاً تسعى لاستيضاح تفصيل ما من الحقائق: هل صحيح أن هناك طيارين يرفضون قصف القطاع لأسباب ضميرية ولا يقدمون إسناداً للجنود في الميدان؟ كل شخص من الحاضرة اليهودية توقع من اللواء أن يذكر للوزيرة كم طياراً كهذا يتجرأ على قيادة الطائرة، وما هي العقوبات التي فرضت عليهم؟ الوزير يوآف كيش، طيار سلاح الجو المتقاعد، هرع لسماع استجوابها وقضى بأنه سؤال هاذٍ. فسانده اللواء واكتفى بجملتين قصيرتين: “جوابي المختصر هو “لا”. برأيي، هذا سؤال رهيب”. حظ عظيم أن كان نتنياهو في الغرفة ودافع بتفان عن ستروك. وتوجه إلى اللواء الوقح، وقال: “ليس مناسباً أن تقول للوزيرة ما هو رأيك بسؤالها”. وكي يظهر قدوة، لم يجد من الصواب أن يتناول سؤال ستروك. يا للعار.

 

---------------------------------------------

 

هآرتس 5/1/2024

 

 

بدخولها “المرحلة الثالثة” في غزة.. إسرائيل لـ”حزب الله”: إما الحرب أو عودة آمنة لمواطنينا

 

 

بقلم: عاموس هرئيل

 

يحتل الواقع الاستراتيجي على الحدود مع لبنان مكاناً رائداً في اعتبارات الحكومة وجهاز الأمن حتى بدون صلة بتصفية العاروري بعملية اغتيال في بيروت. في قطاع غزة، دون الإعلان عن ذلك، بدأ الجيش الإسرائيلي فعلياً بالانتقال إلى المرحلة الثالثة من القتال، التي تشمل تقليصاً تدريجياً في حجم القوات، والتركيز على الساحات النشطة. أما في لبنان فالظروف معقدة بدرجة لا تقل عن ذلك، وقد تتفاقم؛ لا لأن حزب الله وحماس سيبحثان عن ثأر لموت العاروري، بل لأن إسرائيل تجد نفسها في وضع معقد قد يدفعها إلى عملية عسكرية أوسع إذا لم تنضج الجهود السياسية.

 

 عاموس هوكشتاين، مبعوث الرئيس الأمريكي، وصل أمس إلى البلاد في محاولة للدفع قدماً باتفاق سياسي لإنهاء القتال في الشمال. وسيصل وزير الخارجية الأمريكي إلى هنا بداية الأسبوع القادم. مصدر الفخ الموجود في الشمال يكمن في المرحلة الأولى من الحرب التي وقعت غداة هجوم حماس الإرهابي على غلاف غزة. بعد أن بدأ حزب الله بإطلاق الصواريخ والقذائف المضادة للدروع، قررت إسرائيل إخلاء السكان من المستوطنات الموجودة على بعد مسافة 3.5 كم عن الحدود.

 

 دخل جنود الجيش الإسرائيلي إلى المستوطنات بدلاً من السكان، ومنذ ذلك الحين وحزب الله يطلق النار عليهم يومياً متسبباً بعدد قتلى لا بأس به (15 حتى الآن). توجيهات قيادة الجبهة الداخلية بشأن الإخلاء تضمنت أيضاً “كريات شمونة، غادر البيوت هناك أكثر من 60 ألف شخص، جزء منهم من مستوطنات أكثر بعداً وبدون توجيهات من الدولة. المغادرون لا يعزيهم أن عدد اللاجئين الذين غادروا قرى الجنوب في لبنان أكبر من ذلك. المواطنون في شمال البلاد يتوقعون تحسناً أمنياً، ويطلبون من الحكومة العمل بسرعة من أجل تغييره.

 

 الذي يعيش قرب الحدود مع لبنان في مستوطنة لها بوابة صفراء، “مرغليوت” مثلا،ً يدور الحديث عن بيوت تبعد مئات الأمتار عن الجدار، يشعر وكأن المذبحة في الغلاف وقعت بيته، رغم أنه لم يشاهدها إلى على التلفاز فقط. لا يكتفي السكان بوعود الجيش الإسرائيلي حول إخلاء مقاتلي “قوة الرضوان” التابعة لحزب الله من منطقة الجدار (الهدف الذي تحقق في السابق في جزء من القطاعات)، بل يريدون معرفة أن كل المنظمة أُبعدت إلى شمال نهر الليطاني، حوالي 8 – 10 كم عن الحدود.

