23 نيسان 2024 الساعة 09:06

كرامة الأسرى التي هزمت صلف السجان

2019-04-20 عدد القراءات : 532
غزة، تقرير وسام زغبر||
توصلت الحركة الأسيرة وإدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق يلبي مطالب الأسرى الذين خاضوا من أجلها «إضراب الكرامة 2» الذي انطلق في 8/4/2019 لثمانية أيام متواصلة من الإضراب المفتوح عن الطعام.
وتضم الهيئة القيادية للأسرى والتي خاضت الإضراب كلا من:الأسير حسين درباس ممثل أسرى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الأسير محمد عرمان ممثل أسرى حركة حماس، الأسير زيد بسيسي ممثل أسرى الجهاد الإسلامي، الأسير أكرم أبو بكر ممثل أسرى حركة فتح والأسير وائل الجاغوب ممثل أسرى الجبهة الشعبية.
وأعلنت الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال التوصل لاتفاق مع إدارة السجون لإزالة أجهزةِ التشويش المسرطنة وتحييدها، والموافقة على تركيب هواتف عمومية في كافة أقسام السجون لأول مرة في تاريخ الحركة الأسيرة والسجون.وأكدت الحركة في بيان صدر عنها (15/4)، إعادة الأوضاع الحياتية في كافة أقسام السجون إلى ما كانت عليه قبل 16/2/2019، وهي بدايةُ الأحداث التي رافقت تركيبَ أجهزة التشويش المسرطنة وما تلاها من إجراءات عقابية واسعة.
وقالت الحركة الأسيرة،«جرى تحقيق جملة المطالب الإنسانية التي تلامس حياة الأسرى وعلى رأسها ما يخص الأسرى المعزولين و خروجهم من العزل». مضيفة: «المعركة لم تنته بعد، فالمرحلة الأصعب هي تنفيذ ما تم الاتفاق عليه».
وأوضح رئيس هيئة شؤون الأسرى قدري أبو بكر، أن الأسرى أعلنوا تعليق خطواتهم التصعيدية ضد إدارة السجون. وبين أبو بكر،أن جلسات الحوار بين ممثلي الأسرى وإدارة السجون والتي استمرت لعدة أيام، في سجن «ريمون»، أفضت إلى اتفاق يقضي بتركيب أجهزة تلفونات عمومية في أقسام كافة السجون، يستخدمها الأسرى 3 أيام أسبوعياً، يبدأ تركيبها في سجن الدامون وأقسام الأسرى الأشبال في عوفر ومجيدو وأقسام مشفى الرملة وتعميمها بعد ذلك على كافة السجون.
وأضاف، أن «الاتفاق أشتمل أيضاً على إعادة كافة الأسرى الذين جرى نقلهم من سجن النقب خلال الاقتحام الأخير، وتخفيض مبلغ الغرامة الذي فرض بحق عدد منهم من 58 ألف شيكل إلى 30 ألف شيكل، وكذلك إنهاء عزل الأسرى المعزولين في سجن النقب.
مطالب الأسرى
وكانت من أبرز مطالب الأسرى المضربين هي إزالة أجهزة التشويش على الهواتف المحمولة (المُهربة)، وتركيب هواتف عمومية في السجون لتمكين الأسرى من التواصل مع ذويهم، وإعادة زيارات أهالي أسرى قطاع غزة لطبيعتها، وإلغاء منع الزيارة المفروضة على مئات المعتقلين من الضفة الفلسطينية، ورفع العقوبات الجماعية التي فرضتها إدارة السجون منذ عام 2014، وتوفير الشروط الإنسانية لهم خلال تنقلاتهم بين السجون.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، «الأمور امتدت أكثر مما كان متوقعاً، بسبب أن سلطات الاحتلال كلما قررت أن تُقدم على إعطاء انجاز للأسرى، تثقله بالكثير من الشروط».
وأفادت القناة السابعة الإسرائيلية، أن نتنياهو، وافق على إدخال الهواتف العمومية لأقسام الأسرى في سجون الاحتلال، في سابقة هي الأولى من نوعها، في حين تقرر الإبقاء على أجهزة التشويش التي ركبتها إدارة السجون في أقسام الأسرى. وأوضحت القناة التلفزيونية أنه جرى التوصل لحل وسط بين طاقم المفاوضات الإسرائيلي الذي يضم ما يسمى جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) مع الهيئة القيادية للأسرى، وأن نتنياهو كلف الشاباك مهمة بلورة صيغة الاتفاق، وأعفى مصلحة السجون الإسرائيلية (الشاباص) الرافضة للفكرة.
وأحيت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات الرسمية والأهلية المعنية بشؤون الأسرى في قطاع غزة فعاليات يوم الأسير الفلسطيني (17/4)، بالتزامن مع فعاليات مماثلة في الضفة الفلسطينية.
ما يميز «إضراب الكرامة 2»
وأوضح رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات أن ما يميز «إضراب الكرامة 2» أنه كان متدحرجاً، حيث بدأ بنخبة الأسرى والهيئات القيادية للحركة الأسيرة ومن ثم فتح الإضراب أمام الأسرى المتطوعين، لكن الإضرابات السابقة كانت جماعية منذ البداية.
وبين حمدونة أن قرارات لجنة أردان كانت تريد تقويض كافة انجازات الأسرى وإرجاعهم للمربع الأول منذ العام 1967، ولكن الإضراب نجح في الحفاظ على الحقوق الأساسية للأسرى وتثبيتها. مشيراً إلى أن الحوارات في الإضرابات السابقة كانت بين إدارة السجون والحركة الأسيرة، لكن «إضراب الكرامة 2» جرت حوارات موسعة بين الحركة الأسيرة وتشترك فيه حكومة الاحتلال والشاباك وإدارة السجون الإسرائيلية.
بدوره، رأى مدير مؤسسة مهجة القدس ياسر مزهر أن ما يميز إضراب الكرامة 2، هو التدخل المصري المباشر والأمم المتحدة، وإضراب 30 أسيراً من الأسرى الفدائيين، وتفاهمات تخفيف الحصار برعاية مصرية وضعت قضية الأسرى على جدول أعمالها».
وطالب مزهر جماهير شعبنا وقواه السياسية بالالتفاف حول قضية الأسرى التي توحد الشعب الفلسطيني على مختلف مشاربهم، والمشاركة في كافة الفعاليات المساندة والداعمة للأسرى على طريق حريتهم.
وأفادت هيئة الأسرى ونادي الأسير، في تقرير صدر عنهما بمناسبة يوم الأسير، أن أكثر من مليون فلسطيني مرّوا بتجربة الاعتقال منذ عام 1967، بينما يقبع داخل سجون الاحتلال (5700) أسير وأسيرة، بينهم (250) طفلاً من بينهم (5) قاصرين محتجزين بما تسمى مراكز الإيواء، و(47) أسيرة، و(6) نواب، و(500) معتقل إداري و(700) أسير مريض بينهم 30 حالة مصابة بالسرطان، و(56) أسيرًا مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين سنة بشكل متواصل، و(26) أسيرًا من قدامى الأسرى.
وأوضح التقرير أن (218) شهيداً من الحركة الأسيرة منذ العام 1967، وأن سلطات الاحتلال اعتقلت منذ بداية العام 2019 وحتى نهاية آذار (مارس) نحو (1600) مواطن بينهم نحو (230) طفلاً و(40) امرأة.■
نشر بالتزامن مع مجلة الحرية الأسبوعية في عددها 1723

أضف تعليق