29 آذار 2024 الساعة 14:41

شكراً قطر

2022-11-26 عدد القراءات : 441
شهد التاريخ المعاصر الكثير من النزعات العنصرية التي تعبر عن عنصرية كامنة في جوهر الغرب الرأسمالي، واللافت أن تتلاشى هذه القشرة الحدثاوية لتكشف عن جوهرها باعتبارها الأيدلوجية الاستعمارية التي تفرق الغربي المتحضر والشرقي الهمجي. تطل علينا وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، رافضة منح شرف تنظيم كأس العالم في دولة قطر، بسبب ما اعتبرته انتهاكات الدولة القطرية لحقوق الإنسان، وتستكثر على قطر وأخواتها تنظيمها لكأس العالم، وكأن قطر وأمثالها يجب أن تقتصر على اللعب والفرجة فقط. إن موقف وزيرة الداخلية الألمانية يجب مناقشته والتفكير به، وتحليل رمزيته ودلالاته، التي باعتقادي تتجاوز مسألة الموقف المعلن، وإنما ينطوي على معان من الغطرسة والهمجية والوحشية، التي ميزت الأيدلولجية الاستعمارية الغربية للقرون المنصرمة. وهي بذلك تعتقد أنها تعلي من شأن هويتها الخاصة على حساب غيرها. إن ما أقدمت عليه الوزيرة الألمانية يضعها في مقام الأشخاص العنصريين كنمط تفكير وسلوك، وعليها مراجعة مواقفها لتكون أكثر تهذيباً، باعتبارها شخصاً مسئولاً في حكومة دولة ألمانيا. وأن تصغِّر من الأنا الكبرى التي تدور في دواخلها ولا تعرف التوازن والاستقرار. ويترتب على هذا الموقف العنصري لفظ الخطاب العنصري الغربي، ويعري الخداع والرياء الغربي الرأسمالي المتوحش الذي ما زال يميز ما بين الشرقي والغربي ويتعامل مع الشرق وشعوبه بازدواجية المعايير، بحيث يقوم بإعلاء شأن مبادئ الحرية والمساواة لتخدم مصالحه ويجري نبذها واستنكارها حين تتعارض مع مصالحه. وأظهرت الحرب الروسية على أوكرانيا الازدواجية الغربية بشكل جلي، فقد فرض الغرب ما يزيد عن (600) نوع مختلف من العقوبات بحق روسيا في أول ثلاث أسابيع من الحرب فقط، بينما تنتهك إسرائيل حقوق الشعب الفلسطيني وتستهتر بالقانون الدولي والشرعية الدولية منذ أكثر من سبعين عاما، ولم يتم فرض أي نوع من العقوبات ضدها.
وبعد أن فاجأت قطر العالم بحفل افتتاح أسطوري، ها هو المونديال يزخر بالمفاجآت واحدة تلو الأخرى، أولها الفوز التاريخي للمنتخب السعودي على نظيره الأرجينيتي الذي توِّج بكأس العالم لمرتين، وثانيها بفوز اليابان على المنتخب الألماني بعد حركة أعضاء المنتخب قبل المباراة بوضع أيديهم على أفواههم، التي ادعوا أنها تعبر عن سياسة تكميم الأفواه في قطر وهي ليست إلا حركة تكشف عن عنصرية الغرب، فأًصبحت بعد المباراة مدعاة للتهكم من الجمهور الياباني والعالمي، من رافضي العنصرية الغربية.  
من هنا من خلف غابة الأسلاك والجدران الشائكة، نوجه التحية لدولة قطر وشعبها، ونؤكد أنها تستطيع بكفاءة وتستحق بجدارة ويليق بها تنظيم حدث عالمي مثل كأس العالم.

أضف تعليق