20 نيسان 2024 الساعة 14:19

الاستيطان يتمدد في محافظة بيت لحم والمستوطنون يصعدون اعتداءاتهم في الظروف المستجدة

2020-03-28 عدد القراءات : 406
نابلس (الاتجاه الديمقراطي)
أصدر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان تقرير الاستيطان الأسبوعي للإعلامية مديحة الأعرج الذي سلط الضوء على التمدد الاستيطاني واعتداءات المستوطنين في الضفة الفلسطينية على الرغم من اصطفاف العالم كله في الحرب على فيروس كورونا المستجد ومحاولة الكثير من الدول التعامل بمسؤولية مع هذه الجائحة التي تجتاح العالم، بينما يصر الاحتلال الاسرائيلي على اظهار وجهه الحقيقي وعنصريته القبيحة ، حيث يجد جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في الاوضاع مستجدة فرصة للتصعيد ضد المواطنين الفلسطينيين ، باقتحام المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ومواصلة شن حملات الاعتقال ضد الفلسطينيين وبارتفاع وتيرة عربدة المستوطنين واعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في ظل اضطرار الفلسطينيين الالتزام بمنع التجول ، والحظر المنزلي ، حفاظا على حياتهم من وباء الكورونا الخطير .
وأشار التقرير إلى التوسع في سياسة هدم منازل ومنشآت الفلسطينيين في الاغوار الشمالية وغيرها من المناطق في الضفة الغربية في تصعيد لسياسة الترحيل والتطهير العرقي ، التي تمارسها سلطات الاحتلال لتحويل تلك المناطق الى مناطق حيوية للاستيطان بالدرجة الرئيسية . كما تستخدم سلطات الاحتلال انتشار فيروس كورونا للتضييق على السكان الفلسطينيين في عدد من المناطق لعزلهم عن امتدادهم الفلسطيني ، كما هو الحال مع نحو 8 آلاف مواطن في بلدة برطعة الشرقية ، خلف جدار الفصل العنصري ، حيث يشكل اغلاق البلدة ومنع المواطنين من الدخول او الخروج منها ، خطرا على وضع الحالات الإنسانية ، خاصة أن الحاجز هو المدخل الوحيد للبلدة.وكما هو الحال كذلك مع حاجز الجيب العسكري الذي يربط حي الخلايلة وقرية النبي صموئيل ببلدة الجيب شمال غرب القدس حيث يخلو الحي والقرية المعزولان خلف جدار الفصل العنصري من المراكز الصحية والتموينية .
وقد نددت منظمة «بتسيلم» لحقوق الانسان بمواصلة سلطات الاحتلال انتهاكاتها في الاراضي المحتلة دون ادنى اعتبار للوضع الخطير الذي يعيشه المواطنون في الاراضي الفلسطينية المحتلة وانتشار الوباء، واستعرضت في تقرير لها مداهمة الادارة المدنية لخربة ابزيق بالأغوار الشمالية ومصادرة معدات لإقامة خيام وعيادة ومكان للطوارئ. وقالت المنظمة ان الجيش الاسرائيلي وجد الوضع الحالي فرصة للتجبر بالسكان في التجمعات البدوية والاكثر فقرا وحذر من تفاقم الاوضاع في الاغوار واستغلال الجيش لجائحة كورونا في تنفيذ مخططات الاقتلاع للمواطنين الفلسطينيين في الأغوار وقالت المنظمة الحقوقية بان اسرائيل تتحمل سلامة الخمسة ملايين فلسطيني الواقعين تحت سيطرتها. فيما أكدت الأمم المتحدة أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية القانونية عن استفادة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة من الخدمات الصحية الأساسية لمكافحة انتشار فيروس «بتسيلم» المستجد في العالم.
