04 آيار 2024 الساعة 21:00

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاحد 4/2/2024 العدد 926

2024-02-05 عدد القراءات : 62
 الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

 

إسرائيل اليوم 4/2/2024

 

 

ظل نفسه

 

 

بقلم: يوسي بيلين

 

بزعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو لا يحتاج للتظاهرات كي يعرف ضائقة عائلات المخطوفين. فتظاهراتها تضر القضية فقط، تعرض ضعف إسرائيل، وتفرض المصاعب على المفاوضات مع الحيوانات البشرية. بزعمه، التظاهرات ضد محاولة الانقلاب النظامي شحنت حماس بالوقود، ودفعتها لأن تؤمن بأن المجتمع الإسرائيلي ضعيف وهش. شيء واحد فقط لم يؤثر أبداً على ما يبدو على الاطلاق على منظمة الارهاب هذه، مئات الملايين التي سمح هو بتمريرها من قطر الى غزة.

 

معظم الحقائق لم تقل

 

بعد أن شجب نتنياهو قطر في حديثه المسرب مع عائلات المخطوفين، ثار خلاف بين من قالوا انه اضر، تجاه جهة يحتاجها لغرض الوساطة مع حماس، وبين من قالوا ان كل ما قاله عن الامارة الصغيرة هذه هو حقيقة، وان الحقيقة يجب أن تقال.

اذن صحيح انه يجب إبعاد من يكذب لكن لا توجد أي حكمة في أن يقال لأحد ما انه بشع، حتى لو كان هذا صحيحاً. ولا سيما اذا كان يفترض به ان يساعدنا في شيء ما. ان تهجم نتنياهو على قطر، عندما تكون هذه تساعد في الوساطة من اجل تحرير المخطوفين ودون صلة بمسألة اذا كانت توجد حقيقة في ما قاله او لم يقله، كان فعلا غير مسؤول.

 

أين الراشد المسؤول؟

 

حيال فرحة «النصر» المجنونة في مباني الأمة هذا الأسبوع، حيال الخطباء الذين لم يعبر بعضهم ابدا غرفة التجنيد، حيال مربي الابقار الحمراء لأجل تطهير جبل البيت بواسطة رمادها، حيال جالبي الجديان الى جبل البيت للتضحية بهم كقربان في الهيكل، حيال منشئي الجمعيات من أجل التملص من الخدمة العسكرية، حيال طالبي العودة للاستيطان في المكان الأكثر اكتظاظا في العالم، لطرد سكانه منه وتعزيز الاتهامات ضدنا في لاهاي (ترحيل طوعي، بالطبع، وربما حتى بناء على طلب المطرودين ) – كان ينبغي ان يقف مدير الشؤون ويصرخ: «أيها المجانين، انزلوا عن السطح». لكن من اصبح ظل نفسه وليس مستعداً لأن يتخلى عن أي إصبع برلماني، يفضل الصمت.

 

 

بانتظار توفالو

 

في مؤتمر المناخ للأمم المتحدة في 2021 خطب وزير خارجية توفالو، بينما اقدامه الحافية في الماء كي يجسد الخطر المهدد على بلاده الصغيرة. فهي توجد على ارتفاع خمسة سنتمترات فوق سطح البحر والاحتباس الحراري من شأنه ببساطة ان يغرقها. الحدث غير العادي دفع الكثيرين لان يبحثوا عن هذه الدولة في خريطة العالم وكان هناك من وجدها.

في الانتخابات التي اجريت قبل أسبوع في توفالو اسقط رئيس الوزراء المنصرف من البرلمان، ومن سيحل محله يسعى لأن يعيد فحص العلاقات الدبلوماسية لبلاده مع تايوان، بخلاف رأي سلفه. 14 دولة فقط في العالم ومنها توفالو تعترف بتايوان، والصين تخرج عن طورها كي تدير هذه الجماعة الصغيرة أيضا الظهر للدولة الديمقراطية والمتطورة وتؤيد الدكتاتورية الصينية التي تسمى الجمهورية الشعبية.

توفالو توجد في جنوب المحيط الهادئ، تقع على تسع جزر، مساحتها العامة تصل الى 26 كيلو متر مربع (نصف مساحة تل ابيب بالضبط)، ويسكن فيها نحو 11.204 نسمة. في الانتخابات شارك نحو 6 الاف منهم وانتخب 16 مندوباً، هو البرلمان التوفالي. هو ينتخب الحكومة ورئيس الوزراء وليس فيه أحزاب. كل المنتخبين هم مستقلون.

على كل صداع الرئيس بايدن أضيفت نتائج الانتخابات في توفالو. الصين ستفعل كل ما في وسعها كي تضم الدولة الصغيرة الى المعسكر التهكمي الذي يفضل الجبار الصيني البري، بينما الولايات المتحدة، استراليا ودول أخرى ستحاول اقناع الزعيم التالي لمواصلة العلاقات الدبلوماسية مع تايوان. الاغراء الأكبر الذي يمكن لأستراليا ان تعرضه على توفالو هو استيعاب مواطنيها، في حالة اختفاء الخمسة سنتمترات الأخيرة التي تفصل بين توفالو وبين البحر. ليته يكون بوسعنا ان نقول لبايدن باننا سنحل عنه مشاكله وانه محرر من الانشغال بمشاكل المحيط الهادئ.

---------------------------------------------

 

هآرتس 4/2/2024

 

 

أحد الأفلام: “مركبة عسكرية تدوس جثة ذهاباً وإياباً”.. والجيش الإسرائيلي: “شاركونا الفرح”

 

 

بقلم: ينيف كوفوفيتش

 

اعترف الجيش الإسرائيلي بأن قناة التلغرام “72 حورية – بدون رقابة” انطلقت من قسم التأثير في شعبة العمليات. الصلة بين الجيش الإسرائيلي والقناة، التي نشرت صوراً غير مراقبة لنشاطات الجيش في قطاع غزة في إطار عملية التأثير، كشفت “هآرتس” عنها في كانون الأول الماضي. ولكن الجيش في حينه، نفى وجود صلة مع القناة. بعد ذلك، تم وقف عمل القناة.

بعد فحص آخر لهذا الأمر، تراجع ضباط كبار في الجيش عن النفي الأول، وقالوا إن ضباطاً وجنوداً في شعبة العمليات يشغلون القناة، وإن مصدر النفي يكمن في عدم موثوقية الضباط والجنود في الشعبة. عقب هذا الكشف، قرر رئيس قسم التأثير في الشعبة إنهاء خدمته، والاستقالة من الجيش الإسرائيلي.

وتبين من المعلومات التي وصلت للصحيفة أن ضباطاً وجنوداً في قسم التأثير، وهو قسم مسؤول عن عملية الحرب النفسية ضد العدو ومجتمعات أجنبية، بدأوا في تشغيل هذه القناة في اليوم الثاني للحرب، بشكل مستقل وبدون مصادقة من القناة. وقالت مصادر مطلعة إن الرسالة وُجهت للجمهور الإسرائيلي، وهو أمر لا يخول به الجيش الإسرائيلي.

عرضت القناة يومياً مضامين صعبة على المشاهدة، في بعضها جثث لمخربي حماس كتب عليها “يجب تدمير حلم المخربين”، وعرضت أيضاً مواد حصرية من داخل التحقيقات أو معلومات كانت في تلك المرحلة فقط في يد جهاز الأمن، وتعهدت بأنها مواد “حصرية من داخل غزة”. ونشرت القناة أيضاً آلاف المنشورات والصور وأفلام الفيديو لقتل مخربين وتدمير في القطاع. حتى إن القناة شجعت المتابعين على مشاركة المضامين “حتى يرى الجميع كيف نضربهم”.

مشغلو القناة استخدموا لغة فظة لطمس مشاركة الجيش الإسرائيلي في تشغيلها. وكتب بجانب أفلام لجثث مخربين في غزة “نحرق أمهاتهم… إنكم الآن تجهلون الفيديو الذي حصلنا عليه. يُسمع تكسير عظامهم. استعدوا”. إلى جانب صور أسرى وجثث مخربين تم توثيقهم في القطاع، كتب: “نبيد الصراصير… نبيد فئران حماس… شاركوا هذا الجمال”.

