01 آيار 2024 الساعة 07:52

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الجمعة 12/1/2024 العدد 907

2024-01-14 عدد القراءات : 68
الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

 

 

 

هآرتس 12/1/2024

 

الإسرائيليون لنتنياهو: ارحل.. حولتنا إلى دولة لا تقوى على شيء

 

 

 

بقلم: نحاميا شترسلر

ايلان ايتاح، صاحب محل لبيع الخضراوات في “سديروت”، قال في التلفزيون الأفضل: “دعكم من بيبي، لقد تنازل عنا ودمرنا، هو يقتل أولادنا، لا قوة لنا. زوجتي في البحر الميت مع البنات الصغيرات، خائفات بدرجة كبيرة، أنا في “سديروت”، ابني هنا، ابنتي هناك. لقد فرقنا، جعلنا مجانين، يقتلنا. ارحل، نريد أن نعيش”.

في الواقع، أمر لا يصدق أن تشمبرلن ما زال على الكرسي حتى الآن على الرغم من أن يديه ملطخان بدماء 1391 مواطناً مدنياً وجندياً قتلوا ويقتلون منذ 7 تشرين الأول (830 مواطناً وأجنبياً، و561 شخصاً من الجيش والشاباك والإنقاذ). لو حدث هذا في دولة غربية لاستقال رئيس حكومة على الفور. لو حدث في اليابان لانتحر رئيسهم. أما عندنا فيضحك ويلقي الاتهامات على رئيس الأركان، ويخدع ويتلاعب ليبقى في الحكم إلى الأبد. من كل النواحي، تشمبرلن فشل ذريع. في الأشهر التسعة الأولى من العام 2023، حاول تنفيذ انقلاب نظامي، والقضاء على المحكمة وتحويل الديمقراطية إلى دكتاتورية، لكنه فشل، وحتى إنه لم ينجح في تحقيق أقل القليل- إلغاء ذريعة المعقولية.

فشله الأكبر هي المذبحة التي ارتكبها مخربو حماس ضدنا في 7 تشرين الأول. في مقابلة، قال إنه يريد أن يذكر في التاريخ بأنه “حامي أمن إسرائيل”، لكنه في الحقيقة “أهمل أمن إسرائيل”. لقد تركنا للقتل والاغتصاب والتنكيل وقطع الرؤوس، بل ويتجرأ على عدم تحمل المسؤولية. وهو أيضاً الذي اخترع التصور الغبي لـ “حماس خائفة” بهدف ألا يفعل شيئاً. وهو الذي فضل حصول حماس على مئات ملايين الدولارات لإرضائها. “الخبير في الإرهاب” حتى لم يفهم بأن الأمر يتعلق بتنظيم إسلامي متطرف، يعتبر القضاء على اليهود أمراً دينياً عميقاً يجب تنفيذه.

تشمبرلن متهم أيضاً بتشكيل الحكومة الأسوأ في تاريخنا، مع وزراء مهووسين بدون مؤهلات، لا لشيء إلا ليتملص من المحاكمة. هذه حكومة دخلت إلى حالة شلل لفترة طويلة. هكذا، بدون “أخوة في السلاح” ومنظمات أخرى للجنود، ما كانت لتكون سترات واقية، وما كان الأشخاص المخلين ليتجولوا وهم لا ينوون على شيء. وهو الآن غير مستعد لإجراء التخفيضات اللازمة على ميزانية 2024، الأمر الذي سيؤدي بنا إلى كارثة اقتصادية أيضاً.

لقد حولنا تشمبرلن إلى دولة ضعيفة، غير قادرة على إدارة حرب بدون مساعدة أمريكية مستعجلة. ولم ينجح في تحقيق أي شيء مما وعد به: لم ندمر حماس ولم نعد أي مخطوف. مكانتنا في العالم تتدهور، بما في ذلك لدى الرئيس الأمريكي بايدن الذي يمقت تشمبرلن. حتى إن إسرائيل تمثل اليوم في محكمة العدل الدولية. هناك من يقولون بأنه من غير الصحيح تسمية نتنياهو بتشمبرلن. هم يرون فروقات كثيرة بينهما، لكنهم لا يرون الأساس: تشمبرلن كان كلمة مرادفة للسياسة المتسامحة والجبانة دون تحمل المسؤولية. حاول تشمبرلن إرضاء هتلر بالضبط مثلما حاول تشمبرلن الإسرائيلي إرضاء يحيى السنوار. تشمبرلن البريطاني تمسك بالكرسي ولم يقدم الاستقالة بعد اتفاق ميونيخ الكارثي، ولم يقدمها عندما بدأت ألمانيا تحتل وتضم أجزاء في أوروبا. ولم يقدم استقالته إلا حين فقد الأغلبية في حزبه. نأمل أن يحدث ذلك أيضاً لتشمبرلن خاصتنا. هو نقيض الزعيم، والرجل الأكثر حقارة في تاريخ الشعب اليهودي. ايلان ايتاح كان دقيقاً: “ارحل، لا نريد غير العيش”.

--------------------------------------------

 

معاريف 12/1/2024

 

 

“الأذكى بين زعماء المنطقة”.. هكذا أثرت خطابات نصر الله الأربعة إيجاباً في الشعب اللبناني

 

 

 

بقلم: جاكي خوجي

كتبت هنا في الماضي بأن عالماً بدون حسن نصر الله، وإن كان أفضل، فسيكون باعثاً على بعض السأم أيضاً. في سن 63 وبعد أكثر من 30 سنة في منصبه، بدا الأمين العام لحزب الله الأذكى بين زعماء المنطقة. خطاباته مهمة محسوبة للفهم السياسي والحزبي، إلى جانب تنوع التفاصيل والأفكار. لا تراه إسرائيل داهية ولا يجب المساومة معه، لكن سلوكه في الأشهر الأخيرة يدل على أنه غائي ويعرف قيوده. ورغم الخطر الكبير، فلو ظهر على بؤرة استهداف الجيش الإسرائيلي هذه الأيام لثمة شكوك باتخاذ أمر بالضغط على الزناد.

يسأل كثيرون في لبنان اليوم: لم نحتاج إلى هذه الحرب؟ فقد أعطينا ما يكفي للفلسطينيين من دمائنا طوال سنين، وليس هذا وقت لجر البلاد إلى حمام دماء آخر، بل وفي خدمة الآخرين.

نصر الله ليس ملزماً بتقديم حساب للجمهور، فهو لم ينتخب منه. لكنه يعتبر حزب الله درع لبنان وسيده، ولهذا درج على التعاطي بجدية مع أسئلة صعبة. في سلسلة من أربعة خطابات ألقاها منذ نشوب المعركة في غزة، حاول أن يشرح لماذا دخل حزب الله إلى المعركة. تفسيراته لا ترضي الجميع. سياسيون، وأساساً من دوائر المسيحيين، كشروا. ومن الصعب القول إن قراره ليس معللاً.

شرح نصر الله: فتحنا جبهة مع إسرائيل كي نمارس عليها ضغطاً، عسكرياً واقتصادياً، يحثها على وقف الحرب ضد إخواننا في غزة. فعندما يكون ثلث الجيش الإسرائيلي مخصصاً لحرب استنزاف في الحدود اللبنانية، فإن حرية عمله في غزة تكون أكثر محدودية. ومع ذلك، يعرف أنه من ناحية معظم اللبنانيين، لا ينبغي للدم اللبناني أن يسفك لأجل الآخرين ولهذا صاغ لهم تعليلاً إضافياً، أكثر وطنية. القتال ضد الجيش الإسرائيلي يذكر الإسرائيليين بأن أمامهم عدواً قوياً ورادعاً في لبنان. هذه الحقيقة كفيلة بإنقاذ الوطن من حرب شاملة. على حد نهجه، فإذا ما سجل الإسرائيليون نجاحاً بمهمتهم في غزة، بمعنى إذا ما صفّوا الفصائل المسلحة هناك، فسيكون لبنان المحطة التالية. “تتذكرون في السبعينيات كيف دخل الجيش الإسرائيلي وخرب مباني كاملة في بيروت”، قال نصر الله.

في خطابه الأخير الجمعة الماضي، قدم معطيات عن حجم هجمات رجاله في إسرائيل. نفذنا 670 هجوماً حتى الآن، قال. بالمتوسط 6 أو 7 هجمات في اليوم. أطلقنا على مدى 100 كيلومتر من قاطع الحدود ما لم نفعله من قبل. وأشار إلى أن “العدو يختبئ من خلف الخطوط”. بالإجمال، هاجم رجاله كل هدف عسكري أو استحكام على طول الحدود – وعددها 48. كما هوجمت أيضاً منشآت تجسس، وإخطارات وكاميرات رقابة قيمة كل واحدة منها مئات آلاف الدولارات. 17 بلدة إسرائيلية ضمت إلى دائرة النار في لبنان، لأن الجنود تموضعوا في نطاقها. ولولا هذه المقاومة لأتوا إلى لبنان من أجل تخريبه بعد إطلاق رشقة واحدة نحو إسرائيل، واصل نصر الله.

وتباهى نصر الله بأن إسرائيل أخلت عشرات آلاف المواطنين بفضل رجاله. في كل الحروب حتى اليوم، قال، أجبرونا على إقامة حزام أمني في أراضينا. أما الآن، ولأول مرة، أجبرناهم على إخراج حزام أمني في أراضيهم إلى حيز التنفيذ. وادعى قائلاً إن “هذا الإبعاد بعد ضغطاً حزبياً، سياسياً، اجتماعياً ومالياً على حكومة العدو”.

