04 آيار 2024 الساعة 03:32

استقلال الجزائر لا يكتمل إلا بحرية فلسطين

2022-07-14 عدد القراءات : 915
منذ القدم ارتبطت الجزائر وشعبها بفلسطين وأرضها المباركة ارتباطاً روحياً عميقاً، علاقات تعمدت بدماء طاهرة فهي الملهمة للثورة الفلسطينية ، من الجزائر كانت الطريق الى فلسطين، هي التي خبأتنا عندما لاحقتنا الطائرات والمؤامرات ووصايات الانظمة وحاصرتنا الجغرافيا السياسية، احتضنتنا صانت ارادتنا وكرامتنا ووحدتنا بعد ان سرنا في حقول الالغام العربية والدولية، ومحاولات ذبح الكيانة الفلسطينية.
إنها الجزائر التي ناضلت من أجل الحرية والاستقلال، وقدمت الشهداء والجرحى والتي عانى شعبها من ويلات الاستعمار، فخاضت الثورة وتنقل مجاهديها الأبطال واستبسلوا بالدفاع عن حقوقهم حتى نالوا الاستقلال، ورسموا معالم الانتصار في أعظم ثورة عرفها التاريخ العربي هي ثورة الجزائر
عجزت فرنسا بجنرالاتها قهر إرادة شعب حارب بأبسط الوسائل، واستطاع أن يتغلب على مدافع ودبابات وطائرات المستعمر، واستطاع بفضل الله وبفضل ايمانه القوي وعزيمته الصلبة ان يصمد اكثر ويناضل ويتحدى عدوه ويسترجع أرضه المسلوبة، وتعرف الثورة الجزائرية باسم "ثورة المليون شهيد" وهي حرب تحرير وطنية ثورية ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي قام بها الشعب الجزائري بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية، وكانت نتيجتها انتـزاع الجزائر لاستقلالها بعد استعمار شرس وطويل .
وبعد أن نالت استقلالها من الجزائر رأى ابو عمار النور في نهاية النفق النبوءة الاستقلال، كالدولة الفلسطينية المستقلة قريبة وليست بعيدة، ومن الجزائر ارسلت أسماء رجالنا ونساءنا والمجموعات الفدائية، جاءت من خلف سفوح الجزائر وجبال الاوراس ووهران، وصلت خطواتنا العنيدة القدس وغزة والمثلث والنقب والجليل.
ومن الجزائر اقسمنا بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات، وانشد الفدائي الفلسطيني: بعزمي وناري وبركان ثاري، واشواق دمي لارضي وداري، فلسطين داري ودرب انتصاري، فلسطين ثاري وارض الصمود.
لتكون نموذجا وطنيا وقوميا  لكل حركات التحرر في العالم، فكراً واسلوبا في نضالها وكفاحها من اجل حق تقرير المصير، وفي الخامس عشر من نفس الشهر عام 1988 اعلن الرئيس الشهيد ياسر عرفات من على ارض الجزائر في المجلس الوطني الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق ارضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، فالجزائر التي اشهرت بطولتها وثورتها ضد الغزاة المستعمرين يكتمل نصرها وفرحها باقامة دولة فلسطين على ارض فلسطين، ارض الرسالات السماوية ، ارض الحضارات والانبياء، ارض الانتفاضات والحياة.
الجزائر كانت دائما مع فلسطين ظالمة ومظلومة، وفي ذكرى ثورتها اعلن استقلال دولة فلسطين، واستمر الهجوم كما قال الشهيد خليل الوزير (ابوجهاد) : لقد توقف الرحيل، لا منفى بعد اليوم، لا خيام ولا لجوء، لا عواصم تحشرنا في المطارات، نحن هنا في الجزائر، نحن هنا في نابلس والقدس وجنين والخليل، نحن هنا نحيا ونموت، نبني ما هدموه، نزرع ما اقتلعوه، نحفر الصخر بأحلامنا، نعبر الحواجز العسكرية، يعلو صوت الاذان في الجامع وتقرع اجراس الكنيسة، نعلن اضراب الادارة في السجون، نحن في الجزائرلا يهمنا موازين القوى، نحن شعب المعجزات القادرين على المرور بين السحاب والاودية.
عدنا وزرعنا قمحنا واوقدنا حطبنا، وعصرنا زيتوننا واطفأنا نار رمادنا في عيون المستوطنين، عدنا وقامت اشباحنا من جثثنا، اولادنا كبروا وانتفضوا في الشوارع والمدارس وعلى السياج، لم يرهبنا الصاروخ والقذيفة، فالحاضر لنا، الحاضر كان وسيكون.
لم يتأخر الجزائريين ولا المغاربة عن نصرة فلسطين وأهلها، وقضيتها ومدها بالسلاح والمقاتلين والمال، ونظموا حملات تعبئة وتضامن وجمع أموال لدعم الثوار الفلسطينيين، إن كان في ثورة العام 1936 أو في حرب العام 1948، وتم تأسيس "الهيئة الجزائرية لمساعدة فلسطين العربية".
لا تجد في الجزائر من يضع القضية المركزية فلسطين محل اختلاف، لا من السلطات الحاكمة ولا من المعارضة السياسية، فلسطين حاضرة بقوة في قلب كل الجزائرييين، حتى الأطفال يتعلمون حب فلسطين من ذويهم، الذين يخبروهم أن لهم في تلك المدينة المقدسة المحتلة حي المغاربة.
فتجد العلمين يرفرفان سوياً في الوقت الذي تسقط فيه كل الأعلام، هي شق التوأم لفلسطين والقلب البعيد النابض بكل آيات النضال
مسألة رفع العلم الفلسطيني أمر لا يقل أهمية عن المساعي السياسية التي ينتهجها رجال السياسة، فإن رفع العلم الفلسطيني في مدرجات بطولة كأس العرب، ما هو إلا انعكاس طبيعي لنصرة العرب لقضية فلسطين.
في المقابل يحضر العلم الجزائري في المواجهات بين الشباب الفلسطينيين وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، بصفته رمزًا لانتصار ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار.
نحن نحبّ الجزائر بكل ما فيها، كما نحبّ الجزائر التي أنجبت القادة والمناضلين والعلماء، منها تعلمنا أن طريق المناضلين لن ولم تكن يوماً إلا حقل أشواك وليست مفروشة بالورود، بل هي درب الأشواك كما كان يطلق عليها القائد ياسر عرفات.

أضف تعليق