03 آيار 2024 الساعة 09:35

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الخميس 19/4/2024 العدد 987

2024-04-20 عدد القراءات : 55

اسرائيل اليوم 19/4/2024

 

 

سلاح حزب الله الذي يصعب على الجيش الاسرائيلي التصدي له

 

بقلم: ليلاخ شوفال

تصعيد في الشمال: إصابة خمسة مقاتلين من الجيش الإسرائيلي بجراح خطيرة احدهما في حالة حرجة، اثنان آخران بجراح متوسطة وستة بجراح طفيفة كنتيجة لاطلاق صاروخين مضادين للدروع ومسيرة من لبنان الى منطقة عرب العرامشة.

معظم الجرحی هم مقاتلو احتیاط ردا على ذلك هاجمت طائرات قتالية منشآت إرهابية لحزب الله ولاحقا هاجم الجيش في عمق لبنان في بعلبك أيضا.

من تفاصيل الحدث يتبين أنه عند الظهيرة اطلق حزب الله صاروخين مضادين للدروع نحو عرب العرامشة أصاب احدهما مركبة قرب المركز الجماهيري في المكان وأصاب الآخر المركز نفسه بعد وقت قصير من ذلك اطلق حزب الله الى المكان ذاته مسيرة متفجرة. يحقق الجيش الإسرائيلي في الحدث وتفحص ضمن أمور أخرى مسألة الأماكن المحصنة التي كان يفترض بالجنود ان يكونوا فيها مثلما تفحص أيضا مسألة لماذا لم يتم الاعتراض على المسيرة.

في الجيش الإسرائيلي يقدرون بان الحدث هو محاولة من حزب الله للرد على تصفية المسؤولين الكبار قبل يوم من ذلك : قائد منطقة الشاطيء في حزب الله إسماعيل يوسف باز الذي توازي رتبته رتبة قائد لواء وقائد وحدة الصواريخ في المنطقة الغربية من قوة الرضوان. باز هو القائد السادس من حزب الله في رتبة لواء فما فوق ممن صفوا منذ بداية الحرب. وبالاجمال صفى الجيش الإسرائيلي اكثر من 30 قائد في المنظمة في الشمال.

والتقدير الحذر في جهاز الامن هو أن حزب الله غير معني بتوسيع المواجهة ودليل الاستخبارات هو حقيقة أنه كان للمنظمة عدة فرص للانضمام الى القتال ولم يفعل ذلك. وحتى في ليل 14 نيسان عند الهجوم الإيراني على إسرائيل، شارك حزب الله بنار رمزية فقط لبضعة صواريخ الى الشمال.

اثبتت الأيام الثلاثة الأخيرة الصعوبة الكبيرة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في التصدي للمسيرات المتفجرة من حزب الله أول أمس تفجرت مسيرتان قرب بيت هيلل. كما ان صعوبة الجيش تتمثل في اكتشاف المسيرات الصغيرة وفي اعتراضها أيضا.

حزب الله يستخلص الدروس بسرعة ويحسن الوسائل القتالية التي يستخدمها ضد الجيش الإسرائيلي. ويحتمل ان تكون سلسلة النجاحات في الأيام الأخيرة بواسطة المسيرات تدل على حقيقة أن حزب الله درس المنظومات العسكرية الإسرائيلية ويتصدى لها.

---------------------------------------------

هآرتس 19/4/2024

 

بموافقة أمريكية وإبلاغ مصر: احتلال رفح مقابل رد “محدود” على إيران.. من دون اشتراطات

 

 

بقلم: تسفي برئيل

 

هجوم إسرائيل على إيران ليلة أمس، بما يشبه عملية مستقبلية محتملة في رفح، جاء على الطريق؛ لأنه خلافاً للاتفاق القديم على إدارة السياسة، الذي تحدد فيه الحكومة مصالحها والتهديدات التي تواجهها، ثم تضع سياستها التي تشتق منها استراتيجية عملها، ها هي إسرائيل تعرض نظرية جديدة منذ 7 أكتوبر، هي في مرحلة التجربة. فالنجاحات لم تسجل بعد، ولم يبق علينا إلا الانتظار.

إن احتلال قطاع غزة، “العملية البرية” الكبيرة التي نتج عنها 34 ألف قتيل فلسطيني، جاءت في فراغ سياسي واستراتيجي، بدون خطة لـ “اليوم التالي” وخطة خروج وبسلوك من اليد إلى الفم، حيث الأحداث اليومية تحل مكان المربع الفارغ الذي عنوانه “استراتيجية”، وتملي المضمون. وهكذا جاءت تصفية زاهدي، التي لم تستند إلى أي فهم ومعرفة رد إيران المتوقع، الذي أجبر إسرائيل على أن تعد وبسرعة رداً على رد – الذي هو غير مشمول في استراتيجية تأخذ في الحسبان التداعيات الدولية والإقليمية، وبالأساس التداعيات على أمن إسرائيل نفسها.

يبدو أنها أحداث غير مرتبطة معاً. فاغتيال زاهدي جزء من الحوار العنيف والتكتيكي الذي تجريه إسرائيل مع إيران، الذي يهدف إلى إحباط نقل السلاح من إيران إلى حزب الله عبر سوريا. واحتلال غزة هو رد مخيف على الهجوم المرعب الذي نفذته حماس عندما اقتحمت أراضي إسرائيل واختطفت مدنيين وقتلت حوالي 1200 من بينهم في اليوم الأول. قنوات المواجهة هذه جرت بشكل متواز بدون أي صلة بينها، إلى أن حدث الانفجار الكوني الذي أذابها في رزمة مواجهة واحدة، التي أوجدت إسرائيل بدون خطة عمل.

قد يدل على العلاقة الوثيقة بين هذه القنوات تقرير نشر أمس، والذي مصدره المصري أثبت نفسه بموثوقية كبيرة. حسب المصدر المصري، إسرائيل أبلغت القاهرة عن نية احتلالها لرفح، وحتى إنها بدأت في مهاجمة مناطق مفتوحة على طول محور فيلادلفيا، الذي توجد فيه حسب الشكوك، أنفاق تربط بين شبه جزيرة سيناء وغزة. هذا المصدر قال إن الخطة تستند إلى تقسيم رفح إلى “أربعة أقسام مرقمة، سيتم احتلالها قسماً تلو آخر”. وسيضطر سكان كل قسم عندما يأتي دورهم، إلى الهرب إلى منطقة خان يونس والمواصي. مصر من ناحيتها سلمت كما يبدو باحتلال رفح، وهي تسرّع الاستعداد لاستيعاب الذين سيتم إخلاؤهم من هناك من خلال وضع المزيد من مخيمات الخيام في خان يونس، إضافة إلى المخيمات التي أقيمت في السابق ويديرها الهلال الأحمر المصري، التي قد تستوعب حوالي 11 ألف لاجئ، وهذا عدد صغير نسبياً مقارنة مع عدد الذين يتوقع أن يهربوا.