 

تخوف من حرب شاملة

 

 في خطابه الثالث منذ نشوب الحرب في القطاع، الذي ألقاه في 3 كانون الثاني، عدد نصر الله قائمة إنجازات طويلة من 15 بنداً، سجلها معسكر المقاومة في هذه الأشهر الثلاثة. قائمة هذه البنود هي مرافعة دفاع نصر الله في وجه منتقديه. أولها إعادة المسألة الفلسطينية إلى الخطاب الدولي والبحث عن حلول لمشكلتهم. وقال بقدر كبير من الحق إنه “حتى 7 أكتوبر، كانت قضية منسية”. استنزف الإسرائيليون الشعب الفلسطيني في جملة ساحات، واصل نصر الله، واعتقدوا أن الأمر سيمر بهدوء وسيكون هذا مجدياً لهم. أما من الآن فصاعداً، فيعرفون أن الفلسطينيين لا يتركون الكفاح ولا ينسون أرضهم ومقدساتهم.

إضافة إلى ذلك، واصل يقول، ارتفع التأييد بين الجمهور الفلسطيني للفصائل المسلحة. وانكشفت إسرائيل كمن تنفذ إبادة جماعية، وأمريكا تدعمها. وأضاف: “الصورة الأمريكية تحطمت، وأداة القتل اليوم في غزة هي الصواريخ الأمريكية والسياسة الأمريكية”. رغم ذلك، الشارع الأمريكي مع الفلسطينيين. وتباهى بأن “الشبان لا يشاهدون قنواتنا التلفزيونية”، “سيكون لهذا تأثير هائل في أمريكا مستقبلاً”. وقضى نصر الله بقدر كبير من المبادلة بأن الاقتصاد الإسرائيلي مشلول: الزراعة تضررت، ولا سياحة، والصناعة تضررت. كما أن الردع العسكري لإسرائيل انتهى على حد زعمه. كل الفصائل تقاتله بلا خوف، سواء في غزة أو لبنان أو سوريا وحتى في اليمن، وليس بوسعه أن يوقفهم.

في لبنان، مثلما هو الحال عندنا، تنشر كل يوم صور شهداء حزب الله. عددهم يرتفع باتجاه الـ 200. قتل الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع وسام الطويل، القتيل الأكبر في صفوفهم حتى الآن. كان الطويل من قادة “قوة الرضوان”. هكذا يسمون وحداتهم المنتشرة في الحدود مع إسرائيل، وتتدرب على اجتياحها في يوم الأمر. في هذه المنظمات، بخلافنا، لا يحصون الجثامين؛ فهي منظمات تحرير، ولدت كي تضحي بحياة رجالها. كما أن هذا هو فكر حماس، و”الجهاد الإسلامي” وباقي الفصائل الفلسطينية. في خطابه الأول في سلسلة خطاباته، في 3 تشرين الثاني، شرح نصر الله بأن الخسائر بالأرواح بين رجاله ثمن جدير في هذه الظروف. حكومة نتنياهو، كما يدعي معسكر المقاومة، أعلنت حرباً هادئة على الفلسطينيين. فقد سعت لسحب البساط من تحت أقدامهم وحسم النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بالنصر التام. 7 أكتوبر كان ضربة وقائية جاءت لتضرب خطة الحسم الإسرائيلية.

“فما هو البديل، الصمت؟” تساءل نصر الله. “ألا نتفوه بكلمة؟ ننتظر الموت؟ ننتظر إلى أن تضيع الضفة؟ ويضيع الأقصى؟ أن يموت السجناء؟ هذا قرار صعب، واجب، كامل، في زمنه الصحيح والمناسب، وهو يبرر كل هذه التضحيات”.

في كل خطاباته، كشف زعيم حزب الله عن تخوف شديد من حرب شاملة مع إسرائيل. عاد وهدد بأن من يفتح حرباً كهذه سيندم. “أقول للمستوطنين (والمقصود بذلك عموم سكان إسرائيل) أنتم أول من سيدفع الثمن”.

في خطابه الأخير، فاجأ وكشف للجمهور اللبناني بارقة أمل سياسية كفيلة بأن تنشأ عن هذه الحرب. اللغة كانت هجومية، على طريقته، لكن ثمة بشرى لهم اختبأت بين السطور.

هكذا صاغ الأمر: “بعد هذه المرحلة، بمشيئة الله وانتهاء العدوان على غزة، سيتمكن لبنان من تحرير باقي أراضيه. بدءاً بالناقورة، عبر الغجر وحتى مزارع شبعا وتلال كفر شوبا. نحن أمام فرصة حقيقية لتحرير كل شبر من أراضينا وأمام فرصة حقيقية لمعادلة تمنع العدو الإسرائيلي من خرق مجالنا الجوي وبحرنا وسيادة بلادنا. هذه هي إحدى النتائج المباركة للمعركة في غزة”.

قبل يوم من ذلك، غادر الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين بيروت إلى القدس. كانت رحلته المكوكية الثانية في الفترة الأخيرة، وكان في حقيبته اقتراح مفصل لترتيب الحدود البرية مع إسرائيل. لكن نصر الله، من بينهم جميعاً، قفز إلى الرأس مع بيان للجمهور، لأن الوسيط الأمريكي، الإسرائيلي سابقاً، الذي خدم في الجيش الإسرائيلي، سيجلب معه بشرى سياسية للبنان كله. هذا إذا نجحت مهمته بالطبع.

--------------------------------------------

هآرتس 12/1/2024

 

بتخطيط لإشعال الضفة.. إسرائيل ترفع وتيرة هدم منازل الفلسطينيين في النقب وشرقي القدس

 

 

 

بقلم: نير حسون وعيدن سولومون

سرعت بلدية القدس وتيرة هدم المنازل في شرقي القدس منذ بداية الحرب. في العام 2023 تم هدم 140 بيتاً، أي أكثر من السنة السابقة بنحو 60 في المئة. إضافة إلى ذلك، هدمت البلدية 84 مبنى آخر مثل حوانيت ومخازن. السياسة الحالية استثنائية مقارنة مع جولات قتال سابقة في غزة. في حينه، امتنعت السلطات عن هدم المنازل في شرقي القدس كي لا تزيد التوتر الأمني في المدينة. في الوقت نفسه، استؤنف الأربعاء الماضي، للمرة الأولى من 7 تشرين الأول، هدم البيوت في القرى البدوية غير المعترف بها في النقب، في حين أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أصدر تعليماته أمس لوقف هدم منازل جنود الاحتياط الذين يعيشون في البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية.

في بداية السنة الحالية، أعلن وزير الأمن الوطني، إيتمار بن غفير، عن سياسة جديدة لزيادة هدم منازل الفلسطينيين في شرقي القدس. وأكدت مصادر في البلدية أن الوزير استخدم الضغوط في هذا الشأن، لكن وتيرة الهدم خلال السنة كانت تشبه الوتيرة في السنوات السابقة؛ في الأشهر التسعة الأولى من العام 2023 تم هدم 10 منازل بالمتوسط كل شهر. ولم يظهر أن توجيه بن غفير قد تم تطبيقه. ولكن منذ 7 تشرين الأول ازدادت الوتيرة ووصلت إلى 17 أمر هدم بالمتوسط كل شهر.

في شرقي القدس تم إصدار آلاف أوامر الهدم ضد مبان أقيمت بدون ترخيص. يقول الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان إن إسرائيل جعلتهم يبنون بدون ترخيص، لأنه من المستحيل إصدار رخص بناء في شرقي القدس. عدد كبير من عمليات الهدم يتم تنفيذها بمرافقة عدد كبير من قوات الشرطة. ورافقت بعض عمليات الهدم في الأسابيع الأخيرة مواجهات بين الفلسطينيين ورجال الشرطة. في الأسبوع الماضي، تم اعتقال 11 مشبوهاً في المواجهات التي اندلعت أثناء هدم بيت في جبل المكبر.

“أساس هدم المنازل هو إفشال محاولات تخطيط فلسطينية في القدس، إلى جانب سياسة إنفاذ القانون التي تصبح أكثر عنفاً من سنة إلى أخرى”، قال أفيف تترتسكي، الباحث في جمعية “عير عاميم” التي تعمل من أجل التعايش في المدينة. وحسب قوله، فإن “حقيقة ازدياد وتيرة هدم المنازل في الحرب الحالية، تعبير آخر على أن حكومة نتنياهو – بن غفير تبحث عن إشعال الأرض”. وقد جاءنا من البلدية بأن “البلدية تنفذ أوامر المحاكم ضد البناء غير القانوني كالعادة في كل أرجاء المدينة”.  في النقب، تم وقف عملية هدم المنازل غير القانونية في القرى البدوية غير المعترف بها عند اندلاع الحرب، في حين تم استئنافها الآن. وصلت الجرافات إلى قرية الزعرورة البدوية غير المعترف بها قرب “عراد” وهدمت بيتاً ومخزناً واقتلعت 60 شجرة زيتون. في القرية المعترف بها (لكن غير المنظمة) بير الداج في النقب الشمالي، هدمت الجرافات اثنين من الإسطبلات، يعود أحدهما لامرأة من سكان القرية (80 سنة) ويعدّ مصدر رزق لها.

