24 نيسان 2024 الساعة 01:12

«أفيطار» على جبل صبيح مصممة لتأمين التواصل الاستيطاني في المنطقة مع الأغوار

2021-06-26 عدد القراءات : 593

نابلس ( الاتجاه الديمقراطي)

قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان التابع لمنظمة التحرير في تقريره الاسبوعي عن الاستيطان إن قمة جبل صبيح تقع في منطقة تضم عددا من القرى الفلسطينية الى الجنوب من مدينة نابلس وفي ظل انشغال المنطقة والعالم بأحداث مدينة القدس وبالعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة بنى المستوطنون  في  أيار الماضي بؤرة استيطانية أخذت تتوسع بسرعة  ، وحملت البؤرة  اسم “ أفيطار ”  المزيد في النص الكامل للتقرير :

على قمة جبل صبيح وفي منطقة تضم عددا من القرى الفلسطينية الى الجنوب من مدينة نابلس وفي ظل انشغال المنطقة والعالم بأحداث مدينة القدس وبالعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة بنى المستوطنون  في  أيار الماضي بؤرة استيطانية أخذت تتوسع بسرعة  ، وحملت البؤرة  اسم “ أفيطار ” ،  وفي زمن قصير ضم المكان أكثر من أربعين مسكنا  ، بمبادرة من الحركة الاستيطانية  “ نحالاه ”، وبتمويل ومساعدة لوجستية ومشاركة من عناصر جيش الاحتلال ودعم من ما يسمى المجلس الإقليمي “شومرون”. وقد بنيت البؤرة الاستيطانية على أراضي بيتا، وقبلان، ويتما، على تلة كانت في الثمانينيات من القرن الماضي معسكرا لجيش الاحتلال.
المواطنون الفلسطينيون في المنطقة وخاصة في بلدة بيتا وجدوا في ذلك تحديا لوجودهم وحقوقهم ، فخرجوا في مظاهرات احتجاج ضد هذه البؤرة الاستيطانية ، ارتقى فيها حتى الان اربع شهداء  بنيران الجيش الإسرائيلي بينهم طفلان ، وأصيب المئات .
مساحة البؤرة في وضعها الراهن عشرات الدونمات ، لكن القائمين على المشروع يخططون للاستيلاء على اراضي تقدر مساحتها بنخو  600 دونم. . يعيش في المكان 42 عائلة ، وفي قائمة المعنيين بالانضمام للبؤرة هناك 75 عائلة أخرى. وقد بنيت هذه البؤرة الاستيطانية على بعد 1.6 كم الى الشرق من مفترق زعترة . وفي حسابها على الفيسبوك كتب المستوطنون بأنها بنيت لتمنع التواصل بين القرى الثلاث قبلان ويتما وبيتا ولخلق تواصل جغرافي بين مستوطنة “تفوح” غرب مفترق زعترة ومستوطنة “مجداليم” الموجودة على بعد 9 كم الى الجنوب الشرقي من المفترق على طريق الغور  .

أما اسمها ” أفيطار ” فقد اختار لها المستوطنون الاسم الاول لمستوطن من  “يتسهار” كان قد قتل في أيار 2013. ومنذ تاريخه جرت في الاعوام 2013 و2016 و2018 ثلاث محاولات لبناء البؤرة الاستيطانية في المكان ،. غير أنه كان يتم إخلاء الكرفانات في كل مرة . الآن ومن اجل تبرير إقامة البؤرة الاستيطانية ومنع تنفيذ تفكيكها يدور الحديث حسب اوساط المستوطنين واوساط حكومية وفي المعارضة عن أراض قيد المسح تابعة لما يسمى للمجلس الإقليمي “شومرون” أي اراضي دولة ، فيما الجميع يعلم أنه عندما بنيت القاعدة العسكرية في المكان تم إصدار أمر وضع اليد (على أراض خاصة) لاحتياجات عسكرية. هذه المرة وضع في المكان كرفانات وخيام ، وذلك بعد بضع ساعات على عملية إطلاق النار على الطلاب الثلاثة من المدرسة الدينية في “ايتمار” في الثاني  أيار الماضي . وقد تحولت البؤرة الى مكان يحج اليه المؤيدون ، من بينهم حاخام صفد، شموئيل الياهو، وحاخام السامرة، الياكيم لفنون، وحاخام تفوح، شمعون روزنتسفايغ، وأعضاء الكنيست ميكي زوهر (الليكود) وعميحاي شكلي (يمينا) وأعضاء حركة “بني عكيفا ” ويجري التخطيط  لإستضافة جماعية لمئات المؤيدين بهدف فرضها كأمر واقع وتحويلها لاحقا الى مستوطنة .

