20 نيسان 2024 الساعة 10:57

يديعوت أحرونوت : السلام مع الأردن أهّم لإسرائيل من إبراهيميات الخليج

2021-04-19 عدد القراءات : 307

القدس المحتلة ( الاتجاه الديمقراطي)

ما زالت العلاقات الأردنيّة-الإسرائيليّة المتعثرّة جدًا تتصدّر الأجندة الإعلاميّة والسياسيّة والأمنيّة في كيان الاحتلال، وفي هذا السياق، ونقلاً عن مصادر واسعة الاطلّاع في تل أبيب، انتقدت صحيفة عبريّة، تعامل حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مؤكّدةً أنّ تل أبيب تفعل كلّ شيءٍ كي تمس بمكانة الملك.
وأوضح أليكس فيشمان، المُحلّل العسكريّ لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أوضح أنّ ما وقع مؤخرًا في الأردن، فتح الاحتمالات لإمكانية وقوع “هزة إقليمية”، مشددًا على أنّه “في إسرائيل لم يعرفوا عن هذا شيئًا، ولسنوات يمر قادة أجهزة الاستخبارات والأمن في إسرائيل بإحساس أنهم أبناء بيت في القصر”.
 وتساءل الخبير العسكريّ الإسرائيليّ، وهو أحد الأبناء المُدللين للمؤسسة الأمنيّة في الكيان، تساءل: “ماذا تساوي كل هذه العلاقات مع رجال الاستخبارات والجيش الأردنيين، إذا كان في ساعة أزمة تهدد استقرار النظام، تجد تل أبيب نفسها متفاجئة والاستخبارات الإسرائيلية تقرأ عن ذلك في الصحيفة؟”، على حدّ تعبيره.
 ونوه إلى أنّ “الغرور الإسرائيلي، واللامبالاة النابعة من فائض الثقة بالذات، يضرب مرة أخرى، وفي إسرائيل لا يزالون واثقين بأنّه يكفي أنْ يقفز رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”، و”الموساد” وربما رئيس هيئة الأمن القومي، للحظة إلى الأردن، وينهوا على التو الأمور في صالحنا”، بحسب تعبيره.
 وبيّن المُحلّل، نقلاً عن المصادر عينها، أنّ “ردّ الفعل الإسرائيليّ العلنيّ، كان مكالمة هاتفية بادر إليها وزير الأمن بيني غانتس للقصر، وأعرب فيها عن التأييد، أمّا ديوان رئيس الوزراء نتنياهو، فلا شيء”، مشيرًا إلى أنهم “في بلفور (مقر إقامة رئيس وزراء الاحتلال) واثقون بأن الأردن في جيبنا، وأنّ أمن النظام الأردني متعلق بنا”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “نتنياهو والملك عبد الله لا يتحدثان منذ سنوات طويلة، ويكتفيان بتوجيه الإهانات المتبادلة بين الحين والآخر، وهذا بدوره يقوض المصلحة المشتركة، غير أنّ هذا ليس موضوعًا شخصيًا، فاتفاق السلام مع الأردن هو حجر أساس في أمن إسرائيل”.
 وذكرت أنّ “الأردن يمنح إسرائيل عمقًا إضافيًا من 350 كيلومترا حتى حدود العراق، ويُشكِّل حاجزًا في وجه التوسع الإيراني وتوسع “الجهاد الإسلامي”، وإيران تنتظر فقط أزمة سلطوية في الأردن كي تسيطر عليه”، بحسب قوله.
 ونبه الخبير فيشمان إلى أنّ “إسرائيل بيد واحدة تستثمر في العلاقات الأمنية مع الأردن وفي ضرب المصالح الإيرانية في المنطقة، وباليد الأخرى، تفعل كل شيء كي تمس بمكانة الملك وتفتح الباب لإيران”، مؤكّدًا في الوقت عينه أنّ “الحكومة الإسرائيليّة تجد صعوبةً في الفهم، أن التعاون مع الأردن في المسائل المتعلقة بالحرم القدسي، ليس موضوعًا دينيًا من ناحية النظام الأردني، بل هو موضوع وجودي”.
واعتبر المُحلّل في ختام مقاله أنّ “الحديث في إسرائيل عن إمكانية نقل المسؤولية عن الحرم إلى السعودية مثلها مثل البصقة في وجه الأسرة المالكة الأردنية”، منوهة إلى أنّ “اتفاق السلام لإسرائيل مع الأردن مهم لأمنها أكثر بأضعاف من الاتفاقات مع دول الخليج”.

أضف تعليق