 

 تعهدت الحكومة والجيش في مرحلة سابقة بالعمل على تغيير الوضع. وربما قيدوا أنفسهم بذلك دون مناص بعملية عسكرية. تبادل إطلاق النار في الإطار الحالي قد يستمر بضعة أشهر، سيتم فيها بذل جهود أمريكية – فرنسية تهدف إلى التوصل إلى اتفاق سياسي. ولكن احتمالية نجاح ذلك ضعيفة، لذلك فإن هناك إمكانية بأن إسرائيل ستستعد أيضاً لعملية عسكرية بعد استئناف الاتصالات الدبلوماسية. هذا حتى قبل أن نذكر إمكانية أن رداً شديداً من حزب الله على قتل العاروري سيضع الطرفين على مسار سوء الحساب، وسيأتي عقب ذلك تصعيد حقيقي. هل هناك إمكانية لإعادة المدنيين إلى الحدود مع لبنان حتى قبل التوصل إلى اتفاق؟ يأمل الجيش أن إبقاء قوات كبيرة للحماية إلى جانب تحسين خط الدفاع والقليل من الوعظ الصهيوني، سيقنع الكثير من السكان بالعودة. من غير المؤكد أن يتم ذلك في صناديق الاقتراع.

 

 القرارات حول إخلاء السكان اتخذت تحت ضغط كبير، في الوقت الذي كان فيه جرح المذبحة في الجنوب مفتوحاً ونازفاً. بأثر رجعي، يمكن التساؤل إذا لم تكن هذه الخطوة جارفة جداً. سيكون هناك من يقولون إن حزب الله كان سيقلل الإطلاق على المستوطنات لو بقيت مأهولة بالمدنيين. الإخلاء الكبير والواقع الذي نشأ عقب ذلك هو جزء من المفاجأة بالصورة التي تتطور فيها الحرب؛ من صدمة هجوم حماس المفاجئ وحتى حقيقة أن القتال يجري منذ 90 يوماً بدون أي إشارة على انتهائه قريباً.

 

 تطرح أيضاً قضايا مبدئية وتاريخية: تفاخرت إسرائيل دائماً بأن المحراث هو الذي يحدد خط الحدود والأرض ستتم فلاحتها حتى التلم الأخير. أما الآن، تحت تأثير المذبحة في الغلاف والإطلاق في الشمال، فقد أخلت قطاعين مأهولين على حدودها أمام غزة ولبنان، ولم تترك سوى قوات عسكرية. للمرة الأولى في “كيبوتسات” على طول الحدود في الجنوب وفي الشمال، لا يعتبر العمل الزراعي قرب الجدار موضوعاً مفهوماً بحد ذاته.

 

 التحفظ الجماهيري في لبنان من حرب مع إسرائيل واضح وصارخ. وبعد اغتيال العاروري حذرت الحكومة اللبنانية من أن يجر حزب الله الدولة إلى حدث تاريخي سيجلب معه الدمار. أعضاء في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، منهم مات لفيت وحنين غدار، قالوا أول أمس في المقال الذي نشره موقع المعهد: “الحقيقة أن حزب الله غير مستعد لحرب واسعة مع إسرائيل”. وحسب هذه الأقوال، فإن معظم قواته تتكون من مقاتلين شباب نسبياً وليست لديهم تجربة من معارك سابقة ضد الجيش الإسرائيلي. تم تقليص ميزانية الحزب بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، وبسبب الأموال التي أنفقها على مشاركته إلى جانب نظام الأسد بأمر من إيران في الحرب الأهلية في سوريا.

 

 وأضاف لفيت وغدار، بأن حزب الله لم ينجح في العثور على بديل مناسب لرئيس أركان الحزب عماد مغنية، الذي قتل في عملية إسرائيلية – أمريكية في دمشق في 2008. وهما يقدران أنه في حين أن حزب الله يعد نفسه للحرب، فإنه يفضل كسب الوقت ويأمل في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي على أساس قرار مجلس الأمن 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية في 2006.

 

 وقدر الجيش الإسرائيلي أمس بحدوث رد قريب على تصفية العاروري، وأن حزب الله وحماس سيفضلان رداً محدوداً من الشمال، الذي سيبقى تحت مستوى الحرب الإقليمية، لا سيما بعد 7 أكتوبر (هذه تقديرات يجب التعامل معها بالحذر المطلوب). يتوقع أن يلقي رئيس حزب الله، حسن نصر الله، خطاباً ثانياً له خلال ثلاثة أيام. في خطابه الأول، كرس دقيقة تقريباً للعاروري المتوفى. إلى جانب وعد بالثأر، أرسل نصر الله تحذيراً مشروطاً: إذا شنت إسرائيل حرباً شاملة فسيزيل حزب الله كل الكوابح. إذن، لم يهدد بهجوم وشامل يبادر هو إليه.

