• «خيوط من حرير» يسرد حكايا تتزين بها العرائس في أفراحهن
    2020-12-25
    غزة (الاتجاه الديمقراطي)
    عُرض في نادي السينما بجمعية مركز غزة للثقافة والفنون بمدينة غزة، فيلماً وثائقياً بعنوان «خيوط من حرير» للمخرجة الفلسطينية ولاء سعادة، الذي يسرد قصصاً ومعاني يحملها الثوب الفلسطيني، والتي وثقت من خلاله المخرجة بعضاً من الحكايات الشعبية الفلسطينية المطرزة بخيوط الحرير على قطع قماش ليكوِّن الثوب الفلسطيني.
    الثوب الذي تمسكت به النساء كامتداد لقصصهم التي عاشوها قبل النكبة والتهجير وتوثق هذه الأثواب التراث الحضاري والفلكلوري الفلسطيني، بما فيها من المدن ذات الطابع الجبلي وتلك ذات البيئة الساحلية والبيئة البدوية، وكذلك الطبيعة من أشجار السرو وعرق الدوالي (ورق العنب)، والتنوع الجغرافي، النهر والجبل والتل، لتتزين بها العرائس جيل عن جيل في أفراحهن ومناسباتهن.
    ويطرح الفيلم قصة سيدتين بدويتين في غزة بدأتا التطريز منذ نعومة أطرافهن، لينتقل معهن لاحقا إلى مكان آخر ويبقى حافظاً لذكرياتهما.
    وحضر العرض السينمائي عدد من المثقفين والنشطاء الشباب والمهتمين بالعمل السينمائي، ضمن فعاليات عروض «يلا نشوف فيلم» الذي تنفذه مؤسسة «شاشات سينما المرأة» بالشراكة مع جمعية الخريجات الجامعيات، ومؤسسة عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة، بتمويل رئيسي من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج «تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين»، وتمويل مساعد من CFD  السويسرية وصندوق المرأة العالمي.
    وبين الحضور أن رؤية المطرزات يومياً في حياتنا العامة وتمسك جماهير شعبنا بالتراث دام وموجود في الحياة الفلسطينية، إلا أن هناك تداخل كبير ما ينتج يدوياً على أيدي سيدات ونساء فلسطين وما يتم إنتاجه بشكل تجاري من خلال الماكينات والمصانع بشكل مختلف من حيث رقم استخدام الخيوط بألوانها، فلكل خيط رقم وسمه تميزه عن غيره ومعرفه النسوة بهذه الألوان وحفظ أرقامها عن ظهر قلب يؤكد تمسك نسائنا بالتراث ويجدد محاولاتهم الفردية في الحفاظ على موروث ثقافي في ظل مواجهة صعوبات الحياة وتجربة «أم فرج» ذات التسعين عاماً وهى لا زالت تتمسك بخبرتها وتنقلها لبناتها وأحفادها .
    وعبر الحضور عن إعجابهم بتلقائية الحديث الذي كان يدور بين النسوة حول استخدام الخيوط وطبيعة كل نقله من نقلات الثوب والغرز المستخدمة بما تحمله من رموز كنعانية وتراثية قديمة والإبراز المختلف لطبيعة بعض المناطق الريفية الفلسطينية ذات الطبيعة المميزة بعيداً عن الكتل الإسمنتية التي يتميز بها قطاع غزة بعد الإجهاز على الأراضي الزراعية التي باتت نادرة الوجود في قطاع غزة في ظل الكثافة السكانية اللامتناهية.
    الجدير بالذكر أن جمعية مركز غزة للثقافة والفنون هي مؤسسة غير هادفة للربح تأسس عام 2005، وتسعى للمحافظة على الهوية الوطنية وإثراء المشهد الثقافي والفني الفلسطيني ذو الأسس الحضارية المعاصرة.

    http://www.alhourriah.ps/article/66441