• مع تفاقم الأزمات.. لا زبائن في سوق الذهب بغزة
    2020-08-22
    غزة (الاتجاه الديمقراطي) (تقرير عبد الرحيم أبوكويك)
    ■ يتردد مواطنون في قطاع غزة على أسواق الذهب لبيع مصاغهم وسد حاجات أسرهم المنكوبة جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، في الوقت الذي يشكو أصحاب المحلات وتُجار الذهب من ضعف الشراء، نظراً لحالة الشلل التام التي تشهدها أسواق القطاع الناجمة عن تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين.
    ويطلق على الذهب الملاذ الآمن في وقت الضيق لتجميد الأموال وعدم إهدارها، فيما يرى مراقبون أن المستثمرين ربما يلجؤون للتراجع عن الإقبال على شراء الذهب، والتوجه إلى الاستثمارات الأخرى كالأسهم والسندات، حال التوصل للقاح حقيقي مضاد لفيروس «كورونا».
    الذهب بارتفاع
    وأكد غسان لولو، سكرتير نقابة الصاغة وتجار الذهب بغزة، أن سعر الذهب في فلسطين، في تصاعد مستمر، تأثرًا بالارتفاع العالمي لأسعار المعادن الثمينة، موضحاً أن أسواق ومصانع قطاع غزة تتوفر لديها كميات جيدة من الذهب، لكن الإشكالية تكمن بالسيولة النقدية، وضعف القدرة الشرائية، منوهاً إلى أن أسعار الذهب مرتبطة بالأحداث العالمية، واتفاقيات الدول العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، التي تؤثر في سعر الذهب والمعادن الثمينة.
    وعادة ما يرغب سكان القطاع بالتوجه لسوق الذهب بغزة، الذي كان يتميز بحركة اعتيادية جيدة قبل الحصار الإسرائيلي، الذي أحدث شللاً تاماً فيه، حيث يصف أحد تجار الذهب العاملين فيه أن حركة البيع والشراء متوقفة، فيما عدد كبير من تجاره أصبحوا يبحثون عن مصدر رزق آخر، منوهاً إلى أن ارتفاع الأسعار عمّق الأزمة، وأبعد المواطنين عن اقتنائه، باستثناء حالات نادرة جداً في بعض المناسبات. وأضاف: «لم أتمكن من بيع أي قطعة خلال الأعياد والمناسبات التي حلت علينا مؤخراً، بعكس ما كانت تشهده السنوات الماضية من حركة شراء ملموسة لدى الزبائن».
    ملاذ آمن
    من جهته، اعتبر المختص في الشأن الاقتصادي محمد أبو خبيصة أنه مع تسارع تفشي «كورونا» خلال الأشهر الأخيرة، خاصة في أسواق بريطانيا والولايات المتحدة دفع المستثمرون للتوجه إلى صناديق الاستثمار بالذهب، مضيفاً أن «ما يحدث الآن هو أن المستثمرين يبيعون الأسهم والسندات ويهربون من أي استثمارات عالية المخاطر، إلى الملاذات الآمنة كالذهب». منوهاً لعدم وجود احتياطي ذهب لدى فلسطين كدولة، ولكن تأثير الارتفاع سينعكس فقط على الذهب المصاغ الذي يباع للمواطنين، وفي ظل وجود أزمة عالمية كتفشي «كورونا»، هناك زيادة على طلب الذهب في فلسطين.
    ورأى الخبير الاقتصادي، الدكتور سمير أبو مدلله، أن سبب ارتفاع أسعار الذهب، مرتبط بوجود انخفاض في أسعار العملات الأساسية، كالدولار واليورو، ما يضطر المستثمرون للذهاب إلى ملاذ آمن وهو الذهب.وأكد أبو مدلله لـ«الحرية» أن استمرار ارتفاع أسعار الذهب متوقف على دعمه من البنك الفدرالي الأميركي، أي في حال دعم ورفع الأسعار السائدة من الممكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار العملة مرة أخرى، حتى يرجع الذهب إلى وضعه الطبيعي. مضيفاً: «أما في البورصة والمضاربات، غالباً ما يكون هم المستثمر، التوجه إلى ملاذ آمن، والسوق الفلسطيني جزء من السوق العالمي، حيث سيتأثر في حالة الارتفاع والانخفاض، لكن الخسائر والمكاسب تعتمد على الكميات الموجودة في الأسواق وهذا يتفاوت من دولة إلى أخرى».
    تراجع الثقة بالعملات
    فيما أكد المحلل الاقتصادي أسامة نوفل أنه بعد جائحة «كورونا» ظهر تراجع في الثقة في العملات الائتمانية الورقية، وأصبح الناس في دول العالم يتجهون نحو الطلب على الذهب، والذي ازداد سعره بفضل زيادة الطلب عليه باعتباره ملاذ آمن. وأضاف «بسبب تراجع الاقتصاد العالمي وانخفاض الإنتاج وتراجع حجم التصدير، وجدنا العالم قد لجأ إلى الذهب، كونه عبارة عن سلعة ليست موجودة في العالم بشكل كبير ويتصف بالندرة».
    وأكد نوفل أن جائحة كورونا خلقت وضعا اقتصادياً خطيراً، حيث تشير تقارير صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إلى أن الاقتصاد العالمي يخسر بما لا يقل عن ١٢ بالمائة سنوياً بفعل الجائحة، ونظراً لعدم وجود إنتاج فإن قيمة العملة المحلية ستتراجع، والناس أصبح لديهم تخوفا كبيراً من الاحتفاظ بالعملات الورقية ما دفعهم للإقبال على شراء الذهب بشكل أساسي.
    يذكر أن أسعار الذهب شهدت حالة من الارتفاع الكبير حيث وصل أعلى ارتفاع قياسي له فوق مستوى الـ 2000 دولار للأونصة، أما الدولار فقد استقر مع ميل للارتفاع على حساب الذهب، مدعوماً بقفزة في عائدات السندات الأميركية.
    ملاحظة: ينشر بالتزامن مع مجلة الحرية الفلسطينية - العدد 1787

    http://www.alhourriah.ps/article/64150