وفي الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمحاولة كسب الحرب الدائرة مع فيروس كورونا، تنشغل حكومة الاحتلال بمشاريع استيطانية واسعة، حيث تعمل وزارة جيش الاحتلال على تنفيذ مخطط استيطاني يستهدف توسيع مستوطنة «افرات» المقامة على أراضي بيت لحم الغربية والجنوبية. حيث أودع مجلس التخطيط الأعلى / اللجنة الفرعية للاستيطان مخططا لتوسيع المستوطنة المذكورة وطرحه للاعتراض لمن يجد نفسة متضرراً منه، خلال مدة (60 يوماً) علماً أن سلطات الاحتلال أعلنت عن إيداعه مطلع شهر آذار الحالي، دون أن ترفق الإعلان بنسخة هندسية عن المخطط . ويأتي طرح هذا المخطط في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية حظراً للحركة وحجراً صحياً للوقاية من مرض " كورونا"، ووسط إعلان حالة الطوارئ وإغلاق للمؤسسات، التي يحتاجها المواطن المتضرر في استصدار بعض الوثائق الثبوتية في أرضه، كما جاء الاعلان أيضا ً في ظل إغلاق المؤسسات الاسرائيلية التي تصدر بعض الوثائق اللازمة للاعتراض كإخراج قيد المالية الذي يعتبر أحد دلائل إثبات الملكية في الأراضي الفلسطينية لدى سلطات الاحتلال. وتبلغ مساحة المخطط (569 دونماً) من أراضي محافظة بيت لحم، يقع 477  منها خارج حدود مستعمرة «إفرات » . ويهدف هذا المخطط الاستيطاني إلى تغيير صفة استخدام الأراضي من أراضٍ زراعية إلى أراضٍ للبناء وإنشاء الطرق والمناطق المفتوحة خلافا لما هو قائم والذي صنف الغالبية العظمى من تلك الاراضي باعتبارها مناطق زراعية. ويقع المخطط في عدد من الأحواض الطبيعية في موقع أم الطلع في أراضي قرية أرطاس ومواقع شعب سلطان، واد غنيم، ظهر البو، في أراضي قرية أرطاس ومواقع مرحان أبو دحروجة، شعب سلطان، النحلة ، من اراضي مدينة بيت لحم.
والى الجنوب من مدينة بيت لحم شق مستوطنون طريقا وعبدوه ، ونصبوا عددا من البركسات ، على أراضي خلة النحلة جنوب محافظة بيت لحم التي تم الاستيلاء عليها في العام 2004. وحطم آخرون 50 شجرة كرمة وزيتون من أراضي بلدة الخضر جنوب بيت لحم القريبة من مجمع مستوطنة "غوش عصيون " الجاثمة على أراضي المواطنين. هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه، بل وقع مرات سابقة، حيث يستغل المستوطنون الحالة العامة التي تمر بها محافظة بيت لحم منذ الخامس من الشهر الجاري ويقومون بتخريب أراضي المواطنين وأشجارهم ومزروعاتهم. يشار الى أن المستوطنين قاموا خلال الأسابيع الماضية بتقطيع المئات من أشجار الزيتون والكرمة في بلدة الخضر، وشقوا طريقا وعبّدوه، ونصبوا بركسات في منطقة خلة النحلة المحاذية لقرية وادي رحال جنوبا.
ولا تتوقف نشاطات الاستيطان وعربدة المستوطنين على امتداد الارض الفلسطينية في ظل حالة الطوارئ التي تعيشها الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 . فقد شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بعمليات تجريف جديدة لتوسيع مستوطنة «شفوت راحيل»، المقامة على اراضي قرية جالود، جنوب نابلس، عمليات التجريف الجديدة، تنفذ في الحوض رقم (13) موقع «الخفافيش»، إلى الغرب من مدرسة جالود الثانوية ، وعلى بعد مئات الأمتار منها.وتأتي عمليات التجريف بعد اعلان وزير الحرب الاسرائيلي نفتالي بينيت، توسيع المستوطنة المذكورة خمسة أضعاف ، وإيجاد تواصل بين مستوطنتي «شيلو» و«شفوت راحيل» وباقي البؤر الاستيطانية الواقعة في الشرق منها، وصولا لشارع «ألون» .
وفي الأغوار الفلسطينية كثف المستوطنون اعتداءاتهم بحق المواطنين، مستغلين انشغال العالم في مواجهة وباء «كورونا» المستجد وإعلان حالة الطوارئ محليا ، لفرض وقائع جديدة على الأرض،حيث شهدت الأيام القليلة الماضية عمليات توسيع للبؤر الاستيطانية ، ما يعني الاستيلاء على مساحات إضافية من الأراضي . فخلال الاسبوع الفائت استيقظ الأهالي على قيام المستوطنين بأعمال توسعة في محيط البؤرة الاستيطانية المقامة على أراضي منطقة «خلة حمد» بالأغوار الشمالية، وإقامة خيام وبيوت متنقلة «كرفانات» جديدة في المنطقة المحاذية للبؤرة، في مخططات واضحة لتنفيذ «صفقة القرن». كما ينفذ المستوطنون أعمال بناء بالإسمنت وتوسعات في البؤرة التي أقيمت قبل عدة أشهر في منطقة «أبو القندول» التابعة لوادي المالح.
