26 نيسان 2024 الساعة 15:27

«ميليشيا حريدية» بجيش الاحتلال تعمل لخدمة المستوطنين

2022-03-26 عدد القراءات : 443

نابلس ( الاتجاه الديمقراطي)

أصدر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان تقريره الأسبوعي أوضح فيه أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يضم في صفوفه ميليشيا حريدية متطرفة تدعى كتيبة "نيتساح يهودا" تعمل في خدمة المستوطنين مضيفاً أن الأيام والأسابيع الأخيرة شهدت جدلًا واسعًا في "إسرائيل" حول وجود ما يشبه الميليشيا، التي تعمل بشكل رسمي كإحدى الوحدات العسكرية الملحقة بجيش الاحتلال تدعى كتيبة "نيتساح يهودا". فيما يلي النص الكامل للتقرير :

تدور على الارض في فلسطين التاريخية حرب متصلة ، ليس فقط بين المواطنين الفلسطينيين سكان البلاد الاصليين والمستوطنين المدعومين من قوات الجيش والشرطة وحرس الحدود بل وكذلك بينهم وبين ميليشيات نظامية مسلحة تعمل في صفوف الجيش والشرطة النظامية . ففي حين يخوض الفلسطينيون المعركة باسم الدفاع عن الأرض تخوض سلطات الاحتلال وميليشياتها الحرب تحت شعارات متعددة تروج لرواية شائعة بين صفوف جيش الاحتلال وميلشيات المستوطنين ومنظماتهم الارهابية حول حرب مقدسة تخوضها اسرائيل على الأرض التي وعد الرب شعبه المختار ، خاصة مع التزايد المضطرد لجهود التبشير الديني للحاخامات الذين يعملون دون كلل لزيادة تأثيرهم في اوساط الجيش والشرطة وبناء ميليشيات مسلحة في إطارهما  ورعاية ذلك عبر السماح بتأسيس المدارس الدينية العسكرية التمهيدية ” يشيفوت هسدير ” أو ” مدارس التسوية ” التي انشئت بهدف الإشراف على الجنود المتدينين ، حيث يُجنَّد الملتحقون بها لمدة 18 شهرا ، ويصل عدد هذه المدارس في إسرائيل اليوم 42 مدرسة منها 13 مدرسة تقع في مستوطنات الضفة الغربية .

مؤخرا جرى الكشف عن ظواهر خطيرة وتبعث على المزيد من القلق بفعل تحول مئات الإسرائيليين المتطوعين في جهاز الشرطة فيما يسمى ” سرية بارئيل ”  إلى ميليشيا مسلحة تعمل ضد المواطنين العرب في النقب بدعوى «فرض النظام وسلطة القانون وإنقاذ النقب من مشكلة التزايد الملحوظ للمواطنين الفلسطينيين سكان البلد الأصليين ، الذين يواجهون سياسة اسرائيل التمييزية والعنصرية في جميع ميادين حياتهم وعلاقتهم بأرض آبائهم وأجدادهم . ” سرية بارئيل ” هذه يتوزع منتسبوها  إلى ثلاث سرايا : سرية تدخل وهي سرية النخبة ، التي تخضع لتأهيل لمحاربة الإرهاب وسرية الدوريات – وتخضع لتأهيل لإطلاق النار وتولي صلاحيات الأمن العام ؛ وسرية قتالية ، مهمتها إدارة كل ما يتطلبه تحجيم انتشار المواطنين الفلسطينيين خاصة في القرى غير المعترف بها .

” سرية بارئيل ” هذه في النقب يقابلها كتيبة ” نيتساح يهودا ” في الضفة الغربية التي يخدم فيها يهود متعصبون دينيًا ويسكن قسم منهم في البؤر الاستيطانية العشوائية بالضفة الغربية ، وهي ميليشيا تطورت كوحدو من الجيش الإسرائيلي ، وينفذ جنودها الذين ينتمون لعائلات مستوطنين في المنطقة اعتداءات ضد الفلسطينيين . وقد جرت محاولات لتفكيك هذه الكتيبة ، إلا أن تقديرات قادة في طيش الاحتلال تشير إلى أن تفكيكها سيكون بمثابة إعلان حرب بالنسبة لقيادة المستوطنين ، فهذه الكتيبة تنتمي إليهم ، وتعمل لصالح المستوطنات ، وعادة ما يدخل قادة المستوطنين إلى مقرها بصورة حرة ويتحدثون مع جنودها . وتظهر المعطيات أن 3.8% فقط من الجرائم التي ترتكب على خلفية قومية من قبل عناصر تعمل في كتيبة ” نيتساح يهودا ” ومن مجموعات المستوطنين بحق الفلسطينيين في الضفة تنتهي في نهاية المطاف بلا لائحة اتهام. وأنه تم إغلاق أكثر من 221 شكوى فلسطينية من أصل 263، ما بين أعوام 2018 – 2020، وهناك 10 فقط تم حتى الآن تقديم لوائح اتهام فيها والبقية لا زالت قيد التحقيق .

