19 نيسان 2024 الساعة 07:51

يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني

2020-11-29 عدد القراءات : 359
تتعرض جماهير شعبنا الفلسطيني إلى حملة تيئيس مُمنهجة والدفع نحو وعي جديد قائم على انغلاق الأفق، وأن الحق الفلسطيني هو حال أكل عليه الدهر وشرب.
حملة تقول انسوا الماضي واحصروا أحلام مستقبلكم بقضاياكم اليومية والمعيشية في ظل «السلام الاقتصادي». بينما يقول لسان حالنا لن ننسى ولن ندع أحدا ينسى. فالماضي ليس مسألة ذاكرة فحسب بل أن الحق يكمن في هذا الماضي المتواصل كما النكبة ذات الحضور المتواصل، والمستقبل يبنى على إرادة الحق.
قبل أسابيع معدودة كان المشهد يبدو أكثر سوداوية سواء على فلسطين أم على العالم، وكان يبدو أن العدوانية الأكثر فظاظة والتي تمثلها إدارة ترامب – نتنياهو هي المهيمنة لدرجة التيئيس بأنّ بمستطاعها العبث بمصائر الشعوب كما لو كانت مشاعا.
يغادر ترامب المشهد وتبقى فلسطين، وهكذا ستنتهي حقبة نتنياهو وتبقى فلسطين، والأهم منهما ستغادر ذات يوم حالة التشتت والضعف الفلسطيني والعربي وتبقى فلسطين بشعبها وبالشعب العربي وبشعوب العالم المناصرة. لا نراهن على الإدارة الأميركية ولا على الإسرائيلية، بل على إرادة الشعب الفلسطيني.
في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني دلالة بأن الأفق لا زال أفقًا، وأن الشعب الفلسطيني هو شعب كما كل الشعوب لكنه يحظى بتضامن عالمي أكثر من أي شعب.
واليوم تنطلق فعاليات التضامن في كافة بقاع العالم بدءًا من عالمنا العربي وبالذات وبشكل رمزي ومعنوي من شعب البحرين الذي يرفض اتفاقيات المهانة الأخيرة، وما كان هذا ليتحقق لولا أن القضية الفلسطينية هي قضية حق مسلوب ومنتهك ومستعمَر، ولولا المسيرة المشرقة للشعب الفلسطيني التي لم ولن تتوقف يوما حتى إحقاق الحق بالعودة وتقرير المصير والدولة.
أنصار ونصيرات الحرية في العالم يتعاطفون مع الضحايا، لكنهم يتضامنون مع مسيرة نضال الشعب الفلسطيني، بمفهوم تقاسم الهمّ والمسؤولية والسعي لتغيير السياسات في بلدانهم والسعي لقلب هيمنة القوى العدوانية والاستعمارية.
وليس كثيرا علينا أن نطالب أنفسنا نحن الفلسطينيين والفلسطينيات بالتضامن مع كل ضحايا الغبن والقهر والاستعمار في العالم.
إزاء الحملة الإسرائيلية الممنهجة والهادفة إلى هندسة وعينا وإعادة تصميمه بما يخدمها، وتريد من جماهير شعبنا في الداخل أن ننسى قضية فلسطين ونهتم بشؤوننا المحلية، نقول إن القضية الفلسطينية هي ليست قضية الآخرين بل قضيتنا ونعيشها كل يوم نعيش النكبة ونعيش النهب وسلب الأرض والهدم والعنصرية وانعكاسات ذلك على واقعنا الاجتماعي، وفي المقابل نعيش الصمود والكفاح الجماهيري وترسيخ البقاء والتطور وتقاسم الهمّ الفلسطيني، لكن الأهم هو أننا نعيش الأمل ونواصل المسيرة المشرقة.
رغم حملات التيئيس الخارجي والذاتي فان القضية الفلسطينية لا زالت هي المحور، وستبقى.

أضف تعليق