27 تموز 2024 الساعة 03:37

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاثنين 13/5/2024 العدد 1006

2024-05-14 عدد القراءات : 138

  الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

هآرتس 13/5/2024

 

 

خطورة البقاء كدولة محتلة

 

 

بقلم: ميراف أرلوزوروف

 

خلال عشرات السنين فإن المجتمع في إسرائيل منقسم سياسياً، يساراً ويميناً. في اليسار يؤيدون اتفاق سلام مع الفلسطينيين يشمل الانسحاب من المناطق. في اليمين لا يؤمنون أنه يمكن التوصل إلى اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين، لذلك هم يعارضون الانسحاب من المناطق.

هذه النقاشات الطويلة تم حسمها بالتدريج في العقدين الأخيرين لصالح موقف اليمين، أمام خيبة الأمل الكبيرة من الانسحاب من لبنان ومن غزة وتجربة الانسحاب من المناطق أيضاً (اتفاق أوسلو ومؤتمر كامب ديفيد).

كل هذه التجارب انتهت بأن عدواً فلسطينياً أو لبنانياً استغل استعداد إسرائيل للتنازل كي يهاجمها.

المناطق التي أخلتها إسرائيل في غزة وفي لبنان أصبحت في يد العدو تهديداً استراتيجياً لها، ما أذهب الرغبة لدى الإسرائيلي العادي في تكرار تجربة الانسحاب أيضاً من المناطق. الاعتقاد بأن أي انسحاب من المناطق سيؤدي إلى ترسيخ دولة «حماستان»، تحول من رؤية لليمين إلى رؤية حتى الوسط في إسرائيل يقتنع بها.

يبدو أن المذبحة في 7 أكتوبر أنهت النقاش وحسمته بشكل نهائي لصالح موقف اليمين. المذبحة أثبتت ليس فقط أن الفلسطينيين لا يريدون سلاماً مع إسرائيل، بل أظهرت أيضاً كم هو خطير التصالح معهم وإعطاؤهم أرضاً تكون تحت سيطرتهم، حماس استغلت حكمها في غزة لبناء جيش بالفعل، الذي بوساطته زرعت الدمار والخراب.

خطورة دولة «حماستان» أيضاً في الضفة الغربية ثبت نهائياً أنه لا يمكن السماح بها.

لذلك فإن كل من يستمر في تأييد المصالحة السياسية مع السلطة الفلسطينية يعتبر في نظر الأغلبية اليهودية «حالماً» في أفضل الحالات أو «خائناً» في أسوأ الحالات.

هذا هو الموقف السائد في أوساط الأغلبية اليهودية في إسرائيل في الوقت الحالي، حيث تزداد الإشارات والدلائل على أنه موقف خاطئ تماماً.

إدارة المخاطر التي يقوم بها الإسرائيلي العادي غير صحيحة لأنه يفحص فقط المخاطرة المعروفة – هجوم المخربين على إسرائيل. هو يتجاهل الأخطار الجديدة وغير المعروفة، التي هي كما يبدو أسوأ بكثير.

ميزة الديمقراطيات في الحرب. أحد الأخطار الأساسية هو فقدان الديمقراطية الإسرائيلية، لأن الاحتلال لا يتساوق مع قيم الديمقراطية. ليس عبثاً أن أي دولة ديمقراطية أخرى لا تدافع عن نفسها بوساطة الاحتلال. رغم أنه يوجد عدد من الديمقراطيات التي وجودها مهدد مثل أوكرانيا وتايوان وكوريا الجنوبية.

في إسرائيل يستمرون في دفن رؤوسهم في الرمل وكأنه يمكن الحفاظ على قيم الديمقراطية داخل حدود الخط الأخضر، وفي الوقت نفسه حرمان ملايين الفلسطينيين من حقوق الإنسان. ولكن هذا كذب على الذات. لا يمكن مواصلة خداع أنفسنا بأن الاحتلال المتواصل هو حل ديمقراطي مشروع، لأنه لا يوجد مثل هذا الحل.

الضرر المتراكم على الديمقراطية في إسرائيل انكشف منذ بداية 2023 مع محاولة الانقلاب النظامي.

يمكن الاعتقاد بأنه في المقارنة بين المس بالديمقراطية والمس بالأمن فإن الأمن هو الذي يتغلب. لكن هذا أيضاً وهم ذاتي.

وجود إسرائيل كدولة ديمقراطية أمر حيوي لأمنها. أولاً، أجزاء كبيرة في النخبة الأمنية والتكنولوجية والإبداعية في إسرائيل لن يكونوا مستعدين لخدمة دولة غير ديمقراطية.

ثانياً، على مدى التاريخ الديمقراطيات تقريباً دائماً انتصرت في المعارك بفضل المزايا الأصيلة فيها.

الدول التي تحافظ على حرية التعبير هي دول أكثر ابتكاراً وتكنولوجيا.

حرية التعبير تمكن من الانتقاد الداخلي وإصلاح نقاط الضعف، ما بشكل عام يتساوق مع الاقتصادات الأقوى التي تدعم جيوشاً أقوى.

في نهاية المطاف فإن دافعية الجنود الذين يذهبون للدفاع عن دولتهم بشكل حر، أعلى من دافعية الجنود الذين يحركهم الخوف.

أيضاً الدعاية لن تساعد. المخاطرة الرئيسة الثانية، التي توجد في هذه الأيام، هي فقدان إسرائيل لمكانتها الدولية.

لا يمكن الاستخفاف بخطورة هذه المخاطرة، في الوقت الذي فيه حتى الصديقة الكبيرة لنا، الولايات المتحدة، تعيق تزويد إسرائيل بالسلاح.

محظور أيضاً تجاهل التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في معظم الجامعات الأميركية الفاخرة، التي يتربى فيها جيل القادة القادم.

لا شك في أنه في هذه التظاهرات تندمج اللاسامية مع مناهضة إسرائيل.

بعد أن أساءت إسرائيل لسمعتها خلال عشرات السنين كدولة محتلة، من السهل تذكر التعاطف الدولي الذي حصلت عليه إسرائيل فقط قبل ثلاثين سنة عند التوقيع على اتفاق أوسلو كي ندرك أن اللاسامية في العالم لم تتغير، لكن المشاعر تجاه إسرائيل مرت بانقلاب سلبي 180 درجة.

للأسف، إسرائيل توجد الآن في نقطة استراتيجية فيها استمرار احتفاظها بالمناطق يعرض للخطر تحالفاتها الدفاعية الدولية.

الخيار الأسوأ الذي ذهبنا نحوه هو أن نتعرض لمخاطرة دولة «حماستان» أو مخاطرة الحرب الشاملة: كلما تحالفات إسرائيل الدفاعية ضعفت فإن المخاطرة بأن تتم مهاجمتها من قبل محور إيران تزداد، كما شاهدنا ذلك في استعداد إيران لإطلاق الصواريخ بشكل مباشر نحو إسرائيل.

--------------------------------------------

 

إسرائيل اليوم 13/5/2024

 

 

"حـــمـــاس" لــــن تـهـــزم دون بــديــل لحكمـهـــا

 

 

بقلم: يوآف ليمور

 

كانت هذه نهاية أسبوع قاسية: في الجنوب ستة قتلى في نشاط للجيش الإسرائيلي في حي الزيتون، وفي الشمال، هجمة حزب الله التي أحرقت سلسلة تلال رميم.

لقد كانت هذه الأحداث تذكيراً للوضعية المعقدة التي تتصدى فيها إسرائيل لجبهتي القتال الأساسيتين لها.

النشاط في الزيتون بدأ بعد أن وصلت معلومات عن أن حماس ترمم بناها التحتية في الحي.  هذه مسيرة تجري في عدة مناطق في غزة سبق للجيش الإسرائيلي أن عمل فيها بما في ذلك في خان يونس.

من اللحظة التي تخرج فيها القوات، يعود نشطاء حماس المسلحون إلى المنطقة ويثبتون فيها سيطرتهم.

قادة جدد يعينون بدل أولئك الذين قتلوا، وتبدأ مسيرة إعادة بناء للبنى التحتية، بما في ذلك الأنفاق وخطوط الدفاع لأجل صد هجمات مستقبلية.

خمسة من مقاتلي الناحل الذين قتلوا يوم الجمعة أصيبوا بعبوة ناسفة في الزيتون.

كان هذا تجسيداً محلياً لما يحصل في المنطقة التي يخليها الجيش الإسرائيلي، لكن أيضاً تجسيداً لحقيقة أنه لا يوجد فراغ. فرفض الانشغال بـ «اليوم التالي» يكلف دماً غالياً: بدلاً من أن يدخل محفل آخر إلى المناطق التي سبق لإسرائيل العمل فيها، حماس تعود إليها وإسرائيل تكون مطالبة بأن تعمل فيها من جديد.

سيستمر هذا الوضع طالما لم تصح الحكومة وتغير الاستراتيجية. أمس وزعت مناشير في جباليا دعت الآلاف الذين عادوا إلى مخيم اللاجئين للمغادرة. كإعداد للعملية. فمعقول أن تجرى حملات مشابهة في أحياء أخرى من غزة.

في إسرائيل يأملون بأن تساعد العمليات في تشديد الضغط على حماس، ولعلها أيضاً تسمح بالتقدم في المفاوضات لتحرير المخطوفين.

لكن طالما كانت هذه حملات موضعية دون خطة واسعة، فإن حماس لن تهزم.  هزيمتها تتاح بخلق بديل لحكمها.

