19 نيسان 2024 الساعة 10:07

صفقة ترامب محكومة بالفشل لكنّ خيارات الفلسطينيين تتضاءل

2020-01-29 عدد القراءات : 246

القدس المحتلة (الاتجاه الديمقراطي)

كشف جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تفاصيل خطة السلام "صفقة ترامب" والتي كشف عنها مساء أمس الثلاثاء، في البيت الأبيض، خلال مؤتمر صحفي عقده رئيس الولايات المتحدة بحضور بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وشخصيات سياسية أميركية وإسرائيلية ودولية، وبعض سفراء الدول العربية.
وقال كوشنر، إن الخطة التي وصفها بـ "رؤية السلام" تحدد بشكل واضح إقامة دولة فلسطينية تكون عاصمتها في أجزاء من القدس الشرقية مشيرًا إلى أن مساحتها ستكون قريبة من مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة قبل عام 1967.
واعتبر كوشنر في حديث لـ القدس، أن الحل السياسي الذي طرح خلال الخطة، هو الأكثر تفصيلًا في تاريخ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستقدم بعض "التنازلات التاريخية" كبادرة "سلام" لصالح الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي.
وقال "بعد ثلاث سنوات من التحليل والعمل، يسعدني أن يرى الشعب الفلسطيني هذه الرؤية التي أطلقتها إدارة الرئيس ترمب، وتهدف إلى التعامل مع طموحات الشعب الفلسطيني والوصول أخيرًا إلى حل لهذا الصراع".
وأضاف "تدعو الرؤية إلى إقامة دولة فلسطينية تكون عاصمتها في أجزاء من القدس الشرقية، وتضمن لكل المسلمين الذين يرغبون بالصلاة سلميًا في الحرم الشريف أن يكونوا قادرين على ذلك".
ودعا كوشنر، الشعب الفلسطيني إلى قراءة الرؤية ليروا بأعينهم أننا نأخذ الطموحات السياسية لهم على محمل الجد. كما قال.
وجدد تأكيده على أن عاصمة دولة فلسطين ستكون القدس، وستشمل مناطق في شرقي المدينة، مشيرًا إلى أن إدارة بلاده ستقف مع القيادة والشعب الفلسطيني بعد إبرام اتفاقية سلام مع إسرائيل، وحينها ستفتح سفارة للولايات المتحدة في دولة فلسطين. كما قال.
وحول الخريطة المنشورة ضمن "الخطة الأميركية"، قال كوشنر إنها خريطة تظهر حدود تلك الدولة الفلسطينية المستدامة والمترابطة والتي ستقارب مساحتها، مساحة أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة قبل عام 1967 مشيرًا إلى أن إسرائيل أيضًا وافقت على الاعتراف بهذه الدولة بناءًا على هذه الخريطة، وهو أمر غير مسبوق. كما قال.
وأضاف "حتى خلال مفاوضات اتفاقية أوسلو لم تكن إسرائيل مستعدة للإعتراف بدولة فلسطينية، وخلافًا لجهود الماضي، ما بين أيدينا الآن ليست مجرد خطة وأفكار، بل شيء يمكن أن يتحقق فعليًا".
وبشأن المسجد الأقصى، قال كوشنر إن الإدارة الأميركية تدرك مدى أهميته وقيمته للمسلمين حول العالم، وفي إطار الخطة ستكون الأماكن المقدسة مصونة، مع ضمان حرية العبادة للجميع ليأتوا ويصلوا بسلام، مما سيمكن أكثرمن 1.5 مليار مسلم من زيارة الأماكن المقدسة في المدينة والصلاة فيها.
وحول الشق الاقتصادي من الرؤية الأميركية التي تم الكشف عنها في البحرين في حزيران/ يونيو من العام الماضي، قال كوشنر إن من أكبر الأفكار التي خرجنا بها من ندوة "السلام إلى الإزدهار" في المنامة هي أن العالم يؤمن بالشعب الفلسطيني ويود مساعدته.
وتابع "الخطة الإقتصادية التي أعلنا عنها، في ظل البيئة السياسية المناسبة، ستمكن الفلسطينيين أخيرًا من التحكم بمستقبلهم الإقتصادي .. مبلغ الخمسين مليار دولار في شكل إستثمارات في خطتنا سيكون عامل تغيير كبير للشعب الفلسطيني، وسيكون له صدى واسع عبر المنطقة".
وعلى الرغم من أن غالبية المحللين يعتبرون أن الخطة التي عرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتحقيق السلام في الشرق الأوسط والمعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"، محكومة بالفشل لأنها تصب بقوة في مصلحة إسرائيل وتفرض شروطا تعجيزية على ولادة دولة فلسطينية، إلا أنهم يرون بالمقابل أن خيارات الفلسطينيين لا تنفك تتضاءل.
وقال الخبير في مركز أبحاث "مجلس العلاقات الخارجية"، ستيفن كوك، إن "الفلسطينيين رفضوا الخطة رفضا قاطعا وكذلك فعل المستوطنون الإسرائيليون الذين يعارضون أي شكل من أشكال السيادة الفلسطينية"، معتبرا أن "هذا لا يدعم قضية السلام بأي حال من الأحوال".
بدورها، قالت الخبيرة في "مركز كارنيغي للسلام الدولي"، ميشيل دون، إن "لا شيء يدل على أن هذه الخطة يمكن أن تؤدي إلى مفاوضات".
وإذا كانت الأنظار تركزت على فحوى "رؤية السلام" هذه الواقعة في 80 صفحة والتي أحاطتها إدارة ترامب خلال فترة إعدادها على مدى السنوات الثلاث الماضية بأكبر قدر من الكتمان، فإن أكثر ما لفت انتباه عدد من المراقبين هو الطريقة التي اعتمدت لتقديم هذه الخطة للرأي العام: الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يتناوبان على المنبر لكشف الخطوط العريضة للخطة السلمية، كما لو أنهما يعلنان أبوتهما المشتركة لها، في غياب أي ممثّل عن الفلسطينيين.
 بدورها اعتبرت صحيفة هآرتس العبرية، الأربعاء، أن الخطة الأميركية "صفقة القرن" بات محكوم عليها بالفشل، وقد تلقى في سلة المهملات، في ظل رفض الفلسطينيين لها.
وبحسب الصحيفة، فإن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء سيعمل على تنفيذ الصفقة بما يتماشى مع مصالح إسرائيل، وذلك كخطوات إحادية الجانب. مبينةً أن هذه الخطوات ومنها ضم الأغوار وبعض المستوطنات في الضفة، يمكن أن يتم التراجع عنها في أي اتفاق سلام مستقبلي، وهو أمر مشكوك فيه أيضًا.
واعتبرت أن خطوات الضم للأغوار والمستوطنات ليست جديدة، في ظل الواقع الموجود بالفعل مع التوسع الاستيطاني والسيطرة على الأراضي الفلسطينية. معتبرةً أن الخطوة المفاجئة كانت في قبول أحزاب اليمين بالخطة الأميركية رغم أنها تتخلى عن 70 بالمائة من الضفة لصالح الفلسطينيين.

أضف تعليق