04 آيار 2024 الساعة 17:24

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الثلاثاء 19/3/2024 العدد 964

2024-03-20 عدد القراءات : 77
 الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

يديعوت احرونوت 19/3/2024  

وقت الصحوة ...

بقلم: د. میخائیل میلشتاین

في ذروة الشهر السادس للحرب، نشأ في قطاع غزة ثلاثة وقائع توجد في حالة تداخل مناطق ضيقة تسيطر عليها إسرائيل بشكل كامل ودائم، واساسا في المنطقة التي تفصل القطاع الى قسمين ومجال الحدود؛ مناطق لا تزال حماس سائدة فيها، واساسا في جنوب القطاع ؛ وكذا مناطق صمت  بلون رمزي وان كان الجيش الإسرائيلي عمل فيها لكنه اخلاها وبالتالي نشأت "جيوب سيطرة" لحماس، الى جانب عصابات محلية وعشائر مسلحة - في مدينة غزة أساسا.

هذا وضع لا يسمح بإقامة نظام جديد الفوضى في داخل القطاع ازدادت بالتدريج ومعها أيضا الضائقة المدنية، وهذه تجلب أساس الاهتمام الدولي، وتترافق بطرح علامات استفهام متزايدة حول قدرة إسرائيل على خلق واقع جديد في غزة وتلبية مطالب السكان. هذه هي الخلفية للدفع قدما بحملات كبرى لانزال المساعدات المدنية وبناء رصيف الامر الذي يعبر عن شكوك متزايدة تجاه إسرائيل.

الحرج يؤدي الى بوادر صحوة في إسرائيل: التخلي عن نظریات طرحت حول نوع النظام وهوية العنوان السلطوي  فى" اليوم التالى". ناهيك عن ان ذاك اليوم إياه لم يظهر بعد في الأفق في ضوء استمرار سيطرة حماس في مناطق وفي أوساط جماهير غير قليلة في غزة درة التاج لتلك الصحوة كانت لقاء رئيس هيئة الامن القومي تساحي هنغبي برئيس المخابرات الفلسطينية العامة، ماجد فرج، احد الشخصيات القوية في السلطة، والذي بحثت فيه حسب ما علم إمكانية أن يكون رئيس الجهاز مسؤولين عن تلقي وتوزيع المساعدات المدنية في غزة بل وفرض النظام العام في قسم من القطاع. والى هذا اضيف شقاق بين وزير الدفاع ووزراء الليكود في يوم الجمعة الماضي عندما طرح الأول العمل على حوار مع محافل محلية من فتح في غزة، وهوجم بزعم انه يسعى عمليا الى ادراج السلطة الفلسطينية في مخططات اليوم التالي.

تأتي الصحوة ضمن أمور أخرى في ضوء خبو فكرة حكم العشائر التي حاولت إسرائيل دفعها قدما في غزة مؤخرا. فقد رفض رؤساء العشائر علنا التعاون مع إسرائيل، ضمن أمور أخرى في اعقاب تهديدات حادة من جانب حماس، وفي ضوء حقيقة أن إسرائيل لا تتواجد على الأرض على نحو دائم، بشكل يمكنه أن يبث فيهم الثقة. وحتى قبل ذلك كان واجبا التساؤل في جدوى التعاون مع جهات مهزوزة بدا كنسخ للتجربة المريرة المتمثلة بالتعاون مع الكتائب في لبنان.

في السياق إياه كان يفترض إثارة علامات استفهام على أفكار أخرى تطرح في الأشهر الأخيرة، وعلى رأسها انتشار قوات عربية أو دولية تقوم بدلا من إسرائيل "بالعمل الأسود" (لا يبدو دافع لدى أي جهة في العالم في هذا الشأن)، او الاعتماد على رجال اعمال وعناصر فتح غزيين غير متماثلين مع السلطة ويمكنهم ان يكونوا بديلا سلطويا فاعلا.

لقد مر ما يكفي من الوقت كي تلقي إسرائيل نظرة مباشرة الى المرآة وتفهم ما هو قابل للتطبيق وما هو غير قابل لذلك في سياق غزة أولا، من المهم الاستيعاب بانه لا يمكن خلق نظام جديد او تقويض القدرات العسكرية والحكومية لحماس دون السيطرة الفعلية على كل ارض القطاع. ثانيا، وان كان حيويا التفكير في مشاركة السلطة الفلسطينية فى غزة لكن الاعتراف بانها مؤخرا تعاني من صورة جماهيرية متردية لا توجد اليوم قدرات لانفاذ الامرة على المنطقة.

بدلا من هذا كان من الأفضل المساعدة على إقامة إدارة مدنية فلسطينية على أساس قوى محلية، وعلى رأسها فتح وفي اتصال مباشر بالسلطة، بالتوازي مع استمرار المسؤولية الإسرائيلية في المستوى الأمني، في السنوات القريبة القادمة على الأقل. تقف إسرائيل امام بدائل سيئة ويتعين عليها أن تختار الأقل سوء. صحيح أن هذا سيكون مفعما بالمشاكل، لكنه يبقى افضل من شعارات المعركة التي يغيب عنها بعد زمني في نهايتها انتصار مؤكد او أوهام حول شركاء يغيرون الواقع ووعي الفلسطينيين من الأساس.

لا يجب المساومة على المصالح القومية الحيوية، لكن مطلوب منها أن نكون مستعدين لرحلة تاريخية طويلة ومضنية.

---------------------------------------------

هآرتس 19/3/2024

 

تصدعات تنذر بانهيار الجيش الإسرائيلي: أوقفوا الحرب فوراً

 

 

 

بقلم: يغيل ليفي

القضايا الأخيرة للقياديين، دان غولدفوس وبراك حيرام، تبدو أعراضاً لتفكك سلسلة القيادة في الجيش، وهي أخطر مما تبدو. قائد الفرقة 36، دافيد بار خليفة، طلب من الجنود في الأمر اليومي الانتقام من الفلسطينيين، ولم يسمع أي تحفظ، حتى لو كان خفيفاً، في هيئة الأركان. ما الغريب في أنه عندما أمروه بإخلاء قواته من القطاع، ثار شك في هيئة الأركان بأن تعليمات رئيس الأركان كانت غامضة بشكل متعمد.

براك حيرام لم يأمر فقط بإطلاق النار على المدنيين الإسرائيليين، بل قصف جامعة بدون مصادقة. في بداية الحرب، أجرت أيلانا ديان مقابلة معه حذر فيها المستوى السياسي من المفاوضات السياسية. وفي حينه، أغلق رئيس الأركان أذنيه. ولكن ليس قادة الفرق هم وحدهم الذين يتحدون، بل الجنود أيضاً. أفلام الجنود ونداءات العودة إلى “غوش قطيف” واستخدام الشبكات الاجتماعية لتوجيه الانتقادات للانضباط في استخدام القوة والنهب وما شابه، كل ذلك من علامات الغليان من الأسفل، التي تجد هيئة الأركان صعوبة أو خشية في ضبطها. لماذا يحدث ذلك؟ ثمة شروط تتراكم وتشجع على التفكك: أولاً، تدرج القيادة ضعفاً في فترة الغسق، بين غروب التجنيد الإلزامي وتطور التجنيد التطوعي. هذه هي المرحلة التي يؤمن فيها الجنود والمجندات في الاحتياط بأن لهم حقاً استثنائياً في إسماع صوتهم إزاء مستوى الانتقائية المرتفع لخدمة الاحتياط الذي يحولهم إلى أقلية صغيرة.

