• الصندوق القومي اليهودي وشركات وهمية أذرع للاحتلال في السطو على اراضي الفلسطينيين
    2021-04-17

    نابلس ( الاتجاه الديمقراطي)

    أصدر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير تقريره الاسبوعي عن الاستيطان وهذا نص التقرير :

    تُسخّر دولة الاحتلال كل الطاقات وعلى مختلف المستويات للسطو على اراضي الفلسطينيين بشتى السبل تارة بالقوة عبر أوامرها العسكرية واجراءاتها  التعسفية وتارة أخرى بالتزوير والاحتيال . وفي كل الاحوال فإن دور الدولة وأذرعها الرسمية واضح في هذه العمليات من خلال مؤسساتها ومؤسسات رديفة تعرف عن نفسها على أنها مؤسسات وشركات عقارية واستثمارية ، وهي في الحقيقة مجندة لصالح الاحتلال . ” كيرن كييمت ” واحدة من هذه المؤسسات وصاحبة ذراع طويلة في توسيع الاستيطان وتمويله ونهب الأرض الفلسطينية. وهناك عشرات الشركات الوهمية التي تحمل أسماء مختلفة تقوم بالتحايل على الفلسطينيين برعاية سلطات الاحتلال التي توهم العالم في هذه الحالات أنها تحاكي القانون ، وأن بناء المستوطنات يتم على أراضٍ تم شراؤها.

    مؤخرًا طفا دور إدارة ” كيرن كييمت ليسرائيل ” أو ما يعرف بالصندوق القومي اليهودي على السطح وبرز كجهة رسمية معنية بتشجيع وتطوير الاستيطان ، حيث صادقت إدارتها مبدئيا على مشروع قرار يقضي بتمكينها من شراء أراض في مناطق تتواجد فيها ” مستوطنات معزولة ” ، خاصة في محافظات شمال الضفة في نابلس وجنين وسلفيت . ويتوقع أن تتم المصادقة النهائية على مشروع القرار في 22 نيسان/أبريل الجاري. و”كيرن كييمت” هذه تأسست في العام 1901 لتكون اداة الحركة الصهيونية والوكالة اليهودية في السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي وتخصيصها للبناء والتوسع الاستيطاني . وقد جرى تجميد عملها بعد اوسلو واستعيض عنها بالنشاط الذي يقوم به مجلس المستوطنات ” يشع“ ولكنها عادت منذ سنوات لتمارس نشاطها بعد ان تم ضخ أموال في حساباتها في العام 2014 تجاوز 2 مليار و400 مليون شيقل من رؤوس أموال يهود عبر العالم ، ومن دعم حكومي اسرائيلي بشكل غير مباشر. وقد اصبح امرا مألوفا رؤية اعلانات لهذه المؤسسة للترويج لوحدات استيطانية جديدة بتركيز على المستوطنات المعزولة ، التي كان اسحق رابين يعرفها كمستوطنات سياسية لتمييزها عن المستوطنات الامنية حسب زعمه والتي عرفها بنيامين نتنياهو في صفقة القرن على أنها جيوب استيطانية ، في اشارة الى مستوطنات ألون موريه، وايتمار، وشافي شمرون، وحفاد جلعاد وغيرها . وهنا مناطق ذات أولوية قصوى بالنسبة لـ ” كيرن كييمت ” وهي: ضواحي القدس، والأغوار الشمالية والوسطى ، ووسط الضفة الغربية بين نابلس ورام الله ، والمناطق المحاذية لأراضي الـ 48.

    والى جانب النشاط الحكومي ونشاط مجلس المستوطنات ” يشع ” والصندوق القومي اليهودي هناك شبكة شركات وهمية تتخذ من بعض البلدان في الخارج بما فيها بلدان عربية مقرات لها تحاول شراء أراضٍ في محيط  البؤر الاستيطانية وتسريبها للمستوطنين. كشركة وطن ، وشركة وهيب ، وشركة الأرض المقدسة من خلال التزوير كما حصل في اكثر من مكان كبلدة سلواد وغيرها . بنحاس فارشلتاين رجل المستوطنات والرئيس التنفيذي السابق لمجلس يشع ، كشف خلال حديث له مع القناة الثانية من التلفزيون الإسرائيلي أنه صاحب فكرة إنشاء شركة الوطن العقارية ، المتخصصة بشراء الأراضي من الفلسطينيين لصالح المستوطنين دون معرفة ملاك الاراضي على حد زعمه. وادعى  بنحاس فارشلتاين ، وجود شركات أخرى تحمل أسماء مختلفة غير شركة الوطن بهدف شراء أراضٍ من الفلسطينيين دون أن يعرفوا انهم يبيعون اراضيهم للمستوطنين