“يجب ألا يخطر بالبال أننا في حرب. فلا يكفي أنها مناطق غير محمية، بل وينشغلون في هدم المنازل”، قال معيجل الهواشلة، وهو مسؤول ميداني في مجلس القرى غير المعترف بها. سلامة عديسان، الناشط الاجتماعي ومقدم في الاحتياط من بير الداج، قال للصحيفة إن عدد القوات التي وصلت لهدم الإسطبلات كانت أكبر بكثير من المطلوب. “لقد جاءوا للاستفزاز. أمر لا يصدق. جاءت تراكتورات ورافعات وقوة شرطة وحماية وليس أقل من عشر سيارات للشرطة”، قال. “نريد تجميد الهدم إلى حين استقرار الوضع. لا مكان لعملية الهدم أثناء الحرب”.

--------------------------------------------

هآرتس 12/1/2024

 

لقادة إسرائيل وجيشها: تصريحاتكم وسلوككم وجبة دسمة لـ “لاهاي”

 

 

 

بقلم: أسرة التحرير

إن البحث الذي أجرته محكمة العدل الدولية المرتكز على التماس جنوب إفريقيا طلب إقرار بنية ارتكاب إسرائيل جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة ومن ثم إصدار أمر احترازي فوري يأمر بوقف القتال، هو بحث يظهر انعدام مسؤولية لدى منتخبي الجمهور في إسرائيل.

 لقد اقتبس المدعي الجنوب إفريقي في أثناء البحث عدداً لا يحصى من “الجواهر” التي تفوه بها من يفترض بهم أن يحرصوا على مواطني إسرائيل ويقودوهم بمسؤولية في ساعة حرب قاسية، عسكرياً ودبلوماسياً.

 اقتبس المدعي أقوال رئيس الوزراء نتنياهو حين كتب رسالة لجنود الجيش الإسرائيلي، “تذكروا ما فعله لكم عملاق”؛ واقتبس أيضاً أقوالاً لوزير الدفاع يوآف غالانت حين هدد “لن تكون كهرباء، أو طعام، أو ماء ووقود في غزة. كل شيء سيغلق؛ لأن إسرائيل تقاتل ضد حيوانات. أردتم جهنم إذن ستحصلون على جهنم”. كما أن الوزير إسرائيل كاتس لعب دور “النجم” في البحث بأن دعا لإغلاق صنبور المياه عن غزة، لأن “هذا ما يستحقه قتلة الأطفال”، والوزير عميحاي الياهو – الذي فكر بإلقاء قنبلة ذرية على غزة– ذكر هذه المرة بسبب قوله إن على إسرائيل “أن تجد السبل لإلحاق المعاناة بغزة”.

 ليست وحدها ترهات اليمين، المعتادين على المزحات القتالية، هي التي استخدمت في الدعوى؛ فرئيس الدولة إسحق هرتسوغ أيضاً الذي يفترض أن يتصرف كـ “راشد مسؤول”، اقتبس المدعي قول هرتسوغ حين قال إن “الخطاب القائل بأن المدنيين لا يشاركون في القتال، ليس صحيحاً. سنقاتلهم حتى نهزمهم”. ليس هذا، بل وأكثر، حين أشار المدعي العام لجنوب إفريقيا بأن هرتسوغ وقع على قذيفة أطلقت نحو القطاع.

 عندما يكون هذا هو الوضع في قيادة الدولة، فما الذي قد يقال عن أفلام الجنود الراقصين من الميدان والوزراء “لمحو بذرة عملاق”، أو يقولون “بمعونة الرب، رحم الله الشجاعية” و”أنزلنا 30 بيتاً. رائع”.

 الدرس المستخلص من هذا البحث، أن للأقوال معنى، وأن الضرر الحقيقي – القانوني، الدبلوماسي، السياسي – قد يتحقق بسبب أقوال سائبة وعديمة المسؤولية.

 لكن مشكوك أن تستخلص حكومة الاستنتاجات الواجبة خصوصاً أنها حكومة سائبة يقودها شخص عديم المسؤولية. بقي الأمل بأن توضح إسرائيل نواياها في غزة، سواء في بحثها أمام لاهاي أو بأفعالها في الميدان.

---------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 12/1/2024

 

بين طحين بلينكن وتوراة بن غفير.. نتنياهو يتهيأ لاحتفالات السنوار: سنتعايش مع الهزيمة

 

 

بقلم: ناحوم برنياع

 

كيفما سمّيتم الأنباء عن المخطط الذي يتبلور لتحرير المخطوفين –اقتراح قطري أو مصري أو أمريكي– فهل يدل ذلك على أن الجانب الإسرائيلي بدأ يسلم بنتائج محدودة للحرب؟ على أفضل علمي، لا توجد صفقة بعد، ونأمل ذلك. لكن في ختام 100 يوم على الإخفاق والخراب، لا مفر من رؤية الوضع كما هو. ثمة قراء يرفضون قبول وصف الواقع على هذا النحو، وهذا حقهم. أعتقد أن قيادة الجيش تدرك الوضع جيداً. والسؤال: كيف سيجسر نتنياهو ووزراؤه الفجوة بين توقعات غير مسؤولة خلقوها، وقرارات قاسية يقفون أمامها. لا تحسدوهم.

يتحدث المخطط عن اتفاق لوقف نار مدة ثلاثة أشهر. سيكون التنفيذ متدرجاً، وسيتضمن تحرير كل المخطوفين، الأحياء والأموات، على مراحل، فيما ستكون المرحلة الأولى إنسانية؛ بمعنى ستتضمن بأولوية أولى مرضى وجرحى وشيوخاً. فضلاً عن تحرير آلاف السجناء الفلسطينيين، كباراً وصغاراً، يفترض بالمخطط أن يلبي المطالب التالية: تعزيز دراماتيكي لحجم المساعدة الإنسانية للقطاع؛ وعودة السكان إلى المجال الشمالي، إلى غزة وبناتها؛ وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي؛ وإقامة إدارة بتمويل دولي لإعمار قطاع غزة من خرائبه – والأسوأ، شراكة حماس في السيطرة على القطاع مستقبلاً.

كان الجانب الإسرائيلي يسعده خروج قيادة حماس، بمن فيهم السنوار وضيف إلى المنفى، في قطر أو دول أخرى. فالمنفى هو ما حصل عليه عرفات ورجاله في بيروت، في حرب لبنان الأولى. لكن غزة ليست بيروت، والسنوار ليس عرفات. فالسنوار لا يبحث عن مخرج إلى المنفى في هذه اللحظة، بل يخطط لاحتفالات النصر في غزة.

الظروف كفيلة بالتغير في أثناء المفاوضات. هذا ممكن حتى تفجير المحادثات. لكن السؤال لا يزال قائماً، وهو صعب: هل حياة 136 إسرائيلياً يبرر أثماناً كهذه؟ أقول نعم، ليس لأن معظمهم مواطنون اختطفوا من بيوتهم بذنب جيش وحكومة تركتهم لمصيرهم في إخفاق لا مثيل له، فقد تركتهم لمصيرهم قبل 7 أكتوبر وتركتهم لمصيرهم في أثناء ذاك اليوم. عندما يلتقي نتنياهو بعائلات مخطوفين، يحرص على جلب زوجته إلى اللقاء، وكأن الحديث يدور عن مساكين يحتاجون لفلورنس نايتنجل، والأم تريزا، وإيماءة شفقة في عالمه القديم تنتمي للنساء حصرياً. في نظري، هذا عار. الرئيس بايدن قد يشفق على المخطوفين؛ ونتنياهو مسؤول عن وضعهم. هذا عمله.

ثمة أشخاص في المستوى السياسي والعسكري يفضلون شطب موضوع المخطوفين عن جدول الأعمال؛ بادعاء أن المخطوفين مصدر إزعاج، وأن الانشغال بهم يعيق القوات في الميدان ويعزز حماس. من الأفضل التسليم بمصيرهم والسير إلى الأمام. هذا الموقف بارز على نحو خاص في الوسط الحريدي القومجي المسيحاني. فمن أجل بعض من ممثلي هذا الوسط، لم تكن أحداث 7 أكتوبر كارثة بل فرصة تاريخية: إسرائيل تحتل كل غزة، وتطرد سكانها وتسكنها باليهود؛ وإذا ما فتحت جبهة في الضفة، فسنطرد الفلسطينيين منها أيضاً.

أناس هذا الوسط بارزون في الوحدات القتالية داخل الجيش. أقول هذا في صالحهم. هذا لا يعني أنه مسموح لهم ملء الحيطان في غزة بالشعارات التي تدعو إلى العودة إلى “غوش قطيف”. الجيش لا يعرف كيف يسيطر على حماستهم السياسية.

عجب آخر، أخطر، يتعلق بالعميد باراك حيرام الذي أمر في 7 أكتوبر دبابة بقصف مبنى كان فيه، إلى جانب مخربي حماس، رهائن في “بئيري”، فقتل جراء ذلك 12 من الرهائن، وانكشفت القضية في تقرير نشر في “نيويورك تايمز”. ويجري الجيش الآن تحقيقاً فيها. أعضاء في ثلة التأهب في “بئيري” طلبوا إرجاء تعيين حيرام قائداً لفرقة غزة حتى انتهاء التحقيق. رفض الجيش الإسرائيلي ذلك. مثلما في “فخ 22” لجوزيف هلر، فإن من قصف أعضاء الكيبوتس سيكون القائد المسؤول عنهم.

