29 نيسان 2024 الساعة 20:07

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاثنين 4/12/2023 العدد 873

2023-12-05 عدد القراءات : 85
 الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

                                                       

 

معاريف 4/12/2023

 

التحديات التالية للجيش الاسرائيلي

بقلم: تل ليف رام

تفجر المفاوضات في الدوحة والذي وجد تعبيره في البيان الصادر عن ديوان رئيس الوزراء بانه بتعليمات من نتنياهو أمر رئيس الموساد دادي برنياع أعضاء طاقمه بالعودة فورا الى إسرائيل، يؤشر الى الاتجاه المتوقع في الأسبوع القادم على الأقل من تعاظم القتال البري في قطاع غزة واتساعه الى منطقة خانيونس أيضا.

في قيادة الساحة السياسية يقولون انه لن يكون وضع تدار فيه مفاوضات حتى الوصول الى صيغة لتحرير المخطوفين دون أن تكون تحت النار.

في إسرائيل وان كانوا يعتقدون بان العودة الى ممارسة الضغط العسكري كفيلة بان تساعد في تحرير مزيد من المخطوفين، لكن صحيح حتى الان لا يبدو الوصول الى صيغة جديدة لتحرير مخطوفين في الأفق، ومعركة الحرب النفسية - التي في احتمال عال ستخوضها حماس في الأيام القادمة مع استخدام المخطوفين الذين بحوزتها لاجل التأثير. على الراي العام الإسرائيلي - ستكون وحشية وبشعة على نحو خاص.

وقع التفجير في صيغة صفقة الأطفال والنساء حين كان لا يزال هناك 17 طفلا وامرأة ضمن تصنيف الصيغة الأولى فى جهاز الامن ادعوا بان حماس كانت قادرة على الأقل على اجراء دفعة كاملة أخرى من عشرة مخطوفين فى اطار هذا التصنيف. لكن هذه الصفقة تفجرت حتى قبل ان ينجح الوسطاء في قطر في ان يتوصلوا الى صيغة تسمح بالدرجة التالية والتي هي أيضا كانت كفيلة بان تتواصل لبضعة أيام أخرى.

في منتصف الأسبوع الماضي كان لا يزال تفاؤل في جانبنا وبموجبه كان يمكن الانتقال في بداية هذا الأسبوع الى تنفيذ صيغة صفقة أخرى لرجال مسنين ومجموعات أخرى من المدنيين توجد في الاسر - لكن إسرائيل وحماس لم تنجحا في تجاوز مصاعب انهاء الصيغة الأولى.

الان أيضا، بعد ان استؤنف القتال الذي من المتوقع ان يتسع اكثر اليوم، ورغم التفجر في المفاوضات في الجيش الإسرائيلي يأخذون بالحسبان انه يمكن الوصول الى صيغة لتحرير مزيد من المخطوفين حتى في ظل القتال. لكن الان المدافع هي التي تتحدث، ومرة أخرى يمكن أن يمر وقت طويل الى أن تكون صفقة لتحرير مخطوفين على جدول الاعمال.

موقف جهاز الامن يعتقد ان الضغط العسكري فقط هو الذي سيقرر تحرير مزيد من المخطوفين مهما يكن من أمر فان صفقة واحدة كبرى لا توجد الآن على جدول الاعمال.

ان القرار في إسرائيل لوقف المعركة في شمال القطاع حتى قبل ان يكمل الجيش ما يجب عمله في الأيام القريبة القادمة كان قرارا معقدا وبخاصة في ضوء حقيقة انه لم يكن واضحا الى أي مدى تبدي حماس استعدادا للايفاء بشروط الصفقة.

حتى قبل عشرة أيام كان سيناريو عودة 84 إسرائيليا الى الديار، من نساء وأطفال أساسا، و 24 مدنيا اجنبيا من الظلام في غزة - يبدو شبه خيالي.

يخيل أن كابينت الحرب اتخذ قرارا اثبت نفسه، وذكرنا بان الصراع مع حماس سيكون طويلا وفي كل مرة ستكون فرصة لتحقيق صيغة مصداقة لتحرير مخطوفين ستكون هذه في رأس سلم الأولويات، حتى عندما يكون واضحا بانها تجعل القدرة على تحقيق النصر على حماس وهزيمتها اكثر تعقيدا.

بالتوازي يزداد الضغط من جانب الأمريكيين الذين يطالبون بان نواصل القتال بضعة أسابيع أخرى وليس اكثر من ذلك.

إضافة الى ذلك، فان الموقف الواضح لجهاز الامن في ان استمرار الضغط العسكري هو الذي سيؤدي الى تحرير مزيد من المخطوفين بسرعة أكبر حين يكون واضحا، من شهادات بعض المخطوفين الذين عادوا الى إسرائيل بانه في بعض الحالات عرضت العملية العسكرية حياتهم للخطر - معضلة ستواصل مرافقة كبار رجالات الجيش في الأيام القريبة القادمة أيضا.

ان الجداول الزمنية الضيقة لا تغير التقديرات بانه من أجل هزيمة حماس وتفكيك قدراتها العسكرية تماما، يحتاج الجيش الإسرائيلي الى اشهر طويلة أخرى بينما فضلا عن انهاء المهام في شمال القطاع، فان، خانیونس مخيمات اللاجئين في وسط القطاع وبالطبع مدينة رفح هي التحديات التالية التي لا تزال بانتظار الجيش الإسرائيلي.

المعركة على خانيونس، التي من المتوقع أن تقع في الأيام القريبة القادمة الى جانب استمرار القتال في شمال القطاع - كفيلة هي فقط ان تتواصل لاسابيع طويلة أخرى، بحيث أنه يحتمل أن تجد إسرائيل نفسها بوضع يكون فيه استمرار المعركة في قطاع غزة، ظاهرا، ليس ضمن تعريف الحرب بل سيجري في نموذج مشابه لحملة السور الواقي باستثناء أن يكون بمزايا غزية اكثر اشد واخطر.

في شمال القطاع المعركة على حي الشجاعية والمعارك الضروس التي لا تزال متوقعة في جباليا ومدينة غزة القديمة كفيلة بان تكون مثابة الرمز، والرواية التي ستسعى حماس لان تخطها في القتال ضد قوات الجيش في هذه الحرب.

حتى هذه المرحلة توجد أمثلة قليلة نسبيا لقتال قوات الجيش الإسرائيلي ضد قوات كبيرة من حماس في الشجاعة كفيلة بان تقع أيضا معارك بمزايا أخرى وبقوى اشد.

ان العملية في خانيونس تضع امام الجيش الإسرائيلي تحديات معقدة وذلك بعد ان نفذ في اثناء الحرب تحريك للسكان غير مسبوق في نطاقه أدى الى أن يكون اكثر من مليون من سكان شمال القطاع انتقلوا الى جنوب القطاع جنوبي وادي غزة ومنطقة المواسي - ما يسمح للجيش بان يستغل فضائل القوة التي لديه على حماس، التي تثبت قدراتها العسكرية على استخدام السكان المدنيين كعنصر مركزي في مفهوم الدفاع لديها.

في جنوب القطاع سيعمل الجيش في نموذج آخر لتحريك السكان لا يوجد له مثيل تاريخي مشابه في العالم حين قسم قطاع غزة الى مئات المناطق والمربعات ومواطنوه يتلقون تعليمات الى اين يتعين عليهم أن يتوجهوا ومن اين من خلال خرائط رقمية تصل الى الهاتف النقال بعد استطلاع الرمز الذي يظهر على المناشير التي تلقى من الجو.

ان تحديث اخلاء السكان في الضواحي الشرقية لخانيونس، وفي خربة خزاعة وعبسان الصغيرة والكبيرة وبن سهيلا هي اكثر من تلميح بالمعارك المتوقعة في هذه المناطق في الأيام القادمة.

ان القتال على خانيونس في محيط سيتبقى فيه اغلب الظن الكثير من المدنيين مما في الحرب على مدينة غزة هو مثابة تحد كبير للجيش - حين ستحاول حماس جر إسرائيل الى افخاخ المس الجماعي بالمدنيين، إذ انها واعية جدا للضغط الدولي المتزايد على إسرائيل، وبخاصة من الجانب الأمريكي.

كلما مر الوقت كانت أيضا الفجوات بالنسبة لادارة المعركة وللتوقعات بان إسرائيل ستطرح خطة مرتبة كيف ترى اليوم التالي للحرب في قطاع غزة، وكذا حيال السلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة.

---------------------------------------------

 

هآرتس 4/12/2023  

البطل أعدم

بقلم: أسرة التحرير

يوفال دورون کاستلمن مواطن شجاع هرع الى ساحة العملية في القدس يوم الخميس الماضي وحيد المنفذين قتل بالرصاص على ايدي جنود وصلوا الى المكان. في ساحة الحدث يمكن ان تقع أخطاء. يمكن ان تكون "نار طائشة"، ويمكن أن تكون نار" صديقة ". لكن ليس أيا من هذا يشبه ما وقع هناك: كاستلمن القى بمسدسه، رفع يديه، فتح سترته كي يثبت انه لا يحمل عبوة، استجدى حياته ومع ذلك اطلقت النار عليه، فيما كان واضحا انه لا يحدق منه أي خطر.