وتتواصل معاناة المواطنين الفلسطينيين في مناطق الاغوار الفلسطينية بفعل اعتداءات المستوطنين وعمليات هدم المنازل والمنشآت. حيث كثف المستوطنون اعتداءاتهم على المواطنين والرعاة في مختلف المناطق واعتدوا على الشاب مهيب فتحي دراغمة، أثناء رعيه أبقاره في عين الحلوة ، فيما أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي ، طريقا فرعيا بالسواتر الترابية ، في منطقة الفارسية بالأغوار الشمالية ، وأخطرت بوقف البناء في مشروع خلايا شمسية مقدم من مؤسسة  ( جي في سي ) الايطالية  وبكرفان زراعي يعود لأحد المزارعين في «خربة الدير»  وهدمت ثلاثة منازل في قرية الديوك التحتا غرب محافظة أريحا تعود ملكيتها للمواطنين مؤيد أبو عبيدة، وثائر الشريف، وياسر عليان، المكونة من الاسمنت، وتبلغ مساحة كل منزل 120 مترا مربعا علما أن أن المنازل المهدومة مجهزة للسكن  وكثفت سلطات الاحتلال في الآونة الأخيرة من توزيع إخطارات هدم بيوت ومساكن المواطنين في محافظة أريحا في الأغوار الوسطى في مساعٍ لإفراغ المنطقة من مواطنيها تمهيدا للسيطرة عليها وقامت بهدم  مسكن واستولت على خيام ومعدات في منطقة ابزيق شمال طوباس بعد مداهمة المنطقة  كما هدمت بركسا سكنيا تقدر مساحته بــ70 مترا مربعا، واستولت على مضختين لتوليد الكهرباء والمياه وعلى 8 خيام غير مبنية، وخلايا شمسية، و(6) مضخات للرش ، ووحدات «طوب» للبناء  بحجة البناء في مناطق عسكرية.
وفي محافظة سلفيت تتواصل أعمال التجريف لاراضي قرية مسحة غرب سلفيت الواقعة خلف جدار الفصل العنصري وافاد نضال عامر رئيس مجلس محلي قرية مسحة بان جرافات الاحتلال تواصل عملها في المنطقة الغربية منطقة الوادات دون توقف بالرغم من جائحة كورونا وفرض الاغلاق على كل المناطق وان عمليات التجريف من أجل بناء وحدات سكنية استيطانية لصالح مستوطنتي «الكناه وعيفتس افرايم» وتنفيذ مخططات استيطانية واسعة حيث يستهدف مجلس المستوطنات هذه المنطقة كي يقوم ببناء مدينة استيطانية كبيرة .
وفي محافظة جنين عزلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ، نحو 8 آلاف مواطن في بلدة برطعة الشرقية، خلف جدار الفصل العنصري، بإدعاء أن ذلك يأتي في إطار مواجهة انتشار فيروس «كورونا». وقال رئيس بلدية برطعة الشرقية إن قوات الاحتلال اغلقت حاجز برطعة العسكري بكلا الاتجاهين، والذي يعتبر المنفذ الوحيد لأهالي القرية والخرب المجاورة لها، للتواصل مع محافظة جنين وبلداتها.وأعرب قبها عن خشيته من ان يشكل اغلاق البلدة ومنع المواطنين من الدخول او الخروج منها، خطرا على وضع الحالات الإنسانية، خاصة أن الحاجز هو المدخل الوحيد للبلدة.كما أغلقت قوات الاحتلال ايضا حاجز الجيب العسكري الذي يربط حي الخلايلة وقرية النبي صموئيل ببلدة الجيب شمال غرب القدس مما فرض على المواطنين الاقامة الجبرية في منازلهم والانعزال عن العالم الخارجي فيما يخلو الحي والقرية المعزولان خلف جدار الفصل العنصري من المراكز الصحية والتموينية .

أضف تعليق