• الخطوة التالية للدولار الأمريكي في عام 2021
    2021-10-12

    الاتجاه الديمقراطي ( وكالات)

    بعد أن كان أداء الدولار الأمريكي ضعيف في عام 2020 بدأ في الصعود مرة أخرى مع بداية عام 2021، وعلى الرغم من حقيقة أن البنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال يبدو بعيدًا عن تقليص سياسته النقدية والأسواق المالية لا تزال تحتفظ بموقف المخاطرة، إلا أن هناك مزيد من التفاؤل حيال الدولار الأمريكي.
    فيما يلي سنتعرف على أداء الدولار الأمريكي هذا العام وخاصة أمام العملة الموحدة وما المتوقع خلال الفترة القادمة:
    أداء زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي حتى الآن في عام 2021
    شهد أداء الدولار الأمريكي مقابل اليورو خلال هذا العام تقلبًا كبيرًا في سوق تداول العملات حيث بدأت العملة الموحدة تعاملات هذا العام عند أعلى مستوي لها في عامين ونصف عند 1.23 دولار أمريكي، ولكن الزوج تراجع على مدار الربع الأول ليصل لأدنى مستوى له خلال العام حتى تاريخه  في 31 مارس عند 1.17 دولار.
    تعود قوة الدولار الأمريكي وضعف عملة اليورو خلال هذه الفترة إلى حملات التطعيم القوية التي قامت بها الولايات المتحدة، في المقابل كانت منطقة اليورو تعاني من عمليات الاغلاق ضمن حملتها للحد من انتشار متحور دلتا، بالإضافة إلى ضعف عمليات التطعيم في المنطقة.
    ومع بداية الربع الثاني ارتد اليورو من أدنى مستوياته هذا العام من 1.17 دولار قبل أن يواجه مقاومة عند 1.23 دولار في 1 يونيو، يأتي هذا الانتعاش مع تحسن رغبة المستثمرين في المخاطرة مما قلص من مكاسب الدولار الأمريكي، وفي 19 يونيو عاد اليورو للتراجع مرة أخرى ليصل إلى 1.19 دولار، واستمر في خسائره ليصل لأدنى مستوي عند 1.17 دولار في 19 أغسطس.
    في شهر سبتمبر حقق اليورو عودة طفيفة مقابل الدولار، حيث وصل إلى 1.19 دولار في 5 سبتمبر قبل أن يستقر في 8 سبتمبر، ثم عاد لمستوى 1.17 دولار في 20 سبتمبر.
    توقعات الدولار الأمريكي لعام 2021
    هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على أداء الدولار الأمريكي المتقلب خلال هذا العام، بدءًا من السياسة النقدية والتضخم إلى سياسة بايدن الاقتصادية إلى زيادة الرغبة في المخاطرة في السوق.
    البنك الاحتياطي الفيدرالي والسياسة النقدية
    في عام 2020، وبسبب جائحة فيروس كورونا تبنى البنك الاحتياطي الفيدرالي سياسة نقدية متساهلة للغاية، الأمر الذي أدى إلى خيبة أمل المستثمرين، حيث قام البنك بتخفيض سعر الفائدة إلى مستوى قياسي منخفض عند 0%- 0.25% ووسع من برنامج شراء السندات ليبلغ قيمته نحو 120 مليار دولار شهريًا، كانت السياسة النقدية التيسيرية أثر سلبي على معدلات الطلب على الدولار الأمريكي، وقد نتج عنه ضعف العملة في عام 2020.
    في اجتماع شهر يونيو، قام البنك الاحتياطي الفيدرالي بزيادة توقعاته لمعدلات النمو الاقتصادي مدفوعًا بالبيانات الايجابية التي صدرت وقتها عن الاقتصاد الأمريكي، كما أعلن عن احتمال حدوث زيادتين في أسعار الفائدة في عام 2023.
    في الاجتماع السابق الذي تم عقده في سبتمبر الماضي، لم يكن يتوقع أي زيادة في أسعار الفائدة في عام 2023، وبدلاً من ذلك توقع أول زيادة في أسعار الفائدة في عام 2024، نتيجة لذلك، انتعشت الأسواق،وشهد الدولار الأمريكي أكبر قفزة في يوم واحد منذ مارس 2020 بسبب أنباء الإعلان.
    التضخم