ان موت كاستلمن المأساوي يعود الى أن من اطلق النار عليه كان مقتنعا بانه .عربي. لكن السبب الحقيقي لمقتله هو فكرة ان المنفذ هو "ابن موت" و "محظور عليه ان يخرج حيا من العملية". هذه فكرة يروج لها سياسيون على مدى السنين، حتى قبل قضية ايليئور ازاريا، وبقوة اكبر بعدها. هذه الفكرة يروج لها في حملة مكثفة يشارك فيها رجال اعلام ومتصدرو رأي في اليمين أيضا. واحيانا يسمع حتى نقد جماهيري على جنود أو شرطة يطلقون النار على "مخربين" في ساحة الحدث لكنهم لا "يؤكدون القتل". في حالات عديدة حين يقتل المخرب أحد لا يحقق اذا كان اطلاق النار الفتاك عليه كان ضروريا حقا، ومطلق النار يتلقى اسنادا علنيا ويعتبر بطلا.

ان ربط هذه الحملة بسياسة توزيع السلاح بالجملة التي يتبعها وزير الامن القومي ايتمار بن غفير يؤدي بإسرائيل الى وضع من الفوضى والغرب المتوحش.

صحيح أنه في حالة النار المعينة في القدس ارتكب الخطأ جنود، لكن لا شك ان مواصلة توزيع السلاح على المدنيين ستؤدي الى أخطاء أخرى في المستقبل. مدنيون يتدخلون في احداث أمنية من شأنهم أن يشتبه بهم كمخربين وان "يصفوا" هم أيضا.

وعليه، فان التحقيق الجنائي الذي يتم ان يتم في موضوع المشاركين في الحدث نفسه (الذي حاولت الشرطة التملص منه بالادعاء المثير للحفيظة بانه كان "نار صديقة") هو فقط الخطوة الأولى لاستخلاص الدروس من الحدث. الدرس الأول يجب أن الوقف التام لحملة وسياسة المخرب "لن يخرج حيا من العملية"، لا بالقول ولا باللغمز. يجب العودة الى فرض حكم القانون وأنظمة فتح النار التي تحظر النار على من لم يعد يشكل خطرا.

منذ الازل وهذه القواعد لم تكن فقط "أخلاقية" او "قانونية" - بل كانت تستهدف ان تمنع بالضبط مثل هذه الحالات. فلا يصفى شخص غير خطير حتى لو كان مطلق النار "مقتنعا" بانه مخرب جنود، شرطة ومواطنون مسلحون ليسوا جسما معاقبا ومنفذا للاعدامات. النار في ساحة الحدث هي فقط وسيلة لمنع الخطر ولا تستهدف هدف العقاب. لم تكن هذه الا مسألة وقت الى ان تقع مأساة كتلك التى وقعت لكاستلمن المذنب فيها ليس فقط من اطلق النار بل كل من شجعه على ذلك.

--------------------------------------------

 

هآرتس 4/12/2023

 

الفلسطينيون يعيشون مرة أخرى في الاوهام

بقلم: ديمتري شومسكي

الشعار المستفز "من البحر حتى النهر فلسطين ستكون حرة"، الذي يجمع في هذه الاثناء المتظاهرون الذين يؤيدون الفلسطينيين في العالم، ليس شعار جديد في الحركة الوطنية الفلسطينية بالضبط مثل الصورة المعاكسة تماما - شعار "ارض اسرائيل الكاملة"، ليس شعار غريب على الصهيونية. مع ذلك، لا شك أنه في اعقاب 7 اكتوبر فان هذا الشعار احتل مكانا رئيسيا في حركة الاحتجاج الدولية المناهضة لاسرائيل. يبدو أن التفسير بسيط: الرد الوحشي لاسرائيل على المذبحة يثير الغضب في اوساط كثيرين في العالم، من هنا جاءت الانعطافة الراديكالية في الخطاب المؤيد للفلسطينيين. ولكن الحقيقة هي ارتفاع شعبية الشعار الذي يعني محو اسرائيل من الخارطة، لا يرتبط برد اسرائيل على المذبحة بل يرتبط بالمذبحة نفسها بالتالي، النجاح غير المسبوق للهجوم من حماس زرع في قلوب بعض الفلسطينيين ومؤيديهم أملا حقيقيا بأن نهاية المشروع الصهيوني قريبة.

لقد تم التحدث كثيرا عن العمى الاخلاقي والفكري للذين في فلسطين أو في "اليسار التقدمي" العالمي، الذين يعتبرون اعضاء الجسد الاسلامي الوطني، المتعطشون للدماء، نموذج لمحاربي الحرية ولكن من الجدير التحدث ايضا عن العمى السياسي - التاريخي الصارخ لهم العفو: من يعتبرون الآن 7 اكتوبر كلحظة تأسيسية لنضال التحرر الفلسطيني يثقون بأن الهجوم الدموي لحماس قد حدد بداية النهاية لدولة اسرائيل. صحيح: الروجر ووتريين والكثير من الفلسطينيين بين النهر والبحر وفي ارجاء العالم على قناعة بأن اسرائيل ليست سوى مشروع كولنيالي، وأنه في نهاية المطاف فان الكولنياليين الذين هم لمجرد تعريفهم هم مستوطنون اجانب حتى لو ولدوا فى المستوطنات، لا يعملون على تطوير علاقة عميقة، وطنية عرقية، مع البلد الاجنبي. أو كما قالت حنين الزعبي في مقابلة (اقوال مدوية على جهلها الساذج): "الاسرائيليون لا يعرفون ما هو حب الوطن" ("هآرتس"، 4/1/2013).

حسب المنطق الغريب فان بعض الضربات المؤلمة مثل 7 اكتوبر تكفي لأن يهرب "بعض المستوطنين" من "المستعمرة الصهيونية" الى "وطنهم الأم"، والبعض الآخر يجعلهم يوافقون على تصفية الاستعمار على صيغة جنوب افريقيا - اقامة "الدولة الواحدة" التي تسمى باسم حيادي من ناحية عرقية - دينية "فلسطين"، وسيعيش الفلسطينيون الذين ينتمون لديانات كل من محمد وعيسى وموسى، برخاء جنبا الى جنب.

هل يجب شرح لماذا هذا السيناريو لا اساس له من الصحة؟ ازاء مركزيته في الوعي المؤيد للفلسطينيين يبدو أن الجواب هو نعم. لا شك أن الاساس الكولونيالي قد لعب دورا رئيسيا في اطار المشروع الصهيوني، لكن من الناحية الفكرية كان له دور هامشي مقابل الاساس الايديولوجي- العرقي- القومي.

خلافا للمستوطنين الاوروبيين في امريكا الشمالية والجنوبية وفي استراليا وفي جنوب افريقيا، الذين بالنسبة لهم بلاد الاستيطان تعتبر بالاساس ارض المستقبل، بدون عبء الماضي، فان المستوطنين اليهود الصهاينة اعتبروا انفسهم قبل أي شيء آخر كمن عادوا الى ارض الماضي الاثني- القومي لهم.

في حين أن ارض المستقبل التي هي لديها عبء الماضي بالحد الادنى فانه يمكن التخيل بسهولة أن لها روح جماعية مفتوحة لتجمع متنوع من المجموعات القومية، الاثنية والدينية، حيث أن مستقبل ارض الماضي لا يمكن تخيله فقط إلا من خلال منظور القومية العرقية المنغلقة. لذلك، لا توجد أي احتمالية لأن يدعم اليهود الاسرائيليون انهاء الاستعمار بحسب النموذج في جنوب افريقيا أو استراليا، الذي يشمل محو الذاكرة القومية العرقية والدينية - السياسية اليهودية.