حيرام مقيم في مستوطنة “تقوع”، وهي حقيقة تضيف بهاراً سياسياً إلى القضية. في نظري، ليس مهماً أين يسكن لكن المهم ماذا كان تفكيره. في هذه الحرب، يكثر الجيش الإسرائيلي من شرح أخطاء كلفت حياة مدنيين ومقاتلين بذريعة أن ليس هناك ما يمكن عمله، وهو الحال في ساحة القتال أيضاً. هذا تفسير غير مقنع دوماً.

 

لا طحين، لا توراة

 

مصير المخطوفين ليس الكابح الوحيد الذي يوقف الجيش الإسرائيلي عن احتلال كل غزة. أحياناً، المخطوفون هم مبرر، وأحياناً ذريعة: ليس كل من يعلق شارة التعريف على رقبته أو يربط شريطاً أصفر ببدلته مجند حقاً لقضيتهما.

في مساء الأربعاء كان يفترض بالكابينت أن يبحث في رؤية لمستقبل غزة، غزة في اليوم التالي. شطب الموضوع عن جدول الأعمال في اللحظة الأخيرة: فقد تذكر أحد ما أن في الغداة، أي أمس، ستبدأ “لاهاي” البحث في الشكوى الجنوب إفريقية. ومن يدري كيف ستؤثر الاقتباسات التي ستسرب من داخل الجلسة على البحث في المحكمة.

قصة صغيرة، لكنها تدل على أمور غير قليلة: حكومة إسرائيل الحالية لا تستطيع إدارة الحرب؛ فهي تتمزق بين بن غفير وسموتريتش، وبين بايدن وبلينكن، مع غانتس وآيزنكوت في الوسط. بحث نتنياهو مع بلينكن في نقل 150 طناً من الطحين إلى غزة. وهو طلب يتعارض مع ما تعهد به نتنياهو للجمهور في بداية الحرب. البحث يجري من خلف ظهر وزراء الكابينت. استجاب نتنياهو بنصف فم. بلينكن مل، ويقرر أن يشكر نتنياهو علناً على الطحين. فيسارع مكتب رئيس الوزراء إلى النفي. النتيجة: الأمريكيون لا يصدقونه، وزراء الكابينت لا يصدقونه، لا طحين ولا توراة. عندما كتب آباؤنا “خض حربك الخدع” لم يقصدوا هذا.

مع الأسف، حماس لن ترحل إلى مكان آخر. ربما يحين ذلك في جولات تالية، حين تخرق التسوية التي ستتقرر (وحتماً ستخرقها). فلو سنحت فرصة لإقامة بديل غير جهادي في غزة، ومشكوك ذلك، لرفضتها حكومة إسرائيل قطعاً.

المخطوفين سيعودون إلى الديار، والجيش الإسرائيلي سيتفرغ للجبهة الشمالية. ولعل الإسرائيليين يتفرغون لترتيب أوضاعهم في بيوتهم. هكذا قالت ووعدت رؤوما كديم، التي قتل خمسة من أبناء عائلتها، على مسمع وزير الدفاع غالنت. جملها التأسيسية هذه يجب أن تخط على أبواب مكتب رئيس الوزراء، وعلى أبواب هيئة الأركان. هذا في أفضل الأحوال. أما أسوا الأحوال، فهو غياب التسوية، وحينئذ سيعلق الجيش الإسرائيلي في غزة، بدون خطة أمام قرابة مليوني نازح لا مكان لهم يتجهون إليه، أمام عالم معادٍ وإدارة أمريكية منهكة، مع مخطوفين لن ينجوا، ومخلين لا يتمكنون من العودة إلى بيوتهم، مع اقتصاد في أزمة، وميزانية متهتكة، وساحة سياسية لا تهتم إلا بنفسها.

في النهاية، مثلما في كل فيلم هوليوود، ثمة نهاية سعيدة. لكني لا أعرفها.

---------------------------------------------

إسرائيل اليوم 12/1/2024

 

يمين يصافح الشيطان: أما زلنا نطمح لرفع العلم الإسرائيلي في القدس وعمان؟

 

 

بقلم: يوسي بيلين

 

إحدى المساهمات المهمة لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، تصريحات النائب الليكودي موشيه سعده، في القناة 14: “كما هو واضح للجميع اليوم، كان اليمين محقاً في الموضوع الفلسطيني، وبات هذا يسيراً: كل مكان تذهب إليه، يقولون لك: دمره”. حين وجدت صعوبة في فحص ما إذا كان سعده قد سمع فعلاً دعوة إبادة جماعية للفلسطينيين في “كل مكان”، فقد فضلت أن أفحص قوله بأن معسكره كان محقاً، تاريخياً، في كل ما يتعلق بالفلسطينيين.

وبالفعل، أعلن مناحم بيغن، الذي وقف على رأس اليمين لسنوات طويلة، في بث في الراديو السري “صوت صهيون المقاتلة” في 3 أيلول 1947، قبل شهرين من قرار الأمم المتحدة في صالح مشروع التقسيم بين دولة يهودية وأخرى عربية في بلاد إسرائيل الغربية، الأقوال التالية: “واضح لكل من ليس مستعداً لأن يبيع وطنه من أجل حياة ساعة بائسة، وأن يتنازل من أجل سكينته العابرة عن شعبه، فإن “حل” التقسيم، إذا ما نفذ، فهو أشبه بكارثة وطنية تاريخية. الشعب اليهودي سيمنع هذه الكارثة… علم الحرية العبري سيرفرف فوق القدس وعمان”.

 

لو سمع الناس نداء بيغن، لما قامت دولة إسرائيل.

 

بعد 20 سنة من ذلك، بصفته وزيراً بلا حقيبة في حكومة الوحدة الوطنية، بعد ثلاثة أيام من النصر في حرب الأيام الستة، اقترح بيغن مستقبلاً للفلسطينيين في المناطق المحتلة: “على مدى سبع سنوات، سيصبحون مقيمين وليسوا مواطنين. وفي ختام السنوات السبع، سنسأل كلاً منهم إذا كان يريد أن يكون مواطناً مخلصاً، أو يرحل إلى دولة أخرى”.

لو أخذوا برأيه في حينه، لكانت اليوم أغلبية عربية في دولة واحدة بين البحر والنهر. من ليس لهم مصلحة في دولة يهودية – ديمقراطية بالذات كانوا سيبقون هنا. والداي ما كانا ليهاجرا إلى البلاد قبل 100 سنة للعيش في دولة غير يهودية.

إسحق شامير، خليفة بيغن، فوت فرصة الوصول إلى سلام مع الأردن ومع جهة فلسطينية ترفض استخدام العنف. كان رفضه لـ “اتفاق لندن” بارد الأعصاب، وهي مسودة تفاهمات بيرس – الحسين في 11 نيسان 1987. لو لم يرفض رئيس حكومة الوحدة الورقة المشتركة لتحققت تسوية حتى الكثير من اليمين كانوا سيعانقونها اليوم.

أريئيل شارون، بصفته رئيس الليكود والمعارضة، زار في 28 أيلول 2000 مع أعضاء كتلته و1000 شخص آخرين في استفزاز فظ، الحرم ليعرب عن معارضته للحلول السياسية الوسط. في الغداة، نشبت (صدفة، بالطبع…) الانتفاضة الثانية. بالنسبة لسعده، كان هذا بلا شك دليلاً آخر على عدالة طريق اليمين.

إن درة التاج في ولاية شارون كان قراره المتسرع، الذي كان يستهدف حل المشكلة الديمغرافية بغير واسطة الاتفاق، الانسحاب من طرف واحد (في ظل تنسيق فني فقط مع السلطة الفلسطينية) من قطاع غزة، وبذلك يبطل الحاجة لتنفيذ اتفاق أوسلو.

بصفته رئيس الحكومة، فعل نتنياهو كل شيء لجعل الاتفاق الانتقالي لأوسلو اتفاقاً دائماً، وفضل حماس على السلطة الفلسطينية؛ لأنه أراد الامتناع عن المفاوضات على تقسيم البلاد. ومن الخسارة إضاعة الكلام على ثمار فجة لهذا التفضيل. ففي أعقاب القمة السورية التي انعقدت في نيسان 2016 في قصر الرئيس السيسي في القاهرة، بمشاركة نتنياهو وإسحق هرتسوغ الذي وقف في حينه على رأس المعارضة، قبيل إمكانية بدء مفاوضات جدية مع الفلسطينيين، ذعر نتنياهو على ما يبدو من نفسه، وأجهز على الفرصة الناشئة، وعين الحالم بقصف سد أسوان، افيغدور ليبرمان، وزير الدفاع.

كل هذه الأمور لم تقع بالصدفة. هذا هو الفكر المستعد للارتباط بالشيطان لمنع تقسيم البلاد والتخلي عن الحلم الصهيوني الذي يتلخص في كلمتين: يهودية، ديمقراطية.

سؤال فقط: من هرع للسفر إلى لاهاي في سن 87 كي يدافع عمن طالب بحبسه وعن أمثاله وعنا جميعاً، أمام عالم مستعد لاحتوائنا إذا ما قمنا بدور الضحية؟

---------------------------------------------

 

عن «هآرتس 12/1/2024

 

 

بــدأ العــد الــتــنــازلي لـ 7 أوكــتــوبـر الــقــادم!