إلى جانب فيلم لأحد جنود الجيش الإسرائيلي وهو يغمس رصاص بندقيته في دهن الخنزير، كتب: “ما هذا الأخ البطل. إنه يقوم بتزييت الرصاص بدهن الخنزير. لن تحصلوا على الحوريات”، و”عصارة القمامة!!! مخرب آخر ميت!! يجب سماع صوتها. ستموتون ضحكاً”. وفي فيلم، ظهرت سيارة إسرائيلية تدوس على جثة مخرب مرة تلو أخرى، وكتب “فيلم حصري في ليلة سعيدة. لا تنسى المشاركة والنقل. هذا جيد يا غرشون!!! ادهسه!!! نفعل بأبناء الزنا هؤلاء، ندهسهم”.

قادة الوحدة الذين يخدمون فيها والذين شغلوا القناة، بدأوا في مرحلة ما بعرض مضامين تحريض من إسرائيل، التي قد تؤدي إلى عنف بين اليهود والعرب. فيلم كهذا تم عرضه في 11 تشرين الأول عندما قام مئات الإسرائيليين بأعمال الشغب، بينهم أعضاء منظمة “لافاميليا” في مستشفى “شيبا” عقب شائعة تفيد بوجود مخربين لحماس غزوا إسرائيل يخضعون لعلاج. تجول المشاغبون في المستشفى وشتموا الطواقم الطبية وبصقوا عليهم. خلال ساعة، نشرت قناة “72 حورية” فيلماً لأعمال الشغب مع كتابة “أخوتي الأبطال مشجعي لافاميليا، أحبكم. ما هؤلاء الأبطال الذين جاءوا للتنكيل بالعرب”.

بعد النشر في كانون الأول، قال مكتب المتحدث بلسان الجيش إن قناة “72 حورية” لا يشغلها الجيش الإسرائيلي. وأضاف: “إذا كانت هناك صلة لجنود أو ضباط آخرين في الجيش الإسرائيلي مع الصفحة أو تشغيلها، فهو أمر تم بدون مصادقة أو صلاحية”. مع ذلك، بدأت تصل معلومات حول ما يحدث في قسم التأثير إلى ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي.

في تحقيق أجراه رئيس شعبة العمليات، الجنرال عوديد باسيوك، تبين أن المعلومات التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي والتي استند إليها النفي الأول، كانت خاطئة ومصدرها عدم موثوقية ضباط في قسم التأثير. هؤلاء اعترفوا أثناء الفحص بأنهم يقفون وراء هذه الصفحة. بعد الفحص الإضافي، توجه الجيش الإسرائيلي إلى “هآرتس” مرة أخرى لعرض الاستنتاجات الجديدة.

وقد جاءنا من الجيش الإسرائيلي: “تم التحقيق في الحادثة وفحصها بشكل معمق، ووجد أن صفحة التلغرام يشغلها الجيش الإسرائيلي بدون مصادقة أو صلاحية. وعالجنا الحادثة”.

--------------------------------------------

إسرائيل اليوم 4/2/2024

 

إسرائيل أمام 3 خيارات: حكم غزة عسكرياً أو قبول المبادرة الأمريكية أو هزيمة سياسية

 

 

بقلم: اللواء احتياط تمير هايمن

 

إنجاز الجيش الإسرائيلي العسكري التكتيكي، وإن لم يستكمل بعد فإنه يخلق فرصة استراتيجية لاتفاق إقليمي شامل. تلميحات شديدة الوضوح، تطلق إلى الهواء مؤخراً، تشهد على مبادرة أمريكية إقليمية واسعة ستعرض قريباً على إسرائيل، مبادرة تتضمن أغلب الظن العناصر التالية: صفقة تحرير مخطوفين مقابل وقف نار وتحرير سجناء فلسطينيين، وموافقة سعودية على تسوية علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في إطار اتفاق سلام (أو تطبيع)، وموافقة إسرائيلية على إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة – بهذه الصيغة أو تلك، وكبديل عن حكم حماس – وموافقة أمريكية على حلف دفاع أمريكي سعودي يتضمن أيضاً موافقة على مشروع لتخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية على الأراضي السعودية، وصفقة سلاح كبرى.

هذه الخطوة المحتملة تهدد إيران. لأن تشكيل حلف دفاع سعودي – أمريكي وسلاح سعودي متطور، وبرنامج نووي سعودي، تعد تهديداً خطيراً على إيران. هذه الخطوة الشاملة تقلل نفوذ الصين في الشرق الأوسط وتستأنف مبادرة محور البنى التحتية الأمريكي من الهند إلى ميناء حيفا.

إسرائيلياً، يدور الحديث عملياً عن نهاية النزاع الإسرائيلي العربي وعن فرصة اقتصادية هائلة الأحجام، فضلاً عن الحقيقة الأهم؛ أن كل أهداف الحرب تتحقق (شرط الصفقة هي عودة المخطوفين، وألا تحكم حماس في غزة، أما تهديد حماس العسكري فعلى الجيش الإسرائيلي أن يتولاه مسبقاً).

 

المعضلة: صفقة أم عودة حماس؟

 

أحد العناصر الأكثر تفجراً من ناحية إسرائيل في إطار مبادرة أمريكية كهذه، هي عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة وتعهد بحل الدولتين، وإن كان تعهداً غامضاً. ينبغي التشديد على أنها ليست مشكلة حزبية فحسب؛ فالجمهور الإسرائيلي، بغض النظر عن الموقف الحزبي، غاضب ومغتاظ. هذه مشاعر لم تتبدد رغم كل نجاحات في ميدان المعركة، ورغم ثمن باهظ دفعته غزة حتى الآن. هذا الغضب وجد تعبيره في استطلاع “أخبار 12” الذي نشر مؤخراً، وتبين فيه أن أغلبية ساحقة من الجمهور تعارض استمرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة ما بقي مخطوفون لدى حماس. إضافة إلى إحساس قاس لدى كثيرين من صفقة تتضمن تحرير سجناء “ثقيلين”. ويتضمن السطر الأخير عدم رغبة تامة في إعطاء الفلسطينيين أي إنجاز.

وبعد كل هذا، تكمن المعضلة بين البدائل؛ فالفوضى الحالية في غزة (والامتناع عن الحسم بين البدائل أعلاه) معناها واحد: عودة حماس. لما كان الحديث يدور عن واقع غير معقول، ولسنا مستعدين للعيش إلى جانب حكم حماس، فإننا مطالبون بعرض عنوان سلطوي مدني بديل في غزة. فضلاً عن ذلك، فإنه بعد استكمال تفكيك كتائب حماس المتبقية، فسينسحب الجيش على أي حال من قطاع غزة، خصوصاً إذا ما خرجت صفقة مخطوفين إلى حيز التنفيذ. أي صفقة مخطوفين بدون إطار إقليمي ستبقي حكم حماس على حاله، بل ستعززه؛ لأن الشارع الفلسطيني ستعتبر حماس أنها أخضعت إسرائيل عسكرياً، وهي التي ستوزع الغذاء على السكان والتي استطاعت تحقيق “استعادة الكرامة العربية” بتبييض السجون الإسرائيلية.

في السطر الأخير، بغياب البدائل سنبقي حماس ونبقى مع إحساس الإحباط على تحرير سجناء ثقيلين. من هنا، فإن المبادرة الأمريكية أفضل عشرات الأضعاف من صفقة ضيقة تفوق نواقصها فضائلها.

 

حرب استنزاف مع حماس

 

ما العمل، إذن، بتلك السلطة الفلسطينية الإشكالية إياها؟ السلطة الفلسطينية ليست هيئة صهيونية مؤيدة لإسرائيل، لها مشاكل عسرة، وتدير صراعاً سياسياً وقانونياً ضد إسرائيل. لكنها بالمقابل، تسمح بتحقيق مسؤولية أمنية إسرائيلية على المنطقة. هذه هي السلطة الفلسطينية إياها التي عرفها وزير الدفاع مؤخراً كذخر هام للأمن القومي الإسرائيلي. ومع أن الوزير قال هذا في سياق الضفة، لكن نفس السلطة (محسنة، بعد أن تجتاز إصلاحات) هي التي ستكون في غزة. فلئن كانت جيدة بما يكفي للضفة، فهي على ما يبدو أفضل من حماس في غزة.