انتشرت هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة ووصلت إلى جنود الخدمة النظامية، الذين أصبحوا أيضاً بالتدريج أقلية صغيرة إزاء حجم الإعفاءات من التجند، ونسبة الذين لا يخدمون في الوظائف القتالية. هذا المزاج – الشرط الثاني – اندمج مع ظروف خاصة للحرب. يشعر الجنود بأن عبء التضحية ملقى على مسؤولية قلائل، ومطلوب منهم تعريض حياتهم للخطر والخدمة في غزة لفترة طويلة، بل إن هؤلاء الأقلية ينقذون الدولة من يد القيادة السياسية والقيادة العسكرية العليا، التي فشلت.

كل ذلك يتعزز في ضوء النسبة المرتفعة من المقاتلين الذين يتماهون مع اليمين واليمين المتدين، الذين حسب اعتقادهم، ينقذون الدولة من الكارثة التي فرضتها الحكومات الانهزامية وتفاقمت بسبب إسهام اليسار في إضعاف الجيش من خلال الاحتجاج ضد الانقلاب النظامي. تطور على هذه الخلفية غليان الجنود منذ بداية الحرب.

الشرط الثالث أن السياسيين يشوشون على سلسلة القيادة – في هذه الحالة يدعم السياسيون من اليمين سلوك الضباط والجنود الاستثنائي. امتنع رئيس الأركان أمام هذه الأوضاع المتراكمة عن ضبط سلوك الجنود، فكيف سيتجرأ على محاسبة جندي في الاحتياط يخدم في غزة منذ بضعة أسابيع وقرر التقاط صورة مع الأغراض التي تم نهبها، أو إطلاق تحذير للحكومة المنتخبة؟ هكذا فقد رئيس الأركان السيطرة.

قادة الفرق ببساطة استغلوا القدرة على المساومة في الميدان لاستعراض قوتهم. الآن، يتشكل الشرط الرابع للتفكك الداخلي الذي يتعزز في الوقت الذي أصبح فيه من الواضح لقادة الميدان أن تضحية الجنود لا تترجم إلى إنجاز، لا يمكن أن يكون إلا إنجازاً سياسياً، لذا كل ما تبقى هو المراوحة في المكان بدون هدف وبدون خسائر.

في نهاية المطاف، لن يكون هناك انتصار. عدم الثقة بمن جر الجيش الى الحضيض، يجعل القادة يتهمون الذين يغرسون سكيناً في ظهر الجيش. وحسب خطاب غولدبوس، فإن السياسيين غير جديرين بالجنود. إعادة بناء الجيش لا يمكن أن تتم ما دامت هذه الحرب مستمرة.

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

إسرائيل اليوم 19/3/2024

 

هل تسرق رفح أوراق المساومة من حماس؟

 

 

 

بقلم: د. إيهودا بلنجا

مع بداية عملية طوفان الأقصى، وضعت حماس لنفسها أهدافاً أساسية للنصر. أخذت بالحسبان شدة الرد الإسرائيلي، لكن بينما تعتبر إسرائيل أن قتل المخربين والأزمة في غزة إنجاز، يرى السنوار ورفاقه في القيادة فيه تفوقاً تكتيكياً لتعظيم أهدافهم الاستراتيجية. وعليه، فإن إعلان إسرائيل عن القضاء على قدرات حماس السلطوية والعسكرية ضروري رغم التعريف الغامض.

اختطاف أكبر قدر ممكن من المدنيين والجنود الإسرائيليين الذين سيصبحون أوراق مساومة لتحرير آلاف السجناء المتبقين في سجون إسرائيل. تقررت تعرفة التبادل في صفقة شاليط، ووفقاً لذلك بدأت حماس تعرف أن إسرائيل ستوافق على الشروط بالصبر وبتمديد الوقت. فبينما اعتبر الجمهور الإسرائيلي الصفقة الأولى إنجازاً، اعتبرتها حماس امتحاناً: إلى أين ممكن الوصول بالصفقة التالية، أي تحرير كبار المخربين و”السجناء الثقيلين”؟

البقاء في الحكم. في بداية الحرب، أفادت وسائل الإعلام بأن مسؤولي حماس يختبئون عن الجيش الإسرائيلي في أنفاق ظلماء، عديمة الوسائل. وبقدر ما سعت هذه التوصيفات لرفع معنويات متردية في إسرائيل، فقد عكست غياب المعلومات عما يجري في غزة التحتية. كلما مر الوقت وعمق الجيش الإسرائيلي دخوله إلى غزة، انكشف مستوى جاهزية حماس للحرب. فقد ضمت الأنفاق غرفاً لإقامة طويلة، ومطابخ، وحمامات ومراحيض، وغرف نوم وأقفاصاً لإسكان المخطوفين. طورت حماس من تحت أنف إسرائيل، إمكانية إنتاج وحشية لوسائل قتالية، وبنت شبكة أنفاق لا تنتهي لتحرك المخربين من ساحة إلى ساحة. جمعت منظمة الإرهاب تمويناً لزعمائها ونشطائها لمواجهة طويلة المدى.

جمع العطف في أوساط الفلسطينيين سكان الضفة الغربية، وطرح بديل محتمل للسلطة الفلسطينية. على خلفية انعدام أداء السلطة، والفساد المرتبط باسمها وتماثلها مع الولايات المتحدة، فقد رفعت هجمة الإرهاب في 7 أكتوبر نجم حماس في أوساط الفلسطينيين في الضفة. في استطلاع نشرته وكالة “AB” للأنباء في منتصف كانون الأول 2023 تبين أن 92 في المئة من الفلسطينيين في الضفة الغربية يعارضون الرئيس أبو مازن ويدعونه للاستقالة. 44 في المئة عرفوا عن أنفسهم كمؤيدين لحماس، و82 في المئة منهم قالوا إن حماس كانت محقة حين شرعت بعملية طوفان الأقصى.

“وحدة الساحات”. الأحداث الثلاثة السابقة كانت متعلقة بقدرات حماس فقط. أما الرابع فيحتاج إلى استجابة شركاء آخرين في “محور المقاومة”. أمل حماس الأكبر كان لخلق “وحدة الساحات” في حرب ضد إسرائيل. في أحداث “حارس الأسوار” نجحت المنظمة في ربط غزة بالقدس. وهكذا غيرت معادلة العلاقات بين إسرائيل والقطاع، وجسدت بأن في أيديها قدرة لإشعال الضفة، بل وجرف عرب إسرائيل في الدعوة للدفاع عن الأقصى”. صحيح أن هذا الهدف لم يتحقق بكامله في 7 أكتوبر، لكن خوض إسرائيل حرباً متعددة الساحات (حماس، الضفة، حزب الله، سوريا واليمن) هو تجسيد لتفجّر الوضع واحتمال دائم لاشتعال يؤدي إلى حرب واسعة.

تجميد أو إلغاء تام لمسيرة التطبيع مع إسرائيل. “اتفاقات إبراهيم” ضربت حماس بالذهول (وكذا إيران أيضاً). وأثبتت إمكانية الوصول إلى تفاهمات مع إسرائيل على أساس مصالح مشتركة، دون حاجة إلى تنازلات إقليمية. فجأة، أزيحت المشكلة الفلسطينية إلى خلفية ساحة النزاع. أما اليوم فلا أحد يتحدث عن تطبيع علاقات مع إسرائيل. الرؤيا العربية، تلك التي تحظى بتأييد أمريكي – أوروبي من الحائط إلى الحائط، هي رؤيا دولة فلسطينية مقابل السلام.