 

 

بقلم: يوسي كلاين

 

عندما سيحدث ذلك لن نستطيع القول «لقد تفاجأنا». نحن لن نتفاجأ. لأننا نعرف أن هذا سيحدث مرة اخرى. كيف؟ حتى الآن هذا غير معروف. هل بالأنفاق، أو بالحوامات، أو بالحافلات المتفجرة؟ ايضا من غير المعروف أين؟ هل في كدوميم أو في بيت حيفر أو في كفار سابا؟. ومن غير المعروف متى. ولكن 7 تشرين الاول سيتكرر. ما حدث في قطاع غزة سيحدث في قلقيلية أو في جنين. الأسباب متشابهة: القمع، الإهانة وعدم وجود أمل.

في الـ 7 من تشرين الاول ذاك بدأ العد التنازلي لـ 7 أوكتوبر القادم. في ذاك 7 أوكتوبر ادركنا أن الحوار بيننا سيجري فقط بالقوة. الدرس الذي تعلمناه هو المزيد من القوة. أما درسهم فهو المزيد من الوحشية. الرد على الاعمال الفظيعة القادمة سيشبه الرد السابق: الادعاء «بوحشية لا تصدق»، الدعوة للانتقام والمطالبة بلجنة تحقيق. مرة اخرى سيقتل الآلاف، بما في ذلك اطفال ونساء.

 

قولوا لي أين اخطأت.

 

حتى الآن نحن لم نقرر ماذا سنفعل بالمناطق وبالسكان؟ هل سنقوم بضمهم، طردهم؟ خلال 75 سنة طلبنا من الفلسطينيين الانتظار بهدوء الى حين العثور على جواب. في 7 أوكتوبر ادركنا أن الوضع الثابت لا يعتبر الدليل على الهدوء. وأنه فجأة نفد الصبر. وهم ادركوا بأنهم لن يحصلوا منا على أي جواب حتى لو بعد 100 سنة.

نحن تعودنا على الحكم واعتقدنا بأنهم تعودوا على أن يتم حكمهم.

نحن عشقنا وضع الضحية التي لها قبضة حديدية. نحن الآن لسنا الاثنين. نحن نحارب على هويتنا، لكننا نرفض قبول أن الفلسطينيين يحاربون على استقلالهم. يصعب علينا التسليم بأنهم هم ايضا «يحاربون على الوطن» و«قلة أمام كثرة». نحن نسينا أن الدول العظمى التي قامت بالاحتلال دائما خسرت. هذا ما حدث في فيتنام وفي افغانستان، وهذا ما سيحدث هنا ايضا. ربما حماس ستختفي، لكن الشعب الفلسطيني لن يختفي. من المريح لنا القول بأن الجميع هم حماس، لكن 30 ألف ارهابي هم ليسوا شعبا يتكون من 2.2 مليون نسمة.

ما الذي تقترحه الحكومة من اجل منع 7 أوكتوبر القادم؟ بيبي يقترح القوة الجوية، ليبرمان يقترح المزيد من الدبابات. هكذا يبدو الامر عندما يلعب السياسيون دور الجنرالات. توجد لدى سموتريتش فكرة اصيلة اكثر وهي الترانسفير (الابادة بواسطة التجويع تتأخر في هذه الاثناء). لحظة، هل قلتم ترانسفير؟، العفو، لدينا لا يتحدثون هكذا، هذا غير لطيف. لماذا نغضب الآخرين؟ من الآن فصاعدا يجب أن تسموا الترانسفير «الهجرة الطوعية»، حاولوا ايضا «اعادة التموضع»، «يجب أن تثقوا بي»، قال سموتريتش، لا أحد سيلاحظ الفرق.

عاموس عوز كتب بأن «الترانسفير هو فكرة غير محتملة لأننا لن نسمح لكم... وحتى لو اضطررنا الى تقسيم الدولة والجيش. وحتى لو اضطررنا الى الاستلقاء تحت عجلات الشاحنات»، هذه الامور كتبت قبل ثلاثين سنة. اسرائيل تغيرت منذ ذلك الحين. الآن الجمهور لن يستلقي تحت عجلات الشاحنات. اذا قوموا باخراج الفاشيين من الكنيست. الآن هم يوجدون في الحكومة.

لا يهم الفاشيين في الحكومة بأن الترانسفير سيؤدي الى المقاطعة، العزل والعزلة. «شعب يعيش لوحده»، هكذا سيقولون بغطرسة ممتعضة. لا أحد يمكنه لوم المستوطنين. فهم بالذات حاولوا. فقد قاموا باقتلاع الاشجار والاحراق والنهب. لم ينتج عن ذلك «هجرة طوعية»، لكن بفضلهم اصبح اسمنا وكأنه وصمة عار. أصبحنا جزيرة منبوذين. مطار بن غوريون اصبح مثل مطار بيونغ يانغ. انتظروا القيود التي ستفرض على اخراج العملة الاجنبية، لأنه يجب على أحد ما أن يدفع ثمن هذا الاهمال.

من الذي سنسمح له بالتخلي عنا في 7 أوكتوبر القادم؟ صحيح! الذي تخلى عنا في السابق. هو يقوم باعداد نفسه لروتين حكم برعاية حرب: جنود الاحتياط سيخدمون شهرين في السنة، والمخلون سيعودون الى بيوتهم التي تم قصفها وسيكونون الزينة للحياة الطبيعية. سيقولون نحن عدنا الى روتين حياتنا الطبيعية.

حتى موعد الانتخابات في أوكتوبر 2026 سيتم خنقنا بيديه. هو سيهتم بالحفاظ على الحرب على نار هادئة. ونحن سنسمح لأعضاء الكنيست الـ 64 بالقائنا الى الهاوية لأن هذا هو القانون، وأننا لا نعرف بأنه من اجل الدفاع عن الديمقراطية يجب أحيانا تحطيم هذا القانون.

وماذا بشأن المخطوفين؟ نحن مستعدون لذلك. في الذكرى السنوية سنتحدث في التلفاز عن «الوحشية التي لا تصدق لحماس». وفي الاذاعة سنسمع الاغاني الحزينة. وزارة التعليم ستقوم باعداد عرض جميل، وفي يوم الذكرى سيطلب من الطلاب القدوم بقمصان بيضاء. «أنتم كنتم في قلبي دائما»، هكذا سيؤكد في حينه رئيس الحكومة في خطابه.

---------------------------------------------

 

"غرين ليفت" الأسترالية: واشنطن معزولة في دعمها لـ"إسرائيل"

 

 

بقلم: مالك ميا_باري شيبارد

 

الفلسطينيون في غزة اليوم في معظمهم من أحفاد الذين طردوا من منازلهم من قبل المستوطنين اليهود، المسلحين والمدعومين من القوى الإمبريالية الغربية بريطانيا بشكل رئيسي منذ ما قبل حرب عام 1948، حيث فروا إلى غزة من جميع أنحاء فلسطين، حين كان في ذلك الوقت تحت الإدارة المصرية. وكانت إسرائيل قد احتلت غزة من في الحرب العدوانية الإسرائيلية على مصر وسوريا والأردن في عام 1967، بدعم غربي بالطبع، لكن هذه المرة كانت الولايات المتحدة الداعم الأول.

 

الإبادة الجماعية والتطهير العرقي

 

لدى الأمم المتحدة تعريفٌ دقيق للإبادة الجماعية، يتجاوز الوفيات غير المقصودة للمدنيين في الحروب. ووفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة، يُمكن أن تحدث الإبادة الجماعية في أوقاتِ الحرب والسلم. ويصف التعريف الوارد في المادة الثانية من الاتفاقية المذكورة بأنّها جريمة ترتكب بقصد تدمير مجموعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية، كلياً أو جزئياً.

وجاء هذا التعريف بعد عملية تفاوضية عكست نتيجة متوسطة بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك الولايات المتحدة خلال صياغة الاتفاقية في العام 1948.

لا شك، أنّ حرب "إسرائيل" الحالية على غزّة والتي سوّت المدن بالأرض، ودمّرت المستشفيات والمنازل، وقتلت أكثر من 20,000، مع أكثر من 6000 مفقود، ويفترض أنهم ماتوا تحت الأنقاض، ومع تزايد هذه الأرقام كل يوم، تُشكل معاً إبادة جماعية منظمة.

ولا يمكن القبول باعتبار هذه الأعداد الكبيرة من الضحايا الأبرياء على أنّهم أضرار جانبية، وهم في حقيقة الأمر كانوا أهدافاً رئيسية. وهذا يُفسّر بفجاجة القصف الإسرائيلي الوحشي لمراكز الرعاية الصحية الكبيرة والصغيرة المترافق مع حصار يمنع الغذاء والماء والكهرباء وكل أنواع الإمدادات، ما يتسبب بنشر الأمراض لتصبح من مصادر الموت في قطاع غزّة، وهذا أيضاً جزءٌ من الإبادة الجماعية

في المستشفيات القليلة المتبقية، لا يوجد مواد تخدير لإجراء العمليات الجراحية من بينها بتر الأطراف. حتى أنّ تقارير "إسرائيل" عن عدد الشهداء في غزّة تثبت أنّ نسبة كبيرة منهم من النساء والأطفال والرضع.