إذا قررت إسرائيل رفض المبادرة الأمريكية ومواصلة الخطوة العسكرية، فيجب أن يكون خيارها فرض حكم عسكري على غزة، وهو وضع أفضل من الفوضى التي ستعيد حماس إلى الحكم في القطاع. معنى الحكم العسكري في قطاع غزة هو وجود دائم لألوية الجيش الإسرائيلي. ويدور الحديث عن حجم هائل من القوات على مدى زمن طويل. له نواقص في الساحة الدولية ومعان حول التأييد الأمريكي للحرب، وسيؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي كون تجنيد الاحتياط سيتسع، والاحتكاك الدائم مع السكان الفلسطينيين سيعطي مؤشراته. وهو واقع غير موصى به، ويتناقض مع سياسة حكومة إسرائيل حتى الآن. لكن إذا كان هذا البديل موضع تفكير، فإن النقاش في “اليوم التالي” يكون ملحاً أكثر من أي وقت مضى، إذ إن انتشاراً كهذا يستوجب توافقات مع الواقع الجديد.

إذا لم يكن الحكم العسكري وارداً ولا نوافق على المبادرة الأمريكية، فإننا عملياً سنجلب على أنفسنا هزيمة سياسية. قد نواصل الانتصار في المعارك التكتيكية، لكننا سنغرق في حرب استنزاف لا تنتهي مع حماس. المبادرة الأمريكية ستذوي ابتداء من الصيف، مع دخول حملة الانتخابات في الولايات المتحدة في حالة تسارع عال، وحتى في وضع انتخاب رئيس آخر وبداية ولاية رئاسية جديدة، لا ضمان أو احتمال حقيقي لإعادة الدولاب إلى الوراء.

نحن في وقت حرج لاتخاذ قرارات سياسية ذات تداعيات تاريخية. التلبث والتأخر سيؤديان إلى ضياع الفرصة. من المجدي أن نشخص تلك النقطة المتملصة في الزمن التي تصل فيها الاستراتيجية العسكرية وحدها إلى الاستنفاد واستمرار تمديدها دون غلاف إضافي يؤدي إلى الفشل. نأمل أن يعقل زعماؤنا في تشخيص هذه النقطة، لأنها تقترب مسرعة، وتنقضي بالسرعة ذاتها.

---------------------------------------------

هآرتس 4/2/2024

 

أكثر من 11500 حتى الآن.. إسرائيل تقتل طفلاً كل ربع ساعة في قطاع غزة

 

 

بقلم: جدعون ليفي

 

حوالي 260 اسماً لأطفال في عمر صفر؛ وأسماء أطفال لم يحتفلوا بعيد ميلاد واحد، ولن يحتفلوا، وهاكم أسماء بعضهم: عبد الجواد هوسو، عبد الخالق بابا، عبد الرحيم عواد، عبد الرؤوف الفرا، مراد أبو سيف، نبيل العايدي، نجوى رضوان، نسرين النجار، عدي السلطان، زياد البهبهاني، زين الجاروشة وزينة شتات. ما الذي حلم به آباؤهم؟ هذا فضلاً عن الذين في جيل سنة أو سنتين، وأطفال في جيل 3 و4، وأطفال أبناء 5 و6 و7 و8 وحتى الفتيان أبناء الـ 17.

آلاف الأسماء، اسم تلو الآخر، من بين الـ 11.500 طفل الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأربعة الأخيرة في غزة. قائمة تمر مثل قائمة أسماء في نهاية فيلم طويل، وموسيقى حداد في الخلفية. قناة “الجزيرة” عرضت في نهاية الأسبوع قائمة الأسماء التي تعرفها، نحو نصف الـ 11.500 طفل الذين قتلوا، حسب وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحماس. طفل يقتل كل ربع ساعة، أي واحد من بين كل مئة طفل في غزة.

بقي أطفال شاهدوا موت أحبائهم أمام ناظريهم، أطفال رضع دفنوا، وأولئك الذين أخرجت جثامينهم من النار ومن بين الأنقاض، آلاف الأطفال المعاقين وعشرات آلاف الأطفال المصابين بالصدمة الدائمة. حسب بيانات الأمم المتحدة، فإن نحو 10 آلاف طفل أصبحوا أيتاماً في هذه الحرب، الحرب التي يقتل فيها في كل ساعة اثنتان من الأمهات.

لا يمكن لأي تفسير أو مبرر أو ذريعة أن تغطي على هذه الأعمال الفظيعة. من الأفضل ألا تحاول الدعاية الإسرائيلية فعل ذلك. سواء قصص “حماس هي المذنبة في ذلك” أو “مبررات الاختباء بين المدنيين”. لا تفسير لأعمال فظيعة بهذا الحجم، باستثناء وجود حكومة وجيش لا حدود قانونية وأخلاقية لهما.

علينا التفكير في هؤلاء الأطفال الذين ماتوا في الأسِّرة والأطفال الذين حاولوا الهرب من أجل النجاة بحياتهم عبثاً، وعلينا إغماض العيون للحظة وتخيل عشرات آلاف الجثث الصغيرة، واحدة إلى جانب الأخرى، وأن نفتح أعيننا ونشاهد القبور الجماعية وغرف الاستقبال المتفجرة وسيارات الإسعاف التي تلقي من داخلها المزيد من الأطفال الذين يحملون بسرعة وبذعر ولا يعرف إذا كانوا أحياء أو أمواتاً. يحدث هذا على بعد مسافة ساعة سفر أو أكثر بقليل عن تل أبيب، يحدث بدون أن أي تغطية إعلامية في إسرائيل، وبدون إجراء نقاش عام حول هذا التطاول العنيف الذي سمحت به إسرائيل لنفسها في هذه المرة أكثر من أي وقت مضى، يحدث هذا بدون أن يقدم أي شخص لنفسه تقريراً عن نتيجة هذا القتل، وما الذي ستكسبه إسرائيل منه، وما الثمن الذي ستدفعه مقابل ذلك. يجب أن تحافظوا على الهدوء، نحن نقتل الأطفال.

الكليشيهات بائسة ومعيبة. “هم الذين بدأوا”، “لا خيار آخر”، “ماذا تريدون أن نفعل”، “الجيش الإسرائيلي يفعل كل ما في استطاعته لتجنب قتل الأبرياء”. ولكن الحقيقة أن كل ذلك لا يهم إسرائيل، بل لا تهتم به. “الفلسطينيون في نهاية المطاف لا يحبون أولادهم، وفي الأصل كانوا سيكبرون ويصبحون مخربين”. في هذه الأثناء، تقوم إسرائيل بمحو أجيال في غزة، وجنودها يقتلون الأطفال بأعداد تنافس الأعداد في أكثر الحروب وحشية. هذا لن يُنسى لها ولن يُنسى. كيف لشعب أن ينسى من قتل أطفاله بهذا الشكل. وكيف لأصحاب الضمائر في كل العالم أن يصمتوا على قتل جماعي للأطفال كهذا؟ وحقيقة أن إسرائيل لا تتأثر من داخلها ولا تذرف الدموع وبدون ضمير ولا يهمها سوى المزيد من هذه الحرب حتى “الانتصار الكامل”، لا تلزم العالم.

إن إسرائيل الغارقة في الحداد والقلق على مصير المخطوفين؛ حتى إسرائيل التي جربت هي نفسها الأعمال الفظيعة في 7 أكتوبر، لا يمكنها تجاهل ما يحدث في غزة؛ 7 دقائق استغرق عرض أسماء آلاف الأطفال القتلى الذين يمرون أمام العيون بنفس السرعة التي مرت فيها حياتهم البائسة وبطريقة لا يمكن الصمت عليها؛ 7 دقائق من الاختناق والألم والخزي الكبير.

---------------------------------------------

 

 

 

هآرتس 4/2/2024

 

نتنياهو يرد “إجراء شاذ”.. مرسوم أمريكي ضد 4 مستوطنين متطرفين: يهددون استقرار الشرق الأوسط

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

بعد سبعة أيام من انضمام إسرائيل إلى النادي المتضعضع للدول المتهمة بالإبادة الجماعية، أضيفت إلى قائمة الدول، مثل إيران وكوريا الشمالية، التي أمر الرئيس الأمريكي بتجميد مداخيلها ومنع دخول جزء من مواطنيها إلى بلاده. بشكل رسمي، صدر المرسوم الرئاسي ضد أربعة مستوطنين متطرفين، لكن الشروحات التي رافقته تستهدف القيادة السياسية العليا مباشرة. فالإدارة الأمريكية تقضي لأول مرة بشكل علني بأن عنف المستوطنين المتطرفين يهدد بشكل استثنائي الاستقرار في الشرق الأوسط، ويمس بالأمن القومي وبالسياسة الخارجية الأمريكية. كان يمكن أن نتوقع من رئيس الوزراء أن يتناول الخطوة الرئاسية الشاذة باهتمام شديد، ويعد باتخاذ إجراءات حازمة بلا إبطاء لكبح عنف المستوطنين تجاه عديمي الوسيلة. لكن نتنياهو، كعادته، يفضل الكذب والتشكك بمصادر معلومات الرئيس الأمريكي. وكان مكتبه أعلن بأن “إسرائيل تعمل ضد خارقي القانون في كل مكان، لذا لا مكان للإجراءات الشاذة في هذا الشأن”.

