19 نيسان 2024 الساعة 17:55

جنرال إسرائيلي: مصر ترعى خطة للمصالحة والمفاوضات ..وعريقات يكشف أهداف جولة كوشنير وغرينبلات للمنطقة

11

2018-06-23 عدد القراءات : 627

القدس المحتلة (الاتجاه الديمقراطي)- قال جنرال إسرائيلي في جيش الاحتلال الإسرائيلي إن مصر ما زالت تتقدم في بلورة خطة سياسية شرعت بها بعد عدوان الجرف الصامد على غزة في صيف 2014. وقال الجنرال نمرود نوبيك الذي كان مستشارا سياسيا للرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز للقناة الإسرائيلية العاشرة أمس، إن مصر تستعد لإطلاق خطة سياسية استراتيجية تتطلع لتحقيق أربعة أهداف، وهي فصل حماس عن الإخوان المسلمين، وردعها عن التعاون مع تنظيم الدولة (داعش) في سيناء، وتحاشي الاحتكاك العسكري بينها وبين إسرائيل واستعادة القاهرة لريادتها في المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية.
وحسب المصادر الإسرائيلية فإن مصر بدأت ببلورة هذه الخطة الكبيرة بعد عدوان " الجرف الصامد " في 2014 ، وإنها تقوم بالضغط على حماس والسلطة الفلسطينية للتعاون معها في هذا السياق.
وتشمل الخطة خطوات كثيرة منها إنعاش حركة فتح ومصالحة بين الرئيس محمود عباس وبين محمد دحلان المبعد منها، ووقف تعاون حماس مع "الإخوان المسلمين" على أمل أن تصبح فتح موحدة وقوية أكثر، فيما تصبح حماس أكثر اعتدالا وحذرا وتعاونا في مساع لاستعادة الوحدة الفلسطينية الداخلية، وعودة حكم السلطة للقطاع ضمن نظام جديد يستعيد فيه الرئيس عباس صلاحيته بتمثيل كافة الفلسطينيين في مفاوضات جديدة تعفي حماس فيها نفسها من "اتساخ يديها"، وتترك المهمة للرئيس.
وتشير الرؤية المصرية هذه حسب المصادر الإسرائيلية إلى ان المهمة كانت غير منطقية نتيجة تعقيدات فلسطينية وعربية وإقليمية. لكن الجنرال – المستشار الاسرائيلي يرى ان هناك حاجة لتلاق نادر بين خمسة تغييرات درامية حتى تكون الخطة المصرية حية. من هذه التغييرات تعديل في توجهات حماس بقيادة يحيى السنوار التي توقعتها المخابرات المصرية واستبعدها آخرون.
ويزعم نوبيك ان الخطة المصرية تقدمت بالاتجاه السليم حيث سارع السنوار للابتعاد عن الإخوان المسلمين وللاستجابة للطلب المصري حول الأمن في سيناء بالتدريج. وكذلك يبدو السنوار مصمما على إنجاز المصالحة الفلسطينية رغم معارضة أوساط داخل حركته.
ولم يتطرق نوبيك للتسريبات حول نية البيت الأبيض تكريس واقع  انفصال غزة وتثبيتها ككيان مستقل في ظل مقاطعة الرئيس عباس لواشنطن، وذلك بذرائع "إنسانية". كما يعتبر الموقف الاسرائيلي في هذا الخصوص مفاجئا، ويشير الى ان تل أبيب توقفت عن التحريض على المصالحة الفلسطينية والاكتفاء بطرح شروط بضرائب شفوية بدلا من نفي الفكرة كليا.
وهل جاء ذلك نتيجة تغيير عميق في استراتيجية إسرائيل بسياسة تكريس الخلاف بين رام الله وبين غزة، ام هو نتيجة ضغوط القاهرة وواشنطن؟ يتساءل نوبيك، مرجحا ان نتنياهو يراهن على فشل مساعي المصالحة دون "مساعدة" اسرائيلية.
ورغم الاختلافات والخلافات الصعبة بين فتح وحماس يرى نوبيك ان الفرصة ما زالت جيدة لتحقيقها على الأرض، زاعما ان كفة مصر المؤمنة بسياسة الخطوة خطوة التدريجية ترجح مقابل كفة عباس الذي يصمم على كل شيء بما في ذلك توحيد السلاح الفلسطيني او لا شيء حتى الآن.