وقد أدّت حملة الإرهاب الجماعي الإسرائيلية في غزّة حتى الآن، إلى تهجير 1.9 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة. كذلك خدعت حكومة "تل أبيب" سكان القطاع المدنيين حيث طلبت منهم التوجه إلى مواقع "آمنة"، ثم تقوم بقصف هذه الأماكن، مما يجبر الفلسطينيين على الفرار مرّةً أخرى.

بدأ النزوح الجماعي في شمال غزّة مع القصف والغزو البري، وانتقل بشكلٍ منهجي جنوباً، ما أجبر سكان غزّة على التجمعات المتزايدة بالقرب من الحدود مع مصر، وهي وسيلة مُتعمدة لإجبار سكّان غزّة على عبور الحدود إلى صحراء سيناء، وهذا يرقى إلى التطهير العرقي بلا ريب.

وبينما يُنكر المسؤولون الإسرائيليون ذلك الآن، تنكشف خطة الحكومة الإسرائيلية للقيام بالأمر علنية منذ بداية العدوان على غزّة، حين اعترف بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ذلك الوقت.

 

استخدام القنابل الأميركية على غزّة

 

لا تخفِ الولايات المتحدة دعمها المطلق لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد تحايل على الكونغرس في الشهر الفائت لإرسال قذائف مدفعية إضافية بقيمة 100 مليون دولار إلى "إسرائيل" لاستخدامها ضد الفلسطينيين.

كما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" بموقف وحيد ضد قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في 8 الشهر الجاري، الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزّة لأسبابٍ إنسانية. وتحفّظت بريطانيا عن التصويت، بمقابل موقف مؤيدي قرار مجلس الأمن الدولي الذين وصفوا ذلك اليوم بأنّه يومٌ فظيع وحذّروا من المزيد من تساقط الضحايا المدنيين في غزّة.

وفي محاولةٍ عبثية في اللحظة الأخيرة للضغط على إدارة بايدن للتخلي عن معارضتها لوقف إطلاق النار، كان وزراء خارجية مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وقطر والسعودية وتركيا في واشنطن. لكن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لم يلتقِ بهم إلا بعد تصويت مجلس الأمن.

وقدّمت الإمارات مشروع القرار، وقال نائب السفير الإماراتي محمد أبو شهاب قبل التصويت إنّ القرار حصل على ما يقرب من 100 من الرعاة المشاركين في أقل من 24 ساعة، وهو انعكاس للدعم العالمي للأبرياء الفلسطينيين، مضيفاً أنّ "ما هي الرسالة التي نوجهها للفلسطينيين إذا لم نتمكن من التوحد وراء دعوة لوقف القصف المتواصل على غزة؟ في الواقع، ما هي الرسالة التي نوجهها للمدنيين في جميع أنحاء العالم الذين قد يجدون أنفسهم في مواقف مماثلة؟".

ووصف نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي التصويت بأنه "أحد أحلك الأيام في تاريخ الشرق الأوسط" واتهم الولايات المتحدة بإصدار "حكم بالإعدام على الآلاف، إن لم يكن عشرات الآلاف من المدنيين في فلسطين وإسرائيل، بمن فيهم النساء والأطفال وسيحكم التاريخ على تصرفات واشنطن في مواجهة ما وصفه حمام دم إسرائيلي بحق الفلسطينيين لا يرحم".

ودعا المجلس إلى الاجتماع الطارئ للاستماع إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريش، الذي استند لأوّل مرّة إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تُمكّن الأمين العام من إثارة التهديدات التي يراها للسلم والأمن الدوليين. وحذّر من "كارثةٍ إنسانية" في غزّة وحثّ المجلس على المطالبة بوقف إطلاق النار.

وقال غوتيريش، إنّه أثار المادة 99، التي لم تستخدم في الأمم المتحدة منذ عام 1971، "لأنّ هناك مخاطر وتهديداتٍ كبيرة من الانهيار التام لنظام الدعم الإنساني في غزّة، وتعرّض السكان للمجاعة الفعلية، من أنّ هذا قد يؤدي إلى" انهيارٍ كامل للنظام العام وزيادة الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر"، مشيراً إلى أنّ "غزّة تقف عند نقطة الانهيار، وأنّ الناس اليائسين مُعرّضون لكلّ أنواع الموت".

 

استمروا في الضغط والاحتجاج

 

وأظهر تصويتُ مجلس الأمن العزلة الدبلوماسية المتزايدة للولايات المتحدة. وقد تمّ التأكيد على ذلك مُباشرةً بتأييد 153 دولة الدعوة لوقف إطلاق النار، ومعارضة 10 دول وامتناع 23 دولة عن التصويت.

وبالمقارنة مع تصويت الأمم المتحدة في 27 تشرين الأول/ أكتوبر المضي، الذي دعا إلى وقف إطلاق النار، ازداد الدعم للقرار المذكور خاصة بين حلفاء الولايات المتحدة، حيث صوتت 20 دولة من دول من حلف "الناتو" لصالح وقف إطلاق النار. وكانت أستراليا، إلى جانب كندا والدنمارك وألبانيا واليونان والهند، قد امتنعت عن التصويت في ذلك الوقت، لكنها صوتت لصالح القرار في 12 الشهر الفائت، وامتنعت أوكرانيا عن التصويت.

وكان قد أصدر رؤساء وزراء أستراليا وكندا ونيوزيلندا، بياناً مشتركاً حول تصويتهم بنعم لوقف إطلاق النار قالوا فيه، في الدفاع عن نفسها، يجب على "إسرائيل" احترام القانون الإنساني الدولي. ويجب حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. ونشعر بالقلق إزاء تقلص المساحة الآمنة المتاحة للمدنيين في غزّة. لا يمكن أن يكون ثمن هزيمة حركة حماس معاناة مُستمرة لجميع الفلسطينيين.

"إسرائيل" لا تلتفت إلى دعوة غالبية العالم إلى وقف إطلاق النار، لأنّها تعلم أنّ واشنطن ستدعم حربها الحالية على الشعب الفلسطيني، مهما كان صوت الاحتجاج العالمي كبيراً ومرتفعاً.

"إسرائيل" لن تردع، كتب كريس هيدغز، وهو صحافي الشؤون الخارجية في "كونسورتيوم نيوز"، الذي يكشف مخططات "إسرائيل" القديمة المتجددة لمحو ما تبقى من شمال غزّة وتدمير ما تبقى من جنوبها، لجعلها غير صالحة للسكن.

كل هذه الحقائق تفرض على كل أحرار العالم مُضاعفة الجهود في جميع أشكال العمل الجماهيري لدعم المطلب الفوري والعاجل بوقف إطلاق النار ودعم المقاومة الفلسطينية من أجل فلسطين حرّة. وفي الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لحرب الإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين، لدينا مسؤولية خاصة.

---------------------------------------------

 

"إسرائيل تدفع ثمن فمها الكبير".. أبرز عناوين الصحف الإسرائيلية

 

 

 

 

"معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي يعتبر أنّ الضفّة الغربية المحتلّة، جبهة حاسمة في الحرب، لكنّها "منسيّة تقريباً".

رصد موقع “TheCradleعربي” عناوين الصحف الإسرائيلية، مساء اليوم الجمعة، عقب دخول المعارك بين فصائل المقاومة الإسلامية والاحتلال شهرها الرابع، عدا عن الدخول الميداني للولايات المتّحدة الأميركية وبريطانية عبر قصف صعدة والحديدة وحجة وتعز والعاصمة صنعاء في اليمن، فجر اليوم.

وفي سياق تغطيته لاستمرار ضربات القوات المسلّحة اليمنية ضدّ أهداف في البحر الأحمر على ارتباط بالاحتلال، نشر "معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي، مقالاً كتبه إلداد شافيط وسيما شاين، ناقشا فيه آخر المستجدّات تحت عنوان "التوتّر بين المجموعات الموالية لإيران في العراق واليمن وبين الولايات المتحدة، هل هو على وشك الانفجار؟".

واعتبرا أنّ "الإدارة الأميركية تتعامل، خلال الأسابيع الماضية، مع تطوّرين تصعيديَين.. التحدّي الأكبر هو استمرار عمليات الحوثيين ضدّ حرية الملاحة الدولية في البحر الأحمر من جهة، وضربات المجموعات الداعمة لإيران ضد أهداف أميركية في العراق وسورية من جهة أخرى"، على حدّ تعبيرهم.

وأضافا أنّه "على الرغم من الضغوط التي تمارسها هذه الميليشيات على رئيس الحكومة العراقي لإنهاء الوجود الأميركي في الدولة، لكن حفاظاً على مصالح النظام في بغداد، يبدو أنّه سيحافظ على المساعدات التي تقدمها واشنطن في مجالات متعدّدة، ومن ضمنها تدريب قوات مكافحة الإرهاب".

كما أكّدا أنه "على الرغم من ارتداع الإدارة الأميركية عن التدهور، فإنّ تصميم الحوثيين والمجموعات المسلّحة في سورية والعراق على الاستمرار في عملياتهم، وفي المقابل، الضغوط المتصاعدة على الرئيس بايدن من الداخل من أجل الرد واستعادة قوة الردع الأميركية، أمور كلها يبدو أنّها تزيد في احتمال التدهور الواسع".

واعتبرت أنّ الضربة العسكرية التي قامت بها الولايات المتّحدة وواشنطن، ضد مواقع يمنية، فجر اليوم الجمعة، كانت مركّزة، وهدفها تمرير رسالة ومنع التصعيد.