منذ كارثة 7 أكتوبر هناك عدد لا يحصى من أحداث عنف المستوطنين المسلحين الذين يمسون بفلاحي الأرض وبالرعاة الفلسطينيين. هجر 16 تجمعاً فلسطينياً بيوتهم من رعب المستوطنين. أقصى الجيش الإسرائيلي في حالات قليلة مشاغبين من خدمة الاحتياط وصادر سلاحهم. نشطاء حقوق الإنسان الذين تجندوا لحماية المزارعين الفلسطينيين من ميليشيات المستوطنين يشهدون على غض نظر من الشرطة والجيش عن المس بالسكان الفلسطينيين. محافل إنفاذ القانون في المستويات المختلفة يخونون وظائفهم، في الدفاع عن السكان المحتلين، وبذلك ينتهكون القانون الدولي.

يأتي المرسوم الرئاسي ليذكر حكومة إسرائيل بأن كارثة 7 أكتوبر غيرت موقف الأسرة الدولية من الاحتلال الإسرائيلي في كل المناطق. ينبغي أن نرى في هذه الخطوة مقدمة للبحث الذي سيجرى في 19 شباط في “لاهاي”، عقب قرار الجمعية العمومية في كانون الأول 2022 للطلب من محكمة العدل الدولية إصدار فتوى استشارية بشأن التداعيات القانونية التي تنبع من انتهاء إسرائيل المتواصل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتخلصه من الاحتلال والمستوطنات والضم. كما أن المحكمة مطالبة بأن تتناول المكانة القانونية للأرض المحتلة والتداعيات المحتملة من جراء ذلك على دول العالم والأمم المتحدة.

87 دولة أيدت القرار و53 امتنعت. وكانت الولايات المتحدة بين 26 دولة عارضت. أما المرسوم الرئاسي فيدل على أن بايدن الذي يقف إلى جانب إسرائيل في لحظتها القاسية ويزودها بجملة وفيرة من الجزر، فيعرف كيف يستخدم العصا أيضاً وقت الحاجة، في صالح مستقبل إسرائيل.

---------------------------------------------

هآرتس 4/2/2024

 

نظرية بايدن للشرق الأوسط.. مكاسب انتخابية وطوق نجاة لنتنياهو

 

 

بقلم: عاموس هرئيل

 

بعد أسبوع تقريباً من التهديدات والوعود، ردت الولايات المتحدة مساء الجمعة على هجوم المليشيات المؤيدة لإيران في العراق، الذي قتل فيه ثلاثة جنود أمريكيين على حدود الأردن – سوريا جراء إصابة مسيرة انتحارية. طائرات أمريكية هاجمت أكثر من 85 هدفاً في سبع قواعد لحرس الثورة الإيراني والمليشيات الشيعية في سوريا والعراق.

الأمريكيون لم يهاجموا أهدافاً في الأراضي الإيرانية رغم أنهم عادوا وأوضحوا بأنهم غير معنيين بمواجهة عسكرية شاملة مع النظام في طهران. لقد اهتموا بنشر تحذيرات قبل وقت كاف مسبقاً، حتى يخلي الإيرانيون ضباطهم الكبار الذين كان يمكن أن يصابوا.

تركز القصف الأمريكي على منظومات التحكم والسيطرة ومحاور لوجستية ومخازن سلاح. وهذا يذكر بهجمات إسرائيل ضد مواقع مشابهة (قبل بضع ساعات، نسب لإسرائيل هجوم آخر كهذا في دمشق)، حتى لو تمت هذه الأمور هنا بحجم أكبر بكثير. في الصباح الذي سبق الهجوم، نشر عن محادثة هاتفية بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالنت. تبث الإدارة الأمريكية أن ردها لم ينته بذلك، وأنه ستكون هناك هجمات أخرى. الجهود الأمريكية ضد المليشيات الشيعية في العراق وسوريا تنضم إلى هجمات التحالف ضد الحوثيين في اليمن، رداً على اعتداءات الحوثيين على مسارات الملاحة وإطلاق النار نحو إيلات (نجحت إسرائيل في اعتراض صاروخ بالستي حوثي آخر، فوق البحر الأحمر، قبل يومين)، لكن يبدو أن الأمريكيين يفضلون المس بوكلاء إيران في هذه المرحلة، وليس قلب المحور الراديكالي، أي النظام نفسه.

نشرت “نيويورك تايمز” قبل الهجمات بأن الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي، أصدر تعليمات لرجاله لتجنب مواجهة شاملة مع الولايات المتحدة ومحاولة فصل إيران عن نشاطات المليشيات، بهدف خلق هامش نفي، على الإقليم جزئي، للنظام في طهران. وحسب التقرير، يرى خامنئي بقاء النظام هدفاً أساسياً، ويخشى من تصادم عسكري واسع مع الولايات المتحدة يعرض هذا الهدف للخطر.

لا يتمتع النظام الإيراني بشعبية في أوساط المواطنين، وهو يواجه تحدياً دائماً، ينبع من وجود اقتصاد ضعيف ونسبة بطالة مرتفعة وفساد واحتجاجات مدنية ضد قمع حقوق الفرد والإرهاب من “داعش” ومنظمات انفصالية. يخاف خامنئي من الأمريكيين إلى درجة أنه أعاد وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف إلى العمل، حتى يقدم الاستشارة للنظام في محاولة لتبريد الأزمة.

عرف جهاز الأمن الإسرائيلي مسبقاً طبيعة الهجوم الذي خططت له الولايات المتحدة، ولكنه يأمل أن تشدد الولايات المتحدة ردها إذا واصلت الحوثيون والمليشيات الشيعية هجماتهم. أثناء الحرب في غزة، نشر عن عدد كبير نسبياً من هجمات إسرائيل ضد أهداف إيرانية في سوريا، قتل فيها عدد من الشخصيات الرفيعة في حرس الثورة الإيراني.

 

المرحلة القادمة

 

تؤجل حماس الآن ردها على الاقتراح المصري – القطري حول المرحلة القادمة في صفقة إطلاق سراح المخطوفين. وقالت مصادر أمريكية وإسرائيلية إن فجوة ما تلوح في المواقف داخل حماس نفسها. بالتحديد حماس الخارج، وعلى رأسها إسماعيل هنية وخالد مشعل، تعرض الآن موقفاً أكثر تشدداً، وتريد ضماناً بعدم استئناف الهجوم الإسرائيلي في القطاع بعد استكمال المرحلة الأولى المخطط لها، التي سيتم فيها إطلاق سراح حوالي 35 امرأة ومسناً وجريحاً خلال ستة أسابيع من وقف إطلاق النار. في حين أن حماس الداخل برئاسة يحيى السنوار، تميل إلى الاكتفاء بوقف إطلاق النار الموعود الآن.

ينسب الجيش الإسرائيلي الفروق إلى الضغط المستخدم على حماس في الميدان. في الأيام الأخيرة، قتل كل يوم بضع عشرات من نشطاء حماس في الاقتحامات العسكرية في شمال القطاع، وبالجهد المتزايد في خان يونس الذي يشمل الآن أيضاً احتلال غرب المدينة. مع ذلك، تعترف إسرائيل بعدم تشخيصها أي نقطة انكسار. الصعوبات المعروفة في تحقيق التوقعات (تحرير المخطوفين بعملية عسكرية واغتيال كبار قادة حماس) بقيت على حالها.

الخميس، ناقش الكابنت الأمني الموسع عرض الوسطاء. بعض التفاصيل المتعلقة بنسبة عدد المخطوفين المتوقع إطلاق سراحهم إلى عدد السجناء الفلسطينيين المفرج عنهم، وطبيعة هوياتهم، لم يُتفق عليها حتى الآن. مع ذلك، يبث رئيس الحكومة نتنياهو ووزراء الليكود وأحزاب اليمين المتطرف خطاً موحداً، وهو أن إسرائيل لن توقف الحرب، ولن تطلق سراح آلاف السجناء.

