• مشاريع الاستيطان والضم تواصل زحفها وسط انشغال العالم بملفات دولية ساخنة
    2021-04-24

    نابلس ( الاتجاه الديمقراطي)

    أصدر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير تقريره الاسبوعي عن الاستيطان :
    نص التقرير
    في سياق التنفيذ المتدرج لمخططات الضم كما حددها مشروع التصفية الذي اعلنته تبنته الادارة الاميركية السابقة بدفع من حكومة بنيامين نتنياهو تواصل سلطات الاحتلال أعمال التجريف واقتلاع الأشجار في بلدة حوارة ، جنوب نابلس ، تمهيداً لفتح الطريق الاستيطاني ، المسمّى ” التفافي حوارة ” والذي يصل طوله لنحو 7 كم بكلفة 300 مليون شيقل ، ويستولي على 406 دونمات من اراضي قرى وبلدات حواره وبورين وعورتا وأودلا وبيتا الى الجنوب من مدينة نابلس بهدف ربط المستوطنات المعزولة في محيط مدينة نابلس مع بؤرها الاستيطانية بما يسمى عابر السامرة وبالداخل دون المرور بتجمعات سكانية فلسطينية . ويعد هذا الطريق واحدا من عدد من الطرق الالتفافية الجديدة مثل التفافي العروب والتفافي اللبن الغربية والنبي الياس وقلنديا وغيرهاوهو  من أخطر المشاريع الاستيطانية لأنه يعزز الاستيطان وسحول مستوطنات جنوب نابلس من مستوطنات معزولة إلى مدن في جسد الضفة الغربية ويعدم إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا. وكانت حكومة الاحتلال قد نشرت في نيسان العام 2019 مقطع فيديو يظهر فيه التصميم الرئيس لشق الطريق ، والمقر منذ سنوات ، وينضوي تحت ما تسمى “خطة درج” وتشمل 44 مخططاً ، جرى تنفيذ عدد منها. ويسير شق الطرق الاستيطانية الجديدة  بوتيرة أعلى من البناء في المستوطنات ، خاصة وأن هذه الطرق تستولي على مزيد من الأراضي الفلسطينية ، وذلك في سياق مخطط الضم ، بهدف ربط التجمعات الاستيطانية ، بالتزامن مع التصعيد في البناء الاستيطاني.

    وتستغل حكومة الاحتلال الموقف الضبابي للإدارة الاميركية الجديدة ، الذي يصل أحيانا الى مستوى التواطؤ وانشغال العالم بملفات دولية ساخنة وتواصل بثبات  مخططاتها الاستيطانية من خلال السطو على الأرض الفلسطينية ، حيث أعلنت الإدارة المدنية على موقعها الرسمي إيداع مخطط  تفصيلي يتضمن مصادرة 1243 دونمًا من أراضي رامين وبيت ليد شرق طولكرم لبناء وحدات استيطانية لصالح مستوطنة “عناب” . ويهدف هذا المخطط بناء 410 وحدات استيطانية في المرحلة الأولى من أصل 839 وحدة استيطانية لتوسيع مستوطنة “عناب” في المنطقة ، وتأتي هذه المصادرة لأراضي المواطنين الفلسطينيين في محافظة طولكرم بهدف تحويل الأرض من زراعية إلى مناطق للاستخدام السكاني والتوسع العمراني.

    في الوقت نفسه صادقت سلطات الاحتلال على قرار بالاستيلاء على 147 دونما من أراضي غرب بيت لحم ، تقع في الحوض (3) من منطقة “ظهر المترسبة” من اراضي بلدة نحالين، وحوض طبيعي رقم (5) من منطقتي “خلة السراويل”، وشعب البيش” في قرية حوسان . وقد تزامن ذلك مع كشف لجنة التنظيم والبناء في “الإدارة المدنية ” التابعة لجيش الاحتلال والمتحدثة باسم مجلس التجمع الاستيطاني “غوش عتصيون” عن تقدم في العمل لبناء حي استيطاني دائم مكان الكرفانات ال20 المتنقلة واستبدالها ب 96 وحدة استيطانية ، حيث أعلن رئيس مجلس التجمع الاستيطاني “غوش عتصيون”شلومو نئمان : “سنقوم ببناء منازلنا الجديدة وفي الحي الذي سيربطنا بالقدس ونؤسس مدرستنا الدينية في أرضنا” على حد قوله .