وفي موضوعٍ مرتبط، اعتبر "معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي، في مقالٍ تحليلي من كتابة عوفر شيلح، أنّ الضفّة الغربية المحتلّة، جبهة حاسمة في الحرب، لكنّها "منسيّة تقريباً".

وأكّد أنّه، في التقارير اليومية بشأن الحرب في الجنوب والشمال، يبقى قطاع الضفّة الغربية "منسيّاً تقريباً"؛ إلّا أنّه منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، استشهد هناك أكثر من 200 فلسطيني في عمليات مستمرّة لجيش الاحتلال الإسرائيلي و"الشاباك".

واعتبر أنّ المكونات المتفجّرة التي يمكن أن تؤدّي إلى اندلاع مواجهة كبيرة في ازدياد، وهي: "تصاعُد الضغط الاقتصادي جرّاء منع دخول العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل؛ ضُعف السلطة الفلسطينية وصعود شعبية حماس؛ الاستفزازات التي يقوم بها اليهود المتطرفون، بتشجع واضح من عدد من وزراء الحكومة والائتلاف"، وفق ما ذكر التقرير.

في السياق، أضاف المعهد أنّ هذا الوضع لا يشكّل فقط جبهة ثالثة تستنزف مزيداً من الموارد والاهتمام من القوى الأمنية، بل تشكّل تهديداً جوهرياً لتأييد الولايات المتحدة وأوروبا لـ "إسرائيل"، ولـ "قدرنا على الدفاع عن أنفسنا في وجه الهجمة السياسية المتصاعدة".

وأضاف أنّ المشكلة هي ليست فقط في "صمت رئيس الحكومة عن الأحداث، بل أيضاً في صمت أولئك الذين من المفترض أن يكونوا أكثر رصانةً في المنظومة السياسية، الأمر الذي يحمل رسالة واضحة إلى المتطرفين بأن في إمكانهم الاستمرار في أفعالهم وتصعيدها".

ونختم جولتنا مع افتتاحية صحيفة “هآرتس” العبرية، التي كانت تحت عنوان "إسرائيل تدفع ثمن فمها الكبير"؛ وتناولت النقاش الذي دار، أمس الخميس، في محكمة العدل الدولية بشأن الشكوى المقدّمة من جنوب أفريقيا، والتي تطالب المحكمة بإقرار وجود نية إسرائيلية لارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزَّة.

وبحسب الإفتتاحية، فإنّ الطاقم القانوني الجنوب أفريقي استشهد بعدد لا يحصى من "الجواهر التي تفاخر بها مَن يُفترض بهم الحرص على المواطنين الإسرائيليين، وقيادتهم بمسؤولية خلال هذه الحرب الصعبة، عسكرياً، أو دبلوماسياً".

وأضاف أنّه قد جرى الاستشهاد بما كتبه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في رسالة موجهة إلى الجنود: "تذكروا ما فعله العماليق بكم"؛ وما قاله وزير الحرب، يوآف غالانت، عندما هدّد "سنقطع الكهرباء والمياه والطعام والوقود عن غزَّة.. سنوقف كل شيء، لأن إسرائيل تحارب حيوانات، أردتم جحيماً، وستحصلون عليه".

هذا عدا عن وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، الذي "تألّق" أيضاً عندما دعا إلى إغلاق حنفية المياه إلى غزَّة لأنّ "هذا ما يستحقه قتَلة الأطفال"، على حدّ تعبير الصحيفة؛ أمّا وزير التراث، عميحاي إلياهو، الذي اعتقد أن إلقاء قنبلة نووية على غزَّة أمر ممكن، فقد جرى ذكره أيضاً بسبب قوله "يجب إيجاد طرق للتسبب بمعاناة غزَّة".

واعتبر أنّه "عندما تكون هذه هي الحال في قيادة الدولة، فما يمكن القول عن الفيديوهات من الميدان، التي تصوّر جنوداً يرقصون ويغنون لنسحق نسل العماليق، أو يقولون بعون الله، حي الشجاعية في مدينة غزَّة، سيصبح الحي المرحوم الشجاعية، وهدمنا 30 بيتاً.. أمر رائع".

---------------------------------------------

تحليلات: الجيش الإسرائيلي لا يقترب من تحقيق أهداف الحرب بعد 100 يوم

- تحرير :

"دون تقدم في موضوع المخطوفين الإسرائيليين أو انعطاف إستراتيجي آخر، يعمل ضد مصلحة إسرائيل. وحماس أعادت تنظيم قواتها من جديد، على شكل خلايا. وبساطة ذلك في الجانب الضعيف تصب في صالحه"whatsapp

اعترف محللون عسكريون إسرائيليون اليوم، الجمعة، بأن الجيش الإسرائيلي لا يقترب من تحقيق أهداف الحرب التي يشنها على قطاع غزة، بمرور 100 يوم على بدئها. ويدعي الجيش أن تحقيق أهداف الحرب، القضاء على حركة حماس وإعادة الرهائن، يستغرق وقتا، ما يعنى أن نهاية الحرب بالنسبة له لا تظهر في الأفق حاليا.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، إلى أن "إسرائيل تنتظر تحولا إستراتيجيا لم يتحقق حتى الآن. ومن شأن تحرير المخطوفين والوصول إلى قادة حماس في خانيونس أن يحقق التحول المطلوب. ورغم أن الجيش الإسرائيلي يراكم إنجازات تكتيكية وعملياتية في الجبهتين الجنوبية والشمالية، لكنها لا تقود إلى إنجاز إستراتيجي، يمكن أن يشير إلى تقدم كبير في الطريق نحو تحقيق أهداف الحرب".

ووصف طول فترة الحرب بأنه "سلعة ثمينة جدا. فالفجوات مقابل الإدارة الأميركية آخذة بالتعمق، والانتقادات الدولية تشتد والتحديات الإعلامية الإسرائيلية باتت أكثر تعقيدا. وجزء من هذه الحرب هو المعركة على الوعي. كما أن استئناف إطلاق القذائف الصاروخية من شمال القطاع منذ أن سحب الجيش الإسرائيلي القوات من أحياء مدينة غزة هو جزء من هذه المفاهيم نفسها".

وأضاف ليف رام أنه "رغم تصعيد الضغط العسكري في خانيونس الآن واستهداف كتائب حماس، إلا أن الوقت الذي مرّ حتى الآن من دون أن يقود الضغط العسكري في هذه المرحلة إلى تقدم في موضوع المخطوفين الإسرائيليين أو لانعطاف إستراتيجي آخر، يعمل ضد مصلحة إسرائيل".

ورجح أن إسرائيل لن توافق على المقترح القطري الجديد لصفقة أسرى. "والقيادة السياسية – الأمنية عندنا نظرت حتى الآونة الأخيرة إلى مقترح تطرحه إسرائيل بشكل أحادي الجانب على الوسطاء، على أنه تعبير عن ضعف. وبعد 100 يوم على الحرب، وفيما لا تزال أيام طويلة أمامنا، يبدو أنه حان الوقت لإعادة دراسة هذا المفهوم وإظهار مبادرة، إلى جانب استمرار المجهود العسكري الميداني".

وأشار إلى أنه "كلما استمرت الحرب، يترسخ واقع جديد في إسرائيل وهو روتين الحرب. وروتين الحرب والاعتياد عليه يصعّب على الجيش الإسرائيلي أيضا في شرح إنجازاته في ميدان القتال. فالاهتمام بما يحدث داخل القطاع آخذ بالتراجع، وفي معظم الحالات يتزايد مجددا فقط بعد حدث صعب، مثل مقتل وإصابة عدد من الجنود". وبحسبه، فإن "الجيش الإسرائيلي يحاول مواجهة هذا التحدي بواسطة إدخال صحافيين إلى القطاع".

كذلك شدد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، على أنه بعد مرور 100 يوم تقريبا على الحرب، "واضح أن إسرائيل لا تزال بعيدة عن تحقيق الغايات المعلنة للحرب".

وأضاف أن "احتلال القسم الشمالي من القطاع، وتوسيع العملية العسكرية مؤخرا إلى وسطه وجنوبه، استهدف حماس وتسبب بمعاناة إنسانية متطرفة لسكان القطاع كله، لكن إسرائيل لا تقترب من انتصار حاسم، وفي الظروف الحاصلة ستواجه صعوبة في تحقيقه في المستقبل أيضا. ويصعب إخفاء هذا، أيضا لأن الجيش الإسرائيلي موجود في ذروة تقليص القوات في القطاع، الذي يعبر عن الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحرب، وهو أمر حاولت الحكومة إخفاءه عن الجمهور".

ووفقا لهرئيل، فإنه "بالرغم من أن حماس استعدت بتشكيلات ألوية وكتائب مناطقية، وأصبح طابعها في العقد الأخير أنها جيش، لكن بإمكان الحركة أن تعمل بشكل مختلف أيضا. وعندما حطم الجيش الإسرائيلي الكتائب في شمال القطاع، وقتل آلاف من عناصرها، أعاد الذراع العسكري تنظيم نفسه من جديد، على شكل خلايا عصابات منتشرة. والبساطة في ممارسة القوة في الجانب الضعيف خصوصا تصب في صالحه. ولم تتمكن الخلايا من لجم عمليات الفرق العسكرية الإسرائيلية، لكنها لا تزال موجودة في الميدان وتطل من فتحات الأنفاق كي تستهدف الجيش وتجبي ثمنا يوميا تقريبا".

