28 آذار 2024 الساعة 15:24

غوتيريش يندد بمعدلات فائدة "جشعة" تفرضها البلدان الغنية وقطر تجدد التزامها بدعم البلدان الأقل نموا

2023-03-05 عدد القراءات : 206
الدوحة(الاتجاه الديمقراطي)

ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بما سماه خنق دول العالم الغنية وشركات الطاقة الكبرى البلدان الفقيرة بمعدلات فائدة جشعة وأسعار وقود مرتفعة، وأكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التزام بلاده بدعم البلدان الأقل نموا في التصدي للتحديات الملحة.
جاء هذا في قمة للقادة تسبق الانطلاق الرسمي لمؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالبلدان الأقل نموا الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة.
وقال غوتيريش إن "منظومتنا المالية العالمية صُممت من قبل الدول الغنية، لتعود بالفائدة عليها إلى حد كبير".
وأضاف في تصريحات وجهها إلى البلدان الفقيرة "في ظل حرمانكم من السيولة (فإن) العديد منكم محروم من الوصول إلى أسواق رأس المال بفعل معدلات فائدة جشعة".
وأكد غوتيريش أنه يتعين على الدول الثرية تقديم 500 مليار دولار سنويا لمساعدة الدول التي وصفها بالعالقة في حلقات مفرغة تعرقل جهودها الرامية لتعزيز اقتصاداتها وتحسين الصحة والتعليم.
ويعقد المؤتمر المعني بـ46 دولة مصنفة ضمن الأقل نموا في العالم عادة كل 10 سنوات، لكنه أُجّل مرتين منذ عام 2021 بسبب جائحة كورونا.
شح الموارد ومشكلة الديون
كما ندد الأمين العام للأمم المتحدة بطريقة تعامل البلدان الأغنى مع تلك الفقيرة، وقال إن "التنمية الاقتصادية تصبح صعبة عندما تعاني البلدان من شح في الموارد وتغرق في الديون، في حين أنها ما زالت تعاني من عدم إنصاف تاريخي واستجابة غير متساوية لكوفيد-19".
وشدد غوتيريش على أن "مكافحة كارثة مناخية لم تتسببوا بها بأي شكل من الأشكال هو أمر صعب عندما تكون تكلفة رأس المال مرتفعة للغاية" والمساعدة المالية التي يتم تلقيها "نقطة في بحر".
وتابع أن "شركات الوقود الأحفوري العملاقة تجني أرباحا هائلة، فيما لا يتمكن الملايين في بلدانكم من تأمين طعامهم".
وأشار إلى أنه تم التخلي عن البلدان الأفقر في ظل "الثورة الرقمية"، فيما رفعت الحرب في أوكرانيا أسعار الغذاء والوقود.
التزام قطري
من جهته، أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التزام بلاده بدعم البلدان الأقل نموا، وأشار إلى أن قطر خصصت جزءا كبيرا من المساعدات الإنمائية لهذه الدول.
وأوضح الوزير أن مبادرة دولة قطر لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا جاءت انطلاقا من إيمانها بضرورة إيلاء أكبر قدرٍ من الاهتمام للاستجابة لاحتياجات أقل البلدان نموا. وأضاف "أمامنا على مدار الأيام الخمسة المقبلة فرصة تاريخية لكي نؤكد من جديد التزامنا بالتعاون البناء والعمل متعدد الأطراف، ودعم أقل البلدان نموا في التصدي للتحديات الجسيمة، ومواصلة الزخم الإيجابي وروح التضامن التي تميَّز بها اعتماد برنامج عمل الدوحة الذي تم بالإجماع".
وتنص مقترحات "برنامج عمل الدوحة" على تأسيس نظام يساعد الدول التي تواجه أزمة جوع في ظل الجفاف وارتفاع الأسعار.
كما تدعو الخطة إلى بذل جهود من أجل مساعدة البلدان الأقل نموا على جذب تمويل خارجي وخفض معدلات الفائدة لتخفيف تداعيات ديونها.
تنديد بشروط التمويل
من جانب آخر، ندد عدد من الرؤساء والوزراء بشروط تمويل البلدان الأقل نموا التي ازدادت ديونها أكثر من 4 أضعاف خلال عقد، إلى مبلغ قُدّر بـ50 مليار دولار عام 2021.
وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان "ينظر السودان إلى عقبة الديون باعتبارها قضية ملحة ينبغي معالجتها في سياقها الدولي والعالمي"، داعيا "لتقديم العون اللازم للسودان في هذه المرحلة من تاريخه السياسي".
ورأى رئيس تيمور الشرقية جوزيه راموس-هورتا أن معدلات الفائدة "جشعة" و"لا تراعي" الدول المعنية.
بدوره، ندد رئيس ملاوي لازاروس شاكويرا -الذي يترأس القمة- بـ"تعهّدات لم يتم الإيفاء بها" من قبل المجتمع الدولي. وأشار إلى أن المساعدات "ليست مكرمة أو عملا خيريا"، بل "مسؤولية أخلاقية".
ما البلدان الأقل نموا؟
منذ عام 1971 اعترفت الأمم المتحدة بالبلدان الأقل نموا بوصفها فئة من الدول شديدة الحرمان في تنميتها لأسباب هيكلية وتاريخية وجغرافية.
وتواجه أقل البلدان نموا مخاطر الفقر المدقع والبقاء في حالة تخلف أكثر من الدول الأخرى.
وتستخدم لجنة السياسات الإنمائية 3 معايير لتحديد حالة البلدان الأقل نموا:
•    الدخل الفردي (الدخل القومي الإجمالي للفرد).
•    الأصول البشرية (مؤشرات التغذية والصحة والالتحاق بالمدارس ومحو الأمية).
•    الضعف الاقتصادي (مؤشرات الصدمات الطبيعية التي تؤثر على التجارة، والتعرض المادي والاقتصادي للصدمات).
وتشمل الامتيازات المرتبطة بالبلدان الأقل نموا مزايا في المجالات التالية:
•    تمويل الجهود المبذولة في التنمية، خاصة المنح والقروض من الجهات المانحة والمؤسسات المالية.
•    نظام تجاري متعدد الأطراف، كالوصول التفضيلي إلى الأسواق والمعاملات الخاصة.
•    الدعم الفني، خاصة ما تعلق بتعميم التجارة.
ما البلدان العربية الأقل نموا؟
تصنف لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "إسكوا" (ESCWA) كلا من السودان واليمن والصومال وموريتانيا دولا عربية أقل نموا.
وتعاني هذه الدول تحديات مزمنة وأوضاعا اقتصادية صعبة بسبب النزاعات وغياب الاستقرار السياسي.
ومن خصائص البلدان الأقل نموا انخفاض نصيب الفرد من الدخل وضعف التنمية الاجتماعية والبشرية.


أضف تعليق