بعد خمسة أشهر من الحرب، نقول إن حماس قريبة من تحقيق أهدافها. درة التاج هي “مخربون”. جر الأرجل من حماس لصفقة المخطوفين يستهدف الاستنزاف وتوسيع الصدوع في المجتمع الإسرائيلي، وتغيير صورة الوضع السياسي فيه ومواصلة كسب الدعم الدولي. ما الذي سيسرق الأوراق من حماس؟ الخطوة الأخيرة المتبقية لإسرائيل للتنفيذ – مناورة برية في رفح.

---------------------------------------------

هآرتس 19/3/2024

 

إيران و”استراتيجية الامتدادات”.. من محاور قوة إلى مصائد إقليمية

 

 

 

بقلم: تسفي برئيل

خلال وجودها تجذرت النظرية التي تفيد بأن حماس منظمة تعمل حسب توجيهات إيران، وهي امتداد فلسطيني لـ “محور الشر” ورأسه في طهران. الحرب في غزة أوضحت بأنها نظرية لم تكن أكثر من عنوان هدف إلى تضخيم حماس ومحور إيران بشكل عام.

لا خلاف على أن إيران أرسلت لحماس وسائل قتالية وتكنولوجيا وتمويلاً سخياً. حماس نفسها شكرت القيادة الإيرانية على الدعم الكبير الذي ساعدها في الكفاح المسلح الفلسطيني، لكن عندما جاء وقت الاختبار تبين أن إيران لم تكن مشاركة في تخطيط وتنفيذ الهجوم على إسرائيل، ولا يمكنها توجيه، بالأحرى إملاء، خطوات حماس حتى بعد اندلاع الحرب. حسب تقرير نشرته “رويترز”، فإن المرشد الأعلى علي خامنئي، أوضح لإسماعيل هنية في تشرين الثاني الماضي بأن إيران لم ولن تشارك في الحرب، لأنهم “لم يتشاوروا معها”، وأنها لن تحارب بدلاً من حماس. وهي الآن أيضاً ليست شريكة في مجموعة الدول التي تنشغل في إدارة المفاوضات بين إسرائيل وحماس، وهي المكانة المحفوظة لقطر ومصر. هذا التطور يقتضي إعادة فحص التعريفات التي تصف العلاقة بين تنظيمات وحركات إقليمية وبين إيران.

الذراع الفلسطيني لإيران يعتمد بشكل مطلق على “الجهاد الإسلامي”، بسبب اعتماده الحصري على تمويل إيران، وبدرجة أقل يعتمد على حماس، التي طموحاتها واعتباراتها الاستراتيجية أكبر بكثير من طموحات الأخ الأصغر. افضلية “الجهاد الإسلامي” أنه خلافاً لحماس، لا يتفاخر ولا يحاول إدارة دولة، ولم يقم بإدارة نظام مدني وليس له أجهزة تعليم وصحة أو وزارة رفاه. قوته النسبية التي اعتمدت عليها إيران في التأثير على الساحة الفلسطينية تكمن في قدرته على تعويق مبادرات حماس، لا سيما التي اقتضت الموافقة والتنسيق مع التنظيمات في غزة، مثل وقف إطلاق النار أو أي اتفاقات أخرى مع إسرائيل. في الواقع، أقامت قيادة حماس المخضرمة علاقتها الأولى مع إيران في 1992 عندما تم طرد 415 عضواً فيها، أصبح من بينهم زعماء للحركة، إلى لبنان. لكن نفس هذه القيادة قررت في 2012 قطع علاقاتها مع سوريا بسبب المذبحة التي نفذها نظام بشار الأسد ضد مواطنيه، وهي الخطوة التي أدت إلى قطع العلاقة بين طهران وحماس.

رغم استئناف العلاقات بين إيران وحماس، فإن الخلاف داخل حماس فيما يتعلق بإيران لم ينته. هنية وصالح العاروري اعتبرا إيران ركيزة استراتيجية، لكن خالد مشعل دفع نحو إعادة المنظمة إلى “الحضن العربي”، لا سيما تحسين العلاقات مع السعودية. لم تتمكن إيران وبحق من وضع حماس في جيبها. والآن وحماس تدير حرباً على بقائها السياسي والعسكري، وعلى مكانتها في الساحة الفلسطينية بشكل عام، فثمة شك كبير في أن إيران باستطاعتها مساعدتها، ومن غير المؤكد أنها سترغب في ذلك إذا اعتقدت أن الأمر يتعلق بذخر مفقود.

لكن ليست الساحة الفلسطينية فقط هي التي تضعضع صولجان سيطرة إيران وتثير التساؤلات حول قوتها، فقد كشفت “فايننشال تايمز” الأسبوع الماضي بأن وفداً أمريكي رفيعاً برئاسة بيرت ماك غورك، المبعوث الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، تحدث في كانون الثاني الماضي في سلطنة عُمان في محادثات غير مباشرة مع جهات إيرانية رفيعة برئاسة علي باقري – قاآني، نائب وزير الخارجية ورئيس بعثة المفاوضات حول الاتفاق النووي.

طلب الأمريكيون من إيران في هذه المحادثات “تهدئة” نشاطات الحوثيين في اليمن والمليشيات الشيعية في العراق، التي هاجمت عشرات الأهداف الأمريكية في العراق وسوريا. وطلبت إيران من الولايات المتحدة استخدام الضغط على إسرائيل لفرض وقف مطلق لإطلاق النار. انتهت المحادثات بلا نتيجة. وفي اليوم التالي، هاجم الأمريكيون أهدافاً للحوثيين، لكن هجمات المليشيات الشيعية على الأهداف الأمريكية توقفت منذ 4 شباط، ليس بفضل هذه المحادثات، بل بعد عدة هجمات أمريكية على قواعدها في العراق.

بقيت إيران خارج الصورة بخصوص غزة وحماس. فهي لم تتمكن ولم يطلب منها أيضاً طرح تنازلات أو طلبات باسم حماس. مشاركتها المباشرة في منظومة الأواني المستطرقة التي يتم وصفها بـ “وحدة الساحات” بقيت إعلانية. والأكثر أن إيران أدركت بأن “وحدة الساحات” قد تضر بأعدائها، لكن لا يمكن أن تحسم المعركة، بل قد تكون شركاً يهدد أمنها.

في شباط زار إسماعيل قاآني قائد “قوة القدس”، بيروت للمرة الثالثة منذ اندلاع الحرب، والتقى حسن نصر الله لمناقشته في التأثيرات المتوقعة من استمرار المواجهة مع إسرائيل. وسائل إعلام عربية تعتمد على مصادر إيرانية ولبنانية، نشرت أن نصر الله وعد قاءاني في هذا اللقاء بأن منظمته لن تجر إيران إلى حرب مع إسرائيل أو مع الولايات المتحدة. “هذه حربنا، ونحن مستعدون لتنفيذها وحدنا”، قال حسن نصر الله. من غير المعروف ماذا كان رد قاآني، لكن جواب نصر الله يدل على أن نفوذه يرتبط بالظروف المحلية.

السفير الإيراني في الأمم المتحدة، أمير سعيد ايرواني، أوضح في مقابلة مع “ان.بي.سي” بأن “العلاقات بين إيران ومنظمات المقاومة في المنطقة تشبه العلاقات القائمة بين دول حلف الناتو”. وحسب قوله، فإن هذه التنظيمات تقرر بنفسها كل ما يتعلق بنشاطاتها العسكرية. هذا أيضاً هو الخط الدعائي الذي يكثر وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، تكراره لإزالة التهمة عن إيران وكأنها تنسق وتدير النشاطات العسكرية لهذه التنظيمات.