 

 

رسالة إلى إيران

 

 دفن العاروري أمس في بيروت، غداة الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في عملية اغتيال أمريكية قرب بغداد. كان شخصية رفيعة في حماس وأساسية في العلاقة بين حماس وإيران، وجزءاً من المحور الراديكالي الذي بناه سليماني في أرجاء العالم. العاروري نفسه تحدث في بداية السنة الماضية عن “وحدة الساحات”: وهو نضال مشترك لحماس وحزب الله وإيران والمليشيات الشيعية ضد إسرائيل. لم يكن النضال، في نهاية المطاف، مشتركاً: رئيس حماس في القطاع، يحيى السنوار، شن الهجوم دون إبلاغ أعضاء المحور الآخرين.

 

 تدير إيران استراتيجية واضحة جداً منذ بداية الحرب في غزة. هي تعطي الدعم المحدود لحماس، بواسطة وكلائها الآخرين في المنطقة، وتحذر من الدخول مباشرة بنفسها إلى خط المواجهة الأول. ولكن سيطرتها على الوضع غير كاملة. الحوثيون في اليمن خلقوا أزمة دولية عندما بدأوا بسلسلة هجمات لا تميز في البحر الأحمر، وتقريباً أغلقوا مضائق باب المندب وقناة السويس أمام الحركة. إذا عولت طهران على انسحاب أمريكي تدريجي من المنطقة، فإن العكس هو ما حدث منذ الحرب. فالولايات المتحدة زادت حضورها العسكري في الشرق الأوسط، وتقدم الدعم الحقيقي لإسرائيل.

 

 إيران ووكلاؤها في المنطقة يدفعون الثمن أيضاً. أول أمس، حدثت عملية انتحارية لـ”داعش” في احتفال الذكرى السنوية لسليماني في إيران. قتل فيها أكثر من 80 مشاركاً. أمس، اغتالت الولايات المتحدة، بخطوة استثنائية، أحد كبار قادة المليشيات الشيعية في العراق. وكان رداً أمريكياً على عشرات هجمات الصواريخ ضد قواعد الجيش الأمريكي في العراق وسوريا منذ بدء الحرب في غزة، في حين أن إسرائيل اتهمت خلال أسبوع بعمليتي اغتيال، العاروري، وجنرال إيراني هو رضي موسوي، الذي قتل بهجوم على دمشق.

 

 “نيويورك تايمز” نشرت أمس أن الزعيم الروحي الإيراني علي خامنئي، أمر رؤساء قوات الأمن بإظهار “صبر استراتيجي” وتجنب مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة. اغتيال العاروري في وسط الضاحية الجنوبية ظهر كرسالة لحزب الله وإيران: إسرائيل مستعدة للمخاطرة بتصعيد آخر في الشمال، في الوقت الذي تحارب فيه حماس بكل الوسائل.

 

 

انسحاب زاحف

 

 النقاش الطويل في إسرائيل حول الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب في القطاع خلق صعوبات أمام رئيس الحكومة نتنياهو. كانت الإدارة الأمريكية تأمل القيام بتقليص الهجوم الإسرائيلي، خصوصاً بشأن المس بالمدنيين الفلسطينيين، لكن لنتنياهو دوافع أخرى. فمن جهة، خشي من شرخ مع الجناح اليميني المتطرف في حكومته، ومن جهة أخرى رأى أن خفض حجم القتال في القطاع سيعطي حماس إشارات بأن الضغط العسكري على قيادتها سيضعف، لذلك فإن كل ما عليها فعله هو الصمود قليلاً من أجل البقاء وتجاوز هذه الحرب أيضاً.

 

 أيدت هيئة الأركان الانتقال إلى المرحلة الثالثة لأسباب لا ترتبط بالأمريكيين. على الجيش تسريح قوات احتياط من أجل عدم استنزافها، وتقليل الضرر على الاقتصاد؛ هو يريد إعداد الوحدات لاحتمالية تصعيد كبير في لبنان في المستقبل. كان الحل الموجود هو الانسحاب الزاحف: الفلسطينيون يتحدثون عن مزيد من الأماكن التي تخلو من قوات إسرائيلية ثابتة في شمال القطاع، وبدأ بعض المواطنين في العودة إلى الأحياء المدمرة.