من المعروف أنه لا يمكننا التوقع من الفلسطينيين التسليم بالصيغة المهيمنة لروح الماضي اليهودية، التي تتجاهل بشكل فظ أنهم سكان البلاد الاصليين وحقوقهم القومية بين البحر والنهر. بالعكس، يجب على اليهود الاسرائيليين تبني تفسير مساواتي لهذه الروح والاعتراف بأنه في ارض اسرائيل (فلسطين) دائما كان هناك شعبان يستحقان الحقوق الوطنية. ولكن بالضبط مثلما على الاسرائيليين أن يعرفوا أنه حتى بعد عدد لا يحصى من "السيوف الحديدية" بأن الفلسطينيين لن يذهبوا من هنا الى أى مكان ولن يتنازلوا عن طموحاتهم المحقة فى الحرية القومية هكذا ايضا يجب على الفلسطينيين الاعتراف بأن الاسرائيليين هنا كي يبقوا، وهم يصممون بشدة على حق الشعب اليهودي في تقرير المصير السياسي في دولة اسرائيل. بعد يوم ابادة الشعب التي نفذت ضد الاسرائيليين في 7 اكتوبر باسم الشعب الفلسطيني فقد اضيف للكوارث الوطنية التي تملأ التاريخ الفلسطيني الانهيار الاخلاقي بحجم كبير، الذي فقط يؤكد على ضعف الجهاز الوطني الفلسطيني. لذلك فان الطرف الضعيف لا يوجد لديه أي ترف ليكون مقطوع عن الواقع، حيث أن الضعيف الغارق فى الاوهام سيجلب كارثة لنفسه، مشكوك أن يتعافى منها. لذلك، نحن نأمل بأن في هذا الوقت الصعب على الطرف الفلسطيني تكون هناك شخصيات لها مكانة تتخلى بشكل واضح وصريح عن الشعار الانتحاري "من النهر الى البحر - فلسطين ستكون حرة". وأن تدعم النموذج الوحيد النزيه والمحتمل، لانهاء الاستعمار في اسرائيل - فلسطين – نموذج الدولتين لشعبين. في نهاية المطاف يوجد لروجر ووترز وغريتا ثونبرغ دولة اخرى، لكن الفلسطينيين ( والاسرائيليين) لا توجد لهم دولة أخرى.

--------------------------------------------

هآرتس 4/12/2023

 

“كالسردين ولأول مرة أطلب الطحين”.. غزيون: أكثر الأماكن أمناً أقربها من القصف.. أو تحته

 

 

بقلم: عميره هاس

 

عمليات القصف المتواصلة منذ الجمعة، وإعلانات الجيش الإسرائيلي من خلال المنشورات التي تسقط من الجو، والرسائل المسجلة التي تتدفق في قنوات الراديو، وتغريدات المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، التي لا تلتقط إلا في دقائق قليلة لا تكاد تتوفر فيها شبكة إنترنت في مناطق معينة… كل ذلك واصل أمس حث سكان القطاع على الانتقال نحو الجنوب، أقصى الجنوب قرب الحدود مع مصر، وإلى الغرب قليلاً نحو منطقة الشاطئ في خانيونس، رغم أن السفن الحربية، حسب السكان، قصفت خانيونس أيضاً من البحر.

قناة “الجزيرة” تنشر على شاشتها صور الدمار. في جباليا، هذا هو القصف الثاني خلال يومين في مخيم اللاجئين والشيخ رضوان وفي جباليا ومدينة حمد الجديدة شمال خانيونس وشرقها، وفي المدينة نفسها. من الصعب متابعة كل التقارير عن جميع المناطق التي تم قصفها. ففي الوقت الذي تكتب فيه هذه السطور قد يكون هناك قصف في مكان آخر، ستنتج منه صور جديدة: حفر كبيرة وحولها أشخاص لا يصدقون ما يرون، سحب من الغبار يخرج من بينها طفل وهو يصرخ، مبان بلون سكني طويت وانهارت على رؤوس سكانها، وجموع من الرجال يحاولون إنقاذ أحد من بين كتل وقضبان الحديد، مصابون مبعثرون على شارع صلاح الدين بعد إصابتهم بنيران الدبابات، بعد ذلك المستشفيات – المصابون الذين ينزفون والقتلى المستلقون على الأرض والحمالات التي عليها أجسام صغيرة والأسرة التي عليها أطفال بترت بعض أعضائهم وهم يبكون وفي حالة صدمة.

معطيات عدد القتلى التي تنشرها وزارة الصحة في غزة، التي هي تحت مسؤولية حماس، تستمر في الارتفاع. إسرائيليون لا يصدقون ذلك، لكنهم لا يشاهدون البث الحي لقناة “الجزيرة” وغيرها. المتابعة الملاصقة لهذه التقارير تخلق وهم القرب والمشاركة وتزيد الشعور بالشلل المطلق إزاء القتل. الوصف اللفظي بديل بائس.

يتم النشر هنا وهناك عن معارك بين مسلحي حماس وجنود الجيش الإسرائيلي. أما تفاخر حماس بإصابة دبابة إسرائيلية أو بصواريخ أطلقت نحو تل أبيب الكبرى، لا صلة لها بالحفر الموجود في الأحياء السكنية التي قتل سكانها، وبالأحياء التي تم قطع واجهاتها مثل كعكة زفاف تم قطعها طولاً.

الجمعة الماضي، كتبت لي صديقة اسمها نورا، وقالت إن الجيش الإسرائيلي أمرهم بالانتقال إلى الجنوب. غادرت وزوجها بيت حانون إلى مخيم جباليا للاجئين. أخذت المعارك والقصف في الاقتراب، ولذلك بقوا في المخيم. زوجها فضل الانتظار ليوم آخر، وبعد ذلك قال إنه يجب المغادرة نحو الغرب أو الجنوب على طريق الشاطئ. السبت، ندما وقررا البقاء؛ فقد سمعا أن أشخاصاً وهم في مسار النزوح تم إطلاق النار عليهم، وسمعا عن مناطق تم قصفها.

بعد قصف جباليا السبت، كتبت لي بأن القصف كان قريباً جداً. الآن “هم يلقون علينا قنابل الدخان كي نغادر. ولكن لا أحد ينوي المغادرة”. لا أحد يجبرهم على البقاء، لكن يتبين أن ما ينتظرهم في الطريق نحو الجنوب يخيفهم أكثر من البقاء في ملجأ داخل المخيم الذي يتم قصفه. وقد أرسلت لي صورة لها وهي تركب عربة يجرها حمار عندما ذهبت للبحث عن الطعام، وصورة أخرى لأحفادها وابنها البكر في برلين. وكتبت أيضاً بأن ابنتها انتقلت إلى دير البلح وأنها “الآن نادمة”، بسبب الاكتظاظ الكبير في المدرسة التي تحولت إلى ملجأ، وبسبب الإهانة التي تشعر بها جراء العيش مع بضعة آلاف بدون مراحيض وكهرباء ومياه وتقريباً بدون طعام. بعد قصف جباليا، الأحد، لم أسمع شيئاً من نورا أو حتى من ابنتها. أعتقد بأن سبب ذلك عدم توفر إنترنت.

في ظهيرة الأحد، صديقة أبلغت صديقاً مشتركاً بأنها وأبناء عائلتها سيتركون خانيونس إلى الجنوب. وقد كانت تدير في المدينة مركزاً نسوياً، الذي أصبح منذ بداية الحرب مأوى لحوالي 600 نازح. حصلوا على 50 وجبة كل يوم من المساعدات التي يجب أن توزع على الجميع. ما الذي سيحدث لهؤلاء ال- 600؟ هل سينزحون مرة أخرى إلى رفح؟ مساحة رفح 63 كم مربع. قبل الحرب كان يعيش فيها 280 ألف نسمة. الاكتظاظ المتوسط فيها من الأدنى في القطاع، 4.18 نسمة لكل كيلومتر مربع، حسب معطيات الأمم المتحدة. وحتى الجمعة، كان عدد النازحين في رفح حوالي المليون شخص. وربما يشملون أيضاً سكان رفح الذين هربوا من الشرق أو الذين تضررت بيوتهم في عمليات قصف بيوت قريبة.

“من نزحوا من غزة إلى خانيونس يواصلون النزوح إلى رفح، ولا مكان لاستيعابهم الآن”، قال ماهر الذي هو نفسه نزح مرتين؛ مرة من غزة إلى بيت عائلته ومرة أخرى عند قصف البيت القريب من بيته حيث انتقل إلى بيت شقيقه في حي آخر. “نحن محظوظون”. وقد قال إنهم يعيشون في شقة وليس في منشأة عامة للجوء. كم هو عدد الأشخاص المحتجزين ويتجمعون الآن في رفح؟ كم عدد الأشخاص الذين يعتقد الجيش الإسرائيلي بأنه قادر على حشرهم في رفح؟ مليون و100 ألف شخص؟ مليون و300 ألف شخص؟ إذا كان الرقم مليوناً فإن متوسط الاكتظاظ 15.87 نسمة لكل كيلومتر. وإذا كان مليوناً و300 ألف فهو 20.63 نسمة لكل كيلومتر. “سردين”، كتب شخص لصديقته القديمة التي تعيش في تل أبيب. سردين بدون مياه وبدون طعام.

