29 آذار 2024 الساعة 10:57

الرفيق نايف حواتمة والسفير الإيراني بدمشق جواد تركآبادي يؤكدان أن العلاقات الإيرانية الفلسطينية تقوم على الدعم والمساندة والتضامن

2018-12-15 عدد القراءات : 589
دمشق (الاتجاه الديمقراطي)
عندما يكون الحديث عن القدس وآلامها والأقصى وجراحاته وفلسطين وعذاباتها .. وعندما تذكر البطولات العظيمة لأبناء فلسطين  ودماء الشهداء التي تسيل فتسقى بيارات الليمون وتتمايل جبال اللطرون تباهياً واعتزازاً بها .. وحينما يتوج الكلام بذكر المقاومة وضرورة الفداء وتذكر مسيرات العودة وتضحيات أطفال غزة ونسائها ورجالها وأبطالها ، فإنما يذكر معها من وقف ويقف مع هذا الشعب الصامد في كل مراحل مقاومته ..
وحين يذكر الصامدون لا بد أن تذكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي ما فتئت تدعم المقاومة مادياً ومعنوياً حتى تحرير الأرض والإنسان .. وتجسيداً لهذه المساندة الدائمة للشعب وللفصائل المقاومة والقوى الوطنية والحركة النضالية للشعب الفلسطيني التي أرعبت هذا الكيان وإجرامه الدموي .. التقى اليوم سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية الأستاذ جواد تركآبادي في مكتبه اليوم بالرفيق نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ودار الحديث حول العلاقات الإيرانية الفلسطينية وأوضاع الفلسطينيين في هذه المرحلة الراهنة .
العلاقات الإيرانية الفلسطينية هي علاقات أخوية
حيث أكد الجانبان على أن العلاقات الإيرانية الفلسطينية هي علاقات أخوية تقوم على الدعم والمساندة والتضامن خدمةً للقضايا العادلة ولشعب الأرض المحتلة وللقدس الموجوع النازف بالدم والدمع والآلام،  وللانتفاضة الكبرى المنتصرة قريباً ، وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتخلى عن دعم الشعب الفلسطيني وكافة الفصائل المقاومة حتى التحرير الكامل والصلاة في محراب الأقصى.

