18 نيسان 2024 الساعة 17:23

بحضور العرب وغياب السلطة: البيت الأبيض يلتقي حول أزمة غزة ويخرج بتنفيذ عدة مشروعات

2018-03-14 عدد القراءات : 496

واشنطن (الاتجاه الديمقراطي)( وكالات)- استضاف البيت الأبيض يوم الثلاثاء 19 دولة، بينها إسرائيل ودول خليجية عربية، لبحث الأزمة الإنسانية في غزة، لكن السلطة الفلسطينية قاطعت الاجتماع لغضبها من سياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب حيال القدس.
وكان ترامب عدل عن السياسة الأمريكية المتبعة منذ عقود بشأن المدينة عندما قرر في ديسمبر كانون الأول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها.
وتضع الإدارة أبضا اللمسات النهائية على خطة سلام للشرق الأوسط.
وقال مسؤول كبير بالإدارة "إصلاح الوضع في غزة ضروري للتوصل إلى اتفاق سلام". وشدد المسؤولون على أن المسعى الذي تقوده عدة دول بخصوص جهود الإغاثة وإعادة الإعمار لا يزال في مراحله الأولى.
وأفاد المسؤولون بأن جاريد كوشنر، أحد كبار مستشاري ترامب الذي أوكل له الإشراف على عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، قدم عرضا على مدى ساعتين للدول المشاركة، لكن لم يجر التطرق لخطة السلام الأمريكية المحتملة.
وشمل الحضور ممثلين من مصر والأردن والسعودية وقطر والبحرين وعمان والإمارات وكذلك من عدة بلدان أوروبية. وذكر المسؤولون أن صيغة الاجتماع لم تسمح بإجراء محادثات مباشرة بين إسرائيل والدول العربية.
وبحث الاجتماع مشروعات محتملة في مجالات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والصحة، لكن المسؤولين رفضوا الكشف عن مقترحات معينة. وشدد مسؤول كبير بالإدارة الأمركية على أنه من الممكن تنفيذ عدة مشروعات بدون مساعدة السلطة الفلسطينية، لكنهم قالوا إن الهدف هو إشراكها في آخر الأمر في العملية المتعددة الأطراف.
وقال مبعوث الرئيس الأميركي للاتفاقيات الدولية جيسون غرينبلات في جلسة الافتتاح: "نحن نرحب دائماً بفرصة العمل مع الدول الأخرى المكرسة لمحاولة حل هذا النزاع، والمهتمة بالمساعدة في مواجهة التحديات الإنسانية في غزة".
وأضاف "كما يوضح الهجوم الرهيب اليوم على موكب رئيس الوزراء الحمد الله، ستكون هناك دائما مخاطر حقيقية مرتبطة بهذا المسعى، لكن المخاطر تبرر الفوائد المحتملة.
كان رئيس الوزراء في غزة يفتتح محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي التي يمولها بعضكم، المانحون والدوليون لتحسين صحة سكان غزة. هذا الهجوم، مرة أخرى، يثبت أن حماس غير ملائمة بشكل كبير لحكم غزة. لكن لا يمكن ردعنا، ولا ينبغي ردع السلطة الفلسطينية. للسلطة الفلسطينية دور شرعي في غزة، كما يفعل المجتمع الدولي".
وتابع غرينبلات "نأسف لأن السلطة الفلسطينية ليست معنا اليوم، الأمر لا يتعلق بالسياسة، هذا يتعلق بصحة وسلامة وسعادة أهل غزة، وجميع الفلسطينيين والإسرائيليين والمصريين".
وأشار غرينبلات إلى أن "نحن هنا اليوم للنظر في أفكار حول كيفية التعامل مع التحديات الإنسانية في غزة، وهو موضوع لطالما كان في مقدمة كل عقولنا وبالتأكيد كان هو كذلك بالنسبة لي".
وقال: "في الأشهر الثلاثة عشر منذ تولي الرئيس ترامب السلطة، حضرت عشرات الاجتماعات والمؤتمرات التي ركزت على تحسين التحديات الإنسانية في غزة. لقد سمعت مراراً وتكراراً عن المشاريع والمبادرات، الخط 161، وغاز من أجل غزة، ومحطة جديدة لتحلية المياه، وجميعها مقترحات ذكية، والتي إذا طبقت ستؤدي بالتأكيد إلى تحسين حياة الفلسطينيين في غزة. لكن رغم كل هذه المساعي، كل هذه الأفكار العظيمة، فإن المعاناة الإنسانية في غزة قد نمت خلال العام الماضي".
وأضاف: "نحن جميعاً على دراية بالوضع على الأرض، هناك تحديات صحية كبيرة، تظل الكهرباء سلعة نادرة، حيث تستقبل العديد من المنازل والشركات أقل من أربع ساعات من الكهرباء في اليوم، المياه الملوثة هي أكبر سبب وحيد للمرض بالنسبة للأطفال الرضع في غزة، ينمو الفقر وينعدم الأمن الغذائي، لا يزال معدل البطالة في غزة هو الأعلى في العالم".
وتابع غرينبلات "استطيع أن أقول المزيد، لكننا لم ندعكم إلى هنا لتلاوة الإحصاءات أو الإدلاء ببيانات سياسية، لقد دعوناكم إلى هنا لأننا نعتقد أن بإمكاننا أن نفعل ما هو أفضل بكثير، يجب أن نفعل ما هو أفضل بكثير! أنا متأكد من أننا جميعا نؤمن بذلك. لكن القيام بعمل أفضل يتطلب تفكيراً جديداً والتزاماً بالعمل".