“للمرة الأولى في حياتي سجلت كي أحصل على الطحين، وقد خجلت من ذلك”، قال ماهر. وقد سجل أيضاً كنازح في مركز توزيع الأونروا من أجل الحصول على رزمة غداء. يحصل المسجلون على رزمة تضم علبتي تونا وعلبتي بازلاء، مرتين في الأسبوع. في الوقت الذي كنا نتحدث فيه كنا نسمع أصوات الانفجارات وقذائف المدافع من الشرق، نسمع صليات غريبة لإطلاق النار. تبين أن الشرطة الفلسطينية (نعم، التابعة لحماس) حاضرة في مراكز توزيع الغذاء؛ لأن الناس يتشاجرون على الوجبات التي لا تكفي للجميع. هي تحاول فرض النظام وتعاقب التجار الذين يرفعون الأسعار وتغلق محلاتهم ليوم أو يومين.

أمس، قصفت إسرائيل منزلاً يبعد 500 متر عن بيت ماهر. ثلاثة من أبناء هذا البيت قتلوا. لم يتذكر ماهر أن يحدثني بالأمر إلا بعد أن سألته عن ذلك. أن تسكن على بعد 300 أو حتى 100 متر عن البيت الذي تم قصفه أصبح هذا مكاناً آمناً. “كلنا نخاف، وصوتي الهادئ لا يعني بأنني لست خائفاً”.

--------------------------------------------

 

 

هآرتس 4/12/2023

 

ما دور أنقرة لو تحولت حماس إلى.. “حركة من أجل فلسطين خضراء”؟

 

 

بقلم: تسفي برئيل

 

قد تكون حماس واثقة بأمر واحد، وهو أن صديقها المقرب في أنقرة لا ينوي هجرها. “لا يمكنني الموافقة على تعريف حماس كمنظمة إرهابية، ولا يهم ما الذي سيقوله الآخرون”، قال اردوغان في محادثة مع المراسلين السبت عندما عاد من مؤتمر المناخ الذي عقد في دبي. “حماس جزء لا يتجزأ من الواقع الفلسطيني. هي حزب سياسي، وقد تنافست في الانتخابات كحزب سياسي وفازت فيها”.

 حسب أقوال أردوغان، ستكون حماس جزءاً لا يتجزأ من الحل السياسي للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. “تصفية حماس أو عدم شملها في الحل السياسي ليس سيناريو واقعياً”، أوضح. هناك ثلاثة عوامل تشكل موقف تركيا من حماس، وهي أنها ليست منظمة إرهابية بل حزب سياسي وجزء من الحل للقضية الفلسطينية، ويمكن اعتبارها بحد ذاتها “سياسة غير واقعية” لأردوغان إزاء أهداف الحرب التي وضعتها إسرائيل، المدعومة بشكل كامل من قبل الرئيس الأمريكي الذي قال “يجب تصفية حماس”. في الوقت نفسه، نرى في أقوال أردوغان بداية للمنافسة على التأثير في فلسطين في الفترة التي ستعقب الحرب. مسار التصادم غير متبلور حتى الآن بين الإدارة الأمريكية وتركيا في قضية النظر لحماس، مسار أصبح في الفترة الأخيرة في مقدمة الحلبة السياسية أثناء زيارة نائب وزير المالية الأمريكية لشؤون الإرهاب والمخابرات، بريان نلسون، لتركيا الخميس الماضي. وصل نلسون إلى تركيا لنقل رسالة استثنائية في شدتها ضد الدعم المالي الذي تحصل عليه حماس من تركيا. “نقلق بشكل خاص من قدرة حماس على مواصلة تجنيد الأموال أو الحصول على الدعم المالي لعملياتها وعمليات محتملة في المستقبل، هنا في تركيا”، قال.

وأوضح نلسون أيضاً بأنه منذ بداية الحرب والإدارة الأمريكية لم تشخص أي تحويلات مالية من تركيا لحماس. ولكن تركيا منحت حماس أرضية خصبة لنشاطات تجارية خلال سنوات، بما في ذلك إقامة شركات عقارية وتحويلات بنكية واستشارة أمنية ومساعدات عسكرية، بواسطة الشركة التركية “سدات”، التي هي بملكية جنرال تركي مقرب من أردوغان. في تموز الماضي نشر أن “الشاباك” ضبط 16 طناً من المواد المتفجرة مصدرها من تركيا وكانت مخصصة لحماس في “المناطق” [الضفة الغربية]. في تشرين الأول وبعد أسبوع على الحرب، فرضت وزارة المالية الأمريكية عقوبات على عدة شركات وأشخاص في تركيا متهمين بالتعاون مع حماس، تقريباً بعد خمس سنوات على كشف “الشاباك” في 2018 لشبكة نشطاء ورجال أعمال في تركيا عملوا وسطاء لتجنيد الأموال ونقلها إلى حماس.

 لكن على تركيا قطع علاقتها مع حماس أمام الضغط الأمريكي، أو على الأقل وقف نشاطاتها في “المناطق”، وثمة إجابة قاطعة لأردوغان، وهي: “نشكل سياستنا الخارجية حسب مصالحنا وتطلعات شعبنا”، قال بعد المؤتمر الصحافي الانتقادي الذي عقده نلسون. الحوار اللاذع بين أردوغان ونلسون يطرح معضلة أمريكا ومعها علامة استفهام حول قدرة أردوغان على البقاء، وحتى أن يكون عاملاً مهماً في السياسة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب، لأن من يتطلعون لتصفية حماس مثل إسرائيل والولايات المتحدة، لا يمكنهم تجاهل أن لحماس قاعدة عمل واسعة ومنفذاً لقطاع غزة.

 جزء من قيادة حماس يقيم في قطر ولبنان، إضافة إلى بعض أعضائها الذين حصلوا على الجنسية التركية. وتحصل على دعم من ماليزيا وبعض الدول الإفريقية ودول أمريكا الجنوبية. للوهلة الأولى، يظهر أن النضال ضد حماس لا يمكن أن يقتصر على تدمير قدرتها العسكرية في غزة. وقد كان يمكن توقع معركة مالية ضدها لتجفيف مصادر تمويلها. صحيح أن الولايات المتحدة فرضت سلسلة من العقوبات على نشطاء وشركات يرتبطون مباشرة بحماس، لكن كان متوقعاً فرض العقوبات على الدول التي تنشط حماس على أراضيها.

الذي مزق قناع الأكاذيب لنظرة الدول المزدوجة تجاه حماس هو وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، الذي قال في مقابلة مع قناة “الجزيرة” في حزيران 2021 إنه “من السهل على المجتمع الدولي التحدث عن تنظيمات مثل القاعدة و”داعش”، ولكن من المؤسف أن بعض الدول تخشى من التحدث عن “حزب الله” وحماس بنحو أكثر وضوحاً. ومن المسلي أيضاً رؤية كيف أن الدول التي تعتبر الذراع العسكري لحماس إرهابياً، في حين أنها تعتبر الذراع السياسي غير إرهابي. في حين أن المنظمة نفسها تقول إنه لا فرق بين ذراعها العسكري والسياسي”.

 أقوال بن زايد هي في الحقيقة هي الزيت في عظام إسرائيل والولايات المتحدة، لكنها تؤكد أيضاً معضلة أبو ظبي السياسية، وفي السياق نفسه معضلة واشنطن؛ لأن الإمارات نفسها تستثمر المليارات في تركيا، التي لا تعتبر حماس منظمة إرهابية، وكذلك أيضاً مصر التي ألغت اعتبار حماس منظمة إرهابية. مثل الإمارات أيضاً، تتأرجح الولايات المتحدة بين توبيخ تركيا بسبب سياستها تجاه حماس وتجاهل العقوبات المفروضة على روسيا، وبين أهمية تركيا كدولة يمكنها أن تصادق على انضمام السويد لحلف الناتو.

 هكذا هي الحال أيضاً بالنسبة لنظرة واشنطن إلى مصر. فمن جهة؛ تطلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تلبية معايير حقوق الإنسان في مصر، وحتى إنها تقلص مساعداتها العسكرية له لتبين أن الضغط غير لفظي فقط. ولكن بسبب مكانة مصر كدولة وساطة بين حماس وإسرائيل وربما تكون شريكة لاحقاً، حتى لو من بعيد، في قضية السيطرة على غزة بعد الحرب، فقد “جمدت” واشنطن خطابها الهجومي في موضوع حقوق الإنسان، وباتت تدفع بصندوق النقد الدولي لزيادة حجم القروض لمصر، وتثني وبحق على إسهامها في إطلاق سراح المخطوفين.

 العلاقات المزدوجة والثلاثية هذه تعطي زعماء مثل أردوغان والسيسي والشيخ تميم بن حمد حاكم قطر، وزعماء آخرين، سبباً جيداً للتمسك بموقف المراقب وعدم الانضمام لحملة تصفية حماس من خلال التفكير بأن ما ينتظر حماس بعد الحرب أن تكون عاملاً في الحل السياسي؛ لأن أي حل كهذا سيكون معتمداً على قيادة فلسطينية، التي لم تسمع منها حتى الآن أي كلمة واضحة وجديدة، بأن حماس لن تكون شريكة، بل بالعكس؛ ففي تصريحات شفوية وفي مقالات ينشرها أعضاء في م.ت.ف، نسمعهم يتحدثون عن ضرورة تشكيل ممثلية فلسطينية جديدة، والقصد هو إرسال القيادة الحالية برئاسة محمود عباس للتقاعد، لكنهم يتحدثون أيضاً عن الحاجة إلى تمثيل يشمل جميع القطاعات والتنظيمات الفلسطينية، وبالطبع حماس من بينها.

