13 تشرين الثاني 2024 الساعة 20:57

تقرير: إغلاق موقع تابع لجامعة كولومبيا الأمريكية بعد نشره مقالا لناشط فلسطيني

2024-06-11 عدد القراءات : 249
لندن: قالت صحيفة "الغارديان" إنه تم إغلاق موقع مجلة "Columbia Law Review" مؤقتا بعد أن نشر مقالا لناشط حقوقي فلسطيني يقترح طريقة جديدة لفهم الحياة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وربيع إغبارية، محامي حقوق الإنسان الفلسطيني، الذي لديه مساهمات فكرية سابقة تخص القضية الفلسطينية، أثارت الجدل هي الأخرى، تمكن من الحصول على إذن بالنشر في مجلة "لو ريفيو" التابعة لجامعة كولومبيا بنيويورك، لكن محررين طلابا في المجلة قالوا لوكالة "أسوشيتد برس" إنهم تعرضوا لضغوط من مجلس إدارة المجلة لوقف نشر المقال الذي يبدو أنه "يتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في  غزة ودعم نظام الفصل العنصري".

وعندما رفض المحررون الإذعان للضغوط، ونشروا المقال الاثنين الماضي، قام مجلس الإدارة المكون من أعضاء هيئة التدريس والخريجين من كلية الحقوق في جامعة كولومبيا بإغلاق الموقع الإلكتروني كليا.

وظل الموقع غير متاح لنحو أسبوع كامل، مع ظهور صفحة رئيسية ثابتة تخبر الزائرين بأن الموقع "تحت الصيانة".

وبعد جدل حول الرقابة بين المحررين ومجلس الإدارة، عاد موقع المجلة المرموقة إلى الظهور مجددا.

ووفق تقرير نشرته "الغارديان" الأحد، "أغلقت هيئة التدريس الموقع الإلكتروني للمجلة معظم أيام الأسبوع بعد نشر مقال إغبارية المؤلف من 105 صفحات، والذي يحمل عنوان "نحو النكبة كمفهوم قانوني"، اقترح فيه الباحث إطارا جديدا لشرح الأنظمة القانونية المعقدة والمجزأة التي تحكم الفلسطينيين، لقد أراد أن يضع كلمة "النكبة" التي تترجم من اللغة العربية على أنها كارثة، والتي اشتهرت بوصف تهجير الفلسطينيين وطردهم من ممتلكاتهم في عام 1948  في قلب محادثة قانونية جديدة".

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تعتبر فيها أفكار إغبارية "خطيرة" إذ رفضت نشرها في السابق رابطة "إيفي ليغ" التي تضم ثماني جامعات بحثية خاصة في شمال شرق الولايات المتحدة.

وبعد أن عمل على مساهمته لمدة نصف عام تقريبا، وجد إغبارية مكانا لها في "Columbia Law Review" بعد أن تم حظر مقالة سابقة له كتبها لمجلة "Harvard Law Review" في اللحظة الأخيرة.

وقال إغبارية لصحيفة "الغارديان": "علينا أن نتناقش حول حقي في قول ما أريد قوله، بدلا من الجدال حول ما قلته بالفعل" وأضاف "أشعر بالاقتناع بعملي أكثر، مادام يولد مثل هذا القمع".

وأضاف للصحيفة: "شعرت بالاقتناع بعملي إذا كان يولد هذا القمع، في نهاية المطاف، تصدرت القصة عناوين الأخبار في الصحف الكبرى، وتم نشر نسخة للمقالة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وحصلت على عدد أكبر بكثير من القراء مقارنة بالمنح الدراسية القانونية، يمكن للناس أن يدركوا حقيقة هذه التكتيكات الاستبدادية ويرفضونها، إن الرقابة في هذه الحالة تأتي بنتائج عكسية في الواقع".

وذكر التقرير: "عندما استيقظ إغبارية صباح يوم الاثنين الماضي، كان مقاله على الإنترنت" يتذكر قائلا: "كان من المفترض أن تكون لحظة مثيرة للغاية، ولكن سرعان ما تعذر الوصول إلى الموقع الإلكتروني للمجلة، إذ كان "تحت الصيانة"، وتبين لاحقا أنه تم تعطيل الموقع من قبل مجلس المراجعة وقال: "كان من المقلق للغاية أن يذهبوا إلى هذا الحد".

وكان إغبارية، وهو مرشح للدكتوراه في كلية الحقوق بجامعة هارفارد، يقسم وقته بين ماساتشوستس وحيفا بإسرائيل، عندما صاغ الأفكار التي قادت دراسته.

وكان يعمل في منظمة "عدالة" القانونية، حيث مثل عملاء فلسطينيين في النظام القضائي الإسرائيلي، بعضهم في  غزة، والبعض الآخر في الضفة الغربية أو القدس الشرقية، والبعض الآخر مواطنين إسرائيليين.

وناضل من أجل لم شمل العائلات الفلسطينية، التي فرقتها الأنظمة القانونية المختلفة لقد أدرك أنه في كل مرة يرفع فيها هو وزملاؤه قضية ما، كان عليهم معرفة الإطار القانوني الذي سيتم تطبيقه، وفق "الغارديان"

وتنطبق أنظمة قانونية مختلفة على الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الحكم الإسرائيلي أو في الدول العربية المجاورة أو في أي مكان آخر. وأوضح إغبارية: "أنه نوع من نظام الهيمنة عن طريق التجزئة، لقد تدربنا على ممارسة هذه الألعاب القانونية، والتنقل من إطار إلى آخر".

ويجادل إغبارية في المقال بأن "مصطلح النكبة، الذي يستخدمه الفلسطينيون منذ عقود، يلخص التشابكات القانونية المتعددة الطبقات والمتداخلة للحياة الفلسطينية في غياب تقرير المصير".

ويقول إن "نكبة عام 1948 ليست قطعة أثرية تاريخية، أجداده نجوا من النكبة وهو ما يفيد بحث إغبارية.

ومثل العديد من الباحثين الفلسطينيين، فهو ينظر إلى "حرب إسرائيل على  غزة كجزء من النكبة المستمرة لتدمير حياة الفلسطينيين على الأرض التي تسعى إسرائيل للسيطرة عليها". 

ولم يسبق لأي مؤلف فلسطيني أن شارك في مجلة كولومبيا لو ريفيو.

ويقول إغبارية إن مسودته مرت بخمسة تعديلات "على الأقل" مع تعليقات مكثفة من نحو عشرة محررين في المجلة التي يديرها الطلاب.

أضف تعليق