المعلومة المهمة في التقرير هي القائلة إن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لاحتلال رفح مقابل عملية إسرائيلية محدودة ضد إيران. وذلك حسب خطة يُتفق عليها بين واشنطن والقدس. وهكذا وجدت صيغة بديلة، وهي المساومة بين الانتقام من إيران واحتلال رفح، لا تستند إلى احتياجات استراتيجية حقيقية أو خطة مرتبة تتوقع إنهاء الحرب، بل من خلال الحاجة إلى احتواء وتحديد تداعيات عمليات غير مخطط لها.

 

السلطة تنتظر

 

الافتراض السائد هو أن احتلال المعقل الأخير لحماس سيكون بعد الأعياد. ولكن مصر لا تحتفل بعيد الفصح، ورمضان وعيد الفطر أصبحا في الخلف. وبدأت القاهرة في الاستعداد لاحتلال رفح. موقع “رأي اليوم” نشر في هذا الأسبوع بأن مصر نشرت قواتها على طول محور فيلادلفيا على الجانب المصري للحدود، وحددت منطقة “محايدة” يمكن للمهجرين من غزة الوصول إليها. وحسب هذا التقرير، سيتم إعداد هذه المنطقة، وستوضع فيها خدمات وعيادات ونقاط لتوزيع الغذاء.

مع ذلك، أكدت مصر أن “أي لاجئ لا يمكنه الدخول” إلى أراضيها إلا من خلال المنطقة المحايدة. في موازاة ذلك، أجرى رئيس المخابرات المصرية مؤخراً محادثات مع رئيس المخابرات الفلسطينية حول ترتيبات إدارة “المنطقة المحايدة” ومعبر رفح في الطرف الفلسطيني. حسب معرفتنا، السلطة الفلسطينية التي عبرت في السابق عن رغبتها في إدارة معبر رفح، وتنظيم الحياة المدنية (في البداية في كل ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، وبعد ذلك المجالات المدنية الأخرى)، هي أيضاً بدأت في تنفيذ نشاطات على الأرض.

قبل أسبوعين، نشرت وزارة الداخلية في غزة، التابعة لحماس، بأن المخابرات الفلسطينية أرسلت إلى غزة طاقماً لمرافقة قوافل المساعدات وفحص إمكانية إقامة قاعدة نشاطات للسلطة في مستشفى القدس في غزة. وحسب التقرير الذي نشرته قناة “الجزيرة”، فإن قوات حماس اعتقلت عشرة أشخاص من المخابرات الفلسطينية وحققت معهم حول خطة عملية السلطة، التي يتضح منها أن خطة ماجد فرج تتكون من ثلاث مراحل: في الأولى سيتولى رجال السلطة الفلسطينية توزيع المساعدات الإنسانية. وفي الثانية سيتم تجنيد العائلات الكبيرة والمعروفة، وفي المرحلة الثالثة سيتولى رجال السلطة الأمن الداخلي وأعمال الشرطة.

السلطة الفلسطينية وقيادة حركة فتح نفت في الواقع هذا التقرير. حيث إنه يعني أن السلطة الفلسطينية لا تنتظر انتهاء الحرب أو العملية السياسية التي ستدفع قدماً بحل الدولتين كي تبدأ في العمل في قطاع غزة. هذه التحفظات كانت حتى الآن الشرط الأساسي لاستعداد السلطة لتولي المسؤولية عن إدارة القطاع. ولكن أمس، في مقابلة مع قناة “العربية” أوضح محمود العالول، نائب الرئيس محمود عباس في رئاسة حركة فتح، بأن هناك نقاشات بين السلطة وعدد من الدول العربية مثل مصر والسعودية والإمارات والأردن وقطر، من أجل تنسيق النشاطات التي تمنع تهجير سكان غزة إلى مصر.

لم يذكر العالول أي تفاصيل حول هذه النشاطات. ولكن يتبين من أقواله أن الأمر يتعلق بإعداد ظروف حياة معقولة في غزة لمنع حدوث هرب جماعي. “نحن شعب واحد، وعلينا ألا نترك سكان قطاع غزة في هذا الوضع. علينا استثمار كل الجهود لدعم وجود الناس (أي إبقاء الغزيين في القطاع)؛ ولأن معارضة الهجرة غير كافية، علينا منع وضع يعيش فيه السكان في ظروف أصعب من أن يحتملوها، وربما تدفعهم إلى الهجرة”، قال العالول.

هذه الأقوال، للوهلة الأولى، تؤكد أن السلطة الفلسطينية وقيادة حركة فتح قررتا تليين المواقف في قضية تحمل المسؤولية في غزة وعدم الانتظار إلى حين انتهاء الحرب. فالتهديد باحتلال رفح يحتاج إلى عملية مستعجلة. تحدث العالول عن تنسيق مع دول عربية، لكن من غير الواضح في هذه الأثناء إذا كانت حكومة إسرائيل، لا سيما نتنياهو، مستعدة لتحطيم سور المعارضة المحصن ضد نقل السيطرة المدنية في القطاع إلى السلطة الفلسطينية. لم تسمع حتى الآن أي تصريحات واضحة حول هذا الأمر، حتى من الوزيرين غانتس وآيزنكوت، اللذين منذ كانون الأول أسمعا تصريحات متناقضة.

الهدف كسب الوقت

طريقة تحقيق الشرط الأساسي الثاني، الذي يطالب بعملية دولية للدفع قدماً بالحل السياسي الذي يستند إلى حل الدولتين، كان يمكن أن تمهد النقاشات أمس في مجلس الأمن، التي تهدف إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وضمها للأمم المتحدة بشكل كامل وليس كدولة مراقبة مثلما هي الحال الآن. مشروع القرار الذي حصل على موافقة 12 عضواً من بين 15 في مجلس الأمن، صدته الولايات المتحدة من خلال الفيتو.

يبدو أن الرئيس الأمريكي، الذي بعث حياة جديدة في حل الدولتين ورفع مستوى التوقعات لمبادرة أمريكية تدفع قدما بهذه العملية، وضعه على النار الخلفية في هذه الأثناء. ومثلما أوضحت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، لندا توماس غرينفيلد، هذا الأسبوع: “لا نعتقد أن اتخاذ قرار في مجلس الأمن سيوصلنا بالضرورة إلى مكان نستطيع فيه رؤية حل الدولتين يتحرك إلى الأمام”.