لكن هذه الرواية الإيرانية تدل على الصعوبات التي تواجهها إيران في تشكيل “الظروف الداخلية”، التي يضطر كل تنظيم للعمل في إطارها، ويظهر أنها هي نفسها خاضعة لإملاءات هذه الظروف إذا كانت تريد الحفاظ على نفوذها في المنطقة. إيران مثلاً يمكنها التأثير على قرارات حزب الله ومطالبته بعدم جرها إلى حرب شاملة، مثلما فعلت. ولكن لا يمكنها استبدال التركيبة الطائفية والدينية في لبنان التي تحدد إطار نشاطات حزب الله.

ضرورة الحفاظ على هوية المنظمة كمنظمة لبنانية وليس إيرانية، تملي على حزب الله صيغة التفسيرات التي هو ملزم بها للحفاظ على مكانته، التي بحسبها يعمل من أجل الدفاع عن لبنان وليس إنقاذ فلسطين. على هذا المبرر تستند معادلة الردع التي حافظ عليها حزب الله لسنوات، حتى أثناء الحرب في غزة. “طبريا مقابل بعلبك”، أوضح نائبه نعيم قاسم، قواعد الرد التي يطبقها حزب الله، وليس “طبريا مقابل خان يونس أو رفح”.

إيران لا يمكنها أيضاً تغيير طبيعة الصراع السياسي والعسكري في اليمن. حرب الحوثيين ضد النظام الرسمي في اليمن والسعودية لم يتم التخطيط لها في طهران، مثلما أن العملية الدبلوماسية التي أدت إلى وقف إطلاق النار قبل سنتين تقريباً والتفاهمات بين الحوثيين والسعودية، لم يتم تشكيلها على يد إيران، بل أمليت على السعودية على يد الولايات المتحدة.

يواصل الحوثيون المس بالحركة التجارية في البحر الأحمر، ويوضحون بذلك أنهم يساهمون بالشكل الأكثر نجاعة في محور المقاومة. ولكن للحوثيين أجندة خاصة بهم، غير مرتبطة بغزة أو حماس، بل بالصراعات السياسية الداخلية؛ خلافاً لحزب الله الذي وضع نفسه في علاقة مع غزة، وأوضح بأن وقف إطلاق النار في القطاع سيلزمه هو أيضاً، ومثلما تصرف في وقف إطلاق النار السابق، فإن الحوثيين غير ملتزمين بشيء.

تصعب معرفة إذا كانت المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران لم تثمر أي نتائج في ساحة البحر الأحمر بسبب رفض إيران التخلي عما يتم تعريفه بالغرب بـ “ذراعها التنفيذية في المنطقة” أو أنها فشلت لأنه لا يمكنها التأكد من أن الحوثيين سيخضعون لطلبها، وبذلك يظهرون عدم السيطرة على امتداداتها – ويتحدون التصور القائل بأنه يمكنها إملاء استراتيجية من فوق رؤوس التنظيمات المحلية.

وضعت إيران نفسها مجدداً كدولة شرعية في الشرق الأوسط بعد استئناف علاقاتها مع الإمارات والسعودية، وربما بعد ذلك مع مصر، ويمكنها الاستنتاج بأن الحرب في غزة تلزمها بإعادة فحص “استراتيجية الامتدادات”. وهي الاستراتيجية التي وفرت لها قوتها حتى الآن، لكنها أيضاً كشفت قيود امتداداتها، وهذه الاستراتيجية الآن تهدد الدول التي أنقذت إيران من العزلة الإقليمية.

---------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 19/3/2024

 

“ما بعد رفح”… طريق إسرائيل المسدود

 

 

 

بقلم: آفي يسسخروف

المشكلة الأمنية الكبرى لدولة إسرائيل في قطاع غزة ليست رفح بل ما بعد رفح، كما يقولون بالعربية. آجلاً أم عاجلاً، إذا لم يخف نتنياهو من رد فعل الأسرة الدولية، سيبدأ الجيش الإسرائيلي بإخلاء السكان المدنيين من المدينة ومحيطها، بكل الـ 1.5 مليون فلسطيني الذين وجدوا فيها ملجأ.

ليس واضحاً متى تبدأ العملية العسكرية نفسها، بمعنى العملية البرية التي تستهدف تطهير المدينة من وجود كتائب حماس النظامية. ربما ينتظر الدخول البري المكثف حتى نهاية رمضان ويبدأ الإخلاء هذا الشهر، يمكن التقدير بأن الأمر منوط بنتائج المفاوضات مع حماس حول الصفقة. العملية في رفح هي إحدى العصي القليلة التي لدى إسرائيل لتلوح بها فوق رأس حماس، وعليه قد يسرع تفجير المحادثات الاستعدادات لرفح.

إذا نجح بإخلاء السكان، فسيكون الدخول البري أقل تعقيداً من ذاك الذي كان في خان يونس، حيث عملت الكتائب الأكثر نخبوية لحماس. أما في رفح فالقصة مختلفة قليلاً؛ الكتائب أقل نخبوية، والسكان المحليون معروفون في انتمائهم العشائري والتنظيمي الأقل، بعض من العشائر بدوية، ومنطقة الحدود سيئة السمعة لكونها مركزاً لنشاط جنائي ولا سيما في التهريب. بمعنى أن العملية العسكرية قد تصطدم بمقاومة أقل من خان يونس أو الشجاعية.

وعندها يُسأل السؤال، ماذا إذن؟ عملياً، الحسم العسكري لحماس كمنظمة حرب عصابات شبه عسكرية، سينتهي بعد رفح. ولن تكون لحماس كتائب قتالية للصدام مع الجيش الإسرائيلي. ستجد إسرائيل قطاع غزة بلا أهداف واضحة للاحتلال والتطهير، وستنشغل بإدارة قتال ضد نشطاء إرهاب يطلون بين الحين والآخر، ومحاولة ملاحقة القوات المقاتلة، وكل هذا دون أن تنجح إسرائيل في خلق بديل حقيقي لحماس على الأرض.

إن تصميم رئيس الوزراء للامتناع عن بحث حقيقي، واقعي، في “اليوم التالي” لرفح، قد يدخل إسرائيل إلى مشكلة سياسية وعسكرية، إلى وحل ليس واضحاً كيف ستخرج منه. بدلاً من أن يبني بديلاً لحكم حماس، في شكل قوى من السلطة الفلسطينية إلى جانب قوى حفظ نظام عربية ودولية، يقود نتنياهو إسرائيل إلى طريق مسدود، إلى حائط سنصطدم بها عاجلاً أم آجلاً. ليس هناك من يدير الكهرباء والمياه والمجاري والرفاه لمليوني فلسطيني، وستسير حماس مرة أخرى إلى داخل هذا الفراغ، أو جماعات مسلحة متطرفة أخرى إلى جانب الكثير من مؤشرات الفوضى. هذا هو الواقع الذي يسجل الآن في شمال القطاع، هذا هو الواقع الذي أعاد الجيش الإسرائيلي للعمل في نطاق مستشفى الشفاء في غزة. حماس تعود إلى الأماكن ذاتها التي خرج منها الجيش الإسرائيلي، وتستعرض حوكمة في هذه المناطق، قوات حفظ النظام من حماس تعمل في هذه المقاطع، بل وتحاول التحكم بتوزيع المساعدات. بمعنى أن إسقاط حكم حماس لم يتحقق خصوصاً في ضوء حقيقة أن إسرائيل لا تحاول حتى طرح بديل لحماس.

