18 نيسان 2024 الساعة 21:50

آمل ألا يتم الضم

2020-07-13 عدد القراءات : 489
كانت تجربتي الحقيقية الأولى في إسرائيل، عندما كنت في الـ 18 من عمري، حين قضيت بضعة أسابيع كعامل مطبخ في كيبوتس كفار هنسي. واحتمل رفاقي الكيبوتسيون مساهمتي في تغذيتهم. تركت الكيبوتس بإحساس من الارتباط العميق بدولة إسرائيل.
خلفت زياراتي الكثيرة في السنوات الأخيرة انطباعاً عميقاً لديّ ـ سواء لهيبة بهاء يد واسم، أم النصب الذي يذكر بجريمة شاذة في تاريخ البشرية ـ؛ لقاء استثنائي لزعماء العالم؛ في جنازة صديقي القديم، شمعون بيرس؛ أو امتطاء الدراجة في منحدر جادة روتشيلد مع رئيس بلدية تل أبيب، في ظل التأثر بالمدينة البيضاء الحيوية.
أنا مدافع متحمس عن إسرائيل. ثمة قليل من الأهداف الأقرب إلى قلبي، من ضمان أن يبقى مواطنوها محميين من تهديد الإرهاب، وتحريض اللاسامية. لقد وقفت بريطانيا دوماً إلى جانب إسرائيل، وحقها في الوجود بسلام وأمن ـ مثل كل أمة أخرى ـ. التزامنا بأمن إسرائيل متين، طالما كنت رئيس الوزراء في بريطانيا. فقد تابعت بأسى الاقتراحات لضم أرض فلسطينية. بصفتي صديقاً، معجباً ومؤيداً لإسرائيل لسنوات طويلة، أخشى ألا تحقق هذه الاقتراحات حدثها، لضمان حدود إسرائيل، بل ستكون متعارضة مع مصالحها بعيدة المدى.
سيضع الضم في خطر الطريق، الذي قطعته إسرائيل في تحسين العلاقات مع العالم العربي، والإسلامي. لم يسبق لي أن كنت مقتنعاً أكثر، لأن مصالح إسرائيل تتطابق؛ ومصالح شركائنا الأقرب في العالم العربي، بما في ذلك التعاون الأمني المحتمل، ضد تهديدات مشتركة. مهما كان تطلعهم لإقامة علاقات مع إسرائيل قوية، فإن الضم؛ سيقف في طريق التعاون المحتمل، ولن يسمح للشركاء من العالم العربي، بتعزيز العلاقات مع إسرائيل. وسيستغل أعداء إسرائيل هذا الوضع، وسيستخدموه ضد كل من يتطلع إلى التقدم في الشرق الأوسط.
بودّي أن أرى حلاً، يكون عادلاً للإسرائيليين والفلسطينيين على حدٍّ سواء. لقد دافعت بريطانيا في أحيان قريبة، كجزء من أقلية صغيرة في الأمم المتحدة، عن إسرائيل في وجه انتقاد؛ غير مبرر، وغير متوازن تماماً.
الضم سيشكل خرقاً للقانون الدولي. كما أنه سيكون هدية؛ لأولئك الذين يريدون أن يثبتوا القصص القديمة عن إسرائيل.آمل من عمق قلبي ألا يخرج الضم إلى حيز التنفيذ. وإذا حصل ذلك، فإن بريطانيا لن تعترف بالتغييرات في خطوط 67، باستثناء؛ تلك التي يتفق عليها الطرفين.
يوجد سبيل آخر؛ مثل إسرائيليين كثيرين، فإني أنا أيضاً؛ محبط من أن محادثات السلام انتهت بالفشل. وبينما أتفهم الإحباط الذي يشعر به الطرفان، فإن واجبنا استغلال الطاقة في هذه اللحظة، كي نعود مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات، ونسعى إلى بلورة حل. وهذا سيتطلب تنازلاً من كل الأطراف.
لا أقلل من قيمة التحديات التي تقف في الطريق لتحقيق سلام دائم، فالكثير من الجهود بذلك، والكثيرون جداً دفعوا ثمناً باهظاً جداً، بمن فيهم اسحق رابين بالطبع.
ولكني لا أزال أؤمن؛ بأن الطريق الوحيد للوصول إلى الأمن الحقيقي والدائم لإسرائيل، وطن الشعب اليهودي، هو من خلال حل، يسمح بالعدل والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. أرفض أن أؤمن بأن هذا متعذر.
أحيي التزام الرئيس ترامب، لإيجاد طريق إلى الأمام. ونحن سنعمل بلا كَلَل مع الولايات المتحدة، ومع شركاء آخرين في العالم العربي، وفي أوروبا، في محاولة لجعل السلام واقعاً.
أفتخر جداً في مساهمة بريطانيا في إقامة إسرائيل، من خلال «تصريح بلفور» في العام 1917، ولكنها ستبقى موضوعاً غير منتهٍ، إلى أن يوجد حل؛ يمنح العدل والسلام الدائم للإسرائيليين وللفلسطينيين على حد سواء.
إن السبيل الوحيد الذي يمكن فيه الوصول إلى ذلك، هو أن يعود الطرفان إلى طاولة المفاوضات. هذا يجب أن يكون هدفنا. أما الضم فسيبعدنا عنه فقط.

أضف تعليق