 يجدر الانتباه أيضاً إلى أقوال وزير الخارجية الأمريكي، الذي قال في المؤتمر الصحافي الذي عقده في إسرائيل، السبت، عندما سئل عن حلم “السلطة الفلسطينية المجددة” وكيف ستكون، أشار إلى أن الولايات المتحدة تؤيد إجراء الانتخابات. ولكنه أضاف بأنه أمر “سيستغرق المزيد من الوقت”. في اللحظة التي سيتم فيها وضع فكرة الانتخابات على الأجندة، يصعب وصف كيف يمكن تجنبها، فإن حماس ستشارك فيها حتى لو اضطرت إلى تغيير اسمها إلى “حركة من أجل فلسطين خضراء”، مثلاً. وإذا كان لحماس مستقبل سياسي، فسيرغب أردوغان في أن يكون شريكاً بعد أن تم إبعاده عن أي انشغال في العمليات السياسية التي تناولت النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.

--------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 4/12/2023

 

من يحكم غزة.. “لجنة مدنية” أم دحلان أم “سلطة جديدة”؟ نتنياهو: ولا حتى سويسرا

 

 

بقلم: آفي يسسخروف

 

في العقد الأخير حذرت السلطة الفلسطينية إسرائيل من إضعافها. ورفعت الرسائل مراراً وتكراراً، لكنها حظيت بتجاهل من الجانب الإسرائيلي الذي لم يخفِ سياسة حكومة نتنياهو: تعزيز قوة حماس وإضعاف السلطة. مصدر في السلطة قال في حديث معي إنه في كل لقاء رفيع المستوى تقريباً كانت هناك رسائل واضحة ترفع لنتنياهو عن الخطر المحدق جراء هذه السياسة، وخصوصاً بسبب الخطر على استقرار السلطة والتأييد الجماهيري المتزايد لحماس. اليوم يقول المصدر إياه، إن خيار إعادة السلطة إلى غزة غير ذي صلة بسبب الموقف الواضح والحازم من رئيس الوزراء.

وبالفعل، في خطابه الأخير، السبت، عاد نتنياهو واستبعد تماماً إمكانية إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة. وذكرت هذه الأقوال بعض المحافل في جهاز الأمن الإسرائيلي بقصة “دوبي لا لا”. “المستوى السياسي غير معني بإعادة السلطة إلى القطاع. فهمنا”، يقول المصدر. “لكنه غير معني أيضاً بحكم عسكري إسرائيلي. إذن، ماذا؟ وكالة الغوث؟ الأمم المتحدة؟ ربما سويسرا؟ يجب أن نفهم. ليس هناك خيار دولي جدي. لا أحد يقف في الطابور ويريد تحمل المسؤولية عن إدارة قطاع غزة. إذا لم تخطط إسرائيل لتحمل المسؤولية، فستضطر لتفهم أن السلطة الفلسطينية هي الجهة التي يجب أخذها بالحسبان، لليوم التالي لحماس في غزة”. أقوال نتنياهو وإن كانت قاطعة جداً، لكن واضح أنها تستهدف أساساً منع انتقال الأصوات من الليكود إلى حزب بن غفير أو سموتريتش. رغم تصريحات نتنياهو الحازمة، سيضطر لاحقا لابتلاع ضفدع كهذا أو غيره في سياق السلطة الفلسطينية. بمعنى، ربما ليس بالضرورة عودة السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس (أبو مازن) كما نتخيل في هذه اللحظة، لكن ربما عودة السلطة عبر جسم أو جهة أخرى تتماثل مع فتح.

أحد هذه الأجسام، التي قد تشكل أساساً لإدارة قطاع غزة في اليوم التالي لحماس هي اللجنة المدنية لغزة التي تتشكل عملياً من مجموعة موظفي السلطة الفلسطينية الذين يعالجون مسائل إنسانية ومدنية؛ ابتداء من مشاكل المياه وانتهاء بإصلاح البنى التحتية في الأيام العادية. هؤلاء أناس لا يزالون في غزة ويتلقون رواتب من السلطة، وكانوا بمثابة ذراع وسيط بين حماس وإسرائيل، في كل ما يتعلق بالأعمال المدنية على الأرض. ربما يقوم من داخل هذه اللجنة جسم أو شخصيات تأخذ على عاتقها إدارة غزة. ثمة إمكانية أخرى، حولها قليل من الهمس والنبش، هي عودة محمد دحلان إلى القطاع. يدور الحديث عن مسؤول كبير من حركة فتح، طردته حماس في الماضي من القطاع، وبعد ذلك طرده أبو مازن من الضفة بعد أن اشتبه بمحاولة التمرد ضده. الإمارات تؤيد عودة دحلان ويده اليمنى سمير مشهراوي الذي التقى مؤخراً مسؤولي حماس إسماعيل هنية وخليل الحية، بل وزار قطر. كما أنه تكبد عناء الثناء والتمجيد لهجوم 7 أكتوبر في قناة “الجزيرة”، وبذلك “تصالح” مع حماس ظاهراً.

تحاول الولايات المتحدة فحص خيارات “اليوم التالي”. تحاول إدارة بايدن، وفقاً لمصدر فلسطيني كبير، الترويج لعودة السلطة إلى غزة، ولكنها تروج أيضاً لإجراء إصلاحات شاملة في مبنى السلطة. بمعنى، تغيير وجه السلطة، ووقف الفساد والتحريض، بل والتوجه إلى الانتخابات. وقال المصدر إنه ليس في نية الأمريكيين التوجه إلى الانتخابات فور الحرب، كون حماس ستحظى بأغلبية ساحقة. كانت الإدارة تريد رؤية بداية مسيرة إعمار غزة ثم إجراء انتخابات ورئيس آخر. أما في إسرائيل فقد أقيم فريق في وزارة الدفاع يضم اللواءين السابقين غيورا آيلند وتمير هايمن، يبحث في خيارات اليوم التالي، لكن ديوان رئيس الوزراء يرفض البحث في مستقبل القطاع؛ خوفاً من الضرر السياسي الذي سيلحق بنتنياهو إذا ما تراجع وأبدى استعداداً للبحث مع السلطة في حل يتناول قطاع غزة.

ينبغي القول إن الوضع الحزبي والاقتصادي والسياسي للسلطة هو في أسوأ حال. الجمهور الفلسطيني غاضب منها لتجاهلها مسألة غزة، وتأييدها الصامت لإسرائيل. الجمهور في الضفة لا يرى بعين العطف استمرار التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل. اعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية غير قليل من نشطاء حماس في الفترة الأخيرة، في الوقت الذي اعتقل الجيش و”الشاباك” الإسرائيلي المئات منهم. وحتى اللقاءات في المستوى الأمني المتدني متواصلة. الجانب الأمريكي يستمدون التشجيع من ذلك، بالطبع، وكانوا يريدون من إسرائيل التزاماً ما بمشاركة السلطة في غزة بعد طرد حماس، لكن إسرائيل ترفض ذلك حالياً.

--------------------------------------------

 

أستاذ جامعي إسرائيلي لـ”ميديا بارت”: عمليا ليست هناك حكومة في إسرائيل اليوم.. وتدمير حماس غير قابل للتحقيق

 

باريس- في مقابلة مع موقع “ميديابارت” الإخباري- الاستقصائي الفرنسي، قال مناحيم كلاين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان في إسرائيل، إنّ اهتمام الجمهور الإسرائيلي يتركز بشكل أساسي على ضحايا الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، وكذلك عودة الرهائن. وأضاف “لا يتم نشر سوى القليل جدًا من المعلومات في وسائل الإعلام الرئيسية والقنوات التلفزيونية والصحف حول الضحايا المدنيين ومعاناتهم والأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

وأشار إلى أن المجتمع الإسرائيلي يعاني من صدمة عميقة ويعيش الناس في وسط حالة من الخوف، وانعدام الثقة في القادة. و”كانت حالة انعدام الثقة هذه موجوداً بالفعل قبل الحرب، وتفاقمت أكثر مع الحرب، مع وجود حكومة مختلة لا تقدم الخدمات للسكان في جنوب إسرائيل، بجوار قطاع غزة، ولا لأولئك الذين يعيشون في الشمال، بالقرب من الحدود اللبنانية. فعملياً لا توجد اليوم دولة وحكومة في إسرائيل . لذلك ليس هناك شخصية الأب، ولا يوجد جد يعتني بالمجتمع الخائف والمصاب بالصدمة يهدئه”.