    وأضاف أنه قد تم اقرار هذا المشروع الاستيطاني قبل 20 عاما وبعد هذه المدة بدأت أعمال تطوير الأراضي لبناء الحي الدائم جنوب شرق “غوش عتصيون” مؤكدا أن هذا الحي الاستيطاني سيتلقى الدعم المالي والسياسي والإجتماعي والديني من غالبية في الكنيست، كما أوضح نئمان بأنه خلال المداولات في الكنيست في العام 1999 تم إنشاء نواة استيطانية(الحديث يدور عن بؤرة استيطانية في مستوطنة “ايفي” جنوبي شرق تجمع مستوطنات “غوش عتصيون” قرب بيت لحم) في ذات المكان بدعم من الحكومة الاسرائيلية تسكنها حوالي 10 عائلات تنتمي الي طائفة ( برسلاف هاتسيدك )  وعلى مر السنين انضمت عائلات شابة جديدة وخاصة من المستوطنات القديمة حيث يسكن 50 عائلة في المكان . ويعني هذا المشروع مضاعفة الأعداد الاستيطانية عشرات المرات . كما أوضح نئمان أنه بعد أربع سنوات من العمل والتخطيط مع وكالات التخطيط والحكومة تلقى المجلس  في آب 2019 تصريحا للخطة الرئيسية لبناء هذا الحي الاستيطاني كما تلقى دعما  من مجلس المستوطنات “يشع” . وفي غضون بضعة أشهر تم استكمال التخطيط والموافقات الضرورية وفي الايام القليلة الماضية جاءت الموافقة النهائية التي من شأنها أن تمكن المستوطنين  الأوائل من البدء في بناء منازلهم ز  وقد لفت بان المجلس الاستيطاني في “غوش عتصيون” بدء العمل وتمهيد الأرض لبناء 96 وحدة استيطانية على مرحلتين 61 وحدة مرحلة أولى و 35 وحدة في المرحلة الثانية.

    وفي الأغوار الفلسطينية الشمالية شرع ما يسمى مجلس مستوطنات الأغوار، بأعمال بناء 23 وحدة استيطانية وتوسيع مستوطنة “مسكيوت” المقامة على أراضي خربة عين الحلوة ، حيث استقدمت شركات إسرائيلية جرافات وحفارات وبدأت أعمال بناء 23 وحدة استيطانية جديدة لإضافتها إلى المستوطنة الجاثمة على أراضي المواطنين في المنطقة، وتوسعة المستوطنة، وكانت حكومة الاحتلال قد صادقت في الرابع والعشرين من تشرين الثاني من العام الماضي على طلب تقدم به مجلس المستوطنات تضمن بناء هذه الوحدات.وفي سياق متصل شرع مستوطنون بتجريف أراض في خربة الحمة بالأغوار الشمالية، تمهيداً لشق طرق استيطانية إضافية في المنطقة.حيث عمدت  جرافة إلى تجريف أراض بخربة الحمة وشقت خلالها مقطعاً من طريق يؤدي إلى البؤرة الاستيطانية المقامة في “الحمة”بما يعني فقدان المزيد من الأراضي الرعوية، ما يشكل تهديداً مباشراً لمصدر رزق الأهالي الأساسي.

    ولمزيد من تعزيز الاستيطان وشرعنته ، قدم عضو الكنيست أوريت ستروك عن حزب الصهيونية الدينية الذي يقوده سموتريتش، مشروع قانون لتنظيم البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية الذي يدعمه حتى الآن 44 عضوًا في الكنيست، وذلك بهدف تنظيم البؤر الاستيطانية وتقديم كل الدعم الحكومي اللازم لها من خدمات بنية تحتية مختلفة. علما ان مشروع القانون كان قدم للكنيست الثالث والعشرين السابق، من قبل لوبي “إسرائيل” بقيادة بتسلئيل سموتريتش وحاييم كاتس، وتم المصادقة عليه بالقراءة الأولى قبيل حل الكنيست مباشرة.ويخصص القانون فترة عامين لاستكمال إجراءات “التوطين” لجميع البؤر الاستيطانية، وينص أنه خلال فترة التسوية سيتمكن سكان تلك البؤر من الحصول على خدمات تشمل الكهرباء والمياه والانترنت والخدمات البلدية، وسيحصلون على المساعدات الحكومية المختلفة وتقديم قروض عقارية لهم، وهو أمر لم يكن ممكنًا لأكثر من 25 ألف مستوطن، وقالت ستروك إن مشروع القانون يحظى بإجماع واسع جدًا، وبالتالي سيتم طرحه في وقت قصير لتمريره سريعًا بغض النظر عن هوية الحكومة الجديدة . واعتبر ما يسمى “منتدى الشباب الاستيطاني” الخاص بالبؤر الاستيطانية ومتابعة قضاياهم، أن مشروع القانون بداية خطوة مهمة وتاريخية لتوفير ظروف معيشية أساسية لسكان تلك البؤر، قائلًا “لقد حان الوقت للتوقف عن الانخراط في المشاكل السياسية والأزمات، وتجاوزها من أجل إقرار قانون إنساني وهام، خاصةً أن هناك أغلبية في الكنيست تؤمن بالقانون”.فيما قال ما يسمى مجلس يشع الاستيطاني في الكنيست اليوم هناك أغلبية يمينية واضحة تؤيد هذا القانون الإنساني، وعلى أعضاء الكنيست أن يفوا بالتزامهم بدعم وحل هذه المشكلة الصعبة”.

