29 نيسان 2024 الساعة 19:40

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاربعاء 27/12/2023 العدد 893

2023-12-28 عدد القراءات : 69
الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

 

القناة 12- 27/12/2023

 

 

قناعة إسرائيلية: لن يتم القضاء على حماس بمناورة برية

 

بقلم: نير دفوري

في اليوم الحادي والثمانين للحرب على غزة، باتت إسرائيل مقتنعة بأن الهدف المعلن للحرب الذي يكرره مسؤولوها بنیامین نتنياهو ويوآف غالانت وبيني غانتس وكذلك رئيس المعارضة، يائير لبيد بالقضاء على حركة "حماس" لن يتحقق من خلال المناورة البرية الوحشية التي دمرت قطاع غزة، وأن عليها إجراء "تغيير في إستراتيجيتها القتالية"، بحسب تقرير نشرته القناة 12 امس.

ووفقا للمحلل العسكري في القناة 12، نير دفوري، الذي يعتبر أحد أبرز أبواق الجيش الإسرائيلي، فإن "الفرضية من وراء تغيير الإستراتيجية هي أن هزم حماس لن يتحقق في المرحلة البرية (المتواصلة منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر الماضي) وإنما بحرب استنزاف طويلة، من شأنها أن تستغرق أشهرا وربما سنوات أيضا . لكن من أجل الوصول إلى واقع جديد في غزة، ثمة حاجة إلى معركة سياسية واقتصادية إلى جانب المعركة العسكرية".

وأضاف دفوري أن "المرحلة المقبلة يتوقع أن تكون جراحية (أي دقيقة) أكثر ويجري الاستعداد لها منذ مدة"، وتشمل إقامة حاجز بعمق كيلومتر داخل القطاع وبطول عشرات الكيلومترات، وتنتشر عنده قوات إسرائيلية بهدف منع اقتراب مقاتلين ومتظاهرين ومواطنين فلسطينيين من الحدود. ويشن الجيش الإسرائيلي من الحاجز اقتحامات واسعة تشمل فرقا وألوية عسكرية وبحسب الحاجة إلى داخل القطاع وغارات جوية وبحرية "بشكل موضعي". وخلال هذه المرحلة سيتم سحب قوات إسرائيلية كبيرة من القطاع، وستستند بالأساس إلى قوات نظامية، بينما قد يتم استدعاء جنود احتياط مجددا بعد تسريحهم.

ووفقا لدفوري، فإنه "في الجيش يدركون عمليا أنهم لن يتمكنوا من الوصول إلى جميع أنفاق حماس، لكنهم يعملون من أجل تدمير أنفاقها الإستراتيجية ، التي تتواجد فيها قيادة حماس العسكرية والتي تستخدم في القتال وتخزين الأسلحة".

واعتبر أن عمليات الجيش الإسرائيلي في جنوب القطاع مختلفة عن شماله بادعاء تواجد قيادة "حماس" في الجنوب، وكذلك معظم الأسرى الإسرائيليين وغالبية سكان القطاع الذين هُجروا من شماله ووسطه.

وأضاف دفوري أنه "بعد 80 يوما من القتال، فإن حماس تدرسنا وتلائم نفسها لحرب عصابات. وهى تلحق أضرارا لأنها تحت الأرض، والجيش مطالب بملاءمة نفسه لهذا التهديد الجديد - القديم. ويفضل في حالات معينة أن يقلص الجيش الإسرائيلي القوات على سطح الأرض كي لا تكون في المهداف وتتحول إلى أهداف" للقنص.

ويبدو أن القناعة في إسرائيل ببقاء "حماس" باتت راسخة. "سيتعين على إسرائيل الاهتمام بأنه حتى لو بقيت حماس فوق الأرض بقوات مقلصة ومن دون قيادة واضحة، فإنها لن تتمكن من تعزيز قوتها مجددا وترميم جيشها"، حسب دفوري.

وأشار إلى أن إسرائيل تخطط لإعادة بناء محور فيلادلفيا، بين القطاع، ومصر، من خلال بناء جدار تحت الأرض، وذلك في موازاة توسيع معبر رفح "وحسب - الخطة، سيكون معبر رفح أكبر بكثير وبحيث يكون بإمكان شاحنات كثيرة الدخول عبره. لكن سيكون فيه إشراف متعدد الجنسيات وأميركي وإسرائيلي لتفتيش ما سيدخل إلى القطاع. والهدف هو تحويل المعبر إلى رقمي، وتكون فيه أجهزة تفتيش من أجل لجم تعاظم قوة حماس في المستقبل".

--------------------------------------------

 

إسرائيل اليوم 27/12/2023

 

 

رسالة لطهران.. للصـبر الاسرائيلي حدود

 

بقلم: يواف ليمور

أهمية تصفية نشيط الحرس الثوري غازي موسوي تفوق أهمية الرجل نفسه. فهي تفيد بان إسرائيل، التي تعزى لها التصفية قررت الارتفاع درجة في صراعها ليس فقط ضد وكلاء إيران في جنوب لبنان بل وأيضا ضد إيران نفسها.

لقد كان موسوي قائدا في مستوى متوسط زائد في الحرس الثوري كان مشاركا في تهريب السلاح من ايران في انتاج السلاح في سوريا وفي تحويل الأموال الى حزب الله والميليشيات الشيعية العاملة تحت رعاية ايران في سوريا. رتبته (الموازية لعميد) ومنصبه عكسا أهميته وقوته اقل مما عكسا قربه من قائد قوة القدس - واساسا الأسطوري بينهم، قاسم سليماني الذي صفي في كانون الثانى 2020 في غارة أمريكية في بغداد.

لقد سبق أن نسبت لإسرائيل ضربة لعناصر إيرانية مختلفة في سوريا. وجرى الحديث أحيانا عن تصفيات مقصودة لاجل جباية ثمن من إيران على اعمالها في المنطقة، وكانت أحيانا نتيجة الهجوم على مخازن سلاح او منشآت كان فيها مواطنون أو نشطاء إيرانيون أيضا من التقارير التى وصلت أمس من دمشق يبدو ان هذه كانت تصفية مركزة ذات هدف مزدوج إصابة الرجل نفسه ونقل رسالة رادعة من طهران أيضا

 

مواجهات علنية

 

منذ هجوم 7 أكتوبر صعدت إيران جدا تدخلها في الساحة. فهي تساعد حماس بطرق مختلفة - بالمال أساسا ، لكن أيضا بلقاءات متواترة مع قيادة الخارج من المنظمة - وهي شريك فاعل في المعركة التي يخوضها حزب الله ضد إسرائيل في لبنان.