وأضاف الباحث الذي ألف العديد من الكتب حول القضية الإسرائيلية- الفلسطينية، وشارك في العديد من المفاوضات غير الرسمية، أنه أمر لا يصدق أن نرى مدى سوء أداء خدمات الدولة حيث يقوم متطوعو المجتمع المدني بتقديم المكملات الغذائية للجنود وشراء الملابس الدافئة والجوارب والملابس الداخلية لهم. هؤلاء هم الأفراد والمطاعم والمقاهي الذين يرسلون وجبات ساخنة للنازحين الذين تم إجلاؤهم من المنطقة القريبة من قطاع غزة والشمال بالقرب من الحدود مع لبنان، والذين يضطرون للعيش في الفنادق وفي أماكن أخرى. هناك مجموعات تجمع خبراء التكنولوجيا المتقدمة لمعرفة مكان وجود الرهائن في قطاع غزة. ولذلك فإن المجتمع المدني يساعد الحكومة”.

واعتبر مناحيم كلاين أن الحكومة الإسرائيلية مختلة ولا يمكن الوثوق برئيسها بنيامين نتنياهو “أعضاء الوزارات هم ناشطون سياسيون يعينهم الوزراء، ومؤهلهم الوحيد هو أنهم موالون لهم، وهذا هو الحال في وزارتي النقل والسياحة، و هو الحال أيضاً في مكتب رئيس الوزراء والذي يعد مديره موالياً لبنيامين نتنياهو، لكنه لا يملك المهارات اللازمة لإدارة جميع مهام مجلس الوزراء. لذلك فإن الدولة الإسرائيلية تفتقر إلى شخص يمكن أن يعتمد عليه الجمهور والأشخاص الخائفون والمجتمع المصاب بصدمات نفسية.. فلا يوجد روزفلت أو تشرشل أو بن غوريون اليوم”.

ويضيف كلاين “أعضاء الحكومة لديهم الدافع للانتقام، ويريدون الانتقام وإعادة بناء سمعتهم بعد صدمة ومفاجأة هجوم حماس في السابع من أكتوبر، ويعتقدون أن ذلك ممكنا بفضل القوة العسكرية. لقد أعلنوا عن أهداف حربية طموحة للغاية وراديكالية للغاية وغير قابلة للتحقيق”. واعتبر أن تدمير حماس أمر غير قابل للتحقيق، وأن ذلك أيضاً ما يعتقده الأمريكيون، الذين حاولوا إقناع الحكومة الإسرائيلية بتغيير أهدافها الحربية، دون جدوى حتى الآن.

وأشار إلى أن هناك ضغوطا من القوميين المتدينين لإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة التي تم إخلاؤها في عام 2005 وحتى بعد ذلك. ويطالب البعض بإعادة إعمار ثلاث بلدات استيطانية في قطاع غزة، على أنقاض مدينة غزة. حتى أنهم قدموا مخططا هندسيا يتضمن العدد الدقيق للوحدات السكنية. الخطة الإسرائيلية هي استئناف الحرب على نطاق واسع، إما لاستكمال ما بدأته في شمال قطاع غزة، لأن هناك مناطق في شمال القطاع لم تدمرها إسرائيل ولم تسيطر عليها بعد، أو أن يفعلوا الشيء نفسه في جنوب قطاع غزة، بينما يطردون المدنيين الفلسطينيين إلى غرب القطاع بالقرب من شاطئ البحر، أو أن يفعلوا الأمرين معا.

واعتبر الباحث والأستاذ الجامعيّ الإسرائيلي أنه من المستحيل تهجير مليوني إنسان من المدنيين من جنوب قطاع غزة دون خلق كارثة إنسانية جديدة. وبالتالي فإن الخطوة التالية لا تعتمد على المنظور الإسرائيلي، بل على استعداد المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على التوقف. أولاً، لأن هناك المزيد من المظاهرات الحاشدة في العواصم العالمية. ثانياً، لأن عدد المدنيين الفلسطينيين الأبرياء الذين قُتلوا لم يسبق له مثيل. وهذا أكثر من أي صراع آخر في هذا القرن.

ولفت إلى أن منظمة إنقاذ الطفولة (اليونيسف) نشرت إحصائيات تظهر أن عدد الأطفال الذين قُتلوا خلال بضعة أسابيع في غزة على يد إسرائيل أكبر من عدد الأطفال الذين قُتلوا خلال العام بأكمله في أي صراع آخر في العالم، معتبراً أن هذا النطاق غير المسبوق هو الذي لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتحمله. وهناك أصوات معينة داخل البيت الأبيض ووزارة الخارجية، نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية، مثل صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست، تلقي اللوم على بايدن وبلينكن لتساهلهما مع إسرائيل. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن بايدن في طريقه لخسارة الانتخابات لأن التقدميين لن يتوجهوا للتصويت.

وشدد الأستاذ الجامعي على أن على المجتمع الدولي أن يطالب نتنياهو بوقف الحرب. وفي الوقت نفسه، عليه أن يقدم مبادئ حل الدولتين. ويجب أن تكون العملية مختلفة عن عملية أوسلو، التي كانت عملية مفتوحة.

--------------------------------------------

 

هآرتس 4/12/2023

 

 

أنصتوا لبلينكن

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

على خلفية استئناف القتال في غزة توجد أهمية كبرى للإنصات إلى ما قاله وزير الخارجية الأميريكي انتوني بلينكن في زيارته الأسبوع الماضي إلى إسرائيل وبقوة أكبر لمطلب إدارة جو بايدن تقليص المس بالمدنيين.

حرص بلينكن على ان يوضح أن ما كان قبل الهدنة الإنسانية ذات الأيام السبعة، والتي كانت لغرض تحرير المخطوفين، لا يمكنه أن يستمر مع العودة إلى القتال. في مؤتمر صحفي عقده بعد لقائه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شدد بلينكن على أن موقف الولايات المتحدة، هو أنه "لا يمكن تكرار المس بالمدنيين في القتال في الجنوب مثلما كان في الشمال".

في إسرائيل المحمومة، منذ 7 من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مع 1200 قتيل، مئات الجرحى ونحو 240 مخطوفا، بينهم رضع، أطفال، نساء، مسنون ومسنات، لم يتح المجال لنقاش جماهيري في مسألة المس بالمدنيين في قطاع غزة.

كما أن الجمهور الإسرائيلي لم يتعرف على حجم القتل والدمار في الجانب الآخر. من يتعرف في العالم على ما يجري من الصحافة الإسرائيلية فقط لا يرى إلا أجزاء من الصورة وهكذا منع نقاش جماهيري في الحاجة لتقليص المس بالمدنيين بمن فيهم من أطفال ورضع. ومن الجدير بالذكر، أنه حتى الآن ووفقا للتقديرات التي لم يتم نفيها في إسرائيل، قتل في قطاع غزة نحو 15 ألف نسمة بينهم الكثيرون ممن يعتبرون ك- "غير مشاركين" بما في ذلك أكثر من 6 آلاف طفل.

في النقاش على المساعدة الإنسانية أيضا يجب أن يؤخذ بالحسبان بأن إسرائيل قررت تقييد عدد الشاحنات المسموح بدخولها الى القطاع لأجل توفير الأغذية والأدوية.

نشر الجيش الإسرائيلي مطالبات عدة، لسكان أحياء في شمال مدينة غزة وشرقها لإخلاء منازلهم بل ونشر خريطة مفصلة ومعقدة فصل فيها مناطق فرعية سيكون السكان مطالبين لأن ينتقلوا إليها إذا ما تقدمت العملية العسكرية في الجنوب. غير أن الأمر يبدو صعبا على التنفيذ وأساسا حين يدور الحديث عن سكان من نحو مليوني نسمة، يضطرون للاكتظاظ في نحو نصف من مساحة القطاع. معظم المنطقة في الشمال لم تعد مناسبة للسكن بعد المعارك هناك.

إن دعوة لتقليص المس بالمدنيين وزيادة المساعدة الإنسانية، وبخاصة في ضوء حقيقة أنه ليس لسكان غزة الذين تركوا بيوتهم إلى أين يعودون، هامة أساسا على خلفية التقديرات التي تطلق على لسان مسؤولين كبار في المستوى السياسي والعسكري عن مدة القتال الطويلة المرتقبة. وزير الدفاع يوآف غالنت ورئيس الأركان هرتسي هليفي تحدثا عن بضعة أشهر أخرى شديدة من القتال.

إن تجاهل المس بالمدنيين والحاجة للسماح بمساعدة إنسانية لن يؤدي فقط إلى فقدان الثقة الدولية. الولايات المتحدة بحاجة لتعاون إسرائيل كي تتمكن من مواصلة إعطائها الإسناد وهذه مصلحة إسرائيلية.

