26 نيسان 2024 الساعة 02:20

الاحتلال يلجأ لمختلف الحيل والأساليب للسيطرة على أراضي الفلسطينيين

2019-09-21 عدد القراءات : 437

نابلس ( الاتجاه الديمقراطي)

ذكر المكتب الوكني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير في تقريره الاسبوعي أنه وفي تطور جديد  يعكس استخدام سلطات الاحتلال ومعها أذرع الجهاز القضائي في الجيش والإدارة المدنية في اسرائيل مختلف الحيل وأساليب الاحتيال للسيطرة على اراضي المواطنين الفلسطينيين والأملاك العامة في دولة فلسطين تحت الاحتلال ، لجأت حكومة اسرائيل الى حيلة جديدة تسمح للمستوطنين الافراد تملك اراض في الضفة الغربية بصورة مباشرة . ففي الوقت الذي صرح فيه بنيامين نتنياهو بتطلعه إلى فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات والأغوار وشمال البحر الميت ، حضّرت طواقم من المستشارين القضائيين في وزارة الأمن والجيش وجهة نظر قانونية وتوصيات تسمح للمستوطنين، بصفتهم الخاصّة ، بتملك أراض في الضفة الغربية المحتلة ، في فصل جديد للنصب والاحتيال لسرقة اراضي الفلسطينيين بما يتماشى مع مخططات الضم الذي تلوح به حكومة الاحتلال الاسرائيلي عبر السماح المباشر للمستوطنين بشراء أراضي في الضفة ، في خطوة جديدة انتظرها المستوطنون منذ سنوات بعد شكاوى بأن القانون المعمول به في الضفة الغربية يكبح التوسع الاستيطاني المنشود واعتبرتها مصادر اسرائيلية بانها خطوة غير مسبوقة ، وقد تم إيداع وجهة النظر القانونية والتوصيات على طاولة نائب المستشار القضائي للحكومة، إيرز كامينيتس، الذي من المتوقع أن يوافق عليها ، بدعم من المستشار ، أفيحاي مندلبليت، وحيال هذا الوضع طُلب من الطواقم المهنية ومن المحامين في جيش الاحتلال ومن وزارة الجيش الإسرائيلية ، فحص ما إذا كان بالإمكان إلغاء القيود المفروضة على شراء الأراضي في الضفة الغربية من قبل المستوطنين .
وقد كان جوابها الأولي إيجابيا وأنه يمكن إلغاء هذه القيود ، ما يعني السماح لكلمستوطن بشكل منفرد بشراء أراض بالضفة ، حيث لا زالت الادارة المدنية للاحتلال تحتفظ بسجل الأراضي  وهي التي تتحكم به، ما يتيح لها التواطؤ مع المستوطنين في الاستيلاء على الأرض الفلسطينية وسلب المواطنين أملاكهم".ومن الجدير ذكره انه من غير المسموح للمستوطنين بشراء أراض في الضفة بشكل مباشر ، حيث تتم هذه الصفقات عادة عبر شركات سمسرة صهيونية وإجراءات تحتاج إلى موافقة من الإدارة المدنية للاحتلال ، طبقا للقانون الساري حتى الآن وهو الأمر العسكري الذي يستند إلى القانون الأردني المعتمد قبل عام 1967 والذي يمنع الشراء المباشر لأراضي الضفة لغير الفلسطينيين أو الأردنيين.
في الوقت نفسه لا تتوقف خطط التوسع في النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس . ففي اطار التوسع الاستيطاني أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة على جبل المنطار في بادية القدس شرق بلدة السواحرة الشرقية.حيث وضعوا كرفانات وبراميل مياه ومظلات وصنابير مياه ، تمهيدا للاستيلاء على مئات الدونمات بحجة انها " املاك دولة ". وكان المستوطنون  قد جرفوا أراضي تقع خلف جدار الضم والتوسع في بلدة أبوديس جنوب شرق القدس ، بهدف تعزيز الاستيطان وإقامة بؤر استيطانية في هذه المنطقة.
ويأتي تجريف الأراضي في إطار خطة توسيع وتسريع وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس ، من أجل تهويدها والسيطرة على جميع الأحياء التي تحيط بها عبر إنشاء وإقامة وتنفيذ مشاريع استيطانية عدة . وردا على ذلك تم الاعلان عن بدء اعتصام مفتوح، في خيمة الاعتصام في منطقة المنطار في بادية القدس، دعت له هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ومحافظة القدس وحركة "فتح" ولجان المقاومة الشعبية وأهالي بلدة السواحرة الشرقية ، رفضاً لإقامة البؤرة الاستيطانية في المنطقة.
