20 نيسان 2024 الساعة 18:04

دروس مستفادة وهوية مفقودة

2020-09-26 عدد القراءات : 503
شكلت منظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها عام 1964 عنوانا للمشروع الوطني على مدار تاريخ الثورة المعاصرة ،قدمت من خلاله تضحيات  طيلة مسيرة النضال الوطني التحرري غير ان المنظمة شابتها بعض التحولات بالتدريج من اطار نضالي ديمقراطي الى اطار سلطوي وهذا ادى انحدار مستوى مطالبها حتى وصلت لتوقيع اتفاق أوسلو عاما 1993 حيث اعترفت قيادة المنظمة بإسرائيل مقابل انشاء سلطة حكم ذاتي وفق شروط اقتصادية وسياسية اسرائيلية لتسجل المنظمة اول التنازلات وليس آخرها ومن هنا بدأ الإسرائيليين وبضغط امريكي بالضغط على قيادة السلطة حينها كون سيطرة  السلطة  عليها بطرح الإغراءات المتنوعة حتى وصلت التنازلات لقبول المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي  وبالتالي سجلت الدبلوماسية الإسرائيلية إنتصار من إنتقال  الصراع من مرحلة إحتلال أراضي وانتهاك حقوق الفلسطينيين الى جلسات تفاوضية تحتمل الإتفاق أو عدمه وإنخرطتت القيادة الفلسطينية في التفاوض طيلة عشرين عام دون مرجعيات وطنية على حسب ما تم الإتفاق عليه بالأساس في اوسلو فأصبح تطبيق الإتفاق من طرف الفلسطينيين لصالح الاحتلال دون العكس ،وبالتالي زادت المطالب الاسرائيلية بضرورة الإعتراف بيهودية الدولة ثم المطالبة بفتح سفارات بالقدس لاعتماد القدس عاصمة لدولة الكيان  واستمرت عملية مصادرة الأراضي وصولاً للحديث عن ضم مزيداً من الأراضي و صفقة العصر والتطبيع العلني مع الإحتلال .
أن ما آلت إليه الامور على الصعيد الوطني هو نتاج طبيعي لانهيار وترهل منظمة التحرير كونها الممثل الشرعي والوحيد والدرع الحامي للقضية الوطنية ،من خلال تقديم تنازلات عبر قيادة السلطة والسباحة في وهم الوعود بالمفاوضات وعملية السلام كحل وحيد للصراع مع الاحتلال .
ثانياً علينا الضغط تجاه انهاء الانقسام البغيض الذي دمر ما تبقى من البنية الاجتماعية، الاقتصادية ،السياسية والوطنية لصالح الاحتلال .
وبعد تراكم الأزمات والإنهيار على كل المستويات والأخص وصول هذا الانهيار للمستوى الاقتصادي وتفشي الجوع والفقر والبطالة في قطاع غزة والذي ساهم به الإحتلال وبعض المنتفذين من طرفي الانقسام  بقصد او بدون  وطرح دولة في غزة كبديل من خلال توفير الامكانيات الاقتصادية لها وهنا بدأت تتضح الصورة بأن حالة الذوبان للهوية والكينونة الفلسطينية  وصلت الى ذروتها .
وبناء على ما سبق فان الافراز الطبيعي لما يتم  الحديث عنه اليوم من تطبيع علني للدول العربية بدءا من الامارات وصولا للبحرين والى كل الدول العربية وذلك يؤكد فشل الدبلوماسية الفلسطينية بالساحات العربية كونها ركزت على مناطق دون الاخرى وتركت سفاراتنا وممثلينا بالدول العربية يمثلون دور الكومبارس وتركو المساحة للإسرائيليين لتحقيق  انتصار كان يبحث عنه الرئيس الامريكي للانتخابات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ليغلق ملفات الفساد ويستمر بممارساته العنصرية تجاه ابناء شعبنا بمصادرة حقوقه الطبيعية والتي كفلها القانون الدولي .
ثالثاً  علينا عدم التعامل بردة فعل مع قرار التطبيع ،وعدم الإنسحاب من الجامعة العربية وعلينا الضغط على الشعوب العربية لتضغط على أنظمتها لتشكيل درعاً حامياً للهوية الوطنية الفلسطينية والتركيز على الدور الإعلامي لإبراز الانتهاكات الممارسة ضد أبناء شعبنا ،إضافة للجلوس مع القيادة العربية لمحاولة إثنائهم عن القرار او إستثمار التطبيع لصالح القضية الفلسطينية بتثبيت إيقاف قرار الضم والإعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران67 وعاصمتها القدس الشرقية كحل مرحلي .
رابعا علينا إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وسحب الإعتراف باسرائيل والتحلل من الاتفاقيات الموقعة مع الإحتلال وبناء  منظمة التحرير المترهلة بما يشمل الكل الفلسطيني مع تفعيل الاتحادات والدوائر وصياغة برنامج سياسي واستراتيجية موحدة تستخدم أدوات نضالية كفاحية قومية ديمقراطية متنوعة تتلاءم مع حجم التحديات كصفقة قرن والتطبيع والتعدي على الاراضي والتجاوزات على الحقوق الفلسطينية .
خامسا إعادة الحياه الديمقراطية لشكلها الطبيعي وإشراك الشباب  بما يشمل اجراء انتخابات شاملة تشريعية ،رئاسية ،مجلس الوطني ،بلديات ،مجالس واتحادات طلاب وبلديات أي اعادة الحياه الديمقراطية واطلاق الحريات الكاملة .
سادساً علينا إيقاف كل أشكال التواصل مع الإسرائيليين وخاصة لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي والتنسيق الامني وعدم ترك الباب مواربا لاحد لخلق مبررات للتطبيع .
ايضاً من المهم للشباب الفلسطيني إستنهاض دورهم الطليعي بدعم قضيتهم الوطنية كونهم اكثر خبرة بالتعامل مع المجتمع الرقمي ودعم الرواية الفلسطينية وإبراز انتهاكات الاحتلال المستمرة إضافة للضغط على طرفي الإنقسام لتحقيق الوحدة بالقوة من اجل احقاق حقوقهم والحقوق الوطنية .

أضف تعليق