الولايات المتحدة تؤيد الاقتراح المصري – القطري، الذي تسوقه الآن كجزء من صفقة إقليمية كبيرة تشمل كل شيء. عملية الإدارة قد تشمل إلى جانب حل مشكلة المخطوفين أيضاً، إقامة نظام جديد في القطاع بتعاون مع السلطة الفلسطينية، والمضي بحل الدولتين، وبالتطبيع بين إسرائيل والسعودية، وتأسيس محور إقليمي قوي لصد إيران. وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، سيصل اليوم إلى المنطقة للمضي بهذه المبادرة.

الجدول الزمني، الذي تعمل الإدارة الأمريكية في إطاره، مكتظ. أولاً، الدول العربية السنية تضغط لوقف الحرب في القطاع قبل رمضان الذي سيبدأ في الأسبوع الثاني من آذار المقبل. ثانياً، يجب أن تبدأ الخطة الإقليمية الطموحة بالتقدم خلال الربيع قبل دخول سباق المنافسة على الرئاسة الأمريكية.

بدأ رجال الرئيس الأمريكي في حملة إحاطات طويلة في أوساط المحللين الكبار في وسائل الإعلام الأمريكية من أجل عرض المبادرة، التي توصف وكأنها نظرية بايدن للشرق الأوسط. ورغم أنها خطة معقدة جداً ومليئة بالعوامل المختلفة وتعتمد على حسن نية كل الأطراف (الأمر المشكوك فيه) لكن البيت الأبيض يحاول إظهار التفاؤل.

تفترض واشنطن أن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، يريد التوقيع على حلف دفاع مع أمريكا إلى جانب اتفاق التطبيع مع إسرائيل، حتى قبل الانتخابات في تشرين الثاني. في الوقت نفسه، تعتبر المبادرة الإقليمية حبل نجاة محتملاً لنتنياهو، الذي ضعفت مكانته في الداخل جداً بعد هجوم حماس الإرهابي في 7 أكتوبر. نتنياهو الآن يبث خطاً معاكساً يفيد بأنه هو الذي سيمنع إقامة دولة فلسطينية بكل الطرق، وسيفشل أي محاولة لدمج السلطة الفلسطينية في حل “اليوم التالي” في القطاع.

---------------------------------------------

 

يديعوت أحرونوت 4/2/2024

 

 

ليس بالقوة وحدها

 

 

بقلم: اوري سجي

 

ست ملاحظات يجب أخذها بالحسبان عند أي خطوة

1. الحرب في الجنوب في ذروتها، وأهدافها لم تتحقق بعد. لم ننجح في تفكيك كل قدرات حماس العسكرية، وبالأساس لم نسترجع المخطوفين ولم نرمم البلدات في غلاف غزة وفي الشمال بسكانها.

 

2. الوضع في شمال البلاد مركب ومعقد هو الآخر. لا خلاف في أنه يجب إزالة تهديد حزب الله، لكن يجدر بنا ألا ننجر وراء التهديدات بحرب شاملة، بالتوازي مع الحرب في غزة، لأسباب عديدة، وعلى رأسها حقيقة أن الجمهور ليس واعيا لثمنها الباهظ، ليس فقط على بلدات الشمال بل وعلى الجبهة الإسرائيلية الداخلية كلها، ويحتمل حتى أن تؤدي الى إشعال نار "جوج وماجوج" في المنطقة كلها. إن قدرة دولة إسرائيل على أن تخوض ثلاث معارك عسكرية في آن واحد -في غزة، لبنان وفي الجبهة الداخلية- وذلك إضافة إلى التهديد من بعيد من الحوثيين وإيران ليست غير محدودة.

3. بالنسبة للبنان، يجدر اتخاذ مبادرة والدعوة الى تنفيذ قرارات 1701 لمجلس الأمن في ظل وقف النار والاستعداد للبحث مع حكومة لبنان على الـ13 نقطة خلاف على الحدود. اتفاق انسحاب الجيش الإسرائيلي في العام 2000 الى الخط الأزرق معناه أن إسرائيل نفذت عمليا قرار الأمم المتحدة 425 للعودة الى الأماكن التي كان الجيش الإسرائيلي منتشرا فيها عشية الخروج الى حملة الليطاني في العام 1978. هكذا نفذت إسرائيل بدقة هذا الاتفاق، لكنه ليس خط الحدود الدولية الشرعية. وحتى وإن كنا نعارض قبول الادعاء اللبناني، نوصي جدا بفهم الحقائق الموضوعية والادعاءات الذاتية لكل طرف.

عندما كنت قائد وحدة جولاني، بين الأعوام 1967-1969، أرسلنا لاحتلال جبل روس، لاحقا (هار دوف)، لتطهير أعشاش مقاومين في الجانب الغربي لناحل شيئوم (وادي عسل) ولإخلاء سكان ما يوصف اليوم بمزارع شبعا (بركة نقر، رمتا، زبدين، مزرعة كفو، اشكول، مغارة الشبا، حلة الغولة). هذه المزارع ليست بلدات دائمة، ومنذئذ وهي خالية من الناس بالطبع. كما أن الحدود اللبنانية بين سورية (التي حللنا محلها ابتداء من 1967، وحصلت على الاستقلال في 1946) ولبنان (المستقل منذ 1943) لم يتحدد أبدا، وكانت المنطقة جزءا من "فتح لاند" -موقع مقاومة فلسطيني ولبناني. إذا كان هكذا، فمعنى النزاع هنا هو إقليمي صرف.

4. في نهاية اليوم، الوضع كفيل بأن يولد تسوية سياسية إقليمية. منشود لي أن أفهم لماذا تنظر الولايات المتحدة وحدها الى الوضع انطلاقا من نظرة شاملة، وإسرائيل لا تعنى بالتداعيات المستقبلية أو تحاول أن ترتب التسويات لصالحها، ناهيك عن الرؤية للمدى البعيد. فأصحاب القرار لم يستوعبوا بأنه يجب استخدام السلاح السياسي ليس فقط لقوة كوننا "ضحية" الكارثة الكبرى في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، بل أيضا في البحث عن سبيل لتصميم المستقبل وفي محاولة لترميم العلاقات مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وإعادة تعزيز العلاقات مع الأردن ومصر.

5. في نظرة واسعة، المصلحة في تسوية سياسية شاملة هي للدول الثلاث -سورية، إسرائيل ولبنان. ربما في رؤية الآخرة ستجلس هذه الدول في محاولة لحل هذه المسألة. في هذه الأثناء، فإن مبادرة إسرائيلية تدعو الى تسوية الآن مع لبنان يحتمل ألا تستجاب، لكنها ستعزز جدا سياسيا ودوليا موقفها.

6. سورية اليوم هي دولة مواجهة وشريك في المحور الإيراني الذي يهدد بإبادة إسرائيل بل ويعمل ضدنا بشكل فاعل. لكن لن يكون عديم القيمة أن نذكر أنه في أثناء المفاوضات السياسية معها في العامين 1999-2000 أعربت سورية عن مواقف بالنسبة للبنان أيضا ورأت نفسها كصاحبة نفوذ على ما يجري هناك، ولم تعرض أي طلب إقليمي لمنطقة الخلاف في مزارع شبعا. كما أنها وعدت بالعمل على تجريد حزب الله من سلاحه وإبقائه كحركة سياسية، ضمن أمور أخرى بسبب رغبتها في أن تحصل على اعتراف شرعي بسيطرتها بحكم الأمر الواقع في لبنان كسورية الكبرى. الولايات المتحدة وإسرائيل في ذلك الوقت لم تعربا عن المعارضة.

وختاما، محظور أن يعتمد الأمن القومي لإسرائيل فقط وحصريا على قوتها العسكرية، ووقف القتال في الجنوب يجب أن يؤدي الى مبادرة سياسية في الشمال. أحداث الأشهر الأخيرة لا تستوجب فقط نظرة داخلية عميقة بل الفهم بأن الشرعية الدولية والتسويات السياسية هي روح وجودنا في هذه المنطقة المعادية. القوة ليست كل شيء، بل هي وسيلة فقط لتحقيق الهدف.

دولة إسرائيل، التي بعد الكارثة الكبرى في تاريخها تقاتل في سبيل وجودها وقيمها، تواقة لزعامة أخرى -توجد من خلفها رؤية سياسية ووحدة هدف داخلية. لا مفر من تغيير الحكومة الحالية، التي هي غير قادرة ولا تريد أن تنظر الى صورة الواقع بالعينين، وانتخاب بدلا منها حكومة تعمل بروح وثيقة الاستقلال وتبحث عن سبيل سياسي وأمني على حد سواء لضمان وجود الدولة ومواطنيها.