 

 إضافة إلى عمليات ثانوية في حي الدرج وحي التفاح في مدينة غزة وفي مخيمات اللاجئين في الوسط، بقي هناك جهد واسع على مستوى فرقة في خانيونس. الفرقة 98 تواصل التمشيط هناك على أمل المس بقيادة حماس، وربما أيضاً تحقيق تقدم معين في العثور على المخطوفين الإسرائيليين. أما رفح، في المقابل، فما زالت تحتاج إلى حل. رغم أن الأنفاق في رفح مرت منها كميات السلاح والإسمنت التي كانت حماس بحاجة إليها من خلال غض النظر المصري، لكن إسرائيل لم تعمل بعد في محور فيلادلفيا؛ لتجنب المواجهة مع القاهرة.

 

 عندما تصبح النشاطات العسكرية أكثر تركيزاً فثمة هياج تام في تصريحات جهات رفيعة وصغيرة في الأحزاب اليمينية، التي تتحدث عن طرد الفلسطينيين من القطاع (العفو، الهجرة الطوعية)، وإقامة المستوطنات، وحتى إبادة جماعية للسكان. رغم أن الوزن العملي لمثل هذه الأقوال هامشي، فإن كل قول سيستغل على الفور في المعركة الدولية ضد شرعية عمليات الجيش الإسرائيلي.

 

 هكذا تبين أيضاً من الالتماس الذي قدمته جنوب إفريقيا لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، الذي اتهمت فيه إسرائيل بارتكاب إبادة شعب في غزة، وطلبت إجبارها على وقف الحرب. لا يمكن للمرء معرفة ما إذا كان السنوار يقصد ذلك مسبقا، لكن الهجوم الإرهابي الذي نفذه جلب إنجازاً آخر لحماس؛ فقد دفع أجزاء من المجتمع الإسرائيلي إلى مواقع الجنون الأيديولوجي وتعميق الشرخ داخل هذا المجتمع.

 

---------------------------------------------

 

يديعوت أحرونوت 5/1/2024

 

 

حربنا لم تحقق أياً من أهدافها رغم “أنبوب التموين الأمريكي”

 

 

بقلم: ناحوم برنياع

 

بدا انتشار الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة أعمق وأوسع من الانطباع الذي تلقيته من تقارير سابقة، وتعتزم قيادة المنطقة الجنوبية مواصلة توسيعه. فالخطوة التي بدأت في الأحياء الشمالية الشرقية من خان يونس انتقلت جنوباً، إلى كل المدينة؛ ما بدأ في خربة خزاعة، أمام “كيبوتس نير عوز” جنوباً، سينتقل إلى أماكن أخرى. وفي غضون أيام ستكون المنطقة شمال وادي غزة كاملة تحت سيطرة إسرائيلية. السكان الذين خرجوا جنوباً لن يسمح لهم بالعودة. وسيتقدم الجيش الإسرائيلي نحو السيطرة على مخيمات الوسط، البريج والنصيرة.

 

ثلاثة سبل تصف النية التي ترمي إليها هذه الخطوة: أولاً التطهير، فالجيش الإسرائيلي يتجه إلى كل مكان ترابط فيه كتائب حماس، يقتل مخربين ويفجر قيادات وفوهات وأنفاقاً. وثانياً الثأر، فالجيش الإسرائيلي يدمر كل الأرض المبنية في القطاع على مراحل ويحول سكانها إلى نازحين، في الخيام أو الشوارع. كان في رفح في 7 أكتوبر 200 ألف نسمة، أما اليوم ففيها 800 ألف. ثالثاً الاحتلال، فالجيش الإسرائيلي يحتل القطاع ويخلق الفراغ الذي يستدعي لاحقاً إقامة حكم عسكري واستيطان يهودي.

 

يتمسك الجيش بالنية الأولى: تطهير أعشاش المخربين، وهذه مهمة عسكرية صرفة؛ أما العالم، بما في ذلك حكومات صديقة، فمقتنع بأن الحديث يدور عن الإمكانية الثانية، عن حملة ثأر، عمياء ووحشية، وعن تطهير عرقي: هذه هي الرسالة التي تبدو من صور الدمار واللجوء التي يراها العالم في قنوات التلفزيون وفي الشبكات الاجتماعية؛ وهذه هي الاقتباسات التي تنشر على ألسنة وزراء في حكومة إسرائيل.

 

التجربة التاريخية تحذر من الإمكانية الثالثة. “ما كسرته هو لك”، يقول الأمريكيون. هذا القول جميل لمحلات الأدوات المنزلية مثلما هو جميل لهجمات عسكرية في غزة.

