10 تشرين الثاني 2025 الساعة 18:33

الكابينيت يبحث اليوم التصعيد في غزة والرد على نوايا الاعتراف بدولة فلسطينية

2025-08-31 عدد القراءات : 819

يجتمع الكابينيت السياسي–الأمني، اليوم الأحد، لبحث ملف تصعيد العدوان على القطاع وخطة احتلال مدينة غزة، بالإضافة إلى بحث "خطوات للرد" على إعلان مرتقب من دول غربية، بينها فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل. وحسب الإعلام العبري، قد تشمل هذه الخطوات فرض عقوبات على السلطة الفلسطينية أو تنفيذ أعمال في مناطق مثل الخان الأحمر في القدس الشرقية، رغم المعارضة الدولية المتوقعة.

"الكابينت حسم خياره باحتلال غزة، وإسقاط حماس، والموافقة فقط على صفقة شاملة بشروط إسرائيلية"

وقد تقرر نقل اجتماع الكابينيت، بالإضافة لاجتماع الحكومة الإسرائيلة، إلى موقع "بديل وآمن"، بعد أيام من سلسلة عمليات اغتيال نفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وصنعاء، وفق ما أفادت الإذاعة العبرية العامة. وأوضحت الهيئة أن الاجتماعات تعقد في مجمع سري محصن، في حين ربطت وسائل إعلام أخرى القرار بالاغتيال الأخير لرئيس حكومة الحوثيين، أحمد الرهوي، وعدد من وزرائه الخميس الماضي.

وقالت الإذاعة العبرية العامة إن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قرر مقاطعة جلسة الحكومة على خلفية خلافات مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بسبب ما وصفه بـ"اقتطاع شامل من ميزانيات الوزارات لتمويل حماية المؤسسات التعليمية"، وهو إجراء اعتبره غير مقبول. وفي المقابل، من المتوقع أن يبحث الكابينيت تخصيص ميزانيات إضافية للمنظومة العسكرية والأمنية، وسط تهديدات من وزير التعليم يوآف كيش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بعدم افتتاح العام الدراسي الجديد إذا لم تُستكمل الميزانيات المطلوبة.

فيما يخص صفقة تبادل الأسرى، قالت الإذاعة العبرية العامة إن الحكومة لن تناقش مقترحًا جزئيًا كانت حماس قد وافقت عليه قبل أسبوعين، معتبرةً أن أي اتفاق سيكون "شاملاً فقط"، يشمل الإفراج عن 48 أسيرًا إسرائيليًا مقابل 200 أسير فلسطيني وتسليم جثامين إضافية، إلى جانب انسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي من بعض مناطق القطاع. ونقلت الهيئة عن مصادر مطلعة أن الاتصالات مع الوسطاء في مصر وقطر لم تشهد أي تقدم خلال الأسبوع الأخير، فيما أكد نتنياهو جهوزية فريق المفاوضات الإسرائيلي للانطلاق فور تحديد موعد ومكان المحادثات.

الكابينت سيناقش احتلال غزة – جيش الاحتلال ومخابراته يدافع عن موقف رئيس الأركان المؤيد لصفقة جزئية

في سياق متصل، كتبت الصحفية الإسرائيلية دانا فايس تقريرًا في الموقع الإلكتروني للقناة 12 تحت عنوان "استعدادات الجيش الإسرائيلي للتوغل في قلب مدينة غزة"، قالت فيه إن النقاش الأمني داخل الكابينت اليوم الأحد سيشهد مواجهة حادة بين قادة المنظومة الأمنية وبين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وقالت فايس: "قادة الجيش وجهاز المخابرات الإسرائيلية الشاباك يصرون على ضرورة مناقشة رد حركة حماس على المقترح المرحلي، بينما يرفض نتنياهو ذلك بحجة أن الخطة لم تعد ذات صلة، وأن الخيار الوحيد أمام إسرائيل هو إخضاع حماس بشكل كامل".