عمل وكلاء ايران أيضا في عدة حالات من سوريا، ومجموعات موازية وصلت من العراق كي تعزز النشاطات على الحدود السورية واللبنانية. ساحة عمل أخرى هي اليمن، حيث يعتمد الحوثيون على سلاح وتوجيه إيرانيين لاجل العمل ضد إسرائيل بنار المسيرات والصواريخ الجوالة ومحاولات المس بنفس إسرائيلية في جنوب البحر الأحمر.

حرصت إسرائيل في ردها على البقاء في مجال الغموض في اعمالها ضد إيران، كي لا تنجر معها الى معركة مباشرة هكذا في الهجمات التي نفذت أيضا في اثناء الحرب ضد بضعة اهداف ترتبط بتهريب وإنتاج السلاح في سوريا، وهكذا أيضا في هجمة السايبر التي عطلت الأسبوع الماضي معظم محطات الوقود في إيران. ونسبت هذه الهجمة لإسرائيل، وان كانت منظمة تدعى "الدوري المفترس" هي التي اخذت المسؤولية على عاتقها.

ومع ان إسرائيل امتنعت أمس أيضا عن اخذ المسؤولية الرسمية عن التصفية الا ان أحدا في المنطقة لا يشك من المسؤول عنها. هذا الموضوع أيضا يستوجب مراجعة حتى الان عملت إسرائيل في إطار المعركة بين الحروب في محاولة للبقاء دون حافة الحرب. في عصر تدور فيه حرب علنية في الشمال وفي الجنوب وإيران تستخدم الكثير من الادوات التي تحت تصرفها كي تتحدى إسرائيل، مطلوب المراجعة فيما اذا كان نضج الوقت لإزالة بعض الغموض لاجل تصعيد الردع.

 

مطلوب قرار

 

إسرائيل وإيران تتقاتلان فيما بينهما وبطرق مختلفة منذ نحو ثلاثة عقود. حتى السبت الأسود نزفت إيران أكثر من إسرائيل في كل ساحة ممكنة. جاءت هجمة حماس والصراع الإقليمى الذي نشأ فى اعقابها لتغير الصورة. إسرائيل هي التي تنزف اليوم بتشجيع ومساعدة علنيتين من إيران، بينما إيران نفسها تدفع ثمنا هامشيا على ارضها.

معقول ان تكون تصفية أمس تستهدف نقل رسالة لطهران تقول ان للصبر الإسرائيلي أيضا توجد حدود. ليس مؤكدا ان إيران ستلتقطها كما هي ببساطتها، وقد تشجعها فقط على ان تصعد نشاطها وتحاول جباية ثمن من اسرائيليين ويهود في ارجاء العالم. هذا جهد إيراني دائم يتم في عشرات الأماكن في ارجاء العالم، أحبط حتى الان بفضل الموساد وأجهزة امن مختلفة لكن من شأنه هو أيضا ان يكون له سقف زجاجي في مراعاة التصميم الإيراني. وعليه يبدو ان إسرائيل ستكون مطالبة قريبا بالنقاش الحقيقي : هل تضرب إيران علنا على ارضها. هذا قرار مركب له اثمان في كل جانب ممكن - أمنى، سياسي، اقتصادي واقليمي - لكن فيه أيضا إمكانية كامنة حقيقية لردع طهران او على الأقل لدفعها لان تنشغل أكثر في الدفاع واقل في الهجوم.

--------------------------------------------

هآرتس 27/12/2023

 

بالتجويع المتعمد.. دولة إسرائيل ترتكب جريمة حرب في غزة

 

 

بقلم: ميخال فيلدون

 

الحصار والحرب في غزة أدت قبل أي شيء آخر إلى انخفاض في توفير الكهرباء والوقود، الأمر الذي لم يسمح في التدفئة وإعداد الطعام أو نقل الطحين والمواد الأساسية للمخابز. و”الأونروا” أبلغت في نهاية تشرين الأول بأن خُمس المخابز في القطاع لا تعمل بسبب نقص الوقود والطحين، أو لأنها تعرضت للقصف بعد أسبوع، في بداية تشرين الثاني، نشرت الأمم المتحدة بأنه لا مخابز تعمل في غزة. منذ بداية الحرب، لم يدخل إلى القطاع إلا 2 في المئة فقط من المواد الغذائية التي كان يجب أن تدخل، بسبب تشديد الحصار على القطاع.

في 22 تشرين الأول، أعلنت الأمم المتحدة بأن سكان غزة بدأوا يشربون المياه الملوثة بسبب نقص المياه، وبعد شهر جاءت المساعدات الأولى من المياه إلى القطاع. في منتصف تشرين الثاني، شوهد عشرات آلاف الحالات الجديدة للإصابة المرضية بأمراض التنفس والإسهال، نصفها في أوساط الأطفال تحت سن الخامسة. كما هو معروف، خرجت معظم مستشفيات غزة عن العمل، وباتت الخدمات الطبية الأساسية تقدم في ظروف ميدانية ملوثة وبدون تقديم الأدوية والمعدات الطبية الكافية.

“الأزمة الإنسانية” مفهوم معقم لوصف الكارثة الإنسانية التي لا يمكن تصورها، التي تحدث هنا قربنا وتحت أنظارنا وبمعرفتنا. حتى لو احتاج الأمر سنوات حتى يتضح إذا كانت عمليات قصف الجيش الإسرائيلي في بداية الحرب أو لم تكن معقولة أثناء الحرب، فلا خلاف على أن الـ 1.8 مليون نازح في المخيمات في حالة جوع وبدون ماء صالح للشرب وفي ظروف صحية غير مناسبة وبدون علاج، ليسوا جزءاً من أهداف الحرب أو جزءاً من السلوك الإنساني المعقول. التجويع المتعمد للمواطنين أثناء الحرب جريمة حرب.

دولة إسرائيل هي المسؤولة المباشرة عن الكارثة الإنسانية في غزة. من هنا عليها السماح فوراً بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بما في ذلك الغذاء والمياه والدواء والمعدات الطبية والوقود.