هناك قضية أخرى تتعلق بالتمويل المطلوب لتفعيل الأجهزة الفلسطينية. يمكن الافتراض أن الإمارات وربما السعودية، ستوافق على الإسهام في تمويل السلطة الفلسطينية، وحتى الآن لا يوجد تعهد خطي على ذلك. ولكن عندها يتوقع أن تطلب إسرائيل نقل هذه الأموال من خلالها وليس مباشرة إلى السلطة، وهذا شرط مشكوك أن توافق عليه دولة مانحة، عربية أم غربية. كان يجب أن تكون إجابات متفق عليها وعملياتية على هذه الأسئلة. وفي ظل غيابها وطبقاً للتجربة الاستراتيجية الجديدة، فالميدان هو ما سيملي الإجابات.

---------------------------------------------

هآرتس 19/4/2024

 

إسرائيل بعد ضربتها لأصفهان.. هز مقصود للسفينة الإقليمية أم لعب بالنار؟

 

 

بقلم: عاموس هرئيل

 

هذه أيام تاريخية في الشرق الأوسط، ليس إلى الأفضل. السبت، للمرة الأولى في التاريخ، هاجمت إيران بشكل مباشر إسرائيل بمئات الصواريخ البالستية والصواريخ المجنحة والمسيرات. الهجوم الذي كان كانتقام على اغتيال الجنرال الإيراني في دمشق قبل أسبوعين من ذلك، تم إحباطه بالكامل بمساعدة دول غربية وأخرى عربية صديقة. وفجر اليوم، جاء الرد. حسب تقارير إيرانية، تمت مهاجمة هدف عسكري قرب مدينة أصفهان التي تضم منشآت نووية.

المهم من المسؤول عن هذا الهجوم. جهات في الإدارة الأمريكية أوضحت بشكل قاطع أنها عملية إسرائيلية في الأراضي الإيرانية. يبدو أننا أكثر قرباً من خطر اندلاع حرب إقليمية واسعة، رغم أن المجتمع الدولي سيبذل الآن جهوداً كبيرة لتهدئة النفوس. هذه عملية أولى في نوعها، يجب الذكر. لقد نسبت لإسرائيل في السابق هجمات بطائرات مسيرة تم فيها تدمير مشروع لإنتاج المسيرات في كرمانشاه قبل سنتين تقريباً، وسلسلة من الاغتيالات لرؤساء المشروع النووي في داخل إيران على مدار سنين. حتى الآن لم يحدث هجوم كما شهدت إيران الآن: إصابة واضحة ومدوية. حدث، الذي كما يبدو لا يمكن إخفاؤه أو نفيه، ومع ذلك بعد ساعتين على الهجوم بدأت وسائل الإعلام الإيرانية تدعي بأنها أفشلت الهجوم، وعملياً لم يحدث شيء. قد تكون محاولة لتهدئة النفوس وإعفاء النظام من الرد.

العملية الإيرانية السابقة عكست تغيراً في الاتجاه الاستراتيجي؛ فقد عني النظام برئاسة المرشد الأعلى علي خامنئي (الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ 85) بإدارة سياسة هجومية طوال سنوات، وكان صبوراً بدرجة ما إزاء إسرائيل. طورت إيران مليشيات ومنظمات إرهابية أوجدت “طوقاً من النار” حول إسرائيل، حسب حلم الجنرال قاسم سليماني، لكنها امتنعت عن مواجهة مباشرة. هجمات “المعركة بين حربين” الإسرائيلية، التي تركزت في سوريا وشملت اغتيالاً لرجال حرس الثورة وتفجير قواعد عسكرية وقوافل سلاح مهربة، مرت على الأغلب مع ردود ضئيلة من إيران.

أما هذه المرة فتم إطلاق مئات الصواريخ، من خلال رؤية لقوتها المتزايدة والتقدير بأن إسرائيل تخشى من المواجهة الشاملة في وقت تتورط بحرب في غزة ولبنان. على الأقل علناً، إحباط هجومهم أزعج إيران بشكل قليل. فقد رسموا توجهاً للمستقبل ودعموه بتهديدات أخرى على إسرائيل، ونثروا في هذا الأسبوع إشارات حول إمكانية مضيهم بالمشروع النووي حتى الهدف النهائي: إنتاج القنبلة.

إسرائيل أيضاً لم تعتبر إحباط هجوم الصواريخ نهاية الأمر. كان هذا هجوماً واسعاً، وجه نحو أراض تحت سيادة إسرائيل (عدد من الصواريخ البالستية أصاب قاعدة سلاح الجو في “نفاتيم”، وهي الهدف الرئيسي للهجوم). الرد ليلة أمس يبدو محدوداً أكثر ومركزاً أكثر، ومن النظرة الأولى أكثر نجاعة. منظومات الدفاع الجوية الإيرانية، التي هي أدنى من حيث المستوى من المنظومات الإسرائيلية ومن حيث قدرة اعتراضها للصواريخ، محدودة، وإيران لا تعتمد على مساعدات استخبارية من الدول السنية كما نشر بأنه حدث أثناء إحباط الهجوم ضد إسرائيل.

في مناطق كثيرة في الشرق الأوسط، تبدو إيران أقل شعبية من إسرائيل، التي تنكل بمواطنيها في وقت تسعى إلى تقويض أنظمة أعدائها وتساعد وتمول نشاطات إرهابية في أرجاء المنطقة. لا أحد من الزعماء العرب في هذا الصباح سيذرف دمعة على ما مس بسيادة إيران؛ ربما يقلقون من إمكانية انتشار النار بصورة تضعضع الاستقرار في دولهم.

إذا كان الهجوم الإسرائيلي وبحق متركزاً على موقع واحد في أصفهان، الذي لا صلة له بشكل مباشر بالمشروع النووي، فيبدو هذا أشبه بتقديم مثال على القدرات ونقل رسالة تقول: نحن قادرون على إلحاق ضرر كبير بكم. رئيس الحكومة، نتنياهو، الذي يهدد بمهاجمة إيران منذ عقدين، حقق حلمه أو على الأقل جزء منه. والسؤال: ماذا عنا نحن المدنيين؟

 

محاولة لهز السفينة

 

إضافة إلى الرد المباشر على عدوان إيران، فإن العملية في إيران (التي لم تتحمل إسرائيل المسؤولية رسمياً عنها) قد تعكس درجة الإحباط من الشرك الاستراتيجي الإقليمي. الحرب في قطاع غزة بدأت في المذبحة التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر. بعد يوم من ذلك، انضم حزب الله للقتال بقوة منخفضة أكثر على الحدود مع لبنان. وبعد أكثر من نصف سنة، لم تحقق إسرائيل حتى الآن أهدافها العلنية. معظم المخطوفين لم يعودوا (110 أعيدوا في تشرين الثاني الماضي، و133 ما زالوا لدى حماس، وكثيرون منهم ليسوا على قيد الحياة). حماس لم تهزم بالكامل حتى الآن، ولم يعثر على حل لإبعاد رجال حزب الله عن الحدود. فعشرات آلاف الإسرائيليين، من الشمال والجنوب، بقوا لاجئين في بلادهم.