 

مرت ثلاثة أشهر منذ بدء الحرب – زمن طويل جداً في حروب إسرائيل. أحد الأمور التي تعلمناها في هذه الأشهر هو أن الحروب التي تبدأ بقصور رهيب وبكارثة، قد تحظى بتأييد جماهيري واسع، على مدى الزمن. فعندما يجند الاحتياط بجموعهم تتجند وسائل الإعلام بجموعها أيضاً، وكذا الساحة السياسية بما في ذلك حركة الاحتجاج. بقدر حجم الخراب يكون حجم تعلقنا بالجيش بعد الخراب. في بداية الحرب، روى لي ضابط كبير في فرقة عملت في شمال غزة عندما خرج للمشاركة في جنازة أحد القتلى في الغلاف أراد ان ينزع بزته ويلبس المدني، لهذه الدرجة خجل من قصور الجيش. وها هو الموقف قد انقلب في غضون أيام من قادة الجيش: حل الإعجاب محل الغضب. الجيش الإسرائيلي لا يخطئ أبداً.

 

هذا مؤسف، لأن الحرب لم تحقق حتى اليوم أياً من أهدافها، لا الأهداف المتعذرة التي ألقاها عليها نتنياهو، ولا الأهداف الأكثر واقعية التي صاغها رئيس الأركان. هذا ليس اتهاماً، بل حقيقة. ثمة إنجازات عملياتية على الأرض، في الجنوب وفي شمال لبنان أيضاً. لا توجد حلول؛ لا توجد استراتيجية خروج.

 

يتطلع الجيش إلى واقع في غزة يسمح بقواعد لعب مثلما في شمال الضفة: الجيش الإسرائيلي يدخل المدن والقرى كما يشاء؛ والمنظومة المدنية يديرها الفلسطينيون بتعاون جزئي مع إسرائيل. لكن غزة ليست جنين. انهيار المنظومة المدنية لحماس ستجعلها ثقباً أسود تماماً مثلما تبدو غزة وبناتها في الصور الجوية.

 

من سيدير غزة؟ العشائر، اقترحت محافل في المنظومة. المخاتير، رؤساء العشائر، سيديرون نيابة عنا القطاع. كان نداف ايال أول من نشر النبأ.

 

لا حماستان ولا فتحستان، تعهد نتنياهو. إذن ستكون عشائرستان. الشيوخ الذين بيننا يتذكرون بأن الابتكار جرب ذات مرة، في 1977 وانتهى بفشل ذريع. كانوا يسمونه روابط القرى: مثلما في عهد الانتداب البريطاني، المخاتير هم من سيديرون حياة السكان تحت إمرة الحاكم الإسرائيلي. يغئال كرمون بصفته لورانس العرب. هذا لن يقلع في حينه ولن يقلع الآن، حين يكون يحيى السنوار ورفاقه يقتلون العملاء على أقل من هذا بكثير.

 

الإثنين، هبطت في مطار بن غوريون الطائرة الـ 150 في القطار الجوي الذي وضعه الرئيس بايدن تحت تصرف إسرائيل. صناديق الذخيرة أنزلت من الطائرة المستأجرة إلى المسار، وخرجت من هناك مباشرة إلى قواعد سلاح الجو. ما لم يطر وصل في السفن. لم يسبق أن كان أمر كهذا، بهذه الحجوم، ولا حتى في حرب يوم الغفران.

 

وجود أنبوب التموين الأمريكي أمر مفرح ومقلق؛ مفرح لأننا نملك حليفة قوية يعتمد عليها في هذه الحرب؛ ومقلق لأنه تبين بأن إسرائيل غير قادرة على التغلب وحدها حتى على أصغر أعدائها. رؤساء البلدات في الشمال ممن يدفعون نحو حرب شاملة ضد حزب الله، يعطون تعبيراً عن الصرخة المحقة لسكانهم. ليست مهمتهم فحص وضع مخزونات الجيش.

 

أطلقت القوات النار بلا حساب في الأسابيع الأولى من الحرب، في التدريبات وداخل القطاع. الأعصاب لعبت دوراً، وكذا إحساس الثأر. لعله نهج القتال. وعشية وقف النار، فهموا بأننا لا يمكن الاستمرار على هذا النحو.

