08 آيار 2024 الساعة 03:05

استقالة رئيسة جامعة بنسلفانيا تحت ضغط أثرياء يهود أمريكا ومناصري إسرائيل

2023-12-11 عدد القراءات : 178
واشنطن: قدمت رئيسة جامعة بنسلفانيا الأمريكية ليز ماغيل استقالتها من منصبها، بعد أن تعرضت لهجوم شديد بسبب موقفها من احتجاجات ضد إسرائيل في الحرم الجامعي مرتبطة بالحرب على غزة.

وقال رئيس مجلس الجامعة، سكوت بوك، في بيان نشر يوم السبت على الموقع الإلكتروني للجامعة: "استقالت ليز ماغيل طوعا من منصبها كرئيسة لجامعة بنسلفانيا. أود أن أشكر الرئيسة ماغيل على خدمتها للجامعة وأتمنى لها الخير".

كما أعلن بوك استقالته إثر ضغوط من المجلس، وذلك بعد فترة وجيزة من استقالة الرئيسة ماغيل.

وقال بوك في بيان "توصلت إلى استنتاج مفاده أنه فيما يتعلق بي، الآن هو الوقت المناسب للمغادرة".

ومنذ اندلاع الحرب على غزة تواجه الجامعات الخاصة في الولايات المتحدة معضلة دقيقة بتلبية مطالب داعميها الأثرياء المؤيدين لإسرائيل، والحفاظ في الوقت ذاته على حق طلابها في التعبير عن آرائهم الداعمة للفلسطينيين.

وقام عدد من الأثرياء الأميركيين، أو لوّحوا على الأقل، بوقف تبرّعاتهم لمؤسسات تعليم عالٍ عريقة مثل جامعة هارفرد في ولاية ماساتشوستس وجامعة بنسلفانيا في ولاية فيلادلفيا.

وأنهت منظمة ويكسنر التي تعمل على تحضير "قادة المجتمع اليهودي الأميركي ودولة إسرائيل" شراكتها مع كلية كينيدي في جامعة هارفرد.

وبررت العائلة الثرية خطوتها بـ "فشل قيادة هارفرد الذريع في اتخاذ موقف واضح وقاطع ضد الجرائم الوحشية وقتل المدنيين الإسرائيليين الأبرياء من قبل الإرهابيين"، في إشارة إلى حركة حماس.

إلى ذلك، طالب مارك روان الرئيس التنفيذي لصندوق "أبولو غلوبل ماناجمنت" الاستثماري وأحد المتبرعين الرئيسيين لجامعة بنسلفانيا، باستقالة رئيستها، ماغيل.

وهو انتقد استضافة الجامعة قبل أسبوعين من اندلاع الحرب، منتدى للأدب الفلسطيني الذي شارك فيه من قال إنهم "أشخاص معروفون بمعاداتهم للسامية وترويجهم للكراهية والعنصرية".

كذلك، أعرب متبرعون آخرون لهارفرد وبنسلفانيا عن امتعاضهم من أداء الجامعتين في الوقت الراهن، مثل كينيث غريفين الداعم لهارفرد، ورونالد لاودر الداعم لبنسلفانيا، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية، بحسب وكالة فرانس برس.

وقالت رئيسة جمعية الكليات والجامعات في الولايات المتحدة، لين باسكيريلا، في تصريحات سابقة إن "قادة المؤسسات التعليمية يتعرضون للانتقاد لعدم الإدلاء بموقف سريع أو حازم بما يكفي. يتم إرغامهم على اختيار طرف. على رغم ذلك، يصر كثيرون منهم على تعذر اتخاذ موقف مؤسسي بشأن قضايا دولية معقدة كهذه نظرا لتعدد الآراء في الحرم الجامعي".

واعتبرت أن الضغوط التي يمارسها المتبرعون على الجامعات تقوض هدف التعليم العالي في الولايات المتحدة وهو "الترويج لسعي غير مقيد إلى الحقيقة والتبادل الحر للأفكار".

وأعادت هذه الضغوط تسليط الضوء على ضعف الدعم الحكومي للجامعات الخاصة وتركها عرضة لأهواء الأثرياء. ورأت باسكيريلا أن الاعتماد على الدعم الخاص يفرض قيودا على الأساتذة والمسؤولين "لأنهم يخشون خسارة التبرعات".

وفي وقت سابق، تحدث رؤساء العديد من الجامعات الأمريكية الكبرى، بما في ذلك ماغيل، في جلسات استماع نظمت خصيصا في الكونغرس فيما يتعلق بتزايد الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات على خلفية هجومها الدامي على غزة.

وفي أثناء جلسات الاستماع المذكورة، رفضت ماغيل ورؤساء جامعات آخرون إعطاء إجابة محددة بـ "نعم" أو "لا" على سؤال النائب الجمهورية إليز ستيفانيك حول ما إذا كانت "الدعوة إلى الإبادة الجماعية لليهود" ستنتهك قواعد السلوك المتعلقة بالتنمر والتحرش في الجامعات.

وتعرضن لانتقادات من قبل المجتمعات اليهودية في جامعاتهن بسبب تعاملهن مع الاشتباكات بين المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل والمؤيدين للفلسطينيين منذ أن هاجمت حركة حماس المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية إسرائيل في 7 أكتوبر.

وقد أبدى المشرعون الأمريكيون عدم رضاهم عن رؤساء جامعة بنسلفانيا وجامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا خلال جلسات الاستماع.

ويكفل الدستور الأميركي حرية التعبير والإدلاء بالرأي، ويستند الكثير من مسؤولي الجامعات إلى تقرير لجنة كالفن لعام 1967 في الدفاع عن حرية الطلاب في التعبير عن مواقفهم.

والتقرير الذي أصدرته جامعة شيكاغو في خضم احتجاجات غاضبة ضد حرب فيتنام وأعمال شغب على صلة بالحقوق المدنية، خلص إلى أن دور الجامعات يجب أن يكون الترويج لتعددية الآراء عوضا عن اتخاذ موقف بشأن قضايا مثيرة للجدل.

وفي رسالة مشتركة أُرسلت يوم الجمعة إلى المؤسسات التعليمية المذكورة، طالب المشرعون بـ "الإقالة الفورية لكل رؤساء الجامعات المذكورة من مناصبهم"، بالإضافة إلى تقديم خطة لحماية الطلاب اليهود والإسرائيليين.

اعتذار رئيسة جامعة هارفارد

وقدّمت رئيسة جامعة هارفارد اعتذارا علنيا عن تعليقات أدلت بها خلال جلسة استماع في الكونغرس حول "معاداة السامية في الجامعات الأمريكية".

وتعود تفاصيل الواقعة إلى يوم الثلاثاء، عندما سُئلت كلودين غاي التي تترأس الجامعة الأمريكية هارفارد منذ يوليو عام 2023 إن كان في الدعوات إلى "إبادة جماعية" لليهود انتهاك لقواعد السلوك في هارفارد، لم تحمل إجابتها موافقة مباشرة.

وقالت غاي في مقابلة نشرتها صحيفة "هارفارد كريمسون" الطلابية في الجامعة في مقابلة نشرت اليوم الجمعة: "أنا آسفة".

أضف تعليق