في برنامج “عوفداه” في القناة 12، نشر أمس تقرير طويل للمراسل ايتي اينغل، من مستوطنة “المطلة” المهجورة. هذا الواقع وصف مرات كثيرة في الأشهر الأخيرة، لكن لا يوجد أفضل مما تراه العين. الكثير من المشاهدين ردوا بدهشة: كيف يعقل أن أخلت إسرائيل قطاعاً كاملاً قرب الحدود من مواطنيه وتسمح لمنظمة إرهابية، أضعف بكثير من الجيش الإسرائيلي، بقصف المستوطنات بدون إزعاج؟

هذا هو الشعور العام في الدولة، الذي يتسرب إلى القيادة أيضاً. إيران، التي تستمر في تمويل وتشجيع حزب الله وحماس، هي المسؤولية عن هذا التعقيد الدموي الذي تعلق فيه إسرائيل، وتقريباً لا تدفع أي ثمن عن ذلك. إضافة إلى الرد، يجب اعتبار هجوم أمس محاولة لهز السفينة الإقليمية للتوصل إلى اتفاقات جديدة تعمل على وقف القتال في الجبهات المختلفة، وتظهر للمتورطين حجم الثمن المتوقع للحرب الشاملة.

في الخلفية، نشر في “وول ستريت جورنال”، التي لها علاقة وثيقة مع مكتب نتنياهو، تقرير آخر متفائل حول اتفاق تطبيع قريب بين إسرائيل والسعودية. مع ذلك، يجدر عدم الخطأ؛ فقد كان لإسرائيل كل الحق في الرد على الهجوم. ولكن عندما يقودها رئيس حكومة فاقد دعم الجمهور له، وشرعية جميع خطواته محل شك كبير، فالحكومة تلعب بالنار أمام إيران. قد ينتهي هذا بشكل سيئ جداً، لجميع الأطراف.

---------------------------------------------

هآرتس 19/4/2024

 

استغلالاً لـ 7 أكتوبر: إسرائيل تصادق على حي يهودي جديد في القدس الشرقية يضم آلاف الوحدات السكنية

 

 

بقلم: نير حسون

 

  نشرت سلطة أراضي إسرائيل الأربعاء الماضي مناقصة لإقامة 2047 وحدة سكنية جديدة في حي يهودي جديد في القدس الشرقية. ونشرت مناقصة إقامة الحي باسم “قناة المياه السفلى”، بعد ثلاثة أشهر فقط على المصادقة على إقامة الحي في اللجنة اللوائية، وهذه فترة قصيرة مقارنة بمناقصات مشابهة. في الحي المتوقع إقامته قرب حي جبل أبو غنيم جنوبي القدس الشرقية، قد تبنى فيه لاحقاً 400 وحدة سكنية أخرى.

منذ اندلاع الحرب، سرعت سلطة التخطيط خطط لإقامة أحياء جديدة لليهود في القدس الشرقية رغم الانتقادات الدولية. عملياً، في 9 تشرين الأول، بعد يومين على اندلاع الحرب، صادقت اللجنة اللوائية على إقامة حي “كدمات تسيون” داخل المنطقة الفلسطينية في شرقي القدس. بعد ذلك، صادقت على خطة لإقامة حي جديد باسم “جفعات هشكيد” قرب قرية شرفات الفلسطينية. صودق على الخطة بعد خمسة أسابيع فقط، بعد تقديم اعتراضات للجنة على هذا الموضوع.

صودق في الأشهر الأخيرة أو تم الدفع قدما بخطط أخرى، منها خطط لإقامة أربعة أحياء صغيرة، التي يدفع بها قدماً القيم العام في وزارة العدل، الذي يضع اليد على الأراضي في هذه المناطق بالتعاون مع مقاولي عقارات مؤيدين لليمين. وبما يشبه “جفعات هشكيد”، تم التخطيط لهذه الأحياء لتقام قرب الأحياء الفلسطينية. في التقرير الذي أعدته جمعية “عير عاميم” وجمعية “بمكوم” ظهر أنه منذ 7 أكتوبر دفعت لجان التخطيط قدماً بـ 17 خطة هيكلية لصالح اليهود وراء الخط الأخضر في القدس، 8434 وحدة سكنية. يتم المضي بنحو 3 آلاف وحدة سكنية منها في إطار خطط القيم العام – الوحدة المسؤولة عن إدارة أملاك اليهود التي بقيت خلف الخط الأخضر في العام 1948. وثمة خطط أخرى تشمل خططاً توسيع أو إخلاء؛ أي البناء في الأحياء اليهودية الكبيرة خلف الخط الأخضر، منها “غيلو” و”بسغات زئيف”.

قالت حركة “السلام الآن” رداً على نشر المناقصة، إن “دولة إسرائيل تدفع قدماً بسرعة قياسية لاستيطان جديد في شرقي القدس، وهي بذلك تخلد النزاع الدموي مع الفلسطينيين ودول المنطقة.

---------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 19/4/2024

 

إسرائيل مع “سجائر مصرية”: رفح مقابل استقرار “الإقليم”.. والسنوار “على موقفه”

 

 

بقلم: ناحوم برنياع

 

عندما يصل هذا الملحق إلى القارئ سيكون الرد العسكري الإسرائيلي على الهجوم الإيراني من خلفنا غالباً. كل عمل عسكري تبادر إليه إسرائيل ينطوي على كثير من الترددات مع قرب ليل الفصح وحتى مع مزاج آية الله في قم والرئيس في البيت الأبيض. إن انتقال إيران إلى هجوم مباشر، علني، ضد أهداف في إسرائيل يفتح صفحة جديدة في الحرب بين الدولتين.

واحد من أصحاب القرار المركزيين أبرز سبب تبرير عمل عسكري الآن، ويسعى لعملية تكون موضعية ومحدودة وعاقلة. وجسد رأيه بقصة رائعة من الكتب المقدسة (التناخ). أوصي القراء بأن يفتحوا سفر صموئيل أ، الإصحاح 24. أراد الملك شاؤول يقتل داوود، فلاحقه. ذات يوم، دخل شاؤول ومقاتلوه إلى مغارة اختبأ فيها داوود ومقاتلوه. “يقول له رجال داوود ها هو اليوم الذي قال فيه الرب لك ها أنا أعطيك عدوك في يدك”. بكلمات أخرى: اقتله. أمامك فرصة.