هدف اجتياح مستشفى الشفاء كان ضرب بعض المسؤولين الكبار، بمن فيهم فائق المبحوح، المسؤول الكبير في جهاز الأمن الداخلي للمنظمة وشقيق محمد المبحوح الذي صفي في بداية 2010 في دبي. التقيت فائق المبحوح في 2007 في السجن الإسرائيلي قبل لحظة من تحرره. بعد أن عثر على جثة أخيه ولم يكن بعد يقين إذا كان صفي ومن صفاه، أقام فائق المبحوح معي اتصالاً وروى لي بأن شقيقه نجا من عدة محاولات تصفية. ادعى بأنه تبينت علائم عنف على جثة أخيه رغم أنه لم يكن شيء كهذا. بعد تصفية الشقيق، ترفع في أجهزة أمن حماس وبات مسؤولاً من المنظمة عن الإشراف على المساعدات في شمال القطاع. في نهاية الأمر، نجح “الشاباك” والجيش في الوصول إليه.

---------------------------------------------

هآرتس 19/3/2024

 

للإسرائيليين: لا حل لكم سوى التظاهر مع أهالي “المخطوفين”

 

 

بقلم: عاموس هرئيل

 

اقتحام الجيش الإسرائيلي لمستشفى الشفاء في غرب مدينة غزة تم بعد خمسة أشهر ونصف على بداية الحرب وبعد أربعة أشهر على دخول الجيش الإسرائيلي إليه في المرة الأولى. الطاقم الحربي اللوائي الذي يعمل في مستشفى الشفاء احتاج إلى بضع ساعات لاجتياز القطاع وتطويق المستشفى، ما يعكس مستوى المقاومة القليل الذي يمكن لحماس القيام به في شمال القطاع في هذه المرحلة في الحرب. في الوقت نفسه، يدل اتخاذ قرار العمل في مستشفى الشفاء على أن حماس بعيدة عن الاستسلام، حتى في المناطق التي أعلن الجيش الإسرائيلي منذ فترة طويلة بأنه أنهى فيها تفكيك قدرات حماس العسكرية. عادت حماس للعمل في هذه المناطق، وهذا يحث إسرائيل على القيام باقتحامات أخرى.

الجيش قال الحقيقة في هذا الشأن. ألوية حماس وكتائبها القطرية في شمال القطاع تم تفكيكها، لكن قام بدلاً منها تنظيمات إرهابية صغيرة تستعد لاحتكاك آخر مع الجيش الإسرائيلي. في الوقت نفسه، تنشغل حماس في إعادة سيطرتها على المناطق التي تعرضت فيها لهزيمة عسكرية. في الفترة الأخيرة، دخول شاحنات المساعدات إلى شمال القطاع ترافقه صعوبات أقل. ليس واضحاً من يدير الأمور من خلف الكواليس، لكن ربما تكون حماس نفسها.

 

في مستشفى الشفاء تم تشخيص عودة حثيثة لنشاطات جهات رفيعة في أجهزة حماس ومكاتبها الحكومية. أحضر بعضهم إلى المستشفى أبناء عائلاتهم على افتراض أن المكان سيكون آمناً لهم. أمس، قتلت القوات الإسرائيلية فائق المبحوح هناك، وهو شخصية رفيعة في جهاز الأمن الداخلي لحماس وشقيق الشخصية القيادية في حماس محمود المبحوح، الذي حسب منشورات أجنبية صفته إسرائيل في 2010. 

ووجه الجيش بمقاومة عنيدة نسبياً في منشأة داخل المستشفى. يبدو أن قوة حماية الشخصيات الرفيعة تحاول حمايتهم وإنقاذهم من المبنى. قتل نحو 20 مخرباً في تبادل إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية. في غضون ذلك، يقوم الجيش بإخلاء المدنيين من المستشفى عبر نقاط تفتيش، التي اعتقل فيها عشرات الشباب، من بينهم نشطاء من حماس. قتل في هذه المعارك مقاتل في لواء “الناحل” هو الرقيب أول متان فينوغرادوف (20 سنة) من القدس.

قد تستمر العملية في مستشفى الشفاء لبضعة أيام، وهي لا ترتبط بالعملية في رفح التي يلوح بها نتنياهو. تصعب رؤية كيف سيتم تنفيذ عملية اقتحام رفح في الفترة القريبة، لا سيما في رمضان. بلور الجيش الإسرائيلي خططاً لاجتياح رفح وعرضها على المستوى السياسي، لكن لم يتم حتى الآن إعطاء أمر التنفيذ. هذه الأمور تستغرق وقتاً. وإذا قررت الحكومة إخراجها إلى حيز التنفيذ، فسيتم هذا بتجاهل تحفظات الولايات المتحدة. وحتى قبل اتخاذ القرار بشأن رفح، من المرجح اتخاذ قرار بشأن صفقة تبادل المخطوفين.

 

مفارقة الوقت

 

بعد تأجيل ليوم واحد، سافرت إلى قطر أمس بعثة برئاسة رئيس الموساد دافيد برنياع لاستئناف المفاوضات حول المخطوفين. حتى اللحظة الأخيرة، لم يتم الإعلان عن نطاق التفويض الذي ينوي نتنياهو إعطاءه للبعثة لإدارة المفاوضات. ليس لحماس ممثلون في المحادثات، وهي تجري بين إسرائيل والوسطاء: الولايات المتحدة وقطر ومصر. قيادة حماس الخارج تعيش في معظمها في الدوحة عاصمة قطر، ولكن الذي يتخذ القرارات في نهاية المطاف هو يحيى السنوار، رئيس حماس في القطاع. واختباء السنوار في القطاع وملاحقته من إسرائيل، يصعبان استمرار الاتصال بينه وبين القيادة في قطر، ما يبطئ وتيرة المفاوضات.

المشاركون في جلسة الكابنيت الأمني، الهيئة الأوسع التي عقدت مساء أول أمس، تولد لديهم انطباع سيئ من الأجواء السائدة هناك، ثم من احتمالية التقدم في المفاوضات. وزيرا اليمين المتطرف، بن غفير وسموتريتش (ليسا عضوين في الجسم المقلص لكابنيت الحرب)، يقودان خطاً صقورياً يرفض تقديم تنازلات إسرائيلية مقابل إطلاق سراح حوالي 40 مخطوفاً في النبضة الأولى.

موقف نتنياهو غير واضح تماماً، وتصعب معرفة مدى تنسيقه مع الجناح اليميني المتطرف. مصادر في المستوى السياسي تعتقد أن ما يحرك رئيس الحكومة هو اعتبار بقائه الشخصي وإمساكه بالسلطة على خلفية استمرار محاكمته الجنائية. لذلك، يحتاج نتنياهو إلى المزيد من الوقت، لذا فإن أي تأخير في المفاوضات غير المباشرة مع حماس يخدم مصلحته، رغم تصريحاته حول التزامه بإنقاذ المخطوفين.

معارضة نتنياهو للصفقة لا تبدو مبدئية أو مطلقة. المشكلة الرئيسية عنده تكمن في الانتقال إلى وقف طويل لإطلاق النار، الذي قد يبشر بنهاية الحرب. خطة الصفقة تتحدث عن شهر ونصف من وقف النار، ويتم خلالها إعادة محرري النبضة الأولى مقابل بضع مئات من السجناء الفلسطينيين، من بينهم عدد من المهمين. حتى إذا انهارت المفاوضات على النبضة الثانية التي يتوقع فيها إطلاق سراح الجنود والرجال الأصغر سناً، فمن المرجح أن تمر بضعة أسابيع حتى استئناف إطلاق النار.

بكلمات أخرى، إذا حدث اتفاق، فسنتجه نحو وقف لإطلاق النار لمدة شهرين على الأقل. مثل هذه العملية لا تخدم نتنياهو؛ لأن الضغط سيزداد حينئذ لحل الكنيست والإعلان عن إجراء انتخابات. أحد مبررات نتنياهو الرئيسية هو أنه ما دامت هناك حرب فلا مكان للانتخابات، التي حسب قوله ستخدم حماس. هذا ما قاله رداً على انتقاد الرئيس الأمريكي جو بايدن، وزعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر. يحاول نتنياهو اجتياز دورة الكنيست الشتوية التي ستنتهي في الشهر القادم بسلام، بصورة تمنع إجراء الانتخابات في الأشهر القريبة القادمة.

