28 آذار 2024 الساعة 11:06

الأستاذ أبو العبد هنية لقد اخطأت

2021-07-01 عدد القراءات : 668
كلنا فرحنا وابتهجنا لما حققته المقاومة من نصر عظيم في معركة سيف القدس.. وكلنا عاد الامل واليقين بالنصر ليعشعش في وجداننا وفي مناطق ارواحنا وشعورنا..من جديد بعد هجران...كهجران الطيور لاعشاشها.
اخي ابو العبد، علمتنا السياسة، أن عدو عدوي هو صديق، وصديق عدوي هو عدو، وبالتالي، فان بداية جولتك المكوكية للمغرب، خاصة والتي تزامنت بعد معركة سيف القدس هو خطأ سياسي فادح بكل معنى الكلمة ارتكبته قيادة حماس السياسية والتي يبدو انها تبحث لها عن مكان سياسي بديل عن ممثلنا الشرعي والوحيد م.ت.ف من خلال استخدامها لوسائل ميكافيلي.
وهنا اخطاءك، بل واجرمك، فأنت تقود الجناح السياسي البرغماتي الحمساوي الى الهاوية، وتدفنه بيدك في حفر الوئد والعدم والماصدق، كما فعل امير المؤمنين عمر في ايام جاهليته عندما وئد ابنته في اللحظة التي كانت تزيل له بيدها التراب عن لحيته، فانا كفلسطيني وبصدق انتابني الخوف والدهشة، عندما شاهدتك في المغرب تحط رحالك فيها كأول دولة تزورها، فهل نسيت يا استاذ من هي المغرب، إنها اكبر دولة عربية قامت بتهجير يهودها الى فلسطين، وصل عددهم للمليون يهودي مغربي، فيهم الوزراء وقادة جيش ومدراء، وحتى مندوب في الامم المتحدة، كلهم مجمعون على قتل شعبك، وسلب وطنك وابقاؤك لاجئا مشردا، لا وطن لك، لانهم ببساطة احتلوه وتركوا املاكهم في المغرب.
يا سيد هنية، يبدو انك من اتباع المبدأ القائل إنه «جكارة في الطهارة اروح للنجاسة»، فلما بدأت رحلتك للمغرب، ٱلم يكن اجمل وافضل وأقيم، ان تبدأ زيارتك لمن يقفون مع وطنك وشعبك دون ثمن، ٱلم يكن أجمل ان تحمل نصر المقاومة المظفر وتضعه بين ايدي الطهارة والقداسة ايادي مازالت اصابعها على الزناد لم تغادر الجهاد، ايادي مباركة من عبق السماء، ايادي سطرت وكتبت تاريخ شعبها وحققت نصرها الٱبدي بدماء الشهداء.
يا سيد هنية، إن فلسفة وليم جيمس ومن قبله جون ديوي وميكافيللي، لا تحقق التوازن الذرائعي لمتطلبات تعميم سيكولوجية انتصار المقاومة، ولا تلامس جدران الوجد والوجدان والعرفان الجمعي العربي والإسلامي، اتعرف لماذا، لأنك تدافع عن قضية عادلة بأدلة عرجاء فتخسر. فالواجب عليك ان تكون دوما مع احرار هذه الامة واعمدتها الفاعلين، لا ان تسلم رقبتك للانذال الساقطين الذين يقتاتون على القنب ومشتقاته ويسطرون اجمل ملاحم البطولات في ايذاء جيرانهم والاستقواء عليهم بجيش ما زال يحتل وطنك وارضك ويعيث فسادا مبرحا ضد اهلك وشعبك في فلسطين. فنحن يا ابو العبد نعيش زمن الافاكين الذين مازالوا يبنون مصيرهم الشخصي والوطني على ما يقوله لهم المشعوذين.
يا ابو العبد... علمتنا الفلسفة ان الحقيقة واحدة وان تعددت اوجهها، لذا فكن مع الصالحين من هذه الامة، لا تسمح لعقل السياسي ان يهدم، ويحطم منجزات العقل المقاوم، العقل الذي اوصل صواريخه لتل ابيب والقدس وعسقلان، كن في حجم ما تحمل من قضية، وان كنت لا تمثلها، فأنت فصيل منها، لان هناك ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، هو منظمة التحرير الفلسطينية، قائدة نضالنا وموحد شتاتنا الفصائلي ووطننا المعنوي، الذي لا نرضى بديلا عنه، فأنت تتذكر جيدا كم من معركة خضناها فتحاويا دفاعا عن قرارنا الوطني المستقل، عاشت فلسطين والمجد للشهداء..

أضف تعليق