 

سوق الذخيرة عالمي. كل شيء يتدفق إلى حين اكتشاف أن القانون يحظر توريد عتاد عسكري لدولة هي في حرب. إيطاليا مثلاً. عنصر عسكري معين، غير حيوي، تشتريه إسرائيل في إيطاليا. نأسف، قال الإيطاليون. القانون يحظر علينا هذا. عرض الأمريكيون مشكلة من نوع آخر: الحروب في أوكرانيا وغزة أفرغت مخازن الطوارئ لدينا. توجد أنواع من الذخيرة ازدادت حاجتها من جديد. صواريخ جو جو مثلاً. في الماضي، كانت تستخدم لمعارك الجو، أما الآن فهي تحظى بحياة جديدة، كسلاح مضاد للمسيرات.

 

استنتاج جهاز الأمن لا لبس فيه: إسرائيل ملزمة بإنتاج ذخيرتها بنفسها وفتح خطوط إنتاج أخرى للمجنزرات والدبابات. احتياجات الحرب أجبرت وزارة الدفاع على أن تأمر بوقف مؤقت للإنتاج الأمني. لكل هذه القرارات ثمن اقتصادي لا بأس به.

 

جندي شارك في القتال في خان يونس اشتبه بأنه أطلق النار فقتل مخرباً مكبلاً. قائد المنطقة الجنوبية، يرون فينكلمان، أمر بأن تفتح الشرطة العسكرية تحقيقاً. نشر الخبر دون أن يخلق أصداء. وقال لي مصدر إنها الحالة الوحيدة للاشتباه بمخالفة حرب يحقق فيها في هذه اللحظة، لكن مصدر آخر تحفظ: ربما هناك حالات أخرى.

 

الحرب ضد منظمة إرهابية، في قلب سكان مدنيين، بعد مذبحة رهيبة، تستدعي مخالفات. أفترض أن الجيش سيعرف كيف يعالج حالات شاذة. المشكلة في هذه اللحظة تكمن في نمط السلوك: لأسباب كثيرة، ليس كلها قانونية، تجد إسرائيل نفسها في الطريق إلى قفص الاتهام في “لاهاي”. النائبة العسكرية الرئيسة بعثت بكتاب شديد اللهجة في هذا الموضوع لرئيس الأركان. وليست وحدها، فجهاز الأمن قلق جداً أيضاً.

 

تحقيق الصحيفة الأمريكية اليومية “وول ستريت جورنال” مثال جيد. طاقم كبير من الصحيفة حقق بهجوم الجيش الإسرائيلي على قيادة إبراهيم البياري، قائد كتيبة حماس في جباليا. البياري وعشرات من مرؤوسيه قتلوا في الهجوم. تعترف الصحيفة بشرعية تصفية البياري ورجاله، وتشير إلى أن سلاح الجو بذل جهداً ألا يمس بغير المشاركين. لها ثلاثة ادعاءات: الأول، بخلاف حالات أخرى، دون تحذير المواطنين؛ والثاني، استخدموا قنبلتين على الأقل ضررهما جسيم على نحو خاص، يتجاوز الحاجة، الثالث، طائرات سلاح الجو فجرت أنفاقاً بذخيرة دقيقة. هم لم يأخذوا بالحسبان ما سوف يحدثه تفجير الأنفاق من تدمير للبيوت.

 

126 غير مشارك قتلوا في الهجوم على القيادة في جباليا. الضرر الجانبي لا ينحصر فيهم فقط.

 

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

مذيعة بريطانية تثير إدانات واسعة لتعاملها “غير المهني والوقح” مع ضيفها الفلسطيني

 

 

جمال الدين طالب

 

أثارت مذيعة بريطانية في قناة TALK TV المملوكة لقطب الإعلام روبرت ميردوك، غضبا وانتقادات وإدانات واسعة على مواقع التواصل ومن عدد كبير من الصحافيين البريطانيين وغيرهم، الذين اتهموها بأنها “غير مهنية ووقحة” في تعاملها مع ضيفها الدكتور مصطفى البرغوثي، الطبيب والأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، وذلك بعد انتشار مقطع لمقابلة مباشرة لها معه.

 

ومن بين أبرز المعلقين على المقطع على موقع “إكس” الكاتب الصحافي البريطاني بيتر أوبورن، الذي قال في منشور له على حسابه، أرفقه بفيديو المقطع: “مصطفى البرغوثي صوت مميز ومفكر للغاية. إن الغطرسة والتعصب والجهل الذي أبدته المُحاورة يوضح مدى العمق الذي غرقت فيه الصحافة الغربية”.