    هذه الشركات الوهمية تضلل عملاءها بأسماء عربية لكن في حقيقة الأمر ، من يقف خلفها شخصيات ورؤوس أموال صهيونية ، ومن يتعاونون معهم بشكل مباشر . وقد أصبحت مشكلة هذه الشركات مزمنة ، فهي تعمل في مجال العقارات الواسع ، بعيداً عن الأضواء ، وغالبا ما ينتهي عملها بالكشف عنها لتقوم بتبديل أسمائها والأشخاص القائمين عليها، لتستأنف عملها من جديد. وتوجد 23 جمعية استيطانية كبيرة ومعروفة في البلدة القديمة في القدس ، تقوم بسلب العقارات وأملاك المقدسيين لتحقيق غرض التهويد للقدس. ومن المعروف أن أكثر من 80 في المائة من حجم ما تم تسريبه جرى من خلال طرق غير قانونية عبر التزييف والتزوير والخداع حيث تقوم هذه الشركات بتزوير وثائق والتقدم بها للجهات القضائية الاسرائيلية لاستملاك هذه الأراضي . وتتم عمليات التزوير عبر شركات إسرائيلية خاصة لأن وجود المستوطنين أصلا في أراضي الضفة غير شرعي ، ولا يحق لهم الشراء والتملك إلا عبر شركات خاصة ، وبغرض إقامة مشاريع وإدارتها وليس للتجارة وفق القانون الأردني الذي تطوِّعه إسرائيل لخدمتها.

    وعلى صعيد النشاطات الاستيطانية المتواصلة صادقت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء الاسرائيلية في القدس على اقامة منطقة سكنية جديدة في مستوطنة جبل أبو غنيم تتضمن بناء 540 وحدة سكنية جديدة ويشكل المشروع جزءان مخطط “حوما شموئيل 50″ في المنطقة الواقعة شرق مفترق طرق” هروز مارين” في المشارف الغربية للحي القائم وتبلغ مساحة المشروع حوالي 28 دونما ويتضمن بناء برجين يتكون كل منهما من 30 طابقا وذلك في الجزء الشمالي وثلاثة مبان في 12 طابقا في الجزء الجنوبي ويتضمن المخطط ايضا تعبيد شوارع جديدة وتصل الى منطقة المشروع السكني الجديد واقامة مناطق عامة عامة مفتوحة ومسار خاص لمنطقة قناة المياه التاريخية.

    كما أعلنت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء في بلدية الاحتلال بالقدس عن استثمار 28 مليون شيكل لبناء حديقة في حي الشيخ جراح “كرم المفتي” وهي أكبر حديقة في القدس الشرقية وذلك بعد  3 سنوات من اقتلاع أشجار الزيتون من أراضي الكرم قبالة منزل المفتي الذي حولته السلطات الاسرائيلية الى “فندق شيبرد”، ويأتي هذا المشروع الاستيطاني الجديد ، تنفيذا لمخطط رقمه “4339” لربط مستوطنة “فندق شيبرد” بمكتب وزارة الداخلية الاسرائيلية في واد الجوز  . وقالت بلدية الاحتلال في الترويج للمشروع أن الأعمال بدأت هذا الأسبوع من قبل شركة “موريا” التابعة للبلدية ومن المتوقع أن تكتمل في غضون عامين تقريبا

    وكشفت “لجنة التنظيم والبناء” عن مخطط تهويدي جديد يربط شمالي مدينة القدس بأربعة أنفاق جديدة بدلًا من نفق واحد.وأعلنت اللجنة إيداع خارطة هيكلية محلية تحت اسم مشروع إقامة 4 أنفاق في مفرق مستوطنة التلة الفرنسية لفصل مستوى حركة مواصلات شمال القدس ، ولربط شبكة الطرق بين الشارع الالتفافي (443) تل أبيب- غربي القدس بشطرها الشرقي ، باتجاه مستوطنات الغور  . ويعد هذا المشروع جزءًا من ربط المستوطنات في منطقة (E1) شرقي القدس مثل “معاليه أدوميم”، و”كفار أدوميم”، والمحيطة فيها، مع المستوطنات داخل المدينة والساحل الفلسطيني بشكل سلس وسريع.كما يهدف المشروع أيضًا إلى ربط مستوطنات شمال شرقي القدس “آدم، جفعات زئيف والنبي يعقوب” مع منطقة الغور ووصلها مع الجهة الغربية للمدينة، لأجل تسهيل وصول المستوطنين إلى داخل الأراضي المحتلة عام 1948، ومناطق جنوبي وشمالي فلسطين المحتلة، وجنوب البحر الميت.