 

 -------------------------------------------- يديعوت أحرونوت تكشف كواليس مفاوضات إسرائيل وحزب الله عبر وسيط أمريكي

 

 

4/2/2024

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية يوم الأحد، أن المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ولبنان و"حزب الله" اللبناني تشهد تقدماً، حيث تطالب إسرائيل بإبعاد التنظيم إلى ما وراء نهر الليطاني، إلا أنها ستوافق على ما يبدو على انسحاب جزئي للتنظيم من المنطقة الحدودية، وفي المقابل قد توافق إسرائيل على إعادة إحدى النقاط المتنازع عليها من الأراضي.

مع طبول القتال على الحدود الشمالية، تجري خلف الكواليس مفاوضات بين الولايات المتحدة وفرنسا والحكومة في بيروت في شأن طلب إسرائيل بتراجع حزب الله إلى منطقة ما وراء نهر الليطاني بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية، وتقول الصحيفة إن إسرائيلل ستوافق على انسحاب جزئي للتنظيم من 8 إلى 12 كيلومتراً من الحدود.

 

حزب الله ونقاط النزاع

 

وقالت يديعوت إن حوالي 2000 عنصر من كتائب الرضوان، وهو الجزء الأكبر منهم، قد انسحبوا خلال الأسابيع الأخيرة وابتعدوا من خط التماس إلى نطاق يتراوح بين 4 و6 كيلومترات تقريباً، مشيرة إلى أنه كجزء من المفاوضات، من المحتمل أن يحدث هذا السيناريو وتوافق إسرائيل على عودة التنظيم إلى بعض النقاط الصغيرة التي كانت محور نزاع طويل الأمد.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن هناك 12 نقطة خلافية على طول 130 كيلومتراً بين رأس الناقورة وسفوح جبل الشيخ، أهمها مزارع شبعا، لافتة إلى أن التقديرات في إسرائيل متشائمة بشأن نجاح ذلك السيناريو، حيث يرى المسؤولون الإسرائيليون أن نسبة النجاح 30%.

 

 

بيان دراماتيكي

 

وفي الوقت نفسه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، نهاية الأسبوع، في بيان دراماتيكي أنه بالنسبة لإسرائيل فهي لن تطلق النار على حزب الله خلال الهدنة المقترحة مع حماس، كجزء من صفقة المحتجزين والأسرى، ولفتت الصحيفة إلى أنه في الصفقة السابقة، انسحب وقف إطلاق النار في غزة على الساحة اللبنانية أيضاً، واستغل حزب الله ذلك لإعادة تسليح مواقعه، في حين صدرت تعليمات لجنود الجيش الإسرائيلي بوقف إطلاق النار.

 

تحذيرات يمينية

 

ولفتت الصحيفة إلى أنه في الأيام الأخيرة بدأت تنتشر رسائل على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل الأحزاب اليمينية، تحذر من كارثة غير مسبوقة للجبهة الداخلية الإسرائيلية إذا دخلت إسرائيل في معركة ضد حزب الله، كما أشارت تلك التحذيرات إلى أن التنظيم اللبناني يمتلك آلاف الصواريخ الدقيقة من مختلف الأنواع التي يمكن أن تلحق أضراراً بالجبهة الداخلية في إسرائيل.

 

5 % فقط من قوة القتال

 

وتقول "يديعوت أحرونوت" إنه حتى الآن، تشير تقديرات المؤسسة الأمنية إلى أنه خلال المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب، لم يتم تقديم سوى حوالي 5٪ فقط من القوة القتالية.

وشرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، الليلة الماضية القتال على الحدود الشمالية، وقدم عرضاً يوضح المنطقة التي يعمل منها حزب الله في لبنان، وكشف عن وثائق الهجمات في سوريا ولبنان التي لم يتم نشرها بعد.

وقال هاغاري: "مع بداية الحرب، كان حزب الله يحاول صرف انتباهنا عن القتال في غزة، وأطلق النار على إسرائيل ويحاول تنفيذ المزيد من الأعمال المسلحة ضد الإسرائيليين"، موضحاً أنه "على مدى الأشهر الأربعة الماضية نشن حرباً مكثفة للغاية على الجبهة الشمالية بهدف إعادة تشكيل الحدود الشمالية". ووفقا له، فقد قضى الجيش الإسرائيلي حتى الآن على أكثر من 200 مسلح وقائد في حزب الله.

---------------------------------------------

 

إعلام إسرائيلي: لسنا تحت انتداب بريطانيا ولا النجمة 51 بعلم أميركا

 

 

4/2/2024

ركز صحفيون ومحللون إسرائيليون في وسائل إعلام عبرية على ما اعتبروه ضغوطا أميركية للقبول بصفقة تسمح بهدنة طويلة وموسعة، كما تناولوا حديث مسؤولين بريطانيين وأميركيين عن عزم بلادهم الاعتراف بدولة فلسطينية.

وفي هذا السياق، علق تسفيكا قوغل، رئيس لجنة الأمن القومي في الكنيست الإسرائيلي، في حديث للقناة 12 بقوله: نحن لسنا تحت الانتداب البريطاني ولسنا النجمة الـ51 في العلم الأميركي.. نحن في دولة إسرائيل التي مُنحت للشعب اليهودي".

وتابع: "كل ما يقوله (الرئيس الأميركي جو) بايدن اليوم وكل ما يقوله (وزير خارجية بريطانيا ديفيد) كاميرون يشكل تهديدا لوجود دولة يهودية في أرض إسرائيل.. نحن سنواصل الحرص على أن تقوم دولة إسرائيل بما هو جيد لها وليس ما هو جيد لانتخابات بايدن".

في حين قال سليمان مسودة، مراسل الشؤون السياسية لقناة "كان 11": إن بايدن لديه خطة لليوم التالي الفعلي، تقوم على مبادرة لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح بدون حماس، وإقامة تحالف مع السعودية يشمل تطبيعا مع إسرائيل، ورد عسكري ضد إيران ووكلائها.

 

نتنياهو بساقين

 

كما نقل يؤاف كراكوفسكي، وهو رئيس الديسك السياسي في القناة، تقدير مسؤولين كبار في الائتلاف الحكومي أن وجهة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هي لإبرام صفقة. مضيفا: نتنياهو الآن بساقين، إحداهما حزبية والثانية تخص السياسة الدولية، التي يؤثر فيها الضغط الأميركي.

ويتابع كراكوفسكي بأن التقدير داخل الائتلاف الحكومي يفيد بأن نتنياهو سيمضي في صفقة لتبادل الأسرى وربما إلى وقف إطلاق نار طويل، من أجل إرضاء الأميركيين.

بينما أفادت الصحفية في القناة "أليئيل شاحر" بأن مصدرا سياسيا أبلغها بأن هذه المفاوضات ستستغرق عدة أسابيع، لافتة إلى أنه لا يزال هناك خلاف حول عدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم وهويتهم، وأن حسم ذلك سيستغرق أسابيع طويلة.

وفي سياق آخر، قال نير دفوري، وهو مراسل الشؤون العسكرية للقناة 12، إن القيادة الأمنية بما في ذلك قادة الجيش والشاباك، أعلنوا تحملهم مسؤولية ما جرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأنهم سيستقيلون، لكن طالما أن الحرب مستمرة فإن ذلك لن يحدث في وقت قريب، لكنها نقطة مهمة للمستقبل.

وحمّلت والدة أحد الجنود القتلى في تلك الأحداث، دولة إسرائيل مسؤولية ما جرى لابنها وقالت: "أنا أتهم الدولة ولا أتهم حماس وأعرف الكثير من الآباء والأمهات الذين يشعرون الشعور نفسه.. نحن لم نتوقع من حماس أن تحب أبناءنا أو أن تدافع عنهم، نحن أرسلنا أبناءنا للخدمة في الجيش".

في حين يرى والد الجندي المقتول، أن استقالة نتنياهو في هذا الإطار لن تكفي، فيجب محاكمته والذهاب به إلى السجن بسبب هذا الإخفاق، مضيفا: "نحن لم نخسر ملايين الدولارات، لقد خسرنا حياتنا".

