08 آيار 2024 الساعة 03:50

الاحتلال: لا توجه للإطاحة بحماس .. والوضع الحالي يعرقل تهدئة طويلة الأمد بغزة

2019-12-11 عدد القراءات : 596

القدس المحتلة (الاتجاه الديمقراطي)

قال تقرير إسرائيلي أنه لا يوجد حتى اللحظة أي توجه في تل أبيب للإطاحة بسلطة حركة حماس في قطاع غزة ، خشية من سيطرة منظمات صغيرة أكثر تطرفا على القطاع بجانب الثمن الإنساني الكبير الذي سيقع على عاتق إسرائيل.
وأضاف شلومي ألدار، الخبير الإسرائيلي بالشؤون الفلسطينية، في مقاله بموقع المونيتور، ان التهدئة أو التسوية مع حركة حماس هي الخيار الافتراضي الواقعي لحكومة نتنياهو، مع أن التسوية معها ستكون لصالحها، وسوف ترسخ من خلالها سلطتها في القطاع.
وتابع أنه : حتى لو زعم نتنياهو أن التسوية لا تعني تبادل الاعتراف بين حماس وإسرائيل، لكن الواقع يقول عكس ذلك؛ لأنه يتحدث صراحة عن الاعتراف بحماس وقيادتها كأمر واقع، الأمر الذي قد يتطلب في المقابل من حماس وقف الأعمال العدائية تجاه إسرائيل، سواء إطلاق الصواريخ، أو المسيرات العنيفة.
ونقل عن مصدر أمني إسرائيلي كبير، قوله إن : اتفاق التهدئة، لو تم إنجازه، فسيكون له تبعات اقتصادية واجتماعية، لأن غزة بحاجة دائمة للمساعدات الإنسانية، وفيما تصل نسبة البطالة في الضفة الغربية إلى 15-17%، فإنها في غزة تقفز إلى 43-47%، ما سيجعل ترتيبات التسوية حريصة على تخفيض هذه المعدلات".
وقال الكاتب الاسرائيلي إن : التوجهات الإسرائيلية الجارية باتجاه التسوية مع حماس تسير في المسار الإيجابي، رغم أنه ليس المطلوب منهما أن يعترف كل طرف بالآخر، لكن هناك إمكانية للتوصل لترتيبات معينة، وهو ما أعلنه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من جهة، ورؤساء السلطات المحلية في مستوطنات غلاف غزة من جهة أخرى، لدى لقائهم الأخير مع قائد الجيش أفيف كوخافي.
وأضاف أن المنافس الأقوى لنتنياهو في حزب الليكود، غدعون ساعر، هاجمه بسبب مباحثات التسوية الجارية؛ لأنها ستسمح لحماس بالاستمرار ببناء قوتها العسكرية، وستكون التسوية خيارا خاطئا على الصعيد الاستراتيجي.
وأوضح ألدار، أن التسوية وفقا لتحذير ساعر ستجعلنا أمام نموذج قاس لبناء حزب الله 2 في الجبهة الجنوبية في غزة، كما بني سابقا حزب الله 1 في الجبهة الشمالية في لبنان، وحين تأتي المواجهة المفترضة في اللحظة المناسبة للفلسطينيين، فإن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا على هذا المسار.
وأشار إلى أن ساعر ليس مخطئا في تحذيره، لأن حماس دأبت على استغلال كل فترات التهدئة بعيدة المدى للاستعداد للمعركة القادمة من خلال استخلاص الدروس والعبر، هذا حصل في حرب الرصاص المصبوب، غزة الأولى 2008- 2009، حيث أدركت قيادة حماس العسكرية أنه لا بد من بناء منظومتها تحت الأرضية، ممثلة بشبكة الأنفاق الكفيلة بصد أي اجتياح بري إسرائيلي في المواجهة القادمة.
في سياق ذي صلة قالت صحيفة يسرائيل هيوم الصادرة الأربعاء ان: الوضع السياسي في إسرائيل والمحفوف بالمخاطر يعرقل فرص التوصل الى تسوية وتهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة .
ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية رفيعة ومطلعة على المناقشات الأخيرة في القاهرة حول الترتيبات في غزة قولها ان : الوضع السياسي المحفوف بالمخاطر في إسرائيل يعرقل فرص التقدم في المحادثات لتحقيق الهدوء بين الطرفين في الجنوب ، علاوة على ذلك، تستغل حماس الغموض السياسي للحصول على تسهيلات من إسرائيل.
وشارك في المحادثات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية ، ومسئولين من حماس في غزة وخارجها، بالإضافة إلى زعيم الجهاد الإسلامي، زياد النخالة ، الذي وصل إلى القاهرة مع وفد من كبار أعضاء منظمته.
وقال مسئول مصري كبير لصحيفة يسرائيل هيوم إن : الوضع السياسي في إسرائيل يجعل من الصعب على الأطراف التحرك نحو إمكانية التهدئة طويلة الأجل واتفاق على ترتيبات في غزة.
وقدر أنه بسبب هذا، لن يكون هناك اتفاق في الأفق في الأشهر المقبلة.
وأضاف مسئولون مصريون وفلسطينيون أن هناك قضايا مهمة ما زالت مطروحة على الطاولة ، حماس مهتمة باتفاقية تهدئة طويلة المدى تتضمن اتفاقية ترتيبات ، يجب أن تعزز هذه الترتيبات سيطرة المنظمة على قطاع غزة، ومع ذلك، تخشى حماس من المسؤوليات الحكومية وآثارها على هيكل المنظمة، في حالة حدوث مثل هذه الترتيبات.
وفقًا لما قاله مسئول مصري بارز، تريد حماس أولاً التفاوض على صفقة تبادل مع إسرائيل، يتم خلالها إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ، ومثل هذه الخطوة ستساعد المنظمة على تقديم إنجاز دبلوماسي، وتساعدها على صد الانتقادات لها من قبل الجهاد الإسلامي والفصائل المسلحة في غزة.
كما أكد مسئول فلسطيني كبير في غزة لـ يسرائيل هيوم  التفاصيل التي انبثقت عنها المناقشات في القاهرة ، لكنه أضاف أن السلطة الفلسطينية في رام الله تدعم إسرائيل، وحذرتها من أن اتفاق تسوية في غزة سيضر باحتمالات المصالحة الفلسطينية الداخلية وعودة السلطة الفلسطينية للسيطرة على قطاع غزة.
وشهد المسئول نفسه بأن مصر وإسرائيل لا تتأثران بالاحتجاجات القادمة من المقاطعة في رام الله ، لكن حماس تستفيد من الضباب السياسي في إسرائيل للمطالبة بمزيد من التسهيلات، وحتى لعرض مظهر من مظاهر المفاوضات.
وبحسب الصحيفة يخشى قادة حماس، وعلى رأسهم زعيم الحركة في غزة، يحيى السنوار، وأعضاء الفصيل المتشدد في الحركة من الجناح العسكري، ان تتعرض المنظمة، في حال التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة، للضغط كي تنزع سلاح الجناح العسكري ودمج آلاف المقاتلين من كتائب عز الدين القسام في قوات الأمن الفلسطينية.
وفقًا للمسئول الفلسطيني، فإن الجناح المتشدد في حماس يفضل اتفاق هدنة لبضع سنوات وتذويب فكرة الترتيب.
كما ذكرت المصادر أن حركة الجهاد الإسلامي لا تسارع للمشاركة في أي اتفاق مستقبلي في قطاع غزة، ويرفض رجالها وقف إطلاق النار.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، في الخامس من ديسمبر الحالي، على وجود اتصالات مع حركة حماس ؛ من أجل التوصل لاتفاق طويل الأمد في قطاع غزة .
وقال نتنياهو إن المحادثات تجري على قدم وساق من اجل تحقيق هدنة طويلة الأمد مع حماس في قطاع غزة.

أضف تعليق