18 نيسان 2024 الساعة 20:37

واشنطن ستدع الوقائع على الأرض تحدد موعد الصفقة ورسالة من الرئاسة للوفد الأميركي المتجول بالمنطقة

4

2018-06-23 عدد القراءات : 359

القدس المحتلة (الاتجاه الديمقراطي)- قالت صحيفة القدس المقدسية ان واشنطن ستدع الوقائع على الأرض تحدد موعد نشرصفقة القرن .
وأضافت في تقريراً لها :"بعد انتهاء اجتماع فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ "صفقة القرن" المكون من صهر الرئيس جاريد كوشنير ومستشاره لشؤون المفاوضات الدولية جيسون غرينبلات وسفير ترامب لدى إسرائيل ديفيد فريدمان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسفير اسرائيل في واشنطن رون ديرمر امس الجمعة، تردد في العاصمة واشنطن أن الإدارة الاميركية باتت قاب قوسين أو أدنى من إعلان أطر هذه الصفقة ونقاطها الأساسية.
وكان كوشنير وغرينبلات قد اجتمعا أمس الخميس مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بشكل منفصل، في إطار سلسلة من الاجتماعات التي يعقدونها في الشرق الأوسط بشأن الخطة الأميركية المرتقبة منذ فترة طويلة.
وقال البيت الأبيض في بيان إن كوشنير وغرينبلات ناقشا مع السيسي في مصر "تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة ومصر والحاجة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة"، مضيفا "أنهما، وبشكل منفصل بحثا في قطر أيضا مع الشيخ تميم تعزيز التعاون بين البلدين والمساعدة الإنسانية لغزة".
وكانا كوشنير وغرينبلات قد عقدا اجتماعين مماثلين هذا الأسبوع مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان.
وأكد البيت الأبيض في بيان له الخميس، إن الرئيس ترامب سيستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض يوم 25 حزيران (يونيو) الجاري، مضيفا "يتطلع ترامب إلى تأكيد روابط الصداقة بين الولايات المتحدة والأردن. سيناقش الزعيمان القضايا التي تهم الجانبين بما في ذلك الإرهاب والتهديد الذي تمثله إيران والأزمة في سوريا والعمل تجاه سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وحسب مصادر مطلعة في العاصمة واشنطن فإن كوشنير وغرينبلات وفريدمان اتفقا مع نتنياهو خلال اجتماعهم الجمعة أنه "في الوقت الذي لن تشمل فيه الخطة أي إشارة إلى حل الدولتين للمضي قدما نحو سلام محتمل بين إسرائيل والفلسطينيين، ولن تتطرق للقدس الشرقية (المحتلة) كمكان يمكن للفلسطينيين فرض سيادتهم عليها أو إعلانها عاصمة مستقبلية لهم، إلا أن الخطة ستشير إلى السيادة الهاشمية على الأقصى والحرم الشريف، اضافة الى السماح للفلسطينيين بممارسة شعائرهم الدينية كل يوم الجمعة عبر ممر في الجدار من بلدة أبوديس".
ويقول المصدر "ستشمل الخطة لدى الإعلان عنها محفزات اقتصادية للفلسطينيين وتخفيف القيود المفروضة على حرية التنقل والاستثمار لصالح المواطنين الفلسطينيين في المنطقة (ج ).
كما تشمل رفع الكثير من القيود المفروضة على قطاع غزة لتفادي كارثة إنسانية تلوح في الأفق وتوسيع الملاحة وفتح المعابر مع مصر مقابل نزع السلاح من غزة (سلاح حماس) وترتيبات أخرى أمنية طويلة الأمد تضمن إنهاء العنف المتبادل بين غزة وقوات الأمن الإسرائيلي".
كما تشمل الخطة "ضرورة ربط المواطنين الإسرائيليين الذين يقيمون في المستوطنات المتناثرة في الضفة الغربية مع إسرائيل بشكل دائم وبدون عراقيل"، ما يعني ضم الكتل الاستيطانية الكبرى "إلى جانب حق الجيش الإسرائيلي في السيطرة على الأمن في تلك الأراضي حتى نهر الأردن في المدى المنظور وهو أمر يتطلب ترتيبات خاصة مع الأردن وسلطات أمن السلطة الفلسطينية".
ويقر المصدر "إن رفض الفلسطينيين لهذه الخطة حتى قبل الإفصاح عنها ورفضهم حتى لقاء مسؤولين أميركيين منذ اعتراف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة اليها يجعل من احتمال تنفيذ بنودها أمرا صعبا للغاية إن لم يكن مستحيلا".
ولدى سؤال "القدس" عن جدوى الإعلان عن الخطة في ظل هذه الظروف، يقول المصدر "الفكرة هي أن الرئيس ترامب الذي تعهد بتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل نفذ ما وعد به وحاول جاهدا، غير ان الفلسطينيين هم الذين رفضوا وبالتالي فأن اللوم يقع عليهم"، ما يفسح المجال أمام إسرائيل لتفعل ما تشاء واتخاذ الخطوات الأحادية مثل بناء المزيد من المستوطنات أو ضمها وتجذير وجودها في الأراضي المحتلة دون محاسبة.