--------------------------------------------

 

 

هآرتس 27/12/2023

 

المعيار الإسرائيلي لـ “الجيش الأكثر أخلاقية”: قتلنا أقل مما قتلت أمريكا

 

 

بقلم: تسفي برئيل

 

أخيراً تم العثور على المتهم الرئيسي بموت حوالي 20 ألف فلسطيني، 60 في المئة منهم من المدنيين­ وثلثهم من الأطفال، في هذه الحرب. “لو سمح المجتمع الدولي لإسرائيل بالرد بشكل مناسب على هجمات حماس في جولات سابقة لما تعرضت حياة الكثيرين، بالأساس حياة الفلسطينيين، لكل هذا”، قال آفي غيرفنكل (“هآرتس”، 26/12) بثقة علمية تقريباً. لقد تم إغلاق الطريق كما يبدو أمام غيرفنكل للوصول إلى خلايا الذاكرة التي محيت من الأرشيف العام. عملية “الجرف الصامد” بدأت في 8 تموز 2014. ورغم الضغوط الدولية، بما في ذلك طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 27 تموز بوقف إطلاق النار، فإنها استمرت حتى 26 آب. بعد خمس سنوات، وجد تفسير أفضل مما عرضه غيرفنكل. فقد أوضح نتنياهو بشكل صريح سبب حوية إبقاء حماس في الحكم. “من يريد إفشال إقامة الدولة الفلسطينية فعليه تأييد تقوية حماس وتحويل الأموال إليها… هذا جزء من الاستراتيجية، الفصل بين الفلسطينيين في غزة والفلسطينيين في يهودا والسامرة”، قال نتنياهو في جلسة مركز الليكود في آذار 2019.

إلى هنا فيما يتعلق بالذاكرة. وفي توجيه إصبع الاتهام للمجتمع الدولي، ثمة هدف لغيرفنكل يرمي لتحقيقه، لكنه مخطئ. “المنتقدون والواعظون المختلفون يجب أن تقول لهم أمرين: الأول، ساعدتم بما فيه الكفاية. والثاني، الجيش الإسرائيلي هو الأكثر أخلاقية في العالم وبفرق كبير”، قال غيرفنكل. وقد أرفق أقواله ببيانات تلائم بحثاً جدياً وعميقاً. وقال مثلاً: “الأمريكيون قتلوا في العراق عشرة أضعاف من المدنيين مقارنة مع الجنود، وليس ضعفاً ونصف ضعف فقط”. وبصفته المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي وليس منظمة حقوق إنسان أو مجلس طلاب في جامعة هارفارد، فقد نشر في 2012 اقتباساً لأقوال الكولونيل البريطاني ريتشارد كامب، الذي كان قائد القوات البريطانية في أفغانستان”، نشر. وحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن النسبة بين المدنيين والجنود الذين قتلوا في الحرب في أفغانستان هي 1 :3، أي 3 مدنيين مقابل كل جندي أفغاني. وكانت النسبة في العراق أعلى، 1: 4.

لكن رغم عرض البيانات المزيفة هذه، التي تبذل جهداً كبيراً لتثبت بأن الجيش الإسرائيلي هو الأكثر أخلاقية في العالم مقارنة مع الجيوش الأخرى، لا سيما الجيش الأمريكي، إلا أن غيرفنكل ألقى هذه البيانات في القمامة على الفور؛ فهي ليست ذات صلة. وقال إن المهم هو “التناسب الذي يتم قياسه بالنسبة بين الفائدة الأمنية المأمولة للهجوم، والضرر المتوقع لمدنيي العدو. الفائدة المأمولة في هجمات الجيش الإسرائيلي جاءت لمنع العدو من تحقيق نواياه المعلنة: تدمير إسرائيل”. ولكن هنا بالضبط تكمن الخدعة اللفظية في هذا الادعاء الكاذب، لأن السؤال ليس من أجل ماذا نحارب، بل كيف نحارب. كم هو عدد الأطفال والنساء المسموح قتلهم باسم هذا التناسب؟ كم من المسموح أن نُجوّع؟ أي عدد مسموح لنا منع مياه الشرب الصالحة أو الأدوية التي تنقذ الحياة؟ هل نحتاج إلى إبادة جميع سكان غزة لمنع تدمير إسرائيل؟

الفيلسوف مايكل فولتسار، الذي كتب أحد الكتب الأساسية في نظرية أخلاق الحرب، “الحروب العادلة وغير العادلة”، قال إن “المسلمة الموجودة في صلب نظرية الحرب العادلة تقول إن قوانين الحرب لا يمكن ألا تسمح بإدارة حرب عادلة”. ولكن لا أحد يختلف حول عدالة الحرب في غزة. النقاش هو: متى ستصبح غير عادلة، لأنها تعتبر كل مواطني العدو أشخاصاً يستحقون الموت.

هناك شيء صغير عن المقارنات: وسام الجيش الأكثر أخلاقية في العالم ليس شهادة، سواء على أخلاقه المطلقة أو على استخدامه لوسائل أقل عنفاً أو غياب الوحشية، وإن استخدام المقارنة هو ضعف أخلاقي خطير، لأنه يعطي إذناً أكبر من اللازم لاستخدام زائد للقوة التدميرية والقتل، شريطة ألا يتجاوز مع فعلته جيوشاً أخرى من أجل الاحتفاظ بالوسام.

--------------------------------------------

إسرائيل اليوم 27/12/2023

 

للسيطرة على رفح: أيهما ستختار إسرائيل.. الضرورة أم علاقاتها مع مصر؟

 

 

بقلم: يوآف ليمور

 

وسع­ الجيش الإسرائيلي أمس المعركة في الجنوب إلى مخيمات اللاجئين وسط القطاع أيضاً. هذه خطوة واجبة، وثمة حاجة لأسابيع طويلة وقوات كثيرة لاستكمالها.

في وسط القطاع أربع مخيمات لاجئين كبيرة: البريج، النصيرات، دير البلح، والمغازي. عملياً، يدور الحديث عن تواصل مديني مكتظ جداً وعنيف جداً تحظى فيه حماس بتأييد جارف. قائد اللواء في المنطقة، أيمن نوفل، جرت تصفيته في الشهر الأول من الحرب، رغم ذلك يواصل اللواء عمله.

إن الدخول إلى هذا المجال مهم لثلاثة أسباب: الأول، لا سبيل آخر لتحييد قدرة حماس العسكرية في القطاع دون تنفيذ ذلك جسدياً، في كل منطقة، ثم نزع قدرات الكتائب والسرايا. الثاني، لأن العمل في وسط القطاع سيخلق تواصلاً جغرافياً بين منطقة مدينة غزة ومنطقة خان يونس حيث ستكون السيطرة في يد إسرائيل. والثالث، وجوب أن تشعر حماس بأن لا منطقة في القطاع محصنة من الأعمال الإسرائيلية.