هذا هو الأمر الذي يخشاه السنوار: أن يحرص أحد ما آخر على أن يوزع للسكان الغذاء ويهتم بالتعليم وبالصحة.

إلى جانب الأعمال المعادة في شمال القطاع أعلن الجيش الإسرائيلي عن نيته توسيع الأعمال في رفح أيضاً.

في هذه الأثناء، وبخلاف التصريحات العلنية للحكومة فإنها لم تقرر احتلالاً كاملاً للمدينة بل أعمالاً مركزة فقط.

توجد ثلاثة أسباب لهذا الحذر: الخوف على حياة المخطوفين المحتجزين في رفح، الرغبة في الامتناع عن المس بأكثر من مليون لاجئ فلسطيني يتجمعون في المدينة والخوف من احتدام الأزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة ومصر.

في القاهرة قلقون جداً من الأعمال الإسرائيلية في رفح. في أعقاب السيطرة على معبر رفح أوقف المصريون نقل المساعدات عبر المعبر وبالتوازي عززوا القوات على طول الجدار الحدودي خوفاً من أن يحاول مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين الفرار إلى سيناء.

سيناريو الرعب المصري هذا ليس بلا أساس: فلحماس توجد مصلحة في تحقيقه لأجل تعظيم الفوضى والمعضلة الإسرائيلية.

ولأجل عدم خدمة حماس، على إسرائيل أن تنسق المواقف مع القاهرة ومع واشنطن.  هذا يجري في الجانب الأمني - قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل كوريللا غادر أمس إسرائيل بعد زيارة عمل أخرى – وأقل في المستوى السياسي.  التصويت في الأمم المتحدة على رفع مستوى مكانة السلطة الفلسطينية كان إشارة تحذير للتسونامي السياسي الذي سيقع إذا ما واصلت إسرائيل ضرب رأسها في الحائط.

كما أن تقرير وزارة الخارجية الأميركية عن أنه جرى استخدام غير مناسب لسلاح أميركي يجب أن يقلق أصحاب القرار بسبب ما فيه من سابقة وإن كان ينبغي الأمل بأن حقيقة أنه لم يترافق وأمثلة ستؤدي إلى تحرير إرساليات السلاح المجمدة. العقدة في الجنوب تؤثر مباشرة أيضاً على الوضع في الشمال. مع أن الجيش صعد القتال ضد حزب الله لكنه أجيب بالعملة ذاتها.

ليس لإسرائيل في هذه اللحظة حل للعقدة مع حزب الله، ولهذا فإنها لا تطرح أيضاً أي حل لعشرات آلاف المخلون من بيوتهم.

حقيقة أن الحكومة لم تجرِ حتى الآن أي بحث استراتيجي في الموضوع يؤدي على الأقل إلى تحسين العناية بالمواطنين وبالأعمال التجارية – هي تقصير يخلط تلبد الأحاسيس مع فقدان الطريق.  وكل هذا يحصل عشية يوم الذكرى، التي هي أصعب ما شهدناه في تاريخ الدولة.

فإلى جانب مئات المواطنين من ضحايا الأعمال العدائية، معظمهم في هجوم 7 أكتوبر أضيف 620 ضحية للجيش فقط في الحرب الحالية منهم 14 في الأسبوع المنصرم: 4 في هجوم الهاون في كرم سالم، 6 في غزة، 3 في الشمال و1 في الضفة.

هذا الثمن الباهظ هو تذكير يومي بصراع لا ينتهي فرض علينا خوضه على هذه البلاد. على منتخبي الجمهور وقادة جهاز الأمن أن يفعلوا كل شيء كي نكون حقاً جديرين بالشهداء وكي نعيد أكبر قدر ممكن من الهدوء وسواء العقل في إسرائيل.

--------------------------------------------

 

هآرتس 13/5/2024

 

 

في "يوم الذكرى" هذه السنة يجب

 

 

أن نتذكر الجميع: موتانا وموتاهم أيضاً

 

بقلم: جدعون ليفي

اليوم سأتذكرهم جميعا، سأتذكر العريف جدعون بخراخ، الذي سميت على اسمه. سأقف بصمت عند سماع الصافرة، لذكراه وذكرى كل شهداء معارك اسرائيل ؛ سأفكر في قتلى حفلة نوفا وبلدات الغلاف والمخطوفين والجنود الذين قتلوا في قطاع غزة. ولكن في نفس الوقت لا يمكنني عدم التفكير بالمصابين في العمليات العدائية لاسرائيل، الفلسطينيون من سكان غزة والضفة الغربية. سأقف ايضا بصمت لذكراهم.

"شعب اسرائيل سيتذكر أبناءه وبناته". ويجب ايضا تذكر بشكل خاص في هذه السنة عشرات الآلاف من ابنائهم وبناتهم لا يمكن أن "نحزن على زيف المجهولين ورغبتهم في البطولة وقدسية الرغبة والتضحية لدى من قتلوا في المعركة الثقيلة. ايضا عشرات آلاف القتلى في غزة هم ابطال مجهولون، كانت لديهم رغبة في البطولة وحتى في قدسية الرغبة والتضحية بالنفس. شعب اسرائیل سيتذكرهم ايضا.

لهم لا يوجد يوم ذكرى، ولا يوجد ايضا من يخلد ذكرى الشهداء لديهم. حتى عدد كبير منهم لا يوجد لهم قبور هم تم دفنهم في قبور جماعية على جوانب الشوارع وتحت انقاض بيوتهم. عائلات كاملة تم محوها، 15 ألف طفل قتلوا كيف يمكننا الوقوف غدا بصمت لذكرى ابنائنا وأن لا نفكر للحظة ايضا بأبنائهم. يوم ذكرى يتجاهل عشرات آلاف الابرياء الذين قتلوا في الاشهر السبعة الاخيرة في قطاع غزة، لا يعتبر يوم ذكرى كامل هو يوم ذكرى قومي متطرف. يوم ذكرى انتقائي في السنة التي وصل فيها عدد القتلى الفلسطينيين الى ابعاد تثير الاشمئزاز، معظمهم من النساء والاطفال، فانه لا يحق لنا التفكير بأنفسنا وتذكر امواتنا فقط حتى لو كانت كارثة اسرائيل اثقل من أن تحتمل بالارقام نحن اقلية أمام اسراب دماءهم. يجب أن لا يعتبر هذا الامر ظلم بالنسبة لى، لكن لا يسعني في الغد إلا أن افكر ايضا بضحاياهم، عشرات آلاف الاشخاص الذين قتلوا بدون أي ذنب.

أنا لا يمكنني عدم التفكير بالثلاثين قتيلا الاخيرين منهم، الذين قتلوا في يوم الجمعة ويوم السبت على مداخل رفح، وتم احضار جثثهم صباح أمس الاول الى مستشفى الاقصى في دير البلح بينهم ثلاثة اطفال المشاهد في قناة "الجزيرة"، المحظورة، كانت مخيفة. قدم ويد تظهر من كيس بلاستيكي ابيض، يد حية تمسك بيد ميتة وترفض تركها. أب يقبل وجه ابنه الميت. هكذا جلسوا أمس على الارض في المستشفى وتذكروا موتاهم الاخيرون حتى الآن، والبعيدين عن أن يكونوا امواتهم الاخيرين حقا لا يمكن في يوم الذكرى أن لا نفكر بهم ايضا. حتى لو كانت بلادك اغمضت عينيها واغلقت قلبها بالكامل تجاههم.

هكذا سيكون يوم الذكرى بالنسبة لي في هذه السنة. ذكرى شهدائنا وذكرى شهدائهم. لا يمكنني خلاف ذلك، لا سيما في هذه السنة. لا يجب مقارنة مستوى العدالة والظلم بين الشعبين من اجل فهم أن الكارثة حلت بهما. لا يجب ايضا الدخول الى لعبة اللوم: الابرياء هم ابرياء، ومثل هؤلاء قتل الآلاف فى الطرفين. عضو الكيبوتس من نير عوز والمستجم في حفلة نوفا واللاجيء من جباليا، جميعهم قتلوا عبثا يمكن بالتأكيد تذكرهم جميعا. الشخص يتذكر قبل كل شيء الموتى الذين عرفهم، بعد ذلك الموتى من أبناء شعبه. هناك مكان ايضا لتذكر الموتى في الطرف الثاني. بقاياهم تجولوا أمس وهم لا يلوون على أي شيء في ارجاء القطاع، يهربون من مكان "آمن" الى مكان آمن آخر. الى أن وصلوا الى رفح اضطر 100 ألف منهم الى الهرب منها ايضا الى أن عادوا الى انقاض جباليا، التي هرب اليها آباءهم في 1948، والجيش أمرهم أمس بأن يقوموا باخلائها مرة اخرى. يوم الذكرى فى هذه السنة يتميز ايضا بأنه يوم ذكرى مؤقت الكثير من القتلى على الطريق. لا يوجد اليوم في غزة شخص واحد آمن. ايضا في اسرائيل الخطر بعيد عن الزوال.

يوم الذكرى في هذه السنة سيكون الاصعب. وبالذات بسبب ذلك يجب أن نتذكر الجميع موتانا وموتاهم ايضا.