---------------------------------------------

 

جنود الاحتلال ينسحبون من مواقعهم مخلفين عتادهم العسكري

 

وقالت صحيفة "ميكور ريشون" العبرية: وثقت وسائل الإعلام عودة سكان غزة إلى ديارهم في تدفق بطيء للتحقق مما تبقى من منازلهم، لكن هناك مشاهد أخرى تظهر أسلحة وذخيرة متروكة في الميدان، تركها جنود الاحتلال بما في ذلك القذائف.

وأشارت إلى أن الجيش قرر فتح تحقيق، حيث أكد أنه يعمل على أساس تعليمات منتظمة لإخلاء الذخيرة في مختلف مراحل دخولها أو خروجها من مناطق القتال.

ولفتت الصحيفة إلى مقاطع فيديو بثتها فصائل المقاومة تظهر استيلائها على ذخيرة وأسلحة وطائرات بدون طيار تابعة لجيش الاحتلال.

---------------------------------------------

 

التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة

 

4/2/2024

فيما يلي التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة، في مقر هيئة الأركان العامة بتل أبيب:

"إسرائيل هي دولة سيادية. ونثمن عاليًا الدعم الذي تلقيناه من إدارة بايدن منذ نشوب الحرب والذي يتمثل في إرسال أنواع الذخيرة، وفي دعم المؤسسات الدولية، وفي إرسال القوات إلى المنطقة وغير ذلك. ولا يعني ذلك أننا مجمعون على كل شيء، لكن حتى الآن تمكنّا من التغلب على الاختلافات في الآراء من خلال القرارات العازمة والرزينة.

ودعوني أقول لكم شيئًا بناءً على تجربتي: هناك الذين يقولون "نعم" لكل شيء، حتى إذا كان الأمر يقتضي قول "لا". ويصفق لهم المجتمع الدولي، لكنهم يخاطرون بأمننا القومي. وفي المقابل أولئك الذين يقولون "لا" لكل شيء، حيث يتم التصفيق لهم محليًا، لكنهم أيضًا يخاطرون بمصالح حيوية. وألتمس قول شيء لكم بناءً على تجربتي: تكمن الحكمة في معرفة المناورة وقول "نعم" إذا أمكن وقول "لا" عند الضرورة.

لست بحاجة للمساعدة لمعرفة طريقة إدارة علاقاتنا مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، مع الإصرار الثابت على مصالحنا الوطنية. الحمد لله، إنني أقوم بذلك منذ سنين طويلة.

باعتبارنا دولة سيادية، تحارب في سبيل وجودها ومستقبلها، فإننا نتخذ قراراتنا بأنفسنا، حتى في تلك الحالات حيث لا يوجد هناك توافق مع أصدقائنا الأمريكيين.

ودعوني أوضح سياستنا - الهدف الضروري هو أولاً القضاء على حماس. ومن أجل تحقيق هذا الهدف ينبغي استيفاء ثلاثة أشياء:

بدايةً، يجب القضاء على الكتائب الحمساوية. وحتى الآن قمنا بالقضاء على 17 كتيبة من أصل 24. ومعظم الكتائب المتبقية موجودة في جنوب القطاع ورفح، وسنعالجها أيضًا.

ثانيًا، يجب القيام بعمليات تطهير بعد القضاء على الكتائب، على غرار ما تقوم به قواتنا بعزم من خلال شن عمليات مداهمة حازمة للغاية في شمال القطاع ووسطه.

وثالثًا، يجب تحييد البنية التحتية التحت أرضية، وهو ما تقوم به قواتنا بشكل ممنهج في خان يونس، وفي كافة أنحاء القطاع، وما يتطلب مزيدًا من الوقت.

نحن لن ننهي هذه الحرب قبل تحقيق كامل أهدافها: القضاء على حماس، وإعادة جميع مخطوفينا وضمان أن غزة لن تعود تشكل خطرًا على إسرائيل.

الجهود الرامية للإفراج عن مخطوفينا مستمرة دون توقف، حيث وكما شددت أيضًا خلال جلسات المجلس الوزاري الموسع - لن نوافق على كل صفقة، وليس بكل ثمن. ولن نوافق أبدًا على الكثير من الأشياء التي يتم تداولها عبر وسائل الإعلام والتي يتم طرحها وكأننا اتفقنا عليها، مثلما يتعلق بالإفراج عن المخربين.

خلال الأيام الأخيرة كشفنا أمام العالم عن أن الأونروا تتعاون مع حماس، بل وشارك بعض أفرادها في أعمال المجازر والاختطاف في الـ 7 من أكتوبر. وهو ما يؤكد ما كنا نعرفه منذ فترة طويلة أن الأونروا ليست جزءًا من الحل وإنما جزء من المشكلة. وقد حان الوقت لإطلاق عملية استبدال الأونروا بهيئات أخرى غير متورطة بدعم الإرهاب".

---------------------------------------------

 

بسبب تجاوزه الرقابة وعرض مشاهد لوحشية جنود الاحتلال.. تسريح قائد "وحدة التأثير" الإسرائيلية

 

 

فلسطين المحتلة - الميادين نت

 

صحيفة "هآرتس" تكشف أنّ جنوداً إسرائيليين نشروا بشكل ممنهج مشاهد من عمليات القتل والتدمير في غزّة، متجاوزين الرقابة العسكرية، في إطار الحرب النفسية والتحريض على القتل التي تقوم بها "شعبة التأثير".

أفاد مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، يانيف كوبوفيتس، بأنّ قناة إسرائيلية على تطبيق "تلغرام"، عرضت مقاطع فيديو من غزة تظهر جثامين لفلسطينيين، مرفقة بشتائم وتحريض باللغة العبرية.

وذكرت "هآرتس"، أنّ ما كشفته القناة، "هو أمر غير مصرّح للجيش بالقيام به"، مؤكدةً أنّ "قائد وحدة التأثير في شعبة العمليات سيُنهي منصبه وسيتسرح من الجيش" في أثر ذلك.

وبحسب الصحيفة، فإنّ "الجيش الإسرائيلي كان يعترف بأن قناة التلغرام كانت تعمل في قسم التأثير في شعبة العمليات، ولكن بعد الكشف عن العلاقة بين الجيش الإسرائيلي والقناة، التي عرضت صوراً غير خاضعة للرقابة لنشاط الجيش في قطاع غزة كجزء من عملية التأثير، نفى الجيش أي صلة بها، ومنذ ذلك الحين، تم إيقاف نشاط القناة".

ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها صحيفة "هآرتس"، فقد "بدأ قادة وجنود من قسم التأثير، المسؤول عن عمليات الحرب النفسية ضد العدو ومجتمعات أجنبية، بتشغيل القناة بشكل مستقل ومن دون ترخيص، في اليوم الثاني من الحرب".

 

فضحت المشاهد وحشية جنود "جيش" الاحتلال

 

وبالإضافة إلى مشاهد جثامين الشهداء المدنيين الفلسطينيين، نشرت القناة الإسرائيلية، مواد حصرية من تحقيقات، أو معلومات كانت متاحة فقط للمؤسسة الأمنية والعسكرية في ذلك الوقت، وذكرت أنّ المواد حصرية من داخل غزة".

كما نشرت القناة "آلاف المنشورات والصور ومقاطع الفيديو لعمليات قتل الفلسطينيين والتدمير في قطاع غزة، وشجعت متابعيها على مشاركة المحتوى حتى "يتمكن الجميع من رؤية ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في غزّة".

ومن بين المقاطع التي نشرتها، مشاهد تظهر آلية إسرائيلية تدهس جسد فلسطيني مرة تلو أخرى، ويرفقون بها عبارة "شاركوا هذا الجمال!!".

وفي مرحلة معينة، بدأ قادة الوحدة والجنود الذين يديرون القناة في نشر محتوى تحريضي من داخل فلسطين المحتلة، "الأمر الذي كان يمكن أن يؤدي إلى عنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين" في الأراضي المحتلة، بحسب "هآرتس".

وتعاني "إسرائيل" من تبعات حربها الوحشية على غزة، ما أدّى إلى تراجع صورتها عالمياً بشكل غير مسبوق واتهامها بالإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين وارتكاب جرائم حرب.

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

قادة حماس ليسوا في عجلة لابرام اي صفقة

 

رأت صحيفة "معاريف" العبرية، أن هناك خطراً محدقاً بإسرائيل لم تشهده من قبل، وأن احتمال إبرام صفقة مع حماس، تُوقف الحرب، يهدد "المشروع الصهيوني" برمته.