حسب وتيرة تقدم الجيش الإسرائيلي في الحرب حتى الآن، يمكن التقدير بأن الأعمال في مخيمات الوسط ستستمر أسابيع طويلة إلى أن تتضرر معاقل حماس. بعد ذلك ستتواصل الأعمال فيها، وإن بصيغة مختلفة من الاقتحامات والتصفيات وفقاً للحاجة والمعلومات الاستخبارية.

قال رئيس الأركان هرتسي هليفي أمس، إن الحرب ستستمر أشهراً طويلة، ويبدو أنه كان متواضعاً في تقديراته: فلأجل القضاء على حكم حماس وإلحاق الهزيمة بقدراتها العسكرية الأساسية ولتصفية بنيتها القيادية، فهذا يتطلب بضع سنوات، وبعدها ستواصل إسرائيل العمل في غزة بقوى وطرق متغيرة على أمل أن يقوم في وقت ما حكم آخر يصمم أفقاً مختلفاً حيال إسرائيل.

إن القرار بالعمل في وسط القطاع ليس الوحيد الذي اضطرت إسرائيل لاتخاذه. فثمة قراران آخران على الأقل على جدول الأعمال: الأول، هل ستتسع المعركة في خانيونس إلى مناطق أخرى من المدينة، بما في ذلك مخيم اللاجئين الذي يعتبر أحد المعاقل الأصلب لحماس في القطاع؟ والثاني، هل يجب العمل أيضاً في رفح، بما في ذلك إمكانية السيطرة على محور فيلادلفيا؟

إن معضلة خانيونس تستوجب قراراً إيجابياً. الجيش الإسرائيلي موجود هناك الآن على أي حال، وقيادة حماس أيضاً. من يدعي بأن الضغط العسكري وحده سيحركها، ينبغي أن يشدد هذا الضغط على الرقبة. يفترض بهذا أن يدفع قدماً بهدف الحرب الأول المتعلق بنزع قدرات حماس، وينبغي الأمل في أن يحقق هذا هدف الحرب الثاني أيضاً المتعلق بخلق ظروف أفضل لإعادة المخطوفين.

معضلة رفح معقدة أكثر. فالمدينة معقدة للأعمال (أساساً مخيم لاجئيها)، ويتجمع حولها نحو مليون لاجئ ليس لهم مكان يذهبون إليه وثمة تخوف من محاولتهم الهروب إلى سيناء ما قد يعرض العلاقات بين إسرائيل ومصر للخطر. بالمقابل، فإن السيطرة على المدينة ومحيطها حيوي لعدم ترك أماكن محصنة في غزة وللسيطرة على محور التهريب في فيلادلفيا.

خطوة كهذه تستوجب تنسيقاً وثيقاً مع مصر. توجد في هذه فضائل، أساساً لإمكانية الدفع قدماً في المفاوضات لتحرير المخطوفين، وكذا في حلول محتملة لليوم التالي للحرب. كما يوجد في هذا مشاكل، أساساً حيال مطلب مصري متوقع للسماح بموطئ قدم متجدد للسلطة الفلسطينية في غزة. على إسرائيل أن تستنفد هذا الحوار بالتوازي مع تقدم الأعمال العسكرية، ليس فقط لأن مصر هي الجار الثاني لغزة، إلى جانب إسرائيل، بل لأنها مثلنا أيضاً؛ معنية بالتخلص من حماس ويهمها إقامة حكم أقل تطرفاً وتهديداً في القطاع.

--------------------------------------------

هآرتس 27/12/2023

 

سموتريتش مهدداً: أموال خصصناها لتكثيف الاستيطان في الضفة الغربية

 

 

بقلم: سامي بيرتس

 

حكومة إسرائيل تواجه قرارات صعبة كثيرة، بدءاً بقضية استمرار إدارة المعركة في غزة ومروراً بطريقة إعادة المخطوفين وانتهاء بالتعامل الصحيح، سياسياً وعسكرياً، مع “حزب الله”، وقضايا اقتصادية تنبع من احتياجات أمنية كبيرة في زمن الحرب واحتياجات المجتمع. أسلوب السياسة الفاسد الذي تتبعه الحكومة في مسألة الميزانية يثير الشكوك بأن هذا ما يملي الخطوات الرئيسية في الشؤون الأمنية.

في الحقيقة، إدارة الحرب بيد مجلس الحرب، الذي يضم أعضاء المعسكر الرسمي، بني غانتس وغادي آيزنكوت. ولكنها حكومة لشؤون الحرب فقط، وليست واضحة مرحلة عمرها. تعمل إلى جانبها حكومة أخرى تتولى توزيع الموارد والوظائف، وفيها ميزان رعب يمكّن سموتريتش وبن غفير والأحزاب الحريدية من مضاعفة قوتهم، وتمكن نتنياهو من الحفاظ على حكمه. هذه الحكومة لن تبقى على قيد الحياة إلا ببقاء هذه الصفقة.

لكن كارثة 7 أكتوبر لا تسمح للصفقة بالبقاء؛ لأنها غيرت كامل الأجندة الأمنية والاقتصادية، وهي بحاجة إلى قرارات صعبة تضع حداً للاحتفال المالي الائتلافي والمناصب التي لا لزوم لها والوزارات الحكومية الزائدة والازدواجية في أربع وزارات حكومية مهمة، هي الدفاع والعدل والتعليم ووزارة الرفاه، مع وجود وزيرين لكل منها.

حسب التقرير الذي أعده قسم الميزانيات في وزارة الميزانية، فإن العجز في 2024 سيبلغ 111 مليار شيكل إذا لم يتم إجراء تعديلات لتقليص النفقات وزيادة المداخيل. الحديث يدور عن العجز الأعلى، أعلى 70 مليار شيكل، مما يسمح به القانون الحالي. من الواضح الآن أنه المطلوب هو إجراء تعديل على القانون يسمح بزيادة النفقات والعجز. هذا الأمر مطلوب إزاء احتياجات ضخمة للحرب وجدول الأعمال الأمني بعد الفشل الذريع في 7 أكتوبر.