--------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس 13/5/2024

 

 

الكارثة لن تمنع العالم من رؤية إسرائيل كما هي

 

 

بقلم: حجاي العاد

 

من يريد أن يرى فإن الحقيقة أدهشت العيون في العام 1955: "هم ينظرون الى العرب، الذين ما زالوا هنا بصورة التي بحد ذاتها تكفي لتجنيد كل العالم ضد اسرائيل"، كتبت حنه ارنديت. ولكن هذا كان في العام 1955، تقريبا بعد عشر سنوات على الكارثة كارثتنا الكبرى وفي نفس الوقت سترة الحماية للصهيونية. لا، ما شاهدته ارنديت في القدس لم يكن كافيا في حينه من اجل تعبئة العالم ضد اسرائيل.

لقد مرت منذ ذلك الحين 70 سنة تقريبا. خلال ذلك اسرائيل أدمنت، سواء على نظام التفوق اليهودي على الفلسطينيين أو على قدرتها في استخدام ذكرى الكارثة كي لا تجند الجرائم التي ترتكبها العالم ضدها. بنيامين نتنياهو لم يخترع أي شيء، سواء الجرائم أو استغلال الكارثة كي يستفز ضمير العالم ولكنه رئيس الحكومة منذ جيل تقريبا، وهذه فترة فيها اسرائيل تحت قيادته سارت مسافة طويلة نحو مستقبل فيه الشعب الفلسطيني تم محوه من منصة -التاريخ بالتأكيد اذا كانت هذه المنصة هي فلسطين، الوطن التاريخي.

كل ذلك ليس فقط يتم تنفيذه بالتدريج، دونم آخر وعنزة اخرى ، بؤرة استيطانية اخرى ومزرعة اخرى ، بل في النهاية ايضا تم الاعلان على رؤوس الاشهاد في قانون الاساس: القومية من العام 2018 ، وحتى الخطوط الاساسية للحكومة الحالية، وعلى رأسها القول إنه "للشعب اليهودي الحق الحصري غير القابل للتصرف في كل ارض اسرائيل". الحقيقة هي أن الاتفاق السياسي بين اليهود في اسرائيل على هذا الموقف وهذا الحلم هو كاسح واوسع بكثير من الدعم لنتنياهو نفسه لأنه في نهاية المطاف من هنا بالضبط لم تعجبه العملية العبقرية عشية ٧ اكتوبر 2023 ، التطبيع مع السعودية، بهدف نقش في وعي الفلسطينيين حقيقة أنهم شعب مهزوم؟

لكن الفلسطينيين المصممين لم ينزلوا عن المنصة. فبطريقة معينة، مع مرور السنين والقمع والمستوطنات والمذابح في الضفة، و"الجولات" على غزة وعنف الجيش وغياب العقاب والتهجير في القدس وفي النقب وفي غور، الاردن، في الواقع في كل مكان يحاول فيه الفلسطيني التمسك بأرضه، مع مرور سنوات كثيرة ودماء كثيرة وجرائم كثيرة، بدأت الخدعة التي اعيد تدويرها لدعاية اسرائيل في فقدان تأثيرها. حيث أن الحقيقة الساذجة هي أنه ليس كل من يعتبر الفلسطينيين بشرا لهم حقوق، معاد للسامية.

في هذه الاثناء جاءت الحرب في غزة بالدمار التوراتي الذي الحقناه بالقطاع وعشرات آلاف القتلى الفلسطينيين. الكثير من الدماء والخراب، حيث أن سؤال هل الحديث يدور عن ابادة جماعية بدأ يفحص بجدية فى محكمة العدل الدولية. حسب ارنديت فان ما نفعله بالفلسطينيين، الذين ما زالوا في غزة حتى الآن لا يجند العالم ضد اسرائيل. ولكن العالم اصبح يسمح لنفسه بالتفكير في ذلك بصوت عال.

كل ذلك حتى الآن لا يجعلنا نعيد النظر في الطريقة التي "ننظر فيها الى العرب". وبدلا من ذلك نحن نعود ونحاول تضخيم من جديد بالون الدعاية القديم. اذا كان نتنياهو اعلن في العام 2009 بأن التحقيق في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي هو "لاسامية" (الامر الذي لم يوقف التحقيق)، وفي العام 2021 قرر بأن الامر يتعلق بـ "لاسامية نقية" (الامر الذي لم يوقف التحقيق)، فانه قبل اسبوع انتقل للصراخ بشأن "جريمة كراهية لاسامية".

نتنياهو كالعادة يربط بين الكذبة والكذبة بعدد من الامور الحقيقية. في خطابه عشية ذكرى يوم الكارثة في "يد واسم"، قال امور حقيقية عندما وصف محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بالجسم الذي اقيم على خلفية الكارثة وفظائع اخرى من اجل ضمان "عدم تكرار ذلك مرة اخرى. ولكن بوقاحة استثنائية، اذا فكرنا للحظة بالمكان والزمان الذي قيلت فيه هذه الاقوال فان كل ما قاله نتنياهو حول هذه الجملة كان كذب. بالاساس عندما قال إنه اذا تم اصدار أمر اعتقال ضده، فان هذا الامر "سيلطخ بلطخة لن تمحى مجرد فكرة العدالة والقانون الدولي" الحقيقة هي أن اللطخة التي ستقوض أسس القانون الدولي هي حقيقة أنه حتى بعد سنوات من التحقيق لم يصدر بعد، حسب معرفتنا، أي أمر اعتقال ضد نتنياهو أو ضد مجرمي حرب آخرين في اسرائيل، الذي رغم أن اسرائيل تنفذ في وضح النهار منذ عشرات السنين جرائم ضد الفلسطينيين، التي هي سياسة حكومية، جرائم تحصل على شرعنة المحكمة العليا، التي هي محمية برأي مستشارين قانونيين، ويتم طمسها من المدعين العامين. ورغم أن كل ذلك مكشوف ومعروف وتم نشره، إلا أنه لا أحد تتم معاقبته بسبب ذلك، سواء في اسرائيل أو في الخارج حتى هذه المرحلة. نحن نقترب من اللحظة، وربما تكون قد جاءت، التي فيها ذكرى الكارثة لن توقف العالم عن رؤية اسرائيل كما هي اللحظة التي فيها الجرائم التاريخية التي ارتكبت ضد شعبنا ستتوقف عن خدمتنا مثل قبة فولاذية امام تقديم الحساب عن جرائم نرتكبها في الوقت الحالي ضد الشعب الذي نتقاسم معه الوطن التاريخي. حتى لو تباطأت هذه اللحظة فانه من الجيد أن تأتي. اسرائيل بدون كارثة، لكن هل صورتها محمية على يد عباقرة الاعلام يوسف حداد وايلاه ترفلز؟ هل هذا جدي؟ ربما يفضل فتح العيون وتبني نظرة مختلفة تجاه الفلسطينيين رؤيتهم كبشر متساوين. هذا بالتأكيد درس جدير اكثر بالكارثة. ربما أرنديت كانت ستوافق على ذلك.

--------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

معهد بحوث الأمن القومي 13/5/2024

 

هل تتحول إسرائيل إلى ساحة صراع بين اليهود والوسط العربي؟

 

 

بقلم: أفرايم ليفي ومئير الرانوتومر بادلون

 

بعد مرور سبعة أشهر على هجوم حماس واندلاع الحرب في قطاع غزة واستمرار التوترات الأمنية على مختلف الساحات، يتواصل الهدوء في العلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل، بما في ذلك في المدن المعنية. وحتى الآن، لم تتحقق المخاوف التي أثارها الجهاز السياسي والأمني ​​من اندلاع صراعات واسعة بين اليهود والعرب على خلفية الحرب، خصوصاً في رمضان وعيد الفطر. ومن الناحية العملية، فإن أغلبية الجمهور العربي ترغب في مواصلة روتينها اليومي كأقلية متكاملة في إسرائيل، في حين تستمر في رفض حماس ومسارها. لكن في واقع حالة الطوارئ المستمرة، تظهر مخاطر قد تضر باستقرار العلاقات بين العرب واليهود، وتؤدي إلى تدهورها إلى حد الصدامات العنيفة. ومن العوامل التي قد تسبب ذلك: المشاعر الصعبة التي يثيرها حجم الضحايا، والدمار والكارثة الإنسانية في القطاع لدى المواطنين العرب في إسرائيل، والشعور المتزايد بالغربة بينهم تجاه الدولة والأغلبية اليهودية، والضرر الذي لحق بشعورهم بالأمن الشخصي نتيجة للجريمة، والوضع الاقتصادي، والقيود المفروضة على حرية التعبير. وتقع على عاتق سلطات الدولة مسؤولية تحييد العوامل التي تهدد استقرار العلاقات مع المجتمع العربي، والعمل على تعزيزها استشرافاً للمستقبل، سواء في السياق الداخلي أو في سياق تعزيز حل الصراع مع المجتمع العربي.

