03 آيار 2024 الساعة 02:09

"ذا نايشن": سياسة بايدن في الشرق الأوسط انهارت

2023-11-08 عدد القراءات : 105

ذكرت مجلة "ذا نايشن" الأميركية، في مقال للكاتب سبينسر أكيرمان، أنّ الرحلة الدبلوماسية التي قام بها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أخيراً إلى الشرق الأوسط، كانت بمثابة فشل مذل، مشيرةً إلى أنّ سياسة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخارجية عالقة في فخ كماشة من تصميمها الخاص.

وفي ما يلي النص منقولاً إلى العربية:

في نهاية هذا الأسبوع، حاول وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن يبيع لعواصم حلفائه في الشرق الأوسط الضوء الأخضر الذي أعطاه الرئيس جو بايدن لـ"إسرائيل" لتسوية غزة، بينما اقترح أيضاً بعض الإجراءات الهزيلة للتخفيف من المعاناة الجماعية الناتجة عن ذلك في فلسطين. كل ما سمعه هو الرفض، وهو نوع الرفض الذي يعني نهاية استراتيجية بايدن في الشرق الأوسط.

وفي "إسرائيل"، ومع وجود الحزمة العسكرية البالغة 14 مليار دولار التي يحركها بايدن عبر الكونغرس في جيبه الخلفي، طلب بلينكن من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقامة "هدنة إنسانية". ولا يصل الطلب إلى مستوى وقف إطلاق النار الذي طالب به مئات الآلاف في جميع أنحاء الولايات المتحدة في مسيراتهم نهاية هذا الأسبوع.

بالنسبة لإدارة بايدن، لا بد أن الهدنة الإنسانية بدت طريقة أنيقة للربط بين المطالب المتناقضة لـ"إسرائيل" وشركاء واشنطن العرب بشأن غزة. ومع ذلك، فور لقائه مع بلينكن، رفض نتنياهو ذلك.

كان جزء من مهمة بلينكن إخراج سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من موقفها التفاعلي بعد 7 أكتوبر. كان المسار الأول لتأكيد القيادة الأميركية هو تقديم رؤية لما سيأتي بعد العقاب الجماعي الذي فرضته "إسرائيل" على غزة من خلال إعادة الالتزام خطابياً بحل الدولتين. وبدلاً من ذلك، تحدث معه محاوروه وكأنه واهم. "كيف يمكننا حتى أن نفكر بما سيحدث في غزة عندما لا نعرف أي نوع من غزة سيبقى بعد انتهاء هذه الحرب؟"، سأل أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني.

وكان المسار الثاني الذي سلكه بلينكن لقيادة الولايات المتحدة هو تعزيز إصرار بايدن على ألا تتحول حرب غزة إلى حرب إقليمية - وهو ما يشكل خطراً حقيقياً للغاية.

وفي زيارة للعراق لم يعلن عنها مسبقاً، حث رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على اتخاذ إجراءات ضد الفصائل المدعومة من إيران، بما في ذلك التحالف المسلح الجديد الذي يطلق على نفسه اسم "المقاومة الإسلامية في العراق".

ومع ذلك، ووفقاً لقراءة وزارة الخارجية لاجتماع الأحد، فإن السوداني، كان يرغب في مناقشة كيفية ضمان "عدم تهجير الفلسطينيين قسراً خارج غزة". وكان ينبغي لهذا أن يُخبر بلينكن أن التصعيد في أيدي الأميركيين بقدر ما هو في أيدي الإيرانيين.

قبل شهر واحد فقط، اعتبرت إدارة بايدن نفسها على وشك إعادة اصطفاف إقليمي رسمي كان من شأنه أن يؤدي إلى اعتراف السعودية بـ"إسرائيل".. وبدلاً من ذلك، وكما كان متوقعاً، كان العقاب الجماعي الذي فرضته "إسرائيل" على فلسطين، مع تلميحاتها بالتطهير العرقي، سبباً في تمزيق التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، الأمر الذي شهد على حماقة التضحية بالفلسطينيين مرة أخرى في سبيل الأوهام الأميركية المتعلقة بالنظام الإقليمي.

وفي يوم الاثنين، بينما كان بلينكن يستعد لمغادرة تركيا، أعلنت إيران أنها ستحضر قمة في الرياض للتركيز على إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة. فالتنافس الإقليمي بين إيران والسعودية، توقف مؤقتاً، الأمر الذي ترك الولايات المتحدة معزولة على نحوٍ متزايد بسبب عدم رغبتها في كبح جماح "إسرائيل".

كل شيء، من مصير غزة إلى احتمالات نشوب حرب إقليمية يمكن أن تمتد جبهاتها في أي مكان من اليمن إلى سوريا، يعتمد على تغيير بايدن مساره وفرض ضبط النفس على "إسرائيل".

إن سياسة بايدن الخارجية عالقة في فخ كماشة من تصميمها الخاص، عالقة بين التزامات لا يمكن التوفيق بينها تجاه شركائها الإسرائيليين والعرب والأتراك، حيث أقنعت الإدارة نفسها لمدة ثلاث سنوات بأنه طريق إلى شرق أوسط مستقر ومؤيد لأميركا. ولا يزال هناك وقت لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح "الرهائن". لكن يجب على الإدارة أولاً أن تضع حداً لأوهامها.

أضف تعليق