ولتجنب تدهور سريع للاقتصاد والإضرار بتصنيف إسرائيل الائتماني وزيادة الدين العام، فالأمر يحتاج إلى خطوات مؤلمة من التقليصات أو رفع الضرائب. قسم الميزانيات عرض القيام بعدة خطوات، لكن رئيس الحكومة نتنياهو، ووزير المالية سموتريتش، يعارضان رفع الضرائب بشدة. سموتريتش زاد جهوده، وشن حزبه “الصهيونية الدينية” حملة ضد المسؤولين التابعين له في المالية: الموظفون طلبوا رفع الضرائب. هم مقطوعون. لن أسمح بذلك. سموتريتش يعارض رفع الضرائب، و”الدخول إلى حقل ألغام” يتمثل بوضع سلم أولويات، كما اعتبر ذلك في احتفال تمديد ولاية محافظ بنك إسرائيل. وما الذي تحتاجه الحكومة إذا لم يكن تحديد سلم الأولويات؟ هذه اللهجة هي الاسم السري لجملة “لا تلمسوا أموال حلفائنا”، أما “حقل الألغام” فهو الاسم السري للتهديد: إذا لمستموها فسآخذ منكم.

هذا تهديد فارغ وغير مسؤول. فكل إدارة مسؤولة لميزانية الدولة تحتاج إلى خطوات مؤلمة، ولا يمكن تجنيد أي قطاع أو أي مواطن لدفع هذا الثمن ما دام سموتريتش وأصدقاؤه في ائتلاف اليمين غير مستعدين للتنازل عن أي شيء. الشرط الرئيسي لتحقيق التعاون هو تقديم نموذج شخصي والاستعداد لأن تدفع أنت نفسك الثمن. وما دام سموتريتش غير مستعد لدفع أي شيكل ويستمر في ضخ الأموال الائتلافية لصالح مشروع الاستيطان والأحزاب الحريدية، فليست هناك احتمالية في تجاوز الاقتصاد ميزانية 2024 بشكل جيد. يرى نتنياهو وسموتريتش في الخزينة العامة المفتاح للحفاظ على الحكومة حتى لو انسحب المعسكر الرسمي، لكن النتيجة ستكون تدهوراً سريعاً للاقتصاد والاعتماد المبالغ فيه لنتنياهو على شركائه المتطرفين، الأمر الذي سيجر الدولة إلى سنوات من المراوحة في المكان من ناحية أمنية واقتصادية. هذا يزيد الحاجة للانتقال إلى المرحلة القادمة للحرب، وهي إجراء انتخابات جديدة للكنيست.

--------------------------------------------

هآرتس 27/12/2023

 

إسرائيل في معركة الظلال.. “العصفورة المفترسة” و”آندرا”: سنفتح أبواب جهنم على طهران

 

 

بقلم: عومر بن يعقوب

 

هجوم السايبر الذي شل ثلثي محطات الوقود في إيران في الأسبوع الماضي كان هو التصعيد الأهم منذ 7 أكتوبر في حرب الظلال بين إسرائيل وإيران. كانت هذه هي المرة الثانية في غضون سنتين التي تهاجم فيها مجموعة قراصنة معروفة باسم “الطائر المفترس”، المتماهية مع إسرائيل، منظومة الطاقة في إيران. هذه المجموعة واحدة من عدة مجموعات للقراصنة الدوليين الذين يهاجمون أهدافاً إيرانية، بما في ذلك البنى التحتية والمنشآت الاستراتيجية. حسب مصادر أجنبية، هم يعملون على تحقيق ما يسمى مصالح إسرائيلية.

منذ اندلاع الحرب في غزة، ينتظر خبراء سايبر في العالم الرد الإسرائيلي، ليس فقط في ميدان المعركة في القطاع، بل أيضاً في ميدان المعركة الرقمية. ربما حدث هذا في 18 كانون الأول. فشل محطات الوقود في إيران جاء كـ “رد على اعتداء الدولة الإسلامية ووكلائها في المنطقة”، قال القراصنة في بيان نشر في قناتهم في “تلغرام” باللغة الفارسية، عندما تطرقوا إلى وكلاء إيران في المنطقة مثل حماس و”حزب الله” والحوثيين في اليمن. الساعات الأولى من هجوم حماس رافقها هجوم رقمي صغير شمل هجمات لمنع خدمة “دي.دي.أو.اس” في محاولة لإسقاط المواقع الإخبارية. بعد ذلك، جاءت هجمات أدقّ، مثل تزوير تطبيق “صفارة إنذار”، الذي سبب ذعراً في أوساط الإسرائيليين الذين طبقوه وحصلوا على إنذارات غير صحيحة حول سقوط صواريخ. وسجل ارتفاعاً في هجمات اقتصادية صغيرة من قبل مجرمي سايبر روس.

لكن هذه لا تعتبر تهديداً أمنياً حقيقياً، وفق تقرير لـ “تشيك بوينت” الذي فحص تهديد السايبر على إسرائيل منذ اندلاع الحرب. رغم وجود عشرات المجموعات الهجومية التي تؤيد الفلسطينيين، منها مجموعات نسبت لحماس، فليس لها حضور رقمي يشكل تهديداً حقيقياً. وحسب المنشورات، فإن الحرب الحقيقية هي بين إسرائيل وإيران – لكل طرف قراصنة يعملون من أجله.

الحدث الأكثر شهرة في تاريخ حرب السايبر بين الدول هو إدخال دودة “ستاكس نيت” إلى أجهزة الطرد المركزي التي تعمل على تخصيب اليورانيوم في إيران في العام 2010، في عملية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ومنذ ذلك الحين، تهاجم مجموعات قراصنة من جانبي المتراس، لبعضها قدرات هجومية على مستوى الدول، تضر وتهين وتحاول التشويش.

في السنوات الثلاث الأخيرة، تم تسجيل ضربات متبادلة كثيرة، أبرزها هجوم السايبر الذي شل ميناء رئيسياً في إيران في 2020. وحسب “واشنطن بوست”، كان هذا رداً على محاولة إيران اختراق شبكات المياه الإسرائيلية؛ واختراق الكاميرات في السجون سيئة السمعة في طهران في 2021؛ وشل مصانع الفولاذ الرئيسية ومحطات الوقود في الأعوام 2021 – 2023.

في المقابل، اخترق الإيرانيون البريد الإلكتروني لشخصيات إسرائيلية رفيعة، واهتموا بتسريب صور لرئيس الموساد في هاتف قديم لزوجته، واخترقوا كاميرات الحماية في جهاز أمني رئيسي، واخترقوا شركة التأمين “شربيت”، في إطار سلسلة هجمات اقتصادية ضد شركات إسرائيلية من بينها التي تعمل مع الجهات الحكومية، وأسقطوا عدداً من المواقع الحكومية. منذ أكتوبر، تم تنفيذ عدة محاولات هجوم حقيقية أيضاً ضد المستشفيات في إسرائيل، حسب منظومة السايبر الإسرائيلية.