يركز هذا المقال على تحليل العوامل التي قد تقوض روتين العلاقات بين الأقلية العربية والأغلبية اليهودية في البلاد. وسنشير هنا إلى سبعة مكونات رئيسية:

1 –   الإشارة إلى الضحايا والدمار والكارثة الإنسانية في قطاع غزة

يتعرض الجمهور العربي الفلسطيني في إسرائيل لمشاهد الدمار والكارثة الإنسانية في قطاع غزة، ويتأثر بها بشكل كبير. وبينما تترسخ هذه الصور في وعيه، فإن ارتباطه بنضال الدولة من أجل تفكيك البنية التحتية للإرهاب الإسلامي في قطاع غزة قد يضعف. ورغم أن أغلبية الجمهور العربي لا تتعاطف مع حماس، فإن الكثيرين لا يبررون قوة الرد العسكري الإسرائيلي والأذى الذي لحق بالسكان المدنيين في قطاع غزة، ويعتبرون ذلك بمثابة صدى لـ “النكبة”. الخطاب السائد في الجمهور العربي هو أن دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح سيؤدي إلى تفاقم معاناة سكان غزة بشكل كبير. ومع استمرار المأساة الإنسانية في قطاع غزة، سيزداد الغضب في الجمهور العربي وستنشأ رغبة في الاحتجاج ضد الحرب. وبصرف النظر عن الإدانات القاسية التي سمعت من القادة والمنظمات العامة العربية لتوسيع المساعدات الإنسانية لغزة، فقد تكون هناك أيضاً تعبيرات احتجاج، مثل المظاهرات والإضرابات، التي قد تتحول إلى أعمال عنف. وقد ظهرت بوادر ذلك في المسيرات التي نظمت في بعض البلدات بمناسبة يوم الأرض (30 مارس/آذار)، احتجاجاً على الأوضاع في قطاع غزة ودعوات لوقف الحرب.

2 – شعور متزايد بالاغتراب تجاه الدولة والأغلبية اليهودية

إن إشارة وزراء الحكومة إلى أحداث نيسان/أبريل وأيار/مايو 2021 على أنها “انتفاضة داخلية”، وتأطير مكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي على أنها “حرب” ضد “عدو داخلي”، خلقت صورة متحيزة للواقع. ويتجلى هذا الموقف المتطرف أيضاً في مطالبة وزراء اليمين المتطرف بفرض قيود على صلاة العرب في شهر رمضان الأخير. إن مثل هذا السلوك يشوه صورة المجتمع العربي كعدو، ويعمق شعوراً بالغربة لدى المواطنين العرب، بما قد يعزز العناصر القومية والدينية المتطرفة في المجتمع العربي.

ما يقرب من نصف الجمهور العربي، 47 في المئة، يشعرون أن العلاقات بين اليهود والعرب تغيرت نحو الأسوأ منذ اندلاع الحرب.

3 – الإضرار بالشعور بالأمن الشخصي

وبعد الانخفاض الحاد في عدد جرائم القتل في المجتمع العربي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب، عادت أبعاد الظاهرة إلى سابق عهدها. هذه هي القضية الأساسية التي تقلق المجتمع العربي، الشاهدة على الإهمال المستمر في التعامل مع الجريمة من قبل الشرطة والحكومة. وبالفعل، لم يتم حتى الآن اتخاذ أي خطوات حقيقية للحد من الجرائم الخطيرة، ما يخلق إحباطاً في المجتمع العربي وشعوراً عميقاً بأن الدولة لا تقف إلى جانبهم في هذا الأمر الحيوي. إن تعزيز الجريمة والعنف في المجتمع العربي، ووجود أسلحة كثيرة ومتنوعة، بما في ذلك أدوات الإيذاء الجماعي من قبل التنظيمات الإجرامية (بنادق آلية، طائرات بدون طيار تحمل عبوات ناسفة، قنابل يدوية، عبوات ناسفة، صواريخ، قاذفات قنابل يدوية)، يشكل تهديداً على الأمن القومي، خاصة عندما تكون وكالات إنفاذ القانون محدودة في قدرتها على مواجهة التحدي.

ويمكن التقدير أن الشعور بالأمن الشخصي قد تضرر أيضاً بسبب التخفيف الأخير في إجراءات ترخيص الأسلحة النارية، ما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين يحق لهم حيازة الأسلحة. وقد تزيد هذه الظاهرة من فرص ارتكاب الأخطاء والتعامل مع كل حادثة إطلاق نار على أنها عمل إرهابي، وبالتالي الإضرار بغير المتورطين.

أكثر من نصف الجمهور العربي، 56 في المئة، أي أكثر من ضعفي القطاع اليهودي، ذكروا أن إحساسهم بالأمن الشخصي هذه الأيام منخفض أو منخفض للغاية.

4 – تفاقم الوضع الاقتصادي

أضرت الحرب بالرفاهية الاقتصادية للعرب في إسرائيل. وتشير المعطيات إلى أن الضرر في الوسط العربي أكبر منه في أي قطاع آخر. وبحسب تقرير بنك إسرائيل، ارتفعت نسبة البطالة في هذا القطاع مع اندلاع الحرب، خاصة بين الرجال. وانخفضت نسبة توظيفهم خلال هذه الفترة بنسبة 27 في المئة مقارنة بـ 11 في المئة بين الرجال اليهود. وحتى في بداية عام 2024، عندما سُجل انتعاش في سوق العمل، سُجل انتعاش أبطأ بين الرجال العرب، حتى لو تمكن من الاقتراب من مستواه عشية الحرب. وارتفع معدل تشغيل الرجال العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و64 عاماً في بداية العام إلى 75.7 في المائة، وهو قريب من المستوى المسجل عشية الحرب. ويؤدي التغيب عن العمل في الأعمار الصغيرة إلى تفاقم ظاهرة عدم النشاط لدى الشباب.

إن الحضور الكبير للرجال العرب في صناعة البناء والتشييد، والذي عانى من تباطؤ كبير في الأشهر الأولى من الحرب، أثر بشكل كبير على توظيف الرجال العرب. وفي الصناعات الأخرى، عانى التوظيف العربي من الاهتمامات المتبادلة للعمال اليهود والعرب. وبحسب الاستطلاعات التي أجريت، أعرب الطرفان عن قلقهما من أن تضر الاجتماعات في العمل، بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، بسلامتهما الشخصية. وهذا له أيضاً تأثير سلبي على الشركات العربية غير المدرجة في بيانات البطالة. ويشكو هؤلاء من انخفاض كبير في الطلب من المجتمع اليهودي، في ظل الدعوات على شبكات التواصل الاجتماعي لمقاطعة الشركات العربية.

كما أن التخفيضات الأفقية في الوزارات الحكومية، التي أضرت بالخطة الخمسية للمجتمع العربي، ألحقت أضراراً تصل إلى 15 في المائة من الميزانيات المخصصة للقطاع، والتي كانت مخصصة لمعالجة سنوات من الإهمال. ستؤدي هذه التخفيضات على المدى القصير إلى الإضرار بالمجتمع العربي، وعلى المدى الطويل أيضاً إلى الإضرار بالدخل القومي واقتصاد إسرائيل.

5 – تفاقم القيود المفروضة على حرية التعبير وتزايد الشعور بالاضطهاد

في المجتمع العربي شعور بالاضطهاد من جانب الحكومة، بما في ذلك الآليات المنوطة بإنفاذ القانون. بالنسبة لها، تثبت البلاد كل يوم أنها ليست ديمقراطية، على الأقل ليس بالنسبة لها. يُنظر إلى المراقبة الدقيقة التي تقوم بها وكالات إنفاذ القانون على المنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة الشخصيات المؤثرة، مثل البروفيسورة نادرة شلهوب كيفوركيان، على أنها تهدف إلى الحد من حرية التعبير والحرية الأكاديمية. هذا، بالإضافة إلى تقارير عن الإقصاء الدائم للطلبة العرب من مؤسسات التعليم العالي، وإنهاء عمل العرب في مختلف قطاعات التوظيف.

6 – الاستفزازات والمضايقات من قبل العناصر القومية المتطرفة – العرب واليهود

بشكل عام، المجتمع العربي لا يوافق على الأيديولوجيات المتطرفة ولا يدعم الأعمال الإرهابية التي قام بها عرب إسرائيليون مؤخرًا. ومع ذلك، هناك مجموعات متطرفة قريبة لها حضور بين الشباب وعلى شبكات التواصل الاجتماعي. وهناك مخاوف من أنه مع إطالة أمد الحرب، ستحدث أعمال احتجاجية واضطرابات، ما سيؤدي إلى صراعات بين العناصر المتطرفة والقومية والدينية، التي ستسعى لتعزيز أجندتها الأيديولوجية، وكذلك الشباب ذوي الخلفية الإجرامية، الذي سيسعى لاستغلال الوضع لأغراض إجرامية.

ومن بين اليمين اليهودي المتطرف، هناك عناصر ذات موقف معادٍ للعرب بشكل واضح، حيث ترى المواطنين العرب كجزء من “العدو” الفلسطيني، ويتم إضفاء الشرعية عليهم من قبل كبار المسؤولين. وقد يأخذ هؤلاء القانون بأيديهم ويواجهون الجماعات العربية بدعوى حماية اليهود. إن التسلح الواسع النطاق، منذ بداية الحرب، قد يؤدي إلى تأجيج أعمال عنف خطيرة بين اليهود والعرب. ويتمثل دور الشرطة ووكالات إنفاذ القانون في كبح الجماعات المتطرفة، بموجب القانون، ومنعها من الانجرار إلى أعمال شغب متبادلة.

45 في المئة من الجمهور العربي أكثر قلقاً بشأن التوترات الاجتماعية القومية داخل إسرائيل، وحوالي 28 في المئة أكثر قلقاً بشأن التهديدات الأمنية التي تواجه البلاد من الخارج.

