14 كانون الأول 2024 الساعة 22:45

في سابقة تاريخية.. مركبة فضائية تحلق حول الأرض والقمر!

2024-08-24 عدد القراءات : 2983

حققت مهمة "جوس" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية أول سابقتين تاريخيتين الأسبوع الجاري في رحلتها الطويلة لدراسة مدى قابلية العيش على أقمار المشتري الجليدية.

وأجرت المركبة الفضائية "جوس" التي أُطلِقت في نيسان/أبريل 2023، أول عملية تحليق بالقرب من القمر والأرض على التوالي، وأول مناورة مساعدة مزدوجة الجاذبية، يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين.

وكانت هذه العملية بمثابة مقلاع، فهي سمحت لجاذبية الأرض بكبح مسار "جوس" الحالي، وإعادة توجيه المركبة كي تحلّق بالقرب من كوكب الزهرة في آب/أغسطس 2025.

 

وبعد ذلك، يمكن للمركبة أن تسلك طريقاً مختصراً عبر النظام الشمسي لتكون في المسار الصحيح للوصول إلى كوكب المشتري وأقماره في تموز/يوليو عام 2031.

وحلّقت المركبة بالقرب من قمر الأرض في 19 آب/أغسطس عند الساعة 5:15 مساءً بالتوقيت الشرقي، ومن ثم مرّت بالقرب من الأرض بعد حوالى 25 ساعة أي في 20 آب/أغسطس، في تمام الساعة 5:56 مساءً بالتوقيت الشرقي.

وطوال الرحلة، التقطت كاميرتا المركبة صوراً أثناء التحليق، وأرسلتها إلى الأرض.

وكانت المناورتان الرائدتان أيضاً جريئتين ومليئة بالتحديات الكبيرة، وكان يمكن أن يؤدي خطأ صغير إلى خروج "جوس" عن مسارها، وإنهاء المهمة. لكنّ التخطيط الدقيق لفريق المهمة أتى ثماره.

وأوضح مدير عمليات المركبات الفضائية لـ"جوس"، إغناسيو تانكو في بيان أنّ : "التحليق تمّ بمساعدة الجاذبية مثالياً، وسار كل شيء من دون أي عوائق، وشعرنا بسعادة غامرة لرؤية جوس تقترب بشدة من الأرض". 

مهمة عالية المخاطر

ويمكن أن يؤدي استخدام جاذبية كواكب مثل الأرض والزهرة إلى إجراء التعديلات الصحيحة على مسار مركبة "جوس" لوضعها في الاتجاه الصحيح، وبالسرعة المثلى للوصول إلى كوكب المشتري، والدخول إلى المدار من دون المرور بالقرب من الكوكب.

ويمكن لمساعدات الجاذبية تسريع أو إبطاء المركبة الفضائية، اعتماداً على كيفية استخدامها، كما أنها تحافظ على الوقود وتسمح بتجهيز المركبة الفضائية بعدد كبير من الأدوات العلمية.

وأدّى التحليق المزدوج حول الأرض والقمر إلى إبطاء حركة "جوس" بما يكفي، حتى تتمكن من التحليق بالقرب من كوكب الزهرة لتعزيز الطاقة في العام المقبل، قبل الدوران حول كوكبنا مرتين للحصول على مزيد من التعزيزات في عامي 2026 و2029، وفقاً للوكالة الاوروبية.

وقد أدّت التعديلات الطفيفة على نمط "جوس"، المركبة الفضائية  على المسار الصحيح للوصول إلى القمر والأرض في الوقت المناسب والسرعة المناسبة فيما تقترب بشدة من كليهما.

كذلك أدّت جاذبية القمر إلى انحناء مسار المركبة قليلاً، لذا فهي تلقت مساعدة أكبر بكثير من جاذبية الأرض.

والدفعة الناجمة عن صاروخ "أريان 5"، الذي استُخدِم لإطلاق "جوس" العام الماضي، أعطت المركبة الفضائية دفعة إضافية للاقتراب من قمر " Ganymede" التابع لكوكب المشتري بشكلٍ أكبر ممّا كان مخططًا له في البداية، وقد أدّى الطيران المزدوج إلى حماية فرصة الحصول على هذه "المكافأة العلمية".

وأكّد تانكو:"بفضل الملاحة الدقيقة للغاية التي قام بها فريق ديناميكيات الطيران التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، تمكنا من استخدام جزء صغير فقط من الوقود الدافع المخصص لعملية التحليق هذه".

أضف تعليق