من الصعب، وحتى من غير الممكن، عزو هجمات سايبر لدول معينة. المجموعات التي تقود الهجمات ضد إيران وضد إسرائيل مجموعات مجهولة، وإذا كان يتم تشغيلها من قبلهما فهما لا تتركان أي خاتم للدولة، الأمر الذي يعطيهما هامش غموض.

رغم أن الطرف المهاجم يميل إلى التبجح ويسرب موضوع الهجوم لإحراج الطرف الآخر، فمن المرجح أن هجمات السايبر لا يسمع عنها الجمهور أبداً. ربما لأنها لم تنجح، وإذا نجحت فربما لم يعرف الطرف الذي هوجم عن الهجوم، وإذا عرف فلن يرغب بالضرورة في نشر تعرضه للمهاجمة. ربما لا يريد الطرف الذي يهاجم نشر أفعاله كي لا يكشف معلومات زائدة للطرف المهاجم أو لئلا يجر الرد من قبله. ونسب هجوم لمجموعة قراصنة يستند إلى تقنية الاختراق والأدوات وطبيعة الأهداف المهاجَمة. لكل مجموعة من “المؤيدة لإسرائيل” خصائص وقدرات مختلفة، بدءاً بإسقاط مواقع ومروراً بشل البنى التحتية وانتهاء بعملية تأثير وحرب نفسية.

 

العصفورة المفترسة

 

“العصفورة المفترسة” إحدى المجموعات الهجومية التي تشكل تهديداً جدياً لإيران، من الدرجة الأعلى للقراصنة “المؤيدين لإسرائيل”، وهي تختص في عمليات الحرب النفسية ومهاجمة البنى التحتية. على الفور، بعد هجوم 7 أكتوبر، عادت قناة “تلغرام” التابعة لهم للعمل بشكل مفاجئ. مصدر في مجموعة القراصنة قال لـ “رويترز” إنهم مستعدون للهجوم وإن “يدهم على الزر… إذا كان هناك أي نشاط معاد لدولتنا من قبل أي وكيل لإيران”. ووعدت المجموعة بـ “رد مدمر عن طريق الجو والبر والبحر أو السايبر”.

رغم أن المجموعة تنشط رسمياً منذ العام 2021 فإن الباحثين يعتقدون أنهم لاحظوا أساليبها وأدواتها في العملية التي حدثت في 2019. وثمة مجموعة تتخذ اسم “آندرا” هاجمت في حينه أهدافاً إيرانية في سوريا، منها شركات “تعاونت” مع حرس الثورة الإيراني، وخدمات الدفع والساحة التجارية التي “ساعدت في تمويل العمليات الإرهابية”.

في تموز 2021 تحمل القراصنة المسؤولية عن هجوم السايبر ضد شبكة القطارات في إيران، الذي شوش المواعيد وشل شراء التذاكر. بعد ذلك، انتقلوا إلى مهاجمة البنى التحتية وتسببوا بأضرار جدية. في أكتوبر 2021 هاجمت المجموعة للمرة الأولى محطات وقود في إيران، وفي 2022 هاجمت المصانع الثلاثة الكبيرة للفولاذ في الدولة وشلت أحدها. تم تسريب أفلام عن الأضرار في مصانع الفولاذ ونشرت في “تويتر” و”تلغرام” وأحرجت النظام، كما فعلت ذلك الصور عن محطات الوقود التي تم شلها، التي نشرها المواطنون خائبو الأمل في إيران قبل أسبوع بشكل كبير. “عندما نبدأ تفتح أبواب جهنم”، وعد القراصنة.

“عدالة علي”

مجموعة “عدالة علي” تختص بالحرب النفسية والتأثير على طريقة “اختراق وتسريب”. وقد اشتهرت في 2020 عندما اخترقت الكاميرات في عدد من السجون في إيران، مثل سجن آفين في طهران، حيث يعتقل السجناء السياسيون والمعارضون للنظام. وسربت توثيقاً لظروف السجن الفظيعة والتنكيل بالسجناء.

هؤلاء القراصنة يحاولون إثارة الاحتجاج السياسي في إيران منهجياً؛ ففي أيار 2022 سربت المجموعة وثائق داخلية للنظام تثبت أنه أمر حرس الثورة بالاستعداد قمع عنيف ضد المواطنين. في أيلول، اندلع احتجاج نسوي كبير بعد اعتقال فتاة إيرانية، مهسا أميني، على يد شرطة الآداب بسبب رفضها ارتداء الحجاب، حيث تم إخفاؤها وتوفيت في السجن. إحدى المتظاهرات البارزات، وهي نيكا شكارامي، تم اعتقالها وإخفاؤها، وبعد عشرة أيام تم إبلاغ عائلتها بوفاتها. مجموعة “عدالة علي” سربت وثائق أخرى تثبت اغتصابها في السجن. في هذه السنة، نشرت وثائق داخلية تثبت بأن متظاهرين إيرانيين قتلوا على يد السلطات بعد اعتقالهم.

 

“انتفاضة نحو الثورة”

 

مجموعة هجوم أخرى هي “مجاهدي خلق”، وهي جسم لمعارضي النظام والإيرانيين الذين تم نفيهم ويعملون على إسقاط حكم آية الله، والتي اعتبرها الغرب منظمة إرهابية سابقاً. وفي العام 2022 قادت مجموعة “انتفاضة نحو الثورة” هجوم سايبر واسعاً نجحت في إطاره في السيطرة على البث في عدة قنوات في التلفزيون الإيراني الرسمي وقناتي راديو. وعرضت رسائل ثورية من قبل المنفيين ودعوات لموت الزعيم الأعلى علي خامنئي. وكشف فحص أجرته “تشيك بوينت” أنه في إطار هذا الاختراق تم التسبب بأضرار كبيرة للمنظومات الإيرانية.

بعد ذلك، اخترقت هذه المجموعة وخربت مواقع حكومية وسربت معلومات من وزارة الثقافة ووزارة الزراعة وشركة اتصالات كبيرة في إيران. واخترق القراصنة أيضاً منظومة كاميرات بلدية طهران وشوشوا موقع البلدية.