لكن كانت لداوود مخططات أخرى. اقترب من شاؤول وقص له في الخفاء طرف معطفه. لم يشعر شاؤول بضر، نهض ورحل. وعندها ظهر داوود من خلفه، لوح بقطعة القماش وقال: “ها هو اليوم رأت عيناك… قطعت طرف معطفك ولم أقتلك، فاعلم أني لا أكن لك شراً”.

شاؤول، حسب رواية التناخ، تأثر بالبادرة الطيبة، فتصالحا. لا احتمال أن إيران سترد هكذا على العملية الإسرائيلية؛ لقد أخطأت شعبة الاستخبارات في تقدير الرد الإيراني على تصفية الجنرال زاهدي في دمشق؛ وقد تخطئ مرة أخرى.

 

الأوراق الجديدة

 

ثلاث حكومات خرجت راضية من أحداث السبت الأخير. فقد أثبتت الإدارة الأمريكية قدرة عسكرية وتحكماً بالتحالف الإسرائيلي – السُني الذي أقامته: هذا انتصار تكتيكي واستراتيجي؛ وحكومة إسرائيل صدت الهجوم واستعادت لنفسها عطف حكومات الغرب ووسائل الإعلام الدولية وأجزاء في الرأي العام: هذا انتصار تكتيكي واستراتيجي.

أثبت النظام الإيراني بأنه قادر على مهاجمة دولة أجنبية بمئات الذخائر الفتاكة. صحيح أن الهجوم صد وتكبدت إيران فشلاً تكتيكياً، لكن لها حقاً كاملاً في الاعتقاد بأنها حققت انتصاراً استراتيجياً. ربما تتصرف كقوة عظمى على حافة النووي، وقد تسمح لنفسها. في المرة التالية، ستطلق ذخيرة أكثر بوتيرة أسرع في توقيت أكثر راحة. إذ يمكنها التغلب على المشاكل التكتيكية.

هو تحذير لمقرري السياسة: التحالف الدولي الذي صد الإطلاقات من إيران ليس ملتزماً بإسرائيل إلى الأبد؛ لا أمريكا ولا بريطانيا وبالتأكيد لا الأردن والسعودية. محظور التعاطي معه كهدية مجانية، كشيء مسلم به. لنجاح السبت الماضي الكثير من الآباء، وكل منهم يتوقع مقابلاً.

في الخطاب الداخلي، في المستوى السياسي والعسكري على حد سواء، هناك من بحث عن طريق لاستغلال الفرصة. إيران وأفعالها عادت إلى مقدمة المنصة، وهذا خير؛ وكلاؤها رأوا كيف أنها تنضم إلى المعركة وإذا بها تصد وتهان حتى النهاية. نصرالله قال لنفسه، كما لاحظ أحد المسؤولين الإسرائيليين، نصف سنة وأنا أقاتل إسرائيل وأفقد ضباطاً كباراً ومقاتلين، وعندما ينضم سيدي مع كثير من الضجيج والرنين، لا ينجح في تسجيل هدف واحد على العدو. فلعل خيار المفاوضات ليس سيئاً بهذا القدر.

والأهم، أن الغرب يفهم بأن النظام الإيراني يسير بعيداً، وبات خطيراً أكثر مما اعتقدوا. وهذا يؤثر على الطريقة التي يرى فيها الغرب المشروع النووي. لعله يجب اقامة تحالف أكثر توثيقاً ونجاعة لهزيمة إيران.

أو على سبيل البديل، لعلها فرصة لحل مشاكل أخرى. لإسرائيل أوراق جديدة لتلعب بها. تريدوننا ألا نهاجم إيران؟ حسن. دعونا نحل مشكلة رفح. دعونا نحل مشكلة حزب الله. أو العكس، دعونا نوجه ضربة أكبر لإيران وعندها نعلن عن نصر مطلق سوقناه لقاعدتنا طوال أشهر، ونسمح لأنفسنا بإعطاء السنوار كل ما يريد ونتلقى كل المخطوفين ونتجاوز رفح.

كل هذا لم يحصل هذا الأسبوع. تلبثت إسرائيل في توجيه الضربة لإيران –لأسباب عملياتية– فتح الباب لضغط دولي بدأ يقضم بالدعم لها. رون ديرمر، مبعوث نتنياهو إلى الإدارة الأمريكية، وصل إلى واشنطن. وهو غير مفوض تفويضاً واضحاً، لا في موضوع رفح ولا في موضوع إيران. نصف سنة وإسرائيل تتحدث عن مسألة اليوم التالي. كل القيادة الأمنية، من الجيش لـ “الشاباك” وحتى الموساد، ملأت الغرف المغلقة بأننا إذا لم نعمل على بديل لحماس في غزة، فستضيع كل إنجازات الجيش هباء، وستعود حماس. بعض من وزراء الكابنيت يقولون أموراً مشابهة، ومثلهم جنرالات متقاعدون يظهرون في وسائل الإعلام. الجيش الإسرائيلي يبقي خلفه فراغاً، والفراغ يمتلئ. حماس تعود إلى دير البلح، إلى خانيونس، تعود على نحو صغير إلى شمال القطاع أيضاً، لكن نتنياهو يصر على موقفه. “مالطا يوك”، أي لا توجد مالطا. هكذا قال الأتراك بعد أن هزموا في المعركة على الجزيرة. “غزة يوك”، أي لا توجد غزة، يقول نتنياهو. أوراق أم لا أوراق، يبدو أن إسرائيل ليست في اللعبة.

 

يريد اتفاقاً

 

مئات الأشخاص، في الجيش و”الشاباك” وهيئة الأمن القومي يعملون منذ نصف سنة على مسألة المخطوفين. آراؤهم عن السنوار وحماس متنوعة؛ كل وخبراته، كل وتحليلاته. بقدر ما أعرف، يسود هذه المنظومة إجماع حول موضوع واحد: السنوار يريد اتفاقاً.

يريد الاتفاق بشروطه؛ قاتل وحشي، بل وربما مجنون، لكنه ثابت جداً، لا يغير شروطه منذ أشهر. العرض الحماسي الأخير الذي طرح على إسرائيل يدور حول المطالب إياها. السنوار لا يشدد مطالبه: هو يتمسك بها.

