26 تموز 2025 الساعة 02:21

"واشنطن بوست":التنسيق المكثف لمايكل والتز مع نتنياهو بشأن ضربة إيران ساهم في إقالته

2025-05-04 عدد القراءات : 142

واشنطن: أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغييرات كبيرة في القيادة العليا لإدارته بإقالة مستشاره للأمن القومي مايكل والتز، في أول تغيير كبير في ولايته الثانية. لم يكن هذا القرار، الذي أُعلن عنه الأول من مايو/أيار الجاري، نتيجة نزوة، بل نتيجة تراكم التوترات، وكشف عن خلافات عميقة داخل فريق القيادة بشأن إدارة السياسة الخارجية الأميركية، وخاصة فيما يتصل بإيران.

 
 
 
 

وقالت "واشنطن بوست" نقلا عن مصدرين، إن"ترامب أقال مستشار الأمن القومي مايك والتز بسبب توافقه مع نتنياهو بأن الوقت قد حان لضرب إيران"، وتابعا "والتز أراد أن يأخذ السياسة الأميركية مع إيران في اتجاه لا يرغب به ترمب"

وجد مايكل والتز، الضابط السابق في القوات الخاصة (القبعات الخضراء) والمدافع القوي عن اتباع نهج متشدد في السياسة الخارجية، نفسه على خلاف مع رئيس معروف بتردده في إشراك الولايات المتحدة في صراعات عسكرية جديدة. وبحسب مصادر مقربة من الإدارة، فإن الاحتكاك بين والتز وترامب اشتد في الأشهر الأولى من ولايته، حيث دفع المستشار باتجاه خيارات عسكرية صارمة، وخاصة ضد إيران. ويتناقض هذا النهج العدواني مع رغبة ترامب المعلنة في إعطاء الأولوية للدبلوماسية، أو على الأقل تجنب الالتزامات المكلفة في الخارج. وجاءت نقطة التحول في أعقاب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض في فبراير/شباط 2025.

ويقال إن والتز كان خلال هذا الاجتماع متحمسًا بشكل مبالغ فيه لدعم موقف نتنياهو بأن الوقت قد حان لضرب إيران. وذكرت مصادر مجهولة أن والتز أشرف على تنسيق مكثف مع الزعيم الإسرائيلي قبل الاجتماع، لاستكشاف الخيارات العسكرية ضد طهران. واعتبرت هذه الخطوة بمثابة محاولة لإعادة توجيه السياسة الأميركية في اتجاه اعتبره ترامب سابقا لأوانه، في غياب جهود دبلوماسية سابقة. وقال مصدر قريب من الملف إن "والتز أراد أن يأخذ السياسة الأميركية في اتجاه لا يدعمه ترامب". "لقد وصل الأمر إلى الرئيس، ولم يكن سعيدًا."

 
 
 
 

تم اختيار وزير الخارجية ماركو روبيو ليتولى مؤقتًا منصب مستشار الأمن القومي، وهو دور مزدوج لم نشهده منذ عهد هنري كيسنجر في سبعينيات القرن العشرين. ويُنظر إلى روبيو على أنه أكثر انسجاما مع رؤية ترامب وأقل ميلا إلى اتخاذ مواقف عدائية، ويمكنه أن يعمل على استقرار فريق يعاني من الصراعات الداخلية. ومع ذلك، يعتقد بعض المراقبين أن هذا التركيز للسلطة في يد روبيو يعكس الضعف الهيكلي لمواقف السياسة الخارجية في عهد ترامب، حيث يفضل الرئيس الاحتفاظ بالسيطرة المباشرة على القرارات الكبرى.

وتأتي إقالة والتز في وقت حرج بالنسبة لإدارة ترامب، التي تواجه مفاوضات حساسة بشأن إيران وأوكرانيا وغزة. ويتعين على ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص المسؤول عن هذه القضايا، أن يتعامل مع سياق من الفوضى الداخلية، التي تفاقمت بسبب رحيل والتز ونائبه أليكس وونغ.

 

وأعرب دبلوماسيون أجانب عن حيرتهم إزاء هذا التغيير المفاجئ، حيث يُنظر إلى والتز باعتباره شخصية استقرار في إدارة لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها في كثير من الأحيان. وبعيدا عن قضايا السياسة الخارجية، فإن هذا الإقالة تسلط الضوء على صراعات القوة داخل فريق ترامب. يبدو أن هناك ثلاثة فصائل متعارضة: الموالون لـ MAGA، المتشككون في التحالفات الدولية؛ الجمهوريون التقليديون، مثل والتز وروبيو؛ وشخصيات أكثر انتهازية، مثل ويتكوف. إن سقوط والتز، الذي يُنظر إليه باعتباره ممثلاً للجناح التدخلي، قد يشير إلى تعزيز سيطرة ترامب على سياسته الخارجية، على حساب النهج المؤسسي الأكثر كلاسيكية.


أضف تعليق