عندما تكون هذه هي صورة الوضع، يزداد الإلحاح لاستخدام ضغط الجمهور على الحكومة بالتعاون مع عائلات المخطوفين. النقاشات التي تجري الآن في قطر تتناول نوعاً من مسار لصفقة تبلورت وعرضت في باريس قبل شهر ونصف تقريباً. في غضون ذلك، علمنا من الجيش الإسرائيلي عن موت 35 مخطوفاً من بين الـ 134 المحتجزين لدى حماس في القطاع. في الواقع، قتل بعضهم في 7 أكتوبر وتم اختطاف جثامينهم، لكن هناك آخرين ماتوا في الأسر. لا وقت للمخطوفين لتبديده، وإذا لم ترفع العائلات صوت صراخها بقوة أكبر، ولم ينضم الجمهور إليها، فسنفوت فرصة إنقاذ من بقوا بسلام. الحديث عن 99 مخطوفاً على قيد الحياة حديث مضلل. الجيش الإسرائيلي لا يحدد موت المخطوف إلا بعد يقين مطلق، لذا من المرجح وجود عدد لا بأس به من المخطوفين الأموات لدى حماس دون أن يعلن الجيش عن موتهم رسمياً.

---------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 19/3/2024

 

“مطالب مبالغ فيها”.. لنتنياهو و”كابينت الحرب”: المخطوفون ليسوا صفقة تجارية

 

 

بقلم: شيلي يحيموفيتش

 

للحظات يبدو أن جواب حماس هبط على نتنياهو كذبابة مزعجة. من جهة، لا يمكن تطييرها؛ لأن المفاوضات هي الأساس الذي يتضمن إعادة المخطوفين وكذا بسبب عمق الدور الدولي في الاتصالات. ومن جهة أخرى أن الأمور بدأت، نسبياً، تجري على ما يرام كما يراها نتنياهو.

فكيفما اتفق، نجح في خلق إحساس بأن المطالبة بتحرير المخطوفين شيء مرتبط باليسار. ومثلما يحب؛ انخفض حجم من يأتون من العائلات المعذبة: تعمقت الأستوديوهات في سياسة جدعون ساعر الملتوية، وأبدت الشبكات الاجتماعية اهتماماً أكبر لاختفاء كيت ميدلتون مما اهتمت باختفاء عائلة بيبس.

وعندها “بوم!”، جاء هذا. جواب حماس، مكتوب، مؤكد، عبر قطر، يحمله رئيس الموساد. الهدوء الشاعري المشوه اخترق. ما العمل؟ قبل كل شيء، كما هو معتاد، لا يعملون شيئاً. “يدرسون الوثيقة”. حتى قبل أن يدرسوها ينشرون رداً فورياً بأن مطالب حماس مبالغ فيها وأن الكابينت “سيطلع” على الأمر. وفي الغداة يطلعون الكابينت هكذا قليلاً، على هوامش المداولات. يهبط السبت، وكما هو معروف للجميع، ليس هذا فداء للنفس في هذا اليوم، بل موضوع بسيط. مع نهاية الراحة والسبت الهادئ (لنتنياهو ولوزراء الحكومة، وليس للمخطوفين وعائلاتهم) يعقدون “كابينت الحرب” ويضغطون على وزرائه لمنح الوفد الإسرائيلي مدى مناورة ضيق. بدون مدى مناورة، قد يكون الوفد أداة فارغة. هكذا يبدو رئيس وزراء يفر من البشرى.

مغيظ أن جواب حماس هبط الخميس، وأمس انطلق الوفد مقصوص الأجنحة إلى طريقه. ستستمر المفاوضات، هكذا يعدوننا، لزمن طويل جداً، إذا كانت ستستمر أصلاً. أكثر من خمسة أشهر والمخطوفون وأبناء عائلاتهم في الجحيم، ولنتنياهو ولوزرائه وفرة من الوقت. بعد كل شيء، لم يعد الحديث يدور منذ زمن بعيد عن إنقاذ حياة وتحرير من سقطوا في أيدي العدو في إخفاق رهيب. يدور الحديث عن صفقة.

يتفطر القلب على والد يستجدي حياة ابنته أو ابنه، فيما يضطر لتكييف نفسه مع روح الزمن، ويطلب “صفقة” لإنقاذهم من حفرة الظلام التي يتعذبون فيها منذ 7 أكتوبر. ليست المشكلة في تعابير اللسان، فلنا مشاكل أكبر. لكن حقيقة أن الاصطلاح الذي أخذ من مجال الأعمال التجارية بات معتاداً ومتآكلا وطبيعياً – ينطوي على الهوات الأخلاقية وغلاظة القلب التي تنكشف تباعاً، وتلقينا عليها في الأيام الأخيرة المزيد من النماذج.

ففي الصفقة يتساوم الناس على قيمة المنتج، وإذا لم يتوصلوا إلى اتفاق لا يشترون، لا يبيعون، لا يوقعون. لا تعقد الصفقة إلا حين تكون مجدية، مع وجود مشترين محتملون في الخلفية أو شيء ما بديل للشراء. قد تلغى أو تتفجر أو يتم تسويف الوقت والمعرفة بأن السماء لن تسقط لو لم تخرج إلى حيز التنفيذ. شيء من هذا لا يتعاطى مع واقع فيه 99 مخطوفة ومخطوفاً على قيد الحياة، متروكين، يذوون، مجوّعين، مرضى، معذبين، مغتصبين، يتناقص عددهم أمام عيوننا في مسرحية رعب متواصلة.

إن التطبيع لوضع غير طبيعي بهذا القدر، برعاية الرسالة الخيالية المفعمة “بالنصر المطلق” هو إنجاز سياسي وفكري لنتنياهو. المشكلة أن هذا يكلف حياة البشر وسحق ما يجعلنا بني بشر. إن إعادة المخطوفين إلى الديار واجب أساسي وجذري، وبالأساس ملح. فريضة ليس هناك ما هو أقوى منها. وبالتأكيد، ليست “صفقة” تدار بارتياح.

---------------------------------------------

 

يديعوت أحرونوت 19/3/2024

 

 

مصدر أميركي كبير: نضغط لصفقة تبادل وهذه المرة لن نقبل "لا"

 

 

بقلم: إيتمار آيخنر

 

وصل طاقم المفاوضات الإسرائيلي، برئاسة رئيس الموساد دادي برنياع، ومشاركة اللواء احتياط نيتسان الون المسؤول عن الجهد الاستخباري لتحرير المخطوفين، نائب رئيس الشاباك وطواقم من الجيش الإسرائيلي، الموساد والشاباك وصلوا، أول من أمس، إلى الدوحة، وفور ذلك كان يفترض بالطواقم أن تدخل إلى محادثات مكثفة.

وصل الطاقم الإسرائيلي مع تفويض أقره كابينت إدارة الحرب والكابينت السياسي الأمني. وقال مسؤول إسرائيلي إن التفويض الذي تلقوه كاف للتقدم وللرؤية إذا كانت حماس جدية. النموذج هو أن يجلس الوفد الإسرائيلي في مبنى ما وعلى مسافة غير بعيدة عنه يجلس وفد حماس والوسيط القطري يتنقل بين المبنيين في محاولة لجسر الفجوات. وقال مصدر فلسطيني إن الوفدين لن يريا الواحد الآخر.