 

وتصدر المقطع واسم المذيعة جوليا هارتلي بروير المواضيع الأكثر تداولا على موقع “إكس” في بريطانيا، وسط تعليقات أجمعت على إدانة المذيعة، التي كانت تقاطع وتصرخ في وجه الضيف الفلسطيني، وتظهر حركات غريبة، بدت “مقرفة” لكثيرين وهي تسخر من كلامه. في المقابل أشاد كثيرون بهدوء الدكتور البرغوثي، وقوة حجته.

 

وقد علق المؤرخ البريطاني البارز وليام دالريمبل على المقطع قائلا:” إنه مثال نموذجي للتحيز الشديد الذي يواجهه الفلسطينيون في الكثير من وسائل الإعلام الغربية. إنه لأمر فظيع أن نشاهد هذا المزيج من التعصب وكراهية الإسلام والجهل يتم عرضه على المباشر، ومن الرائع أن نشاهد صبر الشخص الذي أجريت معه المقابلة”.

 

وبعد ما حاولت تبرير اغتيال إسرائيل للقيادي في “حماس” صالح العاروري في بيروت، في مقابل رد البرغوثي، قاطعته عندما كان يتحدث عن التاريخ، وعن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووضعت رأسها بين يديها.

 

وقالت: “ليس لدينا الوقت الكافي لدراسة التاريخ الكامل لبنيامين نتنياهو، الذي لا يتمتع بشخصية شعبية في إسرائيل!”.

 

وفي ما اعتبرت محاولة مدانة لإظهار الضيف الفلسطيني بأنه معاد للنساء، خاطبته المذيعة بالقول: “ربما لم تكن معتادًا على حديث النساء!”.

 

فأجاب الدكتور البرغوثي بهدوء: “أنت تضللين الجمهور”.

 

وفي إشارة إلى الوقت القليل المتبقي له، أظهرت هارتلي بروير عدم احترام لكلام ضيفها، فيما لم “تحاول حتى أن تكلف نفسها عناء الإجابة” على أسئلته التي طرحها عليها.

 

وصرخت ردا على تعليقاته: “إذا كنت لا تعتقد أن رد فعل إسرائيل مقبول، فما هو رد الفعل الذي سيكون مقبولا بالنسبة لك؟ لديك عشر ثوان متبقية”.

 

فأجاب البرغوثي بهدوء: “إنهاء الاحتلال والسماح للسلام أن يسود لكلا الشعبين”.

 

وبدا أنها غير راضية عن الإجابة، ثم ردت بسخرية: “رائع”!

 

وأنهت هارتلي بروير المقابلة بقولها: “آسفة لكوني امرأة تتحدث إليك!”.

 

وفي تعليقه على المقطع، قال د.مصطفى البرغوثي، على حسابه على “إكس”: “غطرسة صحافية عنصرية وغير مهنية”.

 

---------------------------------------------

 

 

يديعوت أحرونوت 5/1/2024

 

 

5 آلاف جندي معاق دخلوا قسم التأهيل في 2023

 

 

 

 

بينهم 3400 منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر مع توقعات بارتفاع العدد في 2024 إلى 12500، وفق

 

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الجمعة، إن العام 2023 شهد إضافة أكثر من 5 آلاف معاق جديد من الجيش الإسرائيلي إلى قسم إعادة التأهيل.

 

وأفادت الصحيفة بأنه: "في عام 2023، تمت إضافة أكثر من 5000 معاق جديد من الجيش الإسرائيلي إلى قسم إعادة التأهيل".

 

وأشارت إلى أن من بين المعاقين الجدد "3400 منذ بداية الحرب" على قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

 

وأوضحت الصحيفة أنه من المتوقع ارتفاع عدد المعاقين في 2024 إلى 12500، وفق تقديرات وزارة الدفاع الإسرائيلية.

 

وقالت الصحيفة: "التوقعات (للعام 2024) صادمة حيث سيتم الاعتراف بـ 12500 مقاتل كمعاقين، وهذا تقدير متحفظ وحذر للغاية، ومن المتوقع أن يصل حجم الطلبات إلى 20 ألفا".

 

ولفتت إلى أنه "من المهم الإشارة إلى أن هذه الأرقام لا تشمل المدنيين الذين أصيبوا منذ 7 أكتوبر".

 

وقالت الصحيفة: "لسوء الحظ، ليس من الضروري أن تكون خبيرا كبيرا لترى أن القتال يسبب عددًا لا يحصى من إصابات الأطراف الخطيرة".

 

وأضافت: "يتحدث الخبراء عن حاجة ماسة إلى مجموعة واسعة من برامج إعادة التأهيل، والتي تشمل ملحقات طبية وسكن ومركبة مناسبة ودعم اجتماعي وعقلي وعلاجات إعادة التأهيل باهظة الثمن".