وعبّر سعادة السفير جواد تركآبادي عن إيمان الجمهورية الإسلامية الإيرانية العميق بأن هذه المقاومة الخلاقة في الأراضي الفلسطينية لابد أنها سوف تنتصر وأن لا خيار  إلا المقاومة والدفاع المشروع التي أقرته الأديان والشرائع السماوية والتشريعات الوضعية.
كما أكد السفير الإيراني على وقوف إيران الدائم مع القضية الفلسطينية ضد سياسات الاحتلال الصهيوني التوسعي الاستيطاني رغم كل الضغوط التي تمارس على الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإضعافها وإسكاتها عن قول الحق والوقوف إلى جانبه .
كما أشار سعادة السفير تركآبادي إلى رفض الجمهورية الإسلامية الإيرانية «صفقة القرن» وكل الإجراءات التي تم تنفيذها لتمريرها عبر أذنابه في المنطقة .
من جانبه عبَر الرفيق نايف حواتمة عن شكره العميق لوقوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب فلسطين وقضيتها العادلة معبّراً عن التضامن مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد عمليات الابتزاز والضغوط التي تتعرض لها في مواجهة الإمبريالية الاستعمارية الأمريكية والتصريحات والمواقف العدوانية التوسعية وليس آخرها تصريح نتنياهو بأن اسرائيل ستقوم بهجوم مباشر على الأرض الإيرانية، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني مصمم على خوض غمار المقاومة ورفع رايتها حتى تحرير الأرض كاملة.
حواتمة أكد على خيار المقاومة
وفي تصريح خاص لوكالة إيران اليوم بيّن الرفيق نايف حواتمة بأن اللقاء مع سعادة السفير جواد تركآبادي مثمر وإيجابي، وهو إنما يدل دلالة مباشرة على حرص الجمهورية الإسلامية الإيرانية على رعاية القضية الفلسطينية حتى النهاية.
وأكد المناضل حواتمه بأن الخيار الحقيقي أمام الشعوب العربية والإسلامية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني هو خيار المقاومة والانتفاضات الشعبية ومواصلة النضال الجماهيري من أجل انتزاع حقوق شعب فلسطين في تقرير مصيره وبناء دولة فلسطين على حدود 67 وعاصمتها القدس وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وحقهم كذلك بخدمات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين.
وأوضح السيد نايف حواتمه أن اللقاء مع سعادة السفير تطرق إلى سياسة ترامب وإدارته التي تنتهج سياسة منحازة بالكامل لمصالح العدو الصهيوني وأطماعه في القدس الشرقية العربية الفلسطينية وقطاع غزة إضافة للأعمال العدوانية اليومية الدموية التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية تجاه قطاع غزة ، حيث أن صفقة القرن التي تبناها ترامب يجري تنفيذها خطوة خطوة على الأرض منذ 6/12 /2017 ومنها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والصمت الكامل على الأعمال الجارية في القدس والضفة الفلسطينية وأعمال العدوان على قطاع غزة وشطب القدس من جدول أعمال المفاوضات، وشطب قضية اللاجئينوشطب وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا).
وأكد حواتمة بأن اللقاء مع سعادة السفير تركآبادي تطرق إلى الأوضاع في الشرق الأوسط والمخاطر التي تتهددها على يد العدوان الإسرائيلي والسياسة الأمريكية الخطيرة الرامية لسلب الشعوب حقوقها على أرضها وسلبها حقوقها في التحرر والتقدم إلى الأمام والتنمية والعدالة الاجتماعية، فكان لا بد من التضامن والتعاون المشترك والحرص على الحقوق الوطنية الفلسطينية لانتزاعها من بين أنياب العدو الاسرائيلي في هذا الزمن الصعب. حيث الشرق الأوسط يتعرض إلى زلازل من الانشغالات بالأوضاع الداخلية في كثير من بلدانه، لكن هذه الانشغالات الداخلية لا يجب أن تكون على حساب الحقوق والقضية الفلسطينية بل يجب أن تبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للشعوب في منطقه الشرق الأوسط والدول المسلمة وأحرار العالم الذين يدعون إلى نصرة الحقوق من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
وأضاف حواتمة، إن صفقة العصر الأمريكية وتصفية القضية الفلسطينية بالكامل وإقامة حلف صهيوني خليجي في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هو مشروع إقليمي للضغط على إيران الإسلامية لإعادة تغيير النظام كلياً ليصبح نظاماً تابعاً للإدارة الأمريكية وكيانه الصهيوني.
أضواء على حياة المناضل نايف حواتمة : 
أنهى نايف حواتمة الدراسة المتوسطة والثانوية في كلية الحسين – عمان الأردن عام 1955 وانتقل بعدها إلى دراسة الطب في جامعة القاهرة مع مطلع عام 1956، وبروح النضال القومي غادر مقاعد الدراسة مع طلاب عرب كثيرين عشية العدوان الثلاثي على مصر، وانتمى إلى الحركة القومية (القوميين العرب)  وفي عام 1957 تحمل مسؤولية تنظيم القوميين العرب على ضفتي الأردن.
توقف نايف حواتمة عن دراسة الطب نتيجة الانشغال بالعمل الوطني والقومي، وانتقل بين سورية ولبنان والعراق واليمن . عاد بعد ذلك إلى جامعة بيروت العربية (1963-1967) وحصل على ليسانس ” الفلسفة وعلم الاجتماع".
بعد يونيو 1967 شكل مع قادة فرع حركة القوميين العرب وفصائل فلسطينية أخرى “ائتلاف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، وبعد انفراط عقد الائتلاف أسس مع الجناح الوطني/ القومي الديمقراطي في الائتلاف “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” وانتُخب أميناً عاماً للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
شكل نايف حواتمة مع ياسر عرفات التأسيس الثاني لمنظمة التحرير الفلسطينية (سبتمبر 1969) . وكان التأسيس الأول لمنظمة التحرير خلال الفترة 1964-1969 يتكوّن من شخصيات فردية، بينما جاء التأسيس الثاني الجديد لتتوزع المقاعد بالتساوي بين فصائل المقاومة والنقابات والاتحادات الجماهيرية والشخصيات الوطنية، وهو النظام المعمول به حتى الآن. وتُعتبر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين  تنظيماً رئيسياً في منظمة التحرير في الوطن المحتل وأقطار اللجوء والشتات كافة .
يقول نايف حواتمة : هذه دولتنا، نناضل لبسط سيادتها على جميع هذه الأراضي التي يحتلها الاحتلال، وندعو عربنا للاعتراف ببسط السيادة دولاً وشعوباً وأحزاباً . كما وندعو العالم لاحترام الشرعية الدولية، فالشرعية الدولية تعطينا هذا الحق كاملاً ، لوحدويتنا، ووحدوية كل قوة فلسطينية على الأرض الفلسطينية وفي الشتات .

أضف تعليق