في أثناء جلسة الكابينت، عرض الوزراء الخطوط الحمراء ولم يوافقوا على كل مطالب طاقم المفاوضات. وقال مسؤول إسرائيلي كبير "لم يقولوا على أي شيء لا، لكنهم رتبوا إعدادا في حوالي نطاق يبقى أقل بكثير مما تريده حماس. كما قدم المستوى السياسي أيضا جوابا لعدد آخر من المسائل".

وتقول مصادر مطلعة إنه كان تناول موضوعي لتفويض الوفد وهو بالتأكيد يسمح ببدء المفاوضات. لم تقبل كل طلبات طاقم المفاوضات لكن قبلت أمور هي مهمة للتقدم في العملية. أعطى الكابينت ضوءا أخضر لتحريك هذه العملية، وهذا هو المهم. وحسب هذه المصادر، ستكون مطلوبة مرونة من الطرفين. لكن توجد إمكانية لبدء المفاوضات. جوهر المفاوضات هو على 42 يوما هدنة مقابل تحرير 40 مخطوفا.

وقدر مصدر رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، أول من أمس، إن الطرفين سينجحان في الوصول في نهاية الأمر إلى صفقة لتحرير مخطوفين ووقف نار. وقال المصدر رفيع المستوى "الآن كل الأطراف، بمن فيهم إسرائيل، حماس، قطر ومصر يشعرون بالضغط الأميركي الشديد. لن نقبل لا"، قال المصدر الكبير.

ضم رئيس الموساد بالرحلة إلى الدوحة طاقمه المهني. أما برنياع فسيدير المفاوضات من إسرائيل وسيعود إلى الدوحة لاحقا. وبينما نظر برنياع إلى نصف الكأس المليئة، وأعتقد أن التفويض المقرر يكفي لتحريك المفاوضات، تقول مصادر رفيعة المستوى إن نيتسان الون أعرب عن استيائه من تقليص التفويض وتردد حتى في أن يسافر إلى الدوحة. وقال الون في مداولات الكابينت إنه يوجد برأيه هنا تفويت للفرصة.

التقدير هو أن مسألة إعداد السجناء بالذات ممن تطالب حماس بتحريرهم لن تكون العقبة المركزية، وسيكون ممكنا الوصول إلى حل وسط حسب نموذج صفقة جلعاد شاليط -بحيث يكون لإسرائيل حق فيتو على كل واحد من أسماء السجناء الكبار.

القصة المركزية هي العودة إلى شمال غزة: حماس تصر على عودة كاملة. إسرائيل تعارض وتعتقد أن هذا سيكون نصرا لحماس. كما أن غانتس وآيزنكوت لا يتعايشان مع هذا الموضوع بسلام وبالتأكيد ليس مع عودة بلا قيود.

في طاقم المفاوضات، يخشون من أن تقع عائلات المخطوفين بخطأ الوهم بأن صباح غد سيعود المخطوفون. وقال مصدر سياسي مطلع "إن سفر الوفد يحرك فقط عملية طويلة ومعقدة. ينبغي تخفيض مستوى التوقعات بأننا سنصل إلى اتفاق سريع. توجد حماس الخارج في خطر وحماس الداخل في الأنفاق. ويستغرق بين 24 و36 ساعة لنقل الرسالة من هنا وإدارة المفاوضات مع السنوار الذي يوجد في الأنفاق".

---------------------------------------------

 

 

 

 

معاريف 19/3/2024

 

 

شهر رمضان - فترة حرجة

 

 

بقلم: إيهود ياتوم

 

بدأ شهر رمضان هذه السنة مع أصوات المدافع، قذائف سلاح الجو في الجنوب وفي الشمال واستمرار العمليات البرية في غزة، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي تعميق سيطرته.

صوم رمضان كهذا الذي بدأ هذه السنة لم يعرفه العالم الإسلامي في قطاع غزة، عرب إسرائيل وفلسطينيي الضفة. قلة في قطاع غزة فقط سيحيون هذه السنة فرائض العيد بسبب الحرب. عرب إسرائيل سيحيون العيد بقوة متدنية جدا، فيما أن الاهتمام موجه لما يجري في ساحات القتال المختلفة.

عرب إسرائيل سيواصلون مثلما في السنوات السابقة الوصول للصلاة في الحرم، وذلك بعد أن أوصى جهاز الأمن ورئيس الوزراء استجابة للتوصية، بخلاف الموقف المتطرف لوزير الأمن القومي ايتمار بن غفير. ينبغي الأمل في أن يواصل المواطنون العرب التصرف مثلما هو متوقع منهم وألا يستجيبوا لمطالبات البعض للانضمام إلى الكفاح العنيف. بالنسبة للفلسطينيين من سكان الضفة، في هذه الحالة الموضوع أكثر تعقيدا بكثير.

ينبغي الأمل في ألا يتفاقم الوضع الأمني -وإلا فإننا سنضطر لأن ندير حياتنا في ظل عمليات فتاكة.

نحن نشهد عمليات موضعية ينفذها أفراد، فيما أن هذا الميل يتواصل مع ارتفاع وهبوط بمديات عمليات المقاومة والقتل.

الأجواء في الشارع العربي عكرة ومكتئبة، المعنويات متردية جدا ومعظم مظاهر العيد اختفت.

توجد محافل كفيلة بأن تدهور الوضع وتشعل الميدان والشرطة، التي في الأيام العادية تكون جاهزة في مراكز الاحتكاك، ملزمة بأن تكون أكثر يقظة وحساسية في كل ما يتعلق بردود أفعالها. الشرطة ملزمة بأن تبدي صبرا وضبطا للنفس كون الوضع هشا وإشكاليا. كل رد غير مناسب من شأنه أن يشعل الأرض ويؤدي إلى تصعيد أمني فوري.

للشرطة في هذه الأيام يوجد دور مهم للغاية في الحفاظ على النظام العام، وهي ترابط في نقاط احتكاك مركزية ترتبط بالمسلمين في العيد الأهم بالنسبة لهم.

نحن نسمع عن محاولات حماس ومبعوثي المنظمة لربط الفلسطينيين بكفاح مقاوم. للشرطة توجد القدرة لمنع هذا بسلوك حذر، يجب أن يكون مصمما ومهنيا في الرد على كل محاولة عملية.

لقد منع جهاز الأمن من بداية المعركة مئات العمليات الفتاكة التي خطط لها فلسطينيون، من سكان الضفة. قليل من العمليات خرج إلى حيز التنفيذ. المقاومون الذين معظمهم من دون ماض أمني، اعتقلوا أو قتلوا أثناء حملة القتل -حقيقة تبين أنه لا يوجد إحباط ومنع كاملان.

رجال الجهاز الذين ينشغلون في العمل اليومي الاستخباري والتحقيقات والعمليات الخفية، ملزمون بأن يعمقوا أعمالهم، ويكونوا متحفزين، يقظين، مفعمين بالإحساس بالهدف والسعي للاشتباك أكثر بكثير مما في الأيام العادية.

أرى أمام ناظري رفاقي رجال الشاباك يوصلون الليل بالنهار، بالتعاون مع "يمم"، الجيش، لمنع العملية التالية ولإنقاذ حياة الإنسان. كل عملية تنجح تشجع عمليات إضافية، وكل إحباط كفيل بأن يردع آخرين من تنفيذها.

لأجل استكمال منظومة الرقابة، الإشراف والإحباط، يقف مقاتلو الجيش الإسرائيلي في المواقع المركزية لأجل العثور على المشبوهين ولحراسة المحاور. نحن نوجد في شهر حرج على نحو خاص متفجر ومتحد. والسؤال هو إذا كان الهدوء متعلقا بأعدائنا.