إيران لم تصمت؛ فقد اخترقت بعدة هجمات سايبر منظمة المنفيين وألبانيا، التي وجدت فيها المجموعة ملجأ لها. وعقب هذه الحادثة قطعت ألبانيا علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.

---------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 27/12/2023

 

هكذا سقط كل من نتنياهو وغالانت أسيرين بين “أمل” التوقع و”ورطة” الواقع

 

 

بقلم: ناحوم برنياع

 

تخوض إسرائيل منذ أشهر حرباً عادلة فرضتها عليها منظمة إرهاب إجرامية. لكن وإن كانت عادلة حدوثها في ظل مراعاة لقيود القوة ومصلحة الدولة للمدى البعيد. فقد قال وزير الدفاع يوآف غالانت أمس، إن إسرائيل تتعرض للاعتداء في سبع جبهات وترد في ستة، ليس أقل. وقصد غزة، ولبنان، وسوريا، والضفة، واليمن وإيران. هذه ليست وفرة يُتبرّك بها، بل تستوجب التفكير جيداً بسلم أولويات وتوزيع القوات والمقدرات. فهل تنجح حكومتنا في هذه المهمة؟ ليس مؤكداً.

في جلسة أول أمس، رفض نتنياهو طرح البحث في خطة تغيير طبيعة قتال الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. كان آيزنكوت قد اقترح هذا البحث؛ فأجله نتنياهو لموعد يرفض تحديده. في الأسبوع الماضي، منع غالانت عن جهة عسكرية أن تطرح الخطة للبحث في محفل يترأسه. بقدر ما أفهم، ثمة إجماع عام أو شبه عام في هذه اللحظة، على وجوب الانتقال إلى المرحلة التالية. على الرغم من ذلك، يؤخر نتنياهو وغالانت ذلك، كل لأسبابه

 

حان الوقت للبحث.. حان الوقت للقرار

 

يفترض أن تقلص المرحلة الثالثة حجم قوات الجيش الإسرائيلي في القطاع، والأسباب واضحة: قرابة خمس فرق تعمل هناك اليوم. قسم من القوات ضرورية في الشمال في حالة تدهور الوضع هناك إلى حرب. وقسم آخر، رجال احتياط، بحاجة للعودة إلى بيوتهم وعملهم.

السبب الأساسي والحاسم، التغيير اللازم في القتال في غزة. تجري هناك عملية كان يمكن توقعها مسبقاً. المنفعة العسكرية في تطهير كل فوهة نفق، وكل نفق، وكل بيت مشبوه هي منفعة آخذة في التقلص وثمن الإصابات في صفوف قواتنا يرتفع. في الجيش الإسرائيلي من يقدر بأننا أبدنا 20 في المئة من قوة حماس العسكرية حتى اليوم. وثمة تقديرات أعلى، لكن لا تتحدث أي منها عن إبادة عامة. قيادتها العسكرية نجت في معظمها ومحمية على ما يبدو من خلال وجود المخطوفين. فقدت المنظمة معظم معاقل الحكم، لكنها لم تفقد الحكم على معظم الغزيين. استمرار القتال يتطلب أساليب أخرى، مدى آخر، توقعات أخرى.

النتيجة هي ما كانت تسمى في حروب سابقة “مراوحة” وفي الحرب الحالية “عالقة”. الحرب قاسية وتوقع مصابين، لكن ليس فيها بشائر كبرى. حتى لو توفي السنوار، أو الضيف أو عيسى، ثلاثة زعماء منظمة الإرهاب أو اعتقلوا، فلن يتغير الوضع الأساسي.

المشكلة في الفجوة بين التوقعات والواقع. بشكل طبيعي، الانتقال من المرحلة الثانية إلى الثالثة يستدعي إجمالاً أولياً، ومقايسة بين الأهداف التي عرضت والأهداف التي تحققت. نتنياهو وغالانت يجتازان صعوبة في الوصول إلى هذه اللحظة؛ فقد خلقا توقعات لدى الجمهور والمقاتلين على حد سواء للحسم والإبادة والتصفية والنصر الذي سيمحون به تقصيرهم في 7 أكتوبر بضربة واحدة. وهما يواصلان ذلك الآن أيضاً كل بأسلوبه. التوقعات ليست واقعية؛ وكذا الإعلانات؛ فهي تنضم إلى الأخطاء التي سبقت هجمة حماس.

لقد ابتلع الخطاب الاستراتيجية؛ وابتلعت الشعبوية الجوهر. هذا وضع مأساوي.

إن التلبث في القرارات في سياق غزة إشكالي من ناحية أخرى: فهو يسلب الانتباه عن الجبهات الخمس الأخرى التي تتعرض فيها إسرائيل للهجوم. لعبة الشطرنج المركبة التي تديرها إسرائيل مع إيران، من لبنان حتى البحر الأحمر والمحيط الهندي، ومن غزة في الغرب وحتى طهران شرقاً، ومن اليمن حتى دمشق، كلها تتحول بالتدريج إلى لعبة نرد، سيكون للحظ فيها أو لانعدام الحظ وزن حاسم.

المرحلة الثالثة تنفذ في النهاية: سينتقل الجيش الإسرائيلي في القطاع إلى البتر والصيانة. ولن تكون هذه جنة عدن، لا في أمن المقاتلين حيال ما يتبقى من حماس، ولا في التصدي للوضع الإنساني. حياة المخطوفين وحريتهم غير مضمونتين ما يبدو. وعندها ستأتي المرحلة التي يخافها نتنياهو أكثر من كل شيء: البحث في السيطرة على القطاع. كل حل سينطوي على دور لجهات فلسطينية. كل دور للفلسطينيين سيسقط حلفه مع بن غفير وسموتريتش.