أما المراسل العسكري للقناة  نير دفوري فأوضح في تقريره أن رئيس الأركان يتمسك بخيار المفاوضات: "الصفقة المطروحة هي الخيار المفضل، إذ يمكن عبرها إعادة عدد من "المخطوفين" أحياء، فيما يعتبر الدخول إلى قلب غزة مغامرة خطيرة قد تودي بحياتهم".

لكن مسؤولًا سياسيًا نقلت عنه القناة قوله: "لن يُطرح هذا الموضوع للنقاش مجددًا، فالكابينت حسم خياره باحتلال غزة، وإسقاط حماس، والموافقة فقط على صفقة شاملة بشروط إسرائيلية".

وأشار تقرير القناة إلى أن هذا الموقف اتُّخذ قبل أن تصل الموافقة الإيجابية من حماس على المقترح، لكن نتنياهو لا يزال مصممًا على المضي في مسار العملية العسكرية داخل القطاع.

وفي سياق متصل، كشفت فايس أن "رؤساء الأجهزة الأمنية كانوا ينوون طرح مسألة صفقة "المخطوفين" أولويةً على جدول أعمال الكابينت، معتبرين أن بعض المخطوفين كان يمكن أن يعودوا إلى بيوتهم منذ الأسبوع الماضي لو صودق على العرض". وأضاف مصدر أمني: "ثمة صفقة على الطاولة، يجب قبولها لإعادة المخطوفين أحياء، واستغلال وقف إطلاق النار للوصول إلى نهاية القتال".

وشدد نفس المصدر: "الاعتقاد أن حماس ستستسلم بمجرد دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة ليس إلا مقامرة متهورة بأرواح المخطوفين والجنود". وأوضح التقرير أن الحديث يدور حول مقترح "فيتكوف" الذي كانت إسرائيل نفسها قد أصرت عليه، وينص على إعادة عشرة مخطوفين خلال شهرين من الهدنة، لكن الكابينت تجاهل العرض وقرر التوجه مباشرة إلى خطة التوغل.

دفوري أضاف أن "جميع قادة المنظومة الأمنية، بمن فيهم تساحي هنغبي، سيعرضون اليوم جبهة موحدة خلف موقف رئيس الأركان لصالح الصفقة". وأكد أن الرد من حماس وصل قبل أسبوعين، لكن الحكومة لم تدرسه إطلاقًا، رغم أنه يتوافق مع ما وقع عليه نتنياهو قبل ستة أشهر. المسؤولون الأمنيون عبّروا عن دهشتهم من تجاهل الأمر وأكدوا: "يجب توقيع الصفقة بدل المخاطرة بالاجتياح".

وفي الميدان، قالت فايس إن "الجيش الإسرائيلي يواصل تعزيز نشاطه حول مدينة غزة وداخل أحيائها، وقد أصيب سبعة جنود بجروح بين متوسطة وطفيفة جراء استهداف ناقلة جند في حي الزيتون". وأضافت أن القوات بدأت فعليًا التوغل في أحياء الزيتون والفورقان والشيخ رضوان.

وتشير التقديرات العسكرية إلى أن "الجيش بات يسيطر ميدانيًا على نحو 40% من مساحة المدينة البالغة 45 كيلومترًا مربعًا، فيما نزح حوالي عشرة آلاف من السكان باتجاه المناطق الجنوبية المصنفة كـ(مناطق إنسانية)".

ويستعد الجيش، وفق فايس، لحشد 60 ألف جندي احتياط إضافيين خلال الأسبوع المقبل، على أن يبدأ التوغل نحو مركز المدينة في غضون أسبوعين من اكتمال الحشد.

وختمت القناة تقريرها بالإشارة إلى أن "القيادة السياسية في إسرائيل تؤكد أن المضي في العملية العسكرية لن يتوقف إلا إذا تم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المحتجزين".


أضف تعليق