 7- تأثير شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العربية الأجنبية على الحالة المزاجية

القنوات التلفزيونية الإسرائيلية ليست المصدر الرئيسي للمعلومات الإخبارية للجمهور العربي. ويرتبط نحو نصفها بأطباق فضائية خاصة، وتستقبل الأخبار عبر وسائل الإعلام الأجنبية باللغة العربية، وفي مقدمتها قناة “الجزيرة” من قطر، وقناة “مساواة” التجارية من رام الله، والتي تستهدف السكان العرب في إسرائيل. وتعرض الجمهور العربي عبر هذه القنوات لمعلومات تفصيلية عن حجم الضحايا وحجم الدمار في القطاع، وهو ما لا تعرضه القنوات الإسرائيلية.

في شبكات التواصل الاجتماعي لدى المجتمع العربي، يبدو التركيز واضحًا على الألم والتعاطف تجاه سكان قطاع غزة. واتسم الخطاب بالغضب من الإجراء الإسرائيلي، وفهم مسار “المقاومة” كوسيلة للتحرر من الاحتلال. وعبر شبكات التواصل، يتم التضامن مع سكان قطاع غزة والدعوة للتفكير بهم خلال الصلوات بشكل عام، وفي شهر رمضان بشكل خاص.

 

ملخص وتوصيات

 

إن علاقة الدولة والأغلبية اليهودية بالمجتمع العربي تتعلق مباشرة بالأمن القومي. ويكمن الخطر الاستراتيجي الآن في التدهور إلى العنف المتبادل، الذي قد يحول البلاد إلى ساحة صراع بين اليهود والعرب. وتقع على عاتق سلطات الدولة مسؤولية تحييد العوامل التي تهدد استقرار العلاقات مع المجتمع العربي، والعمل على تعزيز العلاقات، استشرافاً للمستقبل، وذلك على أساس الاعتراف بأن هناك علاقات تقوم على ضبط النفس، من أجل تفعيل تسوية مستقبلية محتملة بين إسرائيل والفلسطينيين بعد الحرب.

لذلك، لا بد من القيام بخطوة لها تأثير نفسي للحفاظ على الاستقرار الداخلي. وسيكون لتوسيع المساعدات الاقتصادية للسلطات المحلية والشركات العربية والمحتاجين أثر إيجابي. هذا بالإضافة إلى تجنب الإفراط في فرض القيود على حرية التعبير، وزيادة مكافحة الجريمة والعنف، وكبح جماح العناصر المتطرفة على الجانبين، ومنع المضايقات والمواجهات المتبادلة التي من المحتمل أن تشتعل.

---------------------------------------------

هآرتس 13/5/2024

 

هل يتحول معبر رفح من ورقة ضد حماس إلى عتبة لدخول السلطة الفلسطينية إلى غزة؟

 

 

بقلم: تسفي برئيل

 

الشرخ بين إسرائيل ومصر آخذ في الاتساع ويهدد العلاقات بين الدولتين، وبدأ يتسرب الأسبوع الماضي من الغرف المغلقة للعلن. ولإزالة الشك، لم يكن الحديث يدور عن “تسريب” أو اقتباس تحليلي، فالإعلان عن رفض مصر التنسيق مع إسرائيل في موضوع إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، نشرته قناة الأخبار “القاهرة” التي تمتلكها المخابرات المصرية.

 موقف مصر الآن، الذي تم الحفاظ على سريته طوال عدة أيام لمنع تدهور العلاقات إلى درجة المس باتفاق كامب ديفيد، أصبح الموقف الرسمي والعلني. غضب مصر لم يفاجئ الولايات المتحدة، وما كان يجب أن يفاجئ إسرائيل. خلال أسابيع أرسلت القاهرة تحذيرات طلبت فيها بشكل حازم، لا سيما من واشنطن، كبح نية إسرائيل اقتحام رفح واحتلال المعبر.

 خوف مصر من اختراق الحدود من قبل مئات آلاف الفلسطينيين الغزيين ليس بجديد. فمصر حذرت من ذلك في أيام الحرب الأولى، لكن رغم ذلك استمرت في تعاونها مع إسرائيل بكل ما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية. وخلافاً للأردن وتركيا، لم تستدع مصر سفيرها من تل أبيب، وحافظت المخابرات المصرية على علاقة وثيقة مع رؤساء الاستخبارات والجيش في إسرائيل، حتى عندما تم إغلاق قناة الاتصال المباشرة مع مكتب رئيس الحكومة. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أوضح منذ بداية الحرب بأن اتفاق السلام ليس محل اختبار أو نقاش. وبهذه الروحية، تم توجيه أجهزة الإعلام في الدولة.

 حدثت انعطافة في الأسبوع الماضي؛ جهات مصرية رفيعة سابقة بدأت تتحدث عن “إمكانية حدوث مواجهة عسكرية مع إسرائيل” إذا اجتاز الجيش الإسرائيلي الحدود نحو شبه جزيرة سيناء، وبأن مصر لا يمكنها المرور مر الكرام على المس بسيادتها من قبل إسرائيل. قرار وقف التعاون مع إسرائيل، بالذات في قضية المساعدات الإنسانية، لا يعتبر سابقة؛ فهو يدل على استعداد القاهرة لاتخاذ خطوات شديدة قد تحدث نزاعاً سياسياً. في الحقيقة، إعلان أمس عن الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي، ليس سوى خطوة إعلانية. ولكن موقف مصر الذي اتخذته بعد ثمانية أشهر يكشف عمق الأزمة.

تمسكت مصر منذ اللحظة الأولى بالتنسيق الكامل مع إسرائيل، رغم أنه كان يمكنها فتح معبر رفح والسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية بدون أي قيود إلى قطاع غزة. مطار العريش أصبح مركزاً لتجمع واستعداد المساعدات من دول كثيرة، وإجراءات الفحص والنقل التي أملتها إسرائيل جرى الحفاظ عليها بحرص كبير. سيطرة مصر على معبر رفح اعتبرت دائماً وسيلة ضغط رئيسية على حماس، وحتى إنها أهم من المساعدات التي حصلت عليها حماس من قطر، لأنه يعد شرياناً رئيسياً لخدمة حماس وأداة إدارة رئيسية للحياة المدنية في القطاع. ولكن منذ أن سيطرت إسرائيل عليه، فقد أهميته وغير الاتجاه. معبر رفح الآن هو الوسيلة التي تستخدمها مصر للضغط على إسرائيل، وليس على حماس، من أجل وقف استمرار العملية في رفح وإعادة المعبر إلى سابق عهده.

 العملية أدت إلى أن عدد الشاحنات الداخلة إلى القطاع انخفض دراماتيكياً، وافتراض مصر هو أن الضغط الدولي، لا سيما الأمريكي، سيجبر إسرائيل على إعادة تقييم احتلال رفح. نظرياً، تستطيع إسرائيل فتح كل المعابر بينها وبين القطاع كي لا تصبح أي أهمية لمعبر رفح. ولكن عندها ستجد نفسها أمام جبهة موحدة لجميع الدول التي تتعاون معها، الغربية والعربية، والتي سترفض التعاون مع هذه الخطوة.

والنتيجة أن خطوة مصر وتهديد أمريكا بتأخير إرساليات السلاح الهجومي، جعلت هاتين الدولتين ترسمان سيرورة الحرب في قطاع غزة على فرض أن إسرائيل لن تتبنى هراءات رئيس الحكومة نتنياهو، التي قررت “المحاربة بالأظافر” حتى ضد مصر. خطوة مصر تعيد إلى رأس الأولويات الحاجة الاستراتيجية بشأن اتخاذ قرار حول منظومة إدارة فلسطينية تبدأ بالعمل فوراً، دون انتظار تطبيق الشعار السحري الذي يسمى “اليوم التالي”.

 صيغة نتنياهو التي بحسبها “سنضطر لانتظار قيام حكومة مدنية في يد فلسطينيين لا يلتزمون بإبادتنا مع أمل حدوثه بمساعدة دول مثل الإمارات والسعودية، التي تريد رؤية السلام والاستقرار” هي صيغة تلاشت في مهدها. وزير خارجية الإمارات محمد بن زايد، تخلى عن قاموس الدبلوماسية المهذب، وقال: “ندين تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حول طلبه منا المشاركة في إدارة قطاع غزة مدنياً، تحت احتلال إسرائيل”.

أكدت الإمارات أن “رئيس الحكومة الإسرائيلية لا يملك قدرة قانونية على اتخاذ مثل هذه الخطوة. ورفضت الدولة الانجرار وراء أي خطة تهدف إلى توفير غطاء لوجود إسرائيل في القطاع”. لا يمكن أن تكون هناك أقوال واضحة وحادة أكثر من ذلك. وكان الرد المصري بنفس الروحية. السحر المزيف الذي يقوم بتسويقه المسؤولون الكبار في إسرائيل حول إمكانية تشكيل تحالف عربي لحكم غزة، لا يصمد أمام اختبار الواقع. والتحالف العربي الوحيد الموجود هو الذي يطلب من إسرائيل إنهاء الحرب وعدم توسيع احتلال رفح.

 والسلطة الفلسطينية أيضاً لا تسارع لتحمل المسؤولية عن القطاع، خصوصاً ببنية تظهرها خاضعة لتعليمات الجيش الإسرائيلي وبدون أدوات سيطرة وإدارة مناسبة ترسخ سيطرتها. محمود عباس ابن الـ 88، الذي أجرى أمس فحوصات في المستشفى، وضع شرطاً رئيسياً لاستعداده لإدارة غزة، وبحسبه يجب أن تكون هذه الخطوة ضمن صفقة سياسية واسعة تضمن الحل السياسي للقضية الفلسطينية.