للأسف، قد يسمح لنفسه بذلك؛ إما أن يكون واثقاً بأن إسرائيل لن تصل إليه أو أنه لا يأبه له. حقوقه كشهيد حصل عليها من الآن. ها هي الحقائق: هي عسرة على الهضم، لكن لا توجد حقائق وافرة أخرى في هذه اللحظة.

وعليه، يصعب عليّ فهم منطق الحملة الجارية هنا في الأيام الأخيرة، حملة عنوانها “حماس لا تريد صفقة”. ظاهراً، يقف الموساد ورئيسه دادي برنياع، من خلف هذه الحملة. لكن في عصرنا لا يمكن أن نعرف ونستبعد إمكانية أن يكون هذا سوء فهم وإخراج عن السياق، بالخطأ. الدليل: لم يعلن برنياع بعد أنه يعتزل منصبه كرئيس طاقم المفاوضات. ما المعنى من إضاعة وقت رئيس الموساد ورئيس “الشاباك” واللواء احتياط ومندوب الجيش، ومئات عامليهم، إذا لم يكن الطرف الآخر معنياً بالصفقة.

عندما يغيب المنطق، تولد نظرية مؤامرة. وهذا ما يحدث في الحالة المشحونة والحساسة جداً هذه. تقول النظرية: أمام ضغوط عائلات المخطوفين، وأمام المصدرين المجهولين في طاقم المفاوضات اللذين ادعيا في برنامج “عوفدا” التلفزيوني بأن نتنياهو يفشل الصفقة، بحث مكتب رئيس الوزراء عن ابتكار يطفئ النار؛ فتطوع رئيس الموساد بالعمل نيابة عنهم.

ولعل الحال مقلوب على مقلوب: رئيس الموساد، من خلال الناطقة بلسانه، يسعى لإقناع الجمهور بمن فيهم عائلات المخطوفين، بأن لا مفر من السير حتى النهاية وقبول كل مطالب حماس ووقف الحرب، والانسحاب من القطاع والسماح لحماس بإعادة بناء نفسها، مقابل المخطوفين. كثيرون في الساحة مقتنعون بأنه إذا واصلت الحكومة سياسة عدم القرار خاصتها، فلن تكون النتيجة النهائية بعيدة عن هذا. يصعب عليّ أن أصدق بأن رئيس الموساد يسعى لهذا.

لا، يقولون لي. المقصود هو التأثير على السنوار وعلى الوسطاء الإيضاح بأن صبر إسرائيل يقترب من نهايته. لا أعتقد أن السنوار يعيش اليوم حسب العناوين في صحف إسرائيل: المشاهد الأصعب لم تساعد في تغيير رأيه. أما بشأن الوسطاء فيجرون حساباتهم، حساباتهم فقط: قطر ترفض الاستسلام للطلب الإسرائيلي بإبعاد عائلات حماس من أراضيها ومصادرة أموال المنظمة، وتعمل من أجل ذاتها وليس من أجلنا، ومثلها مصر أيضاً؛ أمس دخلت شاحنات محملة بالسجائر إلى غزة. فهل هذه مساعدة إنسانية؟ علاج لتحسين الصحة؟. لكن أحداً ما في مصر يريد أن يكسب المال من الوساطة.

 

الفرص التي فوتت

 

نشأت الفرصة مرتين لإجبار حماس على تليين مواقفها: الأولى في أثناء العمل على الصفقة الأولى، في تشرين الثاني 2023. كان السنوار بحاجة يائسة للوقود والأدوية والغذاء. الضغط العسكري في شمال القطاع، في مدينة غزة وبناتها، كان صعباً جداً عليه. وافق على تحرير مخطوفين. عندما رأى أنه ينقصه مخطوفون كي يستوفي شروط الصفقة وطلب تغييرها، استخدم الطرف الإسرائيلي الفيتو. كان هذا خطأ مأساوياً. أولئك الذين اتخذوا القرار في طرفنا لم يتصوروا بأنهم يحكمون على المتبقين بنصف سنة في الجحيم وربما بالموت.

أما الفرصة الثانية فكانت في الشهر الماضي، في ذروة السيطرة الإسرائيلية في خان يونس. كانت إسرائيل تمسك ورقة مهمة بيدها. كانت حماس مستعدة للتراجع عن مطلب الانسحاب الإسرائيلي الفوري من القطاع كله، لكنها أصرت على إلغاء بتر القطاع وإعادة السكان إلى الشمال. استخدم الجيش الفيتو، وتمسك به نتنياهو، وتبدد الاحتمال. ريما يستخدم نتنياهو والكابنيت الفيتو حتى بدون الجيش – السؤال افتراضي. الجيش مستعد اليوم للتنازل عن البتر والسماح للفلسطينيين بالعودة إلى الشمال، لكن السنوار عاد إلى أجندته الأصلية.

في إطار الحملة يتحدثون عن أربعين مخطوفاً تعهد السنوار بإعادتهم في الماضي في إطار الجولة الإنسانية، عدد نزل في عرضه الأخير إلى أقل من عشرين. وهذا غير دقيق وفق فهمي. لم يجرِ الحديث عن أربعين، بل أقل. بقي المبدأ على حاله: نساء (بمن فيهن مجندات)، شيوخ ومرضى. السؤال: كيف يعرف المرضى؟ ربما يكون بعضهم غير أحياء. وربما تحسن وضع بعضهم. وربما فقد السنوار السيطرة على بعض من المرشحين للتحرير. ولهذا يعرض، مثلما عرض مع نهاية الجولات الأولى، السماح له بالعثور عليهم.

كما أني لا أفهم ما المتوقع أن تفعله العائلات، فلا يمكنها التظاهر أمام بيت السنوار في خانيونس؛ ما تبقى لها هو محاولة الضغط على حكومة إسرائيل. كما أن ما جرى حتى اليوم لم يجرِ بدون ضغط الحرب. لم تكن العائلات لتغفر لنفسها لو بقيت في بيوتها. ينبغي التفكير فيها وفي أزمتها.

“نفعل كل شيء لنعيد المخطوفين”، يقول الناطق العسكري دانيال هاغاري في كل مؤتمر صحافي. لا شك أن هذه هي النية. لكن الواقع أكثر تعقيداً.

---------------------------------------------

 

هآرتس 19/4/2024

 

 

تدمير الدولة اليهودية

 

 

بقلم: رفيت هيخت

 

"أنا أعرف هذه الصورة"، قالت ابنتي الصغيرة، وأنا أقوم بسحب الشاشة العشوائية من بين يديها، التي ظهرت عليها فجأة عائلة بيباس في الصورة المشهورة مع بيجاما "باتمان". الأطفال أكثر حكمة من الآباء. وهم يسخرون من محاولات آبائهم اليائسة والغبية للإخفاء. ما الذي قالته حقا؟ "أنا أعرف الواقع الذي أعيش فيه. فهو فظيع أكثر مما يمكن إخفاؤه".

