• جنرالان إسرائيليان يتوقعان اتفاقيات تطبيع جديدة مع العرب
    2021-10-03

    القدس المحتلة ( الاتجاه الديمقراطي)

    مع اشتداد التوتر الإسرائيلي الإيراني حول البرنامج النووي، واقتراب الأخيرة من إنجاز اتفاقها مع القوى العظمى، تزداد التحذيرات الإسرائيلية مما تسميه تغير وجه المنطقة في حال دخل الإيرانيون النادي النووي، أو زاد نفوذهم الإقليمي، ما يشكل تحديا أو تهديدا جديداً لإسرائيل.
    آخر هذه التحذيرات صدرت عن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق الجنرال غادي آيزنكوت، في ظل التوترات القائمة مع طهران من جهة، وبعد مرور عام على توقيع اتفاقات أبراهام التطبيعية من جهة أخرى، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقات اكتسبت مزيدا من الدعم والأهمية على خلفية التسابق الإيراني للقدرات النووية، وخروج الولايات المتحدة من أفغانستان، الذي اعتبره نذير شؤم لإسرائيل والمنطقة.
    وأشار آيزنكوت، الذي قدم مداخلة في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، نشرتها صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمتها، إلى أن "المنطقة تشهد صراعا كبيرا بين الإيرانيين وأعدائهم، لأنهم يريدون تحقيق هيمنة إقليمية، ويسعون لحيازة أسلحة نووية، وكل من يعيش في الشرق الأوسط يدرك أنه سيكون شرق أوسط مختلفا تمامًا إذا حققت طهران هيمنة إقليمية، أو امتلكت أسلحة نووية".
    وأضاف أن "إسرائيل لديها مصالح مشتركة مع الدول العربية "المعتدلة"، وبالتالي فإن الاتفاقيات الإبراهيمية تمتلك إمكانات كبيرة لتعزيز الاستقرار الإقليمي، لاسيما أن هذه الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مثل هذه الأيام من العام السابق جاءت على خلفية حدثين مهمين للغاية: الأول هو التناقض الإيراني والسعي للحصول على قدرة نووية متطورة، والثاني -الذي لا يبشر بالخير- هو خروج الولايات المتحدة من أفغانستان، وتقليل تورطها في الشرق الأوسط".
    يتزامن تحذير آيزنكوت مع الاتجاهات السائدة في الشرق الأوسط، وتحمل في طياتها مخاطر على الأمن الإسرائيلي، سواء بسبب انتشار معدلات الفقر في المنطقة، ويشهد استقطابًا أكثر حدة بين معسكراتها، وتفاقم أزمة المناخ والطاقة، وتراجع اهتمام الساحة الدولية بالمنطقة، في الوقت الذي يتفاقم التهديد الإيراني، ويفترض أن يستدعي المنظمات الإقليمية والعالمية.
    لم يكن آيزنكوت الوحيد في إصدار تحذيراته، فقد شاركه رئيس مجلس الأمن القومي السابق مائير بن شبات، الذي تحدث عن توسيع وتعميق العلاقات الإسرائيلية العربية، بما فيها اتفاق التطبيع مع السودان، رغم أن "إسرائيل" لم تحرز تقدمًا في العلاقات معها، لأنها ترغب في المضي قدمًا بهذه العلاقات، لأن هناك بضعة ملفات أخرى يجب استكمالها مع الخرطوم، وتوقع الإسرائيليون الدخول في عملية تطبيع أسرع قليلاً معها.
    "شبات" زعم أن الأمور نضجت مع السودان في الوقت الحالي، وباتت مجرد مسألة وقت وإجراءات إدارية، لاسيما في ظل أن الموقف الرسمي للإدارة الأمريكية أنها داعمة للتطبيع الإسرائيلي السوداني، وهي تؤيد توسيع وتعميق هذه الاتفاقيات، ولعل مصلحة الإدارة الأمريكية في هذا الموقف لا تقل عن مصلحة إسرائيل ودول المنطقة، لذلك يبدو أن الحكومة الإسرائيلية الحالية ستشارك وتشجع باقي الدول على الانخراط في العلاقات في المنطقة، حتى لو ظهرت أقل حماساً لها.

    http://www.alhourriah.ps/article/71656