 قرار الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي، تعزيز مكانة فلسطين في المؤسسة وتوصية مجلس الأمن بإعادة فحص طلب فلسطين الانضمام كعضوة كاملة في الأمم المتحدة، لا يلبي حتى الآن طلب محمود عباس، وإذا اعترفت أيضاً بعض الدول بفلسطين في الأسابيع القريبة القادمة فلن يكون لذلك أي معنى ما دامت الولايات المتحدة متمسكة بالموقف القائل “الاعتراف بالدولة الفلسطينية الآن لن يساعد في مساعي حل الدولتين”. وعلى كل مشروع قرار كهذا فيتو أمريكي مضمون. ولكن واشنطن نفسها لا تملك خطة سياسية أخرى باستثناء إجراء المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، في وقت تدرك أن هذه المفاوضات لا احتمالية لها الآن.

 قبل بضعة أشهر، اقترح محمود عباس أن ترتب الولايات المتحدة والدول الأوروبية لعقد مؤتمر دولي تناقش فيه خطط لتطبيق حل الدولتين بصورة عملية. وأوضح بأن هذا المؤتمر قد يوفر على الأقل في المرحلة الأولى، الشرط السياسي الذي وضعه لدخول السلطة الفلسطينية قطاع غزة. ولكنه مؤتمر لا تستعد الولايات المتحدة للتحدث عنه، فضلاً عن المبادرة. في المقابل، إن توقعات الإدارة الأمريكية بإجراء إصلاحات تلبي تعريف الرئيس الأمريكي لـ “السلطة المحدثة” والتي قد تحصل على دعم أمريكي لإدارة القطاع، لا تتحقق بالفعل.

عين محمود عباس في آذار الاقتصادي محمد مصطفى لتولي منصب رئيس الحكومة الفلسطينية. ومنذ ذلك الحين مر شهران، وظلت خطط الإصلاحات على الورق. فعلى خلفية التطورات في قطاع غزة، وانتقاد الجيش الإسرائيلي لعدم وجود خطة سياسية، والضغط الأمريكي ضد العملية في رفح، وإجراءات مصر التي تصعب المبالغة في خطورتها، فقد بات لا مناص، على الأقل للولايات المتحدة، من إظهار “المرونة الاستراتيجية”، وهو التعبير الذي أخذ من قاموس المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، والموافقة على إدخال السلطة إلى قطاع غزة حتى بدون إجراء إصلاحات حقيقية.

 وحتى لو أزيل هذا اللغم السياسي، ولا يظهر كيف سيكون ذلك، فإن السلطة الفلسطينية بحاجة إلى أكثر بكثير من بضع سيارات مصفحة وسلاح خفيف للقيام بمهماتها. في الواقع، للسلطة بضعة آلاف من الموظفين الذين يحصلون على الرواتب في غزة، الذين يمكنهم البدء في إعادة ترميم جزء من الأجهزة المدنية، لكن لا توجد لديهم قوة شرطة كافية، والقوة الموجودة هناك غير مزودة لمواجهة التحديات الفورية من أجل الحفاظ على النظام. قوات الشرطة الفلسطينية تقوم الآن بإجراء التدريبات العسكرية، في أريحا والأردن، لكنها لن تلبي الاحتياجات القائمة في قطاع غزة.

 لن يتعين على السلطة الفلسطينية إدارة المعارك ضد حماس، فهذه مسؤولية الجيش الإسرائيلي، ولن توافق أي قوة دولية على وجودها في غزة ما لم تكن السلطة هي صاحبة البيت. في الوقت نفسه، ستحتاج السلطة الفلسطينية إلى تمويل كبير بمليارات الدولارات، سواء لدفع الرواتب، وبالأساس لإعادة ترميم بنى تحتية مثل شبكة الكهرباء والمياه وجهاز الصحة. خلافاً للوضع القائم الآن، الذي ترفض فيه دول الخليج المساعدة ما دامت إسرائيل هي المتحكمة بالقطاع، يمكن الافتراض بأن هذه المساعدة ستتحقق مع ضمان وصول الأموال للسلطة الفلسطينية مباشرة وليس من خلال إسرائيل.

 هل ستوافق إسرائيل على مثل هذا الترتيب؟ هل ستحرر أموال الضرائب الخاصة بالسلطة الفلسطينية، بما في ذلك أموال الشريحة الغزية التي هي حتى الآن مجمدة بحساب في النرويج؟ الإجابة على ذلك لدى وزير المالية سموتريتش، مثلما هي ميزانية السلطة الفلسطينية، أكثر مما لدى نتنياهو. لا حاجة إلى تخمين موقف سموتريتش؛ فهو يقول إن أي خطة سياسية في قطاع غزة مرهونة في البداية بـ “خطة سياسية” ستسمح بها. وما دامت البنية السياسية في إسرائيل تقف على حقل ألغام يهدد وجودها، فلا أهمية لفحص مهني بشأن قدرة السلطة الفلسطينية على إدارة قطاع غزة.

---------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 13/5/2024

 

الجيش الإسرائيلي: واقع جباليا سيتكرر في كل مكان بقطاع غزة

 

 

بقلم: يوآف زيتون

 

قبل أربعة أشهر، أعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته على جباليا، المدينة الثانية في حجمها في شمال قطاع غزة، لكنه إنجاز ظهر بأنه مؤقت. في الليلة التي بين أول أمس وأمس، تحت غطاء هجمات “الأحزمة النارية” المسبقة من سلاح الجو، عادت قوات من فرقة 98، التي كانت مخصصة للعمل في رفح، إلى معقل حماس في المدينة المجاورة للحدود مع إسرائيل.

قد يكون الجيش الإسرائيلي يحتل ويطهر، لكن لا شيء يمنع رجال حماس من العودة مع نهاية الأعمال. وهكذا، استأنف المخربون نار الصواريخ من منطقة جباليا إلى “سديروت” المجاورة وإلى عسقلان. على مدى اليوم الأخير، انطلق من هناك أكثر من عشر مقذوفات. معظمها اعترض أو سقط في أراض مفتوحة، لكن أحد الصواريخ أصاب مبنى في عسقلان مباشرة، وألحق جروحاً طفيفة بثلاثة مواطنين، وضرراً جسيماً بشقة. ما لا يقل عن خمسة صواريخ أخرى أطلقت من رفح نحو كرم أبو سالم، وسقطت في أراض مفتوحة أو اعترضت، بعد نار أطلقت من رفح إلى بئر السبع في نهاية الأسبوع.

على نحو يشبه الاجتياح الذي تجريه لليوم الخامس في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة والتي تنفذها قوات من فرقة 99 فإن اجتياح جباليا سيستمر لعدة أيام. تجري الأعمال بالتوازي مع إخلاء أكثر من 100 ألف غزي من المدينة، تبقوا هناك كنازحين. واختلط رجال حماس بينهم وعادوا لإدارة الأمور، عسكرياً ومدنياً.

نتيجة نقل القوات، فإن قوات فرقة 162 مع لواءين فقط “جفعاتي” ولواء 401 مدرعات، تواصل العملية المحدودة قرب جدار الحدود لمنطقة معبر رفح دون الاقتراب من المدينة نفسها. حدّث الجيش أمس معلوماته عن فوهات أخرى وجدها الجنود ودمروها، وأن عشرة مخربين خرجوا من أحد الأنفاق مسلحين. استدعى المقاتلون على الأرض مساعدة جوية، ووصلت طائرة وصفّت المخربين. بالإجمال، حسب معطيات الجيش، تم الهجوم على نحو 150 هدفاً من الجو في اليوم الأخير، بما فيها المناطق التي لا يعمل فيها الجيش الإسرائيلي برياً.

لا تزال فرقة 162 تنتظر إذن المستوى السياسي للعمل في رفح نفسها. لن يكون هذا سهلاً. فإلى جانب جملة من أنفاق تهريب السلاح من سيناء التي يمكن للمخربين أن يختبئوا فيها، هناك نحو مليون غزة لم يتركوا المكان بعد. ثمة إخلاء جزئي بدأ من أحياء الغلاف خارج المدينة الجنوبية في القطاع.

يبين الجيش أن الواقع في جباليا سيكرر نفسه في أماكن أخرى إذا لم يطرأ تغيير جوهري في المستوى السياسي. وقال مصدر رفيع المستوى إنه “ما لم يوجد في القطاع حكم آخر غير حماس، سنجد أنفسنا ننجر إلى واقع نعود فيه المرة تلو الأخرى إلى الأحياء التي سبق أن احتللناها – لكن حماس عادت إليها”.

وكان وزير الدفاع غالانت اقترح قبل خمسة أشهر خطة تمنع هذه الدائرة: نشطاء فتح الذين لا يزال الآلاف منهم يعيشون في القطاع يحكمونه مدنياً ويكونون مسؤولين أيضاً عن حفظ النظام، بينما يسيطر الجيش الإسرائيلي أمنياً – مثل نموذج الضفة. لكن رئيس الوزراء نتنياهو رفض هذه الخطة بضغط من الوزيرين سموتريتش وبن غفير.