وكشف النقاب إنه تم في الاجتماع تقديم سلسلة من المقترحات لأهل غزة والتي قام الفريق الأميركي بتطويرها وقال: "تم تطوير بعضها بالتنسيق مع العديد منكم. سيتطلب تنفيذ هذه المقترحات منا التفكير والتفكير بشكل إبداعي لمواجهة التحديات السياسية والأمنية التي نعرفها، سيتطلب العديد من هذه المقترحات تمويلاً جديداً. سوف تتطلب كل هذه المشاريع تنسيقا مركّزا لنا بدءا من اليوم، نحن نرحب أيضا بأفكاركم، سواء من خلال مشاركة مقترحات محددة، أو عوائق للتغلب عليها، أو استراتيجيات جديدة لإشراك شركاء آخرين، طالما أنها عملية، مع الاهتمام المناسب، فإن لديها فرصة قوية للتنفيذ".
واضاف: "نحن نعلم جميعا أن أيا من هذا لن يكون سهلا. وكل ما نقوم به يجب أن يتم بطريقة تضمن أننا لا نضع أمن الإسرائيليين والمصريين في خطر، وأننا لا نعمل على تقوية حماس، التي تتحمل المسؤولية عن معاناة غزة. لكن الوضع اليوم في غزة غير مقبول، ويزيد انحدارا إلى الأسفل".
وتابع غرينبلات "لا توجد أعذار للتقاعس عن العمل، إن التقاعس عن العمل لا يؤدي سوى فقط إلى المزيد من المعاناة للفلسطينيين في غزة، ولكنه يخلق أيضا المزيد من التحديات الأمنية للإسرائيليين والمصريين، ويدفع آفاق التوصل إلى اتفاق سلام شامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين أبعد وأبعد. جزء أساسي من تحقيق اتفاق سلام شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما في ذلك اولئك في الضفة وغزة، هو حل الوضع في غزة".
وتوجه غرينبلات إلى الحضور "بينما نواصل مناقشة اليوم، أطلب أن نتفق على ترك السياسة عند الباب. دعونا نركز على حلول واقعية وعملية للمشاكل التي نحن بصدد معالجتها. دعونا نخطط لمغادرة هنا اليوم من خلال فهم مشترك لأولوياتنا الفورية، وخطة لتنفيذ مقترحات تتصدى لتلك الأولويات. وبينما لن نحل الوضع في غزة في هذه القاعة اليوم، فإنه مع النهج الصحيح، يمكننا أن نتخذ خطوة مهمة إلى الأمام".
واضاف: "بحلول نهاية هذا المؤتمر، آمل أن نتفق على بعض المقترحات الملموسة التي يمكننا تقديمها في مؤتمر لجنة الارتباطات (AHLC) القادم في بروكسل. هدفنا هنا هو دعم AHLC والجهود التي تبذلها مختلف المجموعات أو البلدان الأخرى".
وتابع "أود أن أطلب منكم جميعا أن تشكروا حكوماتكم على العمل الشاق الذي تقوم به لمساعدة شعب غزة والسعي لإيجاد حل لهذا الوضع، وبسبب العمل الشاق الذي تقومون به جميعا مع زملائكم فإننا نأمل أن حل الوضع في غزة، والتوصل إلى حل شامل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قد يتوفر. بالطبع ، نحن واضحون حول التحديات الكبيرة في تحقيق هذه الحلول. نحن بحاجة إلى عمل جريء وجديد ولائق، كلام قليل والكثير من البناء. لكي يكون السلام في متناول أيدينا، علينا أولاً تحسين الظروف على الأرض لخلق الأمل والفرصة. نحن بحاجة إلى أفضل الجهود من قبل الجميع ونحن بحاجة إليها الآن".
وأشار غرينبلات إلى أنه "أريد أن أكون واضحا: الهدف هنا هو عدم لحماس خطف العمل وخلق وضع مماثل لما هو موجود في لبنان اليوم. مثل هذا الوضع سيكون سيئاً لإسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية. نحن بحاجة إلى التأكد من أن المشاريع والمساعدات مشروطة بشكل مناسب بمنع مثل هذا الدخل".
واقترح غرنيبلات "أن نقوم بزيارة الحدود بين غزة وإسرائيل وبين قطاع غزة ومصر معا، والقيام بجولة يقودها الإسرائيليون والمصريون لرؤية التحديات الكبيرة التي تواجهها مصر وإسرائيل، بما في ذلك الأنفاق التي بنتها حماس. ربما، بعد فهم هذه التحديات، يمكننا الخروج بأفكار واقعية أخرى".
ويبلغ معدل البطالة في غزة 43.6 في المئة، وينحي كثير من سكان القطاع باللائمة على إسرائيل في المصاعب التي يواجهونها، حيث يتهمونها بفرض حصار اقتصادي حد بصورة كبيرة من حركة الناس والبضائع.
لكن سكان غزة يحملون قادتهم المسؤولية أيضا، إذ يشكون من صراع على السلطة بين حماس، التي انتزعت السيطرة على القطاع في 2007، وفتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس المدعوم من الغرب.

 

أضف تعليق