وكانت سلطات الاحتلال قد اعلنت في العام 2012  الاستيلاء على الأراضي في المنطقة لبناء حي استيطاني في محاذاة  جدار الفصل العنصري القائم علىاراضي ابو ديس شرق مدينة القدس على الاراضي المعزولة بين بلدتي ابو ديس وجبل المكبر  أطلقت عليه اسم "كدمات زيون"، والذي سيضم 400 وحدة استيطانية ، ومنذ ذلك الإعلان تحاول مجموعات المستوطنين السيطرة على هذه الأراضي للبدء بإقامة هذا الحي الاستيطاني ، والذي يطل على الأقصى ومدينة القدس. وحاول عدد من المستوطنين  وضع " كونتينر" في منطقة شرق السواحرة جنوب مستوطنة "كيدار"، إلا أن تصدي أهالي البلدة والبدو في هذه المنطقة حال دون ذلك.
وفي محافظة قلقيلية جرفت قوات الاحتلال  مساحات من الأراضي الزراعية في قرية حجة الى الشرق من مدينة  قلقيلية في أراض تقدر مساحتها بـ145دونما ، بهدف توسعة المنطقة الصناعية في مستوطنة "كرني شمرون"، المحاذية لأراضي القرية مزروعة بأشجار الزيتون وتعود ملكيتها لخمس عائلات بالقرية.
وسيتم اقامة مصانع تابعة للمنطقة الصناعية التي يطلق عليها " اديرت " ، وهي ملاصقة لأراضي المواطنين " وتطل المنطقة المستهدفة بالتجريف على الطريق الرئيس الواصل بين قلقيلية ونابلس ويندمج مع الطريق الالتفافي رقم 55 قبالة بلدة عزون" .
وفي محافظة بيت لحم أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي طريق الفرديس البرية التاريخية شرق بيت لحم ، الموصلة إلى البحر الميت بحجة انها منطقة آثار بأسلاك شائكة ويبلغ طولها حوالي (10) كم/ وهذا الاجراء سيحرم المواطنين من الوصول إلى أراضيهم وبالتالي هجرتها والاستيلاء عليها لأطماع استيطانية.
 يذكر ان منطقة الفرديس وما يحيط بها تتعرض منذ سنوات لهجمة استيطانية واعتداءات كما حدث في تجمع "جب الذيب" ومدرسة تحدي 5 ، ومصادرة الأراضي والاستيلاء على لوحات شمسية واخطار منازل في حي الزواهرة.
على صعيد آخر لا تتوقف الاعتداءات التي تقوم بها منظمات الارهاب اليهودي ، التي تتخذ من يتسهار وعدد واسع من اليؤر الاستيطانية وخاصة تلك المنتشرة في محافظة نابلس ضد المواطنين الفلسطينيين العزل في قراهم الآمنة . فالى الجنوب من مدينة نابلس يواصل المستوطنون في مستوطنة يتسهار ، التي تعتبر مركزا للنشاطات الارهابية التي تقوم بها منظمات الارهاب اليهودي في المنطقة اعتدى مستوطنون من المستوطنة المذكورة المقامة على اراضي قرى جنوب نابلس ، بحماية من قوات الاحتلال على عدد من منازل المواطنين في قرية عينبوس، حيث هاجم العشرات من المستوطنين المتطرفين  منازل في المنطقة الشمالية للبلدة بحماية قوات الاحتلال. وهرع الاهالي لصد هجوم المستوطنين ، واندلعت اشتباكات بينهم ، فيما أطلق الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع ، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين بالاختناق ، وفي نفس المنطقة ومن نفس البؤر الاستيطانية التي ارتكبت جريمة حرق عائلة دوابشه عام 2017
أعطب مستوطنون  إطارات مركبات وخطوا شعارات عنصرية في قرية دوما جنوب نابلس. ويعود المنزل الذي  خط المستوطنون الشعارات العنصرية على جدرانه للمواطن مراد أحمد دوابشة.
وفي محافظة الخليل تتواصل أعمال العربدة ، التي يقوم بها المستوطنون . فقد هاجم مستوطنون من مستوطني مستوطنة "كريات اربع" المقامة على اراضي المواطنين وممتلكاتهم شرق الخليل تحت حماية قوات الاحتلال الاسرائيلي ، منازل المواطنين في " حي الحريقة " بمدينة الخليل ورشقوها بالحجارة والزجاجات وروعوا قاطنيها وحطموا زجاج عدد من المنازل وأطلقوا هتافات عنصرية  وأثاروا حالة من الرعب والهلع في صفوف الأطفال. كما تجول عشرات المستوطنين برفقة قوات من جيش الاحتلال في عدد من السفوح الجبلية الواقعة إلى الغرب من مدينة دورا جنوب محافظة الخليل