ولفت هرئيل إلى جانب بالغ الأهمية، وهو أنفاق حماس "التي فاجأت إسرائيل بتطورها وتشعبها، وتمنح الحركة موردا ثمينا تحت الأرض، وبمثابة كاسر للتوازن في الحرب الحالية. ومعظم القيادة العليا لحماس تتواجد في الأنفاق، وهي تبدو محمية نسبيا في هذه الأثناء. كما أن معظم مسلحي الحركة، وعلى ما يبدو معظم المخطوفين الإسرائيليين أيضا، موجودون هناك".

---------------------------------------------

 

توتر بريطاني- إسرائيلي بشأن الحرب

 

 

 

 

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن توترا نشب بين بريطانيا وإسرائيل بعد بدء الشرطة البريطانية (سكوتلاند يارد) تحقيقا بجرائم حرب إسرائيلية على خلفية العدوان على قطاع غزة. وقالت الصحيفة إن شرطة العاصمة البريطانية فتحت تحقيقا في جرائم حرب ارتكبت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي اندلعت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وأسفرت عن استشهاد أكثر من 23 ألف فلسطيني، فيما يزيد عدد المصابين على 59 ألفا.

وبحسب الصحيفة، أصدرت شرطة لندن نداء إلى الشهود الذين يمرون عبر مطارات المملكة المتحدة للإبلاغ عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في غزة، مضيفة أن هذه القضية تسببت في توترات دبلوماسية بين إسرائيل وبريطانيا، مما دفع تل أبيب إلى الاحتجاج والتعبير عن استيائها من هذه الأمور. وعلقت الشرطة البريطانية لافتات باللغات الإنجليزية والعبرية والعربية في للطارات بالمملكة المتحدة مخصصة للمسافرين كتب فيها "إذا كنت في إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية وشاهدت أو كنت ضحية إرهاب أو جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية يمكنك إبلاغ الشرطة البريطانية بذلك"، وفق المصدر ذاته.

وكتبت أيضا "تدعم الشرطة في المملكة المتحدة عمل المحكمة الجنائية الدولية التي تحقق في جرائم الحرب في إسرائيل وفلسطين اعتبارا من يونيو/ حزيران 2014، ويمكن مشاركة أي أدلة يتم جمعها مع المحكمة الجنائية الدولية لدعم تحقيقاتها".

من جانبه، أدان رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون التحقيق الذي فتحته شرطة لندن، وقال لصحيفة ديلي تلغراف "أنا قلق بشأن التسييس المزعج لشرطة العاصمة، خاصة بعد رؤية ضباطها وهم يمزقون ملصقات لصور للختطفين الإسرائيليين بقطاع غزة".

وذكرت الصحيفة أيضا أن التحقيق يثير قلقا خطيرا بين اليهود البريطانيين ويهدد بإحداث خلاف سياسي مع إسرائيل. ووفق الصحيفة، قالت سكوتلاند يارد (للقر الرئيس الدائرة شرطة العاصمة) إن على الشرطة البريطانية أن تدعم المحكمة الجنائية الدولية، وإلى جانب حقيقة أن أعدادا أكبر من المواطنين البريطانيين قد عادوا إلى المملكة المتحدة منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس فإنها تتوقع أن يأتي عدد أكبر من الشهود المحتملين وضحايا جرائم الحرب من المنطقة.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن إسرائيل احتجت لدى السلطات البريطانية بشأن التحقيق.

من جهتها، أوضحت السفارة الإسرائيلية في لندن للسلطات البريطانية أنه لا يوجد أساس أو مبرر أو سلطة لإجراء تحقيق ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية.

---------------------------------------------

 

هآرتس 12/1/2024

 

 

القلق على حقوق الانسان ليس فرية

 

 

بقلم: فولكر توريك

 

ممثل منظمة الامم المتحدة لحقوق الانسان

عملية حماس في غزة 7 تشرين الاول خلقت صدمة شديدة ومتواصلة في اسرائيل حجم القتل والتقارير اختطاف 250 شخص، الذين بعضهم ما زالوا لدى حماس والجهاد الاسلامي، بينهم اطفال وكبار سن مرضى وجميعهم لا يسمح لهم بالالتقاء مع ممثلين دوليين، كل ذلك اعمال صادم.

في الاشهر الثلاثة التي مرت منذ ارتكاب هذه العملية، فقط ازدادت شدة الرعب الذي لحق بسكان قطاع غزة في للعركة التي تستخدمت فيها إسرائيل القوة الساحقة، والتي تشوبها انتهاكات خطيرة للقانون الدولي. 1 في المئة من بين الـ 2,2 مليون فلسطيني في غزة،قتلوا بما في ذلك آلاف الاطفال والمدنيين، حسب وزارة الصحة الفلسطينية لحماس ايضا 2,3 في المئة من سكان القطاع اصيبوا، كثيرون منهم اصابات دائمة. جميع السكان المدنيين في غزة يعانون من الصدمة. ابعاد هذه المعاناة هي مأساوية ولا تصدق.

85 في المئة من سكان القطاع اضطروا الى الهرب نتيجة استخدام الجيش الاسرائيلي لوسائل قتالية بدون تمييز وفي مناطق مأهولة باكتظاظ . تفجير البنى التحتية المدنية، التي هي محمية بشكل صريح في القانون الانساني الدولي والتي تستخدم كملجأ للكثير من المدنيين الهاربين، مثل المستشفيات والدارس والمساجد والقصف من البحر وبالدبابات واعتداءات القناصة اثناء مواجهات كثيرة شديدة بين القوات الاسرائيلية والمنظمات المسلحة الفلسطينية.

في نفس الوقت تستمر حماس والجهاد الاسلامي في اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وحسب التقارير لا توجد أي حماية للمدنيين في قطاع غزة والثمن لذلك الذي يتمثل في المعاناة غير المحتملة والصدمة سيزداد، كلما استمرت عملیات اسرائيل العسكرية.

المساعدات الانسانية التي يجب أن تتدفق الى غزة من كل جهة ممكنة، تأتي بالقطارة فقط عن طريق مصر. فقط يوجد معبر واحد من اسرائیل معبر كرم أبو سالم، المسموح له بالعمل، وهذا ايضا لا يكون دائما. نصف السكان في غزة يموتون بسبب الجوع، وتوجد لديهم كمية متوسطة من الماء هي لتر ونصف للفرد الواحد، أي عشر الحد الادنى للطلوب في حالة الطواريء. شبكة مياه الجاري لا تعمل والامراض تنتشر. الطواقم الطبية القليلة التي بقيت تضطر الى بتر اطراف الصابين بدون مخدر، ومن المرجح أنهم يضطرون إلى انتظار الموت في اعقاب التلوث بسبب عدم وجود الادوية طلبات متكررة من مكتبي من اجل السماح لنا بالتحقيق في وتوثيق احداث ۷ تشرين الاول في اسرائيل، والاحداث في اعقابها في غزة، لم تحصل على أي رد ولكن خلال هذه الازمة مكتبي يبذل كل جهوده من اجل تقديم تقرير دقيق وغير متحيز بخصوص التأثير على حقوق الانسان - بما في ذلك حقوق الانسان للاسرائيليين. للاسف الشديد، بعض اصحاب المناصب في اسرائيل يقومون بتشويه القلق بشأن حقوق الانسان بذريعة أنه افتراء - الصورة الاكثر سمية للاسامية.

اللاسامية هي خطر يجب ادانته بشدة، لكن ليس "لاسامية" الدعوة الى احترام القانون وادانة العنف المتزايد.

ليس فرية ادانة عدم تقديم للمحاكمة جنود اسرائيليين ومستوطنين مسلحين قاموا بقتل مئات المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الاول، واستمرار الحرب التي مجرياتها تثير مخاوف دولية كبيرة للمس الانساني والمس بحقوق الانسان.

يجب انهاء الاستغلال السياسي لآفة اللاسامية الحقيقية. مكتبي يدعو للمساواة. نحن سنواصل المطالبة بحقوق متساوية للفلسطينيين والاسرائيليين حتى يستطيعوا العيش بسلام، ومتحررين من التهديد المستمر الذي يتمثل في اندلاع اعمال العنف المتطرفة التي تغذيها عقلية الحصار والتمييز والتحريض على الكراهية.

التصميم على العنف الكثيف بهدف اخضاع الفلسطينيين على خلفية التمييز والاهانة المستمرة لن يؤدي الى السلام، سواء في اسرائيل أو في كل للمنطقة. أنا ايضا اخشى من أن يكون لذلك تأثير مدمر متزايد على المؤسسات الاسرائيلية والمجتمع الاسرائيلي. في حين أن هذه السياسة لا تبرر العنف ضد مواطني اسرائیل، فقد فشلت في الوفاء بالوعد الاساسي لكل دولة لمواطنيها: الحفاظ على سلامتهم وأمنهم.

الدفاع عن معايير حقوق الانسان الدولية وتطبيقها هو مصلحة حيوية في كل دولة فهي حراس العتبة للاستقلال والقبول الكامل في المؤسسات، وهي تساعد في الصحة واستدامة المجتمعات للمنفتحة والتي لا يوجد فيها عنف. إن التشهير بحقوق الانسان يشكل ضررا لشعب اسرائيل.

------------------انتهت النشرة----------------

أضف تعليق