 

وتابعت: "مجرد شراء الأطراف الاصطناعية وحده يمكن أن يصل إلى مبالغ ضخمة تصل إلى عشرات آلاف من الشواكل للشخص المصاب".

 

والثلاثاء الماضي، قال موقع "واللا" العبري إن "جناح إعادة التأهيل يعالج إجمالا أكثر من 64 ألف جندي معاق في الجيش الإسرائيلي، بينهم 8640 يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة".

 

ولفت إلى أنه "يمكن أن تظهر أعراض الصدمة القتالية أثناء أو عقب نشاط ما، وقد يشعر الجندي الذي يعانيها، من بين أمور أخرى، بتسارع النبض وزيادة التعرق وارتفاع مفاجئ في ضغط الدم واهتزاز الجسم بشكل لا يمكن السيطرة عليه، والارتباك وعدم القدرة على التركيز".

 

---------------------------------------------

 

 

عضو كنيست: دمرنا غزة لتكون عبرة لكل عربي يفكر بمهاجمتنا

 

 

 

 

استعرضت الكاتبة الإسرائيلية نوعا شبيغيل جملة من آراء متطرفة لمسؤولين لدى الاحتلال، منهم عضو "الكنيست" "تسفي سوكوت" الذي قال إنه يجب احتلال قطاع غزة وضمها للأراضي المحتلة وبناء المستوطنات فيها لردع أي محاولة للاعتداء على "إسرائيل".

 

ونقلت الكاتبة عن عضو الكنيست قوله: "يجب أن يرى كل شخص في العالم وفي العرب ما يحدث في قطاع غزة ليعرف طوال حياته، أن هذا ما سيحدث له كل من يتعرض للمستوطنين، وعلينا أولاً احتلال شمال القطاع، وضمه وتدمير كل البيوت هناك، ثم بناء أحياء جديدة لليهود، ومستوطنات كبيرة تسمى على أسماء الذين قاتلوا هناك".

 

ونقلت الكاتبة آراء عدد من المتحدثين في اللقاء، حيث ذكر عدد منهم فكرة الاستيطان اليهودي الاستيطان اليهودي وصفق لهم الجمهور بقوة، مشيرة إلى أن الأفكار المعتدلة استبعدت من النقاش، لافتة إلى ما قاله عضو الكنيست السابق "تسفيكا هاوزر" حول ضرورة طرد قيادة حماس من غزة مثلما حدث مع قيادة فتح في لبنان 1982، لينفجر فورا في وجهه الكاتب اليميني المتطرف "يئير انسبخر" بذريعة أن طريقة التعامل مع حركة فتح كانت خاطئة.

 

ونقلت "شبيغل" عن وزيرة الاستخبارات "غيلا غملئيل" قولها: " نقل المسؤولية والسيطرة في القطاع للسلطة الفلسطينية، يعرض إسرائيل للخطر، فالسلطة الفلسطينية كانت تسيطر على القطاع، وطردت منه بالقوة من قبل حماس، ولدى كبار السلطة الفلسطينية مواقف مشابهة لزعماء حماس، وهم يؤيدون ما حدث في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

 

وأضافت الكاتبة أن خطة "غملئيل" حسب تفسيرها، تشمل حكماً مؤقتاً، ونقل السيطرة على القطاع إلى سلطة دولية برئاسة الولايات المتحدة، ومصر، والأردن، والإمارات والسعودية، بالتوازي مع سيطرة أمنية لجيش الاحتلال على القطاع، وتوجيه الموارد المالية للأونروا لخلق ظروف تشجع الفلسطينيين الذين يريدون بناء حياتهم في مكان آخر، مضيفة أنه بالعمل الدبلوماسي والإعلامي الصحيح يمكن توجيه المنظومة الدولية نحو ذلك.

 

كما نقلت الكاتبة عن عضو الكنيست بـ "حزب الليكود" "داني دنون" قوله: " أنه على نتنياهو إظهار الحزم والقوة ومواصلة الطريق الذي بدأه، ونحتاج إلى منطقة عازلة مع قطاع غزة بعرض 1 كم.

 

وأضاف: "نريد تمكين الغزيين من الخروج، عبر تعزيز دور إسرائيل في السيطرة على معبر رفح ومحور فلاديلفيا لمنع تهريب السلاح وإبعاد الفلسطينيين من غزة، لافتا إلى أن السيطرة الأمنية على القطاع غير كافية، بل لابد من إبعاد الفلسطينيين.

------------------انتهت النشرة------------------

أضف تعليق