في منطقة طاروسة ، حيث معسكر مخلى لجيش الاحتلال ، وكذلك في جبال حمصة القريبة. وفي الوقت نفسه شنّت حركة "ريجفيم" الإسرائيلية اليمينية المتطرفة،حملة تحريض بهدف التأثير على قرار إسرائيلي رسمي بشأن مدرسة بنيت في منطقة السموع جنوب الخليل. ووفقًا للحركة اليمينية، فإن المدرسة حصلت على "حماية قانونية" تحت ستار "تفسير مشوّه لقانون تنظيم البناء في مناطق ج". واقتحم عشرات المستوطنين منطقة جدور الأثرية في بلدة بيت أمر في الخليل ومارسوا أعمال عربدة بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي ، وأقاموا صلواتهم التلمودية في المنطقة.
وفي خطوة جديدة ذات مدلول سياسي عقدت حكومة الاحتلال الاسرائيلي جلسة لها في الاغوار الفلسطينية  وقررت بالإجماع إ‍ضفاء الشرعية  على  البؤرة الاستيطانية "مفوؤت يريحو"  الواقعة في الأغوار الجنوبية  إلى الشمال من  مدينة أريحا والتي أُسست عام 1999م، وكانت تصنّف ضمن البؤر الاستيطانية غير المشروعة وذلك بتحويلها من بؤرة استيطانية إلى مستوطنة معترف بها إسرائيلياً بعد ان سمح المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية آفحاي مندلبليت لها بالقيام بهذه الخطوة قبل انتخابات الكنيست بيومين بعد أن تم اطلاعه على أهمية تنفيذها في هذه المرحلة بالذات وقبل الإعلان عن خطة السلام الأمريكية، وقد رحب المستوطنون بشرعنة  البؤرة الاستيطانية "مفوؤت يريحو" وأكدوا أن تنظيم الوضع القانوني  للبؤرة الاستيطانية في هذه المنطقة مفتاح لاستمرار الاستيطان . وجاء هذا القرار الإسرائيلي بعد أيام من تعهد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بضم منطقة الأغوار وشمال البحر الميت إلى السيادة الإسرائيلية حال نجاحه بتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات "الكنيست".
وفي اطار الدعم الامريكي غير المحدود لسياسات حكومة الاحتلال الاسرائيلي قال مسؤول في الخارجية الأميركية أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قام بإبلاغ الإدارة الامريكية تعهده بضم منطقة الأغوار الفلسطينية المحتلة ، وان الإدارة لا ترى في ذلك تناقضا مع تسوية سياسية في المستقبل وفقا لمصادر صحيفة القدس  . وكان نتنياهو قد صرح بأن  هناك فرصة تاريخية لفرض السيادة على مستوطنات الضفة الغربية في إشارة لوجود الرئيس ترامب كرئيس الولايات المتحدة حاليا . وادعى نتنياهو أن الرئيس الأميركي ترامب سيعرض "صفة القرن " بعد الانتخابات الإسرائيلية مباشرة وأنه احتراما للرئيس ترامب وايمانا بالصداقة مع إدارته سوف ينتظر إصدار خطة السلام ليرى الى أي حد أقصى يمكنه المضي في مشروعه  وبالتنسيق مع الولاياتالمتحدة .
ولم يكتفي نتنياهو باعلان نيته فرض السيادة على الاغوار الفلسطينية بل أكد أنه ابلغ الرئيس  ترامب بأنه يخطط لبسط السيادة على جميع الكتل الاستيطانية ، والأراضي (المحيطة بها) وجميع المستوطنات والمواقع التي لها أهمية من منظور أمني أو تراثي لإسرائيل وبأنه يعتزم كذلك بسط السيادة الإسرائيلية على مدنية الخليل ومستوطنة كريات أربع كذلك . وقال نتنياهو في مقابلة مع اذاعة جيش الاحتلال : "لقد جئنا للخليل للتعبير عن النصر..
وبدوره جدد الاتحاد الأوروبي تأكيده أن جميع المستوطنات في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، غير قانونية بموجب القانون الدولي
".ودعا إسرائيل إلى إنهاء جميع الأنشطة الاستيطانية وتفكيك البؤر الاستيطانية التي أقيمت منذ آذار/مارس 2001، تمشيا مع الالتزامات السابقة وأكد أنه لن يعترف بأي تغييرات في حدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، بخلاف تلك التي يتفق عليها الطرفان .جاء ذلك ، بعدما أعلنت حكومة الاحتلال  إقامة مستوطنة جديدة هي "مفوت يريخو" وهي حاليا بؤرة استيطانية في الأغوار.

أضف تعليق