--------------------------------------------

 

هآرتس 4/12/2023

 

 

في قطاع غزة.. من حل مؤقت إلى دائم

 

 

بقلم: أمير تيفون

 

الدول الغربية مترددة بشأن هل تدعم خطة إسرائيل لإقامة منطقة فاصلة في قطاع غزة تهدف إلى منع هجمات المقاومة من داخله على البلدات في أراضي إسرائيل. هذا لأن إسرائيل لم توضح بعد ما هي الفترة الزمنية التي تنوي فيها إقامة هذه المنطقة، وهل هي تخطط للوضع في إطارها قوة عسكرية في القطاع لفترة طويلة. دبلوماسي غربي مطلع على النقاشات في هذا الشأن قال للصحيفة: "إن الخوف في أوساط الدول المؤيدة لإسرائيل هو من الحل المؤقت الذي سيصبح مع الوقت حلا دائما".

إسرائيل أبلغت ممثلي بعض الحكومات في الفترة الأخيرة بنيتها إقامة منطقة فاصلة في غزة عند انتهاء الحرب. مصدر دبلوماسي مطلع على هذه الأمور قال للصحيفة: "إن الحديث لا يدور حتى الآن عن خطة مفصلة بل عن نية بشكل عام". "عندما يتم سؤال الإسرائيليين أسئلة معينة حول هذا الأمر، فإنه يتضح أنه حتى الآن لا توجد لديهم أي إجابات"، أوضح المصدر، مضيفا . "هم لا يوضحون ماذا سيكون عمق المنطقة الفاصلة وكيف بالضبط سينفذونها وكم من الوقت ستستغرق. المشكلة هي أننا يجب أن نعرف الإجابة عن كل هذه الأسئلة كي نقرر إذا كنا سنؤيدها".

الدبلوماسيون المشاركون في الاتصالات حول هذا الأمر قالوا للصحيفة: "إنه بشكل مبدئي هناك تفهم في معظم الدول الغربية بأن إسرائيل ستكون ملزمة بإقامة مثل هذه المنطقة الفاصلة وأنهم يرون في هذا وضع مؤقت إلى حين خلق واقع سياسي جديد في غزة. ولكن هذه الدول لن تؤيد تحول المنطقة الفاصلة إلى منطقة دائمة". "إسرائيل تقول: "إنها تريد إسقاط حكم حماس، لكنها غير مستعدة لقول ماذا سيكون في غزة في اليوم التالي"، أوضح دبلوماسي. "القول إنهنه بعد بضعة أشهر على الحرب سيكون من المحظور الاقتراب إلى مسافة كيلومتر أو اثنين من جدار الحدود، هذا أمر منطقي. ولكن بعد تشكيل حكومة جديدة تتولى المسؤولية، فان هذا ليس ترتيبا سيكون بالإمكان إبقاؤه بشكل دائم".

أحد الدبلوماسيين ربط المبادرة إلى إقامة منطقة فاصلة بتصريحات صدرت عن الحكومة، حول الحاجة إلى إعادة إقامة المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة. "إذا كان الجميع على قناعة بأن الأمر يتعلق بحل عسكري مؤقت فقط لكان من الأسهل التجند لهذا الأمر. ولكننا لا نحصل على أي إجابة واضحة من قبل إسرائيل، الأمر الذي يثير الخوف حول النية الحقيقية لهذه العملية"، أوضح الدبلوماسي.

قضية أخرى لا توجد لها إجابة، وهي كيف تخطط إسرائيل لتنفيذ المنطقة الفاصلة، هل الحديث يدور عن تواجد طويل المدى لقوات الجيش الإسرائيلي في القطاع أو تواجد قوات تقف على الحدود وتمنع أي دخول إلى هذه المنطقة بواسطة إطلاق النار. الإدارة الأميركية عبرت منذ بداية الحرب عن معارضتها الشديدة لأي تغيير في مسار الحدود في القطاع، ويتوقع أن تعارض التواجد الدائم لقوات الجيش الإسرائيلي في القطاع. هذا أيضا هو موقف الدول الأوروبية والدول العربية التي لها علاقات دبلوماسية مع أسرائيل.

في نهاية الأسبوع الماضي، نشرت وكالة "رويترز" أن الرغبة في إقامة منطقة فاصلة طرحت أيضا في المحادثات بين جهات رفيعة في إسرائيل وبين جهات رفيعة في دول عربية، مصدر أميركي قال ردا على هذا النشر: "إن إسرائيل طرحت هذه الفكرة في السابق". وأكد أن الولايات المتحدة تعارض أي خطة ستؤدي إلى تقليص الأراضي الفلسطينية.

--------------------------------------------

طوفان الأقصى.. الموقف اليوم الاثنين: 4/12/2023 الساعة: 09:00

عبدالله أمين

خبير عسكري وأمني

 

أولاً: الموقف 

في اليوم الثالث - اليوم 58 لبدء الحرب على قطاع غزة - للقتال بعد انتهاء الهدنة المؤقتة التي طوي ملفها في ي: 1/12/2023 س: 0700، ما زال العدو يشن هجومه البري والجوي والبحري على مختلف مناطق قطاع غزة . كما بقيت المقاومة الفلسطينية تتعرض للعدو على كافة محاور القتال، خاصة في منطقة مدينة غزة، كما وتتصدى لمحاولات تقدمه في مناطق جنوب الوادي، خاصة منطقة خان يونس التي تحولت إلى منطقة جهد رئيسي للعدو . أما في تفصيل موقف اليوم: 

 

ففي صفحة العدو القتالية؛ عاد العدو للعمل في معظم مناطق مدينة غزة، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً ، باستخدام التشكيلات القتالية الآتية: 

 

منطقة عمليات الشمال الشرقي لمدينة غزة / محور بيت حانون : تشكيلات الفرقة 252 والتي تضم الألوية 10 و 12 و 14 و 16

  • منطقة عمليات الشمال الغربي لمدينة غزة / محور زكيم ساحل غزة حتى أبراج المقوسي: تشكيلات الفرقة 162 والتي تضم الألوية المدرعة 401 و 460، ألوية مشاة الناحال و جفعاتي و لواء الكومانودس
  • منطقة عمليات جنوب وجنوب غرب مدينة غزة / محور الزيتون الشجاعية تل الإسلام، الشيخ عجلين شارع الرشيد حتى منطقة الميناء تقريباً: تشكيلات اللواء مدرع 188 باراك، أولية المشاة غولاني و ساعر 7 و المظليين
  • كما تضم منطقة العمليات التشكيلات التالية: لواء تدريب المشاة 828، لواء تدريب المظليين 226، لواء المظليين الاحتياط 551، لواء المظليين احتياط 646، كتيبة من لواء المدرعات كرياتي، كتيبة من لواء المظليين 55، كتيبة من لواء كفير، قوات المهام الخاصة / شيطيت، شلداغ، يهلوم، متكال

 

هذا وقد استأنف العدو عملياته القتالية عبر الإجراءات التالية: 

  • تحليق مكثف للطائرات المقاتلة والمسيرة في جميع أجواء مسرح العمليات .
  • بدء العدو - س: 1700 - بإجراءاته التعبوية لنقل مركز جهده القتالي من الشمال بالتجاه الجنوب، حيث بدء عمليات تركيز النار وتحريك المناورة في مناطق شرق وشمال خان يونس
  • قصف الأحياء والحارات الداخلية في مدينة غزة / الزيتون، جباليا، الشاطئ، الشجاعية، حي التفاح، وباقي مناطق القطاع، حيث شن العدو أكثر من غارة على المناطق الوسطى في قطاع غزة
  • تركيز ناري من مختلف وسائط القتال البرية والجوية والبحرية على محافظة خان يونس ورفح، حيث أفيد بالأمس عن وصول العدو إلى منطقة المطاحن شمال غرب القرارة، مندفعاً بالتجاه الغرب في محاولة للوصول إلى شارع الرشيد الساحلي، وفي حال وصول العدو إلى مقصده؛ فأنه يكون قد قطّع قطاع غزة إلى ثلاث مناطق عمليات؛ شمالية، ووسطى، وجنوبية . 
  • قطع العدو الطريق الواصل بين محافظتي، دير البلح وخان يونس ، والطريق الموصل بين خان يونس ورفح
  • قصف بحري من زوارق العدو المنتشرة قبالة دير البلح جنوب وادي غزة
  • رد العدو على مصادر النار التي استهدفت قواته ومقاره في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة؛ حيث طال قصفه كل من: الوزاني، ميس الجبل، المجيدية، الخيام، كفار كلا، العديسة، مركبا، حولا، وغيرها من مدن وقرى الجنوب اللبناني التي تخرج منها أو من جوارها نيران المقاومة التي تستهدف مقار العدو وثكناته

هذا وقد اعترف العدو بمقتل 3 جنود، بينهم ضابط في معارك خاضها بالأمس مع تشكيلات المقاومة في شمال قطاع غزة

 