    قال نائب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي "ريتشارد كلاريدا" أنه في حال استمرار معدلات التضخم مستقرة على نحو جيد عند 2% على المدي الطويل، فمن المتوقع أنه لن يتم رفع أسعار الفائدة قبل عام 2023، ولكن إذا نظرنا في الواقع نجد أن التضخم نما بوتيرة سريعة مما وضع ضغوطًا على البنك الاحتياطي الفيدرالي لتشديد سياسته النقدية في وقت أقرب من المتوقع، ولكن يبدو أن التضخم بدأ في التراجع بشكل نسبي مما أصاب المضاربون على ارتفاع الدولار بخيبة أمل.
    هذا وقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلك خلال شهر سبتمبر بنسبة 0.1% مقارنة بشهر أغسطس الذي سجل زيادة بنسبة 0.3%، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي على أساس سنوي بنسبة 4% فقط مقارنة بـ 4.3% في العام الماضي، وقد أكدت هذه البيانات على وجهة نظر رئيس البنك الاحتياطي "جيروم باول" بأن معدل التضخم المرتفع هو أمر مؤقت، على الرغم من هذا التباطؤ الواضح في الأسعار، إلا أنه لا يزال اتجاه التضخم غير مؤكد.
    الرغبة في المخاطرة
    زادت الأسواق من شهيتها للمخاطرة بعد انهاء عمليات الإغلاق الرئيسية نتيجة لوباء كوفيد 19، ومع ذلك، فإن مثل هذه الأخبار ليست مفضلة للدولار الأمريكي.
    كقاعدة عامة، تشير التوقعات أن الاقبال على شراء الدولار الأمريكي يتزايد في أوقات الأزمات، حيث ينتاب المستثمرون حالة من الخوف والقلق مع حدوث اضطراب
    كما تم تقويض توقعات الدولار الأمريكي بسبب التطورات الإيجابية في السباق على لقاح فيروس كورونا، استمر إطلاق برامج التطعيم بشكل مكثف في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، نتيجة لذلك، هناك تفاؤل واسع النطاق بأن عمليات الإغلاق قد انتهت إلى الأبد.
    ومع انخفاض معدلات الإصابة في أوروبا وزيادة عدد الأشخاص الذين يتم تطعيمهم، فإن هذا التفاؤل له سبب للاستمرار، قالت رئيسية البنك المركزي الأوروبي"كريستين لاجارد"أن معدلات التعافي الاقتصاديلمنطقة اليورو أسرع مما كان متوقعًا قبل ستة أشهر، ويعاذ ذلك إلى حملات التطعيم السريعة.
    توقعات الدولار الأمريكي
    قام بنك ING مؤخرًا بتعديل توقعاتهم لعام 2021 بشأن زوج اليورو / الدولار الأمريكي من 1.28 دولار إلى 1.23 دولار، وخلال الربع الثاني من عام 2022 يتوقع محللو ING رؤية الدولار الأمريكي يبدأ في الارتفاع على نطاق أوسع.
    في توقعاتهم بالدولار الأمريكي على مدى الأشهر الستة المقبلة، يتوقعون أن يتداول زوج اليورو / الدولار الأمريكي بين 1.17 دولار و 1.23 دولار.
    أما بنك جولدمان ساكس فقد راجع توقعاته لزوج اليورو/ الدولار الأمريكي، حيث توقعت شركة وول ستريت العملاقة أن يصل الدولار إلى 1.23 دولار في أفق ستة أشهر، لتعديل توقعاتها السابقة البالغة 1.27 دولار، في حين أن هدفها لمدة عام واحد انخفض إلى 1.25 دولار من 1.28 دولار في توقعاتهم في وقت سابق من هذا العام.
    في شهر أغسطس، توقع الاقتصاديون في بنك جولدمان ساكس أن يعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن بداية التراجع عن مشترياته من السندات في نوفمبر، وتوقع أن يبدأ البنك المركزي في خفض المشتريات بمقدار 15 مليار دولار لكل اجتماع، وزاد البنك الاستثماري من احتمالات أن يعلن البنك المركزي بداية نهاية التسهيل الكمي في نوفمبر من 25 % إلى 45%.
    في الختام، لا يزال الدولار الأمريكي عرضة لمستويات عالية من التقلبات، ومع وجود الكثير من المجهول، فإن الاتجاه الذي يمكن أن يتخذه تنبؤات الدولار الأمريكي على المدى الطويل لا يزال غير واضح.
    نظرًا لأن جائحة كوفيد 19 حتى الآن لا تزال تحت السيطرة، وبينما ينتظر المستثمرون المزيد من الأخبار من صانعي السياسة النقدية، فإن الوقت فقط هو الذي سيحدد الاتجاه الذي ستتحرك فيه أخبار الدولار الأمريكي.

    http://www.alhourriah.ps/article/71829