ونقلت الصحيفة عن الخبير القانوني الإسرائيلي، حاييم ميسغاف، أن "قادة حماس، على عكس قادة إسرائيل، ليسوا في عجلة من أمرهم فيما يتعلق بالأسرى"، مُحذّرًا من توظيف تعطيل إبرام مثل هذه الصفقة من قبل التيارات الاحتجاجية في إسرائيل.

ولفت الخبير صاحب التوجهات اليمينية إلى أن حراكًا اجتماعيًا عنيفًا أصبح وشيكًا، عقب تهديدات ما تسمى "قوة كابلان" بالنزول إلى الشوارع، وهي تنظيمات اشتق اسمها من شارع رئيسي وسط تل أبيب، تعرِّف نفسها بأنها "قوة مدنية ديمقراطية ليبرالية هي الأكبر في إسرائيل".

وانضم إلى دعوات النزول للشوارع ما يسمى "مقر عائلات المخطوفين"، مطالبًا بقبول صفقة مع حماس، ووقف الحرب والعودة لحدود ما قبل الـ 7 من أكتوبر، فيما يقول ميسغاف إن ضباطًا متقاعدين أكدوا مرارًا أن الحرب البرية تتعثر وتتلاشى.

وذكر أنه في أعقاب فشل الجيش الإسرائيلي "المُهين" إبان هجوم حماس، قام بعمل جيد في غزة، بيد أن هناك أصواتا كثيرة مدنية "تطالبه بالعودة إلى الوضع الذي كان سائدًا قبل هجوم حماس؛ أي عمليًا "زعزعة أسس الدولة اليهودية"، من وجهة نظره.

---------------------------------------------

 

واشنطن بوست 4/2/2024

 

 

 

 

 

قطع المساعدات عن الفلسطينيين.. خطأ إنساني وإستراتيجي

 

 

بقلم: جوش روجين

 

الأسبوع الماضي، صُدم الكثيرون في واشنطن، وعن حق، بمزاعم تفيد بأن 12 موظفاً تابعاً للأمم المتحدة في غزة شاركوا في الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر. غير أن رد فعل إدارة بايدن المتسرع بتعليق المساعدات الغذائية والصحية الحيوية للفلسطينيين عبر المنظمة سيؤدي إلى تعميق معاناتهم، وتقويض الأهداف الأميركية طويلة المدى، وإلقاء مزيد من العبء على حلفاء يعانون أصلاً الصعوبات. باختصار، إنها سياسة غير إنسانية وخاطئة استراتيجياً.

يوم الاثنين الماضي، تكشفت مزيد من التفاصيل حول الأدلة التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية بخصوص الأفعال المزعومة لهؤلاء الموظفين في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا». إذ تزعم إسرائيل أن عدداً من موظفي الأونروا شاركوا في أعمال عنف واختطاف إسرائيليين، بل وأنهم استخدموا في ذلك مركبات الأونروا ومنشآتها. وقالت الأونروا إن اثنين من المتهمين ماتا، فيما تم فصل الآخرين بينما تُجري الأمم المتحدة تحقيقاً كاملا في الموضوع.

ويوم الجمعة، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي «جون كربي» إنه يجب معاقبة أعمال بعض موظفي الأونروا، و«لكن هذا لا يطعن في المنظمة بأكملها». غير أن وزارة الخارجية لم تنتظر نتائج التحقيق قبل أن تعلن الجمعة أنها «أوقفت مؤقتاً» أي تمويل إضافي للأونروا، معترفةً في الوقت نفسه بأن المنظمة «تلعب دوراً أساسياً في توفير مساعدات منقذة للحياة للفلسطينيين».

وقد حذت 9 بلدان حذو الولايات المتحدة. هذا في حين أعلنت المفوضية الأوروبية أنها لن تتخذ أي إجراء حتى تتوافر لديها كل الحقائق والمعطيات. ورغم أن وزارة الخارجية الأميركية قالت إنها ستواصل صرف الأموال التي التزمت بها سابقاً، إلا أن آثار الإعلان على المنظمة كانت مدمرة. وفي هذا السياق، قال رئيس الأونروا، فيليب لازاريني، يوم السبت إن برنامج المنظمة داخل غزة، حيث تقوم بدعم مليوني شخص يائس، «أخذ ينهار» بسبب الخفض الوشيك للمساعدات، والذي وصفه بأنه «عقاب جماعي إضافي».

وحتى نكون واضحين، فإن أياً من موظفي الأونروا ثبت ارتكابه أعمالاً إرهابية، أو جرائم أخرى في 7 أكتوبر لا يستحق أي حماية أو رأفة. ومما لا شك فيه أن الأونروا لديها أسئلة كبيرة لتجيب عنها حول هذا الأمر وحالات أخرى، حيث يبدو أن بعضاً من موظفيها البالغ عددهم 13 ألفاً في غزة يدعمون العنف ضد الإسرائيليين، غير أن تصرفات إدارة بايدن ليست قاسية فحسب، وإنما ستكون لها أيضاً تداعيات مضاعفة ستزيد من صعوبة وتعقيد كل مشاكل الشرق الأوسط.

وفي هذا الصدد، قال وائل الزيات، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية «إن تعليق المساعدات قبل إكمال التحقيق أمر كارثي من وجهة نظر إنسانية واستراتيجية»، مضيفاً: «هناك ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على هذه المساعدات ومعظمهم من الأطفال، ومن غير الإنساني حرمانهم من ذلك في وقت ما زالت تتساقط فيه القنابل عليهم، كما أنه من الناحية الاستراتيجية، يضع إنهاء المساعدات ضغوطاً على كل بلد يستضيف اللاجئين الفلسطينيين، بما في ذلك حلفاء مهمون مثل الأردن.

وتُعد الأونروا أكبر مزوّد للمدنيين بالخدمات الغذائية والصحية في غزة، حتى الآن. ووفقاً للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، فإن ما يناهز 1.4 مليون من المدنيين النازحين داخلياً في غزة، والبالغ عددهم 1.9 مليون لجؤوا إلى مواقع تابعة للأونروا، فيما يعتمد 400 ألف آخرون على مساعدات الأونروا. كما تقوم الأونروا بتشغيل مدارس مكتظة وعيادات صحية تعاني جملة من الصعوبات، وتساعد على توصيل المواد الغذائية ومنتجات النظافة التي تصل إلى غزة بكميات قليلة من مصر. وكانت الأونروا تواجه أصلاً نقصاً في التمويل يقدر بحوالي 500 مليون دولار، لتلبية احتياجاتها بخصوص مساعدة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. ويذكر هنا أن أكثر من 140 من موظفي الأونروا قُتلوا في غزة منذ بدء الحرب.

وفضلاً عن ذلك، فإن قطع المساعدات من الممكن أن يؤدي أيضاً إلى إضعاف جهود الأونروا الحالية لدعم ثلاثة ملايين فلسطيني إضافي يعيشون في الأردن ولبنان وسورية. هؤلاء اللاجئون يتلقون الدعم من الأمم المتحدة منذ عقود، والعديد منهم ينحدرون من الفلسطينيين الذين غادروا إسرائيل قسراً بعد 1948. ولكن الحكومة الإسرائيلية لطالما سعت إلى تجريد هؤلاء الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين، والذي يربطه الفلسطينيون بحقهم في العودة إلى إسرائيل.

وفي حال توقفت قدرة الأونروا على أداء مهامها، فإن الحكومات في تلك البلدان، وخاصة الأردن، ستجد نفسها مضطرة لتحمل المسؤولية بمفردها. وهو ما يعني أن إدارة بايدن تضع مزيداً من العبء على الشركاء الإقليميين الذين يتعاملون أصلاً مع مخاطر إضافية، وعدم الاستقرار المترتب عن تزايد العنف الإقليمي.

وقد يكون فريق بايدن تصرف بسرعة من أجل قطع الطريق على أي انتقاد سياسي لدعمه السابق للأونروا خلال سنة انتخابية. غير أن ذلك لن يهدئ منتقدي بايدن، وثمنه هو تقويض ما تقوله الإدارة لمؤيديها من أنها تكترث لمحنة الفلسطينيين.

في وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن إدارة بايدن «عاقدة العزم على بذل كل ما في وسعنا من أجل تحسين الوضع بالنسبة للرجال والنساء والأطفال في غزة»، غير أن ما قام به الآن في الحقيقة هو سحب كل وسائل الدعم والمساعدة المتاحة لسكان غزة من أجل الحصول على الغذاء والدواء الحيويين وسط كارثة إنسانية تاريخية.

------------------انتهت النشرة------------------

أضف تعليق