هذا على صعيد البؤرة الاستيطانية ” أفيطار ” . وفي امتدادها تدفع الإدارة المدنية في الوقت نفسه بمشروع شق طريق قرب مستوطنة “بيتار عيليت”، يمس بأراض زراعية تابعة لقرية وادي فوكين في محافظة بيت لحم ، مخطط الطريق الجديد هو الآن ضمن إجراءات المصادقة في مكتب التخطيط الرئيسي للإدارة المدنية. ويبلغ طوله 8 كيلومترات وسيربط مستوطنة “بيتار عيليت” مع شارع جنوبها، يوصل إلى مستوطنة “غوش عصيون”. ومن شأن هذا الطريق أن يشكل محوراً طولياً موازياً لشارع الأنفاق الذي يربط “غوش عصيون” مع القدس. وبمحاذاة “بيتار عيليت” خصصت حكومة الاحتلال منطقة لإقامة مستوطنة أخرى باسم “جفعوت”. ففي المنطقة الآن مستوطنة صغيرة بهذا الأمر. في الغرب تم تحديد منطقة لإقامة مستوطنة في المستقبل، تحمل اسم “جفعوت”.وسيمر الشارع الجديد بين بيوت الأحياء الشمالية في “بيتار عيليت” والبيوت والحقول في قرية وادي فوكين الفلسطينية ،  درور ايتكس ، وهو من جمعية “كيرم نبوت” التي تعمل على متابعة المستوطنات، قال إن الإدارة المدنية لم تنتظر المصادقة النهائية على المخطط، بل بدأت في ترسيم مسار الشارع في عدة نقاط .

وفي هذا الترسيم يمكن ملاحظة أنه يمر في قسيمة من القسائم في وادي فوكين في اراضي دولة ولكن مقطعاً منه يمر في قسائم بملكية خاصة في وادي فوكين. . ومن الواضح  أنه لا توجد حاجة لهذا الشارع ، غير ان  الأمر يتعلق كما يبدو  بالإعداد لبناء المستوطنة الجديدة ” جفعوت”، وثمة مخططات بناء أخرى تهدد الأراضي الزراعية في وادي فوكين، الأول هو مخطط لإقامة منطقة صناعية بمحاذاة القرية وقرب مدخل “بيتار عيليت”. والثاني مخطط لتوسيع أراضي البناء السكني في “تسور هداسا”، الموجودة داخل الخط الأخضر. هذه المخططات ستقلص الأراضي التي تتسرب من خلالها مياه الأمطار إلى المياه الجوفية، ومن هناك تتدفق في الينابيع التي تسمح بتطوير النظام الزراعي التقليدي في القرية.

أما على صعيد التخطيط للبناء الاستيطاني فقد صادقت اللجنة الفرعية للاستيطان في ” الإدارة المدنية ” على عدد من مشاريع البناء في المستوطنات في الضفة الغربية، وهي أولى المشاريع التي يتم المصادقة عليها رسميا في عهد الحكومة الإسرائيلية الجديدة، برئاسة نفتالي بينيت. ويأتي ذلك بعد أن انعقدت اللجنة الفرعية للاستيطان لأول مرة منذ 7 أشهر ، حيث صادقت على مشاريع تضمنت بناء مدارس  وكنس لتعليم التوراة، وبناء مجمع تجاري، فضلا عن وحدات سكنية جديدة في مستوطنة “يتسهار كما جرت المصادقة على بناء مدرسة للأطفال لذوي الاحتياجات الخاصة في مستوطنة “إلكانا”، وعلى مجمع تجاري في مستوطنة “ميشور أدوميم”، ومعاهد دينية توراتية وكنس في مستوطنتي “كارني شومرون” و”كفار أدوميم”.

