• مراكز حقوقية تدين استخدام الاحتلال القوة بحق متظاهرين مدنيين خلال مسيرات العودة
    2018-12-29

    غزة (الاتجاه الديمقراطي)

    أدان المركز الفلسطيني لحقوق الانسان بشدة استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي، باستخدام القوة المفرطة وارتكاب الجرائم ضد المتظاهرين  في مسيرات العودة بقطاع غزة رغم حالة الهدوء الواسعة.
    وقال المركز في بيان صحفي، إن هذه الجرائم نتيجة إفلات إسرائيل من العقاب وما تتمتع به بفضل الولايات المتحدة من حصانة؛ ما يشجع قواتها على اقتراف الجرائم بقرار رسمي من أعلى المستويات العسكرية والسياسية.
    من جهته طالب مركز الميزان لحقوق الانسان المجتمع الدولي بالتحرك ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة والمنظمة بحق الفلسطينيين.
    قال المركز:" إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل استهدافها للمدنيين الفلسطينيين المشاركين في المسيرات السلمية على امتداد السياج الفاصل شرقي قطاع غزة للجمعة (40) على التوالي، وتستخدم القوة المفرطة والمميتة في معرض تعاملها مع الأطفال والنساء والشبان المشاركين في تلك المسيرات، كما تستهدف الطواقم الطبية والصحافيين، ما تسبب في قتل مواطن من ذوي الإعاقة، وإصابة (46) مواطناً، من بينهم (4) أطفال، وسيدتين، ومسعفين، وصحافي".
    وبحسب توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد بلغت حصيلة ضحايا الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ بدء مسيرات العودة بتاريخ 30/03/2018، وحتى وقت إصدار البيان، (256) شهيداً، من بينهم (11) شهيداً تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثثهم، منهم (3) أطفال، ومن بينهم (180) قتلوا خلال مشاركتهم في مسيرات العودة، من بينهم (35) طفلاً، وسيدة واحدة، و(8) من ذوي الإعاقة، و(3) مسعفين، وصحافيين اثنين.
    كما أصيب (13526)، من بينهم (2779) طفلاً، و(595) سيدة، و(153) مسعفاً، و(139) صحافي، ومن بين المصابين (7403) أصيبوا بالرصاص الحي، من بينهم (1366) طفلاً، و(148) سيدة.
    وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان لحقوق الإنسان، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة عند حدود الفصل الشرقية لمحافظات قطاع غزة، أطلقت عند حوالي الساعة 15:30 من مساء اليوم الجمعة الموافق 28/12/2018، الرصاص الحي، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيلة للدموع تجاه المشاركين في مسيرات العودة على طول السياج الفاصل شرقي قطاع غزة، واستهدفت الطواقم الطبية والصحافيين.
    وتسبب إطلاق قوات الاحتلال للرصاص الحي في إصابة كرم محمد نعمان فياض (26 عاماً)، من سكان مخيم خان يونس، بعيار ناري في الرأس، وذلك عند حوالي الساعة 16:00 من مساء الجمعة نفسه، خلال مشاركته في المسيرة السلمية شرق محافظة خان يونس جنوب القطاع، لتعلن المصادر الطبية في مستشفى غزة الأوروبي عن استشهاده عند حوالي الساعة 18:00 من مساء اليوم نفسه متأثرا بجراحه.
    تجدر الإشارة إلى أن الشهيد فياض من ذوي الإعاقة، حيث يعاني من اضطرابات عقلية، وكان يبعد عن السياج الشرقي الفاصل لحظة استهدافه مسافة تقدر بحوالي 150 متر تقريباً.
     هذا وتعمدت قوات الاحتلال استهداف أفراد الطواقم الطبية، حيث أصيب المسعف في طواقم الدفاع المدني، أحمد صالح أحمد الناقة (32 عاماً)، بقنبلة غاز بشكل مباشر في الصدر، والمسعفة المتطوعة لدى فريق رواد السلام الطبي، داليا بسام أحمد أبو ريدة (20 عاماً)، بقنبلة غاز بشكل مباشر في الظهر، وذلك أثناء عملهما في إسعاف ونقل المصابين المشاركين في مسيرات العودة في محافظة خانيونس. كما لحقت أضرار جزئية في سيارتي إسعاف تتبع إحداها لمديرية الدفاع المدني الفلسطيني، والأخرى لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، جراء استهدافهما من قبل قوات الاحتلال بقنابل الغاز بشكل مباشر في محافظة رفح.
     في حين أصيب المصور الصحافي الحر، محمد عماد محمد الزعنون (32 عاماً)، بقنبلة غاز بشكل مباشر في الظهر أثناء تغطيته فعاليات مسيرات العودة شرق مدينة غزة.
     مركز الميزان لحقوق الإنسان يستنكر وبشدة مواصلة قوات الاحتلال استهدافها للمدنيين العزل المشاركين في المسيرات السلمية، واستخدام القوة المفرطة والمميتة في التعامل مع احتجاجاتهم السلمية، ولا سيما الأطفال والنساء، وذوي الإعاقة، وتكرار استهداف العاملين في الطواقم الطبية والصحافيين، دون اكتراث بقواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان.
    وكرر المركز مطالبته المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية السيدة فاتو بنسودا، استنادً لميثاق روما، ووفقاً للمعلومات الكافية المتوفرة حول الانتهاكات الجسيمة والمنظمة، التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، لقواعد القانون الدولي، بالشروع في التحقيق في حالات القتل واستهداف المدنيين، وتقديم كل من يشتبه في ارتكابه انتهاكات جسيمة للمساءلة.

    http://www.alhourriah.ps/article/52316