    وفي السياق بدأت ما تسمى جامعة مستوطنة “أريئيل” منح نقاط استحقاق أكاديمية لطلابها مقابل تطوعهم في البؤر الاستيطانية العشوائية من خلال المنظمة الاستيطانية “هَشومير يوش” (أي حارس المستوطنات في الضفة الغربية). وشملت نشرة مشتركة للجامعة والمنظمة قائمة بالبؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة، التي أقيمت على شكل مزارع، وتدعو الطلاب إلى التطوع فيها، وأفادت  مصادر رسمية في الجامعة الاستيطانية بأن العمل التطوعي يشمل 50 ساعة حراسة ليلية وأعمال زراعية في السنة. وجاء في إعلان للطلاب نشرته تلك الجامعة ولجنة الطلاب ومنظمة “هشومير يوش”، في آذار/مارس الماضي : “هل تريدون كسب نقاط استحقاق بدون دراسة مواد؟ تعالوا لحراسة مزارع في الليالي ! تقضون الليلة بفرح مع أصدقاء حول موقدة، وتشربون قهوة جيدة تحت النجوم وتساعدون المزارعين”.ووجه الإعلان الطلاب إلى نموذج يشمل 28 “مزرعة”، بينها بؤر استيطانية يمارس المستوطنون فيها اعتداءات إرهابية ضد فلسطينيين وسيطرة على أراضيهم. وكُتب في موقع جامعة مستوطنة “أريئيل” الإلكتروني أن هدف التطوع في البؤر الاستيطانية العشوائية هو “ربط الطلاب بالمهمة الصهيونية والقومية للزراعة الآنية”. ونشرت منظمة “هشومير يوش” مقطع فيديو ظهر فيه رئيس اللجنة الإدارية للجامعة، مارك تسيل، قائلا إن هذه المنظمة تعمل ضد “أولئك الذين يسعون إلى عرقلة حق شعب إسرائيل بالاستيطان في البلاد وتطوير الزراعة”، ودعا إلى دعم المنظمة “مثلما ندعمه نحن في الجامعة هنا”.

    على صعيد آخر تكررت الاعتداءات والتصريحات العنصرية من قبل المنظمات الإرهابية الاستيطانية أمثال “تدفيع الثمن” و”لهافا” و”فتية التلال” على مقدسات ومنازل وسيارات وممتلكات الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 48 والضفة الغربية والقدس المحتلتين، دون اتخاذ أية خطوات جدية لوقفها من قبل حكومة الاحتلال وأجهزة الأمن التابعة لها . ووفقا لجمعية الهلال الأحمر بالقدس أصيب 105 مواطنين بجروح، من بين هذه الاصابات وصفت حالة 22 مواطنا بالمتوسطة،وقد سبق هذه الاعتداءات دعوات تحريضية من قبل منظمات ارهابية استيطانية لشن حملة من الهجمات العدوانية على المواطنين في مدينة القدس . ونشطت مجموعة متطرفة على تطبيق الرسائل النصية الفورية “واتساب” أطلق عليها اسم “الشرف القومي”، تدعو الشباب والفتية من المستوطنين للقدوم إلى الأحياء المقدسية المحيطة في البلدة القديمة ومهاجمة الفلسطينيين. وتظهر توثيق المحادثات على مجموعات مختلفة في “واتساب” من بينها مجموعة “فليحترق العرب”، أن المئات من عناصر المنظمات اليهودية المتطرفة يعتزمون المشاركة في الهجمات وفي مقطع مصور نشرته منظمة “لهافا” الإرهابية، دعت أنصارها إلى مظاهرة واسعة لـ”الحفاظ على الشرف القومي” وسط مدينة القدس.

    http://www.alhourriah.ps/article/68664