وتمت المصادقة على بناء وحدات سكنية في مستوطنة “يتسهار”، ومواقع استيطانية أخرى لم يتم الإعلان عن مواقعها. ويدور الحديث بحسب وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادقة على 31 خطة في اللجنة الفرعية التي تتخصص بالمصادقة على الخطط المفصلة للبناء في المستوطنات وعلى الرغم من مصادقة اللجنة الفرعية على هذه الخطط الاستيطانية، يبدي قادة المستوطنين اهتمامهم بانعقاد لجنة التخطيط العليا التابعة لـ”مجلس التخطيط الأعلى”، للمصادقة على مشاريع استيطانية واسعة وكبيرة للمجالس الاستيطانية في الضفة، إذ لم تنعقد اللجنة منذ كانون الثاني/ يناير الماضي، علما أنها تجتمع بشكل دوري كل 3 أشهر، ولم يتم حتى الآن تحديد موعد لانعقاد اللجنة.وقبل أسبوع ، فيما أودعت سلطات الاحتلال مخططا كبيرا لتوسعة مستوطنة “شفوت راحيل”، بإضافة 534 وحدة استيطانية جديدة، على حساب أراضي أهالي كل من قريوت وجالود وترمسعيا، في منتصف الطريق بين نابلس ورام الله .  

وعلى غرار مسييرة الاعلام في القدس المحتلة دعت منظمات تابعة للمستوطنين إلى مسيرات في أرجاء الضفة الغربية المحتلة، لمطالبة حكومة الاحتلال الجديدة السيطرة على مناطق “ج”، التي تشكل أكثر من 60% من مساحة الضفة. وقد صدرت دعوات لـ14 مسيرة من شمالي الضفة حتى جنوبها بدعم من مجالس المستوطنين. وجاء في دعوة المستوطنين أن “العرب يسيطرون على المنطقة ويخنقون الاستيطان في إجراء إستراتيجي بتضمن تكثيف أعمال البناء.. يجب أن نتخلى عن عدم المبالاة.. علينا أن نتحرك”، كما جاء في نص الدعوة أنه “سنخرج في مسيرات في جميع أنحاء يهودا والسامرة (الضفة المحتلة)، ونوقف بأنفسنا السيطرة العربية غير القانونية ” على الأراضي.

وفي الوقت الذي يؤمن فيه جيش الاحتلال مسيرات المستوطنين وعربداتهم ، رغم انها كانت هزيلة ، فإن قوات الإحتلال تقمع بوحشية مسيرات وفعاليات سلمية ضد الاستيطان في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، ما أوقع العديد من الجرحى الفلسطينيين .حيث تشهد بلدة بيتا في محيط جبل صبيح تحديداً جنوبي نابلس مواجهات ليلية خلال قمع الاحتلال فعاليات “الإرباك الليلي”، وكذلك في قرية بيت دجن، شرقي نابلس، احتجاجاً على إقامة بؤرة استيطانية على أراضي القرية من جهتها الشمالية الشرقية، حيث تخللتها إصابات بالاختناق.

كما أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع جنود الاحتلال، للمشاركين في صلاة الجمعة، التي أقيمت فوق الأراضي المهددة بالاستيلاء في منطقة الراس في محافظة  سلفيت ومنعت الفلسطينيين من الوصول إلى المنطقة التي أقام عليها مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة قبل عدة أشهر، وأصيب كذلك عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز خلال مواجهات شهدتها منطقة جبل العالم في بلدة نعلين غربي رام الله عقب فعالية رافضة للاستيطان والتوسع الاستيطاني في المنطقة، وقمعت قوات وقفة منددة بالتوسع الاستيطاني في مسافر يطا جنوبي الخليل حيث انتظمت الوقفة بعد أداء العشرات من النشطاء والأهالي صلاة الجمعة فوق الأراضي المهددة بالتوسع الاستيطاني في منطقة أم الشقحان في مسافر يطا، لصالح مستوطنة “إيغال”،.

أضف تعليق