19 نيسان 2024 الساعة 14:56

رزان النجار كان عمرها 21 عامًا.. وسيظلّ للأبد

2018-06-08 عدد القراءات : 388
كان عمرها 21 عاماً، أي أنها في أيلول 2000 لم تكن قد تجاوزت الثالثة، وانتفاضة الأقصى تخطو نحو بدايات التشكل، كان ذلك هو العام الذي تحول فيه محمد الدرة من طفل يحاول الاحتماء من رصاص القناص إلى ملاك مجنح.
كان عمرها 21 عاماً، أي أنها في حزيران 2006 لم تكن قد أتمت العاشرة حين اتخذ الحصار بعدا جديدا، وصارت غزة ملحمة صمود يومي.
كان عمرها 21 عاما، أي أنها في حزيران 2007 كانت طفلة في العاشرة، لم تتجاوز شهادة الابتدائية بعد، لتصبح طبيبة أو مسعفة ميدانية، كان ذلك هو العام الذي شهدت فيه البلاد شرخ الانقسام، الشرخ الذي صار وجعا مزمنا لم تشف منه البلاد.
كان عمرها 21 عاماً، أي أنها في كانون أول 2008 لم تكن قد تجاوزت الحادية عشرة، لتشهد أولى الحروب كطفلة، عاشت خلالها فصول الوجع قبل أن تسجل الحرب حضورا مؤلما في الذاكرة.
كان عمرها 21 عاماً، أي أنها في تشرين ثان 2013 شهدت الحرب الثانية على غزة.
كان عمرها 21 عاماً، أي أنها في تموز 2014 شهدت الحرب الثالثة، وكانت على أبواب الثانوية العامة.
كان عمرها 21 عاماً، أي أنها في حزيران 2018 اختزلت كل التواريخ السابقة، واندفعت نحو السياج مسعفة ميدانية أتمت تكوينها العلمي، شاهرة حلما وطنيا لتنقذ شباب الحلم من رصاص القناص، شباب يشبهونها في الحلم والاندفاع نحو الانعتاق من سطوة الحصار على المفردات. لكنها عادت كفراشة في الأبيض، ترفع صوتها فوق الرصاص بكل كبرياء: اسمي رزان النجار، عمري 21 عاماً.
كان عمرها 21 عاماً... وسيظل عمرها 21 عاماً مشرقاً إلى الأبد.
• وزير الثقافة الفلسطيني

أضف تعليق