أما على صعيد النشاطات الاستيطانية فتتوالى المشاريع والمخططات الإستيطانية في القدس المحتلة وباقي أرجاء الضفة الغربية حيث  أقرت بلدية الاحتلال بالقدس ولجان التخطيط قرار” اللجنة المحلية” لبناء الأبراج الأولى في مدخل حي الثوري ضمن المنطقة الصناعية (تالبيوت ) من 30 طابقًا. هذا البرج سوف يشرف على البلدة القديمة وبإطلاله على القدس بشطريها بارتفاع 30 طابقًا ويستوعب 149 وحدة استيطانية ومراكز تجارية، ومراكز مختلفة بشأن الاستخدامات المختلطة للبناء، يضم ( مجدال بارديس – برج الجنة ) أيضًا مجموعة متنوعة من الاستخدامات . وبرج (مجدال بارديس- برج الجنة ) هذا سمي على اسم كلية بارديس للدراسات اليهودية، والذي يقع بجوار البرج الاستيطاني الذي سيتم بناؤه، وهو جزء من عملية التجديد التي من المتوقع أن تمر عبر مدخل القدس الجنوبي – المنطقة الصناعية تلبيوت التي ستغير وجهها تمامًا، وسيكون التغيير الرئيسي في الشارع الرئيسي – حيث من المخطط أن يمر الخط الأزرق للسكك الحديدية الخفيفة وقد بدأ العمل في المشروع ويجري حاليًا تنفيذ أعمال الحفر والمستودعات في المنطقة التي تتجاوز 2000متر مربع، وفقا للجهة المسؤولة عن المشروع . أما تاريخ الانتهاء من بناء هذا البرج الاستيطاني الضخم فيقدر بحوالي أربع سنوات حيث تنفذ حاليًا أعمال الحفر والنشر للمشروع الذي يحتوي على 144 وحدة استيطانية، وموقف سيارات تحت الأرض وواجهة تجارية لشارع .

في الوقت نفسه يطارد الاحتلال قرى القدس التي هجر أهلها عام 1948 ويعمل على استكمال تهويدها عبر مشاريع استيطانية متتالية حيث صادقت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء على بناء 1200 وحدة سكنية في حي “كريات هيوفيل” المقام على أنقاض أراضي قرية سطاف المهجرة بالقدس الغربية. وتبلغ مساحة المخطط الإجمالية نحو 50 دونما، ويقع في الطرف الغربي من حي (كريات هيوفيل)، على مقربة من حي عين كرم . ومن إجمالي الوحدات السكنية في البرنامج، سيتم تخصيص حوالي 240 وحدة للشقق الصغيرة بالإضافة إلى الوحدات السكنية، تتضمن الخطة حوالي 2000 متر مربع لمناطق التوظيف، وحوالي 28 ألف متر مربع للمباني العامة التي سيتم بناؤها على واجهات المباني . وستستخدم المباني العامة لبناء معابد يهودية، ومدرسة ابتدائية، ومدرسة ثانوية، و11 روضة أطفال، بالإضافة إلى مبان للرعاية الاجتماعية والمجتمعية

وعلى صعيد مختلف رحب المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان بالتقرير الصادر عن مقرر الأمم المتحدة الخاص “المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967″، مايكل لينك الذي عدًّ أن الوضع في فلسطين المحتلة يرتقي لنظام ” الفصل العنصري”  وهو التقرير النهائي قبل انتهاء ولايته التي استمرت ست سنوات ، حيث وثق بالأحداث والوقائع تطبيق اسرائيل لنظام الفصل العنصري ، ويوضح التقرير بالتفصيل كيف أنشأت إسرائيل نظاماً للقمع بدوافع عنصرية ضد الفلسطينيين ، تم تصميمه علنًا للإبقاء على الهيمنة اليهودية الإسرائيلية ، وإدامتها من خلال ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان . وطالب المكتب الوطني المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية  النظر في جريمة الفصل العنصري واتخاذ قرار حاسم وشجاع بتبني هذه التقارير المتتالية التي تؤكد بالوقائع تبني اسرائيل سياسة الفصل العنصري ، وفرض عقوبات على دولة الاحتلال للتراجع عن سياساتها الإجرامية ، وإنهاء الاحتلال.

أضف تعليق