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس 27/12/2023

 

رئيس وزراء ووزيرة وعضوا كنيست: تلقينا رداً إيجابياً من دول لـ “استيعاب” فلسطينيي غزة

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

وجد النائب داني دانون حلاً لمشكلة غزة؛ ففي مقابلة مع صوت “كان ب” كشف النقاب عن تلقيه “توجهات من دول في أمريكا اللاتينية وإفريقيا مستعدة لاستيعاب لاجئين من قطاع غزة”. إن الذي شغل منصب سفير إسرائيل في الأمم المتحدة في 2015 – 2020 يرى في الفكرة حلاً إنسانياً: “ينبغي التسهيل على سكان القطاع الخروج إلى دول أخرى. هذه هجرة طوعية للفلسطينيين ممن يريدون المغادرة”. لا يفكر دانون فقط في مصلحة الغزيين الذي يزعم أنهم يريدون؛ إنما قلقه منصب أيضاً على المتبقين في الخلف، لأن هذا “يسهل على الغزيين أيضاً ممن يتبقون هناك وكذا على جهود إعمار القطاع”. فبدون ذرة معرفة ذاتية، ضرب دانون مثل سوريا – من بين كل الدول – كسابقة تثبت تفاهة حله. “هذا يحصل في كل حرب. انظروا ما يحصل في سوريا؛ مليون ونصف انتقلوا إلى الأردن، ثلاثة ملايين انتقلوا إلى تركيا وبضعة ملايين آخرين انتقلوا إلى أوروبا”. وكانت العقبى في أقواله المزايدة الأخلاقية على العرب: “أعتقد أن على الدول العربية واجب المساعدة للفلسطينيين. فليتفضلوا ويساعدوا بدلاً من إلقاء الخطب الملتهبة”.

ممكن لدانون أن يشدد على موضوع “الرغبة” قدر ما يشاء، وما يقترحه هو ترحيل بكل معنى الكلمة. فأن ينسب للغزيين الذين يفكرون بالفرار نجاة بحياتهم إلى خارج غزة في الوقت الذي تقصف فيه بلا انقطاع، مع عدد بلغ أكثر من عشرين ألف قتيل ومحو أحياء كاملة وتعيش أزمة إنسانية، بلا ماء وغذاء ودواء، وبلا بنى تحتية، مع الأمراض، فهي مغادرة “طوعية” ومحاولة ساخرة. الرغبة الوحيدة التي تلعب هنا دوراً هي رغبة دانون وشركائه الأيديولوجيين ممن يرغبون في ترحيل الغزيين من غزة ويعودوا إلى “غوش قطيف”، أو شيء ما من هذا القبيل.

دانون يدفع منذ زمن بعيد بفكرة الترحيل “الطوعي” إلى الخطاب الدولي. وهو ليس وحيداً. فقبل بضعة أسابيع، نشر مع النائب رام بن باراك من “يوجد مستقبل” مقالاً في الموضوع في “وول ستريت جورنال” ليدعي بأن فكرة الترحيل نالت تأييداً في المعارضة أيضاً. كما أن وزيرة الاستخبارات غيلا جمليئيل نشرت في الشهر الماضي مقالاً في الموضوع في “جيروزاليم بوست” واضطرت السفارة الإسرائيلية في واشنطن بنشر إيضاح بأنه لا يمثل سياسة الحكومة. المقلق أكثر أن رئيس الوزراء أيضاً ينشغل بالموضوع. فأول أمس في جلسة كتلة الليكود، في رد على ما قاله دانون عن الحاجة لإقامة فريق يعالج الأمر، أجاب نتنياهو: “مشكلتنا هي الدول المستعدة لاستيعاب، ونعمل على هذا”.

تطرف نتنياهو يتواصل؛ فبعد أن شرعن الكهانية وشق طريق بن غفير إلى طاولة الحكومة، ها هو يسمح الآن بالانشغال في الترحيل. لكن لا يهم بأي تغليف هدايا دبلوماسية يستخدم نتنياهو كلاً من دانون ورفاقهما، إنما محظور على هذه الفكرة الشوهاء وغير الأخلاقية أن تصبح إمكانية شرعية.

---------------------------------------------

 

معاريف 27/12/2023

 

 

تحرير المحتجزين يسبق إبادة حماس

 

 

بقلم: المحامي اوريئيل لين

 

على حكومة إسرائيل أن تعلن منذ هذا الأسبوع بانها مستعدة لوقف النار في الحرب في غزة مقابل تحرير المحتجزين كلهم. لن يكون جوابا فوريا. هذا واضح. وإلى أن يكون، لا بد أن تدور معارك أخرى غير بسيطة في القطاع. لكن مثل هذا الإعلان، منذ الآن، سيعطي أساسا لانهاء أسرع لتحرير المحتجزين الذين ما يزالون في أسر حماس. كما أن إعلانا كهذا سيؤكد على نحو أفضل أهداف الحرب لإسرائيل في نظرة إنسانية أكثر وسيكون ممكنا تجنيد مزيد من وسائل الإعلام ومزيد من الفهم الدولي.

اضافة اعلان

بالطبع، ستكون لهذا اضرار واضحة. فزخم الحرب سيكبح وهدف إبادة حماس سيتوقف. حماس يمكنها حتى ان تعلن عن النصر. لكن توجد سلسلة اعتبارات ثقيلة الوزن تبرر بعد أن نأخذ بالحسبان كل الاعتبارات الأخرى، الخروج بهذا الإعلان. فقد بدأت الأمطار وبانتظارنا اضرار إنسانية غير مسبوقة في القطاع. العالم لا يمكنه أن يحتوي هذا ولا نحن أيضا. وسائل الإعلام ضدنا ستشتد في العالم كله. في البث التلفزيوني نحن سنكون المذنبين. وحتى دعم الدول الداعمة سيضعف. كل يوم يسقط أفضل أبنائنا. هذه نخبة المجتمع الإسرائيلي. الأهالي يصبحون ثكلى والأطفال يصبحون يتامى. لا يمكن لهذا ان يستمر بلا حدود، كل يوم، على مدى اشهر. لدينا ساحة صراع في الشمال ونحن نريد ان نمنع ساحة صراع إضافية في الضفة.

وفضلا عن كل هذا، فإن هدفي الحرب المركزيين – إبادة حماس وإعادة محتجزين – لا ينسجمان معا في هذه النقطة الزمنية. علينا أن نمنح أولوية لتحرير المخطوفين. فقد تركتهم دولة إسرائيل هم وحياتهم لمصيرهم. هم وعائلاتهم دفعوا الثمن الباهظ. ليسوا هم من يتعين عليهم ان يدفعوا ثمنا إضافيا. واجب الدولة لتحرير المحتجزين اليوم يفوق كل اعتبار آخر.

هذا لا يعني اننا نوقف الحرب في ظروف الهزيمة. فقد قمنا باحتلال مناطق واسعة في القطاع. ويمكن أن نرسم خط الجبهة البديل. يمكن أن نرسم الحدود الإقليمية المتقلصة لحماس، وسنضطر في المستقبل لان نبلور وسيلة قتال لا تكلفنا الثمن الدموي الباهظ الذي ندفعه اليوم.

------------------انتهت النشرة---------------

أضف تعليق