عائلة بيباس هي الأيقونة المأساوية التي حدثت هنا. رمز محزن بشكل خاص، أيضا على خلفية ظاهرة الألم والرعب التي تراكمت هنا. ذكرى متواصلة ومؤلمة للأمر الفظيع الذي حدث لنا، وهو دمار حلم الصهيونية في الحقيقة.

لأن أبناء عائلة بيباس هم ما أراد آباء هذه الأمة أن نكونه: عائلة شابة وجميلة، شرقيون واشكناز، يعيشون في مستوطنة، "تدافع عن الحدود"، في إسرائيل المتفقة والآمنة كما يبدو. في الصورة المشهورة لياردين بيباس وحده، وهو يمسك لولاف وعيناه تلمعان ويرتدي قبعة كبيرة: جنجي أو يمني؟ سألت إحدى بنات العائلة، شيري بيباس، في السابق كان اسمها سلفرمان، عندما ولد أحد الأبناء.

هؤلاء الأبناء تملكوا كل القلوب. عشية السبت في نهاية تشرين الأول، بعد أن بدأت صفقة إعادة المخطوفين، سارع الجيران المتدينون في الكنيس وفي فمهم سؤال واحد فقط: هل عاد الجنجيون؟ لقد امتلكوا كل ما هو جميل في الإسرائيلية.

القلق كان وما يزال على الإسرائيلية وعلى بقائها واستمراريتها. القلب كان خائفا جدا، ليس فقط على مصيرهم. فهو يشكك في أن فيلم الاختطاف الذي يتم فيه اقتياد ياردين وهو خائف على دراجته، ويظهر فيه جمع من الرعاع المتعطشين للدماء وهم يقومون بضربه، وينضم إلى أم شيري التي تمسك بالحجاب، وهو الوجه الذي كل أم إسرائيلية ستحمله معها إلى حين موتها، الذي هو في الحقيقة وجه المكان أو الوضع الحقيقي. الجسد يتشكك في ذلك ويحاول منع أن تصعد إلى الوعي، ليس عودة صهيون أو معجزة الهيكل الثالث أو دولة عظمى إقليمية. مذبحة في أوكرانيا، أعمال شغب في روسيا، فرهود في العراق. كل ذلك سيحدث هنا أيضا، بالأساس هنا.

يمكن أنه منذ البداية الاستيطان في محيط معاد وعنيف هو مشروع ليست لديه أي فرصة، وبالتأكيد عندما يكون الحل لذلك من قبل جزء يسيطر في أوساط مؤيدي التحالف في الجمهور هو اعتماد حصري وصبياني على حل إلهي معين، على معجزة حدوثها مؤكد فقط في الخيال، وفرضت بالقوة على الواقع.

لكن حتى الافتراضات الحتمية، مهما كانت منطقية، لا تحل المسؤولية عن أضرار التمزق الذي يحدث الآن بالضبط على مرأى منهم وليس بالصدفة. وهذا الصدع يستمر ويتعمق حتى بعد 7 أكتوبر، وهو ينعكس في إهمال المخطوفين والعجز على هزيمة حماس والأكاذيب المرافقة، وفي التورط الزائد وغير الشرعي مع إيران، وفي الأخطاء السياسية والعسكرية التي تواصل إضعاف إسرائيل. يبدو أن الشيء الوحيد المطلق في هذه القصة قد يكون في الواقع تدمير الدولة اليهودية.

بني غانتس وغادي ايزنكوت، اللذان اتخذا لدوافع مجلس الحرب إنقاذ إسرائيل، ينجران بريح شريرة نحو الحرب، التي فشلها سيلتصق أيضا بهما. من دون أي عمل سياسي حكيم فإن جميع الجهود العسكرية لا قيمة لها، وهي لن تجلب أي شيء عدا عن المزيد من الموت والحزن والألم. أي صفقة يتم عرضها، أن إسرائيل لن تتمكن من التعايش معها ويتم رفضها، فإن نهايتها هي ملاحقة يائسة لاقتراح أسوأ. بعد نصف سنة، أصبح من الواضح أن من قادنا إلى هذا الوضع لا يمكنه، وربما لا يريد، تخليصنا.

القيادة السياسية والعسكرية التي تخلت عن عائلة بيباس، تخلت أيضا عن الإسرائيلية وعن حلم الصهيونية. والقيادة التي تعرض أولادنا للخطر، هي التي تعرض للخطر أيضا كل المشروع الصهيوني. ربما أن هذا الأمر قد أصبح متأخرا جدا، ولكن حتى الآن لا يمكن الوقوف ضده. من دون البدء من جديد فإن الكارثة مؤكدة.

---------------------------------------------

 

إيران لن تسعى نحو التصعيد، حيث يهدف الجانبان إلى التقليل من حجم الهجوم في أصفهان

 

بن غفير يقول في تغريدة إن الهجوم الانتقامي المزعوم "ضعيف"، مما أثار انتقادات له بأنه يعرض الأمن للخطر من خلال الكشف عن مصدر الضربة، حتى مع إشارة إيران إلى أنها ستغض الطرف

 

بقلم طاقم تايمز أوف إسرائيل

 

قال مسؤول إيراني كبير يوم الجمعة إن إيران لا تعتزم الانتقام الفوري ضد إسرائيل، في الوقت الذي أشار فيه مسؤولون في القدس إلى أن الهجوم المزعوم بطائرات مسيّرة على مدينة تقع جنوب طهران كان يهدف إلى توجيه رسالة وليس التسبب في أضرار.

كما شكك المسؤول الإيراني فيما إذا كانت إسرائيل تقف وراء الهجوم في أصفهان، على الرغم من تصريحات بعض السياسيين الإسرائيليين الذين قبلوا المسؤولية عمليا.

إلى جانب الاستجابة الضعيفة من وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، أشارت تعليقات المسؤول الكبير إلى أن طهران قد تكون غير معنية بالمخاطرة بالحرب للوفاء بتهديداتها بأنها ستهاجم إسرائيل إذا ردت على هجوم بالصواريخ والمسيّرات في نهاية الأسبوع، وأنها تبحث عن طريقة لتجنب الالتزام بتوعداتها العدائية.

وقال المسؤول الإيراني الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “لم يتم تأكيد المصدر الأجنبي للحادث”.

وأضاف “لم نتأكد من المصدر الخارجي المسؤول عن الواقعة. لم نتعرض لأي هجوم خارجي والنقاش يميل أكثر نحو تسلل وليس هجوم”.