ويعتبر ان حماس قبلت بدخول سلاح آخر لغزة مقابل تأجيل موضوع نزع سلاح المقاومة في غزة مع دمج قوات الأمن المدنية كالشرطة وغيرها بأجهزة السلطة، على ان يتم دمج سلاح المقاومة لاحقا بعد تسوية مع اسرائيل. ويزعم نوبيك ان الخطة المصرية غير مستحيلة رغم المعيقات المختلفة ورغم ان موقف اسرائيل لم يتضح نهائيا بعد.
في غضون ذلك كشف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د.صائب عريقات أن الجولة الامريكية التي شملت عدة دول عربية واسرائيل هدفت الى شطب وكالة اونروا وقضية اللاجئين اضافة الى محاولة الترويج لتغيير النظام السياسي في الضفة الغربية واسقاط القيادة الفلسطينية، مشددا على ان الموقف العربي -في المقابل- كان موحداً ومتمسكاً بالثوابت.
وقال عريقات في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، صباح السبت، ان جولة الموفدين الامريكيين جاريد كوشنير وجيسون غرينبلات جاءت بعدما ظنت الادارة الامريكية انها اسقطت ملف القدس.
واضاف: يريدون الان شطب "اونروا" من خلال طرح تقديم المساعدات مباشرة للدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين بعيدا عن الوكالة الاممية الى جانب ترتيب صفقة مالية لقطاع غزة بقيمة بليون دولار لاقامة مشاريع، ايضا بمعزل عن اونروا، وتحت ما يسمى حل الازمة الانسانية وكل ذلك من اجل تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
واشار عريقات الى ان التركيز على موضوع غزة والحديث عما يسمى ازمة انسانية كلام حق يراد به باطل ويحمل اهدافا خطيرة وراءه.
وكشف ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ابلغ الموفدين الامريكيين خلال لقائهما الجمعة، استعداده لتلبية احتياجات غزة من خلال اقتطاع الاموال اللازمة من العائدات الضريبية للسلطة الوطنية وذلك بهدف ابقاء الانقلاب قائما وفصل غزة عن الضفة تمهيدا لاتمام مشروع دويلة في القطاع مع اسقاط السلطة في الضفة.
وشدد عريقات على ان مواجهة هذه المؤامرة الامريكية - الاسرائيلية يتطلب من حركة حماس انهاء (الانقلاب ) في القطاع لان استمراره يعني اتاحة المجال لاستمرار محاولات تمرير المشاريع التصفوية التي لا يمكن التصدي لها دون تحقيق الوحدة الوطنية.
وتابع القيادي في منظمة التحرير حديثه عن اهداف الجولة الامريكية مبيناً ان الهدف الثاني لها يتمثل بما تحدثت عنه الولايات المتحدة مؤخرا عبر مقال لغرينبلات، وهو تغيير النظام السياسي الفلسطيني في الضفة الغربية واسقاط الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية لتمسكها بالثوابت الوطنية وحقوق شعبنا.
ومن اجل استهداف القيادة، تابع عريقات موضحاً، تبدأ الادارة الامريكية بمحاولة اشاعة حالة عدم استقرار وبلبلة في الضفة الغربية.
اما الهدف الثالث، وفق المسؤول نفسه، فهو محاولة كسر الاجماع الدولي والالتفاف حول القضية الفلسطينية ورفض ما يسمى ب صفقة القرن والمؤامرات الامريكية التصفوية.
عربياً، اكد امين سر اللجنة التنفيذية ان الموفدين الامريكيين كوشنير وغرينبلات استمعا الى موقف عربي موحد بان الحل هو باقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 67 بعاصمتها القدس الشرقية وحل قضايا الوضع النهائي بما فيها اللاجئين والقدس استنادا الى قرارات الشرعية الدولية.
واضاف عريقات ان الجانب العربي لم يغير موقفه وهذا امر نثمنه فلسطينيا ونرجو ان تكون الادارة الامريكية قد فهمت ان القضية الفلسطينية ليست محل مقايضة.
ولفت الى ان القيادة الفلسطينية كانت على اتصال دائم لتنسيق مواقف مع الدول العربية سواء مع الاردن ومصر والسعودية وقطر والامارات.

أضف تعليق