من جهته، اتهم مبعوث الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط يوم الخميس الفلسطينيين بـ"النفاق"، بعد أن صرح مسؤول فلسطيني أن الجهود الأميركية لتوفير الإغاثة الإنسانية لغزة تهدف إلى فصل القطاع الفلسطيني عن الضفة الغربية.
وكتب جيسون غرينبلات على (تويتر) الخميس، إن "(حماس) والسلطة الفلسطينية، اللتان تقاتلان بعضهما بعضا منذ أكثر من عقد من الزمن، تزعمان بسخرية إن الولايات المتحدة تحاول تقسيم غزة والضفة الغربية، بدلا من الاعتراف بأننا نحاول مساعدة الفلسطينيين في غزة". وأضاف "يا له من نفاق".
بدورها، قالت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية ردا على سؤال لـ "القدس" بشأن دور وزارة الخارجية في المحاولات الدائرة :"بالطبع يمكنني أن أؤكد أن هذه الرحلة تجري على قدم وساق، وقد تناولنا ذلك منذ بضعة أيام، وأصدر البيت الأبيض بعض القراءات حول اجتماعاتهم. لذلك عندما تقول إننا لا نعرف ماذا يحدث، أشير إلى أن البيت الأبيض قد أصدر قراءات، لذلك علي أن أحيلك إليها".
واضافت "ثمة قراءة بشأن اجتماع جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات بالرئيس المصري، وثمة قراءة أخرى بشأن اجتماعهما بولي العهد السعودي. إذن أحيلك إلى هذه القراءات. لقد تحدثوا عن الكثير من المسائل، بما في ذلك الإغاثة الإنسانية إلى غزة وجهود الإدارة الرامية إلى تسهيل سلام طويل الأمد بين الإسرائيليين والفلسطينيين. إذن نشرت بعض المعلومات وأنا متأكدة من أن البيت الأبيض ومكتب السيد غرينبلات سيسران بتوفيرها" دون توضيح طبيعة "السلام الطويل الأمد بين الفلسطينيين وإسرائيل" أو "دور وزارة الخارجية في هذه العملية".
ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومعاونيه وحركة (فتح) الاجتماع أو التحدث مع مسؤولي البيت الأبيض منذ شهر كانون الأول 2017 الماضي، عندما خالف ترامب عقوداً من السياسة الأميركية بشأن القدس المحتلة واعترف بها عاصمة لإسرائيل.
ولم يُحدد توقيت نشر "صفقة القرن" بالضبط حتى الآن، ولكن المصدر يقول :"الإدارة ستدع الوضع على الأرض يحدد موعد القيام بذلك (نشر الخطة) بدلاً من تحديد موعد نهائي، لأنه ليس لدينا سوى فرصة واحدة ونريد اغتنامها بشكل صحيح".
في سياق ذلك قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن الجولات الأميركية المتعددة للمنطقة، واستمرار البحث عن أفكار أو الاعداد لصفقة أو خطة، متجاوزة القيادة الفلسطينية وموقفها الثابت من القدس وإقامة الدولة الفلسطينية وقضية اللاجئين، لن تؤدى سوى إلى طريق مسدود.
وأَضاف: "على الوفد الأميركي التخلص من الوهم القائم على إمكانية خلق حقائق مزيفة، من خلال مناورات سياسية تسوق لتلك الاوهام، وتحاول تزييف التاريخ".
وتابع أبو ردينة: "إن العنوان الصحيح لتحقيق السلام العادل والدائم والذي لا يمكن تجاوزه، لا إقليميا ولا دوليا، يمر بصاحب القرار الفلسطيني المتمثل برئيس دولة فلسطين محمود عباس ، واعضاء القيادة الفلسطينية المدعومة بالشرعية والمساندة العربية، التي أبلغت الوفد الاميركي ذلك بوضوح".
وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة "انه رغم ثقل الاعتبارات الاقليمية، فإن هناك أمورا لا يمكن وزنها بالذهب والمساعدات الانسانية، وحلول تحاول أن تختصر مواجهة تاريخية عمرها أكثر من مائة عام".
وقال ابو ردينة: "ان استمرار العبث بمصير المنطقة لن يزيد الامور سوى اشتعال وتوتر، وان الحل للصراع يكون فقط مع الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية، المدعومين من اشقائهم العرب جميعا شعوبا وحكومات".
وختم أبو ردينة بالقول، "ان المطلوب بعد انتهاء جولات الوفد الاميركي للمنطقة، ان تدرك الادارة الاميركية وتستوعب ضرورة التوقف عن السعي لبدائل سياسية وهمية ومشاريع هدفها شق الوطن الفلسطيني لمنع قيام دولتنا الفلسطينية، وان السلام الحقيقي يتطلب الالتزام بقرارات الشرعية الدولية القائمة على مبدأ حل الدولتين المدعوم من المجتمع الدولي، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، من خلال وضع آلية دولية تعيد التوازن والثقة بإمكانية العودة إلى مسار السلام الصحيح".

أضف تعليق