وأضاف أن إيران لا تخطط للرد الفوري على الهجوم.

في خطاب، أشاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالهجوم الانتقامي غير المسبوق على إسرائيل قبل أسبوع، لكنه لم يذكر الانفجارات الأخيرة.

وقال رئيسي لمئات الأشخاص في محافظة سمنان شرقي طهران إن تلك العملية “أظهرت سلطتنا وإرادة شعبنا الفولاذية ووحدتنا”.

وفي معظم التعليقات الرسمية والتقارير الإخبارية، لم يكن هناك أي ذكر لإسرائيل، وابدى المحللون والنقاد في التلفزيون الرسمي استخفافا بحجم الهجوم.

وقال التلفزيون الرسمي الإيراني “لوحظت ثلاث طائرات مسيّرة في سماء أصفهان. أصبح نظام الدفاع الجوي نشطا وقام بتدمير هذه المسيّرات”.

ونقل التلفزيون الرسمي عن القائد الكبير بالجيش سيافوش ميهاندوست قوله إن أنظمة الدفاع الجوي استهدفت “جسما مشبوها”. وأضاف أنه لم تحدث أي أضرار جراء الهجوم.

وقال أحد المحللين للتلفزيون الرسمي إن الدفاعات الجوية في أصفهان أسقطت مسيّرات صغيرة قام بتشغيلها “متسللون من داخل إيران”.

وفي إسرائيل، التزمت السلطات الصمت رسميا، لكن عددا من السياسيين والمسؤولين السابقين تحدثوا علنا عن الضربة.

وكتب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وهو يميني متشدد ضغط من أجل رد أقوى على الهجوم الإيراني فجر الأحد، في تغريدة على منصة X كلمة واحدة “ضعيف”.

وزعم تقرير للقناة 12 أن مسؤولين في الحلقة المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتقدوا بن غفير لإضراره بالأمن القومي الإسرائيلي، قائلين إن الوزير اليميني المتطرف “كان ولا يزال صبيانيا وغير ذي صلة بأي نقاش”.

كما انتقد زعيم المعارضة يائير لبيد بن غفير.

وكتب لبيد على منصة X: “لم يسبق أن ألحق وزير في الحكومة ضررا شديدا بأمن البلاد وصورتها ومكانتها الدولية”. وأضاف: “في تغريدة لا تغتفر، مكونة من كلمة واحدة، نجح بن غفير في تحويل إسرائيل إلى أضحوكة، وألحق العار بها من طهران إلى واشنطن”.

بحسب “واشنطن بوست”، نقلا عن مسؤول إسرائيلي، كان الهدف من الضربة هو إرسال إشارة إلى إيران بأن إسرائيل لديها القدرة على الوصول إلى إيران بأسلحتها.

وقال مستشار الأمن القومي السابق إيال حولاتا لراديو الجيش: “من المهم أن تفهم إيران أنه عندما تعمل ضدنا، لدينا القدرة على ضرب أي نقطة ويمكننا أن نحدث أضرارا جسيمة – لدينا قوة جوية قادرة والولايات المتحدة إلى جانبنا”.

ويعتقد أن الرد الإسرائيلي قد خفف من الضغط الدولي للتأكد من ألا يؤدي الرد إلى تصعيد التوترات.

ونقل الصحفي بن كاسبيت عن ناتان إيشيل، المقرب من نتنياهو، قوله: “لا أحد يريد الحرب مع إيران في الوقت الحالي”، وأضاف “أثبتنا لهم أننا قادرون على التسلل والضرب داخل حدودهم ولم يتمكنوا من التسلل إلى داخل حدودنا. الرسائل أهم من التعظيم. لدينا حاليا مهام أكثر أهمية في كل من غزة ولبنان”.

مثل زميلها المثير للجدل بن غفير، بدا أن عضو الكنيست تالي غوتليف من حزب “الليكود” قررت البوح بكل شيء بشأن الهجوم.

وفي منشور على منصة X، قالت غوتليف إن يوم الجمعة كان “صباحا يسمح لنا بأن نرفع رؤوسنا عاليا بفخر. إسرائيل دولة قوية وجبارة”، وأضافت صلاة من أجل عودة.

وأعرب بعض السياسيين عن انزعاجهم من هذه التصريحات، على الرغم من أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين الذين لم يذكر أسمائهم أخبروا وسائل الإعلام الأجنبية أن إسرائيل تقف وراء الهجوم.

لقد عملت إسرائيل لسنوات في ظل استراتيجية الإنكار المقبول فيما يتعلق بهجماتها على المصالح الإيرانية في سوريا، ورفضت تحمل المسؤولية أو التحدث علنا عن طلعات جوية محددة، وأعطت إيران ووكلائها فرصة لتجنب الانتقام.

لكن هناك حدود لهذه الاستراتيجية. إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم على السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل والذي أسفر عن مقتل عدد من عناصر الحرس الثوري الإسلامي، من ضمنهم ضابط كبير. ومع ذلك، ردت إيران ليلة الأحد بإطلاق أكثر من 300 صاروخ كروز وصاروخ بالستي وطائرة مسيّرة محملة بالمتفجرات على إسرائيل.

وقد اعترضت إسرائيل القصف بأكمله تقريبا، بمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن. وأصيبت طفلة إسرائيلية، وهي الضحية الوحيدة في الهجوم، بجروح بالغة جراء سقوط شظايا. كما تعرضت قاعدة “نيفاتيم” الجوية التي كانت مستهدفة لأضرار طفيفة، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

وقال تسفيكا حايموفيتش، القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإسرائيلي، للقناة 12: “من الجيد بالنسبة لنا أن يروي الإيرانيين هذه الرواية، إنها طائرات مسيّرة، طيور، مجرد حقل خارج أصفهان”. وأضاف أن كلا البلدين يسمحان لبعضهما البعض بـ “مساحة للغطاء والإنكار”، الأمر الذي من شأنه أن يمكّن من تهدئة الوضع.

وقال مستشار الأمن القومي السابق إفرايم هليفي لراديو الجيش: “من السابق لأوانه القول بأن الأمر قد انتهى. لكن هناك فرق بين الهجوم الإيراني والرد الإسرائيلي الذي يهدف إلى توجيه رسالة وليس إلى [أضرار] واسعة النطاق وكبيرة”.

ومع ذلك، نقلت شبكة CNN عن مصدر استخباراتي إقليمي قوله إن الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران “انتهت”، وتكهن ألا يكون هناك رد إيراني.

------------------انتهت النشرة---

أضف تعليق