---------------------------------------------

 

هآرتس 13/5/2024

 

 

“علينا أن نتجاوز الـ 80 سنة”.. هل سيكررها نتنياهو بعد 7 أكتوبر؟

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

قبل نحو سبع سنوات، جمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نادي الكتب المقدسة “التناخ” وفاجأ المشاركين فيه بتحذير حاد لمستقبل إسرائيل. “وجودنا ليس مفهوماً من تلقاء ذاته”، قال نتنياهو، “دولة الحشمونائيم صمدت نحو 80 سنة، وعلينا أن نتجاوزها”. وعد بأن يفعل كل شيء لحماية الدولة، كي تصل إلى يوبيل المئة. لكن على عادته، عمل نتنياهو عكس ما وعد به. بدلاً من حماية الدولة، عمل على إضعافها وتفكيكها إلى أن وضع وجودها قيد الشك لأول مرة.

منذ عاد إلى الحكم على رأس حكومة الكهانيين والحريديم، كانت مهمة نتنياهو الأولى تفكيك الديمقراطية وتحويل إسرائيل إلى دولة دينية وأوتوقراطية، وشطب وجود الفلسطينيين وحقوقهم. استخف بتحذيرات أن الانقلاب النظامي سيضعف إسرائيل ويجر إلى حرب متعددة الساحات، وسار بعينين مفتوحتين إلى الفخ الذي أعده له زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، في مذبحة 7 أكتوبر. من اللحظة التي نشبت فيها الحرب، ركز نتنياهو على بقائه السياسي كهدف أعلى واستعبد الدولة، اقتصادها ومكانتها الدولية، فأخذت بالانهيار. وهو يمتنع عن تحمل مسؤولية التقصير، ويواصل شقاق الجمهور وانقسامه، ويحث الانقلاب النظامي، ويقود إسرائيل إلى مواجهة محملة بالمصيبة مع الولايات المتحدة برفضه كل تسوية سياسية لـ “اليوم التالي” وبإصراره على العمل في رفح.

إن النتائج القاسية لتسيب نتنياهو واضحة في كل الجبهات. الـ 132 مخطوفاً يجتازون معاناة لا توصف في أنفاق حماس. بلدات الغلاف وحدود لبنان هجرت، ولا أحد يعرف إذا ما ومتى سيعود إليها الإسرائيليون. مسار الملاحة الحيوي إلى إيلات سُد، وشركات الطيران الدولية كفت عن الطيران إلى مطار بن غوريون، وتصنيف إسرائيل الائتماني هبط، والعجز والتضخم المالي يوشكان على التفجر. بات لدى إيران شعور بما يكفي لتطلق مئات الصواريخ والمسيرات إلى إسرائيل، التي لم تتمكن من الدفاع عن نفسها وحدها. إسرائيل تُتهم بالإبادة الجماعية، ونتنياهو مرشح لأمر اعتقال دولي. رئيس الولايات المتحدة جو بايدن أوقف إرساليات السلاح إلى الجيش الإسرائيلي وإدارته قضت بأن إسرائيل خرقت “باحتمالية عالية” القانون الدولي في غزة. والمستوطنون، بتشجيع الحكومة، انطلقوا إلى حملة هدم وثأر بالفلسطينيين في الضفة الغربية.

لكن قبل لحظة من مواصلة إسرائيل اندفاعها نحو تجسيد تحذير نتنياهو إبقاءها على قيد الحياة أقل من دولة الحشمونائيم القديمة، يبقى أمام رئيس الوزراء إمكانية القيام بخطوة حيوية لإنقاذها؛ عليه أن يستقيل ويتحمل المسؤولية عن كارثة 7 أكتوبر وإخفاقات الحرب، ويحرر إسرائيل من أذى حكومة الفظائع التي أقامها. هكذا يكون هناك احتمال لوقف الحرب وترميم الدولة وعلاقاتها الخارجية، كي تحظى بحق الاحتفال بيوبيل المئة.

---------------------------------------------

 

نتينياهو: نتكبّد ثمناً باهظاً في غزة

 

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ إسرائيل تتكبد "ثمنا باهظا ومؤلما"، وتخوض ما سماها "حرب وجود"، متعهدا ًباستمرار الحرب حتى تحقيق الانتصار.

وحسب قوله، فإن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديات لم يواجهها أي جيش حديث، مؤكدا أنه يجب القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أولا، قبل الحديث عن اليوم التالي للحرب.

واعتبر نتنياهو أن جيش الاحتلال يجب أن يدافع عن نفسه، وألا يطلب ذلك من الأميركيين أو غيرهم.

كما أشار إلى أنه سيدمر حماس وسيعيد الأسرى المحتجزين، وهو ما اعتبره الهدف من وراء ممارسة الضغط العسكري، حسب تعبيره.

من جانبه، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الحرب على غزة بأنها حرب لا خيار فيها وستبلور حياة الإسرائيليين لعقود قادمة.

وأكد غالانت أن الحرب ستستمر حتى إعادة من سماهم "الرهائن في غزة" وتفكيك سلطة وقدرات حركة حماس العسكرية.

وتتصاعد الانتقادات الموجهة لنتنياهو وغالانت بسبب عجزهما -بعد مرور أكثر من 7 أشهر على الحرب- عن تحقيق ما أعلناه من أهداف للحرب، وفي مقدمتها تفكيك حماس وإطلاق سراح المحتجزين في غزة.

وفي وقت سابق مساء أمس الأحد، بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في اتصال مع غالانت الوضع في غزة والجهود الجارية لإطلاق سراح المحتجزين.

وقالت الخارجية الأميركية -في بيان- إن بلينكن أكد التزام واشنطن الصارم بأمن إسرائيل والهدف المشترك المتمثل في هزيمة حماس.

وذكر البيان أن بلينكن أكد مجددا معارضة الولايات المتحدة لعملية عسكرية برية كبيرة في رفح.

كما شدد على الحاجة الملحة لحماية المدنيين وعمال الإغاثة في غزة وعلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية.

ودعا بلينكن إسرائيل إلى المساعدة في معالجة تحديات توزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة.

وعلى الرغم من التحذيرات الدولية، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي وسّع نطاق عملياته شرقي رفح، ودعا سكان أحياء أخرى إلى النزوح باتجاه منطقة المواصي (بين رفح وخان يونس)، بذريعة وجود نشاط عسكري لحركة حماس.

وحسب جيش الاحتلال، نزح نحو 300 ألف فلسطيني من شرقي رفح منذ بدء عملياته البرية الاثنين الماضي، في حين شهدت الساعات الماضية تصعيدا كبيرا ولافتا، لا سيما في محاور شمال غزة التي عاد الجيش الإسرائيلي للتوغل فيها مجددا.

---------------------------------------------

 

 

 

 

المواجهة بين بايدن ونتنياهو أمر لا مفر منه

 

 

الكاتب: ديون جونيور

 

هناك خلافات عميقة بين الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة الإسرائيلية، ومصالح سياسية متضاربة.

صحيفة "واشنطن بوست" تنشر مقالاً للكاتب ديون جونيور، وهو أستاذ جامعي حكومي وباحث في معهد بروكينغز، قال فيه إنّ المواجهة بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتمية بسبب الخلافات بينهما التي تفاقمت مع الحرب على غزّة وبسبب اختلاف مصالحهما ووجهات نظرهما السياسية.

المواجهة بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتمية، ووجهات نظرهما بشأن ما يتطلّبه السلام الطويل الأمد في الشرق الأوسط على خلاف دائم، ومصالحهما السياسية في صراع حاد.

إعلان بايدن العلني بأنّ الولايات المتحدة لن تقدّم دعماً عسكرياً لتوغّل كامل في مدينة رفح في جنوب غزة لأنّه سيؤدي إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين المروّع بالفعل، له آثار تتجاوز بكثير سياسات الحملة الرئاسية لعام 2024.

لقد أصبحت القضية الإسرائيلية الفلسطينية حزبية مرة أخرى في الولايات المتحدة، واليوم يقوم نتنياهو وشركاؤه في الائتلاف اليميني بإبعاد الرئيس بايدن الذي كان واحداً من أفضل أصدقاء "إسرائيل" في الولايات المتحدة.

تمسّك بايدن بـ "إسرائيل" خلال أشهر من الهجمات الإسرائيلية على غزة على الرغم من ارتفاع عدد القتلى المدنيين، مما أدّى إلى زيادة الذعر داخل حزبه. لكنّه اكتفى أخيراً. وبينما يصرّ على أنّ الولايات المتحدة ستستمر في تقديم كل المساعدة التي تحتاجها لـ "إسرائيل" للدفاع عن نفسها، عارض بايدن العملية العسكرية واسعة النطاق في رفح. وقال إنّ "هذا خطأ". لن نقوم بتوريد الأسلحة وقذائف المدفعية".

واتحد الجمهوريون في جوقة الإدانة. وسارع رئيس مجلس النواب مايك جونسون وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، اللذان نادراً ما يدليان ببيانات مشتركة، إلى إصدار رسالة يدينان فيها بايدن، حيث كتبا أنّ "التوقّف المؤقت في شحنات الأسلحة المهمة يشكّك في تعهّدك بالتزامك، وإنّ أمن إسرائيل سيبقى صارماً". ووصف دونالد ترامب قرار بايدن بأنه "مشين".

وانعكس الانقسام في ردود أفعال الديمقراطيين على قرار بايدن. وأعرب المؤيّدون المخلصون لـ "إسرائيل"، مثل السيناتور جون فيترمان (ديمقراطي من ولاية بنسلفانيا) والنائب ريتشي توريس (ديمقراطي من نيويورك)، عن خيبة أملهم، في حين أشاد التقدميون الذين انتقدوا الرئيس بشكل متزايد بهذه الخطوة. وقالت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز (ديمقراطية من نيويورك) إنّ خطوة بايدن "تجعل العالم أكثر أماناً وقيمنا واضحة".