    كما تمت المصادقة  على عدد من المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية ومنها المخطط التفصيلي رقم 13/1/510 لمستوطنة “كريات أربع” المقامة على أراضي قرية (خلة البطمة) في الخليل على مساحة 35 دونماً لإقامة مبانٍ ومؤسسات عامة ومناطق مفتوحة والمخطط التفصيلي رقم 24/121 لمستوطنة “أورنيت” المقامة على أراضي قرية (سنيريا) على مساحة 19,2 دونم لإقامة 66 وحدة سكنية  وإيداع المخطط الهيكلي التفصيلي رقم 1/8/225 لمستوطنة “معاليه مخماس” المقامة على أراضي قرية (دير دبوان) على مساحة 502 دونم لإقامة وحدات سكنية جديدة ومنطقة عامة مفتوحة والمخطط الهيكلي التفصيلي رقم 1/3/414 لمستوطنة “اسفر” المقامة على أراضي قرية (سعير، والشيوخ) على مساحة 275 دونماً لإقامة 120 وحدة سكنية، ومؤسسات عامة ، في وقت أعلنت فيه الإدارة المدنية عن استملاك ما مساحة 2089م2 من محافظة طولكرم قرى (الراس، كفر صور) بموجب قانون استملاك للمصلحة العامة رقم 321/ للعام 1969 لتوسيع طريق .

    ويستعد  قادة المستوطنات من أجل مواجهة فتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقًا بشأن البناء الاستيطاني في الضفة الغربية ، حيث بدأ “مجلس يشع” الاستيطاني مؤخرًا صياغة وثيقة تستند إلى آراء خبراء قانونيين ، بهدف دحض ادّعاءات المحكمة حول الاستيطان وتقديم صورة مختلفة عن المستوطنات التي يمثل وجودها في الضفة أهمية بالنسبة للفلسطينيين وتخدم اقتصادهم وتحسن حياتهم على حد زعم الجلس . ويدعي مجلس “يشع” الاستيطاني أنه كلما اتسعت المستوطنات في الضفة الغربية وغور الأردن ، كلما كان الوضع أفضل بالنسبة للفلسطينيين ، مستندًا إلى بيانات البطالة ويتم إعداد كتيب الوثيقة باللغة الانجليزية وسيتم توزيعه على وزراء وأعضاء كنيست ومسؤولين في أوروبا والولايات المتحدة

    وفي السياق دعا خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة، بمن فيهم المقرر الخاص لحالة حقوق الانسان في فلسطين، المجتمع الدولي إلى فرض إجراءات رادعة على الاحتلال الإسرائيلي الذي طال أمده، ومطالبة القوة القائمة بالاحتلال بوقف مشروعها الاستيطاني فورا، وحماية الفلسطينيين من عنف المستوطنين ومحاسبة الجناة على أفعالهم”.وقال الخبراء في بيان، لهم الاسبوع الفائت حول تصاعد عنف المستوطنين واعتداءاتهم المستمرة، نتيجة عدم المساءلة والمحاسبة “إن عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية ارتفع بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، مع وقوع اعتداءات وتدمير للممتلكات في جو من الإفلات من العقاب خيث وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 771 حادثة عنف من قبل المستوطنين ، تسببت بإصابة 133 فلسطينيا ، وتدمير 9646 شجرة، و184 مركبة معظمها في مناطق الخليل والقدس ونابلس ورام الله هذا الى جانب انه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، تم تسجيل أكثر من 210 حوادث عنف من قبل المستوطنين . وعبر هؤلاء الخبراء عن قلقهم من “التقارير التي تفيد بأن أكثر من 70 عائلة تعيش في منطقة كرم الجاعوني في الشيخ جراح بالقدس الشرقية، مهددة بالإخلاء القسري لإقامة مستوطنات جديدة.

    http://www.alhourriah.ps/article/68527