أما فيما يخص صفحة المقاومة القتالية؛ فقد ردت تشكيلات المقاومة على استئناف العدو لعملياته القتالية، عبر الإجراءات التالية: 

  • الاشتباك مع العدو بالأسلحة الفردية والصاروخية والعبوات التفجيرية، على كافة محاور القتال في مدينة غزةحي النصر، كما استهدفت قوات العدو في بيت حانون بقذائف ال- TBG، وأعطبت له دبابة في شرق بيت لاهيا - س: 1530 -، وفجرت مداخل أنفاق في قوات هندسة العدو في بيت لاهيا وحي الرضوان، كما استهدفت دبابة وآليات هندسة من نوع D9 في شمال خان يونس بقذائف التاندوم، هذا وقد دارت بين العدو وتشكيلات المقاومة اشتباكات وصفت بالعنيفة جنوب و شرق دير البلح، وفي جحر الديك تم تفجير مجموعة من العبوات في قوات العدو العاملة في هذه المنطقة، وفي منطقة المغراقة تم تشغيل عبوة برميلية ضد قوات العدو بالقرب من مسجد حجاج، وفي غرب بيت لاهيا استهدفت - س: 1600 - دبابة بقذائف الياسين 105، أما في شرق خان يونس؛ فقد أفيد - س: 1530 - عن تفجير حقل ألغام بقوة معادية للعدو أوقت فيه قتلى وجرحى، كما اشتبكت المقاومة مع قوات العدو شرق القرارة . 
  • قصف مناطق غلاف غزة  بنيران الأسلحة المناسبة، حيث تم استهداف: سيدروت و رعيم، كفار سعد، كفار عزة، نير عام، كيسوفيم، أفوقيم، عسقلان

هذا وقد بلغ عدد شهداء شعبنا في معركة " طوفان الأقصى " حتى كتابة هذا الموقف ما يفوق ال- 15500 شهيد، وما لا يقل عن 7000 مفقود، فضلاً عن آلاف الجرحى والمصابين

 

  • استأنفت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " اشتباكها مع العدو في أكثر من نقطة في شمال فلسطين، حيث استهدفته في: بيت هلل حيث أصيب للعدو 12 جندي، كما استهدف موقع هار دوف ب- 7 صواريخ موجهة، هذا وقد تم ضرب مواقع العدو في زرعيت و رويسات العلم و حانيتا وظهر الجمل وزبدين والرمتا و راميا و الراهب
  • استهدافت المقاومة العراقية قاعدة العدو الأمريكي في خراب الجير شمال شرق سوريا بصواريخ أرض أرض، كما تم ضرب - س: 2220 - قاعدة عين الأسد في الأنبار العراقية، والقرية الخضراء في العمق السوري بطائرات مسيرة
  • استهداف الجيش اليمني سفن العدو (الأمريصهيوني)/ المدمرة كارني و السفينة (9) في البحر الأحمر بالصواريخ الموجهة والطائرات المسيرة، كما أعلن عن - س: 1830 - ذلك الناطق باسم القوات المسلحة اليمينة العميد يحيى سريع
  • كما افيد - الساعة: 19:50 - عن إطلاق صاروخ من الجولان سقط بالقرب من مغتصبة "كيشيت " . 

 

وفي الضفة الغربية؛ ما زال العدو يمارس عمليات الاقتحام والمداهمة - أمن جاري - لمختلف مدن وقرى الضفة الغربية معتقل للناشطين، ومدمراً للبنى التحتية؛ حيث اقتحم:  قراوة بني حسان، وقلقيلية، وقرية تل وعورتا / نابلس، وجبع وسيلة الحارثية/ جنين، وغيرها من المدن  والقرى، حيث أفيد عن استشهاد 3 مواطنين جراء عمليات الاقتحام والمداهمة هذه

 

وفي الدعم الشعبي للمقاومة؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل: 

  • مظاهرات ومسيرات
  • اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات
  • ندوات وخطب ولقاءات

 

وفي الجهود السياسية؛  وبعد استئناف العمليات القتالية المعادية؛ عادت هذه الجهود لتنصب على محاولة الاتفاق على هدنة ثانية، وفتح معابر لإدخال المعونات لشعبنا المحاصر في قطاع غزة، الأمر الذي لم يفض حتى كتابة هذه الموقف عن شيء ذو قيمة

 

ثانياً: التحليل والتقدير: 

لقد بدأ العدو بعمليات نقل الجهد الرئيسي لعملياته القتالية باتجاه الجنوب - خان يونس -، حيث بدأت عمليات القصف الجوي والبري والبحري تتركز على الأطراف الشرقية لدير البلح وخان يونس، كما يجهد العدو لفصل محافظات الوسطى وخان يونس ورفح عن بعضها البعض في إجراء تعبوي الهدف منه: 

1.    رسم وتحديد مناطق المسؤولية لتشكيلاته المناورة

2.    تقليص مساحات مناطق المسؤولية مما يساعد في السيطرة على المواقف القتالية

3.    منع تشكيلات المقاومة من إسناد ومؤازرة بعضها البعض؛ عن طريق إبقائها مشغولة في مواجهة التهديدات في مناطق مسؤوليتها

4.    تسهيل إجراءات النار والمناورة، وتقليل نسبة خطرها على التشكيلات العاملة في بقع العمليات المختلفة

5.    تسهيل عمليات استدعاء نار الاسناد من مختلف وسائط النار المتوفرة تحت الإمرة

6.    تقليل - كما يزعم العدو - الخسائر في صفوف المدنيين عن طريق

 

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن نقل جهد العدو الرئيسي بالتجاه الجنوب سوف يتم بشكل متدرج، بحيث لا يؤثر على قواته التي تقاتل في الشمال، ولن تكتمل عملية النقل هذه إلّا إذا: 

1.    توفر للعدو قدرات قتالية نظامية أو احتياط قادرة على التعامل مع تشكيلات المقاومة في شمال قطاع غزة، بحيث تبقيها - تشكيلات المقاومة - في حالة من الضغط، بحيث لا تستطيع المشاركة في أي جهد قتالي خارج مناطقها، أو تشغيل  قدرات نارية تؤثر على العدو في غلاف غزة، أو العمق الفلسطيني المحتل .

2.    التخفيف من حالة الاكتظاظ البشري المدني التي تشهدها مناطق وسط وجنوب قطاع غزة، عبر فتح ممرات وطرق باتجاه مدينة رفح

 

وعليه وأمام هذه المعطيات، فإننا نعتقد أن الموقف في ال- 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي: 

1.    زيادة تركيز العدو ناره ومناورته على محافظة خانيونس. الأمر الذي يتطلب من تشكيلات المقاومة عدم إعطاء فرصة للعدو لكشف جهازها الدفاعي عبر ما يقوم به من عمليات استطلاع قتالي، أو قصف جوي، وتَحين المواقف القتالية الأنسب لها للاحتكاك والاشتباك معه، كما يجب استخدام مختلف الجهود الهندسية والنارية لإرهاق قوات العدو أثناء تقدمها نحو مراكز ثقل المقاومة، ومنعه - العدو - من تثبيت رؤوس جسور في منطقة العمليات، يمكن أن تتحول إلى مقار عمليات متقدمة تهدد مناطق مسؤولية مختلف فصائل المقاومة في منطقة العمليات هذه

2.    قد يعمد العدو إلى القيام بعمليات إنزال جوي في المناطق الغربية لمدينة خان يونس، الأمر الذي يجب التنبه له، وتخصيص جهود نارية وهندسية مسبقة، لمنع العدو من تحقيق هدفه هذا، حال قرر السير بهذا الخيار

3.    بقاء العدو مشتبكاً مع قوات المقاومة المنتشرة في مدينة غزة، على أن يبقي قتاله على القشرة الخارجية للأحياء والحارات الداخلية، دون التوغل إلى داخلها، تحسباً من الخسائر والأضرار المتوقعة

4.    بقاء تشكيلات المقاومة في مدينة غزة خصوصاً، والقطاع عموماً، مشتبكة مع العدو، بمختلف صنوف النار، وتكتيكات القتال في المناطق السكنية

5.    بقاء المقاومة الإسلامية في شمال فلسطين المحتلة - حزب الله - مشتبكة مع العدو بمختلف صنوف النار، وفي كامل المنطقة الحدودية، من رأس الناقورة غرباً، وحتى العرقوب شمالاً

6.    استئناف المقاومة العراقية في ساحة العراق وسوريا، استهدافها لقواعد ومقرات العدو الأمريكي بصنوف النار المناسبة

7.    استئناف " أنصار الله " في اليمن اشتباكهم مع العدو الصهيوني بنيران الصواريخ أو المسيرات المتوجهة نحو أهداف في العمق الفلسطيني

8.    لا نعتقد أن الجهود السياسية ستفضي إلى توقف الأعمال القتالية، أو هدنة، أو وقف دائم لإطلاق النار

------------------انتهت النشرة------------------

أضف تعليق