وأثارت هذه الخطوة قلقاً شديداً بشأن السياسة الإسرائيلية أيضاً. وقام وزير الأمن القومي اليميني المتطرف في البلاد، إيتمار بن غفير، بتغريد "حماس بايدن" رداً على قرار بايدن. وفي إثره، طالب زعيم المعارضة الوسطي يائير لابيد نتنياهو بإقالة بن غفير. واتهم نتنياهو بـ "الإدارة الفاشلة" للشراكة الأميركية الإسرائيلية. كما انتقد الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتزوغ، بن غفير، بشكل غير مباشر ولكنه واضح، وأشار إلى أنه يدلي بـ"تصريحات وتغريدات لا أساس لها وغير مسؤولة ومهينة".

وتكمن جذور الصدام الحالي في الخلافات العميقة بين بايدن ونتنياهو حول الحاجة إلى دولة فلسطينية والأولويات السياسية الداخلية المتضاربة.

يحتاج بايدن إلى أن يهدأ القتال في غزة، ليس فقط من أجل حملة إعادة انتخابه، ولكن أيضاً لأن استراتيجيته الشاملة في الشرق الأوسط تتطلّب ذلك. فهو يريد أن يبدأ مفاوضات مع السعودية من شأنها أن تؤدي إلى الاعتراف بـ "إسرائيل" والتحرّك نحو إقامة الدولة الفلسطينية.

لكن بالنسبة لنتنياهو، فإن إنهاء القتال من شأنه أن يؤدي إلى غضب بين الإسرائيليين بسبب فشل حكومته في منع هجوم 7 أكتوبر، وربما إجراء انتخابات جديدة. وقد هدّد الأعضاء اليمينيون في ائتلافه بإسقاط حكومته إذا فشل في التحرّك نحو رفح والوفاء بوعده بتدمير حماس - وهو الهدف الذي تراه حكومة الولايات المتحدة غير واقعي، خاصة في غياب خطة معقولة لليوم التالي.

وإذا أُطيح بنتنياهو من السلطة، فسوف تُستأنف محاكمته بتهم الفساد.

إنّ استعداد نتنياهو لاستعداء رئيس ديمقراطي دفع ثمناً سياسياً باهظاً لولائه لـ "إسرائيل" هو جزء من تحرّكاته السابقة التي حطّمت الدعم الحزبي لـ "إسرائيل".

ومن الواضح أن نتنياهو يحتاج إلى فهم التكاليف الدبلوماسية والسياسية والإنسانية لإعادة تصعيد الحرب. وبالنسبة لبايدن، كان هذا يعني الانتقال من الحب الذي لم يكن ناجحاً إلى الحب القاسي الذي يتطلّب قول الحقيقة لصديق.

---------------------------------------------

 

 

بشريات خير

حركة حماس تسيطر على 90% من غزة، وتعيد بناء قواتها في الشمال بعد أشهر من الحرب بحسب تقرير لصحيفة جيروزليم بوسط

 

 

 

منشور على تويتر

ما يدور في محاور القتال في #جباليا و #رفح لا يمكن تسميته إلا بملاحم بطولية عز نظيرها..

في جباليا يمكن القول أن "كتيبة مدرعات" بالكامل تم تحيدها عبر ضربات مكثفة خلال 72 ساعة الماضية، ويبرز هنا استخدام القسام للمسيرات للمرة الثانية خلال يومين..

في رفح شهد اليوم تكثيف لضربات الهاون ما أوقع عشرة ضباط وجنود مصابين بجروح بعضها بالغة الخطورة..

نقطة مُلفتة للانتباه تمترس الناس في بيوتها، فأعداد من قرر البقاء أكثر من أعداد النازحين وهذا له عدة أسباب أهمها أن لا مكان أمن في القطاع اليوم.

ما يحدث في جباليا تحديداً يمثل مفاجأة لكل المراقبين، فالإشارات كانت تقول أن المقاومة تتعافى لكن ما شاهده الجميع أن المقاومة أعادت بناء نفسها بالكامل، بوحدات قتالية وخطط دفاعية متكاملة..

---------------------------------------------

 

هآرتس 13/5/2024

 

 

هل يوسي كوهين هو بديل نتنياهو؟ حقاً؟

 

بقلم: رفيف دروكر

(المضمون: قيادة بنيامين نتنياهو في الوقت الحالي هي كارثية. ولكن مع ذلك، هل من بين كل الاشخاص المناسبين الذين يعيشون هنا لا يمكننا ايجاد من هو افضل من كوهين؟ - المصدر).

لقد أصبح يحصل على عدد من خانتين من مقاعد الكنيست، حتى قبل سعيه لتشكيل حزب، أو اعلانه بأنه سيدخل الى السياسة. هو ضيف مرغوب فيه في كل استوديو. دائما هو وحيد وبدون حراسة مثل الشخصيات الهامة. دائما يحصل على وقت طويل لطرح موقفه، الذي هو دائما انتقادي، لكن مع طابع يميني، وتقريبا لا يتم سؤاله في

أي وقت عن خزانة الهياكل العظمية لديه. يريدون منه أن يأتي مرة اخرى، لأنه يحقق نسبة مشاهدة عالية. هاكم ما نعرفه عن خزانة الهياكل العظمية ليوسي كوهين، رئيس الموساد السابق: لقد اقام علاقات مشكوك فيها مع الملياردير جيمس باكر في اطار هذه العلاقات حصل على تذاكر بالمجان لعروض ماريا كاري. وبناء على

طلبه حصل على هدية بمبلغ 20 ألف دولار بمناسبة زواج ابنته. اعطى اسرار اقلقته بعد ذلك عندما انهار باكر. لقد اقام علاقة سرية مع مضيفة طيران. في اطار شبكة العلاقات هذه كشف لها عن شخصيته الوهمية في الموساد عندما اظهر لها موقع لمرشدين سياحيين باللغة العربية. هي قامت بابلاغ زوجها عن الوضع الصحي لأحد الاعداء وعن طريقة الحصول على هذه المعلومات هو كشف عن مكانه وتحركه في الوقت الحقيقي للزوج

الذي تمت خيانته وتسبب في وضع فيه كل قيادة الموساد عرفت عن الامر وتساءلت من ايضا يعرف. الزوج طلب من كوهين تعيين مساعدة له في المنصب الذي أملته في الموساد المساعدة تم تعيينها في المنصب. كوهين تفاخر بعلاقته مع ربة البيت في المكان الذي عمل فيه الزوج. بعد ذلك خلافا لأي منطق تجاري، الزوج تمت اقالته من عمله كوهين طلب من ارنون ملتشن أن يوصي عليه أمام الزوجين نتنياهو كي يتولى منصب رئيس مجلس الامن القومي، وخاصة طلب دعم سارة نتنياهو لهذا التعيين. وقد تبين أن ذلك نجح. يمكن المواصلة، لكن نحن نعيش في عصر فيه طهارة المعايير والسلوك السوي والرسمي تعتبر امور تافهة. نتنياهو، سموتريتش وبن غفير هم هزليون وتافهون وأي حدث يعتبر مقارنة معهم قزم. اذا كان الامر هكذا

فهيا نفحص ما نعرفه عن دور كوهين كرئيس لهيئة الامن القومي وكرئيس للموساد.

كوهين كان الداعم الرئيسي للسياسة التي دفعت الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب لالغاء الاتفاق النووي مع ايران بدون ايجاد أي بديل الآن يوجد اجماع بأن هذا هو الخطأ الاستراتيجي الاكبر الذي كان ذات يوم. منذ الغاء الاتفاق ايران تكاد تصل إلى القنبلة، عمليا هي اصبحت دولة حافة نووية، واسرائيل تقريبا عاجزة أمام هذا التطور. كوهين كان ايضا المؤيد الرئيسي للتصور الذي يقول بأن حماس خائفة. وأن تحويل الاموال القطرية لها سيشل نواياها الخبيثة. وقد وقف في جبهة الجهود لاقناع القطريين بتحويل حقائب الاموال لقطاع غزة. هو عمل في هذا الامر. كيف يمكن أن يكون انتقاد سياسة نتنياهو في هذا الشأن صعب جدا، ومع ذلك يشرح لنا كوهين على الشاشة ما الذي يجب فعله الآن.

كوهين وجه السفينة في السنوات الحاسمة لقضية شراء السفن من المانيا، بالاساس سفن الحماية. وقد وقع على آراء غريبة في هذا الشأن في المحكمة المركزية تعقد محاكمة جنائية في هذا الامر لجنة تحقيق رسمية تقوم بالتحقيق في جوانب اخرى للسلوك الفاسد في القيادة الامنية كوهين لم توجه اليه أي تهمة جنائية في أي يوم. ولكن هل هو لا يتحمل المسؤولية بأن هذا حدث في ولايته وتحت مسؤوليته. قيادة بنيامين نتنياهو في الوقت الحالي هي كارثية ايضا أنا اريد رؤيته وهو يترك الى درجة أنني على استعداد لقبول في رئاسة الحكومة اشخاص لم يخطر ببالي التفكير بهم قبل خمس سنوات. ولكن مع ذلك، هل من بين كل الاشخاص المناسبين الذين يعيشون هنا، لا يمكننا ايجاد من هو افضل من كوهين؟.

------------------انتهت النشرة------------------

أضف تعليق