"نيويورك تايمز": إسرائيل ستنفذ عملية واسعة ومكثفة في قطاع غزة
وذكرت الصحيفة: "تتوقع القوات الإسرائيلية القيام بعمليات عالية الكثافة في الأسابيع المقبلة، ومن المحتمل بعد ذلك أن تنتقل إلى عمليات منخفضة الشدة".
وقال سمير الجراح (67 عاما) الذي يعيش في القرارة، وهي بلدة أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها والتي قالت وزارة الداخلية في غزة إنها أصيبت في غارة إسرائيلية: "لا أعرف إلى أين أذهب". قد تجبر أوامر الإخلاء الأخيرة التي أصدرتها إسرائيل في جنوب غزة السكان في منطقة واسعة من الأراضي على طول الحدود الإسرائيلية على الفرار. وأثارت المطالب الإسرائيلية أوامر مماثلة أصدرها الجيش قبل غزو شمال غزة في أواخر أكتوبر، عندما حث الفلسطينيين في غزة على البحث عن الأمان في الأجزاء الجنوبية من القطاع. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه قصف أكثر من 50 موقعا في خان يونس وما حولها، أكبر مدينة في جنوب غزة، حيث لجأ مئات الآلاف من النازحين بعد أن طُلب منهم مغادرة الشمال. وقالت وزارة الصحة في غزة بعد ظهر السبت إن 193 شخصا قتلوا خلال "الساعات الماضية".
وقالت إن الضربات الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما بدأت القوات الإسرائيلية الرد على الهجمات التي تقودها حماس في إسرائيل والتي تقول السلطات الإسرائيلية إنها قتلت نحو 1200 شخص قتلت ما يزيد على 15 ألف شخص. وكقياس للصعوبة التي يواجهها بعض الفلسطينيين في غزة في التنقل في جميع أنحاء المنطقة، قدرت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين يوم السبت أن هناك 50 ألف امرأة حامل في غزة وأن 180 يلدن يوميا. وبدا أن الآمال في وقف جديد للقتال تضاءلت يوم السبت عندما أعلنت إسرائيل أنها ستسحب فريقها المفاوض من قطر، حيث تجري محادثات بشأن وقف إطلاق النار. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه انسحب من المحادثات لأن حماس "لم تف بجزءها من الاتفاق الذي تضمن إطلاق سراح جميع الأطفال والنساء بموجب قائمة سلمت إلى حماس ووافقت عليها". وقدمت إسرائيل وحماس روايات مختلفة عن انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعا.
وقال زاهر جبارين، مسؤول حماس الذي يشرف على قضايا الأسرى، في مقابلة يوم الجمعة إن إسرائيل رفضت مقترحات متعددة من حماس، والتي تضمنت جميعها عودة أعداد صغيرة من الإسرائيليين مقابل عشرات الأسرى الفلسطينيين على الأقل.
وفي الأيام الأخيرة، تعرضت إسرائيل لضغوط من إدارة بايدن لتنفيذ حملة قصف أكثر جراحية، مما حد من عدد القتلى المدنيين والدمار الشامل في الأسابيع الأولى من الحملة الشمالية. وتقول إسرائيل إنها تستهدف حماس، التي تنشط في المناطق السكنية وتحتها، مما يعني أن المدنيين معرضون للخطر حتى لو لم يكونوا الأهداف المقصودة.
لكن الفلسطينيين في غزة والعديد من الدول انتقدوا إسرائيل بسبب ما اعتبروه قصفاً عشوائياً أدى إلى خسائر غير متناسبة في صفوف المدنيين. وتحدثت التقارير الأولية من داخل غزة يوم السبت عن قصف متواصل. ووصف رئيس الصليب الأحمر الدولي روبرت مارديني تجدد القتال بأنه "شديد". وقال مارديني لوكالة رويترز للأنباء: "إنها طبقة جديدة من الدمار تأتي على رأس الدمار الهائل الذي لا مثيل له للبنية التحتية الحيوية ومنازل المدنيين والأحياء". وأشار مسؤول إسرائيلي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة استراتيجية الحرب، إلى أن المرحلة التالية من الحرب لن تكون مفتوحة إلى الأبد. وأضاف أن القوات الإسرائيلية تتوقع أن تقوم "بعملية عالية الكثافة في الأسابيع المقبلة، ثم من المحتمل أن تنتقل إلى وضع منخفض الشدة". بشكل منفصل،
قال مسؤول أمريكي كبير يوم السبت إن إدارة بايدن اطلعت على الخطط الإسرائيلية للمرحلة التالية وأن المسؤولين راضون عن أن الخطط تعكس الضغط الأمريكي على إسرائيل لتكون أكثر حذرا بشأن القتلى المدنيين. خلال الأسابيع السبعة الأولى من القتال، ركز الجيش الإسرائيلي قواته البرية في الشمال. وألمح الجيش يوم السبت إلى أن قواته بدأت عملياتها في جنوب غزة خلال الليل. وقال الجيش في بيان له إن القوات البحرية "نفذت نشاطًا عملياتيًا مستهدفًا في مرسى خان يونس ودير البلح"، وهما موقعان ساحليان جنوب المنطقة التي استولت عليها إسرائيل بالفعل من حماس. وقال المتحدث باسم الجيش، اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر، إن القوات لم تطأ أقدامها الشاطئ.
في وقت سابق، كتبت صحيفة "فايننشال تايمز" نقلا عن مصادر، أن المرحلة الأكثر كثافة في العملية البرية الإسرائيلية ستكون في بداية عام 2024، في حين أن العملية ككل قد تستغرق أكثر من عام.
وتقترب حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بدء الغارات الإسرائيلية من الـ16 ألف شخص.
وذكرت حماس أن هناك ما بين 200 إلى 250 رهينة في قطاع غزة. وبعد انتهاء الهدنة، أعلنت السلطات الإسرائيلية أن عدد من أطلقت حماس سراحهم 110 أشخاص، وعدد من بقوا في غزة هو 126 إسرائيليا و11 أجنبيا.
اخبار متعلقة
أضف تعليق