بوسع السلوك الحكيم المتوازن، المنضبط والصبور أن يمنع الاشتعال، أن يهدئ الخواطر ويمنع انفجار حرب دينية بإلهام ما يجري في جبهة الحرب ضد حماس وحزب الله.

---------------------------------------------

 

الكاتب الأمريكي توماس فريدمان: نتنياهو الزعيم الأسوأ في التاريخ اليهودي

 

قال الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان، إن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيُدرج في التاريخ باعتباره أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي.

وقال فريدمان في مقابلة مع صحيفة /هآرتس/ الإسرائيلية: “سأكون صادقا، أعتقد أن هذه هي أسوأ حكومة شهدتها إسرائيل على الإطلاق، وأعتقد أن نتنياهو سيُدرج في التاريخ باعتباره أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي، وليس فقط في التاريخ الإسرائيلي”.

وأضاف: “لن أسمح لهذه الحكومة الإسرائيلية بأن تكون نوادل في حفل بلوغ حفيدي، إنهم غير أكفاء حقًا”، في إشارة إلى الفشل في إدارة حكومة نتنياهو الحرب على غزة.

وانتقد فريدمان رفض الحكومة الإسرائيلية وضع أي نوع من الخطط للصباح التالي للحرب على غزة.

واعتبر أنه إذا “دخلت إسرائيل في شراكة مع السلطة الفلسطينية لتشكيل دولتين لشعبين، فيمكنها حل ثلاث من مشاكلها الحالية: تغيير السرد، وتغيير خيارات غزة، وتعزيز التحالف الإقليمي مع حلفائها العرب”.

ووصف فريدمان، الكاتب في صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية، الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها “الحرب العالمية الثانية الحقيقية”.

وقال: “عندما اندلعت حرب أوكرانيا قلت: هذه في الواقع الحرب العالمية الأولى. والحرب التي نسميها “الحرب العالمية الأولى” لم تكن حرباً عالمية”.

وأضاف فريدمان موضحا: “كانت حرب أوكرانيا هي الحرب العالمية الأولى لأن الناس كان بإمكانهم متابعتها على هواتفهم الذكية، وكان بإمكانهم إبداء آرائهم حولها، وكان التأثير الزراعي فوريًا، كان هناك تأثير على أسعار المواد الغذائية – لقد كانت حربًا عالمية حقيقية”.

وتابع: “أنا أزعم أن حرب إسرائيل على غزة هي في الواقع الحرب العالمية الثانية. كل شخص في العالم لديه رأي حولها، يتابعها، ويتأثر بها. إنها تمس الفصول الدراسية في كل مكان”.

ورفض فريدمان أن تكون إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة. وقال ردا على اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة: “أجد ذلك مروعا، أعتقد أن هذا خطأ. لا أعتقد أن هذه إبادة جماعية. لكنني أعتقد أنها حرب فظيعة قُتل فيها عدد كبير جدًا من المدنيين، لكنني لا أعتقد أنها كانت متعمدة”.

ورأى إن قضية جنوب افريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية هي إشارة واضحة إلى أن إسرائيل شنت حربًا دون أي نوع من الرؤية السياسية أو الخطط الإستراتيجية للمستقبل، وبالتالي تعرض نفسها لاتهامات بأنها ترتكب الإبادة الجماعية.

واختتم فريدمان المقابلة بتحذيرين شديدين ـ للأميركيين: لا تعيدوا انتخاب (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب، وللإسرائيليين: صوتوا لإسقاط نتنياهو وحكومته الائتلافية.

وقال فريدمان: “أعتقد أنه إذا نجا نتنياهو من هذه الحرب وأعيد انتخاب ترامب، فإن العالم الذي أريد أن أتركه لأحفادي الجدد لن يكون موجودا”.

---------------------------------------------

 

“هآرتس” تفضح المزاعم الزائفة: مئات الحسابات المزيفة لترويج رواية “إسرائيل” ضد حماس والأونروا

 

 

كشف تقرير عبري عن استخدام مئات الحسابات الإلكترونية المزيفة لترويج رواية “إسرائيل” ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لتعزيز المصالح “الإسرائيلية” لدى الغرب.

وأعد التقرير مؤسسة “فيك ريبورتر” الإسرائيلية الخاصة، ونشرت مقتطفات منه صحيفة “هآرتس” العبرية اليوم الثلاثاء.

وقالت الصحيفة إنه للمرة الأولى منذ بدء الحرب على غزة اكتشف باحثون في وسائل التواصل الاجتماعي عملية نفوذ “إسرائيلية” تنشط عبر عدد من المنصات، وتستخدم مئات الحسابات المزيفة لتعزيز ما تسمى المصالح الإسرائيلية عبر الإنترنت بين الجماهير الغربية الشابة باللغة الإنجليزية.

وأضافت أن الحملة التي اكتشفتها هيئة رقابية إسرائيلية على الإنترنت “فيك ريبورتر” لا تدفع إلى نشر معلومات مضللة، بل تركز على تضخيم الادعاءات والتقارير في ما يتعلق بتورط موظفي الأونروا في طوفان الأقصى، وتشمل أهدافها المشرعين الأميركيين.

وبحسب الصحيفة، اكتشف الباحثون في مؤسسة “فيك ريبورتر” وجود 3 مواقع إخبارية يبدو أنها أنشئت لهذه العملية خاصة، ونشرت هذه المواقع تقارير منسوخة من منافذ إخبارية حقيقية أخرى، من بينها “سي إن إن” الأميركية و”غارديان” البريطانية.

 

حسابات مزورة

 

وأضافت أن مئات الحسابات المزورة روجت بشكل مكثف لتقارير من مواقع الحملة، بالإضافة إلى نشر لقطات شاشة (سكرين شوت) من مواقع حقيقية، مثل تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن تورط موظفي الأونروا في الهجوم.

كما تم إنشاء جميع الصور الرمزية في التواريخ نفسها، مع الاستفادة من صور الملف الشخصي واصطلاحات التسمية نفسها، ومشاركة الخصائص الأخرى التي تشير إلى أنهم جميعا جزء من الشبكة ذاتها.

وتابعت الصحيفة أنه في حين أن ما تسمى الروبوتات هي حسابات تلقائية يمكن التعرف عليها بسهولة من خلال المنصات فإن الصور الرمزية هي “سايبورغ” وليست آلية بالكامل، لكنها تحاول محاكاة السلوك البشري الحقيقي من خلال النشاط على عدد من المنصات، وتم العثور على أكثر من 500 صورة رمزية مختلفة عبر فيسبوك وإنستغرام وإكس.

وأضافت أنهم نشروا منشورات ذات صياغة وروابط متطابقة تقريبا في المواقع الثلاثة.

ولفتت هآرتس إلى أن العملية بدأت بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب وما زالت مستمرة حتى اليوم، وتهدف إلى تضخيم وتعزيز شعبية المواد عبر الإنترنت التي تعتبر مؤيدة لإسرائيل أو تخدم مصالحها.

ومنذ 26 يناير الماضي علقت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تمويلها لوكالة الأونروا على خلفية مزاعم إسرائيلية بأن عددا من موظفيها شاركوا في الهجوم على مستوطنات محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، فيما أعلنت الوكالة أنها تحقق في تلك المزاعم.

ولاحقا، أعلنت النرويج وأيرلندا وإسبانيا والسويد وكندا وأستراليا استئناف تمويلها للأونروا، وذلك بعد نحو شهرين من التعليق على خلفية الادعاءات الإسرائيلية.

------------------انتهت النشرة---------------

أضف تعليق